يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
أخرج نعيم بن حماد المروزي في كتابه " الفتن " :
61 - حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان عن شريح بن عبيد عن كعب قال : ليأتين على الناس زمان يعير المؤمن بإيمانه كما يعير اليوم الفاجر بفجوره حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه .
والأثر فيه شريح بن عبيد وهو ثقة لكنه لم يدرك كعبا - وهو كعب الأحبار - ، فالأثر منقطع لا يصح .
لكن هل ما فيه من معان نراها في زماننا ؟!
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميسرة أحمد عبد الله
هل يجوز أن ننسب الأثر إلى شريح مباشرة ؟؟
مادام السند إليه لا يصح، فلا يجوز نسبته إليه، وإنما يذكر بصيغة من صيغ التمريض، كقيل أو روي أو يذكر عن شريح.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
مادام السند إليه لا يصح، فلا يجوز نسبته إليه، وإنما يذكر بصيغة من صيغ التمريض، كقيل أو روي أو يذكر عن شريح.
قد ثبت بإسنادٍ حسنٍ إلى شريح بن عبيد من أجل بقية بن الوليد قال الحافظ ابن حجر في التقريب :" صدوق كثير التدليس عن الضعفاء "، وبقية رجاله ثقات.
ولفظ موسى بن أيوب الذي هو أوثق من نعيم بن حماد فيه ذكر أسباب حدوث ذلك وهو ما أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره في "الزهد" [140] فقال:
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:
"- لَتُحَبَّبَنَّ إِلَيْكُمُ الدُّنْيَا حَتَّى تَتَعَبَّدُوا لَهَا وَلأَهْلِهَا،
- وَلَيَأْتِيَنكم زَمَانٌ تُكْرَهُ فِيهِ الْمَوْعِظَةُ،
-وَحَتَّى يَخْتَفِيَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يَخْتَفِي الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ، وَحَتَّى يُعَيَّرَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يُعَيَّرُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ ". اهـ.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
قد ثبت بإسنادٍ حسنٍ إلى شريح بن عبيد من أجل بقية بن الوليد قال الحافظ ابن حجر في التقريب :" صدوق كثير التدليس عن الضعفاء "، وبقية رجاله ثقات.
ولفظ موسى بن أيوب الذي هو أوثق من نعيم بن حماد فيه ذكر أسباب حدوث ذلك وهو ما أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره في "الزهد" [140] فقال:
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ:
"- لَتُحَبَّبَنَّ إِلَيْكُمُ الدُّنْيَا حَتَّى تَتَعَبَّدُوا لَهَا وَلأَهْلِهَا،
- وَلَيَأْتِيَنكم زَمَانٌ تُكْرَهُ فِيهِ الْمَوْعِظَةُ،
-وَحَتَّى يَخْتَفِيَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يَخْتَفِي الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ، وَحَتَّى يُعَيَّرَ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يُعَيَّرُ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ ". اهـ.
ما هي الإضافة في هذا السند، فالرواي عن كعب هو شريح أيضًا، وقد ذكر في أول الموضوع أنه لم يدركه ؟؟؟؟ !!!
كذا لا تغفل عنعنة بقية، ومعلوم أنه مدلس ولم يصرح.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
ما هي الإضافة في هذا السند، فالرواي عن كعب هو شريح أيضًا، وقد ذكر في أول الموضوع أنه لم يدركه ؟؟؟؟ !!!
يا شيخنا الفاضل، السائلة تسأل عن صحة الأثر إلى شريح فأجبتها إن صح عن شريح فقلت بثبوته إلى شريح فقط.
لم أقصد إلى كعب فمتفقٌ أن شريحًا لم يدرك كعبًا الأحبار.
كصنيع الإمام الألباني في تحقيقه " الإيمان " لابن أبي شيبة ( 106 ) تحت أثر رواه معاوية بن قرة عن أبي الدرداء :
(كان أبو الدرداءِ يقول : اللهمَّ إني أسألُك إيمانًا دائمًا ، وعلمًا نافعًا ، وهديًا قيِّمًا)، فقال : (الأثر صحيح الإسناد) - يعني صحة إسناده إلى معاوية لا ثبوت الأثر من أساسه -.
فمعلوم أن قرة بن معاوية لم يدرك أبا الدرداء حتى أعله بالانقطاع الإمام الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير ( 2/ 684) فقال : (منقطع).
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
كذا لا تغفل عنعنة بقية، ومعلوم أنه مدلس ولم يصرح.
لكن ورد عن إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين أنه قبل روايته عن الثقات وذكر صفوان بن عمرو بعينه، قال يحيى بن معين :
صالح ، ومرة : إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا وقال مرة : علي بن ثابت وإسماعيل بن عياش وبقية ومروان بن معاوية وزيد بن حباب ثقات في أنفسهم الا أنهم يحدثون عن الكل ويأتونا بالعجائب ، وفي رواية ابن محرز قال : إذا حدث عن ثقة فهو صدوق ". اهـ.
وكذلك المشار إليه في قول ابن حجر العسقلاني بتخصيص تدليسه عن الضعفاء.
والله أعلم.
وبارك الله فيك، أعتذر لك إن توهمت أو أخطأت، وجزاك الله خيرًا.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
يا شيخنا الفاضل، السائلة تسأل عن صحة الأثر إلى شريح فأجبتها إن صح عن شريح فقلت بثبوته إلى شريح فقط.
لم أقصد إلى كعب فمتفقٌ أن شريحًا لم يدرك كعبًا الأحبار.
كصنيع الإمام الألباني في تحقيقه " الإيمان " لابن أبي شيبة ( 106 ) تحت أثر رواه معاوية بن قرة عن أبي الدرداء :
(كان أبو الدرداءِ يقول : اللهمَّ إني أسألُك إيمانًا دائمًا ، وعلمًا نافعًا ، وهديًا قيِّمًا)، فقال : (الأثر صحيح الإسناد) - يعني صحة إسناده إلى معاوية لا ثبوت الأثر من أساسه -.
فمعلوم أن قرة بن معاوية لم يدرك أبا الدرداء حتى أعله بالانقطاع الإمام الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير ( 2/ 684) فقال : (منقطع).
.
هل هناك طريق لهذا الأثر عن شريح؟
وفعل الألباني في الأثر الذي ذكرته ونسبته لمعاوية بن قرة لأنه روي عنه أيضًا وفي آخره، قَالَ مُعَاوِيَةُ: (فَنَرَى أَنَّ مِنَ الْإِيمَانِ إِيمَانًا لَيْسَ بِدَائِمٍ، وَمِنَ الْعِلْمِ عِلْمًا لَا يَنْفَعُ، وَمِنَ الْهَدْي هَدْيًا لَيْسَ بِقَيِّمٍ).
وهل قال أحد أن الأثر أو الحديث إذا لم يصح عن الراوي الأعلى نسبناه للراوي الذي قبله كما فعلت هنا ؟
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
هل هناك طريق لهذا الأثر عن شريح؟
لم أقفُ على ذلك، لكن لم أقصد طريق الأثر عن شريح من قوله بل قصدت هل نسطيع أن نجزم أن شريحًا قال إن كعبًا قال هذا الأثر؟
ـــــــــــــــ ـــــــ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وفعل الألباني في الأثر الذي ذكرته ونسبته لمعاوية بن قرة لأنه روي عنه أيضًا وفي آخره، قَالَ مُعَاوِيَةُ: (فَنَرَى أَنَّ مِنَ الْإِيمَانِ إِيمَانًا لَيْسَ بِدَائِمٍ، وَمِنَ الْعِلْمِ عِلْمًا لَا يَنْفَعُ، وَمِنَ الْهَدْي هَدْيًا لَيْسَ بِقَيِّمٍ).
.
بارك الله فيك على التوضيح.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وهل قال أحد أن الأثر أو الحديث إذا لم يصح عن الراوي الأعلى نسبناه للراوي الذي قبله كما فعلت هنا ؟
لم أقصد نسب هذا الأثر إلى شريح من قوله، في كلامك ذكرتَ يا شيخنا أنه يجب أن نقول رُوي أو ذُكر عن شريح - يعني بصيغة التمريض - أنه قال إن كعبًا قال: هذا الأثر.
فتبين لي من كلامك أن السند إلى شريح يضعف، لذا كان من الأولى أن يقال: " روي بصيغة التمريض عن كعب أنه قال هذا الأثر ".
لكن بعد بيان ثبوته عن شريح كإسناد إليه فقط نستطيع أن نقول -يعني بصيغة الجزم- إن شريحًا بن عبيد قال عن كعب فنذكر الأثر.
لكن تبقى ظاهرة الانقطاع بين شريح وكعب الأحبار.
هذا ما قصدته لكن لا أنسبه إلى شريح بن عبيد من قوله، والله أعلم.
أعتذر لك إن أخطأت يا شيخنا جزاك الله خيرًا وبارك بك.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
لكن ورد عن إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين أنه قبل روايته عن الثقات وذكر صفوان بن عمرو بعينه، قال يحيى بن معين :
صالح ، ومرة : إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا وقال مرة : علي بن ثابت وإسماعيل بن عياش وبقية ومروان بن معاوية وزيد بن حباب ثقات في أنفسهم الا أنهم يحدثون عن الكل ويأتونا بالعجائب ، وفي رواية ابن محرز قال : إذا حدث عن ثقة فهو صدوق ". اهـ.
وكذلك المشار إليه في قول ابن حجر العسقلاني بتخصيص تدليسه عن الضعفاء.
والله أعلم.
وبارك الله فيك، أعتذر لك إن توهمت أو أخطأت، وجزاك الله خيرًا.
قال الشيخ الحويني في النافلة : (1/ 19):
تدليس بقية، فقد كان يدلس التسوية، فتحتاج منه أن يصرح لنا بالتحديث في كل طبقات السند، وكنت ذهلت عن هذا قديماً، فكنت أجعل عنعنته كعنعنة الأعمش ونحوه ممن يدلسون تدليس الإسناد. وقال لي شيخنا حافظ الوقت ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى، وأمتع المسلمين بطول حياته: ((إنه يقع لي تدليس بقية هو من التدليس المعتاد)) أ. هـ*.
لكن ثبت أن بقية بن الوليد يدلس التسوية، فذكر ابن أبي حاتم في ((العلل)) (1957) من طريق إسحاق بن راهويه، عن بقية، قالَ: حدثني أبو وهب الأسدي، قالَ: حدثنا نافع، عن ابن عمر، قالَ: لا تحمدوا إسلام امرئ، حتى تعرفوا عقدة رأيه. وقال أَبي: هذا الحديث لهُ علة، قل من يفهمها.!!
روى هذا الحديث عبيد الله ابن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليهِ وعلى آله وسلم. وعبيد الله بن عمرو، وكنيته أبو وهب، وهوَ أسدي. فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد لكيلا يتفطن بهِ، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدى لهُ 0!!
وكانَ بقية من أفعل الناس لهذا، وأما ما قالَ إسحاق في روايته عن بقية، عن أبي وهب: ((حدثنا نافع)) فهوَ وهوَ ... إلخ) .
قلت: فقول أبي حاتم: (( ... حتى ترك إسحاق من الوسط لا يهتدي إليه)) هذه هي صورة تدليس التسوية، ثم وصفه بأنه كان: ((من أفعل الناس [ويرى ابن حبان في ((المجروحين)) أن بقية ابتُليَ بتلاميذ سوء كانوا يسوون حديثه، وهذا لا يمنع أنه كان يفعله] .
وهذا يعني أنه صار معروفاً به ولا يغنى في دفع هذا التدليس ما قاله ابن عدي: سمعت الحسين [يعني ابن عبد الله العطار] يقول: سمعت محمد بن عوف [وقع في
((الكامل)) : ((عون)) وهو خطأ. والنسخة المطبوعة من الكامل سيئة للغاية، لكثرة التصحيف فيها. فالله المستعان]
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
كذا لا تغفل عنعنة بقية، ومعلوم أنه مدلس ولم يصرح.
للفائدة:
متى يحتج بأحاديث الراوي بقية بن الوليد عند المحدثين؟
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
وقال أَبي: هذا الحديث لهُ علة، قل من يفهمها.!!
روى هذا الحديث عبيد الله ابن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليهِ وعلى آله وسلم. وعبيد الله بن عمرو، وكنيته أبو وهب، وهوَ أسدي. فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد لكيلا يتفطن بهِ، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط لا يهتدى لهُ 0!!
ففطنها يحيى بن معين وفهمها ونبه عليها حتى قال :
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي
إذا حدث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوى شيئا
.
انظر إلى آخر الكلام إذا كناه ولم يسم اسم الرجل فليس يساوي شيئا.
وهنا في الأثر لم يكنِّ صفوان بن عمرو بأبي عمرو مثلًا بل سماه وصفوان ليس بمجهول بل ثقة وقبل يحيى بن معين روايته عن صفوان بن عمرو صريحًا.
وقال الترمذي في حديث لبقية بن الوليد قد عنعن فيه عن بحير بن سعد ذكر اسمه صريحًا : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ". اهـ.
وقال الحاكم في حديثٍ ءاخر له أيضًا : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، فَقَدِ احْتَجَّ بِبَقِيَّةَ فِي الشَّوَاهِدِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، فَأَمَّا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ فَإِنَّهُ إِذَا رَوَى عَنِ الْمَشْهُورِينَ فَإِنَّهُ مَأْمُونٌ مَقْبُولٌ ". اهـ.
والله أعلم.
وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك.
رد: يعير المؤمن بإيمانه ، هل هذا نراه في زماننا ؟!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة
قلت: فقول أبي حاتم: (( ... حتى ترك إسحاق من الوسط لا يهتدي إليه)) هذه هي صورة تدليس التسوية، ثم وصفه بأنه كان: ((من أفعل الناس [ويرى ابن حبان في ((المجروحين)) أن بقية ابتُليَ بتلاميذ سوء كانوا يسوون حديثه، وهذا لا يمنع أنه كان يفعله] .
من أشهر تلاميذه السوء :
الوليد بن مسلم القرشي قال الحافظ ابن حجر: " ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية ". اهـ.
ورد في سنن الكبرى للبيهقي حيث روى مسلم بن الوليد فقال:
أَخْبَرَنِي بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَخَّصَ فِي دَمِ الْحُبُونِ، يَعْنِي الدَّمَامِيلَ ". وَكَانَ عَطَاءٌ يُصَلِّي وَهُوَ فِي ثَوْبِهِ، وَرَوَاهُ جِمَاعَةٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، هَذَا تَفَرَّدَ بِهِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أنبأ أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ: هَذَا الْحَدِيثُ لا يُعْرَفُ إِلا بِبَقِيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ بَقِيَّةَ، وَبَيْنَ ابْنِ جُرَيْجٍ بَعْضُ الْمَجْهُولِينَ ، أَوْ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ، لأَنَّ بَقِيَّةَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ ذَلِكَ ". اهـ.
قال الدارقطني في سننه: هَذَا بَاطِلٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَعَلَّ بَقِيَّةَ دَلَّسَهُ عَنْ رَجُلٍ ضَعِيفٍ ". اهـ.
قلتُ: والصواب أن هذا من فعل تلميذه الوليد بن مسلم كما رأى ابن حبان.
والدليل على ذلك هو ما ورد في غريب الحديث للحربي قال :
قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رُخِّصَ لَنَا فِي دَمِ الْحُبُونِ ". اهـ.
ورد في تاريخ دمشق لابن عساكر بإسناده [10 : 331]:
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَمَّا حَدِيثُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ هَذَا، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي دَمِ الْحبونِ فَمُنْكَرٌ،
وَقَدْ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِبَقِيَّةَ: حَدِّثْنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ أَنَا مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ". اهـ.
لذلك لا عجب في قول أبي حاتم الرازي : " له علة قل من يفهمها ".
قلتُ: ولا أرى الآفة إلا من إسماعيل البصري، ولم ينسبه بقية بن الوليد إذن فهو ضعيف.
فلعله إسماعيل بن أبي زياد الشامي رماه الذهبي بالكذب، وقال الحافظ ابن حجر : " ضعيف جدا " "النتائج" (3/ 282)، والله أعلم.
ذكره ابن الجوزي في كشف النقاب ، وقال : لقبه فافا ، يروي عنه ابن جريج. اهـ.
والله أعلم.