(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكلَت عليَّ هذه الآية لا سيما بعد استشهاد أهل الشرك بها على شركهم ، ولكن بعد الرجوع إلى كتب التفسير نجد أن الروايات وأقوال المفسرين مجمعة على أن اتخاذ المسجد في هذه الآية يعني اتخاذه على الكهف حيث أُعثرَ على أصحاب الكهف ، ثم بعد التأمل في الآية نجد أن قول القائلين : (ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم ) فقولهم : ربهم أعلم بهم . يدل على أن أمرهم بالبناء على غير وجه الإشهار والتبرك ، وهو ما لا يتفق مع تعلية الأضرحة وتسقيفها ، وإنما يتفق مع البناء على معنى السد أو الطمس ، فيكون المقصود ابنوا على باب الكهف بنيانا وسدوه. وبهذا يتبين معنى القول المضاد ، أي أنه ليس في المسألة بناء مسجد على قبر .
رد: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
لم يرد ذكر للمساجد قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الا هنا،وبعد حادثة اصحاب الكهف يأتي الأمر بصحبة الاخيار،بقوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ...."وهؤلاء يجتمعون في المساجد لدعوتهم وترغيبهم بماعندالله ..واقتران فتية الكهف بالمسجد هو اقتران اهل الايمان بصحبة الصالحين لحفظ الايمان وهذا لايتأتى الا في المساجد ..وفيها ايضا تنبيه للأمة المحمدية بحفاظة ايمانهم بالفرار من الفتن ولزوم بيئات الايمان خاصة في بيوت الله ..والله تعالى اعلم واحكم ..،،