الصورة ليست أعجب من اليدين والوجه والساق وسياق الحديث واضح أن الصورة عائدة لله عز وجل
نعم ،بوركت أخي بايزيد.
بارك الله فيكما.
المخالف لا ينكر الصفة بل يثبتها. وهذه نقطة مهمة يجب الانتباه إليها.
فالخلاف إنما هو حول عودة الضمير، والأولى هو الالتزام بما في هذا الحديث من فقه.
وبالنسبة لإثبات الصفة.. فهناك أحاديث أخرى في الباب هي العمدة والمعول عليها، ولا بأس في الاستشهاد بهذا الحديث، إلا أن دلالته مختلف فيها. ولا ضير من إثبات هذا الخلاف فيما أظن.
إذ لا ينبني على هذا الخلاف تعطيل الصفة.
والله أعلم.
لكن ألا ترون أن المسألة التي تناقشوا فيها في آخر النقاش الخلاف فيها بينهما خلاف لفظي ؟! بل إن شئت فقل هي من الأمثلة الجيدة على الخلاف اللفظي! فهل توافقونني إخواني؟!
لا نوافقك ، بل إن الخلاف بينهما كان معنويا.
روى أبو طالب قال : قال لي أحمد بن حنبل: صح الأمر على أبي ثور.
من قال إن الله خلق اّدم على صورة اّدم فهو جهمي
وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه ؟!
وروى الخلال عن أبي طالب من وجهين قال : سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل يقول:
من قال إن الله خلق اّدم على صورة اّدم فهو جهمي وأي صورة كانت لاّدم قبل أن يخلقه ؟!
وروى الخلال عن المروذي قال : أظن أني ذكرت لأبي عبدالله عن بعض المحدثين بالبصرة أنه قال:
على صورتة؛أي صورة الطين قال: هذا جهمي نسلم الخبركما جاء.
وقد رد ابن تيمية في بيان تلبيس الجهيمة
على من تاول حديث الصورة
وعد العلماء ذلك زلة من ابن خزيمة لايجوز متابعته عليها ولامتابعة غيره في ذلك
نقل جلها الشيخ حمود التويجري في كتابه الذي قدم له الشيخ ابن باز
( عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن )
بل يمر كما جاء وهذا منهج السلف الصالح .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
(( قال النبي صلى الله عليه وسلَّم : ( إن الله خلق آدم على صورته ) أخرجه البخاري ومسلم .
الصواب في عود الضمير على الرحمن ،
وإثبات الصورة لله تعالى على الوجه اللائق به من غير تحريفٍ ولا تعطيل ولا تمثيلٍ ولا تكييف
والمعنى أن الله سبحانه سميعٌ عليم متكلم إذا شاء ..
وهكذا آدم سميع عليم متكلم إذا شاء ،
وله وجه ولله وجه ولكن ليس الوجه كالوجه
وليس السمع كالسمع وليس العلم كالعلم وليس الكلام كالكلام ؛
كما قال سبحانه وتعالى : ﴿ لَيسَ َكمِثلِهِ شيءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾
[ سورة الشورى : 11] . )) ا.هـ كلامه رحمه الله
وقول السلف واضح فقد أرجعوا الضمير لله عزوجل
وليس في المسألة خلاف حتى يقال بأنه سائغ بل لم ينكر الحديث إلا الجهمية
ولاحاجة للنقاش في هذه المسألة ...
الله خلق أدم على صورة الرحمن لا نشك في ذلك ولا نرتاب.
ومعناه أن الله يسمع ويبصر وله يدان وعينان وابن آدم كذلك، ولكن ليس السمع كالسمع ولا البصر كالبصر ولا اليدان كاليدان ولا العينان كالعينان، ويشبه هذا الحديث حديث: أن المؤمنون يدخلون الجنة كصورة القمر ليلة البدر فليلاحظ ذلك من لم يفهم معنى "الصورة".
وهذه مسائل لا يسوغ فيها الخلاف وقد زل فيها بعض العلماء من أمثال الإمام ابن خزيمة والإمام الألباني رحمه الله عزوجل.
هذا لا يسوغ في الاتلاف فالأصل في المخالف أنه ليس سنيا إلا أن كان معروفا بسنيته كالإمام ابن خزيمة فنعذره في هذه الجزئية
بارك الله فيكم!
وإتماماً للفائدة:
قال القاضي أبو يعلى ~رحمه الله، في كتاب (إبطال التأويلات):
قَالَ تَعَالَى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ، وَقَالَ: {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} ، {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} وَقَالَ: {هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} ولفظه أحسن وأرحم عَلَى وزن أفعل، ولفظة (أفعل) تقتضي الاشتراك فِي الشيء، وقد شرك بينه وبين خلقه فِي هَذِهِ الصفات، كذلك لا يمتنع الاشتراك فِي الصورة.