تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    قوله صلى الله عليه وسلم: (خلق الله آدم على صورته) ذهب جمهور علماء أهل السنة والجماعة، أن الضمير عائد على الله سبحانه وتعالى، وإلا لو كان الضمير عائدا على آدم عليه السلام، لما كان للكلام فائدة؛ لأنه سيكون تقريرا لما هو معلوم وقد جاء مصرحا به في بعض روايات الحديث (على صورة الرحمن) وإن كان بعض العلماء قد استنكر هذه اللفظة لنكارة معناها عنده حيث ظن أن فيها تشبيها لله عز وجل بالمخلوق، إلا أن جمهور العلماء لم يستنكروا هذه اللفظة، ولم يستنكروا معناها، وقالوا (بأن الله تعالى خلق آدم على صورته فيالقدر المشترك؛ ليوحده في القدر الفارق)؛ بمعنى: أن الله تعالى أثبت لنفسه سمعا وبصرا وكلاما وعلما وقدرة، وغير ذلك من الصفات التي هي ثابتة للمخلوق أيضا؛ فهذا هو القدر المشترك؛ أن لله سمعا وللمخلوق سمع، ولله بصر وللمخلوق بصر، ولله قدرة وللمخلوق قدرة، وهكذا، فالقدر المشترك هي الأسماء فقط، وهذا هو الذي خلق الله فيه آدم على صورته، وأما القدر الفارق وهي نفس حقيقة الصفة، فشتان بين سمع الله وسمع المخلوق، وبين بصر الله وبصر المخلوق، وبين قدرة الله وقدرة المخلوق، فلما يعلم الإنسان القوي بأن قوة الله فوق قوته لايتعاظم على أحد، ولما يعلم العالم بأن علم الله فوق علمه تواضع لله وللخلق،ولما يعلم الملك بأن الله تعالى هو ملك الملوك، فلن يظلم أحدا، وهكذا، وهذا معنى قولهم:(خلقه على صورته في القدر المشترك ليوحده في القدر الفارق).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    أخي الفاضل ؛ هل هناك من أنكر هذا الحديث من أهل العلم ؟.
    وما رأي الإمام أحمد في المسألة ؟.
    وما رأي ابن خزيمة في هذه المسألة ؟.
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الذي أعلمه أن الذي استنكر هذا الحديث هو الشيخ الألباني رحمه الله، كما ذكرته، ولا أعلم قول أحمد في هذا الحديث، وأعلم أن ابن خزيمة قال بأن الضمير عائد على آدم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الذي استنكر هذا الحديث من أهل العلم ( على صورة الرحمن ) مالك والقرطبي ـ مال إلى ذلك ـ والمازري ،وابن خزيمة والألباني ـ كما تفضلتما ـ ورأى النووي أن الضمير عائد على آدم كما في شرح مسلم وقال عن لفظ : على صورة الرحمن : وليس بثابت عند أهل الحديث . وقال في موضع آخر :وهذا من أحاديث الصفات .....وهذا مذهب جمهور السلف وهو أحوط وأسلم ، والثاني ...إلخ . ورد على الشيخ الألباني الشيخ التويجري وحماد الأنصاري .
    وذكر العقيلي في ترجمة عبد الله بن ذكوان ، بسنده عن عبد الرحمن بن القاسم قال : سألت مالكا عمن يحدث بالحديث الذي قالوا : إن الله خلق آدم على صورته . فأنكر ذلك مالك إنكارا شديدا ، ونهى أن يتحدث به أحد ، فقيل له : إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به . فقال من هم ؟ فقيل : محمد بن عجلان ، عن أبي الزناد ..فقال : لم يكن يعرف ابن عجلان هذه الأشياء .......إلخ ( والحديث بهذا اللفظ كما تعلمون ثابت ) وأورد الذهبي هذا الأثر عن مالك في ترجمة أبي الزناد في السير ثم قال : فهذا الصحيح مخرج في كتابي البخاري ومسلم ـ( أي بلفظ : على صورته )ـ فنؤمن به ونفوض ونسلم ولا نخوض فيما لا يعنينا مع علمنا بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير أهـ
    أما مذهب أحمد في الحديث فقد قال إسحاق الكوسج في مسائله :سمعت أحمد يقول : هو حديث صحيح . وفي كتاب السنة للطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال رجل لأبي : إن رجلا قال : خلق الله آدم على صورته . أي صورة الرجل . فقال :كذب هو قول الجهمية أهـ قلت : ومذهب أحمد معروف ومشهور حكاه عنه شيخ الإسلام وغيره أن من نفى ذلك فهو جهمي ، والله أعلم
    ملحوظة : من حيث الصناعة الحديثية ،فالحديث بلفظ : على صورة الرحمن . منكر ، أما من حيث المدلول فالكلام فيه مشهور عند العلماء وسبق بعضه ، ومذهب أكثر العلماء إثبات ذلك ونفوض ذلك إلى الله من غير تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ، كما في بقية الصفات ، والعلم عند الله .بارك الله فيكم .

  5. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    قال شيخ الإسلام في "بيان تلبيس الجهمية" (6/373): "والكلام على ذلك [أي : هذا الحديث]، أن يقال هذا الحديث : لم يكن بين السلف، من القرون الثلاثة، نزاع في أن الضمير عائد إلى الله، فإنه مستفيضٌ من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك وهو أيضاً مذكور فيما عند أهل الكتابين من الكتب كالتوراة وغيرها ولكن كان من العلماء في القرن الثالث ، من يكره روايته ويروي بعضه كما يكره رواية لبعض الأحاديث، لمن يخاف أن نفسه ويفسد عقله أو دينه ،كما قال عبد الله بن مسعود _رضى الله عنه_ " ما من رجل يحدث قوماً حديثاً؛ لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم ".
    وفي البخاري عن علي بن أبي طالب_رضى الله عنه _أنه قال : " حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون ؛أتحبون أن يكذب الله ورسوله " . وإن كان مع ذلك لا يرون كتمان ما جاء به الرسول مطلقاً بل لابد أن يبلغوه حيث يصلح ذلك ولهذا اتفقت الأمة على تبليغه وتصديقه وإنما دخلت الشبهة في الحديث لتفريق ألفاظه فإن من ألفاظه المشهورة إذا قاتل أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ولا يقل أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته وهذا فيه حكم عملي يحتاج إليه الفقهاء وفيه الجملة الثانية الخبرية المتعلقة بلا وكثير من الفقهاء روى الجملة الأولى فقط وهي قوله فإذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه ولم يذكر الثانية وعامة أهل الأصول والكلام إنما يروون الجملة الثانية وهي قوله خلق الله آدم على صورته ولا يذكرون الجملة الطلبية فصار الحديث متواتراً بين الطائفتين وصاروا متفقين على تصديقه لكن مع تفريق بعضه عن بعض وإن كان محفوظاً عند آخرين من علماء الحديث وغيرهم.
    وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء في إخباره بخلق آدم في ضمن حديث طويل إذا ذكر على وجهه زال كثير من الأمور المحتملة ولكن ظهر لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصبهاني وغيرهم ولذلك لأنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة " .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  6. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    وقال ابن قتيبة _رحمه الله_ في "تأويل مختلف الحديث" (1/322) :" وَالَّذِي عِنْدِي -وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ- أَنَّ الصُّورَةَ لَيْسَتْ بِأَعْجَبَ مِنَ الْيَدَيْنِ، وَالْأَصَابِعِ، وَالْعَيْنِ، وَإِنَّمَا وَقَعَ الْإِلْفُ لِتِلْكَ، لِمَجِيئِهَا فِي الْقُرْآنِ، وَوَقَعَتِ الْوَحْشَةُ مِنْ هَذِهِ، لِأَنَّهَا لَمْ تَأْتِ فِي الْقُرْآنِ، وَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِالْجَمِيعِ، وَلَا نَقُولُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ بِكَيْفِيَّةٍ وَلَا حَدٍّ " .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  7. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    وقد أُعلَّ هذا الحديث بالآتي :
    1- أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده .
    2- عنعنة الأعمش ، وحبيب بن أبي ثابت .
    3-الكلام في حفظ جرير بن عبد الحميد .
    فهل من مجيب على هذه الإعلالات الثلاث .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    128

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعاصم أحمد بلحة مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل ؛ هل هناك من أنكر هذا الحديث من أهل العلم ؟.
    وما رأي الإمام أحمد في المسألة ؟.
    وما رأي ابن خزيمة في هذه المسألة ؟.
    وما هو رأي الألباني في هذه المسألة وماهو رد التويجري على الألباني

  9. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الآخ الفاضل _أبو مالك المديني_ هل تثبت من أن مالكاً _رحمه الله_ ينكر هذا الحديث بعينه (على صورة الرحمن) ، أم كلامه على حديثٍ آخر ؟ وهل صحَّ السندُ إليه أم لا ؟.
    وإنما كان ذلك كذلك ، لذكر الشيخ الألباني في تعقبه على حماد الأنصاري ، أنه قال : " أن إسناد العقيلي إلى مالكٍ فيه ضعيفٌ ، فيه : مقدم بن داود ، وهو متكلمٌ فيه ، ثم ذكر الشيخ أن الرواية المنسوبة إلى مالكٍ إنكاراً ، هي : " أن الله خلق آدم على صورته " ، أي الحديث المتفق عليه ؟!! .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  10. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    وهذا كلام شيخ الألباني على حديث " إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه، فإنما صورة الإنسان على صورة وجه الرحمن " :
    "
    منكر
    أخرجه ابن الإمام أحمد في " كتاب السنة " (ص 186) وأبو بكر بن أبي عاصم في "
    كتاب السنة " (ص 186) وأبو بكر بن أبي عاصم في " كتاب السنة " أيضا (
    1/230/521 - بتحقيقي) والدارقطني في كتاب " الصفات " (65/49) عن ابن لهيعة
    عن أبي يونس عن أبي هريرة مرفوعا.
    قلت: وهذا سند رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير ابن لهيعة، وهو ضعيف لسوء حفظه،
    وقد صح الحديث من طرق بنحوه، ولكن ليس فيه ذكر " على صورة وجه الرحمن "
    سبحانه وتعالى، فهي زيادة منكرة لمخالفتها لتلك الطرق، وبعضها في "
    الصحيحين " خرجتها في " الصحيحة " (450 و862) و" ظلال الجنة " (1/228) .
    وهذه الرواية سكت عنها في " الفتح " (5/183) !
    وقد أنكرها جماعة مع ورودها من طريق آخر، ولكنه معل كما يأتي بعده.
    والحديث رواه عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به دون قوله: " فإنما.. ".
    أخرجه أحمد (3/38، 93) وإسناده حسن في الشواهد، وله شواهد أخرى فانظر
    تعليقي على " السنة " لابن أبي عاصم رحمه الله تعالى.
    (تنبيه) : وقع عند الدارقطني: " عن الأعرج " مكان: " عن أبي يونس "، فإن
    كان محفوظا عن ابن لهيعة، فهو من تخاليطه الدالة على عدم ضبطه لروايته.
    1176 - " لا تقبحوا الوجه؛ فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عز وجل ".
    ضعيف
    أخرجه الآجري في " الشريعة " (ص 315) وابن خزيمة في " التوحيد " (ص 27)
    والطبراني في " الكبير " (3/206/2) والدارقطني في كتاب " الصفات " (64/48
    ) والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص 291) من طرق عن جرير بن عبد الحميد
    عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا.
    وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين ولكن له أربع علل، ذكر ابن خزيمة ثلاثة
    منها فقال:
    إحداها: أن الثوري قد خالف الأعمش في إسناده فأرسله الثوري ولم يقل: " عن
    ابن عمر ".
    والثانية: أن الأعمش مدلس لم يذكر أنه سمعه من حبيب بن أبي ثابت.
    والثالثة: أن حبيب بن أبي ثابت أيضا مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء ثم قال:
    " فمعنى الخبر - إن صح من طريق النقل مسندا - أن ابن آدم خلق على الصورة التي
    خلقها الرحمن حين صور آدم ثم نفخ فيه الروح ".
    قلت: والعلة الرابعة: هي جرير بن عبد الحميد فإنه وإن كان ثقة كما تقدم فقد
    ذكر الذهبي في ترجمته من " الميزان " أن البيهقي ذكر في " سننه " في ثلاثين
    حديثا لجرير بن عبد الحميد قال:
    " قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ ".
    قلت: وإن مما يؤكد ذلك أنه رواه مرة عند ابن أبي عاصم (رقم 518) بلفظ:
    " على صورته ". لم يذكر " الرحمن ". وهذا الصحيح المحفوظ عن النبي صلى الله
    عليه وسلم من الطرق الصحيحة عن أبي هريرة، والمشار إليها آنفا.
    فإذا عرفت هذا فلا فائدة كبرى من قول الهيثمي في " المجمع " (8/106) :
    " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهو ثقة
    ، وفيه ضعف ".
    وكذلك من قول الحافظ في " الفتح " (5/139) :
    " أخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " والطبراني من حديث ابن عمر بإسناد رجاله
    ثقات ".
    لأن كون رجال الإسناد ثقاتا ليس هو كل ما يجب تحققه في السند حتى يكون صحيحا،
    بل هو شرط من الشروط الأساسية في ذلك، بل إن تتبعي لكلمات الأئمة في الكلام
    على الأحاديث قد دلني على أن قول أحدهم في حديث ما: " رجال إسناده ثقات "،
    يدل على أن الإسناد غير صحيح، بل فيه علة ولذلك لم يصححه، وإنما صرح بأن رجاله ثقات فقط، فتأمل.
    ثم إن كون إسناد الطبراني فيه الطالقاني لا يضر لوسلم الحديث من العلل السابقة
    ، لأن الطالقاني متابع فيه كما أشرت إليه في أول هذا التخريج.
    وقد يقال: إن الحديث يقوى بما رواه ابن لهيعة بسنده عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ
    :
    " إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه فإنما صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن ".
    قلت: قد كان يمكن ذلك لولا أن الحديث بهذا اللفظ منكر كما سبق بيانه آنفا،
    فلا يصح حينئذ أن يكون شاهدا لهذا الحديث.
    ومنه تعلم ما في قول الحافظ في " الفتح " بعد أن نقل قول القرطبي:
    " أعاد بعضهم الضمير على الله متمسكا بما ورد في بعض طرقه إن الله خلق آدم على
    صورة الرحمن، قال: وكأن من رواه [رواه] بالمعنى متمسكا بما توهمه فغلط في
    ذلك، وقد أنكر المازري ومن تبعه صحة هذه الزيادة، ثم قال: وعلى تقدير
    صحتها فيجمل على ما يليق بالباري سبحانه وتعالى "، فقال الحافظ:
    " قلت: الزيادة أخرجها ابن أبي عاصم في " السنة " والطبراني من حديث ابن عمر
    بإسناد رجاله ثقات، وأخرجها ابن أبي عاصم أيضا من طريق أبي يونس عن أبي هريرة
    بلفظ يرد التأويل الأول، قال: " من قاتل فليتجنب الوجه فلأن صورة وجه الإنسان
    على صورة وجه الرحمن ". فتعين إجراء ما في ذلك على ما تقرر بين أهل السنة من
    إمراره كما جاء من غير اعتقاد تشبيه، أومن تأويله على ما يليق بالرحمن جل
    جلاله ".
    قلت: والتأويل طريقة الخلف، وإمراره كما جاء طريقة السلف، وهو المذهب،
    ولكن ذلك موقوف على صحة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد علمت أنه
    لا يصح كما بينا لك آنفا، وإن كان الحافظ قد نقل عقب كلامه السابق تصحيحه عن
    بعض الأئمة، فقال:
    " وقال حرب الكرماني في " كتاب السنة ": سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح أن
    الله خلق آدم على صورة الرحمن. وقال إسحاق الكوسج: سمعت أحمد يقول: هو حديث
    صحيح ".

    قلت: إن كانوا يريدون صحة الحديث من الطريقين السابقين فذلك غير ظاهر لنا
    ومعنا تصريح الإمام ابن خزيمة بتضعيفه وهو علم في الحديث والتمسك بالسنة
    والتسليم بما ثبت فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا أيضا ابن قتيبة حيث
    عقد فصلا خاصا في كتابه " مختلف الحديث " (ص 275 - 280) حول هذا الحديث
    وتأويله قال فيه:
    " فإن صحت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فهو كما قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تأويل ولا تنازع ".
    وإن كانوا وقفوا للحديث على غير الطريقين المذكورين، فالأمر متوقف على الوقوف
    على ذلك والنظر في رجالها، نقول هذا لأن التقليد في دين الله لا يجوز، ولا
    سيما في مثل هذا الأمر الغيبي، مع اختلاف أقوال الأئمة في حديثه، وأنا
    أستبعد جدا أن يكون للحديث غير هذين الطريقين، لأن الحافظ لم يذكر غيرهما،
    ومن أوسع اطلاعا منه على السنة؟ نعم له طرق أخرى بدون زيادة " الرحمن " فانظر
    : " إذا ضرب أحدكم.. " و" إذا قاتل أحدكم ... " في " صحيح الجامع " (687
    و716) وغيره.
    وخلاصة القول: إن الحديث ضعيف بلفظيه وطريقيه، وأنه إلى ذلك مخالف
    للأحاديث الصحيحة بألفاظ متقاربة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
    " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ".
    أخرجه الشيخان وغيرهما " الصحيحة 450 ".
    (تنبيه هام) : بعد تحرير الكلام على الحديثين بزمن بعيد وقفت على مقال طويل
    لأخينا الفاضل الشيخ حماد الأنصاري نشره في مجلة " الجامعة السلفية " ذهب فيه
    إلى اتباع - ولا أقول تقليد - من صحح الحديث من علمائنا رحمهم الله تعالى،
    دون أن يقيم الدليل على ذلك بالرجوع إلى القواعد الحديثية وتراجم الرواة التي
    لا تخفى على مثله، لذلك رأيت - أداء للأمانة العلمية - أن أبي بعض النقاط التي
    تكشف عن خطئه فيما ذهب إليه مع اعترافي بعلمه وفضله وإفادته لطلبة العلم
    وبخاصة في الجامعة الإسلامية جزاه الله خيرا.
    أولا: أوهم القراء أن ابن خزيمة رحمه الله تعالى تفرد من بين الأئمة بإنكاره
    لحديث " على صورة الرحمن " مع أن معه ابن قتيبة والمازري ومن تبعه، كما تقدم، وهو وإن كان ذلك في آخر البحث، فقد كان الأولى أن يذكره في أوله حتى تكون
    الصورة واضحة عند القراء.
    ثانيا: نسب إلى الإمام مالك رحمه الله أنه أنكر الحديث أيضا قبل ابن خزيمة!
    وهذا مما لا يجوز نسبته للإمام لأمرين:
    الأول: أن الشيخ نقل ذلك عن الذهبي، والذهبي ذكره عن العقيلي بسنده: حدثنا
    مقدام بن داود.. إلخ، ومقدام هذا يعلم الشيخ أنه متكلم فيه، بل قال النسائي
    فيه: " ليس بثقة " فلا يجوز أن ينسب بروايته إلى الإمام أنه أنكر حديثا صحيحا
    على رأي الشيخ، وعلى رأينا أيضا لما يأتي.
    والآخر: أن الرواية المذكورة في إنكار مالك ليس لهذا الحديث المنكر، وإنما
    للحديث الصحيح المتفق عليه فإنه فيها بلفظ: " إن الله خلق آدم على صورته ".
    وكذلك هو عند العقيلي في " الضعفاء " (2/251) في هذه الرواية، فحاشا الإمام
    مالك أن ينكر الحديث بهذا اللفظ الصحيح أوغيره من الأئمة. ولذلك فالقارئ
    العادي يفهم من بحث الشيخ أن الإمام ينكر هذا الحديث الصحيح!
    ثالثا: ساق إسناد حديث ابن عمر أكثر من مرة، وكذلك فعل بحديث أبي هريرة دون
    فائدة، وساقهما مساق المسلمات من الأحاديث وهو يعلم العلل الثلاث التي ذكرها
    له ابن خزيمة لأنه في صدد الرد عليه، ومع ذلك لم يتعرض لها بذكر! بله جواب،
    وكذلك يعلم ضعف ابن لهيعة الذي في حديث أبي هريرة، فلم ينبس ببنت شفة!
    رابعا: نقل كلام الذهبي الذي ذكره عقب رواية المقدام، وفيه: أن هذا الحديث
    لم ينفرد به ابن عجلان فقد رواه (الأرقام الآتية مني) :
    1 - همام عن قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة.
    2 - ورواه شعيب وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة.
    3 - ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة.
    4 - ورواه شعيب أيضا وغيره عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة
    . انتهى.
    وأقول: نص كلام الذهبي قبيل هذه الطرق:
    " قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته؛ لم ينفرد به ابن عجلان ... "
    إلخ.
    فأنت ترى أن كلام الذهبي في واد، وكلام الشيخ في واد آخر. فهذه الطرق
    الأربعة ليس فيها زيادة " صورة الرحمن "، والشيخ - سامحه الله - يسوقها تقوية
    لها، وهو لوتأمل فيها لوجدها تدل دلالة قاطعة على نكارة هذه الزيادة، إذ لا
    يعقل أن تفوت على هؤلاء وكلهم ثقات، ويحفظها مثل ابن لهيعة، ومن ليس له في
    العير ولا في النفير! وإني - والله - متعجب من الشيخ غاية العجب كيف يسوق
    هذه الروايات نقلا عن الذهبي وهو قد ساقها لتقوية الحديث الصحيح الذي أنكره
    مالك بزعم المقدام بن داود الواهي، والشيخ - عافانا الله وإياه - يسوقها
    لتقوية الحديث المنكر!
    وإن مما يؤكد أن الذهبي كلامه في الحديث الصحيح وليس في الحديث المنكر أنه
    قال في آخره:
    " وقال الكوسج: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح. قلت: وهو مخرج
    في الصحاح ".
    قلت: فقوله هذا يدلنا على أمرين:
    الأول: أنه يعني الحديث الصحيح، لأنه هو المخرج في " الصحاح " كما سبق مني.
    والآخر: أنه هو المقصود بتصحيح أحمد المذكور، فلم يبق بيد الشيخ إلا تصحيح
    إسحاق، فمن الممكن أن يكون ذلك فهما منه، وليس رواية. والله أعلم.
    خامسا وأخيرا: قرن الشيخ الحافظ الذهبي والعسقلاني مع أحمد وإسحاق في تصحيح
    الحديث.
    وجوابي عليه: أن كلام الذهبي ليس صريحا في ذلك، بل ظاهره أنه يعني الحديث الصحيح. وأما ابن حجر فعمدة الشيخ في ذلك قوله: " رجاله ثقات " وقد علمت
    مما سبق أن هذا لا يعني الصحة، ولوسلمنا جدلا أنه صححه هو أوغيره قلنا: " هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ".
    وخلاصة (التنبيه) أن الشيخ حفظه الله حكى قولين متعارضين في حديث " على صورة
    الرحمن " دون ترجيح بينهما سوى مجرد الدعوى، وذكر له طريقين ضعيفين منكرين
    دون أن يجيب عن أسباب ضعفهما، بل أوهم أن له طرقا كثيرة يتقوى بها، وهي في
    الواقع مما يؤكد وهنهما عند العارفين بهذا العلم الشريف وتراجم رواته. وهذا
    بخلاف ما صنع شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " نقض التأسيس " في فصل عقده فيه
    لهذا الحديث بأحد ألفاظه الصحيحة: " إن الله خلق أدم على صورته " أرسل إلي
    صورة منه بعض الأخوان جزاه الله خيرا فإن ابن تيمية مع كونه أطال الكلام في ذكر
    تأويلات العلماء له وما قالوه في مرجع ضمير " صورته "، ونقل أيضا كلام ابن
    خزيمة بتمامه في تضعيف حديث الترجمة وتأويله إياه إن صح، فرد عليه التأويل،
    وسلم له التضعيف، ولم يتعقبه بالرد، لأنه يعلم أن لا سبيل إلى ذلك، كما
    يتبين للقارىء من هذا التخريج والتحقيق، ولهذا كنت أود للشيخ الأنصاري أن لا
    يصحح الحديث، وهو ضعيف من طريقيه، ومتنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة.
    نسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يحشرنا في
    زمرة المخلصين الصادقين " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
    سليم ". انتهى .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  11. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الواضح من كلام الشيخ الألباني _رحمه الله تعالى_ أنه يجنح إلى القول بعودة الضمير إلى آدم _ عليه الصلاة والسلام .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  12. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    وللشيخ التويجري كتابٌ في هذه المسألة خصيصاً، بعنوان : " إتحافٌ أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن" ، وإليك الرابط أخي الفاضل :
    http://majles.alukah.net/showthread....AC%D8%B1%D9%8A
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  13. افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    وقال التويجري ردَّاً على الألباني : " وقد أدعى الألباني في تعليقه على "كتاب السنة" لابن أبي عاصم ، أن هذا المرسلُ أصح من الموصول ، وهذه دعوى لا دليل عليها ؛ فلا تفبل ، وكما أن الأعمش ، قد روى الموصول بالعنعنة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، فكذلك الثوري ، قد روى المرسل بالعنعنة عن حبيب بن أبي ثابت ، وكلاً من الأعمش والثوري مدلس ، وكل منهما من المرتبة الثانية من المدلسين ، فلا مزية إذاً لإسنادٍ المرسل ، على إسنادٍ موصول ، وقد قال الحافظ ابن حجرٍ في تعريف المرتبة الثانية من المدلسين : " أنه من احتمل الآئمة تدليسه ، وأخرجوا له في الصحيح ، لإمامته ، وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري ، وذكر أيضاً الأعمش في هذه المرتبة ، وعلى هذا ؛ فينبغي أن يساوى بين الأعمش والثوري في الرواية عن حبيب بن أبي ثابتٍ إذ لا فرق بينهما في مرتبة التدليس " . "الإتحاف" (ص: 21) .

    وفي كلام الشيخ التويجري _حفظه الله _ نظر ، فإن الثوري والأعمش ليسا في التدليس سواء ، فالأول تدليسه قلبل جداً ، كما قال البخاري ، والآخر مشهورٌ بالتدليس مع اختلاف العلماء في قبول عنعته إذ لم يصرح بالتحديث ، وهذا ردٌّ كفاني المؤونة في البحث ، للشيخ خالد الدريس ، وهاك هو على هذا الرابط :
    http://majles.alukah.net/showthread....B1%D9%8A%D8%B3
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الأخ الكريم عذرا فلم أر كلامك إلا الآن ، لضيق وقتي ، أقول : لقد ذكرت في أثناء كلامي أن إنكار مالك للحديث إنما هو بلفظ : على صورته . وقلت : وهو ثابت كما تعلمون ؛لأشير إلى ما ذكرته من كلام شيخ الإسلام الموسع ، وبالفعل الرواية المذكورة التي ذكرها العقيلي ضعيفة لا تقوم بها حجة ، وإن كان العلماء يحكون عنه ذلك ويوجهون إنكاره للحديث ،وفي سند القصة التي ذكرها العقيلي المقدام بن داود وهو ضعيف كما قاله النسائي والدارقطني وغيرهما . وكنت بفضل الله على علم بضغف الرواية ، وأحلت إلى شيخ الإسلام في تفصيل المسألة وذكر كلام الإمام أحمد . بارك الله فيك

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    الشيخ الألباني لم يجنح فقط بل يصرح بهذا والشيخ يقول بمذهب ابن خزيمة في هذه المسألة ، ومذهبه معروف فيها ، وهو مسبوق . رحمه الله
    وأرى أن كلام الشيخ الألباني هو الصواب من حيث الصناعة الحديثية وأن لفظ : على صورة الرحمن . منكر . والله أعلم

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تفسير حديث خلق الله آدم على صورته

    سؤال:
    عندما قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته " إلى من تعود كلمة صورته أو هيئته، وكيف نفسر هذا ؟.
    الجواب:
    الحمد لله
    روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
    وروى مسلم (2612) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ".
    وروى ابن أبي عاصم في السنة (517) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن" . قال الشيخ عبد الله الغنيمان حفظه الله : ( هذا حديث صحيح صححه الأئمة ، الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وليس لمن ضعفه دليل إلا قول ابن خزيمة ، وقد خالفه من هو أجل منه ).
    وروى ابن أبي عاصم (516) أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه" وقال الشيخ الألباني : إسناده صحيح .
    وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى .
    وروى الترمذي (3234) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني ربي في أحسن صورة فقال يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك قال فيم يختصم الملأ الأعلى..." الحديث ، صححه الألباني في صحيح الترمذي .
    وفي حديث الشفاعة الطويل : " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة" رواه البخاري (7440) ومسلم (182).
    ومن هذه الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى ، على ما يليق به جل وعلا ، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات ، التي قد يسمى المخلوق بها ، على وجه التقييد ، وإذا أطلقت على الله اختصت به ، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير ، ومثل خلقه بيديه ، واستواءه على العرش ، ونحو ذلك) نقض التأسيس 3/396
    والصورة في اللغة : الشكل والهيئة والحقيقة والصفة. فكل موجود لابد أن يكون له صورة .
    قال شيخ الإسلام : ( وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به ، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها ، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها ).
    وقال : ( لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى ، فإنه مستفيض من طرق متعددة ، عن عدد من الصحابة ، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة ) نقض التأسيس 3/202
    وقال ابن قتيبة رحمه الله : ( الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين ، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن ، ونحن نؤمن بالجميع ، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد) تأويل مختلف الحديث ص 221
    قال الشيخ الغنيمان : ( وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى ، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها ) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري 2/41
    وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه ، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته . فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث ؟
    فأجاب رحمه الله :
    الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر : " على صورة الرحمن " وهذا لا يستلزم التشبيه والتمثيل .
    والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا ، متكلما إذا شاء ، وهذا وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء ، وله وجه جل وعلا .
    وليس المعنى التشبيه والتمثيل ، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء ، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا ذا وجه وذا يد وذا قدم ، لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء ، ولهذا قال عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 ، وقال سبحانه : ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) الإخلاص / 4 ، فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه ) انتهى من مجموع فتاوى الشيخ 4/ 226
    ومما يبين معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) رواه البخاري ( 3245 ) ومسلم ( 2834 ) ، فمراده صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة هم على صورة البشر ، ولكنهم في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه ، وما أشبه ذلك على صورة القمر ، فصورتهم فيها شبه بالقمر ، لكن بدون ممائلة ... فتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه .
    فقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق آدم على صورته ) أي أن الله عز وجل خلق آدم على صورته سبحانه ، فهو سبحانه له وجه وعين وله يد ورجل سبحانه وتعالى ، وآدم له وجه وله عين وله يد وله رجل ... ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكنه ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر ، لكن بدون مماثلة ، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أنّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليس مماثلة لصفات المخلوقين ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .
    انظر شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( 1 / 107 ، 293 )
    وللمزيد ينظر : شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2/33-98 وفيه نقل مطول عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبطل تأويلات أهل الكلام ومن وافقهم لهذا الحديث .
    والله أعلم .
    الإسلام سؤال وجواب
    http://islamqa.info/ar/ref/20652
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •