تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل الكفار يمرون على الصراط لقوله تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا"

  1. #1

    افتراضي هل الكفار يمرون على الصراط لقوله تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا"

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هل الكفار يمرون على الصراط لقوله تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا"؟
    قال الله تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا"-مريم:71-، لأهل العلم في هذه الآية أقوال، من أشهرها قولان:
    1- المرور على الصراط وهو الجسر الذي يضرب على متن جهنم، وقريب منه قول من قال أن ورودهم إنما هو قربهم من النار.2- دخول النار، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما دون غيرهم .ولكلا المعنيين شواهد في القرآن الكريم:قال تعالى عن موسى عليه السلام:" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ"-القصص-، قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى:" وأراد به القرب، يقال: وردت القافلة البلدة وإن لم تدخلها."- مفاتيح الغيب:21/207-.وقال تعالى عن فرعون:" يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ"- هود-، وقال جل وعلا:" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ"- الأنبياء : 98-، والورود في هاتين الآيتين بمعنى الدخول.وعلى القول الأول أي المرور على الصراط المنصوب على متن جهنم، يكون ظاهر الآية:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا": أي: كل الناس يمرون على الصراط.والسؤال الذي يرد هنا: هل الكفار يمرون فعلا على الصراط؟والجواب بالنفي، فالكفار لا يمرون عليه، لدلالة الآثار والعقل عليه:1- أما بالنسبة للآثار، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:"... إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللهتعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقرما كنا إليهم ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها، فيقولون: نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم..."- متفق عليه-ووجه الاستدلال من هذا الحديث:- قوله صلى الله عليه وسلم:" ثم يضرب الجسر على جهنم" فأتى صلى الله عليه وسلم بأداة العطف "ثم" وهي تفيد الترتيب مع التراخي، فالجسر ينصب ويضرب بعدما يلج الكفار من يهود ونصارى ومشركين وعباد الكواكب والأصنام النار، ولا يبقى إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر ، كما قال صلى الله عليه وسلم:" حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر".- قوله صلى الله عليه وسلم:" فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم.".فذكر صلى الله عليه وسلم المؤمنين دون غيرهم، وأخبر أن منهم ناج مار إلى الجنة، ومكدوس في النار، وهؤلاء عصاة الموحدين الذين يقضى عليهم بدخول النار ليتطهروا ويختم لهم بالجنة بعد الشفاعات.قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله تعالى:" لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: « فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح.."- مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين:5/69-.2-أما بالنسبة للدليل العقلي: فالصراط إنما هو جسر يضرب على متن جهنم يؤدي إلى الجنة، والكفار لن يدخلوا الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، فما الفائدة من مرورهم على الصراط إذا كان دخولهم إلى الجنة مستحيلا؟يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وَأَمَّا الْوُرُودُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْله تَعَالَى { وَإِنْ مِنْكُمْ إلَّا وَارِدُهَا } فَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرٍ : { بِأَنَّهُ الْمُرُورُ عَلَى الصِّرَاطِ } وَالصِّرَاطُ هُوَ الْجِسْرُ ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ الْمُرُورِ عَلَيْهِ لِكُلِّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ."- مجموع الفتاوى:4/279-.ويقول رحمه الله تعالى في موضع آخر:"...فَتَبَيَّ َ أَنَّ الْجَنَّةَ إنَّمَا يَدْخُلُهَا الْمُؤْمِنُونَ بَعْدَ التَّهْذِيبِ وَالتَّنْقِيَةِ مِنْ بَقَايَا الذُّنُوبِ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يَعْبُرُ بِهَا الصِّرَاطَ ؟-م الفتاوى:14/345-.والكفار لا حسنة لهم تخولهم المرور على الصراط، كما قال تعالى:" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"- الفرقان:23-، وقال تعالى:" أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ-الإسراء:16-،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة يعطى عليها في الدنيا و يثاب عليها في الآخرة و أما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا."-رواه مسلم-.
    كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا"؟

    قال الله تعالى:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا"-مريم:71-، لأهل العلم في هذه الآية أقوال، من أشهرها قولان:1- المرور على الصراط وهو الجسر الذي يضرب على متن جهنم، وقريب منه قول من قال أن ورودهم إنما هو قربهم من النار.2- دخول النار، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما دون غيرهم .ولكلا المعنيين شواهد في القرآن الكريم:قال تعالى عن موسى عليه السلام:" وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ"-القصص-، قال الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى:" وأراد به القرب، يقال: وردت القافلة البلدة وإن لم تدخلها."- مفاتيح الغيب:21/207-.وقال تعالى عن فرعون:" يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ"- هود-، وقال جل وعلا:" إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ"- الأنبياء : 98-، والورود في هاتين الآيتين بمعنى الدخول.وعلى القول الأول أي المرور على الصراط المنصوب على متن جهنم، يكون ظاهر الآية:" وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا": أي: كل الناس يمرون على الصراط.والسؤال الذي يرد هنا: هل الكفار يمرون فعلا على الصراط؟والجواب بالنفي، فالكفار لا يمرون عليه، لدلالة الآثار والعقل عليه:1- أما بالنسبة للآثار، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:"... إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله سبحانه من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد اللهتعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال فما تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقرما كنا إليهم ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها، فيقولون: نعم فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم..."- متفق عليه-ووجه الاستدلال من هذا الحديث:- قوله صلى الله عليه وسلم:" ثم يضرب الجسر على جهنم" فأتى صلى الله عليه وسلم بأداة العطف "ثم" وهي تفيد الترتيب مع التراخي، فالجسر ينصب ويضرب بعدما يلج الكفار من يهود ونصارى ومشركين وعباد الكواكب والأصنام النار، ولا يبقى إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر ، كما قال صلى الله عليه وسلم:" حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر".- قوله صلى الله عليه وسلم:" فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم.".فذكر صلى الله عليه وسلم المؤمنين دون غيرهم، وأخبر أن منهم ناج مار إلى الجنة، ومكدوس في النار، وهؤلاء عصاة الموحدين الذين يقضى عليهم بدخول النار ليتطهروا ويختم لهم بالجنة بعد الشفاعات.قال العلامة ابن العثيمين رحمه الله تعالى:" لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: « فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح.."- مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين:5/69-.2-أما بالنسبة للدليل العقلي: فالصراط إنما هو جسر يضرب على متن جهنم يؤدي إلى الجنة، والكفار لن يدخلوا الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، فما الفائدة من مرورهم على الصراط إذا كان دخولهم إلى الجنة مستحيلا؟يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:" وَأَمَّا الْوُرُودُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْله تَعَالَى { وَإِنْ مِنْكُمْ إلَّا وَارِدُهَا } فَقَدْ فَسَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرٍ : { بِأَنَّهُ الْمُرُورُ عَلَى الصِّرَاطِ } وَالصِّرَاطُ هُوَ الْجِسْرُ ؛ فَلَا بُدَّ مِنْ الْمُرُورِ عَلَيْهِ لِكُلِّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ."- مجموع الفتاوى:4/279-.
    ويقول رحمه الله تعالى في موضع آخر: ".. فَتَبَيَّنَ أَنَّ الْجَنَّةَ إنَّمَا يَدْخُلُهَا الْمُؤْمِنُونَ بَعْدَ التَّهْذِيبِ وَالتَّنْقِيَةِ مِنْ بَقَايَا الذُّنُوبِ، فَكَيْفَ بِمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يَعْبُرُ بِهَا الصِّرَاطَ ؟-م الفتاوى:14/345-.والكفار لا حسنة لهم تخولهم المرور على الصراط، كما قال تعالى:" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا"- الفرقان:23-، وقال تعالى:" أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ-الإسراء:16-،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة يعطى عليها في الدنيا و يثاب عليها في الآخرة و أما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يعطى بها خيرا."-رواه مسلم-.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر عبد الغفور مشاهدة المشاركة
    والسؤال الذي يرد هنا: هل الكفار يمرون فعلا على الصراط؟والجواب بالنفي، فالكفار لا يمرون عليه، لدلالة الآثار [/RIGHT]
    فائدة :
    قال الحافظ ابن رجب في التخويف من النار ص 235 :
    واعلم أن الناس منقسمون إلى مؤمن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ، ومشرك يعبد مع الله غيره فأما المشركون فإنهم لا يمرون على الصراط إنما يقعون في النار قبل وضع الصراط ، ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع الشمس من يعبدها و يتبع القمر من يعبد القمر و يتبع الطواغيت من يعبد الطواغيت و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فذكر الحديث إلى أن قال : ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا و أمتي أول من يجيزه .
    وفيهما أيضا عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن : لتتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام و الأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق غير من كان يعبد الله من بر وفاجر وغير أهل الكتاب فتدعى اليهود فيقال : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزير ابن الله فيقال لهم : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون ؟ قالوا : عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ثم تدعى النصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد
    فيقال لهم : ماذا تبغون ؟ فيقولون : عطشنا يا ربنا فاسقنا قال : فيشار إليهم ألا تردون ؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين فذكر الحديث إلى أن قال : فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد الله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء و رياء إلا جعل الله ظهره طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤوسهم و قد تحول من صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول : أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ثم يضرب الجسر على جهنم . و ذكر الحديث وعند البخاري في رواية : ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها السراب فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ . و ذكر الباقي بمعناه
    فهذا الحديث صريح في أن كل من أظهر عبادة شيء سوى الله كالمسيح وعزير من أهل الكتاب فإنه يلحق بالمشركين في الوقوع في النار قبل نصب الصراط إلا أن عباد الأصنام والشمس والقمر وغير ذلك من المشركين تتبع كل فرقة منهم ما كانت تعبد في الدنيا فترد النار مع معبودها أولا وقد دل القرآن على هذا المعنى في قوله تعالى في شأن فرعون :{ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار و بئس الورد المورود }
    وأما من عبد المسيح و العزير من أهل الكتاب فإنهم يتخلفون مع أهل الملل المنتسبين إلى الأنبياء ثم يردون في النار بعد ذلك ...إلخ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال الحافظ في الفتح 11 / 452 :
    قوله: ويضرب جسر جهنم في رواية شعيب بعد قوله: أنت ربنا فيدعوهم فيضرب جسر جهنم.
    تنبيه: حذف من هذا السياق ما تقدم من حديث أنس في ذكر الشفاعة لفصل القضاء كما حذف من حديث أنس ما ثبت هنا من الأمور التي تقع في الموقف فينتظم من الحديثين انهم إذا حشروا وقع ما في حديث الباب من تساقط الكفار في النار ويبقى من عداهم في كرب الموقف فيستشفعون فيقع الإذن بنصب الصراط فيقع الامتحان بالسجود ليتميز المنافق من المؤمن ثم يجوزون على الصراط ، ووقع في حديث أبي سعيد هنا ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم..اهـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    يزعم أن هناك تناقضا في القرآن بين آية ( وإن منكم إلا واردها ) ونصوص أخرى تنص على المغفرة والرحمة لمن قتل في سبيل الله


    السؤال: طرح عليّ أحد المسيحيين هذا السؤال فأريد إجابة له حتى أرسله إليه : في سورة " مريم " ( وإن منكم إلا واردها .. ) بمعنى أن جميع الخلق سيدخلون جهنم لبعض الوقت بما في ذلك المسلمون دون استثناء ، ثم نجد أنه يشير ضمناً في سورة " آل عمران " أن من قتل مجاهداً فإنه لا يجري عليه هذا الحكم ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة .. ) فأين الرأي الصحيح في هذين القولين ؟! . فكيف أرد عليه في كل هذه الادعاءات ؟ أرجوا تزويدي بالإجابة مفصّلة .

    الجواب :
    الحمد لله
    ليس فيما ذكره من الآيات ، ولا في غيرها من آيات القرآن ـ بحمد الله ـ تناقض ولا اضطراب ، وحاشا كلام الله من ذلك ، إنما ذلك يليق بكلام البشر ، لنقصهم ، وجهلهم ، وقصورهم ، وأما كلام العليم الخبير فمنزه عن كل عيب ونقصان ، إنما العيب في فهم الفاهم ، وذهن القائل ، وقديما قال الشاعر :
    وكم من عائِبٍ قولاً صحيحاً ... وآفتُه من الفهْمِ السّقيمِ
    ولكنْ تأخذُ الآذانُ منهُ ... على قدْرِ القرائِحِ والعُلومِ

    والجواب على ذلك : أن يقال له : إن آية " آل عمران " لا تُعارض آية " مريم " ولا تعني – البتة – عدم تحقق " الورود " الوارد ذِكره في " مريم " لأنه حق اليقين ، وهو قطعي في الحصول من غير ريب ، ومما يدل على ذلك : ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ) .
    رواه البخاري ( 1193 ) ومسلم ( 2632 ) .
    وقد فسَّر الإمام البخاري رحمه الله معنى ( تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ) بقوله في نهاية الحديث : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) .
    قال النووي – رحمه الله - : " قال العلماء : ( تحلة القسم ) ما ينحل به القسم ، وهو اليمين ، وجاء مفسراً في الحديث أن المراد قوله تعالى ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) ، وبهذا قال أبو عبيد وجمهور العلماء ، والقسم مقدَّر ، أي : والله إنْ منكم إلا واردها ، وقيل : المراد قوله تعالى ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُ مْ وَالشَّيَاطِينَ ) مريم/ 68 " . انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 180 ) .
    وإذا تبيَّن لنا أنه لا معارضة بين الآيات وأن " ورود النار " حق على كل الخلق حتى لو كانوا مسلمين ! فيبقى علينا معرفة ما معنى " الورود " المذكور في آية " مريم " ، فنقول : أقوى ما قيل في معنى الورود المذكور في آية " مريم " قولان :
    الأول : أنه ورود بمعنى الدخول ، وأنه سيسلم المتقون من حرِّها ولهيبها ، ويُبقي رب العالمين فيها الظالمين من الكفار والمستحقين للعذاب من المسلمين فيها ، أما الكفار فعذاب إلى الأبد ، وأما المسلمون فعذاب إلى أمَد ، والدليل على ذلك ما جاء بعد تلك الآية من قوله تعالى ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) مريم/ 72 ، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه ، ويرجحه الشيخ الشنقيطي ، فلينظر كلامه – لمن أراد التوسع – في تفسيره " أضواء البيان " ( 3 / 478 – 481 ) .
    الثاني : أنه ورود خاص بالموحدين من المسلمين سواء كانوا من أصحاب الطاعات أم من أصحاب المعاصي ، وهذا الورود ليس هو الدخول في النار بل هو المرور فوقها ، ويكون ذلك المرور على " الصراط " ، وهو جسر يُنصب على جهنم يمر عليه المسلمون فقط فمِن ناجٍ ومن مكردس في النار ، وأما الكفار فلا يمرون على الصراط لأنهم سيدخلون جهنم مباشرة قبله داخرين ، وهذا قول ابن مسعود رضي الله عنه ، ويرجحه كثير من المحققين .
    قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - : " واعلم أن الناس منقسمون إلى : مؤمن يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، ومشرك يعبد مع الله غيره ، فأما المشركون : فإنهم لا يمرون على الصراط إنما يقعون في النار قبل وضع الصراط " . انتهى من " التخويف من النار " ( ص 233 ) .
    فالورود – على هذا القول الثاني – إن جاء في حق المسلمين – كما في آية " مريم " حيث قال تعالى ( وإنْ مِنْكُم ) - فهو بمعنى المرور فوق جهنم ، وأما الورود الوارد في حق الكفار فهو بمعنى الدخول فيها .
    فالورود ورودان ، ورود مع دخول في الشيء ، وورود مع مقاربة ووصول وإشراف من غير دخول في الشيء ، وكلا المعنيين جاء في كتاب الله تعالى ، فأما الأول : فهو في حق أهل الوعيد من الكفار وأصحاب المعاصي ، وفي هذا يقول تعالى ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ . لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آَلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) الأنبياء/ 98 ، 99 ، ويقول تعالى – أيضاً – ( وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) هود/ 98 .
    قال ابن رجب – رحمه الله - : " فإن الإنسان إذا قُرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد في ألمه وحسرته" . انتهى من " التخويف من النار " ( ص 99 ) .
    وأما الورود بالمعنى الثاني : فمنه قوله تعالى ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ) القصص 23 ، ومنه قوله تعالى ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ ) يوسف/ 19 .
    وبما أن آية " مريم " هي في حق الجميع من المسلمين فسيكون الورود فيها على المعنى الثاني ، وأما المعنى الأول فليس هو في حق جميع المسلمين ، بل في حق من استحق منهم الدخول فيها ، ويشترك معهم في ذلك الكفار .
    قال الشيخ عمر سليمان الأشقر – حفظه الله - : " ذهب بعض العلماء إلى أن المراد بورود النار المذكور في قوله تعالى ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ) مريم/ 71 هو دخول النار ، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنه ، وكان يستدل على ذلك بقول الله تعالى في فرعون ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ) هود/ 98 ، وبقوله ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ) مريم/ 86 ، وقوله ( لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ) الأنبياء/ 99 ، وروى مسلم الأعور عن مجاهد ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) قال : داخلها .
    وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالورود هنا : المرور على الصراط ، يقول شارح الطحاوية : " واختلف المفسرون في المراد بالورود في قوله تعالى ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) مريم/ 71 ما هو ؟ والأظهر والأقوى أنه : المرور على الصراط ، قال تعالى ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) مريم/ 72 .
    وفي " الصحيح " أنه صلى الله عليه وسلم قال ( وَالَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يَلِجُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) قالت حفصة : فقلت : يا رسول الله أليس الله يقول ( وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ) فقال ( أَلَمْ تَسْمَعِيهِ قال ( ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ) .
    وأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن ورود النار لا يستلزم دخولها ، وأن النجاة من الشر لا تستلزم حصوله ، بل تستلزم انعقاد سببه ، فمن طلبه عدوه ليهلكوه ولم يتمكنوا منه يقال : نجاه الله منهم ، ولهذا قال تعالى ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا ) هود/ 58 ، ( فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا ) هود/ 66 ، ( وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا ) هود/ 94 ، ولم يكن العذاب أصابهم ولكن أصاب غيرهم ، ولولا ما خصهم الله به من أسباب النجاة لأصابهم ما أصاب أولئك ، وكذلك حال الوارد على النار ، يمرون فوقها على الصراط ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيّاً ، فقد بيَّن صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المذكور أن الورود هو الورود على الصراط " . انتهى .
    والحق : أن الورود على النار ورودان : ورود الكفار أهل النار ، فهذا ورود دخول لا شك في ذلك ، كما قال تعالى في شأن فرعون ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) هود/ 98 ، أي : بئس المدخل المدخول .
    والورود الثاني : ورود الموحدين ، أي : مرورهم على الصراط على النحو المذكور في الأحاديث " . انتهى من " القيامة الكبرى " ( ص 267 ، 268 ) .
    وسواء قيل بالقول الأول أم بالثاني – وهو الأقرب عندنا للصواب – فليس ثمة تعارض بين نصوص الوحي ، والحمد لله رب العالمين .
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •