مَن يمرون على الصراط :
يرى بعض أهل العلم أن كل الناس يمرون على الصراط، ولكن جاء في الصحيحين أن المشركين وأهل الكتاب لن يمروا على الصراط؛ لأنهم سيؤمرون قبل نصب الصراط باتباع ما كانوا يعبدونه في الدنيا من دون الله، فيتبعونهم إلى جهنم، فيدعَّون فيها دعًّا فيتساقطون فيها، ثم تتبقى هذه الأمة في كربِ الموقف، ثم يضرب الصراط على متن جهنم، ففي حديث الرؤيا الطويل: ((ينادي منادٍ: ليذهبْ كل قوم إلى ما كانوا يعبدون))، وفيه أيضًا: ((حتى يمر آخرهم يسحب سحبًا)) .البخاري (7439)، ومسلم (182).
أما مَن قال بأن المشركين - وكل الناس - يمرُّون على الصراط، فقد استدلوا بقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 71].
وقد اختلف العلماء في المقصود بالورود في الآية:
• فذهب فريق من أهل العلم إلى أن الورود يعني الدخول، وهو قول ابن عباس، وأنها تكون على المؤمنين بردًا وسلامًا.
• وذهب فريق آخر إلى أن الورود معناه المرور، وهو قول جابر بن عبدالله.
• وذهب فريق ثالث إلى الجمع بين القولين، وهو الراجح، فقالوا: إن ورود الكفار دخولهم إياها، وورود المؤمنين مرورهم عليها.
وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم: "ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهرانيها، وورود المشركين أن يدخلوها" . انظر تفسير الطبري (18/229 - 236)، وتفسير ابن كثير (5/252 - 256).