مشاهدة النسخة كاملة : من قائل هذا البيت؟
أم رواف
2011-03-25, 09:56 PM
وركضُكَ لولا هُوْ لقيت الذي لقوا فأصبحت قد جاورت قوماً أعاديا
نُسِب في لسان العرب لعَبيد فقط، فهل هو عبيد بن الأبرص؟
واستشهد به على تسكين واو "هو"، وهي لغة لبني أسد، وعبيد بن الأبرص منهم، فهل هذا يعني أن البيت له؟ وليس في ديوانه قصيدة يائية.
أرجو الإفادة وجزيتم خيراً.
منصور مهران
2011-03-26, 12:42 AM
وجدت هذا البيت في ديوان عبيد بن الأبرص ، طبعة دار صادر ص 102 ، والرواية فيه :
وَرَكضُكَ لَولاهُ لَقَيتَ الَّذي لَقُوا *** فَذاكَ الَّذي أَنجاكَ مِمّا هُنالِكا
وفي طبعة المصطفى البابي الحلبي بتحقيق الدكتور حسين نصار ص 94 برواية
وَرَكضُكَ لَولاهُ لَقَيتَ الَّذي لَقُوا *** فَذاكَ الَّذي نجَّاكَ مِمّا هُنالِكا
وليد العدني
2011-03-26, 02:09 AM
ووجدته أيضًا في كتاب الدكتور شوقي ضيف -ر حمه الله - ( العصر الجاهلي ، دار المعارف ، ص : 235 ) ، والرواية فيه :
وركضك لولاهُ لقيت الذي لقوا ... فذاك الذي أنجاك مما هنالكا
أشار الدكتور شوقي ضيف - رحمه الله - إلى وجود هذا البيت في ديوان عبيد بن الأبرص ( طبعة لايل ) ، ص : 53
تقطيع البيت كما يأتي :
وركضـ / ـك لولاهُو / لقيت لـ/ لذي لقو ... فذاك لـ / لذي أنـجا / ك مِـمْمَا / هنالكا
كما هو ملاحظ البيت من الطويل ، والكف في الطويل قبيح نادر ، فلو قلنا ( لولاهُ ) نكون قد ارتكبنا الكف ، وهو زحاف قبيح في الطويل ، ويقصد به : حذف السابع الساكن .
هروبًا من (الكفّ) يشبعون الهاء ، وهذا من المواضع المسموح فيها الإشباع ( مع هاء الضمير ) .
لذا أعتقد أن البيت قد دخله الاحتمال ( احتمال استعمال الضمير المنفصل + احتمال الإشباع الضمير المتصل ) ، والشاهد إذا دخله الاحتمال بطل به الاستدلال كما هو مقرر .
والله أعلم
وليد العدني
2011-03-26, 07:15 AM
طبعًا منصور مهران - حفظه الله - قد أتى بما يكفي ، فقط أردت التنبيه على أن النطق واحد في الحالتين : استعمال الضمير المنفصل ، إشباع الضمير المتصل .
قد تظهر بعض الخصائص اللهجية في شعر بعض الشعراء ، لكن الأعم استعمال الفصحى ، التي تعدّ عند الجاهليين اللغة الراقية لغة الشعر .
وقد قالوا : لولاي ، لولاك ، لولاه ، كما قالوا : لولا أنا ، لولا أنت ، لولا هو .
وللمبرد رأي خاص به في نفي ورود مثل هذا الأسلوب ( لولاك ، لولاي ، لولاه ) من لسان العرب ، وكلامه محجوج بما ورد من شواهد فصيحة .
والله أعلم
أم رواف
2011-03-26, 07:18 AM
جزاكم الله خيراً.
عمر خلوف
2011-03-26, 10:02 AM
وهو -بروايته الثانية- من قصيدة طويلة أوردها ابن الشجري في مختاراته، من مختار شعر عبيد بن الأبرص الأسدي.
وقال فيه:
وركضكَ لولاهُ لقيتَ الذي لقوا**فذاك الذي نجّاكَ مما هنالكا
"أي ركضُك للفرار نجّاك."
شيرين عابدين
2011-03-26, 10:25 AM
جزاكم الله خيرا جميعا أيها الكرام على سرعة الاستجابة !
هناك أبيات عالقة في ذهني من قديم ولم أعثر عليها مرة أخرى لأعرف قائلها ، فأرجو ممن لديه المعلومة أن يخبرني مشكورا مأجورا ، يقول الشاعر مخاطبا البحر :
أما تـعبـت عـجـيجٌ كرٌ فـفـرٌ فَـكَــرُ
ماذا تروم وأنى تـسـيـر لا تـستقرُ
كأنما فيك مثلي قلبان عبدٌ ، وحرُ
هذا يروم فرارا من ذا وليس مـفرُ
ُُ
الله !
منصور مهران
2011-03-26, 02:16 PM
هناك أبيات عالقة في ذهني من قديم ولم أعثر عليها مرة أخرى لأعرف قائلها ، فأرجو ممن لديه المعلومة أن يخبرني مشكورا مأجورا ، يقول الشاعر مخاطبا البحر :
أما تـعبـت عـجـيجٌ كرٌ فـفـرٌ فَـكَــرُ
ماذا تروم وأنى تـسـيـر لا تـستقرُ
كأنما فيك مثلي قلبان عبدٌ ، وحرُ
هذا يروم فرارا من ذا وليس مـفرُ
قلت هذه الأبيات قرأتها قديما من قصيدة البحر لميخائيل نعيمة
وسأتأكد من صحة النسبة إن شاء الله قريبا وأعاود الحديث عنها .
شيرين عابدين
2011-03-26, 02:23 PM
قلت هذه الأبيات قرأتها قديما من قصيدة البحر لميخائيل نعيمة
وسأتأكد من صحة النسبة إن شاء الله قريبا وأعاود الحديث عنها .
بارك الله فيك وجزاك كل الخير !
أنتظر الخبر اليقين ، وأرجو إن كانت لدى أحد الكرام في ملف وورد أن يضعها لنا كاملة مع الشكر والتقدير للجميع !
عمر خلوف
2011-03-26, 05:34 PM
أما تعبتَ؟ عجيجٌ ** كرٌّ، ففرٌّ، فكرُّ.؟
ماذا تروم وأنَّى ** تسير لا تستقرُّ..؟
كأنما فيك مثلي ** قلبان: عبدٌ وحرُّ
هذا يروم فراراً ** من ذا وليس مفرُّ
يا بحرُ يا بحرُ قل لي ** هل فيك خيرٌ وشرُّ؟
هل في سكونكَ أمْنٌ ** وفي هياجكَ ذعرُ؟
أم في امتدادك يسرٌ ** وفي انقباضك عسرُ؟
وفي انخفاضك ذلٌّ ** وفي ارتفاعك فخرُ؟
وفي سكونك حزنٌ ** وفي هديرك بِشْرُ
وقفتُ والليل داجٍ ** والبحر كرٌّ وفرُّ
فلم يُجبْنيَ بحرٌ ** ولم يجبنيَ برُّ
وعندما شاب ليلي ** وكَحَّلَ الأفْقَ فجرُ
سمعتُ نهراً يغنّي: ** في الكون طيٌّ ونشْرُ
في الناس خيرٌ وشرٌّ ** في البحر مدٌّ وجزْرُ
شيرين عابدين
2011-03-26, 06:04 PM
أما تعبتَ؟ عجيجٌ ** كرٌّ، ففرٌّ، فكرُّ.؟
ماذا تروم وأنَّى ** تسير لا تستقرُّ..؟
كأنما فيك مثلي ** قلبان: عبدٌ وحرُّ
هذا يروم فراراً ** من ذا وليس مفرُّ
يا بحرُ يا بحرُ قل لي ** هل فيك خيرٌ وشرُّ؟
هل في سكونكَ أمْنٌ ** وفي هياجكَ ذعرُ؟
أم في امتدادك يسرٌ ** وفي انقباضك عسرُ؟
وفي انخفاضك ذلٌّ ** وفي ارتفاعك فخرُ؟
وفي سكونك حزنٌ ** وفي هديرك بِشْرُ
وقفتُ والليل داجٍ ** والبحر كرٌّ وفرُّ
فلم يُجبْنيَ بحرٌ ** ولم يجبنيَ برُّ
وعندما شاب ليلي ** وكَحَّلَ الأفْقَ فجرُ
سمعتُ نهراً يغنّي: ** في الكون طيٌّ ونشْرُ
في الناس خيرٌ وشرٌّ ** في البحر مدٌّ وجزْرُ
جزاك الله كل الخير !
لكن هل هي هكذا كاملة ؟
وأرجو من أحد العروضيين أن يفيدنا مشكورا هل هي منونة القافية _ باستثناء الفعل تستقر _ أو هي ضمومة فقط مع جزيل الشكر !
عمر خلوف
2011-03-26, 06:10 PM
وجدتها هكذا في موقعين.. وتبدو لي مكتملة.
وهي على وزن المجتث: (مستفعلن فاعلاتن ** مستفعلن فاعلاتن)
قافيتها مضمومة لا غير، إذ لا يصحّ التنوين في القوافي، حتى لو كانت كل قوافيها منونة في الأصل
فالقافية موضع ترنّم وإطلاق كما هو معروف.
وبورك فيك
وليد العدني
2011-03-27, 01:21 AM
تفعيلات المجتث هي :
مستفع لن فاعلاتن ... مستفع لن فاعلاتن
تفعيلة ( مستفع لن ) يدخلها الخبن ( حذف الثاني الساكن ) لكن لا يدخلها الطي ( حذف الرابع الساكن ) لأن الطي زحاف ، والزحاف يدخل ثواني الأسباب .
مكونات ( مستفع لن ) هي :
مُسْـ تَفْعِ لُن = سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف
ويمكن أن يدخلها الكف ( حذف السابع الساكن ) .
ويدخلها الشكل ، والشكل زحاف مركّب من : الخبن + الكف .
تقطيع ما أثبته أخونا عمر خلوف حفظه الله كالآتي :
أما تعبتَ؟ عجيجٌ ** كرٌّ، ففرٌّ، فكرُّ.؟
أما تعبـ / ـت عجيجن ... كررنففـر / ـرن فكررو
مفاع لن / فعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
ماذا تروم وأنَّى ** تسير لا تستقرُّ..؟
ماذا ترو / موأننى ... تسيـر لا / تستقررو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فاعلاتن
كأنما فيك مثلي ** قلبان: عبدٌ وحرُّ
كأننما / فيك مثلي ... قلبان عبـ / ـدن وحررو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
هذا يروم فراراً ** من ذا وليس مفرُّ
هاذا يرو / م فرارن ... من ذا وليـ / ـس مفررو
مستفع لن / فعلاتن ... مستفع لن / فعلاتن
يا بحرُ يا بحرُ قل لي ** هل فيك خيرٌ وشرُّ؟
يا بحر يا / بحر قل لي ... هل فيك خيـ / ـرن وشررو
مستفع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
هل في سكونكَ أمْنٌ ** وفي هياجكَ ذعرُ؟
هل في سكو / نك أمنن ... وفي هيا / جك ذعرو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
أم في امتدادك يسرٌ ** وفي انقباضك عسرُ؟
أم فمْتدا / دك يسرن ... وفنْقبا / ضك عسرو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وفي انخفاضك ذلٌّ ** وفي ارتفاعك فخرُ؟
وفنخفا / ضك ذللن ... وفرتفا / عك فخرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وفي سكونك حزنٌ ** وفي هديرك بِشْرُ
وفي سكو / نك حزْنن ... وفي هديـ / ـرك بشْرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وقفتُ والليل داجٍ ** والبحر كرٌّ وفرُّ
وقفت ولـ / ـليل داجن ... ولبحر كر / ـرن وفررو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
فلم يُجبْنيَ بحرٌ ** ولم يجبنيَ برُّ
فلم يجبـ / ـنيَ بحْرن ... ولم يجبـ / ـنـيَ برْرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وعندما شاب ليلي ** وكَحَّلَ الأفْقَ فجرُ
وعندما / شاب ليلي ... وكحْحلل / أفْق فجْرو
مفاع لن / فاعلاتن ... مفاع لن / فاعلاتن
سمعتُ نهراً يغنّي: ** في الكون طيٌّ ونشْرُ
سمعتُ نهـ / ـرن يغنْني ... فلكونطيـ / ـين ونشرو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
في الناس خيرٌ وشرٌّ ** في البحر مدٌّ وجزْرُ
فنناس خيـ / ـرن وشررو ... فلبحرمد / دن وجزْرو
مستفع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
والله أعلم
شيرين عابدين
2011-03-27, 11:46 PM
وجدتها هكذا في موقعين.. وتبدو لي مكتملة.
وهي على وزن المجتث: (مستفعلن فاعلاتن ** مستفعلن فاعلاتن)
قافيتها مضمومة لا غير، إذ لا يصحّ التنوين في القوافي، حتى لو كانت كل قوافيها منونة في الأصل
فالقافية موضع ترنّم وإطلاق كما هو معروف.
وبورك فيك
تفعيلات المجتث هي :
مستفع لن فاعلاتن ... مستفع لن فاعلاتن
تفعيلة ( مستفع لن ) يدخلها الخبن ( حذف الثاني الساكن ) لكن لا يدخلها الطي ( حذف الرابع الساكن ) لأن الطي زحاف ، والزحاف يدخل ثواني الأسباب .
مكونات ( مستفع لن ) هي :
مُسْـ تَفْعِ لُن = سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف
ويمكن أن يدخلها الكف ( حذف السابع الساكن ) .
ويدخلها الشكل ، والشكل زحاف مركّب من : الخبن + الكف .
تقطيع ما أثبته أخونا عمر خلوف حفظه الله كالآتي :
أما تعبتَ؟ عجيجٌ ** كرٌّ، ففرٌّ، فكرُّ.؟
أما تعبـ / ـت عجيجن ... كررنففـر / ـرن فكررو
مفاع لن / فعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
ماذا تروم وأنَّى ** تسير لا تستقرُّ..؟
ماذا ترو / موأننى ... تسيـر لا / تستقررو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فاعلاتن
كأنما فيك مثلي ** قلبان: عبدٌ وحرُّ
كأننما / فيك مثلي ... قلبان عبـ / ـدن وحررو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
هذا يروم فراراً ** من ذا وليس مفرُّ
هاذا يرو / م فرارن ... من ذا وليـ / ـس مفررو
مستفع لن / فعلاتن ... مستفع لن / فعلاتن
يا بحرُ يا بحرُ قل لي ** هل فيك خيرٌ وشرُّ؟
يا بحر يا / بحر قل لي ... هل فيك خيـ / ـرن وشررو
مستفع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
هل في سكونكَ أمْنٌ ** وفي هياجكَ ذعرُ؟
هل في سكو / نك أمنن ... وفي هيا / جك ذعرو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
أم في امتدادك يسرٌ ** وفي انقباضك عسرُ؟
أم فمْتدا / دك يسرن ... وفنْقبا / ضك عسرو
مستفع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وفي انخفاضك ذلٌّ ** وفي ارتفاعك فخرُ؟
وفنخفا / ضك ذللن ... وفرتفا / عك فخرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وفي سكونك حزنٌ ** وفي هديرك بِشْرُ
وفي سكو / نك حزْنن ... وفي هديـ / ـرك بشْرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وقفتُ والليل داجٍ ** والبحر كرٌّ وفرُّ
وقفت ولـ / ـليل داجن ... ولبحر كر / ـرن وفررو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
فلم يُجبْنيَ بحرٌ ** ولم يجبنيَ برُّ
فلم يجبـ / ـنيَ بحْرن ... ولم يجبـ / ـنـيَ برْرو
مفاع لن / فعلاتن ... مفاع لن / فعلاتن
وعندما شاب ليلي ** وكَحَّلَ الأفْقَ فجرُ
وعندما / شاب ليلي ... وكحْحلل / أفْق فجْرو
مفاع لن / فاعلاتن ... مفاع لن / فاعلاتن
سمعتُ نهراً يغنّي: ** في الكون طيٌّ ونشْرُ
سمعتُ نهـ / ـرن يغنْني ... فلكونطيـ / ـين ونشرو
مفاع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
في الناس خيرٌ وشرٌّ ** في البحر مدٌّ وجزْرُ
فنناس خيـ / ـرن وشررو ... فلبحرمد / دن وجزْرو
مستفع لن / فاعلاتن ... مستفع لن / فاعلاتن
والله أعلم
بوركتما ، كل الشكر لكما ، زادكما الله علما وثقافة !
عمر خلوف
2011-03-29, 09:40 PM
من سيئات العروض هنا، أنه يعتبر (مستفعلن) في المجثت مفروقةَ الوتد (مستفعِ لن)، لوقوعه في دائرة الخفيف كما يقولون. وهم بذلك لا يقبلون سقوط فائها، لأنها تقع في وتد مفروق، بينما يقبلون سقوطَ نونها، لأنها تقع في سبب خفيف!! أي إنهم لا يُجيزون (مسْتَعِلن)، بينما يُجيزون (مستفعِلُ) أو (متَفْعِلُ).
وربما كان الخليل معذوراً حينها، إذ لم يكن أمامه من شواهد (المجتث) ما يكفي لتأصيله ومعرفة زحافاته، وربما كان السبب في ذلك هو إلصاق هذا البحر في دائرة غير دائرته الصحيحة. ولكن بعد أن أصبح لدينا ذلك الكم الهائل من شواهد البحر المجتث، فلقد أصبح من الخطل قبول رأي الخليل.
وقد لاحظنا كم من الشعراء استخدم الجواز (مستعلن)، وعدم استخدامهم للجواز الموهوم (مستفعلُ) أو (متفعِلُ) الذي يدّعونه.
والحقيقة التي لا مراء فيها، هي أن المجتث هو من (مقصّرات البسيط).
ولا يعني تضمّن الخفيف لإيقاع المجتث أنه منه، فشتان ما بين إيقاعيهما.
ونظراً إلى أن إيقاعَ البحر يتشكل وفقاً لبداياته، فقد توافقت بداية المجتث مع بداية البسيط. فقول ابن زيدون من البسيط:
إذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ منْ تآلُفِنا ** ومَوْرِدُ اللّهْوِ صافٍ منْ تَصَافينا
يتضمن هذا البيت من المجتث:
إذْ جانِبُ العَيْشِ طَلْقٌ ** ومَوْرِدُ اللّهْوِ صافِ
ولذلك يقتضي التصنيف المنطقي أن يُتْبَعَ المجتث بالبسيط.
ولكن نظراً لشهرته وانفراده، فقد أبقيناه قائماً بذاته، ووضعناه بعد البسيط مباشرة، إشعاراً بأنه منه.
ولمن شاء أن يجعله متصلاً به، ومقصَّراً من مقصّراته، فلا بأس عليه، والله أعلم.
القارئ المليجي
2011-03-30, 12:26 PM
ما شاء الله، هذا كلام رائع حول البحر المجتث.
القارئ المليجي
2011-03-30, 01:08 PM
هروبًا من (الكفّ) يشبعون الهاء ، وهذا من المواضع المسموح فيها الإشباع ( مع هاء الضمير ) .
الأخ وليد ...
يا سيدنا حلمك علينا، وحنانيك ... ألا تحب التفصيل بدل تلك الإشارات :)
هذه الهاء يسمونها هاء الضمير أو هاء الكناية، ويكنَّى بها عن المفرد المذكر الغائب.
فإذا أتَتْ قبل ساكنٍ لم توصَل [لم تُشْبع]، نحو: (نصَرَهُ الله)، (أنزل على عبدِهِ الكتاب)، (تذروه الرياح)، (ويأتيهِ الموت).
[ولَم يصِلوا ها مُضمَرٍ قبل ساكِنٍ]
وإذا أتَتْ قبْلَ متحرِّكٍ وقبْلَها متحرِّكٌ، فالأصل أنَّها توصَل للجميع.
[ومَا قبلَهُ التَّحريكُ للكُلِّ وُصِّلا]
بقي ما قبل الهاء ساكن وبعد الهاء متحرك، فهذا يَصِلُه ابن كثير.
[وما قبله التسكين لابن كثيرهم]
ووافقه حفص في: (فيه مهانا)
[وفيه مهانا عنه حفص أخو ولا]
وكذلك يقرأ هشام عن ابن عامر: (أرجئْهُ وأخاه) بإشباع هاء (أرجئه) بعد الساكن.
وهناك كلمات خرجت عن هذه الأصول [فيها تفصيل] تجدها - يا أستاذنا - هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=62532
وليد العدني
2011-04-01, 04:57 AM
فلقد أصبح من الخطل قبول رأي الخليل.
.
أخي الفاضل ، عمر خلوف ، حفظك الله ، من كلام الناس نعرف قدرهم ومكانتهم ومنزلتهم العلمية ، أظنك قد أخذت بحظ وافر من هذا العلم .
لكن أنا لا أوافقك على حكمك السابق ، فالدوائر العروضية بناء شامخ متين نفخر به ، وهو مقبول بالنظر إلى الواقع ( المنتوج الشعري ) أيام الخليل رحمه الله ؛ لذا لا ننقض شيئًا إلا بذكر الأدلة التي تؤيد ما ذهبنا إليه ، فهل لديك أبيات من المجتث دخل الطيُّ بعض تفعيلاتها ؟
وقد ذكرت أن هناك كمًّا هائلًا من أبيات المجتث .
إذا وجدت الشواهد ، ودخل تفعيلةَ ( مستفع لن ) الطيُّ ، أظن يكون من حقك أن تقول : لقد حصل تجديد في أوزان هذا البحر ، زادته قربًا من البسيط ، فصار بالإمكان إدخاله فيه تحت مسمى جديد .
لكن تحت أي نوع يدخل ؟ ما الاسم المقترح وليس في البسيط مشطور ولا منهوك ؟
( لا شك أن الإجابة ستولد أسئلة أخرى )
أما البدايات فقد تتشابه في عدد من البحور ، مثل : ( الرجز ، الكامل ) ، ( الوافر ، الهزج ) والذي يفرق بينها سلامة التفعيلة من الإضمار في الكامل ، وسلامتها من العصب في الوافر ، وهذه البحور من دوائر مختلفة .
أرجو منكم - شاكرًا - ذكر نماذج حصل فيها الطيُّ ، ثم ذكر نوعه ( المقترح ) لو أنكم نسبتموه إلى البسيط .
بارك الله فيكم وزادكم علمًا .
وليد العدني
2011-04-01, 05:17 AM
بارك الله فيكم أيها القارئ المليجي ، لم أكن أعلم أن لكم نظمًا ، زادكم الله رفعة وعلمًا :).
هذا تفصيل تشكر عليه ، وقد حاولت في المشاركة أن أبيـّن لأختنا أم رواف أن هذا لا يصلح شاهدًا على المسألة - من وجهة نظري - لاحتمال حصول الإشباع في هاء الضمير ، كما أنهم أشبعوا في :
أخاك أخاكا إنّ من لا أخا له ... كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاح
لكن يمكن الاستشهاد لهذه اللغة بقول الشاعر :
حبّذا هِيْ مِنْ خلّة لو تحابي
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم .
عمر خلوف
2011-04-01, 11:34 AM
أخي الفاضل وليد العدني..
حفظ الله لنا (عدن) من كل مكروه (بسمة)
أخي الفاضل ، عمر خلوف ، حفظك الله ، من كلام الناس نعرف قدرهم ومكانتهم ومنزلتهم العلمية ، أظنك قد أخذت بحظ وافر من هذا العلم .
رفع الله قدرك، وبارك في علمك وعملك..
لستُ إلا طالب علم، يرجو رحمة الله وغفرانه
لكن أنا لا أوافقك على حكمك السابق ، فالدوائر العروضية بناء شامخ متين نفخر به ، وهو مقبول بالنظر إلى الواقع ( المنتوج الشعري ) أيام الخليل رحمه الله ؛
ليس للدوائر العروضية من فائدة تضاف إلى علم العروض سوى إبانتها لما تشترك فيه البحور التي تتضمنها من تشابه في تسلسل نمطها الحركي السكوني، أو المقطعي العروضي، ولذلك فهي كما وصفها حازم القرطاجني: (ملحة عروضية)، ومعرفتها مفيدة من هذا الباب فقط.
لذا لا ننقض شيئًا إلا بذكر الأدلة التي تؤيد ما ذهبنا إليه ، فهل لديك أبيات من المجتث دخل الطيُّ بعض تفعيلاتها ؟
وقد ذكرت أن هناك كمًّا هائلًا من أبيات المجتث .
إذا وجدت الشواهد ، ودخل تفعيلةَ ( مستفع لن ) الطيُّ ، أظن يكون من حقك أن تقول : لقد حصل تجديد في أوزان هذا البحر ، زادته قربًا من البسيط ، فصار بالإمكان إدخاله فيه تحت مسمى جديد .
نعم أخي الكريم، بل نستطيع عكس السؤال: أنْ لا وجود للكف ولا للشكل في المجتث، بينما هو يحتمل الطي، بل والخبل.. وذلك مما لا يتوافق مع (مستفع لن) كما ترى.
جاء في الغصون اليانعة من أبيات لابن حفص:
إنّيَ خمْرٌ ولكنْ ** قد أعقبَتْها حموضَة ْ
ولابن المعتز:
وكنْ مع الدهرِ دهراً ** عُمْرُكُما مِثْلانِ
ومما نقله أبو الحسن العروضي (مشنِّعاً على قائله!!):
عاذلتي في الصباحِ ** قبل أوانِ الصباحِ
ولابن خاتمة الأندلسي:
هذا زمان الربيعِ ** قد ملأَ الأفْقَ نورُهْ
إلى غير ذلك من الشواهد.
لكن تحت أي نوع يدخل ؟ ما الاسم المقترح وليس في البسيط مشطور ولا منهوك ؟
( لا شك أن الإجابة ستولد أسئلة أخرى )
نعم يا أخي، فكلامك صحيح اعتماداً على ما جاء في العروض التقليدي، أما واقع الشعر فشيء مختلف، حيث لم يلتزم الشعراء بقوالب الخليل، وصور عروضه الشعرية، فشطروا كل البحور، وجزؤوها، ونهكوها..
ولا يمتنع أبداً أن يبقى المجتث بحراً قائماً بذاته، تشقق عن البسيط، كما لا يمتنع اعتباره من منهوكات البسيط، وهي أشكال عديدة.
أما البدايات فقد تتشابه في عدد من البحور ، مثل : ( الرجز ، الكامل ) ، ( الوافر ، الهزج ) والذي يفرق بينها سلامة التفعيلة من الإضمار في الكامل ، وسلامتها من العصب في الوافر ، وهذه البحور من دوائر مختلفة .
وتصح مقولة العروض هذه جزئياً، لكنها لا تصح على إطلاقها عندنا..
لأن للكامل إيقاعه المختلف عن الرجز اختلافاً جذرياً، لم يخلط بينهما شاعر يمتلك حساً شعرياً أو أذنا موسيقية.. وقصائد الشعراء خير دليل على ذلك.
وبارك فيكم وفي الأخوة المتابعين، وشكر لكم عنايتكم وفضلكم بهذه الملاحظات.
أخوكم
عمر خلوف
وليد العدني
2011-04-07, 02:18 AM
بارك الله فيك أخي عمر خلوف ، وزادك من فضله .
نعم أخي الكريم، بل نستطيع عكس السؤال: أنْ لا وجود للكف ولا للشكل في المجتث
ماذا لو وجدنا أبياتًا قد حصل فيها الكف أو الشكل في المجتث ؟
هذه الأبيات تذكر في كتب العروض ، مثل : القسطاس في علم العروض للزمخشري ، وكتاب العروض لابن جني :
1- أولئكَ خَيرُ قَومٍ ... إذا ذُكِــرَ الخِيارُ
ألائكَ / خيرقومن ... إذا ذكـ / ـرَ لخيارو
متفع ل (مشكولة) / فاعلاتن ... متفع ل (مشكولة) / فاعلاتن
2- ما كانَ عَـطاؤهُنَّ ... إلاَّ عِدَةً ، ضِمارا
ما كان عـ / ـطاؤهننَ ... إللا عدَ / تن ضمارا
مستفع ل (مكفوفة) / فاعلاتُ (مكفوفة) ... مستفع ل (مكفوفة) / فاعلاتن
***********
معلوم أن المولدين قد أجازوا لأنفسهم زحافات وعللًا وأوزانًا لم تكن موجودة في شعر عصور الاحتجاج ، فهل نستطيع أن نسمي ما مضى من أبيات ذكرتموها في مشاركتكم السابقة تطويرًا وتجديدًا في موسيقا الشعر لم يكن موجودًا أيام الخليل ؟
**********
أرجو التماس العذر لي لتأخر الرد ، الأبيات الواردة في مشاركتكم السابقة تحتاج إلى مزيد من الدراسة لها : البحث عن قائليها ، محاولة إدخالها في بحور أخرى إذا أمكن هذا ، النظر في شواذ البحور الشعرية .
كل هذا يحتاج إلى وقت فراغ ، وهذا الأخير (وقت الفراغ) مفقود عندي هذه الأيام ، فالمعذرة أخي الحبيب عمر خلوف .
عمر خلوف
2011-04-07, 08:57 PM
بارك الله فيك أخي عمر خلوف ، وزادك من فضله .
وبارك الله فيك أخي الفاضل
ماذا لو وجدنا أبياتًا قد حصل فيها الكف أو الشكل في المجتث ؟
هذه الأبيات تذكر في كتب العروض ، مثل : القسطاس في علم العروض للزمخشري ، وكتاب العروض لابن جني :
1- أولئكَ خَيرُ قَومٍ ... إذا ذُكِــرَ الخِيارُ
ألائكَ / خيرقومن ... إذا ذكـ / ـرَ لخيارو
متفع ل (مشكولة) / فاعلاتن ... متفع ل (مشكولة) / فاعلاتن
2- ما كانَ عَـطاؤهُنَّ ... إلاَّ عِدَةً ، ضِمارا
ما كان عـ / ـطاؤهننَ ... إللا عدَ / تن ضمارا
مستفع ل (مكفوفة) / فاعلاتُ (مكفوفة) ... مستفع ل (مكفوفة) / فاعلاتن
من المعلوم لعلماء العروض أن أبياتاً عديدة في كتبه هي من وضع الخليل رحمه الله تعالى، أراد بها التمثيل لما نشأ عنده من حالات الزحاف، لم يستطع أحد أن يأت ببديل لها صحيح النسبة إلى شاعر معروف.
ولذلك فهم يأخذونها على علاتها.
أما ما أوردتُه من أمثلة فهي أبيات من قصائد لشعراء معروفين، تكفي للدلالة على صحة ما ذهبنا إليه.
***********
معلوم أن المولدين قد أجازوا لأنفسهم زحافات وعللًا وأوزانًا لم تكن موجودة في شعر عصور الاحتجاج ، فهل نستطيع أن نسمي ما مضى من أبيات ذكرتموها في مشاركتكم السابقة تطويرًا وتجديدًا في موسيقا الشعر لم يكن موجودًا أيام الخليل ؟
ما أكثر الصور والقوالب التي ابتدعها الشعراء منذ عصر الخليل إلى اليوم، وهي في معظمها تندرج تحت مظلة الأوزان الخليلية المعروفة، وأقلها يخرج عنه. حتى إن ما كُتب على قوالب الرجز وحده قارب ما كُتب على قوالب البحور الخليلية مجتمعة.
**********
أرجو التماس العذر لي لتأخر الرد ، الأبيات الواردة في مشاركتكم السابقة تحتاج إلى مزيد من الدراسة لها : البحث عن قائليها ، محاولة إدخالها في بحور أخرى إذا أمكن هذا ، النظر في شواذ البحور الشعرية .
كل هذا يحتاج إلى وقت فراغ ، وهذا الأخير (وقت الفراغ) مفقود عندي هذه الأيام ، فالمعذرة أخي الحبيب عمر خلوف
يسعدني أن تكون مشاركتي قد حركت في نفسك شهوة البحث والدراسة
وأرجو أن تتحفنا بما لديك
أعانك الله وإيانا على الوقت
وتقبل تحياتي
عصام البشير
2011-04-08, 10:53 AM
من المعلوم لعلماء العروض أن أبياتاً عديدة في كتبه هي من وضع الخليل رحمه الله تعالى، أراد بها التمثيل لما نشأ عنده من حالات الزحاف، لم يستطع أحد أن يأت ببديل لها صحيح النسبة إلى شاعر معروف.
ولذلك فهم يأخذونها على علاتها.
بارك الله فيكم.
هل من دليل صريح واضح - أستاذنا عمر - على أن الخليل رحمه الله اخترع بعض الزحافات دون أن يكون لها شاهد من أشعار العرب، ثم احتاج إلى وضع بعض الأبيات للتمثيل لها؟
وهل يستطيع أحد من الناس اليوم - أو حتى قبله - أن يدعي أنه أحاط بأشعار العرب، واستقراها استقراء تاما، بحيث يمكنه أن ينفي وجود زحاف معين، أثبته إمام من أئمة اللغة، قوله حجة في اللغة والنحو والعروض؟
عمر خلوف
2011-04-10, 01:39 AM
بارك الله فيكم.
هل من دليل صريح واضح - أستاذنا عمر - على أن الخليل رحمه الله اخترع بعض الزحافات دون أن يكون لها شاهد من أشعار العرب، ثم احتاج إلى وضع بعض الأبيات للتمثيل لها؟
وهل يستطيع أحد من الناس اليوم - أو حتى قبله - أن يدعي أنه أحاط بأشعار العرب، واستقراها استقراء تاما، بحيث يمكنه أن ينفي وجود زحاف معين، أثبته إمام من أئمة اللغة، قوله حجة في اللغة والنحو والعروض؟
شيخي الفاضل..
ليس في قولي ما يدل على اختراع الخليل بعض الزحافات، ولكنني قلت: وضع أبياتاً مثَّل بها لهذه الزحافات، ليس لها في واقع الشعر رصيد حقيقي.
فمعلوم أنه عندما كان يضع أمثلة البحور، كان يبتدئ بالأبيات السالمة من الزحاف، ثم يمثّل لكل زحاف ببيت من الشعر يستغرق هذا الزحاف كل تفاعيله..
ونظراً إلى قبح بعض هذه الزحافات وندرة ورودها في الشعر أصلاً، فلقد كان عليه أن يصنع المثال الذي يستغرق فيه هذا الزحاف النادر كلّ تفاعيل البيت..
وقد أشرتُ في ملاحظتي السابقة إلى اعتراف علماء العروض بذلك..
فها هو المعري، وهو من هو في علم العروض يقول عن زحاف الجزل أو الخزل: "وقد وضع الخليلُ لذلك بيتاً مصنوعاً، لأنه جاء بالجزل في ستة مواضع، وهذا ما لا يُعرف، والبيت الذي وضعه:
منزِلةٌ صمَّ صداها وعفَتْ **أرسُمها، إنْ سُئلتْ لم تُجِبِ
وقال عن الوقص: "وقد وضع الخليلُ لذلك بيتاً مصنوعاً، وهو قوله:....إلخ".
وكيف لبيتٍ وُقِصت كل تفاعيله أن يُلافق بيتاً سلمت كل تفاعيله في قصيدة واحدة؟
هذا والله تعالى أعلم
بارك الله فيك وسدد خطانا وإياك في دروب العلم
عصام البشير
2011-04-10, 11:16 AM
بارك الله فيكم.
1- أفهم من كلامكم - أستاذي الكريم - أن هذا الاختراع خاص بالأبيات التي يستغرق الزحاف كل تفاعيلها. فإن صح فهمي فهو تقييد حسن لكلامكم الأول.
2- هل شارك المعري غيره في إثبات هذا الاختراع؟ والغرض التأكد من العموم في قولكم (من المعلوم لعماء العروض الخ).
3- المعري من كبار علماء الفن بلا ريب. ولكن ما دليله على أن الخليل اخترع هذه الأبيات؟
إن كان الدليل أنه لم يجد نسبته إلى شاعر معين، فمن ذا الذي أحاط بأشعار العرب، حتى يصح له النفي في مثل هذا المقام.
وإن كان مخالفتها للذوق السليم، فلا يشغب بذلك في مقام النقليات. وإلا ففي كلام العرب ألفاظ كثيرة من غريب اللغة سيئة في الذوق، مخالفة لقواعد الفصاحة، نثبتها كما جاءت عن القوم، مع أننا لو قدرنا لمحوناها من معاجم العربية لنبوها عن السمع.
وإن كان تصريح الخليل بذلك، فأين هو؟
بل الذي عندنا قول الأخفش في عروضه (ت سيد البحراوي - دار شرقيات - ص 56): (فإن قيل فهل أحطتم بالأبنية كلها؟ ألست لا تدري لعل أبنية كثيرة لم تسمع بها؟ قلت: بلى، غير أني لا أجيز إلا ما سمعت، كما أنه لو قلت مررت أبوك غيرته، وإن كنت لا أدري لعل هذه لغة للعرب..).
وله بعد ذلك (ص 57) جواب إشكال في قضية جمع الأجزاء المزاحف فيها في البيت، ولكن ليس فيه أنه - أو الخليل - وضع أبياتا في ذلك، وإن كان كلامه يحتمله دون جزم.
عمر خلوف
2011-04-17, 08:13 AM
أحييك شيخنا الحبيب،
واعذرني على التأخر لابتعادي عن مراجعي..
في قول الأخفش الذي أشرتم إليه: " فإن قال: كيف جمعتم الأجزاءَ المزاحَفَ فيها البيت، وأنتم لم تجدوا ذلك مجتمعاً؟ وكيف زاحفتم كلَّ جزءٍ [تفعيلة] وجدتم فيه الزحاف في موضع أو موضعين، وعسى أن يكون ذلك في أول البيت أو آخره أو وسطه خاصة، فأجزتموه أنتم في كل موضع منه؟" دليل قوي على صحة هذا الرأي، فالأخفش رحمه الله تعالى يفترض السؤالَ قبل وقوعه، لما نشأ في نفسه منه شك. ولم تكن محاجّته في جوابه دامغة.
وكان ابن الفرخان (القرن السادس) أكثر وضوحاً في ذلك، فأشار إلى الصنعة والتكلف في مثل هذه الأمثلة أكثر من مرة، ومن ذلك قوله: "ومن المصنوع الذي أنشده الخليل في الخبل, في بعض ما سمَّاه بالسريع من هذا البحر, قوله:
وَبَلَدٍ قَطَعَهُ عامِرٌ = وجَمَلٍ حَسَرَهُ في الطريقْ
وأنشَدَ أيضاً في (الخَبْل) في البسيط، على ما سنصفه لك إن شاء الله تعالى، قوله:
وزَعَموا أنَّهُ لَقِيَهُمْ رَجُلٌ = فَأخَذوا مالَهُ وَضَرَبوا عُنُقَهْ
وأيضاً في المنسرح:
وَبَلَدٍ مُتَشابِهٍ سَمْتُهُ = قَطَعَهُ رَجُلٌ على جَمَلِهْ
كلُّ هذا يُشَمُّ منه رائحة التكلُّفِ كما ترى".
وقوله: " وأنَّ ما أنشدوه من نحو قول القائل:
وزَعَمُوا أنَّهُ لَقِيَهُمْ رجُلٌ = فأَخَذُوا مالَهُ وضَرَبوا عُنُقَهْ
محمولٌ عندنا على نوعِ صَنعةٍ وكُلْفة.
وما أنشد من قول القائل:
يا عُمَيْرُ ما تُظْهِرُ مِنْ هَواكَ = أو تُجِنُّ يُستَكْثَرُ حينَ يبدو
ووزنه:
فاعلاتُ مستفعِلُ فاعِلاتُ = فاعلاتُ مستفعِلُ فاعِلاتن
فمَردودٌ غير مقبول، إنْ لم يكنْ مُتَكلَّفاً ولا مصنوعاً".
وقوله: "وقد جَوَّزَ الخليلُ الجمْعَ بين (الخبنِ والطيّ) في زحافِ (مستفعلن)، يبقى: (مُتَعِلُن)، يُنقل إلى: (فَعَلَتُن)، جوازاً حسَناً، عمَّمَهُ في سائر أجزاء البيت، وسماه: (الخبْلَ)، حتى إنه استحسَنَ أن يكونَ في رجزٍ واحدٍ بيتانِ، أحدهما على وزن:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن = مستفعلن مستفعلن مستفعلن
والآخر على وزن:
فعَلَتن فعَلَتن فعَلَتن = فعَلَتن فعَلَتن فعَلَتن
وأنشدَ فيه بيتاً مصنوعاً:
وَثِقَلٍ مَنَعَ خَيْرَ طَلَبٍ = وطَلَبٍ مَنَعَ خَيْرَ تُؤَدَهْ
ونحن لا نُجَوِّزُ ذلك الجمعَ هذا النحوَ من// الجواز، حيثُ لم يدلّ عليه دليلٌ، لا من طريقِ القوةِ الإلهيةِ التي نُسمّيها: الذوق، ولا من طريقِ السّمْعِ الوارِدِ عن العربِ على وجه التّواتر.
.........
ومهما أردْتَ القِرانَ بين المُرَكَّبِ من (مستفعلن) ستَّ مراتِ مثلاً، والمٌركّبَ من (فعلتن) بهذه العدّة، في نحو قول القائل:
دارٌ لسَلمى إذْ سُلَيمى جارةٌ = قفْرٌ ترى آياتِها مثلَ الزُّبُرْ
وقول مَن يقول:
وَثِقَلٍ مَنَعَ خَيْرَ طَلَبٍ = وطَلَبٍ مَنَعَ خَيْرَكَ ظَهَرْ
ظهَرَ لك التباينُ فيهما إنْ كنتَ ذا ذوقٍ سليم. فذُقْ، واستعن بالله تعالى".
والأدلة كما ترى شيخنا الكريم ربما لا تروق للبعض، لكنها عقلية، منطقية كم نظن.
رعاك الله، وأجزل لك الفضل.
عصام البشير
2011-04-17, 12:29 PM
بارك الله فيكم أستاذنا عمر.
والحق أن النقاش معكم في هذه المسائل العروضية مفيد جدا. ولا يهمني في مثل هذه النقاشات أن يكون رأيي صوابا، وإنما يهمني أن أصل إلى الحق الموافق للبرهان الصحيح.
ولكن اسمحوا لي أن أجدد اعتراضي على ما تفضلتم به. وسأجعل ذلك في نقاط مختصرة طلبا لحصر المسألة وتقريرها:
- ليس عندنا لحد الآن دليل صريح على أن الخليل وضع هذه الأبيات ولا غيرها. لا شك أن الاحتمال قائم، بسبب ما ذكره الأخفش. ولكن مجرد الاحتمال ليس دليلا.
- ما ذكره الأخفش خاص بالأبيات التي زوحفت كل أجزائها. فلا ينبغي طرد ذلك في غير هذه الصورة إلا بحجة.
- إسقاط بعض أبيات الخليل بغير دليل، يفضي – ولا بد – إلى إسقاط الثقة بكافة ما نقله عن العرب، في العروض وفي غيره. فإن قيل: إنما نسقط ما دل الذوق على تكلفه وضعفه، قلنا: هذه مسألة نقل لا ذوق. وبيان ذلك أن:
- الذوق لا يمكن أن يكون حكما في مثل هذا، لأن الاختلاف في الأذواق واقع لا محالة. والإحالة على الذوق في مواطن النزاع، كإحالة جحا على عدد شعر رأسه في الطرفة المعروفة.
- ثم إن إباحة الزحاف لا تعني حسنه. والذوق إنما يحدد حسن الزحاف أو قبحه، فلا مدخل له في مسألة الجواز. ويشبه هذا قضية الضرائر. فكثير منها جائز لأجل النقل، مع أن أغلب الأذواق تستسمجها.
- وما أنكره ابن الفرخان مثلا من الخبل في الرجز يحتاج إلى وقفة. فما مقصوده بعدم الجواز؟ أهو أن يوجد الخبل في الأجزاء كلها، أم أن الخبل غير جائز مطلقا؟ وعلى الحالين، فإن أهل النظم المتأخرين ركبوا هذا الزحاف كثيرا، أفنرجع لذوقه أم ذوقهم؟
- وأما قوله: (ولا من طريقِ السّمْعِ الوارِدِ عن العربِ على وجه التّواتر) فمن أعجب العجب، بل هو التكلف بعينه! ومتى كان الشعر ينقل بطريق التواتر؟ ومتى فتحنا الباب لهذا الاشتراط لم يبق لنا من الشعر ولا من اللغة إلا ما هو أقل من القليل.
- ثم إنه ليس من المنهج العلمي في شيء أن ينكر ابن الفرخان ما أنكره من الزحافات لأجل ثقلها في السمع، ونبوها عن الذوق السليم. فكثير من الزحافات الثابتة في الشعر القديم، قلل المتأخرون منها – أو هجروها - لأجل الذوق (كالقبض في سباعي الطويل، والطي في البسيط)، بل من البحور – كالمديد - ما هو ثقيل في الذوق أيضا.
وابن الفرخان – وقبله المعري - حين يقول (مصنوع) لا يذكر على ذلك دليلا.
والله أعلم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.