المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التكفير بالتسلسل ..وأصل مقولة " من لم يكفر الكافر فهو كافر" الذي يرجع اليه



الموحد السلفي
2007-09-26, 10:27 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن التكفير حكم شرعي يخاطب به كل مسلم كما يخاطب بالأحكام الشرعية ،فما كان منه على صورة الخبر صدقه وآمن به وما كان على صورة الأمر استسلم له وانقاد وعمل بموجبه ...
وهذا موقف المسلم من كل أحكام الشريعة ..
- والحكم بالكفر منالشارع إما أن يناط :" بمعين" كشخص يعينه الله سبحانه أو رسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر ...
كقوله سبحانه وتعالى :" تبت يدا أبي لهب وتب .."
وكحكمه سبحانه على اليهود والنصارى وغيرهم في غير ما آية ...
وكحكم النبي صلى الله عليه وسلم في أبيه وأمه وعمه أبي طالب وغيرهم ... فهذا كله حكم على الأعيان أو الطوائف ..
- وإما أن يناط حكم الكفر بوصف يقوم بمعين ...
كقوله سبحانه : "إنه من يشرك بالله .." وقوله :"ومن لم يحكم بما انزل الله ... "وقوله : " لقد كفر الذين قالوا ..." الآيات
- فإذا حكم الشارع بالكفر على شخص بعينه أو أشار إلى كفره كفرعون مثلا ، لزم تكفيره عينا والبراءة منه ومن شركه وكفره ولا مجال للاجتهاد في تأويل هذه النصوص - اللهم إلا الجهل بها - ويكون عدم التكفير في هذا لحالة تكذيبا لهذه النصوص أو ردا لها ...
- وإما إذا أنيط حكم الكفر بوصف ما فيكون محل الاجتهاد من المجتهد فيالتحقق من ثبوت هذا الوصف في ذاك المعين وخلوه من العوارض ثم تنزيل حكم الكفر عليه .. وهو علم ما يسمى بالمناط
وهنا لا يلزم من عدم التكفير كفر من لم يكفر ،لأنه قد يخطأ في الاجتهاد فيتأول النص أو يتأولالمناط أو يجهله ..
وهذا لا يقال فيه كافر أو مسلم ،بل يقال متأول أو مخطئ أو جاهل ...
ولكي نقف على حقيقة قول ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) لا بد أن نرجع بها إلى أصولها في الشرع ونقرر لها بعض القواعد ...
فمما ينبغي أن يقرر في هذا السياق :
أولا : هذه العبارة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) ليست نصا في كتاب الله أو سنة النبي عليه الصلاة والسلام أو إجماع الأمة ...
ثانيا : إذا كانت هذه العبارة على ما سبق فلابد من ردها إلى الكتاب والسنة وفهمها من خلالهما ، لا من خلال استعمال أهل العلم لها ...
ثالثا : التكفير لا يكون إلا بما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع .. وخلا هذه الأمور الثلاثة لا يجوز التكفير بها ، والمكفر في هذه الحالة يكفر بغير موجب وهو بين منهج الخوارج وأهل الغلو أعاذنا الله منهما.
رابعا : إذا تأملنا هذه الجملة (من لم يكفر الكافر فهو كافر ) وتأملنا مقدمة هذا الكلام وجدنا أنها ترجع إلى أمرين :
الأول : تكذيب النصوص التي قضت بتكفير الكفار سواء كانوا معينين من قبل الشارع أو جاء التكفير لأوصافهم ..
الثاني : الرضى بالكفر وتصحيحه وعدم البراءة منه ..
فإذا ثبت هذا فنكون قد رجعنا بهذه العبارة إلى أصلها في الشريعة وكلا الأمرين كفر بإجماع الأمة ..
خامسا : الأعذار الواردة على من لم يكفر الكافر ترجع إلى ذات الأعذار التي تثبت لمن يكذب بالنصوص أو يرضى بالكفر كالخطأ والجهل والتأويل سواء كان للحكم أو المناط..
سادسا : كلام أهل العلم مهما علت رتبتهم في العلم وبلغت منزلتهم في الفضل لا يقاس عليه بمجردة ما لم يرد إلى هذا الأصل ،لأنه ليس شرعا منزلا ولا بيانا محكما .. فكلام شيخ الإسلام في ابن عربي وفي من ادعى الإلهية في علي رضي الله عنه وكذا كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة في طواغيت الخرج وغيرهم إذا تأملته وجدت ما ذكروه يتفاوت ظهورا وخفاءا وأغلبه كفر صريح واضح لا إشكال فيه لا مجال لمتأول ان يتأوله او يتوقف فيه ..
ومع شناعة ما حكى شيخ الإسلام من حال ابن عربي وابن سبعين وغيرهم فقد قال :
" ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لميعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبواإلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم..." ا.هـ
ومع ذلك فلا يقاس على كلام أهل العلم في هؤلاء غيرهم بل يكون المنطلق في التكفير في كل حاله هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة ..
سابعا : من لم يكفر الكافر إذا تحقق انه يكذب النص أو يرده أو يصحح الكفر أو يرضى به فهوكافر .. ليس لأنه لم يكفر الكافر أو يشك في كفره ! بل لأنه كذب النص أو رده أو صحح الكفر أو رضي به ..وكل هذا كفر دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ...
ثامنا : أهل الغلو لما جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين وجعلوه بمعنى البراءة من المشركين لم يقبلوا بهذه الأعذار لأن أصل الدين الذي قرروه لا يقبل فيه العذر بالجهل أو بالتأويل أو غيره إلا الإكراه ...
تاسعا : تكفير الكافر ليس هو البراءة منه لا لغة ولا شرعا وليس هو الكفر بالطاغوت وإن ذكر في كلام أهل العلم في بعض المواضع فينبغي رده إلى أصله في الشريعة كما سبق ، والقوم يركزون جهدهم عليه وكأنه هو الأصل الأوحد (أقصد تكفيرالكافر).. ولذا حاروا لما ذكرنا لهم تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية للإسلام وتلميذهابن القيم رحمهما الله ، وليس فيه الكفر بالطاغوت ولا تكفير المشركين ولا غير ذلك .. فزعموا أنيأتكلم في خيال لا واقع له ! ولم يعرفوا أن هذا واقع كل عامي عبد الله وحده ولم يشركبه شيئا ومات على ذلك فهو مؤمن بالله كافر بالطاغوت ..
ولم يردوا على ذلك ولن يردوا ! لأنهمجعلوا أنفسهم بوابة التوحيد والإسلام ..فمن يرد أن يكون موحدا لابد أن يبحث عن أحدهم أولا ليدله طاغوت زمانه الذي لا يكون مؤمنا إلا بتكفيره والكفر به ...
عاشرا : البراءة من المشركين تثبت بعد الحكم عليهم بأنهم مشركون ومن لم يثبت لهم حكم الكفر لخطا أو تأويل أو جهل فلا يقال عنه أنه لم يتبرأ من المشركين أو أنه يكذب النصوص أو أنه يصحح الكفر ويرضى به ..
ومنشأ الخلل اعتبارهم التكفير للمشركين هو نفس البراءة منهم ،والبراءة منهم هي أصل الدين وركن التوحيد ومن لم يحققه لأي سبب كان فهو كافر ولا يعذر بما سبق ..
وكل من يقرر هذا يلزمه التكفير بالتسلسل لا محالة حتى يعود الكفر على كل من على هذه الأرض بما فيهم أهل الغلو أنفسهم...

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

البيان الإسلامي
2008-03-29, 06:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وبعد..
تكفير الكافر من عقائد المسلم كالإعتقاد بإسلام المسلم، إن كان خبرًا عن معين يجب الإيمان به، وإن كان منوطا بفعل ما أو قول أو إعتقاد يجب الإيمان به أيضا وتطبيقه على أرض الواقع على المعينين الذين تتحقق فيهم علة الحكم.
وتكفير أبي لهب -مثلا- الوارد حكمه في القرآن لا يتعلق بمعرفة سورة المسد، بل يجب الإيمان بكفره بمجرد معرفة حاله.
وتكفير النصارى لا يشترط فيه معرفة قول الله -تعالى-: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) فكثير من المسلمين لا يقرأون هذه الآية لكن كفر النصارى عندهم بديهي بمجرد معرفتهم بدين النصرانية أنه يخالف التوحيد الذي آمنوا به، ولو كان تكفير الكافر مرتبطا بمعرفة النصوص التي يندرجون تحتها لسقط عن أكثر المسلمين، هذا أولا...وثانيا: لا نكفّر البوذيين والهندوس الذين لم يرد ذكرهم في القرآن، ويصبح الأصل في البشر جميعا الإسلام.
ومن يقول اليوم: إن النصارى واليهود ديانتهم سماوية وأهل توحيد لا نذكره بالآية السابقة لأن سبب قوله هذا لا ينبع من جهله بها وإنما من جهله بالتوحيد، ولا يقال عن هذا: يكفر مادام لا يكفّر الكافر، لأنه لا يستطيع أن يطبق هذه القاعدة إلا بعد معرفته بالتوحيد والدخول فيه، فلا يكفّر الكافر إلا من تبرأ من كفره، وهذا ما عرفه الصحابة وسائر المسلمين في كل زمان ومكان، وليس مسألة اجتهادية تخفى عن الناس.
لن يعادي المشركين من يعتبرهم مسلمين إخوانا له في الدين، فإذا كانوا مسلمين فالله أمرنا بموالاة المسلمين، وهكذا يهدم الإسلام، والصحابة لما تبرأوا من المشركين وكفرهم لم يؤد بهم هذا إلى التسلسل الذي نسمع عنه.
العضو (الموحد السلفي) اسمح لي أن أطرح عليك سؤالا: منذ متى أطلقت على نفسك إسم الموحد؟
إن قلت: منذ عرفتُ الشرك وتبرأت منه.
أقول لك: وكيف كنت قبل ذلك؟
تقول: كنت مسلمًا. (حسب إعتقادك الذي شرحتَه في مشاركتك).
أقول: من قال لك أن الإنسان ينتقل من الإسلام إلى التوحيد كدائرة داخل دائرة مثل الإنتقال من الإسلام إلى الإيمان إلى الإحسان؟!
إن الذي يتعلل بأن جهل حال الناس مانع من تكفير من أخطأ في حكمهم نقول له:
نحن نؤمن بهذا، لكن لا تتخذ هذا حجة في عدم تكفير من عرفت حاله ، فهذا كمن يتعلل لشرب الخمر بأن من يجهل أن الإناء المعين فيه خمر وليس مشروبا آخر يعذر بشربه، وهو يشربها مع علمه بها في الحقيقة.
والسلام على من اتبع الهدى..

----------------------------
موقع البيان الإسلامي
www.bayanislami.com
--------------------------

أبو رقية الذهبي
2008-04-07, 06:05 AM
جزاكم الله خيرا

بن خطاب
2014-02-20, 09:52 PM
لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثه¤ مقصد قوله تعالى أن كل من قال بالتثليث فقد جاء بقول من الكفر أي بأحد أنواع الكفر وهذا القول جاء من أتباع الظن نتاج شبهه وليس من علم يقين فأذا جاءهم البيان برسول على مكث وأمهال فأن التكذيب يجعل من المكذب كافرا فذلك قوله تعالى¤ أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريه¤ الملاحظ أن مقصد بيان الايه المتقدمه أن هناك جزء من كل فالكل من أهل الكتاب أو من المشركين لكن هناك جزء هم الذين كفروا وقد قسمهم بذلك الى مجموعتين الذين كتبوا عند الله أنهم كفار والمجموعه الثانيه لما يكتبوا بعد أنهم كافرون فما الذي يترتب على ذلك؟ يترتب على المجموعه الاولى أنهم لن يؤمنوا ما كانوا في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون كقوله تعالى لنوح أنه لن يؤمن من قومك ألا من قد آمن¤ أي أصبحوا بعد قوله تعالى المتقدم أنهم كافرون ماكانوا في الحياة الدنيا وأنهم سيموتون وهم كذلك وقد تقرر لهم مصيرا غيبيا أنهم الى النار أي أن علم الغيب هي خاصيه لتكفير من يعلم غيبهم سبحانه أنهم لن يؤمنوا وأنهم سيموتون على الكفر وأن مصيرهم الى النار والمجموعه الثانيه الذين لما يكتب بعد أنهم كفار والمطلوب شرعا البيان لهم اقرأ النص ثانيا ¤ أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريه¤ أي أن التكفير في مقصد بيان القرآن ليس بنفس الطريقه المعتمده حاليا

بن خطاب
2014-02-21, 05:07 PM
لسلام عليكم أن تبني التكفير على العمل فهو كقوله تعالى ولقد أرسلنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها حين عقروا الناقه لكن الذي تقدم هو ومامنعنا أن نرسل بالآيات ألا أن كذب بها الاولون أي أن التكفير لايبنى على العمل بمجرد أرتكابه لذلك قال تعالى وما نرسل بالآيات ألا تخويفا أي أن التكفير يبنى على البيان ثم ختام حياته للذين لايعلمون الغيب لأن التخويف بما تقدم من بيان قرأ الايه ثانيه ¤ وما منعنا أن نرسل بالآيات ألا أن كذب بها الاولون ولقد أرسلنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات ألا تخويفا¤ فأطلاق الاسم لاجراء الحكم بدعه لكن من باب المفارق لدينه التارك للجماعه وأخذ التسميه من النص المتقدم كأن تقول مفارق لدينه أو تارك للجماعه وقد أجتمعت على الاسلام من أركان واحكام بيد ولي الامر بالتبين والاستتابه ياذا القرنين أما أن تعذب وأما ان تتخذ فيهم حسنى فأن قتله ولي الامر علمنا أنه كافر وهذه نقطة الالتقاء . لكن تجريد الفتنه من التنابز بالألقاب بأسماء من الفسوق بعد الايمان هي نقطة الاختلاف كون أن التكفير في مقصد بيان القرآن مبني على غيب مصير المشرك مثلا بعدما كتب عند الله كافرا وهذا غيب أذ لا وحي نعلم منه أنه قد كتب وليس على نوع الكفر بمجرد أرتكابه خاصة أن هذه التسميه معممة الاستعمال في داخل الامه وخارجها فما هو حكم النصراني في بلاد الواقواق مثلا

بوقاسم رفيق
2014-02-21, 06:02 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن التكفير حكم شرعي يخاطب به كل مسلم كما يخاطب بالأحكام الشرعية ،فما كان منه على صورة الخبر صدقه وآمن به وما كان على صورة الأمر استسلم له وانقاد وعمل بموجبه ...
وهذا موقف المسلم من كل أحكام الشريعة ..
- والحكم بالكفر منالشارع إما أن يناط :" بمعين" كشخص يعينه الله سبحانه أو رسوله صلى الله عليه وسلم بالكفر ...
كقوله سبحانه وتعالى :" تبت يدا أبي لهب وتب .."
وكحكمه سبحانه على اليهود والنصارى وغيرهم في غير ما آية ...
وكحكم النبي صلى الله عليه وسلم في أبيه وأمه وعمه أبي طالب وغيرهم ... فهذا كله حكم على الأعيان أو الطوائف ..
- وإما أن يناط حكم الكفر بوصف يقوم بمعين ...
كقوله سبحانه : "إنه من يشرك بالله .." وقوله :"ومن لم يحكم بما انزل الله ... "وقوله : " لقد كفر الذين قالوا ..." الآيات
- فإذا حكم الشارع بالكفر على شخص بعينه أو أشار إلى كفره كفرعون مثلا ، لزم تكفيره عينا والبراءة منه ومن شركه وكفره ولا مجال للاجتهاد في تأويل هذه النصوص - اللهم إلا الجهل بها - ويكون عدم التكفير في هذا لحالة تكذيبا لهذه النصوص أو ردا لها ...
- وإما إذا أنيط حكم الكفر بوصف ما فيكون محل الاجتهاد من المجتهد فيالتحقق من ثبوت هذا الوصف في ذاك المعين وخلوه من العوارض ثم تنزيل حكم الكفر عليه .. وهو علم ما يسمى بالمناط
وهنا لا يلزم من عدم التكفير كفر من لم يكفر ،لأنه قد يخطأ في الاجتهاد فيتأول النص أو يتأولالمناط أو يجهله ..
وهذا لا يقال فيه كافر أو مسلم ،بل يقال متأول أو مخطئ أو جاهل ...
ولكي نقف على حقيقة قول ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) لا بد أن نرجع بها إلى أصولها في الشرع ونقرر لها بعض القواعد ...
فمما ينبغي أن يقرر في هذا السياق :
أولا : هذه العبارة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) ليست نصا في كتاب الله أو سنة النبي عليه الصلاة والسلام أو إجماع الأمة ...
ثانيا : إذا كانت هذه العبارة على ما سبق فلابد من ردها إلى الكتاب والسنة وفهمها من خلالهما ، لا من خلال استعمال أهل العلم لها ...
ثالثا : التكفير لا يكون إلا بما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع .. وخلا هذه الأمور الثلاثة لا يجوز التكفير بها ، والمكفر في هذه الحالة يكفر بغير موجب وهو بين منهج الخوارج وأهل الغلو أعاذنا الله منهما.
رابعا : إذا تأملنا هذه الجملة (من لم يكفر الكافر فهو كافر ) وتأملنا مقدمة هذا الكلام وجدنا أنها ترجع إلى أمرين :
الأول : تكذيب النصوص التي قضت بتكفير الكفار سواء كانوا معينين من قبل الشارع أو جاء التكفير لأوصافهم ..
الثاني : الرضى بالكفر وتصحيحه وعدم البراءة منه ..
فإذا ثبت هذا فنكون قد رجعنا بهذه العبارة إلى أصلها في الشريعة وكلا الأمرين كفر بإجماع الأمة ..
خامسا : الأعذار الواردة على من لم يكفر الكافر ترجع إلى ذات الأعذار التي تثبت لمن يكذب بالنصوص أو يرضى بالكفر كالخطأ والجهل والتأويل سواء كان للحكم أو المناط..
سادسا : كلام أهل العلم مهما علت رتبتهم في العلم وبلغت منزلتهم في الفضل لا يقاس عليه بمجردة ما لم يرد إلى هذا الأصل ،لأنه ليس شرعا منزلا ولا بيانا محكما .. فكلام شيخ الإسلام في ابن عربي وفي من ادعى الإلهية في علي رضي الله عنه وكذا كلام الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلماء الدعوة في طواغيت الخرج وغيرهم إذا تأملته وجدت ما ذكروه يتفاوت ظهورا وخفاءا وأغلبه كفر صريح واضح لا إشكال فيه لا مجال لمتأول ان يتأوله او يتوقف فيه ..
ومع شناعة ما حكى شيخ الإسلام من حال ابن عربي وابن سبعين وغيرهم فقد قال :
" ولكن هؤلاء الْتَبَس أمرهم على من لميعرف حالهم، كما الْتَبَسَ أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون، وانتسبواإلى التشيع، فصار المتبعون مائلين إليهم، غير عالمين بباطن كفرهم..." ا.هـ
ومع ذلك فلا يقاس على كلام أهل العلم في هؤلاء غيرهم بل يكون المنطلق في التكفير في كل حاله هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة ..
سابعا : من لم يكفر الكافر إذا تحقق انه يكذب النص أو يرده أو يصحح الكفر أو يرضى به فهوكافر .. ليس لأنه لم يكفر الكافر أو يشك في كفره ! بل لأنه كذب النص أو رده أو صحح الكفر أو رضي به ..وكل هذا كفر دل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة ...
ثامنا : أهل الغلو لما جعلوا تكفير الكافر من أصل الدين وجعلوه بمعنى البراءة من المشركين لم يقبلوا بهذه الأعذار لأن أصل الدين الذي قرروه لا يقبل فيه العذر بالجهل أو بالتأويل أو غيره إلا الإكراه ...
تاسعا : تكفير الكافر ليس هو البراءة منه لا لغة ولا شرعا وليس هو الكفر بالطاغوت وإن ذكر في كلام أهل العلم في بعض المواضع فينبغي رده إلى أصله في الشريعة كما سبق ، والقوم يركزون جهدهم عليه وكأنه هو الأصل الأوحد (أقصد تكفيرالكافر).. ولذا حاروا لما ذكرنا لهم تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية للإسلام وتلميذهابن القيم رحمهما الله ، وليس فيه الكفر بالطاغوت ولا تكفير المشركين ولا غير ذلك .. فزعموا أنيأتكلم في خيال لا واقع له ! ولم يعرفوا أن هذا واقع كل عامي عبد الله وحده ولم يشركبه شيئا ومات على ذلك فهو مؤمن بالله كافر بالطاغوت ..
ولم يردوا على ذلك ولن يردوا ! لأنهمجعلوا أنفسهم بوابة التوحيد والإسلام ..فمن يرد أن يكون موحدا لابد أن يبحث عن أحدهم أولا ليدله طاغوت زمانه الذي لا يكون مؤمنا إلا بتكفيره والكفر به ...
عاشرا : البراءة من المشركين تثبت بعد الحكم عليهم بأنهم مشركون ومن لم يثبت لهم حكم الكفر لخطا أو تأويل أو جهل فلا يقال عنه أنه لم يتبرأ من المشركين أو أنه يكذب النصوص أو أنه يصحح الكفر ويرضى به ..
ومنشأ الخلل اعتبارهم التكفير للمشركين هو نفس البراءة منهم ،والبراءة منهم هي أصل الدين وركن التوحيد ومن لم يحققه لأي سبب كان فهو كافر ولا يعذر بما سبق ..
وكل من يقرر هذا يلزمه التكفير بالتسلسل لا محالة حتى يعود الكفر على كل من على هذه الأرض بما فيهم أهل الغلو أنفسهم...

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

لله درك كفيت و شفيت و اجدت و افدت و اجملت و فصلت و لخصت و توسعت و كلامك نابع من قلب نصوح غيور شفيق و ليس بعد هذا مقال و ارجو تثبيت الموضوع فهو نموذج متكامل بارك الله فيك

أبوأحمد المالكي
2014-02-22, 12:38 AM
إلى أخينا ابن الخطاب هناك خطأ في نقلك للآية الكريمة فهو كقوله تعالى ولقد أرسلنا ثمود الناقة مبصرة فظلموا ..والصواب فففولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ان عبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون .....قققالآية نعم كانت الناقة آية وامتحانا لهم
ثم إن الموضوع جيد وهام بارك الله في أخينا الموحد السلفي وفي المشاركين أيضا جزاكم الله خيرا

بن خطاب
2014-02-22, 06:28 AM
الايه في سورة الاسراء ولقد آتينا ثمود الناقة مبصرة آسف للأستعجال

بن خطاب
2014-02-22, 06:41 AM
هذه الايه حاسمه في بيان طريقة التكفير والقرآن كتاب هدى يبين للناس ما هم فيه مختلفون فأذا تبين هدى من الكتاب أليس على الامه أن تحتكم الى كتاب ربها

أبوأحمد المالكي
2014-02-22, 09:34 PM
بارك الله فيك بن الخطاب معذور على العجلة نعم كما قلت القرآن كتاب هدى .......إلخ ..كان عليك أن تضيف سنة نبينا (ص)عند الإحتكام إلى الكتاب لأن السنة أصل مثل القرآن الكريم كما لايخفى عليك أخي موفق مرة أخرى

إبن سالم
2014-02-24, 10:44 PM
الكافر المقطوع بكفره وليس المشكوك أو الذي أتى عملا كفريا أو ارتكب شيئا من الشرك والكفر..
وليتذكر الجميع حديث الرسول عليه السلام :من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال أو رجعت إليه.
وفقنا الله لحسن الحكم والبصيرة النافعة والموفقة لطريق الله المستقيم .آمين.

بن خطاب
2014-02-24, 11:15 PM
بارك الله فيك بن الخطاب معذور على العجلة نعم كما قلت القرآن كتاب هدى .......إلخ ..كان عليك أن تضيف سنة نبينا (ص)عند الإحتكام إلى الكتاب لأن السنة أصل مثل القرآن الكريم كما لايخفى عليك أخي موفق مرة أخرى
وفيك بارك الله وجازاك الله خيرا والقرآن كدستور فأن أحد بنود الدستور وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا ومما آتانا الرسول أتبعوا سنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي فالقرآن جامع الامه بسبل الله المبينه في كتابه سبحانه

بن خطاب
2014-02-27, 09:50 AM
ن السلام عليكم أن تقول ياكافر فهو بحد ذاته أثم من قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما * على شاكلة قوله تعالى ¤ أني أريد أن تبوأ بأثمي وأثمك ¤ قول أحد أبني آدم لأخيه كون أن قول ياكافر هو بحد ذاته أثم فمقصد الحديث أذن من قال لأخيه ياكافر المحرم كما تبين من مقصد بيان القرآن وقوله ذاك ظنا بشبهه فقد باء بالأثم أحدهما أو الأثم الذي نبه أليه النبي سباب المسلم فسوق وقتاله كفر أي أصاب أحد أنواع الكفر أذا رفع السيف وحرص على سفك الدم فذلك قول النبي أذا ألتقى المسلم بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار لأنهما كانا حريصين على سفك دم أخيه والذي فتح هذا الباب المبادر بالقول ياكافر المحرم قوله

زياني
2014-03-07, 02:48 PM
يا من قال :" أي أن التكفير لا يبنى على العمل بمجرد ارتكابه ..."، فاتق الله وتب إليه فيما تقول، ولا تغتر بمن يصفق لك فلن ينجيك أمام ربك الذي قال لي ولك وللعامين :{ .... يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ....} فكفرهم الله بنفس قولهم لا بمجرد اعتقادهم كما يدعي غلاة المرجئة الجهمية كما ذكر شيخ الإسلام في الصارم المسلول لشاتم الله والرسول ثم قال :" إن سب الله أو سب رسوله، كفر ظاهرا و باطنا، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء و سائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول و عمل ".ثم قلت :" كون أن التكفير في مقصد بيان القرآن مبني على غيب مصير المشرك مثلا بعدما كتب عند الله كافرا وهذا غيب ". فهذا عين قول - لا أقول الجهمية - بل غلاة الجهمية الغرابية الذي يجب عليك أن تتوب منه إلى ربك وتتبرأ منه، وقد ناقش شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول طويلا هذا القول الشركي ، وذكر بأن المسلمين وأهل السنة إنما ينظرون في ذلك إلى الحال وأما غلاة الجهمية فينظرون في المآل .... وهذا قول محدث يلزمك منه أن لا تكفر منه أحدا من الكفار في الحياة .... وقد أطال شيخ الإسلام في الرد على هؤلاء فراجعه واتق الله ... وأما زعمك بأن التكفير من خصائص الحاكم فهو تجهّم وغلو آخر، لأن المسلمين إنما يُرجعون أمر الاستتابة وتطبيق حكم القتل للحاكم فقط، وأما اعتقاد كفر الكافر أو المرتد فإن الكفر على نوعين كما ذكر شيخ الإسلام في الصارم :شرك صادر عن تعظيم لله وهو شرك المشركين ، لأن المشرك يشرك بالله عن قصد حسن كما قال الله [ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى]، وكذلك شرك أهل الكتاب. وأما ساب الرب ونحوه من كلام قبيح فضيع عليه فهو استخفاف به واستهتار بجلاله، وتنقص لذاته، تنزه الله عنه بصفاته،ألم تعلموا بأنه حتى كبار الكفار لم يسبوا الرب الجبار ، وقالوا : يا محمد كف عن سب آلهتنا وإلا سببنا ربك، فأنزل الله [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ]
وعليه فالذي وقع في كفر ظاهر بين كسب الله ونبيه والإسلام ونحو ذلك .... فيجب تكفيره وعدم التردد في ذلك . قال شيخ الإسلام في الصارم :" قال محمد بن سحنون : أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه و سلم والمتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له و حكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره و عذابه كفر ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول لشاتم الله والرسول :" إن سب الله أو سب رسوله، كفر ظاهرا و باطنا، سواء كان الساب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلا له أو كان ذاهلا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء و سائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول و عمل ".
فاتق الله ولا تخالف منهجه ولا سبيل المؤمنين

بن خطاب
2014-03-07, 05:02 PM
السلام عليكم ¤ قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لاتعتذروا قد كفرتم بعد أيمانكم أن نعف عن طائفة نعذب طائفه بأنهم كانوا قوما مجرمين ¤ ونحن كالشعره البيضاء في جلد الثور الاسود ماهو واجب هذه الشعره ؟ أرجو قراءة مشاركاتي في الموضوع ليتبين المقصد ولا أختلف معك أن الايمان ليس بالتمني لكن ما وقر في القلب وصدقه العمل وخلاف ذلك خلاف ذلك لكن هناك منهج نبوي كسياق عمل أذا تبين من قوم خوضهم في شبه كعمل موسى في قومه العابدين للعجل ¤ يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذي من قبلكم ويتوب عليكم ¤ ما هو سنن الذين من قبلنا ؟ وما معنى ويتوب عليكم