مشاهدة النسخة كاملة : تخريج حديث انا ابن الذبيحين
أبو مسهر
2009-09-29, 02:18 AM
إخوتى الأفاضل
قد اطلعت على موضوع على إحدى المنتديات يعرض لقصة الذبيح
و هل هو إسحاق عليه أو إسماعيل عليهما السلام
حقيقة لقد ذُهلت بداية
ألازال هناك من يشك فى أن الذبيح هو إسماعيل ؟
و لكنى لما اطلعت على الموضوع
وجدت له حجج
فأردت التحقيق فى الموضوع من كافة جوانبه
ليس هذا الحديث و فقط
بل أنوى البحث فى كل كلمة تتعلق بهذا الشأن و التحقيق فيها تفصيلا
و لكنى أبدأ أولا بهذا الحديث لصراحته فى هذا الشأن
و الله ولى التوفيق
و به نستعين
عبد الله الحمراني
2009-09-29, 02:26 AM
قال ابن كثير (7/27): وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الذبيح هو إسحاق، وحكي ذلك عن طائفة من السلف، حتى نقل عن بعض الصحابة أيضا، وليس ذلك في كتاب ولا سنة، وما أظن ذلك تُلقى إلا عن أحبار أهل الكتاب، وأخذ ذلك مُسَلَّمًا من غير حجة. وهذا كتاب الله شاهد ومرشد إلى أنه إسماعيل، فإنه ذكر البشارة بالغلام الحليم، وذكر أنه الذبيح، ثم قال بعد ذلك: { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } . ولما بشرت الملائكة إبراهيم بإسحاق قالوا: { إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } [الحجر:53]. وقال تعالى: { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [هود:71]، أي: يولد له في حياتهما ولد يسمى يعقوب، فيكون من ذريته عقب ونسل. وقد قدمنا هناك أنه لا يجوز بعد هذا أن يؤمر بذبحه وهو صغير؛ لأن الله [تعالى] (2) قد وعدهما بأنه سيعقب، ويكون له نسل، فكيف يمكن بعد هذا أن يؤمر بذبحه صغيرا، وإسماعيل وصف هاهنا بالحليم؛ لأنه مناسب لهذا المقام.
ولي عودة إن شاء الله،،،
أبو مسهر
2009-09-29, 02:42 AM
أولا : طرق الحديث
1 - المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين
ذكر إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما - حديث:3970
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ،
ثنا عبيد بن حاتم الحافظ العجلي ،
ثنا إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الحراني ،
ثنا عبد الرحيم الخطابي ،
ثنا عبد الله بن محمد العتبي ،
ثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي ، قال : حضرنا مجلس
معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق بن إبراهيم فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل ، وقال بعضهم : بل إسحاق الذبيح ، فقال معاوية : " سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي ، فقال : يا رسول الله ، خلفت البلاد يابسة والماء يابسا هلك المال وضاع العيال ، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان ؟ قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم ، فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا : ارض ربك وافد ابنك . قال : ففداه بمائة ناقة ، قال : فهو الذبيح وإسماعيل الثاني
2 - المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين
ذكر من قال إن الذبيح إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام - حديث:3984
حدثناه أبو عبد الله بن بطة ،
ثنا الحسن بن الجهم ،
ثنا الحسين بن الفرج ،
ثنا محمد بن عمر الواقدي ،
ثنا أبو سليمان داود بن عبد الرحمن العطار ،
عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ،
عن سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال :
" إن الصخرة التي في أصل ثبير التي ذبح عليها إبراهيم إسحاق هبط عليه كبش أغبر له نواح من ثبير قد نوحه " فذكر حديثا طويلا .
3 - قال الواقدي :
وحدثنا محمد بن عمرو الأويسي ،
عن أبي الزبير ،
عن جابر رضي الله عنه ، قال :
لما رأى إبراهيم في المنام أن يذبح إسحاق أخذ بيده ، فذكره بطوله .
قال الحاكم : وقد ذكره الواقدي بأسانيده وهذا القول عن أبي هريرة ، وعبد الله بن سلام وعمير بن قتادة الليثي وعثمان بن عفان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو والله أعلم .
وقد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا وفي سائر المدن التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل وقاعدتهم فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد إسماعيل وأن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب والآن فإني أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق ، فأما الرواية عن وهب بن منبه وهو باب هذه العلوم *
4 - جامع البيان في تفسير القرآن للطبري - سورة الصافات
القول في تأويل قوله تعالى : وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه - وقوله : وفديناه بذبح عظيم
حديث:27124
حدثني محمد بن عمار الرازي ، قال : ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ، قال : ثنا عمر بن عبد الرحيم الخطابي ، عن عبيد بن محمد العتبي ، من ولد عتبة بن أبي سفيان ، عن أبيه ، قال : ثني عبد الله بن سعيد ، عن الصنابحي ، قال : كنا عند معاوية بن أبي سفيان ، فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق ، فقال : على الخبير سقطتم : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل ، فقال : يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ؛ فضحك عليه الصلاة والسلام ؛ فقلنا له : يا أمير المؤمنين ، وما الذبيحان ؟ فقال : " إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم ، نذر لله لئن سهل عليه أمرها ليذبحن أحد ولده ، قال : فخرج السهم على عبد الله ، فمنعه أخواله ، وقالوا : افد ابنك بمائة من الإبل ، ففداه بمائة من الإبل ، وإسماعيل الثاني
هذا عن المرفوع من هذا الباب
و باللفظ عينه
أبو مسهر
2009-09-29, 02:48 AM
عفوا سيدى الفاضل : عبد الله
لقد أجاب على هذا أيضا
بأن البشارة بإسحاق فقط و أما يعقوب فلا يُدرى أمن نسل اسماعيل يأتى أم إسحاق ؟؟؟؟
فأمهلنى قليلا
فإنك لا تدرى بعد
بم آتى
أبو مسهر
2009-09-29, 07:06 AM
ثم و جدت فى فتح البارى لإبن حجر ما نصه :
"رويناه فى الخلعيات من حديث معاويه
و نقله عبد الله بن أحمد عن أبيه
و أطنب ابن القيم فى الهدي لتقويته "
و لم أجد هذا فى مسند أحمد ؟
و لم أجد هذة الخلعيات ؟
و لا كتاب الهدى لإبن القيم ؟
فبالله عليكم هل "مسند أحمد" و "الخلعيات" و "الهَدْى" لإبن القيم
كتب موجوده فعلا أم أن ابن حجر يتخيل هذا ؟
حسنا
تبدوا الآن أمام عينى ملامح مؤامرة قديمة لإفساد هذا الحديث
ابن محمد الحنبلي المصري
2009-09-29, 07:41 AM
سواء أكان هذا أو ذاك، فهو شرف لإبراهيم عليه السلام، و قصة يمكننا أن نتعظ بها، أما إن كان إسماعيل أو إسحاق، فالله أعلم، مع أني أظن أنه إسماعيل و الله أعلم.
أبو مسهر
2009-09-29, 08:03 AM
ثانيا : رجال الحديث
1 - حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي
وجدت فى الأعلام الآتى
محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد ربه أبو بكر الشافعى : صاحب الغيلانيات ( توفى 354)
محدث ثقة . من أهل جبل (قرب واسط) كان بزازا ، و قام برحلة طويلة فى طلب الحديث انتهت باستقراره و وفاته فى بغداد . له (مسند موسى الكاظم بن جعفر بن محمد - مخطوط) و (مجلس - مخطوط) فى الحديث و (الفوائد - مخطوط) كلها فى الظاهرية . و ( الفوائد المنتخبة العوالى عن الشيوخ ، الشهيرة بالغيلانيات - مخطوط ) فى المتحف البريطانى و دار الكتب و مكتبة الحرم بمكة .
ملاحظة : لم أجد تلك الترجمة فى نسخة الأعلام المختومة بختم المكتبة الشاملة
أبو مسهر
2009-09-29, 08:29 AM
2 - ثنا عبيد بن حاتم الحافظ العجلي
وجدت فى تاريخ بغداد
الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد بن على بن مروان أبو على المعروف بـ "عبيد العجل" و وهو ابن بنت حاتم بن ميمون المعدل ، روى عنه أو بكر الشافعى ، و توفى فى صفر من سنة 294 هـ
و فى ترجمة صالح جزرة من تاريخ دمشق وجدت
كان يحيى بن معين يلقب أصحابة فلقب محمد بن إبراهيم بـ مربع و لقب عبيد بن حاتم بالعجل
و فى فتح الباب فى الكنى و الألقاب لابن منده أنه يكنى " أبو عبد الله"
و بجمع حديثه كان أغلبه فى الفضائل و هو ثقه له أفراد
أبو مسهر
2009-09-29, 09:03 AM
3 - ثنا إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبي كريمة الحراني
هو : إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبى كريمة ، أبو محمد الحرانى توفى 240
قال الذهبى و الدارقطنى ثقة و قال ابن حجر ثقة يغرب
4 - ثنا عبد الرحيم الخطابي
هو عمر بن عبد الرحيم الخطابى لم أجد له ترجمة
و لم أجد له مرفوعا سوى هذا الحديث
روى عن أبو النجم هلال بن الحسين الخياط و عن عبد الله بن محمد العتبى
و له حديثين سوى هذا مقاطيع
ملتقى أهل الأثر
2009-09-29, 09:35 AM
ثم و جدت فى فتح البارى لإبن حجر ما نصه :
"رويناه فى الخلعيات من حديث معاويه
و نقله عبد الله بن أحمد عن أبيه
و أطنب ابن القيم فى الهدي لتقويته "
و لم أجد هذا فى مسند أحمد ؟
و لم أجد هذة الخلعيات ؟
و لا كتاب الهدى لإبن القيم ؟
فبالله عليكم هل "مسند أحمد" و "الخلعيات" و "الهَدْى" لإبن القيم
كتب موجوده فعلا أم أن ابن حجر يتخيل هذا ؟
حسنا
تبدوا الآن أمام عينى ملامح مؤامرة قديمة لإفساد هذا الحديث
الحديث في الخلعيات، وهاك نص الحديث منها:
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بن النحاس قراءةً عليه وأنا أسمع , قال : أخبرنا أبو الحسن شعبة بن الفضل بن سعيد التغلبي البغدادي قراءةً عليه , قال : حدثنا أحمد بن علي بن مسلم الأبرد , قال : حدثنا إسماعيل بن عبيد الله بن أبي كريمة الحراني , قال : حدثني عمر بن عبد الرحمن الخطابي , قال : حدثنا عبيد الله بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان , عن أبيه , قال : حدثنا عبد الله بن سعد , قال : حدثنا الصنابحي قال : حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان ـ رحمه الله ـ وتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم , فقال القوم : إسماعيل الذبيح , وقال بعضهم : بل إسحاق الذبيح فقال معاوية : سقطتم على الخبير , كنا عند رسول الله وأعرابي عنده , فقال : يا رسول الله ! خلقت البلاد يابس , والماء عابس , هلك العيال , وضاع المال , فعد عليّ مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ! , قال : فتبسم رسول الله ولم ينكر عليه , فقلنا : يا أمير المؤمنين ! من الذبيحين ؟ , قال : عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهّل أمرها أن ينحر بعض ولده , فأخرجهم فأسهم ثلثهم , فخرج السهم على عبد الله , فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله بني مخزوم , فقالوا : أرض ربك وأفد ابنك , ففدى بمائة ناقة , وهو الذبيح , وإسماعيل الثاني .
الخلعيات (14/ 136 / و - ظ ) النسخة الأزهرية.
والمعروف أن الذبيحَ هو: إسماعيل بن خليل الله إبراهيم - عليهما السلام - .
أمّا الزاد، فالذي أعلمه عنه أن المطبوع منه ناقص، وبلغني أن بعض المحققين قد وقع على نسخة كاملة وهي قيد الطبع.
أما عن الإمام أحمد ررر، فليس كل ما يُنسبُ إليه نجده في مسنده، هناك مصنفات أخرى له، الزهد، والعلل، وكتب أخرى جمعت أقواله، وروياتهم معروفة.
وحديث معاوية ررر في المستدرك كما تفضلت وذكرت، وتفسير الطبري، وتاريخ دمشق.
فانظر حفظك الله إلى هذه المراجع قبل أن تقول: (أم أن ابن حجر يتخيل هذا ؟).
علمنا الله وإياك العلم النافع.
أبو مسهر
2009-09-29, 10:31 AM
فانظر حفظك الله إلى هذه المراجع قبل أن تقول: (أم أن ابن حجر يتخيل هذا ؟).
علمنا الله وإياك العلم النافع.
لم أعنى و الله الطعن فى ابن حجر
و لكن كنت أظن ان الخلعيات مفقود أصلا
و أما عن زاد المعاد فليس فيه الحديث
فلابد أن "الهدى" المذكور آخر
و اما المسند فأنا أعلم بالفعل أنه لم يصل إلينا سوى ثلثه أو أكثر قليلا
بارك الله فيك
##نرجو من الأخ الكريم التثبت والبحث والتدقيق قبل الخوض في أحكام على الأحاديث أو على العلماء واختيار مستحسن الألفاظ## الإشراف##
ملتقى أهل الأثر
2009-09-29, 10:44 AM
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء واوفاه.
دلّ ردّك على حُسنِ خُلقك، جملنا الله وإياك بحُسنِ الخلق.
أبو مسهر
2009-09-29, 12:41 PM
حسنا
أعتذر عن سوء تعبير منى
و لكن الحافظ ابن حجر قد اطلع على مصادر
ما لنا من سبيل اليها
فاعتبرت هذا توثيقا منه للحديث
و إنما كنت أتهم ذلك الشخص الذى أنكر كون الذبيح إسماعيل
عفوا
و لأستمر بعون الله و فضله
فى الأمر
عبد الله الحمراني
2009-09-29, 03:37 PM
تبدوا الآن أمام عينى ملامح مؤامرة قديمة لإفساد هذا الحديث
لي عدة ملاحظات:
/// هذا الكلام لا يصح في حق أمير المؤمنين في الحديث في عصره الحافظ ابن حجر!!
/// فلا بد من الأدب مع العلماء، ومن لا يعرف حق العلماء، فليتأدب ثم ليتعلم..
/// أما عن التراجم التي أوردتها في مشاركاتك السابقة؛ فمثلها لا يطلب من "الأعلام" للزركلي، كما نلقتَ عنه، ويطلب من كتب أهل الشأن.
/// لا تصح طريقتك في الحكم على الناس جزافا، فكل علم له أصوله وضوابطه، وليس بترجمة رجال من كتب ليست في صلب التخصص = يحكم على الأحاديث.
عبد الله الحمراني
2009-09-29, 03:47 PM
/// قال أبو حاتم الرازي -وهو من علماء الحديث ونقاده -كما في تفسير ابن كثير (4/19): "الصحيح أن الذبيح إسماعيل عليه الصلاة والسلام"، قال: "وروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد والشعبي ومحمد بن كعب القرظي وأبي جعفر محمد بن علي وأبي صالح رضي الله عنهم أنهم قالوا الذبيح إسماعيل".
عبد الله الحمراني
2009-09-29, 04:06 PM
و أما عن زاد المعاد فليس فيه الحديث
فلابد أن "الهدى" المذكور آخر
كلا الاسمين هما لكتاب زاد المعاد في هدي خير العباد صلى الله عليه وسلم.
ويسميه بعض العلماء بـ"ـالهدي" ومنهم: الحافظ ابن حجر والعيني والسندي صاحب حواشي السنن، والمباركفوري في تحفة الأحوذي تبعا للحافظ، والمناوي، وغيرهم.
وتسمية العلماء لكتاب ما ببعض اسمه مشهور ومعروف بين أهل العلم وطلبته، ولا يقع فيه إلا من ليس من أهل الصنعة.
فقد سمى بعض العلماء كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر ببعض اسمه: "الفتح"، هكذا، وأمثلة ذلك كثيرة لا تحصر.
عبد الله الحمراني
2009-09-29, 04:20 PM
/// الحديث الذي أخرجه الحاكم في (المستدرك 2/554)، قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": سنده واهٍ.
وقال ابن كثير في تفسيره (4/18): هذا حديث غريب جدًّا.
قال السيوطي كما في حاوي فتاواه (2/35): في إسناده من لا يعرف فالحديث لا يصح والله أعلم.
///وقد تم إغلاق الموضوع لخروجات الأخ أبي مسهر المتكررة والتزامه بعبارات لا تليق في مجال البحث العلمي///
السكران التميمي
2009-10-08, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
أولاً: لفظ: (أنا ابن الذبيحين) هكذا لم أجده في شيء من كتب التخريج والكتب المسندة على اختلاف أنواعها، سوى ما ذكره العلامة ابن الملقن عن الحاكم في تفسيره _ هكذا _ عن معاوية مرفوعاً؛ وقال: إسناده واه (مختصر استدراك الذهبي على الحاكم 2/1009) ولم أجده في المستدرك، ولعله كتاب ساقط من المطبوع الحالي والله أعلم.
ثانياً: ورد نحو هذا اللفظ من حديث معاوية رضي الله عنه يرويه عنه الصنابحي؛ قال: (كنا عند معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح إسماعيل أو إسحاق؛ فقال: على الخبير سقطتم، كنا عند رسول الله فجاءه رجل فقال: يا رسول الله عد علي مما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين. فضحك عليه الصلاة والسلام، فقلنا له: يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ فقال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر الله لئن سهل عليه أمرها ليذبحن أحد ولده؛ قال: فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله وقالوا: افد ابنك بمئة من الإبل، ففداه بمئة من الإبل، وإسماعيل الثاني) هذا لفظ الطبري.
*ولفظ الحاكم: (حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل وإسحاق بن إبراهيم؛ فقال بعضهم: الذبيح إسماعيل، وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح، فقال معاوية: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي فقال: يا رسول الله خلفت البلاد يابسة، والماء يابسا، هلك المال، وضاع العيال، فعد علي بما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، فقلنا: يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم فأسهم بينهم، فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه، فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا: أرض ربك وافد ابنك، قال: ففداه بمئة ناقة، قال: فهو الذبيح وإسماعيل الثاني).
*ولفظ ابن عساكر: (حضرنا معاوية بن أبي سفيان فتذاكروا القوم إسماعيل وإسحاق بن إبراهيم؛ فقال بعض القوم: إسماعيل الذبيح، وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح، فقال معاوية: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال: يا ابن الذبيحين، وقال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليه. فقلنا: يا أمير المؤمنين وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده، فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم على عبد الله، فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم؛ فقالوا: أرض ربك وافد ابنك، قال: ففداه بمئة ناقة، فهو الذبيح وإسماعيل الذبيح).
ثالثاً: حصل سقط في طبعة المستدرك التي بين أيدينا؛ حيث حصل هناك السند هكذا: (حدثنا عبد الله بن سعيد الصنابحي)، والصواب كما عند الطبري بإضافة (عن) بين عبد الله بن سعيد والصنابحي، وبإضافة (حدثنا) كما عند ابن عساكر والأموي والخلعي.
وقد أتى السند صحيحاً على الجادة في المستدرك عند النقل عنه كما عند الزيلعي في (تخريج أحاديث الكشاف)، فتبين أن الخلل ممن قام بطبع المستدرك فلا حول ولا قوة إلا بالله.
رابعاً: هذا الحديث أخرجه الطبري في (التفسير 23/85)، الحاكم في المستدرك (رقم 4036)، ابن عساكر في (التاريخ 56/200)، الأموي في (مغازيه) كما عند ابن كثير في (تفسيره 4/19) بالسند، والخلعي في (الخلعيات 14/136/ و-ظ النسخة الأزهرية)، وابن مردويه والثعلبي ولم أقف عليهما.
خامساً: قال ابن كثير بعد ذكره رواية الأموي بسندها: (هذا حديث غريب جداً، كذا كتبته من نسخة مغلوطة). وقال السيوطي: (سنده ضعيف). وقال القرطبي: (سنده لا يثبت على ما ذكرناه في كتاب "الأعلام في معرفة مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام").
وقد حُسِّنَ الحديث بتصحيح الحاكم له وموافقة الذهبي له كما في المواهب وشرحها.
قلت: وهذا غلط ووهم، فقد سكت الحاكم عنه ولم يحكم عليه بحكم. ولم أقف للذهبي على كلام عليه. فتأمل
والصحيح أن هذا الكلام من صاحب المواهب للحديث الآخر: (الذبيح إسحاق) فهو الذي صححه الحاكم ووافقه الذهبي، ومع ذلك فيه كلام. فتنبه
*وعلة الحديث هي جهالة (عبد الله بن سعيد) فإنه لا يعرف هكذا بدون نسبة.
سادساً: وهم وأخطأ من نسب كلام ابن القيم رحمه الله لكتابه (الهدي) _ والذي هو (زاد المعاد) _ كالحافظ ابن حجر ومن تبعه؛ بل كلامه رحمه الله بنصه هو في كتابه الآخر (إغاثة اللهفان 2/355). فتنبه وصحح
سابعاً: الصحيح الصواب المعتمد الموافق للقرائن الدالة = أن الذبيح هو (إسماعيل) عليه السلام. ولن أتكلم عن هذه المسألة لوضوحها وتوافر الأدلة عليها.
والله تعالى أعلم.. وأعتذر للأحبة الكرام عن الغياب الخارج عن الإرادة الشخصية.. ونسأل الله أن يتمم بخير آمين
أحمد السكندرى
2009-10-08, 10:23 PM
أفتقدناك يا شيخى أرجو أن تكون فى تمام الصحة و العافية ، و جزاك الله خيرا ، و نفع بعلمك .
أبو عبد البر رشيد
2009-10-08, 10:55 PM
أهلا بالأخ الفاضل
أبو مسهر
2009-10-09, 01:19 PM
سابعاً: الصحيح الصواب المعتمد الموافق للقرائن الدالة = أن الذبيح هو (إسماعيل) عليه السلام. ولن أتكلم عن هذه المسألة لوضوحها وتوافر الأدلة عليها.
يبدوا أن الأخ الكريم لم يطلع على هذا المقال
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=157278
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-10-09, 01:35 PM
أفتقدناك اخي الكريم التميمي أرجو أن تكون فى بخيروعافية ،
السكران التميمي
2009-10-09, 01:47 PM
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى.. وجزاكم الله عن أخيكم خير الجزاء.. ونحمد الله على نعمائه ظاهرة وباطنة لا حرمناها الله سبحانه.. ويعلم الله كم اشتقت إليكم؛ لكن يطرأ الطاري للعبد فلا يستطيع منه بد.
وبالنسبة للرابط أخي (أبا مسهر) فوالله لم أطلع عليه ولا أريد حتى، مهما كان الموضوع الموجود فيه، وما ذلك إلا لإيماني واعتقادي الجازم بلا شك ولا ريب، بأن ما ذكرت في الفقرة السابعة من كلامي هو الذي توافرت الأدلة والبراهين والمرجحات والقرائن عليه.
ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2009-10-09, 02:04 PM
حياك الله يا شيخ وأحسن عملك ، وبارك فيك :
إذن :
لم يرد في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أنا ابن الذبيحين ) ، والوارد قول الأعرابي للنبي : يا ابن الذبيحين ، إذا صح الخبر.
أبو مسهر
2009-10-09, 02:16 PM
أنت تؤمن
و أنا أؤمن
و لكن صاحب المقال أورد شبهه
و نقض أدلة من قال أن الذبيح إسماعيل
فهل نستسلم له ؟
ابن عبد القادر
2009-10-09, 02:50 PM
"يقول الله تعالى: "وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ".
إن هناك أموراً لا ينبغي لطالب العلم أن يجهلها، فأهل كل الملل من اليهود والنصارى والمسلمين متفقون على أن إبراهيم الخليل أمر بذبح ابنه، وأن الله جل وعلا فدى ذلك الذبيح،
///ولكن السؤال:
من هو الابن الذي أمر إبراهيم بذبحه ثم فداه الله جل وعلا بكبش عظيم؟
. فقول على إنه إسماعيل، وقول على إنه إسحاق. وجمهور العلماء على أنه إسحاق، واختاره (ابن جرير الطبري) شيخ المفسرين رحمه الله، وهو المروي الثابت عن (عبد الله بن مسعود) ، والرواية الصحيحة عن (عبد الله بن عباس)، وهو قول أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله تعالى عنه، وعن جملة من الصحابة، وروي عن أكثر من عشرة من سادات التابعين.
وذهب بعض العلماء -وهي الرواية الثانية عن ابن عباس، وقول الإمام أحمد -إلى أن الذبيح هو إسماعيل، وكل منهم له أدلة.
وقال الزجاج رحمه الله: الله أعلم أيهما هو الذبيح، لكثرة الاختلاف في المسألة.
///وأما أنا فلا أدري أيهما الذبيح، فكلما ترجح قول صُدم بشيء،
///وقد يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا ابن الذبيحين) والجواب: أن الحديث رواه الحاكم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1203&ftp=alam&id=1000134&spid=1203) في المستدرك، وقال عنه الذهبي : إن سنده واهٍ جداً، فلا يقبل في مسألة كهذه.
///أما اختلاف أقوال العلماء فسنحاول الإجمال فيه لتتبين.
فالله تعالى: ذكر أن قوم إبراهيم أرادوا أن يحرقوه، ثم ذكر عنه أنه قال: "إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ، ثم دعا ربه: "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"، قال الله: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"، والذي بلغ معه السعي هو، الغلام الذي بشر به، وذلك عند خروجه من أرض العراق، فدعا ربه أن يهب له من الصالحين، ثم قال الله عنه: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ"
فالذين قالوا: إنه إسحاق قالوا: ليس في القرآن دليل واحد على أن الله بشر إبراهيم بإسماعيل، بل المبشر به في القرآن هو إسحاق، كقوله تعالى: "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا"، فكل القرآن يدل على أن الذي بشر به بشارة هو إسحاق، فقالوا: إن الذبيح هو المبشر به؛ لأن الله قال: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ"
فهذا هو الذي دفع العلماء إلى القول بأنه هو إسحاق.
ومن أدلتهم أنهم قالوا: إن الله يقول: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ" أي أنه كان يعيش في كنف من؟ في كنف أبيه، وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه، بل كان مع أمه في مكة، فإسحاق هو الذي كان مع أبيه يخدمه، وأما إسماعيل فكان مع أمه، وإبراهيم قد جاء إلى مكة ثلاث مرات، فمرتان لم يجد فيهما إسماعيل، وفي المرأة الثالثة وجده.
وممن قالوا: إنه إسماعيل وانتصروا لهذا الرأي العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب (أضواء البيان)،
فقد قال: إنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق، وإن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل، واحتج بآيتين: الآية الأولى: قوله تعالى في الصافات: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ"
وذكر الله قصة الذبح كلها، ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح: "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِين".
يقول الشنقيطي رحمه الله: إن قواعد القرآن تقتضي أنه لا يمكن أن يعيد الله البشارة مرة ثانية، فالمبشر به الأول غير المبشر به بالثاني؛ لأن الله قال: "فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ" ولم يسمّ، ثم قال بعد الحدث، قال: "وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا"، فـ(الواو) واو عطف، والعطف يقتضي المغايرة.
ويجاب عنه بأنه لا يلزم أن تكون الواو واو العطف، فيمكن أن تكون الواو واو استئناف، فتكون الآية قد نزلت منفكة عن الأولى
وقال رحمه الله تعالى:
والدليل الثاني على أن الذبيح هو إسماعيل: أن الله قال: "فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" ووجه الدلالة هو أنه لا يعقل أن يبتلي الله إبراهيم بذبح إسحاق وقد أخبره بأن من ذرية إسحاق يكون يعقوب، فليس هناك معنى للابتلاء؛ لأن إبراهيم يعرف أنه لن يموت؛ لأن الله قال: "فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ"، فلن يأتي يعقوب إلا بحياة إسحاق.
ويجاب عن هذا بأن العرب تكرر حرف الجر في نحو قولك: مررت بصالح ثم مررت بعده بخالد، ولا يستقيم أن تقول إذا أردت العطف: مررت بصالح ثم مررت بعده خالد. فالله هنا قال: "فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ" فلو كان المقصود العطف -أي أنها بشارة واحدة -لكان لفظ الآية: (ومن وراء إسحاق بيعقوب)، فلما حذفت الباء دل حذفها على أن الآية منفكة، بمعنى أن البشارة كانت بإسحاق فقط، وأما جملة (ومن وراء إسحاق يعقوب)، فغير داخلة في البشارة.
ومن المعلوم أنه لا يتعلق بمعرفة أحد الذبيحين عمل في حياتك اليومية، والذي أردته من إثارة القضية أن تعرف أولاً أنها مسألة خلاف، وأن كثيراً من العلماء قالوا بأنه إسحاق،وكثيراً منهم قالوا بأنه إسماعيل،والمهم أن تعرف أن لكل قوم دليلاً، وأشهر من قال من المفسرين أنه إسحاق ابن جرير أمام المفسرين، وأشهر من قال من المفسرين أنه إسماعيل الحافظ ابن كثير رحمه الله، والعلامة الشنقيطي رحمه الله ورحم الله جميع علماء المسلمين." اهـ
للمناقشة...
السكران التميمي
2009-10-09, 02:55 PM
كلام الشيخ في تعيين الأقوال ومن قال بها ليس مسلم له عفى الله عنه، بل فيه تخليط كبير.. ولعل الموضوع يناقش في وقت آخر وفي مشاركة مستقلة بإذن الله.
أبو مسهر
2009-10-09, 03:00 PM
كلام الشيخ في تعيين الأقوال ومن قال بها ليس مسلم له عفى الله عنه، بل فيه تخليط كبير.. ولعل الموضوع يناقش في وقت آخر وفي مشاركة مستقلة بإذن الله.
إنه مجرد ناقل ؟
رحمك الله
ممن تظن التخليط ؟
السكران التميمي
2009-10-09, 03:10 PM
تعقيب مهم:
قد وقفت في أخرة على كلام الإمام ابن القيم في الموضوع في كتابه (الهدي = زاد المعاد) وذلك في 1/71 وما بعدها؛ بكلام مهم جداً يلزمك الإطلاع عليه.
لكن الوجوه العشرة لم يذكرها إلا في (إغاثة اللهفان كما تقدم).
عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-10-09, 11:59 PM
سئل الامام ابن تيمية رحمه الله
عن الذبيح من ولد خليل الله ابراهيم عليه السلام هل هو اسماعيل او اسحاق
فأجاب
الحمد لله رب العالمين هذه المسألة فيها مذهبان مشهوران للعلماء وكل منهما مذكور عن طائفة من السلف وذكر ابو يعلى فى ذلك روايتين عن احمد ونصر انه اسحاق اتباعا لابى بكر عبد العزيز وابو بكر اتبع محمد ابن جرير ولهذا يذكر ابو الفرج بن الجوزى ان اصحاب احمد ينصرون انه اسحق وانما ينصره هذان ومن اتبعهما ويحكى ذلك عن مالك نفسه لكن خالفه طائفة من اصحابه
وذكر الشريف ابو على بن ابى يوسف ان الصحيح فى مذهب احمد انه اسماعيل وهذا هو الذى رواه عبد الله بن احمد عن ابيه قال مذهب ابى انه اسماعيل وفى الجملة فالنزاع فيها مشهور لكن الذى يجب القطع به انه اسماعيل وهذا الذى عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة وهو الذى تدل عليه التوراة التى بأيدى اهل الكتاب
وأيضا فإن فيها انه قال لإبراهيم إذبح إبنك وحيدك وفى ترجمة أخرى بكرك واسماعيل هو الذى كان وحيده وبكره باتفاق المسلمين وأهل الكتاب لكن أهل الكتاب حرفوا فزادوا اسحق فتلقى ذلك عنهم من تلقاه وشاع عند بعض المسلمين انه اسحق وأصله من تحريف أهل الكتاب
ومما يدل على انه اسماعيل قصة الذبيح المذكورة فى سورة الصافات قال تعالى وبشرناه بغلام حليم وقد انطوت البشارة على ثلاث على ان الولد غلام ذكر وانه يبلغ الحلم وانه يكون حليما وأى حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه ابوه الذبح فقال ستجدنى ان شاء الله من الصابرين وقيل لم ينعت الله الانبياء بأقل من الحلم وذلك لعزة وجوده ولقد نعت ابراهيم به فى قوله تعالى ان ابراهيم لأواه حليم إن إبراهيم لحليم اواه منيب لان الحادثة شهدت بحلمهما فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين الى قوله وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه فى الاخرين سلام على ابراهيم انا كذلك نجزى المحسنين انه من عبادنا المؤمنين وبشرناه باسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين
فهذه القصة تدل على انه اسماعيل من وجوه
احدها انه بشره بالذبيح وذكر قصته أولا فلما استوفى ذلك قال
وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين وباركنا عليه وعلى اسحق فبين انهما بشارتان بشارة بالذبيح وبشارة ثانية باسحق وهذا بين الثانى انه لم يذكر قصة الذبيح فى القرآن الا فى هذا الموضع وفى سائر المواضع يذكر البشارة باسحق خاصة كما فى سورة هود
من قوله تعالى وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب فلو كان الذبيح اسحق لكان خلفا للوعد فى يعقوب
وقال تعالى فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشرناه بغلام عليم فأقبلت امرأته فى صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم
وقال تعالى فى سورة الحجر قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم قال ابشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين ولم يذكر انه الذبيح ثم لما ذكر البشارتين جميعا البشارة بالذبيح والبشارة باسحق بعده كان هذا من الادلة على ان اسحق ليس هو الذبيح
ويؤيد ذلك انه ذكر هبته وهبة يعقوب لابراهيم فى قوله تعالى ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وقوله ووهبنا له اسحاق ويعقوب وآتيناه اجره فى الدنيا وانه فى الآخرة لمن الصالحين ولم يذكر الله الذبيح
الوجه الثالث انه ذكر فى الذبيح انه غلام حليم ولما ذكر البشارة بإسحق ذكر البشارة بغلام عليم فى غير هذا الموضع والتخصيص لا بد له من حكمه
وهذا مما يقوى اقتران الوصفين الحلم هو مناسب للصبر الذى هو خلق الذبيح
واسماعيل وصف بالصبر فى قوله تعالى واذكر اسماعيل واليسع وذا الكفل كل من الصابرين وهذا ايضا وجه ثالث فإنه قال فى الذبيح يا ابت افعل ما تؤمر ستجدنى ان شاء الله من الصابرين وقد وصف الله اسماعيل انه من الصابرين ووصف الله تعالى اسماعيل ايضا بصدق الوعد فى قوله تعالى انه كان صادق الوعد لانه وعد اباه من نفسه الصبر على الذبح فوفى به
الوجه الرابع ان البشارة باسحق كانت معجزة لان العجوز عقيم ولهذا قال الخليل عليه السلام ابشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون وقالت امرأته أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا وقد سبق ان البشارة باسحق فى حال الكبر وكانت البشارة مشتركة بين ابراهيم وامرأته
واما البشارة بالذبيح فكانت لابراهيم عليه السلام وامتحن بذبحه دون الام المبشرة به وهذا مما يوافق ما نقل عن النبى وأصحابه فى الصحيح وغيره من أن اسماعيل لما ولدته هاجر غارت سارة فذهب ابراهيم
باسماعيل وامه الى مكة وهناك امر بالذبح وهذا مما يؤيد ان هذا الذبيح دون ذلك
ومما يدل على ان الذبيح ليس هو اسحق ان الله تعالى قال فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب فكيف يأمر بعد ذلك بذبحه والبشارة بيعقوب تقتضى ان اسحق يعيش ويولد له يعقوب ولا خلاف بين الناس ان قصة الذبيح كانت قبل ولادة يعقوب بل يعقوب انما ولد بعد موت ابراهيم عليه السلام وقصة الذبيح كانت فى حياة ابراهيم بلا ريب ومما يدل على ذلك ان قصة الذبيح كانت بمكة والنبى صلى الله عليه و سلم لما فتح مكة كان قرنا الكبش فى الكعبة فقال النبى صلى الله عليه و سلم للسادن انى آمرك ان تخمر قرنى الكبش فانه لا ينبغى ان يكون فى القبلة ما يلهى المصلى ولهذا جعلت منى محلا للنسك من عهد ابراهيم واسماعيل عليهما السلام وهما الذان بنيا البيت بنص القرآن ولم ينقل احد ان اسحق ذهب الى مكة لا من اهل الكتاب ولا غيرهم لكن بعض المؤمنين من اهل الكتاب يزعمون ان قصة الذبح كانت بالشام فهذا افتراء فان هذا لو كان ببعض جبال الشام لعرف ذلك
الجبل وربما جعل منسكا كما جعل المسجد الذى بناه ابراهيم وما حوله من المشاعر
وفى المسألة دلائل أخرى على ما ذكرناه وأسئلة اوردها طائفة كابن جرير والقاضى ابى يعلى والسهيلى ولكن لا يتسع هذا الموضع لذكرها والجواب عنها والله عز و جل اعلم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.