مشاهدة النسخة كاملة : ما الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين في علم الحديث؟
الورقات
2009-09-23, 01:21 AM
اخواني الكرام .. كثيرا ما نجد في كتب المصطلح ذكر " المتقدمين " و " المتأخرين " من أهل الحديث ، فمن هم المتقدمون ؟ وما الحد الفاصل بينهم وبين المتأخرين ؟
يعني نقول مثلا من جاء بعد قرن كذا أو سنة كذا فيُعتبر من المتأخرين ، هل هناك تحديد لهذا القرن ؟
وفقكم الله
من صاحب النقب
2009-09-23, 01:42 AM
لا يوجد حد زمني الحد منهجي
هناك منهج للمحدثين يدرس حكم الحديث من حيث العلم به
و منهج للفقهاء يدرس حكم الحديث من حيث العمل به
و دع عنك تخريجات الوراقين و الصحفيين الذين لا يفرقون بين الرواية و الدراية و لا تأخذ العلم عن صحفي
أبو مسهر
2009-09-23, 06:26 AM
سيدى الفاضل
هناك حد فاصل
فمن كان زمنه سابقا على زمن الأئمة المصنفين الأوائل كالبخارى و أحمد و الطبرانى و ابن خزيمة فهو من المتقدمين و إن كان متأخرا عنهم زمنيا كان من المتأخرين
و أما المتأخرين فهم أيضا ينقسمون إلى قسمين قسم منهم يأخذ بالسماع و قسم يأخذ بالإجازة
و الحد الفاصل بينهما أن القسم الذى يأخذ بالإجازة متأخر جدا و أسانيده نازلة و يحدث بلفظ ( أنبأنا ) أو ( أنا ) أو يذكر لفظ الإجازة صراحة فإذا عنعن هذا الصنف فاعلم أن السند منقطع غالبا و عادة ما يكون هذا الصنف فى أسانيد رواة الكتب لا رواة الحديث
و الذى يأخذ بالسماع متقدم عنه زمنيا و يحدث بلفظ ( أخبرنا ) أو ( نا )
الورقات
2009-09-24, 01:36 AM
هناك منهج للمحدثين يدرس حكم الحديث من حيث العلم به
و منهج للفقهاء يدرس حكم الحديث من حيث العمل به
و دع عنك تخريجات الوراقين و الصحفيين الذين لا يفرقون بين الرواية و الدراية و لا تأخذ العلم عن صحفي
أخي الكريم لم أتبين المقصود من كلامك ؟ ليتك توضحه
1- ما هو المنهج الذي يدرس فيخ الحديث من حيث العمل ومن حيث العلم ؟
والسؤال هنا هو في المحدثين فقط المتقدمين والمتأخرين منهم لا في الفقهاء وفقك الله
2- وكيف لا يفرقون بين الرواية والدراية ؟
أرجو أن تتفضل علي بالتوضيح أخي الكريم
الورقات
2009-09-24, 01:45 AM
أشكرك على هذا التوضيح يا أبا مسهر
رفع الله قدرك وبارك فيك
وليت الإخوة يتحفونا بما عندهم في هذه المسألة ، وحبذا لو نقل لنا بعض الإخوة ما وجد من كلام لعالم في كتابه أو شيخ في درسه في هذه المسألة فأظنها مهمه لكل طالب حديث
من صاحب النقب
2009-09-24, 02:40 AM
أخي الكريم لم أتبين المقصود من كلامك ؟ ليتك توضحه
1- ما هو المنهج الذي يدرس فيخ الحديث من حيث العمل ومن حيث العلم ؟
والسؤال هنا هو في المحدثين فقط المتقدمين والمتأخرين منهم لا في الفقهاء وفقك الله
2- وكيف لا يفرقون بين الرواية والدراية ؟
أرجو أن تتفضل علي بالتوضيح أخي الكريم
راجع بداية الموقظة في تعريف الحديث الصحيح و الخلاف بين المحدثين و الفقهاء فيه فإن المحدثين يبحثون حكم صحة الحديث من حيث العلم به أما الفقهاء فيبحثون حكمه من حيث العمل به أي هل يحتج به أولا
لذلك يقول الإمام أحمد في بعض الأحاديث لا يصح إنما أقول به في العمل
أي أنه ليس بصحيح على اصطلاح المحدثين لكنه يعمل به لأنه حجة عند الفقهاء مقدم على القياس
و الصحفيين الذين لا يفرقون بين الرواية و الدراية هم الذين لا يفقهون كلام الإمام أحمد هذا
فإذا قال إنما أقول به في العمل اعتبروه تصحيحاً للحديث و هو ليس تصحيحاً
و إذا قال لا يصح لم يحتجوا به في العمل و ألغوا فقه الحديث
أبو مسهر
2009-09-24, 04:23 AM
سيدتى الورقات
هذه معلومة منهجية بمعنى أنها لا وجود لها فى كتب القدماء بمعنى أن باحثي الحديث استنبطوها بطريق الإستقراء دون أن ينص عليها أحدهم .
و ربما يكون أحد الباحثين المعاصرين قد بحثها و نشرها و لكنى غير متابع لكتب المعاصرين
"ملحوظة : هذه مسألة بعيدة إلى حد ما عن علم الحديث"
أمجد الفلسطيني
2009-09-24, 01:34 PM
بارك الله فيكم
إن كان المقصود بالسؤال القضية المنهجية المعروفة المشهورة
فإن من يقول بوجود فرق بين المتقدمين والمتأخرين في علم الحديث
يجعل الحد الفاصل منهجيا لا زمنيا
وإن كان الحد الزمني معتبرا في بعض الفرعيات والجزئيات كمسائل الإجازة وصيغ الأداء
وضابط الفاصل والحد المنهجي عندهم هو:
أن من كان على منهج كبار نقاد السنة والأخبار كشعبة ومالك والقطان وابن مهدي وأحمد وابن معين والبخاري ومسلم والرازيين والأثرم والنسائي والدارقطني فهو من المتقدمين وإن تأخر زمنه
ومن خالف منهجه منهج هؤلاء النقاد وأمثالهم فهو من المتأخرين وإن تقدم زمنه
وعليه فيدخل في مصطلح (المتأخرين): الفقهاء والأصوليون والمحدثون
ومعلوم عند أهل الفن أن كثيرا من الفقهاء والأصوليين انتهجوا نهجا يخالف منهج المتقدميين من النقاد
وقد وافقهم على ذلك كثير من المتأخرين من المحدثين
وذلك أن العلوم متادخلة يؤثر بعضها على بعض في ذهن محصلها
وكثير من مباحث علم الاصطلاح جزء من علم الأصول
أمجد الفلسطيني
2009-09-24, 01:56 PM
للفائدة:
الجامع للمقالات والمقدمات حول مسألة التفريق بين المتقدمين والمتأخرين في منهجية النقد (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8046)
معاذ احسان العتيبي
2009-09-24, 05:38 PM
أحسن الله إليكم ... أحسنت أخي الفاضل أمجد ...
وللمناسبة فقد قرأت حديثاً -بعضًا منه- كتاباً للدكتور : حمزة المليباري المتحوف بـ " الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحادبث وتعليلها " وهو كتاب نافع إن شاء الله . تطرّق إليه المؤلف بذكر ( من هم المتقدمون والمتأخرون ) وبيّن أن هذه مسألة ليست بمبتدعة أو محدثة بل لها موقف في علم الحديث ! وهذه بعضا من مسائل الكتاب !
وما أذكره أن الامام الذهبي رحمه الله جعل الحد الفاصل بين المتقدمين والمتاخرين ( 300 هـ ) . والمستغرب أنه جعل الاسماعيلي صاحب المستخرج من المتقدمين وقد توفي سنة ( 371 هـ ) . أمّا الامام ابن حجر فجعل لسنة ( 500 هـ ) . ومنهم من جعل آخر المتقدمين لزمن البيهقي . ومنهم من جعل لزمن الحاكم رحمهما الله .
وسمعت عن بعض مشايخي أن الحدّ الفاصل للمتقدمين لسنـةِ ( 400 هـ ) والمتأخرون لسنـةِ ( 850 هـ ) لزمن الامام ابن حجر رحمه الله . والمحدثون لسنـةِ
( 1200 هـ ) . والمعاصرون إلى بعد ذلك . والله أعلم .
وكذا ذكر المؤلّف أن منهم من يجعل الفاصل حداً ( منهجيـاً لا زمنيّـاً ) كالنقاد من المتقدمين . والفقهاء والأصووليين ومن يعتنون به من المتأخرين . وعليـــه :
فيجوز أن يكون من المتأخرين -زمناً- أن يُقـال عنهم " متقدمون " - منهجاً- إن كانوا على منهجهم .
ويجوز أن يكون من المتقدمين -زمناً- أن يُقـال عنهم " متأخرون " -منهجاً- إن كانوا على منهجهم .
ولعلّ إن شاء الله أسرد في مقال موسّع تطبيق قواعد أو ما قرّره المؤلف وأراد توضيحه في هذا الكتاب . فالمؤلف جعل عمدة الكلام عليه في كتابه هذا هو أن ( يجب علينا التسليم والقبول في نقدهم واحترامه فما قالوه إلا بعد إمعان للنظر والنظر في أحوالهم ,, وخطـأ كثير من المتأخرين من يجعلون التخريج ( غايةً ) وهو في الحقيقة ( وسيلةً ) لتحقيق صحة الحديث من ضعفه ! ) . وهذا ما قاله الحافظ ابن حجر والسخاوي والعلائي وغيرهم من أئمة الحديث .
والله أعلم .
أبو عبد البر رشيد
2009-09-25, 12:17 AM
السلام عليكم
يخلط كثيرا من المتأخرين و المعاصرين بين (المنهج و المذهب)
المنهج هو سنة النبي
و المذهب هو سنة من إتبع النبي صلى الله عليه و سلم
فسواءا كانوا متأخرين أو متقدمين فإن منهجهم واحد و إن إختلفت مذاهبهم
فلا نقول إن منهج الإمام مالك في الحديث ليس هو منهج الإمام الشافعي أو أحمد رحمهم الله و هم كلهم متقدمين عند من يفرق بين المتقدمين و المتأخرين
لكن مذاهبهم تختلف فعند الشافعي مثلا لا يشترط إنتفاء العلة بينما مالك و أحمد يشترطها.
و عند من يفرق بين منهج المتقدمين و المتأخرين في هذا العصر يدندنون حول زيادة الثقة و خلاف أهل الحديث في شروط قبولها على مذاهب مع أن الحق أنه ليس لها قاعدة مطردة يتمسك بها و إنما ترجع إلى الإجتهاد و النظر في القرائن.
أمجد الفلسطيني
2009-09-25, 12:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله
جزاك الله خيرا
لا مشاحة في الاصطلاح
فيقال: هناك فرق بين مذهب المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والمحدثين والأصوليين
لكن مذاهبهم تختلف فعند الشافعي مثلا لا يشترط إنتفاء العلة بينما مالك و أحمد يشترطها.لا أظن هذا يصح عن الشافعي
راجع الباب الذي عقده البيهقي في مناقبه في علم الشافعي بالحديث وعلله
و عند من يفرق بين منهج المتقدمين و المتأخرين في هذا العصر يدندنون حول زيادة الثقة و خلاف أهل الحديث في شروط قبولها على مذاهب مع أن الحق أنه ليس لها قاعدة مضطردة يتمسك بها و إنما ترجع إلى الإجتهاد و النظر في القرائن.وهذا الحق هو منهج أو مذهب المتقدمين
وقد خالفه كثير من المتأخرين من المحدثين فتبعوا الفقهاء والأصوليين في قولهم بقبول زيادة الثقة مطلقا
وكما لا يخفى أن هذه المسألة كلية
ولما كانت مخالفة المتأخرين للمتقدمين في عدة مسائل كلية ليست بالقليلة بالنسبة لمسائل هذا الفن
صح تمييزهم بمنهج أو مذهب مستقل يخالفون فيه المتقدمين
/// نعم إن أردت بالمنهج منهج المحدثين من أهل السنة في مقابل منهج المعتزلة والروافض وغيرهما من الفرق في قبول الأخبار والآثار
فلا يصح التفريق بين المتقدمين والمتأخرين من هذه الجهة
من صاحب النقب
2009-09-25, 12:59 PM
يا إخوة أحب أن أبين :
أولاً : أني دخلت هذا الموضوع بالخطأ كنت أظنه في المجلس الشرعي و إذا هو في مجلس الحديث و لا أحب أن أطيل فيه
ثانياً : الخلاف بين المحدثين و الفقهاء ليس خلاف تضاد بل تنوع إذا أردت أن تعرف حكم الحديث من حيث العلم به أي من حيث الرواية فاعمل بمنهج المحدثين ، و إذا أردت معرفة حكم الحديث من حيث العمل به أي من حيث الدراية فاعمل بمنهج الفقهاء
أما من يعمل بمنهج المحدثين في غير محله أو بمنهج الفقهاء في غير محله فهذا ليس بمحدث و ليس بفقيه بل هو صحفي ! و لا تأخذ العلم عن صحفي
أبو عبد البر رشيد
2009-09-25, 01:37 PM
يا أخي أمجد
بارك الله فيك
أعلم أن الذين يفرقون بين منهج المتقدمين و المتأخرين يعيبون على المتأخرين بأنهم أدخلوا في الشريعة علم الكلام
و أنا أقول إن كانوا يقصدون منهج العقل فهذا صحيح
المتقدمون لم يكونوا يقدمون عقولهم على الشرع أبدا و كانوا يتهمون عقولهم إذا خالفت النقل الصريح
خلافا لبعض المتأخرين
و ليسوا كل المتأخرين على منهج العقل فلا تزال طائفة من الأمة على الحق ظاهرة و يردون على من خالفهم و ينصحونهم و يجادلونهم بالتي هي أحسن .
إذا لدينا نقل و عقل منهجان مختلفان
لكن تخلط بين المنهج و المذهب فالمذاهب لا مشاحت فيها بارك الله فيك
أما المنهج فلا مداهنت فيه
أمجد الفلسطيني
2009-09-25, 01:46 PM
بارك الله فيك أخي الكريم من صحاب النقب:
/// ما ذكرتَ من أن باب العمل بالأحاديث يختلف عن باب الحكم عليها صحيح
لكن ليس على إطلاقه
/// لكن جعل هذه القضية هي الفارق الوحيد وأنه من خلاف التنوع بين الفقهاء والمحدثين واختزال المسألة في هذه الجهة فيه نظر ولا يصح وذلك لأمور منها:
ـ أن الواقع التطبيقي يرفضه وهذا أهمها
فالخلاف بين الفقهاء والمتقدمين في مسألة التفرد والمنكر له تأثير
وأحمد لا يعمل بالمنكر في باب الأحكام
وعلى هذا فقس باقي المسائل التي هي محل خلاف بين المتقدمين والمتاخرين
ـ أن من الأخبار ما لا يترتب عليه عمل كأخبار الاعتقاد والقصص وبعض الحوادث
وبعضا من أخبار السيرة وغير ذلك مما لا يترتب عليها عمل كالعمل المترتب على أحاديث الأحكام
ـ أن الخلاف محكي بين الإمام أحمد وأبي دواد ومن وافقهم وبين غيرهم في العمل بالحديث الضعيف على مذهب المحدثين الصحيح أو المقبول على مذهب الفقهاء
ـ أن هذا المذهب ليس على إطلاقه بل هو مقيد بما إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه
وبما كان محتملا للتصحيح والتحسين
وهذا يضيق الدائرة
ونظرة الإمام أحمد وأبي داود للحديث القابل والمحتمل للتحسين ليس كنظرة كثير من الفقهاء ممن لا يعلم من علم العلل إلا ظاهره
أمجد الفلسطيني
2009-09-25, 01:54 PM
بارك الله فيك أخي أبا عبد البر
ليس كل ما أخذه المفرقون على المتأخرين تأثرهم بعلم الكلام بل هو جزء منه
هذا أولا
وثانيا المفرقون لا يتهمون كل المتاخرين بمخالفة منهج المتقدمين
فالتعميم لا يصح
وأيضا فإن أصل الكلام على المناهج
فالمفرق يرى منهجا ماثلا أمامه يخالف منهج المتقدمين
فهو يتكلم على هذا المنهج الذي يراه ويلمسه ولا يشك في وجوده ووجود الفرق بينه وبين منهج المتقدمين
وكما قلت آنفا:
/// نعم إن أردت بالمنهج منهج المحدثين من أهل السنة في مقابل منهج المعتزلة والروافض وغيرهما من الفرق في قبول الأخبار والآثار
فلا يصح التفريق بين المتقدمين والمتأخرين من هذه الجهة
أبو عبد البر رشيد
2009-09-25, 04:40 PM
إذا كنت تعتبر منهج الحديث الذي هو الرواية لحديث النبي صلى الله عليه و سلم هو منهج المتقدمين و أنه هو السنة فقد ضيقت يا أخي
فأين فهم السلف من الصحابة و التابعين و أين الإجماع
يا أخي أنا أدلك على آية في كتاب الله تبين لك أن الشريعة لا تزال حية تأتي ثمارها في كل زمان
يقول الله تعالى (مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابة و فرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
أصلها يا أخي إن كنت قرأت لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ثلاث
من ربك ما دينك و من نبيك
بارك الله فيك
فهذه أصول الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ثابتة بارك الله فيك لا تتغير
أما فرعها الذي في السماء
هي مذاهب العلماء الذين إصطلحوا على أن فتاويهم فروع عليهم رحمة الله و رضي عنهم.
هذا و إن منهج المحدثين هو سنة النبي و مذهبهم إن أردت
لكن لا تخلط بين مذهب النبي و مذهب المحدثين
فالأول منهج و الآخر مذهب
محمد بن عبدالله
2009-09-25, 05:25 PM
بارك الله فيكم.
الكلام هنا عن مناهج المتقدمين والمتأخرين "في علم الحديث".
يعني: مناهجهم في "تصحيح الأحاديث وتضعيفها".
فليُنتبه.
محمد بن عبدالله
2009-09-25, 05:32 PM
وقد كتبتُ قبل مدة طويلة مبحثًا في توضيح بعض ما يُثار حول الدعوة إلى منهج المتقدمين في نقد الحديث النبوي.
فذكرت من ذلك: مسألة (الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين):
وهذه المسألة يُسارع بعض من يخالف هذه الدعوة إلى طرحها وإبدائها، مع أنها ضعيفة غاية، وليست مفيدة لا في إبطال هذه الدعوة ولا في إضعافها.
والنظر فيها من وجوه:
1- المتقدمون والمتأخرون اصطلاح اصطلحه بعض العلماء، ولا مشاحة في الاصطلاح، وقد سماه بعضهم: منهج الفقهاء والأصوليين ومنهج المحدثين، والمؤدَّى واحدٌ أو قريب.
2- يظن البعض أن معتمد من فرَّق بين المنهجين هو قول الذهبي في مقدمة الميزان (1/4): «فالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة»، ثم بنى من ظنَّ هذا الظن اعتراضات واستشكالات، مثل: موقع ابن حبان من المنهجَيْن، وكذا الدارقطني... إلخ.
والذهبيُّ إنما كان يتكلم في الحد في مسألة الرواة ورجال الحديث، ومن يتكلّم فيه منهم في كتابه ومن يترك، فسياق عبارته: «وكذلك من قد تُكُلِّم فيه من المتأخرين؛ لا أُورِدُ منهم إلا من قد تبين ضعفه واتضح أمره من الرواة، إذ العمدة في زماننا ليس على الرواة، بل على المحدثين والمقيّدين والذين عرفت عدالتهم وصدقهم في ضبط أسماء السامعين، ثم من المعلوم أنه لا بد من صون الراوي وستره، فالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة، ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب لما سلم من إلا القليل، إذ الاكثر لا يدرون ما يروون، ولا يعرفون هذا الشأن، إنما سمعوا في الصغر، واحتيج إلى علو سندهم في الكبر».
فليس في كلمة الذهبي معتمدٌ في شأن نقد الحديث وتصحيحه وتضعيفه.
3- الحق أن التفريق إنما هو في (المنهج) وليس في (الزمن)، وإن كان للزمن دور مهم في اختلاف المنهج.
فالمنهج الذي سلكه جماعة من الأئمة الذين كانوا في زمن متقدم هو المنهج الصواب، فمن سلكه أيًّا كان، وفي أي زمن كان= فهو سائر على منهج المتقدمين.
وأشهر الأئمة المتقدمين الذين يُدعى إلى منهجهم وطريقتهم هم جماعةٌ تقارب الزمن الذي عاشوا فيه، وهي حقبة "متقدمةٌ" عن زمان من تأخر عنهم من المحدثين وغيرهم، ولذا اصطُلح على تسميتهم (المتقدمين)، وهذا الذي دعى إلى الظن بأن التفريق زمني لا منهجي.
ومع تقدم الزمن أخذ منهج أولئك الأئمة يخبو ويضعف؛ لأسباب متنوعة، وإن كان يظهر بين زمن وآخر من يرتسم منهجهم، ويسلك طريقتهم.
والذي يُدعى إلى اتباعه وسلوك منهجه ليسوا أئمةً محصورين في زمن معين، بل يُدعى إلى اتباع منهج مَنْ كان في الزمن الأول ومَنْ سار عليه في سائر العصور.
ولهذا فالداعي إلى منهج الأئمة المتقدمين ينتقد ابن حبان (ت 354) في تصحيحاته ومخالفته ذلك المنهج، ويعتبر الدارقطني (ت 385) فيمن سار عليه وارتسمه، وينتقد الحاكم (ت 405) على مخالفته إياه. فالقضية ليست بالزمن بقدر ما هي بالمنهج.
4- اعتبار كون الحد الفاصل بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين هو سنة معيّنة= مخالفٌ للعقل والواقع، فاعتماده -ولا أدري من اعتمده-، ثم طرحُهُ إشكالاً= في غاية الضعف:
- فأما مخالفته للعقل: فمن غير المتصوّر أن منهج النقد الحديثي يكون على طريقةٍ معينة آخر يوم في ذي الحجة، وينقلب إلى طريقة أخرى مباينة أول يوم من محرم!!
ومن غير المتصوّر أن الإمام الذي عاش قبل الحد الفاصل وبعده يسير على منهج المتقدمين أول حياته، فما إن بدأت تلك السنة حتى انقلبت طريقته وتبدلت!
- وأما مخالفته للواقع: فلا أدلَّ عليه من أن منهج المتقدمين موجود في زماننا هذا، بل ربما لم يخلُ قرنٌ من وجود من سار على طريقتهم ومنهجهم، علمناه أو جهلناه.
5- ربما كان تقسيم مناهج الأئمة باعتبار وجودهم في عصر الرواية أو بعده كتقسيم مناهجهم باعتبار الحد الزمني الفاصل، ومقصود من ذكر ما قبل عصر الرواية وما بعده: أن الأئمة الأقرب إلى عصر الرواية كانوا أقرب إلى ذلك المنهج وألزم له، وكلما بعد الزمن قلَّ ذلك؛ وذلك له أسباب متنوعة - كما سبق-.
فواز الحر
2009-09-25, 08:30 PM
جزاك الله خيرًا شيخنا أبا عبدالله.
لقد قلتَ ما في نفسي من أن هذا التفريق منهجيٌ أكثر من كونه زمنيًا.
على أنك ممن يُصنَّف ضمن قائمة (المليباريين!!) في بعض المنتديات التي لا هم لها سوى القيل والقال. (ابتسامة عريضة).
نفع الله بك.
أبو عبد البر رشيد
2009-09-25, 08:35 PM
حق أن هناك فرق بين مذهب المتقدمين و مذهب المتأخرين و أن الفرق مذهبي لا زمني
فإن سلوك المنهج النبوي يختلف فيه الناس في إحصائه و لن يحصيه أحد
فمنهج التصحيح و التضعيف أصله الوحي الشرعي.
و ليس أمرا مبتدعا إن كنت تضن ذلك
يقول النبي صلى الله عليه و سلم (إياكم و الضن فإن الضن أكذب الحديث)
هذا في العدالة و الضبط
و قال (يسمع منهكم و يسمع ممن يسمع منكم)
و هذا في الإتصال
ثم جاء أهل الحديث فزادوا إنتفاء الشذوذ و العلة
و هذا بالإجماع و فهم السلف
لكن من لم يشترط هذا الأخير فلا يآخذ
و المذاهب في الزيادة تختلف و لا مشاحة بينها
أمجد الفلسطيني
2009-09-25, 09:46 PM
/// بارك الله فيكم
والأمر كما قال أخي محمد بن عبد الله
/// وأيضا كما قال أخي أبو عبد البر
فلا مشاحة في الاصطلاح
ولا خلاف فيما طرحه من قضية المنهج والمذهب بيني وبينه فيما يظهر
وأنا لا أجعل السنة مرادفا للحديث
والله أعلم
لكن من لم يشترط هذا الأخير فلا يآخذ
و المذاهب في الزيادة تختلف و لا مشاحة بينها
يآخذ لأنه خالف ما عليه أهل الفن
وذلك أن علم الاصطلاح إنما أخذ عن هؤلاء القوم من نقاد السنة المتقدمين
فعلى يديهم رسم هذا المنهج وهذا العلم
فمن خالفهم فهو ملوم لأنه خالف أهل الفن وما عليه أهل الفن حجة على غيرهم
وكذا في كل العلوم والفنون الشرعية وما يتعلق بها
لا يجوز مخالفة ما أجمعوا عليه
إنما لا يؤاخذون إذا وُجد خلاف بين المتقدمين في القضية المدروسة
وليس كذلك في زيادة الثقة والتعارض بين الوصل والإرسال والوقف والرفع
فمنهج المتقدمين واضح وهو اتباع القرائن في هذا كله كما قرره غير واحد من المحققين
والخلاف بين الفقهاء والأصوليين ومن وافقهم من متاخري المحدثين في هذه المسألة حقيقي وله أثر كبير في قبول الأخبار ونقد السنن
وكذا أغلب المسائل التي يطرحها أصحاب دعوة التفريق كمسألة التفرد والتدليس ونقد المتون وغيرها
والله أعلم
رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
2009-09-25, 10:23 PM
سألت الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وأنا في الأردن عام 1415هـ فقلت : في عصرنا كثر الكلام حول التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين ما رأيكم ؟ فقال : هذه بدعة عصرية
أمجد الفلسطيني
2009-09-25, 10:37 PM
بارك الله فيك أخي رياض
/// كلام الشيخ الألباني رحمه الله
يبقى اجتهاد من الشيخ خالفه فيه غيره من العلماء
/// ووصف هذه المسألة وهذا الاختلاف العلمي الحديثي بالبدعة لا أرى له وجها بتاتا
لا من جهة مفهوم البدعة في الاصطلاح ولا من جهة طريقة العلماء في التعامل مع مسائل الخلاف
/// وقد قرأت أسئلة ونقاشا وجه للشيخ رحمه الله فأجاب عنها إجابة طويلة
فوجدت أن السائل والمناقش قد نقل صورة خاطئة مشوهة عن هذه الدعوة ونسب لها ما ليس فيها
/// والتفريق بين المنهجين معروف في غير هذا العصر
فهو موجود في كلام ابن رجب وابن القيم والعلائي والمعلمي وغيرهم
فالقول بأنه بدعة بعيد جدا
والله أعلم
أبو عبد البر رشيد
2009-09-25, 11:52 PM
علينا أيها الإخوة ألا نعزل علم الحديث عن علوم الأصول و الفقه
لا بد أن يكون طالب العلم ملما بجميع العلوم الشرعية حتى يتسنا له أن يحكم فيه
فالمشكلة عندنا أن المتأخرين أخذوا يتخصصون في علم واحد دون أن تكون لهم أهلية في العلوم الأخرا الضرورية
فنعود إلى منهج المحدثين
هل تعتبرون الإجماع حجة
و هل للمحدثين إجماع أصلا
المعروف أن الإجماع مسألة أصولية فقهية
فكيف تحتجون بدليل ليس مجمع عليه.
فكما يقال الدعاوي إذا لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء
أنا لا أنكر إنتفاء الشذوذ و العلة كشرط
لكني أدعوا إلى البيان لا إلى الضن و التخرص
أمجد الفلسطيني
2009-09-26, 12:01 AM
علينا أيها الإخوة ألا نعزل علم الحديث عن علوم الأصول و الفقه
لا بد أن يكون طالب العلم ملما بجميع العلوم الشرعية حتى يتسنا له أن يحكم فيه
فالمشكلة عندنا أن المتأخرين أخذوا يتخصصون في علم واحد دون أن تكون لهم أهلية في العلوم الأخرا الضرورية
كلام صحيح
لابد أن نستخدم علم أصول الفقه في خدمة علم الحديث والعكس
لكن هذا الاستخدام يكون بتقرير ما قرره أهل كل فن وتأكيده وتكثير الحجج عليه
فنستخدم علم الأصول في تقرير صحة مذهب الأئمة المتقدمين ومن تبعهم
ولا نستخدمه في مخالفتهم ونقض ما قرروه
فنعود إلى منهج المحدثين
هل تعتبرون الإجماع حجة
نعم
و هل للمحدثين إجماع أصلا
نعم معروف مشهور في كتب الحديث
وكل أهل فن عندهم إجماع
المعروف أن الإجماع مسألة أصولية فقهية
فكيف تحتجون بدليل ليس مجمع عليه.
ليس من شرط صحة الحديث أن يكون مجمعا عليه
ثم إن حجية الإجماع مجمع عليها
فكما يقال الدعاوي إذا لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء
أنا لا أنكر إنتفاء الشذوذ و العلة كشرط
لكني أدعوا إلى البيان لا إلى الضن و التخرص
لم أفهم ما تريد بالضبط أخي الكريم؟!!
رياض بن عبدالمحسن بن سعيد
2009-09-26, 12:02 AM
بارك الله فيك أخي رياض
/// كلام الشيخ الألباني رحمه الله
يبقى اجتهاد من الشيخ خالفه فيه غيره من العلماء
/// ووصف هذه المسألة وهذا الاختلاف العلمي الحديثي بالبدعة لا أرى له وجها بتاتا
لا من جهة مفهوم البدعة في الاصطلاح ولا من جهة طريقة العلماء في التعامل مع مسائل الخلاف
/// وقد قرأت أسئلة ونقاشا وجه للشيخ رحمه الله فأجاب عنها إجابة طويلة
فوجدت أن السائل والمناقش قد نقل صورة خاطئة مشوهة عن هذه الدعوة ونسب لها ما ليس فيها
/// والتفريق بين المنهجين معروف في غير هذا العصر
فهو موجود في كلام ابن رجب وابن القيم والعلائي والمعلمي وغيرهم
فالقول بأنه بدعة بعيد جدا
والله أعلم
الشيخ الألباني لعله يقصد أن هذه الدعوة والقول بالتفريق لم تعرف عند علماء الحديث ممن عاصرهم ، ولا تعرف عند علماء الحديث ممن تقدم كالسخاوي وابن حجر والعراقي والدارقطني وابن رجب ومن قبلهم من علماء الحديث من المتقدمين .
والشيخ الألباني يشفع لقوله بأن هذا التفريق بدعة عصرية يشفع له تاريخه الطويل مع علم الحديث ومعرفة أهله واطلاعه على الشبهات الكثيرة التي يطعن بها على علم الحديث وأهله ، ولذلك لما سمع الشيخ بهذه الدعوة اطلق عليها بأنها بدعة عصرية لأنه لم يسمع بها البتة فهي عنده مستنكرة مستحدثة .
فحكم الشيخ الألباني بناه الشيخ من خلال تاريخه الطويل مع علم الحديث واطلاعه على مناهج أهله .
والمفارقة بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين لم تعرف عند علماء الحديث بل المعروف هو المفارقة بين منهج المحدثين ومنهج الفقهاء .
وأيضاً التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين لم يقل بها قائل قبل عام 1390 هـ أو عام 1400 هـ ولم يعرف هذا التفريق عند من يشتغل بعلم الحديث لامن علماء السنة ولا من علماء البدعة ، ثم انتشر القول وذاع بقوة في سنوات معدودة على يد بعض من يشتغل بعلم الحديث خارج منطقة نجد ممن لهم بعض المخالفات وكأن الأمر وراءه ما وراءه . ثم تلقفه بعض من يشتغل بعلم الحديث من أهل نجد من بعض الشيوخ وبعض الشباب ممن نيتهم صادقة نحسبه كذلك ونشروه بين طلبة العلم . فهم على غيرة على علم الحديث ولكن من أسس هذه الفكرة وهذا التفريق فيه نظر ويتوجس منه خيفة .
ومن وبال هذا التفريق هجوم بعض المتعالمين على الحديث بالحكم بنكارة بعض المتون الصحيحة ،وهو في واقعه لم يقرأ في كثير من كتب المصطلح فضلاً عن كتب العلل !!!
ومن وبال هذا التفريق تصنيف بعض علماء الحديث من المتأخرين ومن المعاصرين بأن هذا على منهج المتقدمين وهذا على منهج المتأخرين !!!
ومن وبال هذا التفريق الزهد في كثير من كتب مصطلح الحديث ، والهوس الشديد لقراءة كتب العلل قبل المعرفة التامة بمصطلح الحديث وتخريج الحديث والجرح والتعديل والحكم على الحديث وغير ذلك .
ومن وبال هذا التفريق أن الكثير من طلاب علم الحديث إذا وجد كلاماً في كتب الحديث للمتقدمين أو للمتأخرين أو للمعاصرين فيه ثناء على المتقدمين وعلى معرفتهم بالحديث وطرقه والحكم عليه وبراعتهم في تعليل الأحاديث ، قالوا هذا على منهجنا منهج المتقدمين وهذا والله من الأمور المضحكة المحزنة .
ومن وبال هذا التفريق المجازفة في تضعيف كثير من الأحاديث الصحيحة .
ومن وبال هذا التفريق زعزعة الثقة وفقد التاصيل بكتب مصطلح الحديث وتراث أهل الحديث وذلك عند الناشئة ممن أراد طلب علم الحديث .
وأقول لو أدرك أحد من المستشرقين ممن سبق هذا التفريق لألف المجلدات لنصرة هذا المنهج وهذ التفريق ؛ وذلك لهدم تراث أهل الحديث وزعزعة الثقة بمنهج أهله والمشتغلين به .
ومن وبال هذا التفريق عدم معرفة قدر علماء الحديث من المعاصرين وعدم الاستشهاد بهم ومن ذلك بل على رأسهم الشيخ الألباني فكثير من طلبة الحديث خاصة من أصحاب الدراسات العليا لاينقل حكم الشيخ على الحديث البتة وذلك تعمداً وإن كان يستفيد منه كثيراً ، وتعمده بعدم نقل حكم الشيخ الألباني لئلا يرمى بالتساهل في التصحيح والنقل من الألباني مظنة المنقصة وعدم التأصيل على حد زعمه .
ومن غربة أهل الحديث أن هذا التفريق رفع بعض من قال به وإن لم يكن في الحقيقة من علماء الحديث والسنة .
وختاماً خرج في السابق كتاباً فيه هجمة على كتب مصطلح الحديث والمناداة بمنهج المتقدمين ولما قرأت الكتاب ذهبت به للشيخ المحدث حماد الأنصاري رحمه الله وقرات عليه بعض ما جاء في الكتاب فغضب الشيخ بقوة وقال كيف يكتب هذا ، ثم اتصل بناشر الكتاب وقال : لايجوز لكم طبع هذا الكتاب ونشره هذا يجب أن يحرق .
أمجد الفلسطيني
2009-09-26, 12:03 AM
قد خرجنا عن الموضوع بارك الله فيكم
فأرجو الرجوع إلى أصله وضبط الحوار وتحديده
محمد بن عبدالله
2009-09-26, 12:24 AM
آسف للشيخ أمجد.
في كلام الشيخ رياض السعيد:
شيء من التهويل،
ودعاوى ليس عليها دليل -إن لم يكن ينقضها الدليل-:
هذه الدعوة والقول بالتفريق لم تعرف عند علماء الحديث ممن عاصرهم ، ولا تعرف عند علماء الحديث ممن تقدم كالسخاوي وابن حجر والعراقي والدارقطني وابن رجب ومن قبلهم من علماء الحديث من المتقدمين
المفارقة بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين لم تعرف عند علماء الحديث
انتشر القول وذاع بقوة في سنوات معدودة على يد بعض من يشتغل بعلم الحديث خارج منطقة نجد ممن لهم بعض المخالفات
وفي كلامه: إلزام أهل هذه الدعوة بما لا يلزمهم، وتحميلهم مسؤولية ما لا يتحملونه، بل هم أول من ينكره ويرده، وقد ملُّوا من توضيح ذلك، لكن الإنصاف عزيز:
هجوم بعض المتعالمين على الحديث بالحكم بنكارة بعض المتون الصحيحة
الزهد في كثير من كتب مصطلح الحديث
زعزعة الثقة وفقد التاصيل بكتب مصطلح الحديث وتراث أهل الحديث
عدم معرفة قدر علماء الحديث من المعاصرين وعدم الاستشهاد بهم ومن ذلك بل على رأسهم الشيخ الألباني
وشيء من الاتهام للنيّات والمقاصد:
وكأن الأمر وراءه ما وراءه
لئلا يرمى بالتساهل في التصحيح والنقل من الألباني مظنة المنقصة وعدم التأصيل على حد زعمه
أبو عبد البر رشيد
2009-09-26, 12:36 AM
الإجماع ضني الدلالة يا أخي
ثم هو ليس دليل مجمع عليه
فإشتراط الإنتفاء للشذوذ و العلة هو ضني يفتقر إلى قرائن تعظده حتى يصير يقينا.
أمجد الفلسطيني
2009-09-26, 01:21 AM
أخي رياض وفقك الله
جل ما ذكرته لا يصح عن أصحاب هذه الدعوة!
وأنت وغيرك أخي الكريم ضحايا _إن صح التعبيبر_ التشويه والكذب على هذه الدعوة
ولا أريد أن أذكرك أننا في مجلس علمي
يحمل طابع التحقيق والتثبت والتدقيق
فتعال معي نتثبت وندقق فيما ذُكر ولنترك قلوبنا تطلب الحق وتنشده من غير حواجز مسبقة
الشيخ الألباني لعله يقصد أن هذه الدعوة والقول بالتفريق لم تعرف عند علماء الحديث ممن عاصرهم ، ولا تعرف عند علماء الحديث ممن تقدم كالسخاوي وابن حجر والعراقي والدارقطني وابن رجب ومن قبلهم من علماء الحديث من المتقدمين .
/// أولا إن كان الشيخ رحمه الله لا يعرف أو لم يلاحظ
فغيره قد عرف ولاحظ بل ولمس وتيقن
وخاصة ابن رجب في كتابه شرح العلل
وسأختصر في كلامي لأن المسألة ألفت في مؤلفات وطرحت كثيرا على المنتديات العلمية
فإذا أردت التيقن أن هذا التفريق ليس عصري
فاقرأ بتمعن وتجرد شرح العلل لابن رجب ثم قارنه بما يقرره أصحاب هذه الدعوة فستجد أن لا فرق بينهما
واقرأ النقول التي ذكرها الشيخ المليباري في كتاب الموازنة عن بعض الأئمة ممن صرح بوجود الفرق
/// وثانيا : على التنزل بأن هذا التفريق عصري
فلا يصح وصمه بالبدعة بالمفهوم الاصطلاحي
لأن هذه المسائل وأمثالها لا تدخلها البدع ولا تندرج تحت ضابطها
وليس كل ما جد في فن معين بدعة
وإلا لكان كل إبداع في العلوم مذمة وبدعة مذمومة
ولكم قارن الذهبي وقابل بين المتقدمين والمتأخرين في عدة مسائل ولم يقل أحد من المشتغلين بهذا العلم إنه قد جاء ببدعة مثلا
ولما قرر العلائي وابن حجر وغيرهم الفرق بين المتقدمين والمتأخرين في مسألة زيادة الثقة لم يرموا بالابتداع
والشيخ الألباني يشفع لقوله بأن هذا التفريق بدعة عصرية يشفع له تاريخه الطويل مع علم الحديث ومعرفة أهلهلا خلاف في هذا
لكن من أصحاب هذه الدعوة من له تاريخ طويل ومتين فيما ذكرت
والعبرة في آخر الأمور العلمية بالأدلة والحجج
لا بتقليد الرجال وتقديم أقوالهم على الأدلة مهما علت منزلتهم
واطلاعه على الشبهات الكثيرة التي يطعن بها على علم الحديث وأهله ، ولذلك لما سمع الشيخ بهذه الدعوة اطلق عليها بأنها بدعة عصرية لأنه لم يسمع بها البتة فهي عنده مستنكرة مستحدثة .
فحكم الشيخ الألباني بناه الشيخ من خلال تاريخه الطويل مع علم الحديث واطلاعه على مناهج أهله .القول بالتفريق ليس بشبهة أولا
وثانيا فإن فوق كل ذي علم عليم
ولا ينبغي لنا كطلبة علم حديثيين ننتسب إلى السلف أن نقيد عقولنا بعقول الآخرين
ولا أن نقف عند ما قدمه الشيخ الألباني فقط
ولا نقبل ما يزيد عليه من علم وتحقيق
فإن فوق كل ذي علم عليم
والشيخ الألباني رحمه الله كان يقول دائما:
هذا العلم لا يقبل الجمود
والمفارقة بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين لم تعرف عند علماء الحديث بل المعروف هو المفارقة بين منهج المحدثين ومنهج الفقهاء . كثير من المحدثين فقهاء
كالنووي والسيوطي والزركشي وغيرهم
والعلوم متداخلة
وإذا كان للفقهاء منهج _وهو كائن_ فإن المتأخرين من المحدثين وافقوهم عليه
بل بعضهم يصرح بأن هذا مذهب الفقهاء والأصوليين ثم يتبناه
وللاختصار _للسبب الذي أسلفت_ احيلك لما ألف في هذه القضية ككتاب الشيخ عبد الله السعد والشيخ المليباري
وأيضاً التفريق بين منهج المتقدمين ومنهج المتأخرين لم يقل بها قائل قبل عام 1390 هـ أو عام 1400 هـ ولم يعرف هذا التفريق عند من يشتغل بعلم الحديث لامن علماء السنة ولا من علماء البدعة هذا ليس بصحيح كما تقدم
ثم انتشر القول وذاع بقوة في سنوات معدودة على يد بعض من يشتغل بعلم الحديث خارج منطقة نجد ممن لهم بعض المخالفات وكأن الأمر وراءه ما وراءه .يا أخي الكريم
لا تجعل الخلاف في هذه الأمور يحملك على أن لا تنصف مخالفك في المسائل العلمية
فخلافك مع السبكي الأشعري لا يسوغ لك أن تتهمه بما ليس فيه
فخلافك مع بعض علماء هذه الدعوة في مسألة الحكام مثلا
لا يسوغ لك أن تتهم نياتهم وتسيء الظن بهم
هذا بعيد عن الأمانة العلمية ونزاهة البحث العلمي
ثم تلقفه بعض من يشتغل بعلم الحديث من أهل نجد من بعض الشيوخ وبعض الشباب ممن نيتهم صادقة نحسبه كذلك ونشروه بين طلبة العلم . فهم على غيرة على علم الحديث ولكن من أسس هذه الفكرة وهذا التفريق فيه نظر ويتوجس منه خيفة .من يقول بهذا القول ليس ممن اشتغل بهذا العلم فقط
بل هو فيه عالم راسخ شهد له بذلك أهل العلم وشهد له بذلك علمه المنشور أولا
ومن وبال هذا التفريق هجوم بعض المتعالمين على الحديث بالحكم بنكارة بعض المتون الصحيحة ،وهو في واقعه لم يقرأ في كثير من كتب المصطلح فضلاً عن كتب العلل !!! هذا خلل في منهجية هذا الطالب العلمية لا علاقة له بأصل هذه الدعوة
خاصة وأصحاب هذه الدعوة يحذرون من هذا الخلل في كتبهم وأشرطتهم
وقد ذكر الشيخ مشهور أن بعض طلبة العلم عنده سمعوا خطيبا يذكر حديثا فلما خرجوا من المسجد جعلوا يضعفون الحديث ويشنعون على الخطيب
ثم تبين أن الحديث في البخاري!!
هذا التهجم موجود في بعض طلبة العلم ممن يحمل هذه الدعوة _دعوة التفريق_ وممن لا يحملها
فالخلل في التنشئة وفي هؤلاء الطلاب لا في كلام العلماء ومناهجهم
ثم إن صح ما ذكرتَ فهو قليل ونادر فلا حكم له
ثم إن المسلم إذا سرق وشتم لا يلحق الإسلام من ذلك عار ولا عيب
وكذلك هنا
فأصحاب وعلماء هذه الدعوة يحذرون من هذا الخلل وخاصة في نقد المتون
ويدعون إلى التريث في ذلك وأن هذا الأمر لا يكون إلا لمن رسخت قدمه في علم العلل
وكثير من المتعصبين للشيخ الألباني رحمه الله يقدسون أقواله ويهونون من أقوال علماء غيره
وقد قال لي مرة واحد منهم
الألباني أعلم من البخاري
فهل يقال أن ما ما قدمه الألباني في علم الحديث بدعة وغلط لأن هذا من وباله؟!!
ومن وبال هذا التفريق تصنيف بعض علماء الحديث من المتأخرين ومن المعاصرين بأن هذا على منهج المتقدمين وهذا على منهج المتأخرين !!!إذا كان ذلك بأدب ومن غير تنقص فما وجه كونه وبالا؟
ولا زال العلماء يتكلمون على مناهج علماء آخرين
هذا متشدد وهذا متساهل وهذا من مدرسة البخاري وذاك من مدرسة الكوفة
وغير ذلك كثير
في علم الحديث وفي غيره
ومن وبال هذا التفريق الزهد في كثير من كتب مصطلح الحديث ، والهوس الشديد لقراءة كتب العلل قبل المعرفة التامة بمصطلح الحديث وتخريج الحديث والجرح والتعديل والحكم على الحديث وغير ذلك .هذا ليس بصحيح
وهذه كتب وأشرطة علماء هذه الدعوة وأصحابها
لا يقولون بذلك
بل يحذرون منه
وينصحون المبتديء بأن يحفظ البيقونية والنخبة ويقرأ شروحا عليهما ويقرأ النكت لابن حجر والباعث الحثيث والجامع للخطيب والمعرفة للحاكم
ثم بعد ذلك ينصحونه بالإكثار من النظر في كتب العلل
تجد هذا في كلامهم
ابحث عنه في كلام الشيخ سليمان العلون مثلا وعبد الله السعد مثلا تجده
ومن وبال هذا التفريق أن الكثير من طلاب علم الحديث إذا وجد كلاماً في كتب الحديث للمتقدمين أو للمتأخرين أو للمعاصرين فيه ثناء على المتقدمين وعلى معرفتهم بالحديث وطرقه والحكم عليه وبراعتهم في تعليل الأحاديث ، قالوا هذا على منهجنا منهج المتقدمين وهذا والله من الأمور المضحكة المحزنة .أخي الكريم
أنت في مجلس علمي
فعليك بالتحقيق ولا تلقي الكلام هكذا جزافا
تقول الكثير
وأين الكثير؟!!
لو طلبت منك ذكرهم لعدوا على الأصابع!!
دعنا من هذا
ولننتهج نهج التحقيق والتدقيق
ومن وبال هذا التفريق المجازفة في تضعيف كثير من الأحاديث الصحيحة .إن قلت هذا التضعيف بغير علم فقد اتهمت القوم بما ليس فيهم
وأنت مطالب بذكر أمثلة على ذلك
وإن قلت هو بعلم لكنه خطأ
قيل اجتهد فأخطا فكان ماذا؟
لقد اتهموا الشيخ الألباني في بداية ظهوره بنفس هذه التهمة فكان الجواب عليها ماذا؟
كان الجواب تطبيقي وهو الحجج والأدلة التي يذكرها
فكذلك الأمر هنا
وتضعيف الأحاديث وتصحيحها أمر اجتهادي إذا خرج من أهله لا إنكار فيه ما لم يخالف أمرا مجمعا عليه
ومن وبال هذا التفريق زعزعة الثقة وفقد التاصيل بكتب مصطلح الحديث وتراث أهل الحديث وذلك عند الناشئة ممن أراد طلب علم الحديث .تقدم الجواب عن هذا
وأنه لا يصح عن أصحاب هذه الدعوة
بل الأمر بخلافه
والفيصل في ذلك كتبهم وأشرطتهم
وأقول لو أدرك أحد من المستشرقين ممن سبق هذا التفريق لألف المجلدات لنصرة هذا المنهج وهذ التفريق ؛ وذلك لهدم تراث أهل الحديث وزعزعة الثقة بمنهج أهله والمشتغلين به .الله المستعان على عدم التحقيق والبعد عن البحث العلمي
أنا أعلم أول من اتهم أصحاب هذه الدعوة بهذه التهمة
ولم يقم عليها دليلا
لما لا نتحرر من قيود بعض المشايخ؟!
لما نعطي لهم عقولنا ليفكروا بها
أخي الكريم
أصحاب هذه الدعوة أعداء الاستشراق
لا يزهدون في كتب الحديث والمصطلح ولا يوجد ذلك في كتبهم وكلامهم
بل هم يدعون إلى إحياء تراث المتقدمين ونشره والاستفادة من تراث المتأخرين
هذا هو الموجود في كتبهم وكلامهم وأبحاثهم
فلماذا لا نسلك سبيل الإنصاف ونقرأ كتب المخالفين لنا لنتحقق مما يقوله
ومن وبال هذا التفريق عدم معرفة قدر علماء الحديث من المعاصرين وعدم الاستشهاد بهم ومن ذلك بل على رأسهم الشيخ الألباني فكثير من طلبة الحديث خاصة من أصحاب الدراسات العليا لاينقل حكم الشيخ على الحديث البتة وذلك تعمداً وإن كان يستفيد منه كثيراً ، وتعمده بعدم نقل حكم الشيخ الألباني لئلا يرمى بالتساهل في التصحيح والنقل من الألباني مظنة المنقصة وعدم التأصيل على حد زعمه .المشكلة أن هذا الطريق على ما فيه أسلم من الطريق الذي يسلكه كثير ممن لم يعرف هذه الدعوة فتراه يتخطى حكم كبار الأئمة ممن هو أعلم من الشيخ الألباني بمراحل
كالإمام أحمد وابن معين وأبي حاتم والبخاري وغيرهم
ويقتصر على إيراد حكم الشيخ الألباني
لماذا يا أخي رياض
أليس هذا عدم تقدير لعلم هؤلاء الكبار؟!
ثم إن الباحث لا يلزمه أن ينقل حكم الألباني على كل حديث
قد يكتفي بنقل حكم من هو الأعلم
فينقل حكم الإمام أحمد ويترك حكم السخاوي والألباني مثلا ولا عيب عليه في البحث العلمي
وقد يكون الباحث توصل إلى الحكم باجتهاده فلا يضره عند ذلك أن لا ينقل حكم الشيخ الألباني
ومن غربة أهل الحديث أن هذا التفريق رفع بعض من قال به وإن لم يكن في الحقيقة من علماء الحديث والسنة .لا نريد أن ندخل في مسائل الاعتقاد
ونتراشق التهم ونبث الفرقة
فلنقتصر على المباحث العلمية
أبو عبد البر رشيد
2009-09-26, 05:17 PM
عفوا
أقصد بالإجماع هنا الإجماع السكوتي
فهو ضني الدلالة
و مختلف في حجيته
و منه إجماع المحدثين على الشرطين المذكورين
فهما ليسا بلازمين إلى إذا دل دليل على تحققهما في كل حديث بعينه
و أأكد في كل حديث بعينه
يعني أن الأصل هو السلامة من الشذوذ و العلة في الحديث الذي جمع الشروط الأولى و هي العدالة و الضبط و الإتصال.
و هذا نفسه مذهب الفقهاء و الأصوليين
أما أنك تقول إن الأصل وجود الشذوذ و العلة في كل الأحاديث
فهذا رد لجميع السنة و عمل بالضن الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه و سلم
الورقات
2009-09-26, 11:16 PM
ماشاءالله ، أشكر الإخوة جميعا على التفاعل والمشاركات النافعة ، شكرا للجميع :
من صاحب النقب
أبو مسهر ( ولست بسيدة ! يا أخي الفاضل )
والشيخ أمجد ( وشكرا جزيلا على رابط موضوعك النافع وإن شاءالله أتفرغ لقراءته وأستفيد منه)
معاذ العتيبي ( وعجل لنا بتنزيل المقال في الملتقى ، واسأل الله لك التوفيق )
أبو عبدالبر رشيد
محمد بن عبدالله
فواز الحر
رياض بن عبدالمحسن
بارك الله فيكم جميعا ورفع الله قدركم
أبو عبد البر رشيد
2009-09-26, 11:30 PM
لا شكر على واجب أخي في الله
فقد أوجب الله علينا أن نبين للناس ما نزل إليهم
قال: { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه }
جعلنا الله و إياك مفاتيح خير مغاليق شر
أبو عبد البر رشيد
2009-10-04, 01:32 AM
تصحيح
قلت إن إجماع أهل الحديث على إشتراط نفي الشذوذ و العلة في الحديث الصحيح هو ضني الدلالة
وكنت مخطىء في ذلك
و لم ينبهني أحد
قال ابن القيم في مختصر الصواعق:
"...فإن ما تلقاه أهل الحديث بالقبول و التصديق فهو محصل للعلم مفيد لليقين ، و لا عبرة بمن عداهم من المتكلمين و الأصوليين.
فإن الإعتبار في الإجماع على كل أمر الدينية بأهل العلم دون غيرهم، كما لم يعتبر في الإجماع في الأحكام الشرعية إلا العلماء بها دون المتكلمين و النحاة و الأطباء.
و كذلك لا يعتبر في الإجماع على صحة الحديث و عدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث و طرقه و علله، و هم علماء الحديث العالمون بأحوال نبيهم، الضابطون لأقواله و أفعاله."
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.