المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا من التحقيق...



أبو البراء الأنصاري
2007-06-17, 01:52 PM
بشرني أحد الأفاضل بخروج بقية التحقيقات المنتظرة للعالم الفذ ابن قيم الجوزية ضمن المشروع الذي يشرف عليه الشيخ المدره بكر أبو زيد، عجل الله بشفاءه وألبسه ثوب الصحة والعافية.
ومما أخبرني به المحب أن النونية خرجت في أربعة أجزاء، فقلت له: وهل النونية تحتاج لهذا الكم من الأوراق والمجلدات، وقد خرجت قبل ذلك في مجلد بتحقيق أحد الأفاضل.
ومن وجهة نظري القاصرة أن التحقيق الذي يجري على بعض كتب العلماء الأوائل لم يكن على الوجه المطلوب لدى بعض طلاب العلم، لأن القصد الذي ينبغي التوجه له حيال إخراج كتب سلفنا هو إخراجها من رفوف المخطوطات إلى عالم المطبوعات لا إثقالها بالحواشي والتعليقات، ودور المحقق هو محاولة إثبات الكتاب كما تركه مؤلفه، أما الحواشي الطويلة والتعليق على كل جملة والنقل بما يتعلق بها فمن وجهة نظري أنها جنف عن التحقيق، وللمحقق المغرم بمثل هذه النقول أو المحشي أن يفرد عنوانا خاصاً لعمله هذا كشرح أو تعليق أو استدراك أو غير ذلك، لا أن يترك عنوان الكتاب كما هو ثم إذا تصفحه المتصفح رأى صفحات تعد بالعشرات لم يسطرها المؤلف الحقيقي للكتاب، وحتى أضرب مثالا على التحقيقات التي أرمي إليها وينهجها طلاب العلم كتحقيق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله للرسالة وتحقيق الأستاذ السعوي للتدمرية.
فهذا رأي فأرجو من الإخوة الأفاضل الإدلاء بالرأي الرجيح

أبو حماد
2007-06-17, 03:32 PM
ولكل وجهة هو موليها، وأصل العمل في النونية رسالة علمية، لهذا صارت هكذا، ثم إنّهم أفردوا النونية المتنَ مجرداً من الحواشي في طبعة مستقلة، وبهذا حقّقوا الأمرين.

ملاحظة: لا أحب إثقال الحواشي في التحقيق ولا أحبّذه، لكنه منهج سار عليه قوم من أولي العناية والدراية والضبط، وباتت كتبهم أنموذجاً يُحتذى ونبراساً يُسار عليه، لاسيما في الكتب التي تحتاج إلى مثل هذا النوع من العناية، كما فعل شيخنا الشيخ سعد بن عبدالله الحميد مع كوكبة من طلابه في تحقيقهم لكتاب العلل للإمام ابن أبي حاتم عليه رحمة الله، وقد أفردوه مجرداً من الحواشي في طبعة خاصة.

عبد الرحمن السديس
2007-06-17, 04:50 PM
وأصل العمل في النونية رسالة علمية، لهذا صارت هكذا، ثم إنّهم أفردوا النونية المتنَ مجرداً من الحواشي في طبعة مستقلة، وبهذا حقّقوا الأمرين.
رسائل.
هذا المشروع قام على خطة محكمة رائعة ولما كانت بعض الأعمال موجودة على قدر من الإتقان = لم يكن من المناسب تكرير الجهود؛ لذا أُدخلت رسائل النونية، وغيرها.
وفي تقديري أن الكتب الأصول والمهمة يحتمل فيها هذا النفس في التحقيق لكثرة حاجة الناس إليها، والتعليق = المفيد ولو كان طويلا لا يستغنى عنه.
كالمسند الشيباني فقد خرج بخمسين مجلدا وخرج عدد من الطبعات دون ذلك لكن لا غنى لطالب العلم عن صاحبة الخمسين وهكذا.
والباب مفتوح فهناك عشرات الطبعات بغير هذا النفس فمن أراد هذه وجدها، ومن أراد هذه وجدها .
أما تحقيق النونية السابق للشيخ العمير ففيه نقص 21 بيتا، وليس في إخراجه كبير عمل مع ما وقع فيه من تصحيف وغلط في الضبط .

علي أحمد عبد الباقي
2007-06-17, 05:34 PM
الشيخين الفاضلين : أبو حماد و عبد الرحمن السديس جزاكما الله خيرًا .
الأخ الفاضل أبو البراء الأنصاري :
أولا : من قال لك أن تحقيق السعوي على التدمرية تحقيق جيد حتى تضرب به المثل ، وتقرنه مع الرسالة بتحقيق الشيخ أحمد شاكر ، وجمعك بين هذين العملين في سلة واحدة - والله - عندي من العجب العجاب .
بل هو تحقيق تحت المتوسط والكتاب يحتاج إلى إعادة تحقيق .
ثانيًا : يبدو أنك لم تقف على تلك الطبعة من كتاب النونية، وإليك الكتاب مصورًا بصيغة (pdf) على هذا الرابط فإن استفدت منها فاشتر نسخة ، بارك الله فيك .
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=1711

أبو البراء الأنصاري
2007-06-18, 11:20 AM
أشكر الأفاضل على تعليقاتهم المفيدة، وأزيد إيضاحاً وخاصة لأخي علي عبد الباقي بأني ضربت مثالاً على التحقيق الذي لا يثقل كتاب العالم بالحواشي الطويلة وليس الكلام على التحقيق لذاته وجودته من رداءته، لأني أظن أن هذه الطريقة لو اتبعت مع جميع ما يحقق لما بقي مكان في بيت طالب العلم، وغاية ما هنالك تكرار ونقول لكلام العلماء الموجود سلفاً عند طلاب العلم، بل مما يلاحظ عند دور الطباعة كثرة الفراغات بين السطور وكبر الخطوط المستخدمة وفراغ بعض الصفحات أصلاً، وليس الباعث على هذا قلة الموارد وإن كان أغلب من يتعاطى العلم هم من ذوي الفاقة، وللتحقيق المطول عنوان آخر غير عنوان المؤلف كما جرى عليه العلماء الأسلاف.

الحسام
2007-07-01, 02:14 AM
جزاكم الله خيرًا ، وبارك الله فيكم .

علي أحمد عبد الباقي
2007-07-01, 02:16 AM
أشكر الأفاضل على تعليقاتهم المفيدة، وأزيد إيضاحاً وخاصة لأخي علي عبد الباقي بأني ضربت مثالاً على التحقيق الذي لا يثقل كتاب العالم بالحواشي الطويلة وليس الكلام على التحقيق لذاته وجودته من رداءته، لأني أظن أن هذه الطريقة لو اتبعت مع جميع ما يحقق لما بقي مكان في بيت طالب العلم، وغاية ما هنالك تكرار ونقول لكلام العلماء الموجود سلفاً عند طلاب العلم، بل مما يلاحظ عند دور الطباعة كثرة الفراغات بين السطور وكبر الخطوط المستخدمة وفراغ بعض الصفحات أصلاً، وليس الباعث على هذا قلة الموارد وإن كان أغلب من يتعاطى العلم هم من ذوي الفاقة، وللتحقيق المطول عنوان آخر غير عنوان المؤلف كما جرى عليه العلماء الأسلاف.

أخي الحبيب الفاضل (أبو البراء الأنصاري) أحسن الله إليك ، وشكرًا لك على سعة صدرك.
وفي البداية أسجل اعتذاري مرتين الأولى : لتأخري في التعقيب على كلامك ، لكثرة المشاغل ، بارك الله فيك.
والثانية : لشدتي في التعليق، وسببها - أحسن الله إليك - أنني وجدتك تحاكم وتقيم نوعية من التحقيق ، وعندما ضربت المثل صرت بالتقعيد مشرقًا وبالتطبيق مغربًا.
وعلى كل حال أنا أحترم رأيك ووجهت نظرك ، وملاحظتك في موضعها مع مراعاة أن معظم الكتب التي تطبع بهذه الصورة تكون في الأصل رسائل علمية ولها شروطًا أخرى - كما أشار إليه الإخوة الأفاضل - ثم تطبع هذه الرسائل على هيئتها دون تعديل لكثرة الانشغال أحيانًا وأحيانًا يعز على الباحث اختصار تعليقاته وتحريراته التي قام بها في العمل العلمي، وفي الحقيقة الأصل أن يخدم الكتاب مرة واحدة يقدم فيها الباحث أو المحقق كل ما لديه في تحقيق الكتاب ولا يضطرنا إلى تحقيق الكتاب مرة أخرى بل أحيانا مرتين وثلاثة وربما أكثر ، والأمثلة كثيرة.
لكن بالنسبة لما ضربته مثلا لنا ، فأرى أن في تحقيقات الكبار غُنيةً ، مثل تحقيقات الشيخ أحمد شاكر وتحقيقات عبد السلام هارون ، ومحمود محمد شاكر ، والسيد أحمد صقر ، وطه الحاجري ، وبنت الشاطئ ، ورمضان عبد التواب ، ومحمود محمد الطناحي ، وعبد الرحمن العثيمين والتحقيقات التي أشرف عليها الدكتور عبد الله التركي ، وغير ذلك كثير ، رحم الله من مات منهم ، وحفظ من بقي .
ولي رأي خاص في قضية التطويل والاختصار في التعليق على الكتاب وتحقيقه ، وهي أن الكتاب بموضوعه ومضمونه يفرض على المحقق الجيد مستوى التعليقات من القصر أو الإطالة ، فمثلا كتب شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله ، أرى أن القليل منها هو الذي خرج بالصورة التي تليق به ، فالشيخ رحمه الله غالبًا ما يتناول قضايا غاية في التعقيد والمتانة وأحيانًا تجدك بحاجة إلى فهم كلام الشيخ ولا يكون ذلك على وجهه الصحيح إلا بمراجعة بقية كتبه وتحرير مذهب الشيخ وشرحه ، وفي هذه الحالة يكون بسط الكلام وتحريره مفيدًا للمطالع الذي يحتاج للجلوس على الكتاب وعدم مغادرته وجمع شمله عليه حتى يخرج بفكرة الشيخ نقية صافية ، فالإطالة والشرح في مثل هذه الحالة تكون مفيدة ، وقس على ذلك ما كان على هذه الشاكلة من الكتب العقدية أو النحوية أو البلاغية أيًا كانت نوعية تلك الكتب .
بينما يكون كلامك هذا صحيحًا إلى حد بعيد - من وجهت نظري - إذا كان المحقق يحقق جزءًا حديثيًا، فيجدر بالمحقق هنا الاختصار والإحالة على كتب التخاريج بدلا من أن يأتي إلى تخريجات الحافظ الزيلعي أو ابن حجر أو تخريجات الشيخ الألباني وغير ذلك ثم يعيد نقلها في حاشية الجزء الصغير الذي ربما لا يتجاوز عدة صفحات مرة أخرى فإذا بعدة الصفحات تلك تخرج مجلدًا ضخمًا ، كيف ولماذا لا تجد جوابًا شافيًا ، والأصل أن احتياجنا إلى هذه الأجزاء لتحصيل إسناد أو معرفة متابع أو ما شابه ويحصل هذا بضبط المتن ووضع التعليقات المفيدة والاقتصار على ذلك.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

محبكم في الله

أبو البراء الأنصاري
2007-07-08, 11:49 AM
الأخ الفاضل والمشرف النبيه علي أحمد عبد الباقي أشكر لكم مرروكم وحسن ظنكم، وما أشرتَ إليه وخاصة في ما يتعلق بتحقيق الأجزاء الحديثية هو ما أرمي إليه وأقصده، إضافة إلى أني أرى ذلك ينسحب على جميع مؤلفات العلماء، فشرح كلام العلماء في الحواشي وتقرير ما يذهبون إليه له مجاله، وتحقيق نصوصهم وإثباتها كما هي له مجال آخر.
ولا أظن يخفى على مثلكم ما احتوته بعض التحقيقات من بسط في الردود وجر كلام العلماء لتوجيه كلام العالم لمراد المحقق ما أثقل بعض كتب العلماء مما هو زائد عن التحقيق؛ إلا إذا أريد بالتحقيق معنى آخر غير الذي أفهمه.

هادي آل غانم
2007-07-08, 08:02 PM
لكل مذهب يذهب إليه في التحقيق :
فمن طلبة العلم من يحب التحقيق المطول والحواشي الكثبرة لكي يسهل عليه مراجعة كتب كثيرة

والبعض الآخر يحب التحقيق المختصر الذي يحقق مراد المؤلف فقط .

ولكن من الأهمية بمكان ألا يتصرف المحقق في كلام المؤلف ولا يلوي كلامه إلى مذهبه هو وليثبت رأي المؤلف كما هو وكما هو نصه وليحاول بقدر الاستطاعة أن يصل إلى ما يقرب من كلام المصنف إن لم يستطع أن يتقن كلامه كما هو
أما الحواشي الكثيرة إن كانت بلا فائدة ترجى فإنما هي كلابس ثوبي زور
والله الموفق

أبوخالد النجدي
2007-07-18, 05:31 PM
بسم الله ،والحمد لله
أحسنت أبا البراء وفقك الله في انتقادك للتطويل
كتبتَ ما يخطر ببالي:
لماذا يطبع المحقق -الأكاديمي خصوصاً- كل ما طولب به في الرسالة؟ وكذلك من حذا حذو الأكاديميين من غيرهم
فلا أرى حاجة للتطويل في ترجمة المؤلف فتراه يذكر الحالة السياسية،والاجت ماعية...وزوجات المؤلف وأولاده !
كان يكفي القاريء ترجمة مختصرة في صفحة واحدة، ويذكر له المحقق المراجع للاستزادة فلن يأتي بغير ما أتى به من سبقه في الترجمة للمؤلف.
ويركّز جهوده في النص فيجتهد في إخراج النص كما تركه المؤلف قدر الوسع
مع إثبات فروق النسخ وتخريج مختصر للأحاديث مع حكم أئمة الشأن عليها.
بل إن بعضهم لايكتفي بالإطالة في ذلك كله بل تراه يتعقب المؤلف في اجتهاداته
ويبين لنا وجهة نظره ورجحانها على ما قاله المؤلف فهو متعقِّب وناقد للكتاب وليس محققأ له.
وكأن طلاب العلم في انتظار مايفتح الله به على هذا المحقق وأن حاجتهم إلى ذلك أشد من حاجتهم إلى الكتاب نفسه!
علماً أنه لايدخل في هذا الكلام توضيح الغامض والمشكل والتنبيهات الدقيقة التي يتميز بها المحقق الموفق.
كذلك يهمني الإحالة من المحقق لكتب أخرى دون النقل منها ، وصنع الفهارس المرتبة الواضحة.
ـــ
هذا ما كتبه المتطفل على هذا الشأن عفا الله عنه ومعلوم أنه موضع النقد والمناقشة


س: ما معنى قولك ((الذي يشرف عليه الشيخ المدره بكر أبو زيد))؟

علي أحمد عبد الباقي
2007-07-18, 07:59 PM
بسم الله ،والحمد لله
أحسنت أبا البراء وفقك الله في انتقادك للتطويل
كتبتَ ما يخطر ببالي:
لماذا يطبع المحقق -الأكاديمي خصوصاً- كل ما طولب به في الرسالة؟ وكذلك من حذا حذو الأكاديميين من غيرهم
.............................. ...




لله در القائل :

وللناس فيما يعشقون مذاهبُ