المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه



احمد ابو انس
2024-09-10, 09:25 PM
1391 - " إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما :
المنكر و الآخر : النكير ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : ما
كان يقول هو : عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده
و رسوله ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا ، ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا في سبعين ، ثم ينور له فيه ، ثم يقال له نم ، فيقول : أرجع إلى أهلي
فأخبرهم ؟ فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه ، حتى
يبعثه الله من مضجعه ذلك . و إن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون ، فقلت :
مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك ، فيقال للأرض التئمي
عليه ، فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من
مضجعه ذلك " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 380 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 163 ) و ابن أبي عاصم في " السنة " ( 864 - بتحقيقي ) من
طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال : " حديث حسن غريب " .
قلت : و إسناده جيد ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، و في ابن إسحاق و هو العامري
القرشي مولاهم كلام لا يضر .

عبد الرحمن هاشم بيومي
2024-09-11, 12:07 AM
قلتُ: من دلائل وهن حديث عبد الرحمن بن إسحاق هذا أنه لم يخرجه الإمام أحمد رحمه الله.
قال المروذي، عن أحمد: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح. «تهذيب التهذيب» 6/ (283).
وأنكر عليه جملة من غرائبه جماعة من أهل العلم كأحمد وعلي بن المديني وغيرهما.

ووردت روايات عن المقبري ليس فيها ذكر النوم.
قال البزار في مسنده كما في كشف الأستار [868]، فقال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُزَابَةَ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! تُبْتَلَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِي قُبُورِهَا، فَكَيْفَ بِي وَأَنَا امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ؟، قَالَ: " {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ". اهـ.
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ، عَنْ عَائِشَةَ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. اهـ.
خرجه ابن الأعرابي في معجمه [81]، فقال: نا أَبُو يَحْيَى، نا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، رَنَا عَبْدُ السَّلامِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به.
قلتُ: هو من عبد الله بن سعيد، لكن لمتنه متابعة فيما أخرجه الطبري في تهذيب الآثار [727]، فقال:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْعَسْقَلانِيّ ُ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، بنحوه.
خرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر من طريق آدم بن أبي إياس، به.
خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١٢٤٣٤، فقال:
حدثنا يزيد بن هارون (أخبرنا) محمد بن (عمرو) عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال: فذكره بتمامه.
ثم قال محمد: (قال عمر) بن الحكم بن ثوبان: ثم يقال له: (نم) فينام (نومة) العروس لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه اللَّه عز وجل.
فهذا دال على نكارة لفظة النوم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه إنما هو من قول التابعي عمر بن الحكم.

وطريق أخرى عن المقبري فيما عزاه ابن أبي زمنين في تفسيره [104] إلى يحيى بن سلام، قال:
عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
" إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُثِّلَ لَهُ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ رَآهَا قَطُّ، أَقْبَحَهُ وَجْهًا، وَأَنْتَنَهُ رِيحًا، وَأَسْوَأَهُ لَفْظًا، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَمَا رَأَيْتُ أَقْبَحَ مِنْكَ وَجْهًا، وَلَا أَنْتَنَ مِنْكَ رِيحًا، وَلَا أَسْوَأَ مِنْكَ لَفْظًا، فيقول: أَتَعْجَبُ مِنْ قُبْحِي؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: أَنَا وَاللَّهِ عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، وَإِنَّكَ كُنْتَ تَرْكَبُنِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرْكَبَنَّكَ الْيَوْمَ، فَيَرْكَبُهُ فَلَا يَرَى شَيْئًا يَهُولُهُ وَلَا يَرُوعُهُ إِلَّا قَالَ: أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَنْتَ الَّذِي تُرَادُ وَأَنْتَ الَّذِي تُعْنَى.
وَهُوَ قَوْلُهُ: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ} الْآيَةَ ". اهـ.

وأصل الحديث في صحيح مسلم، وليس فيه ذكر النوم أخرجه [2876] من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:
" إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا، قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا، وَذَكَرَ الْمِسْكَ، قَالَ: وَيَقُولُ: أَهْلُ السَّمَاءِ رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ عز وجل ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ، قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ، قَالَ حَمَّادٌ، وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا، وَذَكَرَ لَعْنًا، وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ، قَالَ: فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَيْطَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا". اهـ.

وفي أحاديث الصحابة لنعيم القبر دلالة على نفي النوم؛ إذ كيف ينام النائم عن هذا النعيم؟

نورد شواهد لا تصح منها ما أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره (1/276)، فقال:
حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَيْسٍ عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث بنحوه.
فيه جهالة الدمشقي وشيخه القيسي.

ومنه ما خرجه عبد الرزاق في مصنفه [٦٩٠٨]، فقال:
عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِي ِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: فذكره موقوف.
والبيلماني ضعيف.

وروي قصة النوم ليزيد بن هارون رواها الخطيب وغيره.
والله أعلم.

احمد ابو انس
2024-09-11, 10:55 AM
جزاكم الله خيرا .

احمد ابو انس
2024-09-11, 10:58 AM
- إذا قُبِرَ الميتُ ( أو قال أحدكم ) أتاهُ ملكانِ أسودانِ أزرقانِ . يقال لأحدهما : المُنْكرُ والآخر النّكِيرُ . فيقولانِ : ما كنتُ تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقولُ ما كانُ يقولُ : هو عبدُ اللهِ ورسولهُ . أشهد أن لا إله إلا اللهُ وأن محمدا عبدهُ ورسولهُ . فيقولان : قد كناّ نعلمُ أنكَ تقولُ هذا . ثم يُفْسَح له في قبرهِ سبعونَ ذراعا في سبعينَ . ثم يُنورُ له فيهِ . ثم يقالُ لهُ : نم . فيقولُ أرجِعْ إلى أهلي فأخبرهُم ؟ فيقولانِ : نَمْ كنومةِ العروسِ الذي لا يوقظهُ إلا أحبُّ أهلهُ إليهِ ، حتى يبعثَهُ اللهُ من مضجعهُ ذلكَ . وإن كان منافقا قال : سمعتُ الناسَ يقولون فقلتُ مثلهُ . لا أدري . فيقولان : قد كنا نعلمُ أنكَ تقولُ ذلكَ . فيقالُ للأرضِ : التَئِمي عليهِ . فتَلْتَئم عليهِ . فتختلفُ أضلاعهُ . فلا يزالُ فيها مُعَذّبا حتى يبعثهُ اللهُ من مضجعهِ ذلك

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 1071 | خلاصة حكم المحدث : حسن غريب | التخريج : أخرجه الترمذي (1071) واللفظ له، والحارث في ((مسنده)) (280)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (864)


إذا قبرَ الميِّتُ - أو قالَ أحدُكم - أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ فيقولانِ ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجلِ فيقولُ ما كانَ يقولُ هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ أشْهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ هذا ثمَّ يفسحُ لَهُ في قبرِهِ سبعونَ ذراعًا في سبعينَ ثمَّ ينوَّرُ لَهُ فيهِ ثمَّ يقالُ لَهُ نم فيقولُ أرجعُ إلى أَهلي فأخبرُهم فيقولانِ نم كنومةِ العروسِ الَّذي لا يوقظُهُ إلَّا أحبُّ أَهلِهِ إليْهِ حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ وإن كانَ منافقًا قالَ سمعتُ النَّاسَ يقولونَ فقلتُ مثلَهُ لا أدري فيقولانِ قد كنَّا نعلمُ أنَّكَ تقولُ ذلِكَ فيقالُ للأرضِ التئِمي عليْهِ فتَلتَئمُ عليْهِ فتختلفُ أضلاعُهُ فلا يزالُ فيها معذَّبًا حتَّى يبعثَهُ اللَّهُ من مَضجعِهِ ذلِكَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 1071 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه الترمذي (1071)، وابن حبان (3117)

عذابُ القَبرِ ونَعيمُه قد ثبَت بالكِتابِ وبالسُّنَّةِ، وأجمعَتْ على ثُبوتِه الأمَّةُ؛ فهو مَنقولٌ إلينا بالتَّواترِ؛ فعلى المُسلِم أن يؤمِنَ به، وأن يستعيذَ باللهِ تعالى مِن فتنةِ القبرِ وعذابِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا قُبِرَ الميِّتُ" بصيغةِ المفعولِ، أي: أُدخِلَ الميِّتُ قبرَه ودُفِنَ فيه، "أو قال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أحَدُكم"، والشَّكُّ مِن الرَّاوي، "أتاه"، أي: الميِّتَ، "مَلَكانِ" وهما اللَّذانِ سيَمتحِنانِ العبدَ في قبرِه، وصِفتُهما أنَّهما "أسوَدانِ"، أي: لونُهما أسوَدُ، "أزرقانِ"، أي: عيناه زَرْقاوانِ، وإنَّما يبعثُهُما اللهُ على هذه الصِّفةِ؛ لِمَا في السَّوادِ وزُرقةِ العينِ مِن الهولِ والوَحشةِ، ويكونُ خوفُهُما على الكُفَّارِ أشدَّ؛ ليتحيَّروا في الجوابِ، وأمَّا المُؤمنون فلهم في ذلك ابتلاءٌ، فيُثبِّتُهم اللهُ، فلا يخافون، ويأمَنونَ، جزاءً لخوفِهم منه في الدُّنيا، "يقال" في التَّسميةِ، "لأحدِهما"، أي: أحَدِ الملَكينِ: المُنكَرُ، "والآخَرِ"، أي: ويُقالُ لِلملَكِ الآخَرِ: النَّكيرُ، "فيقولانِ" عند امتحانِهما للميِّتِ: "ما كنتَ تقولُ" وتُقِرُّ وتَعتقِدُ، "في هذا الرَّجلِ"، يَعني النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؟ "فيقولُ" الميِّتُ المؤمِنُ "ما كان يَقولُ"، أي: ما كان يَقولُ ويعتقِدُ ويُقِرُّ به قبلَ الموتِ: "هو عبدُ اللهِ"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن عبادِ اللهِ تعالى وخَلْقِه، وهو أشرفُ خَلْقِ اللهِ تعالى وأَكرمُهم عليه سُبحانَه، "ورسولُه" أرسَله اللهُ تعالى للنَّاسِ كافَّةً بشيرًا ونذيرًا، وختَم به النَّبيِّين.
ثمَّ يقولُ الميِّتُ تأكيدًا لقولِه: "أشهَدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ"، أي: أعلَمُ وأعتقِدُ أنَّه لا مَعبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ، "وأنَّ"، أي: وأشهَدُ أنَّ "محمَّدًا عبدُه ورسولُه" وأفضلُ خَلْقِه، "فيقولانِ"، أي: الملَكانِ: "قد كنَّا نعلَمُ" بإخبارٍ مِن اللهِ تعالى لنا، أو بمُشاهَدةِ أثَرِ ذلك عليك، "أنَّك تقولُ هذا"، أي: ما أقرَرْتَ به مِن الوَحْدانيَّةِ وإثباتِ الرِّسالةِ والعُبوديَّةِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ثمَّ "يُفسَحُ" بصيغةِ المفعولِ، أي: يُوسِّعُ اللهُ له، أو يأمُرُ الملائكةَ بأن تُوسِّعَ، "له"، أي: لذلك الميِّتِ المُقرِّ بالوَحْدانيَّةِ والرِّسالةِ، "في قبرِه"، ومِقدارُ هذه التَّوسِعةِ "سَبْعون ذِراعًا" طولًا، "في سَبعين" ذِراعًا عَرْضًا، "ثمَّ" بعد ذلك، "يُنوَّرُ" بصِيغةِ المفعولِ، أي: يُنوِّرُ اللهُ تعالى، أو يأمُرُ مَلائِكتَه بأن تُنوِّرَ "له"، أي: لهذا الميِّتِ، "فيه"، أي: في قبرِه الَّذي وُسِّعَ عليه بأن يُجعَلَ فيه النُّورُ، ويكونَ كالقَمرِ ليلةَ البَدْرِ، "ثمَّ" بعد ذلك، "يُقال له"، أي: تقولُ الملائكةُ لهذا الميِّتِ: "نَمْ" وهو أَمْرٌ مِن النَّومِ، "فيقولُ" هذا الميِّتُ المُقرُّ بالوَحْدانيَّةِ والرِّسالةِ: "أُريدُ أنْ أَرجِعَ إلى أهلي فأُخبِرُهم" بحالي فيَفْرَحوا لي، وقيل: هذا للاستفهامِ، أي: هل أرجِعُ إلى أهلي...إلخ؟ "فيقولانِ"، أي: الملَكانِ له: "نَمْ كنَومةِ"، أي: مِثلَ نَوْمةِ "العَرُوسِ"، ويُطلَقُ على الذَّكَرِ والأُنثى في أوَّلِ اجتماعِهما معًا، "الَّذي لا يوقِظُه" مِن لذَّتِه وطِيبِ نَوْمِه وعَيْشِه وفرَحِه، "إلَّا أحَبُّ أهلِه إليه"، وذلك غَداةَ ليلةِ زِفافِه، فيَظَلُّ هذا العبدُ على هذه الحالةِ، "حتَّى يبعَثَه اللهُ" تعالى يومَ القيامةِ، "مِن مَضْجَعِه ذلك" ويُخرِجَه مِن قبرِه.
ثمَّ قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "وإنْ كان" هذا الميِّتُ الَّذي دُفِن "مُنافقًا"، يُظهِرُ الإيمانَ ويُبطِنُ الكفرَ، "قال" بعد سؤالِ الملَكينِ له: "سمِعْتُ النَّاسَ يقولون" قولًا، وهو أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، "فقُلْتُ مِثلَه"، أي: مِثلَ هذا القولِ دُونَ أنْ أُقِرَّ به وأعترِفَ، "لا أدري" هل هو نبيٌّ حقًّا أم لا، "فيقولانِ"، أي: يقولُ له الملَكانِ: "قد كنَّا نعلَمُ" بإخبارٍ مِن اللهِ تعالى لنا، أو بمشاهدةِ أثَرِ ذلك فيك، "أنَّك تقولُ ذلك" القولَ، وأنت مُنافِقٌ لا تَدْري ما هو، "فيُقال"، أي: يقولُ اللهُ تعالى أو يأمُرُ الملائكةَ أن تقولَ، "للأرضِ: التَئِمي عليه"، أي: انضَمِّي واجتَمِعي وانزَوِي عليه، "فتلتَئِمُ" الأرضُ "عليه، فتَختلِفُ" مِن شِدَّةِ الضَّغطةِ عليه والالتئامِ "أضلاعُه"، وهي عِظامُ الجَنْبِ، فتَزولُ عن هَيئتِها الَّتي كانتْ عليها، "فلا يزالُ" هذا الميِّتُ المنافقُ "فيها"، أي: في تلك الحالةِ، أو في الأرضِ، "مُعذَّبًا" بجَميعِ أنواعِ عَذابِ القبرِ، "حتَّى يبعَثَه اللهُ" تعالى يومَ القيامةِ، "مِن مَضْجَعِه ذلك" ويُخرِجَه مِن قبرِه.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ مَن صَدَق في إيمانِه في الدُّنيا؛ فإنَّ الله تعالى يُثبِّتُه عندَ فِتنةِ القبرِ.
وفيه: عِلمُ الملائكةِ ببَعضِ ما قَدَّرهُ اللهُ تعالى وكَتَبه على عبدِه.
الدرر السنية

احمد ابو انس
2024-09-11, 06:45 PM
https://al-maktaba.org/book/31615/16488