تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إيقاع سورة الأعراف



ابو وليد البحيرى
2021-10-20, 09:33 AM
إيقاع سورة الأعراف
هاني مراد
يتناغم إيقاع السورة مع أهدافها وسياقها ومشاهدها وأسلوبها اللغوي في تناسق مذهل!
فهو إيقاع تقريري سلس مديد، وئيد الحركة، هادئ الخطوة، سهل رقراق، يناسب ما تقطعه السورة من رحلة البشرية الكبرى.
ويرتفع الإيقاع بعد كل رحلة، للتعقيب والتحذير والإنذار! فكأنه يلقي الدرس البليغ عقب كل رحلة، ثم يبدأ رحلة أخرى من جديد، ويبدأ الإيقاع من جديد.
إن السورة تعرض رحلة طويلة مديدة، لكنها تقطع هذه الرحلة على جولات متتابعة، وتلفت النظر إلى الكون وعجائبه، لتستنطقه بالوحدانية، فتجعل القارئ يجول في تلك الرحلة، وهو يقلب نظره إلى السماء والشمس والقمر والنجوم من فوقه، والجبال والأنهار والبحار من حوله، والأرض والوديان من تحته.
ومع عرض تلك الرحلة المكانية الكونية، بآثارها المبدعة، وصورها الناطقة، يعرض السياق رحلة زمانية نبوية، مع رسل الله الكرام، فينفتح قلب القارئ لتلك الأبعاد المكانية من حوله، والزمانية في وجدانه، فتزلزل قلبه بأسلوب عميق، يهز القلب إلى حقيقة الربوبية، ويوقظه على كلمة التوحيد التي ينطق بها ذلك الكون من بعيد بعيد، وأولئك الرسل من قديم قديم.
ومع أن آيات السورة تزيد على المئتين، فليس فيها آية واحدة لا تنتهي بوقف المد العارض للسكون، فهي تسير على مهل، كما تسير قافلة البشرية على مهل.
كما نلحظ تكرار النداء والحوار؛ بل تكرر الفعل " {نادى} " 5 مرات، والفعل " {قال} " 83 مرة، وتكرار هذا النداء والقول يرقق الأسلوب، ليتساوق مع إيقاع السورة الهادئ.

كما نلحظ تكرار عبارات بعينها، مثل " {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} " 4 مرات، ومثل " {قال الملأ} " 7 مرات، ليؤكد على وحدة رسالة الأنبياء، ووحدة رد الملأ المستكبرين على تلك الرسالة.
فإيقاع السورة يرسم أبهى صورة، ويجسد آياتها مشاهد مرئية محسوسة، تغمر القلب وتلامسه بمعانيها المسموعة والمشاهدة والمحسوسة.

السليماني
2021-10-20, 01:37 PM
أخي الكريم وفقك الله لمايحب ويرضي
------------------------------

السؤال : ما حكمُ إطلاق هذه العبارات في القرآن: الموسيقى، النغم، الإيقاع والقافية ؟



الجواب : الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيّنا محمَّد؛ أما بعد :
فإنَّ الله -عزَّ وجلَّ- نـزَّه كتابه عن أن يكون شعرًا وأن يكون نبيه شاعرًا؛ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ[الحاقة:40-41]،

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69]،

فلا يجوزُ التَّعبير عن حُسنِ بيان القرآن وتناسبِ آياته وأوائل السّور وخواتيمها، لا يجوزُ التَّعبير عن ذلك بالمصطلحات المستعملة في فنّ الشِّعر والغناء؛ كالموسيقى والنغم والإيقاع والقافية،

فإنَّ ذلك يتضمَّن تشبيه القرآن بالشعر الذي نفاه الله عن كتابه وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم،

مع العلم بإنَّ الموسيقى والنَّغم والإيقاع مِن صفات الأصوات،

وليست مِن أوصاف الألفاظ والكلمات، وفي اللغة العربية سعة، ففيها مِن الألفاظ التي يُستغنى بها عن استعمال هذه المصطلحات التي لا يليق إطلاقها في القرآن .

وممَّا يُغني عن ذلك: التَّنبيهُ إلى ما في الآيات مِن التَّشبيهات الحَسَنة والمحسنات البديعيَّة،

كالجناس والسَّجع والطِّباق والمقابلة ومناسبة الألفاظ لمعانيها، والله أعلم .

قال ذلك :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 23 ذي القعدة 1435هـ

https://sh-albarrak.com/article/12669

ابو وليد البحيرى
2021-10-20, 07:18 PM
جزاكم الله خيرا أخى الفاضل