المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات أخرى لتحقيق الأسماء في كتب القراءات



القارئ المليجي
2008-08-10, 05:41 PM
الحمد لله الذي جعلني من جملة طلبة العلم، وأخرجني بذلك من الموسومين بالجهل الراضين به.
والحمد الذي جعلني ممن يقنع بأن يُدعى " القارئ " ووفقني أن أسعى في مشاركاتي إلى الإفادة والاستفادة ، ولم يجعل همي وسدمي كمن يهتف في كل مناسبة: هو من وابن من ... وأجيز ممن ... وحاز من الشهادات كيت وكيت.
(والقارئ): - قارئ القرآن - من أشرف ما يتسمى به طالب العلم ، وتلك القراءة هي من أوكد ما يثاب عليها فاعلها إن شاء الله.
ومع هذا ترون الهمم مصروفةً عن كتاب الله عز وجل وقراءته وقراءاته ، متوجِّهةً إلى غير ذلك من العلوم ، حيث يكثر اللغط والغلط ، والدعاوى ، والتهم ... .... ..
ويغيب عند الاختلاف من يفصل بإنصاف ، ويتكلم بعلم ، ويحكم بحق ولا يشطط.
ويكون الدفع بالصدر حينًا وبالتمويه أحيانًا.
ويا ليت من يحبون شن الغارات في المنتديات والمجالس قد لبسوا للحروب لبوسها، وتقنَّعوا بمغفرها.
ويا ليتهم إذ جرحوا بتخطئة أهل العلم والفضل قد داوَوا بإتيانهم بالصواب والفوائد.
ويا ليت من يتكلم في النحو والإعراب لا يلحن.
ويا ليت من يحاور في التحقيق أو اللغة لا يصحِّف.
ويا ليت من يقيِّم العلماء الكبار يبدي لنا في كلامه ومنطقه ما يجعلنا نذعن له.

والغبن في العلم أشجى محنة علمت **** وأبرح الناس شجوًا عالم هضما
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
قد أثقلت عليكم يا إخوان.
لكن عذرا .... عذرا.
سأوافيكم بما دخلت هنا لأكتبه في المشاركة التالية إن شاء الله

القارئ المليجي
2008-08-10, 06:25 PM
توكلت على الله
أمامي قائمة من الوقفات حول تحقيق الأسماء في كتب القراءات، لا أدري بأيتها أبدأ!
فدعوني أبدأ بوقفة منقولة من ملتقى أهل التفسير، وصاحبها: الدكتور السالم الجكني
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6267
يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
وأيضاً : ها نحن أمام كتاب وقع مؤلفه في وهم فاحش لا يقع فيه أي طالب مبتدئ في علم القراءات ورجالها 0
الكتاب هو :كشف الضياء في تاريخ القراءات والقراء
المؤلف هو : (حرر ــــــ المشرف ـــــــــ)
"مدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين –قسم القرآن وعلومه "
هكذا كتب على غلاف الكتاب
الناشر : دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع – الرياض
الطبعة الأولى :1416-1995
والحقيقة :إن هذا الكتاب جيد لأن جميع ما فيه منقول حرفياً من مصادره ،ولم أر- حسب جهدي - أي تحرير يعتبر للمؤلف ،ولا نحاسب أي مؤلف يتبع هذا الأسلوب في تأليفه غير أن نقول له: هناك فرق شاسع وكبير بين "التأليف "وبين "النسخ"0
المهم :أن مؤلف هذا الكتاب وقع في وهم وهو :
ظنه "ابنَ جرير " المذكورَ في طرق "السوسي " عن أبي عمرو ،هو "ابن جرير" الطبري شيخ المفسرين ،فأخذ يترجم له وقال :طريق أبي جعفر الطبري عن السوسي هو :محمد بن جرير الطبري الإمام صاحب التفسير والتاريخ 000الخ ونقل ترجمته كما هي في غاية النهاية 0
وهذا كله غلط فاحش ،سببه والله أعلم أن المؤلف رأى ابن الجزري رحمه الله قال عند حديثه عن طرق السوسي :رواية السوسي :طريق ابن جرير(النشر:1/131) فظن أنه ابن جرير المفسر ،ولو أنه أكمل قراءة المبحث كله لرأى ابن الجزري يقول:أبي عمران موسى بن جرير الرقي الضرير 0(النشر:1/132)
والعجب أني رأيت بأم عيني رسالة ماجستير (دراسة وتحقيق)لكتاب مهم من كتب القراءات وقع صاحبها في نفس هذا الوهم نقلاً عنه ولا أستغرب عدم الانتباه منه إليه وإنما عدم انتباه لجنة المناقشة ،أو أن اللجنة انتبهت إليه ولكن الطالب لم يأخذ بتصحيحها ،وهذه طامة أكبر من أختها0
وأخيراً أقول :
انتبهوا يا أهل القراءات-حفظكم الله- من كثير من الأوهام التي وقع فيها كثير من (المحققين ) لكتبكم ؟؟؟

انتهى النقل من موقع ملتقى أهل التفسير

علي أحمد عبد الباقي
2008-08-10, 09:34 PM
الأخ الفاضل / القارئ المليجي
جزاك الله خيرًا على النقل ، وبارك الله في الشيخ الدكتور السالم الجكني ونفع به.

القارئ المليجي
2008-08-11, 01:12 PM
وجزاكم
وهذه الوقفة الثانية
أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي صاحب الفرَّاء
قال ابن الأنباري: كتاب سلمة في "معاني القرآن" للفراء أجود الكتب؛ لأن سلمة كان عالمًا وكان يُراجع الفراء فيما عليه ويرجع عنه.
وكان ثعلب يقول: كان سلمة حافظًا لتأدية ما في الكتب والطوال [كذا] حاذقاً بالعربية، وابن قادمٍ حسن النظر في العلل.
وفي الوافي بالوفيات:
قال الكسائيُّ: كَانَ في أبي محمد سلمة دعابة، سألته يومًا عن شيء فقال لي: عَلَى السقيط خبرتَ، يريد: عَلَى الخبير سقطتَ! اهـ.
[المقصود: الكسائي الصغير محمد بن يحيى]
*** *****
قرأ سلمة بن عاصم على أبي الحارث الليث بن خالد ، وقرأ عليه أبو العباس ثعلب النحوي وغيره.
وليس سلمة بن عاصم (( ضَبِّيًّا )) يعرف هذا كل من يقرأ تراجم الرجل في كتب التراجم كتاريخ بغداد، ومعجم الأدباء رقم 559، وغاية النهاية، وبغية الوعاة رقم 1260 [ولا أدري لم ترك ابن الجزري في كتاب النشر ذكر وفاتِه وشيءٍ من خبره في رواة قراءة الكسائي].
وفي تاريخ بغداد: عن إدريس بن عبدالكريم قال: قال لي سلمة بن عاصم: أريد أن أسمع كتاب العدد من (خلف) فقلتُ لخلف، فقال: فليجئْ، فلمَّا دخل رفعه لأن يجلس في الصدر، فأبى وقال: لا أجلس إلا بين يديك، وقال: هذا حق التعليم.
أما في كتاب معجم الأدباء ت د/ إحسان عباس فقد ورد هذا الخبر كذا:
"وأخذ عن خلف الأحمر وسمع منه كتاب العدد". كذا الأحمر
مع أن المقصود هو خلف بن هشام البزار وليس خلفًا الأحمر.
فخلف الأحمر هذا قديم ومشهور برواية الأشعار.
وخلف بن هشام - رحمه الله - هو الذي كان يملي هذه الفوائد من [اختلاف العدد واختلاف الرسم]؛ ففي زاد المسير لابن الجوزي، والبحر المحيط لأبي حيان:
ابن الأنباري قال : أخبرنا ثعلب قال : أملى عليَّ خلف بن هشام البزار قال : اختلف مصحفا أهل المدينة وأهل العراق في اثني عشر حرفا " ... وذكرهم.
وأنتم تحفظون:

وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا
نعود
ليس سلمة بن عاصم منسوبا إلى ضبة.
يعرف هذا أيضًا من قرأ ترجمة ابنه "المفضل بن سلمة" في مقدمة كتاب الفاخر - وقد قرأناه ونحن طلبة في دار العلوم - وأذكر أنَّ المحقّق نبَّه على أنَّ "الضبي" في اسمه خطأ.
ومصدر الخطأ هنا أن اسم المفضل بن سلمة يذكر بالمفضل بن محمد الضبي صاحب المفضليات.
ومع هذا فأنتم ترون كثيرا من المحققين حين يرد ذكر سلمة بن عاصم، وابنه المفضل، وحفيده محمد بن المفضل يقولون: الضبي
يراجع مثلاً:
سير أعلام النبلاء ج 14 الطبقة السابعة عشر رقم 211 ، 212. ت أكرم البوشي
وفيات الأعيان ت: د/ إحسان عباس رقم 579
وفي وفيات الأعيان أيضًا:
وكان المفضل المذكور متَّصلاً بالوزير إسماعيل بن بلبل فقيل له (حاشية 3): إن ابن الرومي الشاعر - قد هجاه، فشق ذلك على الوزير، وحرم ابن الرومي عطاياه، فعمل ابن الرومي في المفضل أبياتًا وهي:

لو تلففت في كساء الكسائي **** وتفريت فروة الفراء
وتخللت بالخليل وأضحى **** سيبويه لديك رهن سباء
وتكونت من سواد أبي الأسـ **** ـود شخصًا يكنى أبا السوداء
لأبَى الله أن يعدك أهل الـ **** ـعلم إلا من جملة الأغبياء
[أقول: قال المحقق في حاشية 3: ر ن : فنقل إليه .... ..... لا أدري لم عدل عنها المحقق، وهي الأقرب للصواب، وذلك أن ابن الرومي مدح إسماعيل بن بلبل أبا الصقر فلم يفهم أمدحه أم هجاه، وراجِعوا هذه القصة في تاريخ الأدب العربي - العصر العباسي الثاني لشوقي ضيف ومراجعه، وراجِعوا قصيدة دار البطيخ، وفيها:

قالوا أبو الصَّقرِ من شَيبانَ قلتُ لهمْ **** كلاَّ لَعَمْرِي ولكنْ منهُ شَيبانُ
فلعل المفضل بن سلمة - رحمه الله - ممن لم ينصر ابن الرومي عند الوزير، وظن أنه هجاه،، والعلم عند الله]
ما بين المعقوفات في النقول من كلامي ... المليجي

القارئ المليجي
2008-08-25, 01:12 PM
السلام عليكم،،
وهذه إضافة جديدة للموضوع، أكتبها بإيجاز لكثرة الشواغل فقد أحظى بعدها برد من أحد الكرام:
مسلمة بن مخلد الذي جرى له ذكر في كتاب النشر عند الحديث عن طلب علو الإسناد
ضَبْطُ اسمه الصحيح: مَسلمة بن مُخَلَّد الزُّرَقي وهو أمير مصر، مختلف في صحبته؛ لكونه أدرك سنوات من آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
والجديد الذي أضيفه هنا - مع أن المستشارين في موقع أفق لم يوافقوني عليه منذ سنوات - أن هناك مسلمة بن مخلد آخر أقدم منه وهو خال الصحابي الشاعر حسان بن ثابت، وهو المذكور في مستدرك الإمام الحاكم
أتمنى أن أجد من يوافقني على هذه المعلومة القديمة.
فمَن لي بهذه الموافقة من المحققين!

أبو نور السعداوي سعيد
2008-10-23, 05:01 PM
بارك الله فيك أبا ورش
أرجو مراسلتي على الخاص
أخوك: السعداوي

القارئ المليجي
2008-10-29, 01:28 PM
جزاكم الله خيرًا يا أبا نور
وعذرا لقد تأخرت في قراءة الرسالة لقلة دخولي على الشبكة

أبو قدامة المصري
2012-03-01, 10:02 PM
تبارك الله !! جزاك الله خيرًا و نفع بك

القارئ المليجي
2012-03-01, 10:50 PM
وإياك يا سيدنا.
وقد ذكَّرتني بهذا الموضوع القديم، وكم لقِينا بعده!
كنتُ قد ذكرتُ " الطوال " ولم أفهم من السياق المراد به، فوضعتُ بعده كلمة "كذا" من كيسي:

وكان ثعلب يقول: كان سلمة حافظًا لتأدية ما في الكتب والطوال [كذا] حاذقاً بالعربية، وابن قادمٍ حسن النظر في العلل.
ثُمَّ عرفتُ بعدُ أنَّ "الطوال" أحد اللغويين، من تلاميذ الفرَّاء، ولقِيه ثعلبٌ .. لعلَّه ورد في "مجالس ثعلب".
ففهمتُ مراد أبي العباس ثعلب.