المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو تعريف العبادة مع الدليل



أبو خبيب الصومالي
2018-12-23, 05:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله؛

أريد أن أعرف الدليل على تعريف العلماء للعبادة، فليُدلي الإخوة بارك الله فيهم في هذا.

أرجوا أن يبدأ كل أخٍ مشاركٍ بتعريف العبادة أولا، ثم يذكر الدليل الشرعي على ذلك التعريف. بارك الله فيكم جميعا!

والسلام عليكم.

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 07:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله؛

أريد أن أعرف الدليل على تعريف العلماء للعبادة، فليُدلي الإخوة بارك الله فيهم في هذا.

أرجوا أن يبدأ كل أخٍ مشاركٍ بتعريف العبادة أولا، ثم يذكر الدليل الشرعي على ذلك التعريف. بارك الله فيكم جميعا!

والسلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله - بارك الله فيك اخى-أبو خبيب الصومالي-قال جل وعلا - :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"-وقال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ". الأنبياء الآية 25 (http://ahmed-h.maktoobblog.com/1319/%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%88%d9%89-2)

تعريف العبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.

ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد

فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.

قال الراغب: (العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل)-قال الزجاج (ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع) (2) وقال الجوهري (أصل العبودية: الخضوع والتذلل)------ قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها---وعرفها بتعريف شيخ الاسلام بن تيمية فقال: العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:


1_ الفعل الذي هو التَّعَبُّد.

2_ المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.

مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.
-------------------------ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه ((العبودية)) ما معناه
أن العبد لايخرج في طوره على نوعين :
1-عبد بمعنى عابد.
2-عبد بمعنى معبد.
فالأول عبد مؤمن عابد لله تعالى مطيع لأوامره الشرعية،
والثاني:عبد بمعنى: مُعبّد، خاضع لإرادة الله الكونية من أقدار كالمرض والمصائب والرزق ونحو ذلك .. فالأول خاص بالمؤمنين وهو العبادة التي يحبها الله ويرضاها، وهو الذي عليه الحساب في الآخرة .. أما الثاني فيشترك فيه المؤمن والكافر بل وجميع المخلوقات، وليس لأحدٍ فيه فضل وانما يؤجر المؤمن بالصير علىالأقدار الكونية المؤلمة من المصائب وغيرها قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي فى شرحه لكلام شيخ الاسلام بن تيمية - فى تعريف العبادة بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة،:
هذا هو تعريف العبادة، العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، هذا هو تحديد تعريف العبادة: اسم جامع، يعني: اسم يجمع كل ما يحبه الله ويرضاه، سواء كان هذا الذي يرضاه الله قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أعمال القلوب، أو من أعمال الجوارح، أو من أقوال اللسان.
فكله داخل في مسمى العبادة، ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، كل شيء يحبه الله ويرضاه فهو عبادة، سواء كان قولا أو عملا، وسواء كان باطنا أو ظاهرا، سواء كان من أقوال اللسان أو من أقوال القلب، سواء كان قول القلب أو قول اللسان، أو عمل القلب أو عمل الجوارح، كله داخل في مسمى العبادة ما دام هذا الشيء يحبه الله ويرضاه.---------------------------------------------------------------------------------------------------------يقول يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كشف الشبهات-أما العبادة في الشرع فالعلماء عرّفوها بعدة تعريفات نختار منها في هذا المقام ثلاثة:
• الأول: أن العبادة هي ما طُلب فعله في الشرع ورُتب الثواب على ذلك وهذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الوضوء، فإذا كان الشيء طلب فعله في الشرع ولم يكن مطلوبا قبل ذلك ورتب على ذلك الفعل الثواب فهذا الفعل عبادة.
• التعريف الثاني: أيضا كلي أيضا ذكره شيخ الإسلام في أول رسالة العبودية هي أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
• وعرفه أيضا طائفة من العلماء - ومنهم الأصوليون - بأن العبادة هي ما أمر به من غير اضطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
فنخلص من هذا إلى أن العبادة شيء جاء بالشرع لم يكن قبل ذلك، لم يكن قبل ذلك ليس من جهة الفعل والحصول، ولكن من جهة كونه مأمورا به لهؤلاء الناس المعينين، فجاء الشرع بالأمر بأشياء كانت موجودة عند العرب، ولكن كانوا يفعلونها من غير أمر خاص شرعي بذلك، وإنما ورثوها هكذا فلما أمر بها الشرع ورتب عليها الثواب كانت مما يحبه الله ويرضاه، وكانت مأمور بها من غير اقتضاء عقلي لها ولا اطّراد عرفي بها وإنما كانت باطّراد أمر الشارع بها، فخرجت عن كون مقتضى بها جاءت عرفا فقط.
لهذا الأقوال هذه الثلاثة لتعريف العبادة تلتقي ولا تختلف.
فإفراد الله سبحانه بالعبادة - معناه - أن يفرد الله سبحانه بكل ما أمر به الشرع؛ بكل ما أمر به الشرع من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيدخل في ذلك أعمال القلوب مثل الإخلاص والرغب والرهب والخوف والتوكل والإنابة والمحبة والرجاء والاستعاذة؛ استعاذة القلب إلى آخره، ويدخل فيه أيضا الأفعال الظاهرة مثل الدعاء وأنواعه الاستعانة والاستغاثة والاستسقاء والاستعانة الظاهرة إلى غير ذلك، ويدخل فيها الذبح والنذر والصلاة والزكاة والدعاء والحج والعمرة والصلة؛ صلة الرحم وغير ذلك، فالعبادة اسم يعم هذا جميعا، فكما أنه لا يصلي المصلي إلا لله - كذلك لا يستغيث إلا بالله فيما لا يقدر عليه المخلوق، وهكذا في مظاهرها كما أُوضح ذلك مفصلا في كتاب التوحيد
[شرح كشف الشبهات لصالح ال الشيخ]-----------------------وقال ابن القيم ( والمحبة مع الخضوع هي العبودية التي خلق الخلق لأجلها فإنها غاية الحب بغاية الذل ولا يصلح ذلك إلا له سبحانه والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولا يقبل لصاحبه عملا )
[
الفوائد ص 183--------------قال الشيخ صالح الفوزان- :

((*قوله : "فَهَيَ تَتَضَمَّنُ غَايَة الذُّلِّ بِـغَايَـةِ الْمَحَـبَّـة لَهُ" : فـَـعِبادةُ الله-جَلَّ وعَلَا-تتضمَّن معنيين أساسيين :
غاية الذُّلِّ مع غاية الحب ، لا تكون ذُلًّا فقط بدون محبة ، ولا تكون محبّة فقط بدون ذُلّ ، فإنَّ من ذَلَّ لشيءٍ ولم يحبّه لا يكون عابدًا له ، فتعريف العبادة إجمالًا أنّها غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ؛ فالإنْسان يَذلُّ للجبابرة والطواغيت ، ولكنه لا يُحبّهم ؛ فلا يُقال : هذه عبادة ، وكذلك الإنسان يُحبُّ زوجته ، و يُحبُّ أولاده ، ولكنّه لا يذلُّ لهم فلا يُقال : إنّه عَبَدَهُم ؛ فالعبادةُ ما اجتمع فيها : غاية الذُّلِّ مع غاية الحبِّ ، كما قال ابن القيم -رحمه الله- في النونية :
وَعِـبَاْدَةُ الرَّحَمَـنِ غَايَـةُ حُبِّـهِ ***مـع ذُلِّ عَـابِـدِه هُمَـاْ قُـطْبَـانِ
وَعَلَيْهِمَــا ْ فَـلَـكُ الْعِبَـادَةِ دَاْئـِرٌ ***مـَاْ دَارَ حــتَّى قـَـامَتَ القُطْبَـانِ -المجموع المفيد لمفهوم العبادة (http://majles.alukah.net/t168796/)---

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 07:15 PM
- قال الشيخ عبدالله الغنيمان - قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه: العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل.
وقال أيضاً: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
قال ابن القيم رحمه الله: ومدارها على خمس عشرة قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية.
وبيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح، والأحكام التي للعبودية خمسة: واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح، وهن لكل واحد من القلب واللسان والجوارح.
وقال القرطبي : أصل العبادة التذلل والخضوع، وسميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات لأنهم يلتزمونها ويفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى ].
تعريف العبادة في الحقيقية مهم جداً، لكي يعرف كل إنسان معنى العبادة التي خلق لها؛ لأن الله جل وعلا يقول: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56]، وكثير من الناس اليوم لا يعرف معنى العبادة، كما أنه لا يعرف معنى الإله، وأكثر ما يقع الضلال في المسلمين الذين هم في بلاد الإسلام بسبب هذين الأمرين: الأول: كونهم لم يعرفوا معنى العبادة.
والثاني: كونهم لم يعرفوا معنى الإله، فوقعوا في الشرك لجهلهم بهذين الأمرين.
فعلى هذا يجب على الإنسان أن يتنبه لذلك، ويهتم له مخافة أن يقع في الشرك وهو لا يدري؛ لأن الذي يصرف شيئاً من العبادة لغير الله يكون مشركاً، فالعبادة عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فقوله: (اسم جامع) يعني أن تسمية العبادة عبادة يجمع أشياء كثيرة، يجمع العمل ويجمع القول ويجمع العقيدة؛ لأن الاعتقاد كله عبادة.
فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، ولا يكون العمل عبادة إلا إذا كان مأموراً به، فالله لا يحب ولا يرضى إلا ما أمر به، والشيء الذي لم يأمر الله جل وعلا به لا يكون عبادة، فلا يتعبد الإنسان برأيه أو بنظره وقياسه، وإن كان هذا العمل عبادة في اللغة، ولكنه في الشرع ليس عبادة.
العبادة في الشرع لابد أن يجتمع فيها أمران: أحدهما: أن تكون خالصة لله.
والثاني: أن تكون هذه العبادة قد جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعها، فإن تخلف واحد من هذين الأمرين فليست عبادة في الشرع، وإن كانت عبادة في اللغة.
ولهذا قال: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال، مثل التسبيح والذكر والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما يقال باللسان، والأعمال يدخل فيها أعمال الجوارح، مثل الركوع والسجود والطواف، حتى كَشْفُ الرأس لله جل وعلا في الإحرام عبادة، ويدخل فيه أعمال القلوب، مثل النية والخشية والخوف والرجاء والإنابة والتوبة والندم على الذنب وما أشبه ذلك، فكل هذه من الأعمال، ولهذا قال: من الأعمال الظاهرة والباطنة، فالظاهرة التي تفعل بالجوارح، والباطنة التي تفعل بالقلب، هذا معنى تعريفه هذا، وهو تعريف جامع مانع.
وأما التعريف الثاني: فهو الذي ذكره عن القرطبي أن العبادة هي التذلل، فيقال: طريق معبد إذا ذل بوطء الأقدام وأصبح سهلاً مسلوكاً، وطريق غير معبد إذا كان وعراً، وفيه ما يعثر به القدم، ولكن لابد أن يضاف إلى هذا التعريف أنها التذلل لله مع الحب، وليس كل من ذل لأحد يكون عابداً له، فقد يذل الإنسان لظالم وقلبه يلعنه ولسانه يذكر أنه يحبه، فلا يكون هذا عبادة، وإنما العبادة أن يذل القلب مع محبة المذلول له وتعظيمه، وهذا لا يجوز أن يكون إلا لله وحده جل وعلا.
إذاً العبادة هي غاية الذل مع الحب و التعظيم لله جل وعلا، ولابد أن يكون هذا في الشيء الذي أُمر به الإنسان؛ لأن العبادة -كما قلنا- توقيفية، والله جل وعلا يقول: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف:110]، فالعمل الصالح هو موافقة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا وافق العمل السنة صار صالحاً، وإن خالفها فهو فاسد، وقوله تعالى: { وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف:110]، يعني: أن تخلص لله عبادتك، وهذا هو معنى ما جاء في عدد من الآيات، من أنه جل وعلا وصف ما جاء به الرسول أنه هدىً وأنه دين الحق، فالهدى هو: العلم اليقيني الذي يكون على ضوء ما جاء به الرسول، ودين الحق هو: العمل بذلك، فلابد أن يكون القلب والجوارح كلاهما قد تحلى بالعبادة، فعلى هذا كل شيء يعمله الإنسان فإنه يرجو ثوابه من الله، فيجب أن يكون خالصاً لله.[شرح كتاب التوحيد ]

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 08:07 PM
الدليل على تعريف العلماء للعبادة، فليُدلي الإخوة بارك الله فيهم في هذا.

الدليل - قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه: العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل.
وقال أيضاً: العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. اذا كل امر امر الله به في القرآن أو أمر به رسوله - صلى الله عليه وسلم- في السنة إما بفعله, أو تركه فهو عبادة. ---قال السعدي رحمه الله :

كل أمر مدحه الشارع
أو أثنى على من قام به
أو أمر به فهو عبادة .

فإن العبادة ( اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة )[ القول السديد]------ هنا يبين شيخ الاسلام والشيخ السعدى ان الدليل على العبادة يكون بالاستقراء-كل أمر امر الله به على السنة رسله فهو عبادة
وهذه العبادة إما أعمال قلبية أو ظاهرة و يدخل فيها القول و الترك
و لا تثبت إلا بنص فهي توقيفية
و لا يجوز صرف العبادة لغير الله - إلا إذا كان العمل يقع على وجوه منها ما ليس بعبادة فهنا لابد من التفصيل - اضرب امثلة - المحبة مثلا -تنقسم المحبة الى محبة العبادة والمحبة الطبيعية والمحبة المحرمة- كذلك الاستعانة والاستغاثة وغيرها من الاعمال التى لابد فيها من التفصيل بين مالا يقدر عليه الا الله وبين ما يقدر عليه المخلوق-----اذا بالاستقراء- كل ما أمرك الله به فى القرآن أو أمرك به رسوله - صلى الله عليه وسلم- في السنة إما بفعله مما يحبه ويرضاه , أو امرك بتركه مما يبغضه فهو عبادة.--اذا العبادة دليلها استقرائى---ويفصل ذلك الشيخ صالح ال الشيخ فى كشف الشبهات فيقول -
العبادة في الشرع فالعلماء عرّفوها بعدة تعريفات نختار منها في هذا المقام ثلاثة:
"الأول: أن العبادة هي ما طُلب فعله في الشرع ورُتب الثواب على ذلك وهذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية لما تكلم عن الوضوء، فإذا كان الشيء طلب فعله في الشرع ولم يكن مطلوبا قبل ذلك ورتب على ذلك الفعل الثواب فهذا الفعل عبادة.
"التعريف الثاني: أيضا كلي أيضا ذكره شيخ الإسلام في أول رسالة العبودية هي أن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
"وعرفه أيضا طائفة من العلماء ومنهم الأصوليون بأن العبادة هي ما أمر به من غير اضطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي.
فنخلص من هذا إلى أن العبادة شيء جاء بالشرع لم يكن قبل ذلك، لم يكن قبل ذلك ليس من جهة الفعل والحصول، ولكن من جهة كونه مأمورا به لهؤلاء الناس المعينين، فجاء الشرع بالأمر بأشياء كانت موجودة عند العرب، ولكن كانوا يفعلونها من غير أمر خاص شرعي بذلك، وإنما ورثوها هكذا فلما أمر بها الشرع ورتب عليها الثواب كانت مما يحبه الله ويرضاه، وكانت مأمور بها من غير اقتضاء عقلي لها ولا اطّراد عرفي بها(1)، وإنما كانت باطّراد أمر الشارع بها، فخرجت عن كون مقتضى بها جاءت عرفا فقط.
لهذا الأقوال هذه الثلاثة لتعريف العبادة تلتقي ولا تختلف.

فإفراد الله سبحانه بالعبادة معناه أن يفرد الله سبحانه بكل ما أمر به الشرع؛ بكل ما أمر به الشرع من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فيدخل في ذلك أعمال القلوب مثل الإخلاص والرغب والرهب والخوف والتوكل والإنابة والمحبة والرجاء والاستعاذة؛ استعاذة القلب إلى آخره، ويدخل فيه أيضا الأفعال الظاهرة مثل الدعاء وأنواعه الاستعانة والاستغاثة والاستسقاء والاستعانة الظاهرة إلى غير ذلك، ويدخل فيها الذبح والنذر والصلاة والزكاة والدعاء والحج والعمرة والصلة؛ صلة الرحم وغير ذلك، فالعبادة اسم يعم هذا جميعا، فكما أنه لا يصلي المصلي إلا لله كذلك لا يستغيث إلا بالله فيما لا يقدر عليه المخلوق-[كشف الشبهات]--- وسأبين ان شاء الله الدليل على ان امر ما يكون عبادة- فى المشاركة القادمة .....................

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 08:26 PM
يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى كشف الشبهات -
قال الجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (فإذا قال: نعم. فقل له: بيِّن لي الذي فرض عليك وهو إخلاص العبادة لله وحده) تسأله عن بيان هذا الذي يقر أن الله فرضه عليه، وكثير بل الأكثر من المشركين جهّال؛ لا يعلمون معنى العبادة، ولا يعلمون معنى الإخلاص، ولا يعلمون معنى الذي فرض الله جل وعلا عليهم، ولهذا فإذا سألته عن هذه فإنه لن يجيب؛ بل سيقول لا أعرف معنى العبادة أو لا أعرف جواب هذا؛ بل إخلاص العبادة لله أن أصلي لله وأزكي لله وأشباه ذلك، فإنه يجعل الإخلاص في بعض الصور.
لهذا قال الشيخ رحمه الله (فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها له)، وهذا خلوص منه في الحجاج إلى تعليم الجاهل، فإن المحتج على الخصم لا يسوغ أن ينزِّله دائما منزلة المعاند أو أن يجعله معاندا فيُغلظ به في القول ويغلظ له في الحجة؛ لأنه ربما نفر من ذلك وانتصر لنفسه وترك سماع الحجة، فإنك تستدرجه حتى يُقِرَّ بأنه جاهل، فإذا أقر بأنه جاهل لا يعرف معنى العبادة ولا يعرف معنى الإخلاص ولا يعرف معنى الدعاء وأشباه ذلك، فإنك تبين له ذلك حتى تقوم الحجة على أفراد واضحة في قلبه وفي عقله وذهنه.
لهذا هذا الحوار الذي ذكره إمام الدعوة فيه فائدة عظيمة ذكرتُها لك الآن؛ وهي أنه من أقوى وأنفع وسائل الحجاج أن تنزِّل من أمامك منزلة الجاهل، حتى تنقلب معه إلى معلم غير مناظر؛ لأنّ المعلم دائما أعلى من المتعلم؛ أعلى من جهة الحجة وأعلى من جهة قَبول المتعلم لما يقول، فإنّ المقابل لك إذا أحسّ أنه عند علما ليس عنده فإنه سيصير إلى الاستفادة منك، وهذا يثير كثيرا من النفوس في قَبول الحق إذا علم أنه جاهل بما أَوْجب الله جل وعلا عليه وهو يدعي شيئا يجهله، فهذه وسيلة من الوسائل العظيمة في الحجة وفي جواب الشبهة.
فإذن نستفيد من هذا أننا إذا رأينا من هو مشرك بالله جل وعلا أو من جادل عن نفسه بأنه ليس بمشرك فإنه لا يَحسُن أن يُنَزَّل دائما منزلة المعاند الذي تقام عليه الحجة بنوع من الشدة والغِلظة؛ بل يُنظر في أمره ويستدرج حتى يجعله في منزلة الجاهل، وإذا كان كذلك فإنك تقيم عليه الحجة وتعلمه دين الله جل وعلا.
قال (فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها فبينها له) والعبادة سبق أن أوضحنا معناها في شرح ثلاثة الأصول وفي كتاب التوحيد، وأنَّ العبادة تحصل معرفتها في الأدلة من الكتاب والسنة بنوعين من الاستدلال:

أما النوع الأول من الاستدلال: فالنصوص التي فيها الأمر بالعبادة بعبادة الله وحده دون ما سواه، وأن من صرف العبادة بغير الله فهو كافر مشرك.
كقول الله جل وعلا في الأول ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ أعْبُدُوا رَبَّكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ?
ومن الثاني قول الله جل وعلا في آخر سورة المؤمنون - وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ،-- ومن السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "الدعاء هو العبادة".
فإذا بينت له هذه الأدلة بعامة فتقول له: العبادة نعلم أن هذا الشيء عبادة لأن الله جل وعلا أمر به أو أمر به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان هذا الشيء مأمورا به علمنا أنه عبادة؛ لأن الله جل وعلا لم يأمرنا إلا للتعبّد، فصحّ أن هذا الذي أُمِرنا به أمر إيجاب فإنه عبادة وكذلك أمر استحباب. فتقول له:
أمرنا الله جل وعلا بإخلاص الدين له، فإذن إخلاص الدين لله عبادة.
أمرنا الله جل وعلا بخوفه، فالخوف عبادة.
أمرنا الله جل وعلا برجائه، فالرجاء عبادة.
أمرنا الله بالصلاة، فالصلاة عبادة.
أمرنا الله بالزكاة، فالزكاة عبادة.
أمرنا الله بالنحر، فالنحر عبادة.
أمرنا الله بكذا وكذا فهذه عبادات، وهذا النوع الأول من الاستدلال.
والنوع الثاني: ما جاء في كل مسألة من تلك المسائل التي عددناها من العبادة؛ لأن الله أمرنا بها، ما جاء في كل مسألة من دليل خاص يُثبت وجوب اختصاص الله جل وعلا بهذا النوع من العبادة.
فإذن الدليل الأول دليل عام، تقول: إن هذا الشيء قد أمر الله جل وعلا به فهو عبادة والله جل وعلا أمرنا أن نعبده دون ما سواه وأخبرنا أنّ من عبد غيره فإنه مشرك كافر.


والنوع الثاني من الأدلة والاستدلال ما كان في كل مسألة بحسبها فنقول مثلا: أمر الله جل وعلا بإفراده بالعبادة بقوله ?إَيَّاكَ نَعْبُدُ?[الفاتحة:5] فقدّم المفعول على الفعل والفاعل ليفيد الاختصاص؛ اختصاص العبادة به وقصر العبادة عليه وحده دونما سواه، وقال ?وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ?[الفاتحة:5]، فقدّم المفعول على الفعل من المفاعيل والفاعل ليدلنا على أن الاستعانة في العبادة إنما تكون بالله جل وعلا وحده هو المختص بها، وكذلك قوله جل وعلا ?قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162 )لَا شَرِيكَ لَهُ?[الأنعام:162-163]، فيها أنَّ هذه الأشياء لله وحده المستحقة؛ يعني الصلاة والنسك مستحقة لله دون ما سواه لا شريك له.
كذلك تأتي للإنابة والتوسل فتقول قال الله جل وعلا ?عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ?[هود:88](1)فدل على أن التوكل عليه وحده دون ما سواه لأنه قدم الجار والمجرور على ما يتعلق به وهو الفعل فدلّ على اختصاص التوكل بالله جل وعلا؛ يعني بأن التوكل يكون عليه وليس على غيره، وكذلك الإنابة فإنها إليه لا إلى غيره، وهكذا في غيرها من المسائل.
وكذلك الدعاء فإن الدعاء أمر الله بدعائه وحده فقال ?فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ?[غافر:14]، وقال?وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا?[الجن:18].
إذن فتوضح له معنى العبادة، ثم توضح له الأمر بالعبادة بأن يعبد الله دون ما سواه، ثم تبين له ما أمر الله به إن كل مسألة مما أمر الله به أنها تدخل في العبادة؛ فدخل الذبح في العبادة، ودخلت الصلاة في العبادة، ودخل الخوف في العبادة، ودخل التوكل في العبادة، ودخلت الاستغاثة في العبادة، ودخل الرجاء في العبادة، إلى آخر مفردات توحيد العبادة، ثم بعد ذلك تقيم عليه الدليل الثاني أو النوع الثاني من الأدلة والاستدلال بأنّ الله في القرآن والنبي - صلى الله عليه وسلم - في السنة جعل هذه الأنواع مختصة به وحده دون ما سواه، فصار الدليل من جهتين:
"من جهة دخولها في العبادة والله أمر بعبادته وحده دون ما سواه.
"ومن جهة أن الله جعلها مختصة به دون ما سواه.
وهذان نوعان من الأدلة يكثر أفرادهما، وتكثر الآيات والأحاديث في كل واحد من هذين النوعين.[شرح كشف الشبهات ]

أبو البراء محمد علاوة
2018-12-23, 08:37 PM
ما هو حد العبادة ؟ (http://majles.alukah.net/t122304/)ما معنى الذل والخضوع الذى هو معنى العبادة؟ (http://majles.alukah.net/t128750/)مفهوم العبادة والتزكية عند شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (http://majles.alukah.net/t46511/)كتاب العبادة - للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى (http://majles.alukah.net/t133038/)

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 08:38 PM
فإذا بينت له ذلك فقد تم البيان في إيضاح أن هذه المسائل من العبادة.
والشيخ رحمه الله تعالى مثل بذلك بمثال، بمثال في الدعاء لأن الدعاء هو الذي يدخل فيه كثير من الصور، فقال (فبيّنها له بقولك: قال الله تعالى ?ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً?)، وفي قوله رحمه الله (فبيّنها له بقولك: قال الله تعالى) أنَّ حجة الموحد يجب أن تكون دائما بالأدلة وألاّ يحتج بحجج عقلية لأنه قد يكون الخصم عنده من العقليات ما ليس عند الموحد فيغلبه إما بتأصيل أو برد إلى المنطق أو ما أشبه ذلك فتضعف حجة الموحد؛ ولكن يبين له الحجة بأدلة ثم يوضح له وجه الاستدلال من الدليل، قال(فبيّنها له بقولك: قال الله تعالى ?ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً?) ووجه الاستدلال من هذا الدليل أن الله جل وعلا أمرنا بدعائه، فيكون الدعاء عبادة لأنه مأمور به، وأمر بدعائه تضرعا وخفية، وسبب ذلك أن المشركين يدعون آلهتهم التي يعبدونها مع الله أو من دونه يدعونها جِهارا يدعونها برفع الصوت، والله جل وعلا حي سميع بصير أقرب إلى الداعي من نفسه ومن عُنق راحلته، فلما أمر الله جل وعلا بذلك علمنا أن هذا مخالفة لصنيع المشركين، قال سبحانه (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) وذلك لأنه سبحانه يعلم السرَّ وأخفى، وقد قال الحسن رحمه الله تعالى: ما كان دعاؤهم إلا فيما بينهم وبين ربهم إلا همهة. أو قال: إلا حديثا بينهم وبين ربهم حتى إنه يدعو الداعي والرجل بجنبه لا يسمعه. في حديثٍ له ساقه ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره ونقله عنه أيضا ابن كثير وجماعة، فالتضرع والخُفْيَة صفة الداعي.

فنقول له: أليس الدعاء ؛ دعاء الرب جل وعلا على هذه الحالة عبادة لله جل وعلا، (فلابد أن يقول نعم والدعاء مخ العبادة) يعني أن الدعاء لب العبادة، فإن العبادة أنواع وأعظم أنواعها الدعاء، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام "الدعاء هو العبادة" تعظيما لشأن الدعاء، كما قال "الحج عرفة"، فالدعاء مخ العبادة ومعظمها ولبها، ولهذا قال الشيخ رحمه الله (فلابد أن يقول: نعم)، (والدعاء مخ العبادة) هذه جملة استطرادية، (فقل له: إذا أقررت أنه عبادة) لأنّ الخصم لابد أن يقر أن دعاء الله وحده عبادة، قال(إذا أقررت أنه عبادة ودعوتَ الله ليلاً ونهارًا خوفًا وطمعًا، ثم دعوت في تلك الحاجة نبيًا أو غيره) تبدأ تناقشه في تعريف العبادة وما قدمنا تقول: إذا دعوت الله وحده ليلا ونهارا في حاجة خوفا وطمعا، ثم في هذه الحاجة بعينها سألت الوليَّ أو الميت أو صاحب السّر أو صاحب المشهد أو صاحب القبة أو ما أشبه ذلك، دعوته وسألته هذا السؤال، هل يكون هذا شركا في العبادة أم لا؟ فلابد أن يقول: نعم. لم؟ إلا أن يكون مكابرا، لابد أن يقول: نعم. لأن عين الشيء سأله الله جل وعلا ودعا به الله وحده طمعا وخوفا ورجاء ليلا ونهارا ثُم تَوَجَّه به إلى غير الله في الحاجة عينها، فلابد أن يقول: نعم، سألتُ الله الحاجة وسألتُ الولي الحاجة، فيقول: نعم هذا شرك بالله جل وعلا، لهذا قال الشيخ رحمه الله (فقل له: إذا أقررت أنه عبادة ودعوت الله ليلاً ونهارًا خوفًا وطمعًا، ثم دعوت في تلك الحاجة نبيًا أو غيره هل أشركت في عبادة الله غيرَه؟ فلابد أن يقول: نعم، فقل له: فإذا عملت بقول الله تعالى ?فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ - هذه صورة ثانية، الصورة الأولى في الدعاء، الصورة الثانية في النحر قال (فإذا عملت بقول الله تعالى: ?فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ?) يعني انحر لربك ولا تنحر لغيره، ?قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162 )لَا شَرِيكَ لَهُ، قل له إذا نحرتَ لله وحده وذكرتَ اسم الله على الذبيحة ونحرت الإبل أو البقر أو ذبحت الذبائح متقربا بها إلى الله جل وعلا هل هذا عبادة؟ فسيقول: نعم هذا من أعظم العبادات؛ لأن الذبح في الأضاحي والنحر في الحج وأشباه ذلك، هذا من أعظم العبادات لله جل وعلا، (فقل له: إذا نحرت لمخلوق) يعني تقربت بهذا الدم لمخلوق كما فعلت بأن تقربت بدم آخر لله فتقربت بالدم
لمخلوق، فما الفرق بين هذا وهذا؟ لا فرق؛ لأنك تقربتَ بالذبح الأول لله، وبالذبح الثاني تقربت للنبي أو لولي أو لصالح، أو لجني تخاف شره أو لساحر أو ما أشبه ذلك، (هل أشركت في هذه العبادة غير الله؟ فلا بد أن يُقِرَّ ويقول: نعم) لأنه لا مفرّ له، فعين الفعل فعلته لله والفعل عينه فعلته لغير الله، فهل هذا شرك أم لا؟ فلابد أن يقول: إن هذا النوع عبادة لغير الله؛ لأني قصدت بها غير الله، وذاك عبادة لله لأني قصدت بها الله جل وعلا. ولا يمكن أن يقول في الصورة الثانية: إن هذا ليس بعبادة ولم أقصد بها غير الله؛ لأنه حين فعل تقرُّبا إلى الله بالذبح أقر بأن الذبح عبادة وحين توجه إلى غير الله بهذا الذبح وإراقة الدم أقرّ بأن هذه العبادة توجه بها لغير الله، فلابد إذن أن يقول: نعم. للحجة.
وهذا تمام الوجه الأول من هذا الاحتجاج، وهو ظاهر بين قوي في أن يُتدرج مع المشرك ومع هذا الذي يَعبد غير الله ويدعو غير الله ويستغيث بغير الله أو يذبح لغير الله أو أنواع الصور الشركية، فإنه يُتدرج معه في هذا حتى يُقر بأنّ الحجة واضحة، وأنه إذا فعل ذلك فقد عَبَد مع الله جل وعلا غيره، نسأل الله السلامة والعافية.

محمدعبداللطيف
2018-12-23, 09:02 PM
يقول الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد

فكل دليل من الكتاب أو السنة فيه إفراد لله بالعبادة يكون دليلا على أن كل عبادة لا تصلح إلا لله، هذا نوع من الأدلة، كل دليل فيه إفراد الله جل وعلا بالعبادة، يصلح أن تستدل به على أن عبادة ما لا يجوز صرفها لغير الله جل وعلا، بأي مقدمة؟ بأن تقول دل الدليل على وجوب صرف العبادة لله وحده وعلى أنه لا يجوز صرف العبادة لغير الله جل وعلا، وأن من صرفها لغير لله جل وعلا فقد أشرك، وتلك العبادة الخاصة مثلا عندنا هنا النذر تقول هذه عبادة من العبادات، فهي داخلة في ذلك النوع من الأدلة.
والنوع الثاني من الاستدلال: أن تستدل على المسائل بأدلة خاصة وردت فيها، تستدل على الذبح بأدلة خاصة وردت في الذبح، تستدل على وجوب الاستغاثة بالله وحده دون ما سواه على أدلة خاصة بالاستغاثة, وعلى أدلة خاصة بالاستعاذة ونحو ذلك.
فإذن الأدلة على وجوب إفراد الله بجميع أنواع العبادة تفصيلا وإجمالا وعلى أن صرفها لغير الله شرك أكبر يستقيم بهذين النوعين من الاستدلال.


استدلال عام - بكل آية أو حديث فيها أمر بإفراد الله بالعبادة والنهي عن الشرك فتُدخل هذه الصورة فيها لأنها عبادة بجامع تعريف العبادة.
والثاني أن تستدل على المسألة بخصوص ما ورد فيها من الأدلة.
والآيات التي قدّمها في أول الكتاب كقوله جل وعلا - وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وكقوله - وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ - وكقوله - وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، - وكقوله - قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، هذه أدلة تصلح لأن تستدل بها على أن صرف النذر لغير الله شرك, فتقول: النذر لغير الله عبادة والله جل وعلا نهى أن تصرف العبادة لغيره، وأن من صرف العبادة لغير الله فهوّ مشرك، وتقول: النذر عبادة لأنه كذا وكذا لأنه داخل في حد العبادة حيث إنه يرضاه الله جل وعلا ومدح الموفين به.
الدليل الخاص أن تستدل بخصوص ما جاء في الكتاب والسنة من الأدلة على النذر، ولهذا الشيخ هنا أتى بالدليل التفصيلي وفي أول الكتاب أتى بالأدلة العامة على كل مسائل العبادة.

وهذا من الفقه الدّقيق في التصنيف وفِقْهِ الأدلة الشرعية من أن المستدل على مسائل التوحيد ينبغي له أن يدرك التنويع؛ لأن في تنويع الاستدلال وإيراد الأدلة من جهة ومن جهة أخرى ثالثة ورابعة ما يضعف حجة الخصوم الذين يدعون الناس لعبادة غير الله وللشرك به جل وعلا، وإذا أتيت مرة بدليل عام ومرة بدليل خاص ونوّعت فإنه يضيق، أما إذا ليس ثم دليل واحد فربما أوّلَه لكَ أو ناقشك فيه فيحصل ضعف عند المستدل، أما إذا أنتبه لمقاصد أهل العلم وحفظ الأدلة فإنه يقوى على الخصوم والله جل وعلا وعد عباده بالنصر - إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ?[غافر:59] - ، وقد قال الشيخ رحمه الله في كشف الشبهات: والعامي من الموحدين يغلب الألف من علماء المشركين. وهذا صحيح فإن عند العوام الذين علموا مسائل التوحيد وأخذوها عن أهلها عندهم من الحجج ووضوح البينات في ذلك ما ليس عند بعض المتعلمين-[كفاية المستزيد ]---نعم عند عوام الموحدين من العلم بالتوحيد ما ليس عند كثير من أدعياء العلم الذين رغبوا عن تعليم الناس اهم المهمات واول الواجبات وصارت دعوتهم الى بعض الشعائر والفروض وصار من يدعوا الناس الى اصل دعوة الانبياء والمرسلين متشدد وهابى- فانا لله وانا اليه راجعون ----- قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88)قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا ۚ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا ۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۚ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ۚ رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (90)فَأَخَذَتْهُم ُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ (93) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم :

أخي الكريم ، كان المفروض أن يقال : ما هو الإيمان وما هو الكفر وما هو الشرك .

لأن سر المسـألة هو أن تعلم أن الله تعالى أمر بالتوحيد والإيمان ونهى عن الشرك والكفر .

والإيمان بجميع شعبه الواجبة والمستحبة = هو عبادة لله تعالى ، وهذه عبادة الله من جهة المأمورات والواجبات.

والكفر والشرك بسائر شعبه من المنهيات هو عبادة الشيطان .

فأما سبيله الواجبات والمستحبات مما هو عبادة فعلية لله فلا يصح إلا بأمرين = الأول : عقد القلب ونيته ، والثاني الامتثال بالجوارح .

بمعنى أن: عبادة الله لا تكون عبادة لله إلا بمجموع عقد القلب وعمل الجوارح .

وأما المعاصي - بسائر أنواعها - فلم يشترط الشرعُ عقد القلب لتكون معاص ، بل مجرد التلبس بها يجعلها معاص .

فعبادة الله لا تكون عبادة - في الشرع - إلا بالعقد والعمل .

وأما عبادة الشيطان بالمعاصي والذنوب والشرك وما دونه ، لا يشترطُ الشرع في كونها عبادة للشيطان أن يخطرَ ببالي المتلبس بها أنه قد أطاع الشيطان ، فالزاني زان سواء عرف أنه يعبد الشيطان أم لم يعرف ، والسارق كذلك سارق ، والنمام كذلك ، فهو عاص لله وطائع للشيطان عابدٌ له ، خطر ذلك بباله أم لم يخطر ، على عكس عبادة الله التي لا تكون عبادة لله إلا بعقد القلب على طاعة الله ثم الامتثال بالجوارح .

ومن هنا تعلم خطأ من يزعم أن العبادة عموما يشترطُ فيها القصد والاعتقادُ ، ولم يفرق بين ما هو عبادة لله ، وما هو عبادة للشيطان .

وقد أشرتُ إلى ذلك في موضوع سابق ، وخلاصة الأمر أن الذين يشترطون عقد القلب لكفر العاكف على القبور والأوثان وقعوا في الخلط بين ما هو عبادة لله وما هو عبادة للشيطان ، لذلك فهم يوردون السؤال عن العبادة عموما ، ولم يميزوا بين عبادة مطلوبة وهي الطاعات الواجبة والمستحبة ، وعبادة محرمة وهي الشرك وما دونه.

فإذا فهمت أن الله تعالى اشترط لعبادته أن تكون عبادة : 1: عقد القلب ونيته ، 2 : عمل الجوارح ، وعلمتَ أيضا ، أنه لم يشترط لمعصيته ( التي هي عبادة وطاعة للشيطان) أن تكون بعقد القلب ، وأن المتلبس بها عاصٍ ، سواء خطر بقلبه أنه يعبد الشيطان أم لم يخطر ، إذا ميزتَ بين الأمرين تَخَلَّصْتَ من الشبهة التي يوردُ عليكَ بعض غلاة الإرجاء .

ولتعلمْ أنهم يتفادونَ الكلام في الإيمان عند أهل السنة والجماعة ، لأنه مضبوط تماما أشد من ضبط مخارج الحروف ، لذلك فهم يتحاشون الكلام عن مفهوم الإيمان الذي عرفه السلف أنه قول وعمل ، وأنه تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح ، ويلزم من ذلك أن الكفر والشرك هو أيضا كذلك ، لكنهم خاضوا المعركة بمصطلح العبادة ، وهو مصطلح مجمل ، لأنه ، من المفروض أن يقولوا : ما هي عبادة الله ، وما هي عبادة الشيطان ، وحينئذ يتميزُ الأمران ، لأن عبادة الله الواجبة والمستحبة يشترط فيها عقد القلب لزوما ، وركنها الثاني عمل الجوارح ، أما المعاصي والمخالفات = التي هي عبادة للشيطان ، فمجرد الوقوع فيها يجعلها عبادة للشيطان ، من غير نظر في حال القلب ، فإن كانت صغيرة في الشرع فهي صغيرة ، وإن كانت كبيرة فهي كبيرة ، وإن كانت شركا أكبر فهي شرك أكبر ، وإن كانت شركا أصغر فهي كذلك .

واعلم أن العبادة = أعني عبادة الله هي نفسها الإيمان الشرعي ، فما قيل في الإيمان أنه قول وعمل ، فكذلك العبادة قول وعمل ، ولكن هذا في عبادة الله ، أي ما سبيله الواجبات والمستحبات .

فكان ينبغي تقييدهم العبادة بعبادة الله لا بمطلق العبادة .

أما العبادة = بمعنى عبادة الشيطان بالمعاصي والكبائر والشرك فلم يشترط فيها الشرع عقد القلب .
وكلامنا في المعاصي على المعاصي باللسان والجوارح .

وباختصار مع التمثيل :
الصلاة لله لا تكون عبادة لله إلا بعقد القلب وعمل الجوارح ، والزكاة كذلك ، والحج كذلك وسائر العبادات الفعلية المستحبة ، فيشترط لها الأمران ، قصْدُ وجه الله والعمل ، فلا يعتبرها الشرع طاعة لله وعبادة له إلا بمجموع الأمرين .

وأما المعاصي = وهي عبادة للشيطان وطاعة له ، فلم يشترط الشرع فيها عقد القلب ونيته لكي تكون معصية = أي عبادة للشيطان ، فالزان زان سواء خطر بباله انه يعبد الشيطان ويطيعه أم لم يخطر ، والسارق سارق في الشرع سواء خطر بباله أن يعبد الشيطان أم لم يخطر بباله ، وقل ذلك في المغتاب والنمام والكاذب وشارب الخمر ونحوهم .

فكان على الذين يسألون هذا السؤال أن يبينوا : هل يريدون تعريف عبادة الله أم تعريف عبادة غير الله ، ولا يستويان لأن الشرع لم يسو بينهما .

فإن أرادوا بالعبادة عبادة الله فهي قول وعمل ، فلا تكون عبادة لله إلا بالقلب والجوارح .
وإن أرادوا بالعبادة عبادة الشيطان فمجرد الوقوع فيها يجعلها معصية ، وليس شرطا ان يخطر بباله أنه يعبد الشيطان ، والدليل قوله تعالى:ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان ! فقد عبدوه بالذنوب والمعاصي والشرك ، وإن لم يخطر ببالهم أنهم يعبدونه .
والله اعلم .

أرجو أن يزول عنك هذا الإشكال .

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 02:22 AM
ومن هنا تعلم خطأ من يزعم أن العبادة عموما يشترطُ فيها القصد والاعتقادُ ، ولم يفرق بين ما هو عبادة لله ، وما هو عبادة للشيطان .

وقد أشرتُ إلى ذلك في موضوع سابق ،
أرجو أن يزول عنك هذا الإشكال . بارك الله فيك اخى الكريم المجلسي الشنقيطي-الحنيف: هو المائل عن الضلالة وأعظم ضلالة هي الشرك ، حنف عن الشرك وعن الضلالة ومال قصدا إلى التوحيد ، فهو ما مال وحاد عن الضلالة إلا وهو يقصد التوحيد كما قال الله - جلَّ وعلا-: ﴿ قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا﴾[النحل:120] وقال- جلَّ وعلا-: ﴿حَنِيفًا مُّسْلِمًا﴾ [آل عمران:67] و كما قال الله- جلَّ وعلا -: ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّـهِ﴾--الحنيف هو: المقبل على الله المائل عما سواه، وفسر بأنه المائل عن الشرك قصدا إلى التوحيد؛ لأن الحنف عند العرب هو الميل. وشرعا: معناها ببيان حقيقتها: هي الإقبال على الله بالتوحيد ولازمه الميل عن الشرك؛ وإذا عرفت باللازم قيل: هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله تعالى. بالتوحيد.--------------قال بن القيم رحمه الله - أن فعل المأمور مقصود لذاته وترك المنهي مقصود لتكميل فعل المأمور, فهو منهي عنه لأجل كونه يخل بفعل المأمور أو يضعفه وينقصه, كما نبه سبحانه على ذلك في النهي عن الخمر والميسر بكونهما يصدان عن ذكر الله وعن الصلاة كما قال تعالى في الآية 91 من سورة المائدة , فالمنهيات قواطع وموانع صادة عن فعل المأمورات أو عن كمالها, فالنهي عنها من باب المقصود لغيره, والأمر بالواجبات من باب المقصود لنفسه. يوضحه الوجه الخامس: أن فعل المأمورات من باب حفظ قوة الإيمان وبقائها وترك المنهيات من باب الحمية عما يشوش قوة الإيمان ويخرجها عن الاعتدال, وحفظ القوة مقدم على الحمية, فإن القوة كلما قويت دفعت المواد الفاسدة وإذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة, فالحمية مرادة لغيرها وهو حفظ القوة وزيادتها وبقاؤها, ولهذا كلما قويت قوة الإيمان دفعت المواد الرديئة ومنعت من غلبتها وكثرتها بحسب القوة وضعفها, وإذا ضعفت غلبت المواد الفاسدة. فتأمل هذا الوجه. الوجه السادس: أن فعل المأمورات حياة القلب وغذاؤه وزينته وسروره وقرة عينه ولذته ونعيمه, وترك المنهيات بدون ذلك لا يحصل له شيء من ذلك, فإنه لو ترك جميع المنهيات ولم يأت بالإيمان والأعمال المأمور بها لم ينفعه ذلك الترك شيئا وكان خالدا مخلدا في النار. فإن قيل: فهو إنما هلك بارتكاب المحظور وهو الشرك, قيل: يكفي في الهلاك ترك نفس التوحيد المأمور به وإن لم يأت بضد وجودي من الشرك, بل متى خلا قلبه من التوحيد رأسا فلم يوحد الله فهو هالك وان لم يعبد معه غيره, فإذا انضاف إليه عبادة غيره عذب على ترك التوحيد المأمور به وفعل الشرك المنهي عنه. يوضحه الوجه الثامن: أن المدعو إلى الإيمان إذا قال: لا أصدق ولا أكذب ولا أحب ولا أبغض ولا أعبده ولا أعبد غيره, كان كافرا بمجرد الترك والإعراض, بخلاف ما إذا قال: أنا أصدق الرسول وأحبه وأؤمن به وأفعل ما أمرني, ولكن شهوتي وإرادتي وطبعي حاكمة علي لا تدعني أترك ما نهاني عنه وأنا أعلم أنه قد نهاني وكره لي فعل المنهي ولكن لا صبر لي عنه, فهذا لا يعد بذلك كافرا, ولا حكمه حكم الأول؛ فإن هذا مطيع من وجه, وتارك المأمور جملة لا يعد مطيعا بوجه. يوضحه الوجه التاسع: أن الطاعة والمعصية إنما تتعلق بالأمر أصلا, وبالنهي تبعا, فالمطيع ممتثل المأمور, والعاصي تارك المأمور, قال تعالى:{ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ } التحريم 6, وقال موسى لأخيه: { مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي } طه 92 93. وقال عمرو بن العاص عند موته: أنا الذي أمرتني فعصيت, ولكن لا إله إلا أنت. وقال الشاعر: أمرتك أمرا جازما فعصيتني.
والمقصود من إرسال الرسل طاعة المرسل ولا تحصل إلا بامتثال أوامره, واجتناب المناهي من تمام امتثال الأوامر ولوازمه. ولهذا لو اجتنب المناهي ولم يفعل ما أمر به لم يكن مطيعا وكان عاصيا, بخلاف ما لو أتى المأمورات وارتكب المناهي. فإنه وإن عد عاصيا مذنبا فإنه مطيع بامتثال الأمر, عاص بارتكاب النهي بخلاف الأمر فإنه لا يعد مطيعا باجتناب المنهيات خاصة. الوجه العاشر: أن امتثال الأمر عبودية وتقرب وخدمة, وتلك العبادة التي خلق لأجلها الخلق كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56,فأخبر سبحانه أنه إنما خلقهم للعبادة , وكذلك إنما أرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ليعبدوه. فالعبادة هي الغاية التي خلقوا لها ولم يخلقوا لمجرد الترك فإنه أمر عدمي لا كمال فيه من حيث هو عدم, بخلاف امتثال المأمور فإنه أمر وجودي مطلوب الحصول. وهذا يتبين بالوجه الحادي عشر: وهو أن المطلوب بالنهي عدم الفعل وهو أمر عدمي, والمطلوب بالأمر إيجاد فعل وهو أمر وجودي, فمتعلق الأمر بالإيجاد, ومتعلق النهي الإعدام أو العدم وهو أمر لا كمال فيه إلا إذا تضمّن أمرا وجوديا, فإن العدم من حيث هو عدم لا كمال فيه ولا مصلحة إلا إذا تضمن أمرا وجوديا مطلقا, وذلك الأمر الوجودي مطلوب مأمور به فعادت حقيقة النهي إلى الأمر, وأن المطلوب به ما في ضمن النهي من الأمر الوجودي المطلوب به. وهذا يتضح بالوجه الثاني عشر: وهو أن الناس اختلفوا في المطلوب بالنهي على أقوال: أحدها: أن المطلوب به كف النفس عن الفعل, وحبسها عنه, وهو أمر وجودي. قالوا: لأن التكليف إنما يتعلق بالمقدور, والعدم المحض غير مقدور. وهذا قول الجمهور. وقال أبو هاشم وغيره: بل المطلوب عدم الفعل, ولهذا يحصل المقصود من بقائه على العدم, وإن لم يخطر بباله فعل, فضلا أن يقصد الكف عنه, ولو كان المطلوب الكف لكان عاصيا إذا لم يأت به, ولأن الناس يمدحون بعدم فعل القبيح من لم يخطر بباله فعله والكف عنه. وهذا أحد قولي القاضي أبي بكر( صاحب كتاب إعجاز القرآن) ولأجله التزم أن عدم الفعل مقدور للعبد وداخل تحت الكسب, قال: والمقصود بالنهي الإبقاء على العدم الأصلي وهو مقدور. وقالت طائفة: المطلوب بالنهي فعل الضد فإنه هو المقدور وهو المقصود للناهي, فإنه إنما نهاه عن الفاحشة طلبا للعفة وهي المأمور بها, ونهاه عن الظلم طلبا للعدل المأمور به, وعن الكذب طلبا للصدق المأمور به وهكذا جميع المنهيات. فعند هؤلاء أن حقيقة النهي الطلب لضد المنهي عنه, فعاد الأمر إلى أن الطلب إنما تعلق بفعل المأمور.

والتحقيق أن المطلوب نوعان: مطلوب لنفسه وهو المأمور به, ومطلوب إعدامه لمضادته المأمور به وهو المنهي عنه, لما فيه من المفسدة المضادة للمأمور به. فإذا لم يخطر ببال المكلف ولا دعته نفسه إليه بل استمر على العدم الأصلي لم يثب على تركه, وإن خطر بباله وكف نفسه عنه لله وتركه اختيارا أثيب على كف نفسه وامتناعه, فإنه فعل وجودي. والثواب إنما يقع على الأمر الوجودي دون العدم المحض وإن تركه مع عزمه الجازم على فعله لكن تركه عجزا, فهذا وإن لم يعاقب عقوبة الفاعل لكن يعاقب على عزمه وإرادته الجازمة التي إنما تخلف مرادها عجزا. وقد دلت على ذلك النصوص الكثيرة فلا يلتفت إلى ما خالفها, كقوله تعالى:{ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ } البقرة 284. وقوله في كاتم الشهادة:{ فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } البقرة283, وقوله:{ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } البقرة225, وقوله:{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ } الطارق 9. وقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا تواجه المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار", قالوا: هذا القاتل, فما بال المقتول؟ قال: "إنه أراد قتل صاحبه" وقوله في الحديث الآخر:" ورجل قال: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته وهما في الوزر سواء" الترمذي في الزهد رقم 2326, وابن ماجه وأحمد. وقول من قال: أن المطلوب بالنهي فعل الضد ليس كذلك, فإن المقصود عدم الفعل والتلبس بالضدين, فإن مالا يتم الواجب إلا به فهو غير مقصود بالقصد الأول, وإن كان المقصود بالقصد الأول المأمور الذي نهى عما يمنعه ويضعفه, فالمنهي عنه مطلوب إعدامه طلب الوسائل والذرائع, والمأمور به مطلوب إيجاده طلب المقاصد والغايات: وقول أبي هاشم: إن تارك القبائح يحمد وإن لم يخطر بباله كف النفس. فإن أراد بحمده أنه لا يذم فصحيح, وإن أراد أنه يثني عليه بذلك ويحب عليه ويستحق الثواب فغير صحيح. فإن الناس لا يحمدون المحبوب (أي مقطوع الذكر) على ترك الزنا ولا الأخرس على عدم الغيبة والسب, وإنما يحمدون القادر الممتنع عن قدرة وداع إلى الفعل. وقول القاضي الإبقاء على العدم الأصلي مقدور, فإن أراد به كف النفس ومنعها فصحيح, وإن أراد مجرّد العدم فليس كذلك. وهذا يتبين بالوجه الثالث عشر: وهو أن الأمر بالشيء نهي عن ضده من طريق اللزوم العقلي لا القصد الطلبي, فإن الأمر إنما مقصوده فعل المأمور. فإذا كان من لوازمه ترك الضد صار تركه مقصودا لغيره, وهذا هو الصواب في مسألة الأمر بالشيء هل هو نهي عن ضده أم لا؟ فهو نهي عنه من جهة اللزوم لا من جهة القصد والطلب. وكذلك النهي عن الشيء, مقصود الناهي بالقصد الأول الانتهاء عن المنهي عنه وكونه مشتغلا بضده جاء من جهة اللزوم العقلي, لكن إنما نهى عما يضاد ما أمر به كما تقدم, فكأن المأمور هو المقصود بالقصد الأول في الموضعين.

وحرف المسألة: أن طلب الشيء طلب له بالذات ولما هو من ضرورته باللزوم, والنهي عن الشيء طلب لتركه بالذات ولفعل ما هو من ضرورة الترك باللزوم, والمطلوب في الموضعين فعل وكف, وكلاهما أمر وجودي. الوجه الرابع عشر: أن الأمر والنهي في باب الطلب نظير النفي والإثبات في باب الخبر, والمدح والثناء لا يحصلان بالنفي المحض إن لم يتضمن ثبوتا, فإن النفي كاسمه عدم لا كمال فيه ولا مدح, فإذا تضمن ثبوتا صح المدح به كنفي النسيان المستلزم لكمال العلم وبيانه. ونفي اللغوب والإعياء والتعب المستلزم لكمال القوة والقدرة. ونفي السنة والنوم المستلزم لكمال الحياة والقيّوميّة, ونفي الولد والصاحبة المستلزم لكمال الغنى والملك والربوبية. ونفي الشريك والولي والشفيع بدون الإذن المستلزم لكمال التوحيد والتفرّد بالكمال والإلهية والملك ونفي الظلم المتضمن لكمال العدل. ونفي إدراك الأبصار له المتضمن لعظمته وأنه أجلّ من أن يدرك وإن رأته الأبصار,--قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي

( أما عدم الفعل

فتارة يكون لعدم مقتضاه وسببه

وتارة يكون بوجود البغض والكراهة المانع منه وهذا متعلق الامر والنهى وهو يسمي الكف وهو متعلق الثواب والعقاب

وبهذا يزول الاشتباه في مسألة الترك هل هو أمر وجودي أو عدمي

والتحقيق انه قسمان فالترك المضاف الى عدم السبب المقتضي عدمي والمضاف الى السبب المانع من الفعل وجودى ) ---------- الترك نوعان :
ترك مع القصد : ياخذ حكم الفعل.
ترك بدون قصد : لاياخذ حكم الفعل فلا ينبني عليه حكم شرعي.-------------

---------------------اذن العبودية لله لا تتم الا بامثال ما امر الله به واجتناب ما نهي عنه - فالامر مقصود فعله والنهى مقصود تركه

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 02:24 AM
قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله --------أن الحسنات إما فعل مأمور به ، أو ترك منهي عنه . والترك : أمر وجودي . فترك الإنسان لما نهي عنه ، ومعرفته بأنه ذنب قبيح ، وبأنه سبب للعذاب ، وبغضه وكراهته له ، ومنع نفسه منه إذا هويته ، واشتهته وطلبته . كل هذه أمور وجودية . كما أن معرفته بأن الحسنات - كالعدل والصدق - حسنة ، وفعله لها أمور وجودية . ولهذا إنما يثاب الإنسان على فعل الحسنات إذا فعلها محبا لها بنية وقصد فعلها ابتغاء وجه ربه . وطاعة لله ولرسوله ، ويثاب على ترك السيئات إذا تركها بالكراهة لها ، والامتناع منها . قال تعالى { ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } وقال تعالى { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } { فإن الجنة هي المأوى (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } وقال تعالى { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) }

. وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما . ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله . ومن كان يكره [ ص: 279 ] أن يرجع في الكفر - بعد إذ أنقذه الله منه - كما يكره أن يلقى في النار (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } . وفي السنن عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم { أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } . وفيها عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم { من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } . وفي الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من رأى منكم منكرا فليغيره بيده . فإن لم يستطع فبلسانه . فإن لم يستطع فبقلبه . وذلك أضعف الإيمان (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } . وفي الصحيح من حديث ابن مسعود رضي الله عنه - لما ذكر الخلوف - قال { من جاهدهم بيده فهو مؤمن .

ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن . ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن . ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } وقد قال تعالى { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } . [ ص: 280 ] وقال على لسان الخليل { إنني براء مما تعبدون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } { إلا الذي فطرني فإنه سيهدين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } وقال { أفرأيتم ما كنتم تعبدون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } { أنتم وآباؤكم الأقدمون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } وقال { فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } { إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=22&ID=905&idfrom=1480&idto=1516&bookid=22&startno=14#docu) } فهذا البغض والعداوة والبراءة مما يعبد من دون الله ومن عابديه : هي أمور موجودة في القلب ، وعلى اللسان والجوارح ، كما أن حب الله وموالاته وموالاة أوليائه : أمور موجودة في القلب ، وعلى اللسان والجوارح .

وهي تحقيق قول " لا إله إلا الله " وهو إثبات تأليه القلب لله حبا خالصا وذلا صادقا . ومنع تأليهه لغير الله ، وبغض ذلك وكراهته . فلا يعبد إلا الله . ويحب أن يعبده ، ويبغض عبادة غيره ويحب التوكل عليه وخشيته ودعاءه ويبغض التوكل على غيره وخشيته ودعاءه . فهذه كلها أمور موجودة في القلب . وهي الحسنات التي يثيب الله عليها . وأما مجرد عدم السيئات ، من غير أن يعرف أنها سيئة ، ولا يكرهها ، بل لا يفعلها لكونها لم تخطر بباله ، أو تخطر كما تخطر الجمادات التي لا يحبها ولا يبغضها - فهذا لا يثاب على عدم ما يفعله من السيئات . ولكن لا يعاقب أيضا على فعلها . فكأنه لم يفعلها . فهذا تكون السيئات في حقه بمنزلتها في حق الطفل والمجنون والبهيمة . لا ثواب ولا عقاب . ولكن إذا قامت عليه الحجة بعلمه تحريمها . فإن لم يعتقد تحريمها ويكرها وإلا عوقب على ترك الإيمان بتحريمها . [مجموع الفتاوى]

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 03:03 AM
وأما المعاصي - بسائر أنواعها - فلم يشترط الشرعُ عقد القلب لتكون معاص ، بل مجرد التلبس بها يجعلها معاص .
وأما عبادة الشيطان بالمعاصي والذنوب والشرك وما دونه ، لا يشترطُ الشرع في كونها عبادة للشيطان أن يخطرَ ببالي المتلبس بها أنه قد أطاع الشيطان ، فالزاني زان سواء عرف أنه يعبد الشيطان أم لم يعرف ، والسارق كذلك سارق ، والنمام كذلك ، فهو عاص لله وطائع للشيطان عابدٌ له ، خطر ذلك بباله أم لم يخطر ، على عكس عبادة الله التي لا تكون عبادة لله إلا بعقد القلب على طاعة الله ثم الامتثال بالجوارح .

ومن هنا تعلم خطأ من يزعم أن العبادة عموما يشترطُ فيها القصد والاعتقادُ ، ولم يفرق بين ما هو عبادة لله ، وما هو عبادة للشيطان .

.يجب اخى الكريم المجلسي الشنقيطي- ان تفرق بين امرين بين التلبس بالفعل -وبين التعبد لله بقصد ترك الفعل كما فى كلام شيخ الاسلام بن تيمية سابقا وأما مجرد عدم السيئات ، من غير أن يعرف أنها سيئة ، ولا يكرهها ، بل لا يفعلها لكونها لم تخطر بباله ، أو تخطر كما تخطر الجمادات التي لا يحبها ولا يبغضها - فهذا لا يثاب على عدم ما يفعله من السيئات . ولكن لا يعاقب أيضا على فعلها . فكأنه لم يفعلها . فهذا تكون السيئات في حقه بمنزلتها في حق الطفل والمجنون والبهيمة . لا ثواب ولا عقاب . ولكن إذا قامت عليه الحجة بعلمه تحريمها . فإن لم يعتقد تحريمها ويكرها وإلا عوقب على ترك الإيمان بتحريمها -------------------------
فالزاني زان سواء عرف أنه يعبد الشيطان أم لم يعرف ، والسارق كذلك سارق ، والنمام كذلك ، فهو عاص لله وطائع للشيطان عابدٌ له الصواب اخى الكريم ان تقول الزنى طاعة للشيطان وليس عبادة بالمعنى الخاص كالشرك الاكبر -- وانما هى طاعة فى معصية الله وان كان فيها نوع عبودية صغرى كما جاء فيى الحديث تعس عبد الدينار -هذه نوع عبودية وليست العبودية المخرجة من الملة وانما من جنس المعاصى والكبائر العملية التى لا تخرج من الملة--- اما الطاعة المخرجة من الملة هى الطاعة فى التحليل والتحريم-- اذا اطاع الشيطان فى تحليل الحرام او تحريم الحلال هذه هى التى تخرج من الملة او تسمى الاستحلال- اما المعاصى او الذنوب العملية-فهذه لا يقال لفاعلها انه عابد للشيطان هكذا بطلاق وانما تذكر مقيدة بجنس الذنوب العملية التى دون الكفر والشرك الاكبر ويقال عنها كفر دون كفر- او يقال نوع عبودية--- وهذا التعليق منى لانى رايتك اخى الكريم تكرر كثيرا على ان العاصى عابد للشيطان - لا يصح هذا الاطلاق هكذا هذا يوهم بالتكفير بالذنوب العملية- لابد من ان تفرق بين العصيان الاكبر بالكفر والشرك كما فعل ابليس لعنه الله وبين العصيان الاصغر الذى لا يخرج من الملة كعصيان ادم عليه السلام كما قال جل وعلا فعصى ادم ربه فغوى - هذا عصيان اصغر--- وكذلك العبادة قد تأتى بالمعنى اللغوى كما فى الحديث تعس عبد الدينار فهذا نوع عبودية بمعنى انها تحركه وتستهويه--وليست العبودية المتضمنة لكمال الخضوع والذل مع التعظيم والمحبة --

أرجو أن يزول عنك هذا الإشكال . ارجو ان يزول اشكالك اخى الكريم المجلسى الشنقيطى اولا يجب ان تثبت العرش ثم انقش كما تريد

أبو خبيب الصومالي
2018-12-24, 09:22 AM
وعليكم السلام ورحمة الله - بارك الله فيك اخى-أبو خبيب الصومالي-قال جل وعلا - :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"-وقال تعالى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ". الأنبياء الآية 25 (http://ahmed-h.maktoobblog.com/1319/%d9%85%d8%ad%d8%aa%d9%88%d9%89-2)
تعريف العبادة لغةً:هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.

ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت *** وظيفاً وظيفاً فوق مور معبد

فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.

قال الراغب: (العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل)-قال الزجاج (ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع) (2) وقال الجوهري (أصل العبودية: الخضوع والتذلل)------ قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها
---

أخي الكريم محمد عبد اللطيف، بارك الله فيك وجعلك من عباده المخلصين.

كما قلتَ أخي، العبادة غاية الخضوع والتذلل، فإن صُرِف هذا المعنى إلى الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك يكون عبادةً لله سبحانه وتعالى؛ وإن صُرِف هذا المعنى إلى الطاغوت، فإن ذلك يكون عبادةً للطاغوت.

الآن أريد أن أُورِدَ الإِشكال الذي مِن أجلِه طرحتُ هذا الموضوع.

قد علِمتَ أن التحليل والتحريم خاص بالله جل وعلا، وأنَّ تلقِّي التحريم والتحليل من غير الله هو عبادةٌ لذلك الغير من دون الله، وهذا منصوصٌ عليه في حديث عديّ ابن حاتم المشهور.

سؤالي هو حول دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع ل "العبادة" (الذي هو: غاية الخضوع والتذلل):


أولا، لا إشكال عندي أنّ تلقِّي التحليل والتحريم هو عبادة، وذلك لوجود النص على ذلك.

ثانيا، الإشكال فقط هو في معرفة وجه دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع الذي سبق ذِكرُه.

الإشكال: إذا قال قائلٌ أنه يخضع للجهة التي يأخذ منها التحليل والتحريم، لكنه لا يتذلل لتلك الجهة، فهو خاضع لأحكامها ويتلقى منها الحلال والحرام، لكن لا يتذلل لها، ففيه (الخضوع) لكن ليس فيه (التذلل)؛ فماذا نقول عن وجهِ دخول فِعلِه هذا في تعريف "العبادة" وضابطها الشامل؟

أرجوا أن يكون سؤالي ليس متبعثرا، وبارك الله فيك وفي الإخوة غيرك.

والسلام عليكم.

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 11:21 AM
يجب اخى الكريم المجلسي الشنقيطي- ان تفرق بين امرين بين التلبس بالفعل -وبين التعبد لله بقصد ترك الفعل كما فى كلام شيخ الاسلام بن تيمية سابقا وأما مجرد عدم السيئات ، من غير أن يعرف أنها سيئة ، ولا يكرهها ، بل لا يفعلها لكونها لم تخطر بباله ، أو تخطر كما تخطر الجمادات التي لا يحبها ولا يبغضها - فهذا لا يثاب على عدم ما يفعله من السيئات . ولكن لا يعاقب أيضا على فعلها . فكأنه لم يفعلها . فهذا تكون السيئات في حقه بمنزلتها في حق الطفل والمجنون والبهيمة . لا ثواب ولا عقاب . ولكن إذا قامت عليه الحجة بعلمه تحريمها . فإن لم يعتقد تحريمها ويكرها وإلا عوقب على ترك الإيمان بتحريمها ------------------------- الصواب اخى الكريم ان تقول الزنى طاعة للشيطان وليس عبادة بالمعنى الخاص كالشرك الاكبر -- وانما هى طاعة فى معصية الله وان كان فيها نوع عبودية صغرى كما جاء فيى الحديث تعس عبد الدينار -هذه نوع عبودية وليست العبودية المخرجة من الملة وانما من جنس المعاصى والكبائر العملية التى لا تخرج من الملة--- اما الطاعة المخرجة من الملة هى الطاعة فى التحليل والتحريم-- اذا اطاع الشيطان فى تحليل الحرام او تحريم الحلال هذه هى التى تخرج من الملة او تسمى الاستحلال- اما المعاصى او الذنوب العملية-فهذه لا يقال لفاعلها انه عابد للشيطان هكذا بطلاق وانما تذكر مقيدة بجنس الذنوب العملية التى دون الكفر والشرك الاكبر ويقال عنها كفر دون كفر- او يقال نوع عبودية--- وهذا التعليق منى لانى رايتك اخى الكريم تكرر كثيرا على ان العاصى عابد للشيطان - لا يصح هذا الاطلاق هكذا هذا يوهم بالتكفير بالذنوب العملية- لابد من ان تفرق بين العصيان الاكبر بالكفر والشرك كما فعل ابليس لعنه الله وبين العصيان الاصغر الذى لا يخرج من الملة كعصيان ادم عليه السلام كما قال جل وعلا فعصى ادم ربه فغوى - هذا عصيان اصغر--- وكذلك العبادة قد تأتى بالمعنى اللغوى كما فى الحديث تعس عبد الدينار فهذا نوع عبودية بمعنى انها تحركه وتستهويه--وليست العبودية المتضمنة لكمال الخضوع والذل مع التعظيم والمحبة --
ارجو ان يزول اشكالك اخى الكريم المجلسى الشنقيطى اولا يجب ان تثبت العرش ثم انقش كما تريد

اخي الكريم....

كل معصية هي طاعة للشيطان وعبادة له....وكل بحسبه....فإذا كانت صغيرة فهي صغيرة ....واذا كانت كبيرة فهي كبيرة....واذا كانت شركا فهي شرك ....

ولا ضير من تسميتها عبادة للشيطان كما انها طاعة للشيطان.

وهذا اطلاق صحيح ... ولم يعبد كل بني ادم الشيطان ، ولكن كل بني ادم خطاء ...

ولذلك قال تعالى : الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان....

وقال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدرهم

وبخصوص النية في التروك....ربما لم تفهم قصدي...

فارجو ان تنتبه الى اني لم اقل ان الترك للمعصية تعبدا ليس عبادة لله.....وبالتالي لا ثواب فيه ...وقد علم ان الترك بنية الامتثال عبادة لله.

لم يكن هذا قصدي...


فارجو ان تميز جيدا ....

انا قصدي

العبادة لفظ مجمل ...

فهناك عبادة فعليه لله فهذه شرطها العقد وفعل الجوارح....

وهناك عبادة للشيطان وهي المعصية ولم يشترط فيها الشرع ان يخطر ببال العاصي انه يطيع الشيطان....

بمعنى....

كان الخلاف قديما بين اهل السنة في مفهوم الايمان....ويقصدو ن الايمان بالله


والان حول هؤلاء ساحة الخلاف الى مفهوم العبادة وهو مفهوم مجمل.....فأي عبادة يقصدون ؟!

لم يكن هذا الاجمال واقعا في مفهوم الايمان ما هو ....لان البحث في الايمان بالله خاصة.


فحولوا البحث الى مفهوم العبادة ....وهم يريدون بها عبادة غير الله لا عبادة الله.

لماذا حولوه من موضوع الايمان الى موضوع العبادة؟

كما قلت لك لانهم يريدون ان يسحبوا شروط عبادة الله على عبادة غير الله....فيقولوا : كما اشترط الشرع في عبادة الله الاعتقاد فكذلك عبادة غير الله يشترط فيها الاعتقاد ! اي اعتقاد انهم يطيعون الشيطان ....فالزاني زان سواء خطر بباله انه يطيع الشيطان ام لم يخطر بباله...وداعي القبور والاوثان مشرك سواء وقع بقلبه انه مطيع للشيطان ام لم يقع.

ولم يكن لهذه الحيلة ان تروج لولا انهم تلاعبوا بالالفاظ ولبسوا وخلطوا بين عبادتين ....

فارجو ان تفهم قصدي جيدا اخي الكريم


ليس قصدي ما تتحدث انت عنه.

وليس قصدي ما فهمت من كلامي.

فليس قصدي ان الترك للمعاصي يؤجر صاحبه وان لم ينو ذلك ، لا هذا بعيد كل البعد عن موضوعي.

بارك الله فيك

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 11:44 AM
قال السعدي في تفسير قوله تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان ....

قال: اي لا تطيعوه ، وهذا التوبيخ يدخل فيه التوبيخ عن جميع انواع الكفر والمعاصي ، لانها كلها طاعة للشيطان وعبادة له . اه.

وقال القرطبي ...اي لا تطيعوه في معصيتي.

وقال الزمخشري ...عبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به...

وهذا المعنى مشهور مستفيض....وليس يقصد به الكفر والشرك خاصة.

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:05 PM
واختصارا.....

اشترط الشرع في عبادة الله تعالى عقد القلب.

ولم يشترط عقد القلب على شيءما في المعاصي بسائر انواعها من الصغائر الى الشرك الاكبر والكفر الاكبر لتكون معاص.

فالاعتقاد شرط في عبادة الله لتكون عبادة لله.

وليس الاعتقاد شرطا في المعصية لتكون معصية...ايا كانت هذه المعصية.

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 12:12 PM
كما قلت لك لانهم يريدون ان يسحبوا شروط عبادة الله على عبادة غير الله....فيقولوا : كما اشترط الشرع في عبادة الله الاعتقاد فكذلك عبادة غير الله يشترط فيها الاعتقاد ! اي اعتقاد انهم يطيعون الشيطان ..
بارك الله فيكبارك الله فيك اخى المجلسي الشنقيطي- المرجئة اشترطوا الاعتقاد فى التكفير -لخطئهم فى باب الايمان وان الايمان مجرد التصديق او اخراج الاعمال من مسمى الايمان لذلك اشترطوا الاعتقاد فى التكفير- لما حصروا الايمان فى الاعتقاد بالتالى حصروا المقابل له وهو الكفر فى الاعتقاد - هذا عند بعض طوائف المرجئة-- اما عند اهل السنة ان الايمان كما يكون بالاعتقاد والقول والعمل مجتمعين - اذا كان الثلاثة مطلوبين- واضرب مثال على التوحيد حتى لا نذهب بعيدا -قال الامام محمد بن عبد الوهاب لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شئ من هذه الاركان لم يكن الرجل مسلما - الشيخ جعل الاعتقاد ركن والقول ركن والعمل ركن - فلا بد من الاركان الثلاثة مجتمعة فان تخلف ركن من هذه الاركان الثلاثثة لم يكن الرجل مسلما---فى الايمان لابد من اجتماع جميع الشروط حتى يصير الرجل مسلما- وأمثل على ذلك بشروط لا اله الا الله- لا تنفع قائلها الا بعد استكمال شروطها -- اذا فى باب الايمان لابد من اجتماع الاركان الثلاثة حتى يتحقق الايمان - لانها فيما ترْكُه كُفْر شرط صحة وركن من اركان الايمان ----اما فى التكفير عند اهل السنة فلا يشترط اجتماع الثلاثة- ولكن ينتقض الايمان بواحد من الثلاثة- الكفر يكون بنقض احد الاركان الثلاثة - قد ينتقض باعتقاد مكفر -او قول مكفر او عمل مكفر--اما عند المرجئة لما كان الايمان محصور فى القلب كان مورد الكفر عندهم محصور فى الاعتقاد لذلك التزموا بقولهم لا كفر الا بالاعتقاد وهذا سببه فى الاصل الخطأ فى باب الايمان .......

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:13 PM
فيا اخي الكريم

ليس كلامي عن الترك بنية القصد والامتثال وبدون ذلك.

كلامي بعيد جدا عن هذا المعنى .

كلامي عما يلزمنا به اهل الارجاء في اشتراط عقد القلب في المعاصي ...شركا كانت او دونه....

فليس في الشرع هذا الشرط في المعاصي = اي عبادة الشيطان وطاعته.

ولكنه شرط معتبر في الطاعات الفعليه = عبادة الله.

فمن فعل الطاعات الفعليه نقول له هذه عبادة لله اذا جئت بعقد القلب.

ومن فعل المناهي قلنا له انت خالفت وعصيت واطعت الشيطان ابتداء، ولا نقول له لا تكون مطيعا للشيطان الا اذا قصدت.

ارجو ان يكون الامر واضحا.

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 12:15 PM
واختصارا.....

اشترط الشرع في عبادة الله تعالى عقد القلب.

ولم يشترط عقد القلب على شيءما في المعاصي بسائر انواعها من الصغائر الى الشرك الاكبر والكفر الاكبر لتكون معاص.

فالاعتقاد شرط في عبادة الله لتكون عبادة لله.

وليس الاعتقاد شرطا في المعصية لتكون معصية...ايا كانت هذه المعصية.ولكن إذا قامت عليه الحجة بعلمه تحريمها . فإن لم يعتقد تحريمها ويكرها وإلا عوقب على ترك الإيمان بتحريمها . [مجموع الفتاوى]

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 12:21 PM
قال السعدي في تفسير قوله تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان ....

قال: اي لا تطيعوه ، وهذا التوبيخ يدخل فيه التوبيخ عن جميع انواع الكفر والمعاصي ، لانها كلها طاعة للشيطان وعبادة له . اه.

وقال القرطبي ...اي لا تطيعوه في معصيتي.

وقال الزمخشري ...عبادة الشيطان طاعته فيما يوسوس به...

وهذا المعنى مشهور مستفيض....وليس يقصد به الكفر والشرك خاصة.بارك الله فيك إذا أطاع العبد الشيطان في معصية فهو عاص لله تعالى، وإذا أطاعه في الكفر فهو عابد للشيطان بذلك، وبطاعته له في الكفر يحكم بكفره وخروجه من الملة، وكذا إذا اتبع هواه في المعصية فهو عاص، وإذا اتبعه في الكفر فهو كافر ـ والعياذ بالله ـ فليست كل طاعة للهوى أو للشيطان كفرا، بل منها ما هو معصية ومنها ما هو كفر، والآيات المذكورة وردت في خطاب المشركين ، والذين أطاعوا أهواءهم، واتبعوا شياطينهم في الكفر بالله تعالى،قال الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله : . وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى – هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) --هل يمكن ان تقول لمن يفعل معصية او ذنب من الذنوب العملية انت عابد لغير الله هكذا باطلاق - لا يمكن ذلك هذا مقصدى بارك الله فيك

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:30 PM
اخي موضوع اقامة الحجة والاعذار هذا موضوع اخر....

ولماذا تقام عليه الحجة .....اليس لانها معصية ابتداء...

فهي في نفسها معصية.....سواء كان جاهلا او ناشئا ببادية بعيدة...او كان عالما انها معصية لكن غلبه الهوى.....كل ذلك لا يؤثر في كونها معصية في الشرع.

فالعقوبة امر اخر.

وانما الكلام في الفعل نفسه.

فعبادة الله لا تكون عبادة الا بعقد القلب وعمل الجوارح.

وعبادة الشيطان بالمعاصي وما فوقها هي طاعة للشيطان ومخالفة للرحمن ابتداء.

ومن هذا يظهر الخلط الذي يخلطه بعض الناس في الكلام عن العبادة في باب الايمان ، ويقصدون بذلك اشتراط عقد القلب في عبادة غير الله لانهم يخلطونها بعبادة الله.

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:44 PM
لا نقول له انت عابد للشيطان ، ولكن عند التأصيل نبين ان ان كل معصية هي عبادة للشيطان والنفس والهوى ، فالعاصي عبد للهوى والشيطان والنفس ، وهو عابد لهواه ولنفسه وللشيطان ،ومقام التأصيل والتقعيد غير مقام الدعوة.

وكما لا نقول للعاصي قد عهد الله اليك في سورة يس ان لا تعبد الشيطان....ولا انت عبد للشيطان ، فإننا نقول ان العاصي واقع في عبادة الشيطان لاشك....بمعنى انه طائع له .

فمقام التاصيل والتقعيد غير مقام الدعوة.

المجلسي الشنقيطي
2018-12-24, 12:47 PM
اخي الكريم....سعدت بمحاورتك.

شكرا على الفوائد.

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 01:00 PM
أخي الكريم محمد عبد اللطيف، بارك الله فيك وجعلك من عباده المخلصين.

كما قلتَ أخي، العبادة غاية الخضوع والتذلل، فإن صُرِف هذا المعنى إلى الله سبحانه وتعالى، فإن ذلك يكون عبادةً لله سبحانه وتعالى؛ وإن صُرِف هذا المعنى إلى الطاغوت، فإن ذلك يكون عبادةً للطاغوت.

الآن أريد أن أُورِدَ الإِشكال الذي مِن أجلِه طرحتُ هذا الموضوع.

قد علِمتَ أن التحليل والتحريم خاص بالله جل وعلا، وأنَّ تلقِّي التحريم والتحليل من غير الله هو عبادةٌ لذلك الغير من دون الله، وهذا منصوصٌ عليه في حديث عديّ ابن حاتم المشهور.

سؤالي هو حول دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع ل "العبادة" (الذي هو: غاية الخضوع والتذلل):


أولا، لا إشكال عندي أنّ تلقِّي التحليل والتحريم هو عبادة، وذلك لوجود النص على ذلك.

ثانيا، الإشكال فقط هو في معرفة وجه دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع الذي سبق ذِكرُه.

الإشكال: إذا قال قائلٌ أنه يخضع للجهة التي يأخذ منها التحليل والتحريم، لكنه لا يتذلل لتلك الجهة، فهو خاضع لأحكامها ويتلقى منها الحلال والحرام، لكن لا يتذلل لها، ففيه (الخضوع) لكن ليس فيه (التذلل)؛ فماذا نقول عن وجهِ دخول فِعلِه هذا في تعريف "العبادة" وضابطها الشامل؟

أرجوا أن يكون سؤالي ليس متبعثرا، وبارك الله فيك وفي الإخوة غيرك.

والسلام عليكم. بارك الله فيك أبو خبيب الصومالي - التحليل والتحريم اخى الفاضل أبو خبيب يدخل فى التعريف الثالث الذى ذكرته عن شيخ الاسلام فى تعريف العبادة - بالطاعة - فاذا كانت الطاعة فى التحليل والتحريم وتبديل الدين فهذه هى عبادة الشيطان والاحبار والرهبان ويسمى صاحبها عابد لغير الله - كما فى حديث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب قال فسمعته يقول { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم . -- فالطاغوت المعبود من دون الله--هنا- طاغوت الطاعة و المتابعة هو كل مطاع و متبع في الكفر سواء كان أمرا أو خبرا
فمن يشرع ويبدل ويحلل ويحرم و يأمر الناس بالكفر بالله و يقهرهم عليه أو يزينه لهم فهو داخل في طاغوت الطاعة و المتابعة
كمن يأمر اتباعة بمحاربة الدين والشريعة الاسلامية و حماية مشاهد الشرك كالقبور المعبودة من دون الله أو بمظاهرة المشركين على المسلمين و غيرها من الاعمال و الأقوال المكفرة
و الإيمان به يكون بطاعته في هذه الأقوال و الأعمال المكفرة
فهذا داخل في طاغوت الطاعة و المتابعة -وكذلك - مثل من يحلل الحرام المجمع عليه أو يحرم الحلال المجمع عليه أو يدعي علم الغيب أو الكهان أو السحرة أو مدعي النبوة
و الإيمان بهؤلاء يكون بتصديقهم في هذه الأخبار المخالفة لكتاب الله التي تتضمن التكذيب والكفر بالكتاب و السنة .

قال شيخ الإسلام: (... والمطاع في معصية اللّه، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق - سواء كان مقبولاً خبره المخالف لكتاب اللّه، أو مطاعاً أمره المخالف لأمر اللّه - هو طاغوت؛ ولهذا سمي من تحوكم إليه، أو من حاكم بغير كتاب اللّه طاغوت). مجموع الفتاوى (28/201).
وقال أيضا: ( و متى ترك العالم ما علمه من كتاب الله و سنة رسوله و اتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله و رسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا و الآخرة ) مجموع الفتاوى [35 \372-373].
وقال أيضا: ( وهؤلاء الذين تخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله او تحريم الحلال يكونون على وجهين أحدهما أنهم يعلمون انهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركا وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون
الثاني أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم مايفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنما الطاعة في المعروف...) كتاب الإيمان ص67

قال ابن القيم رحمه الله في تعريفه للطاغوت: (أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله فهذه طواغيت العالم ).
قال الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله : ( ويفهم من هذه الآيات كقوله: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)- أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر؛ كقوله فيمن اتبع تشريع الشبطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى – هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: (يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً)، وقوله تعالى: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً) أي ما يعبدون إلا شيطاناً، أي و ذلك باتباع تشريعه؛ ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ..) الآية. وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ..) الآية –فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم في ذلك، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً. ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب؛ وذلك في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً).
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليه وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم.) أضواء البيان [ج4-ص91-92].---------قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله في رسالته ( كلمات في بيان الطاغوت ) : (وحاصله: أن الطاغوت ثلاثة أنواع، طاغوت حكم، وطاغوت عبادة، وطاغوت طاعة ومتابعة، والمقصود في هذه الورقة هو طاغوت الحكم، فإن كثيرا من الطوائف المنتسبين إلى الإسلام، قد صاروا يتحاكمون إلى عادات أبائهم، ويسمون ذلك الحق بشرع الرفاقة، كقولهم شرع عجمان، وشرع قحطان، وغير ذلك، وهذا هو الطاغوت بعينه، الذي أمر الله باجتنابه) الدرر السنية (10/502-511).-------المحصلة من ذلك اخى الكريم أبو خبيب الصومالي أن الطاعة فى التحليل والتحريم تندرج فى التعريف الثالث الذى ذكرناه سابقا فى تعريف العبادة بالطاعة بالتفصيل الذى تقدم ذكره ---
الإشكال فقط هو في معرفة وجه دخول هذا النوع من العبادة، في التعريف الجامع الذي سبق ذِكرُه.
بالتفريق بين تنوع مفهوم العبادة وتعريفاتها يزول الاشكال - -- وكذلك التفريق بين انواع الطواغيت الثلاثة السابقة - طاغوت الحكم، وطاغوت العبادة، وطاغوت الطاعة والمتابعة- بتنزيل المعانى والتعريفات المناسبة على ما يقابلها يزول الاشكال --وقد حصل إشكال لعدى بن حاتم حينما اتى للنبى صلى الله فظن ان عبادة الاحبار والرهبان تكون بالصلاة والذل والخضوع والسجود وغيره من انواع العبادة التى تدخل فى معنى العبادة - فبين له النبى صلى الله عليه وسلم ان العبادة اعم من كونها خضوع وتذلل وصلاة لغير الله وانها تكون كذلك بالطاعة فى التحليل والتحريم وان الطاعة فى التحليل والتحريم معنى من معانى العبادة--بين له النبى صلى الله عليه وسلم ان معنى العبادة اعم من كونها صلاة او سجود او ركوع او خضوع وتذلل وتعبد لغير الله- بين النبى صلى الله عليه وسلم لعدى بن حاتم ان العبادة قد تكون من جهة الطاعة والمتابعة وتبديل الدين -قال قلت يا رسول الله إنهم لم يكونوا يعبدونهم قال أجل ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمونه فتلك عبادتهم لهم .

محمدعبداللطيف
2018-12-24, 01:16 PM
وكما لا نقول للعاصي قد عهد الله اليك في سورة يس ان لا تعبد الشيطان....ولا انت عبد للشيطان ، فإننا نقول ان العاصي واقع في عبادة الشيطان لاشك....بمعنى انه طائع له .

فمقام التاصيل والتقعيد غير مقام الدعوة.قال الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله : ( ويفهم من هذه الآيات كقوله: (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)- أن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله أنهم مشركون بالله، وهذا المفهوم جاء مبيناً في آيات أخر؛ كقوله فيمن اتبع تشريع الشبطان في إباحة الميتة بدعوى أنها ذبيحة الله: (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُم ْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) فصرح بأنهم مشركون بطاعتهم. وهذا الإشراك في الطاعة، واتباع التشريع المخالف لما شرعه الله تعالى – هو المراد بعبادة الشيطان في قوله تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)، وقوله تعالى عن نبيه إبراهيم: (يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً)، وقوله تعالى: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً) أي ما يعبدون إلا شيطاناً، أي و ذلك باتباع تشريعه؛ ولذا سمى الله تعالى الذين يطاعون فيما زينوا من المعاصي شركاء في قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ..) الآية. وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا لعدي بن حاتم رضي الله عنه لما سأله عن قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ..) الآية –فبين له أنهم أحلوا لهم ما حرم الله، وحرموا عليهم ما أحل الله فاتبعوهم في ذلك، وأن ذلك هو اتخاذهم إياهم أرباباً. ومن أصرح الأدلة في هذا: أن الله جل وعلا في سورة النساء بين أن من يريدون أن يتحاكموا إلى غير ما شرعه الله يتعجب من زعمهم أنهم مؤمنون، وما ذلك إلا لأن دعواهم الإيمان مع إرادة التحاكم إلى الطاغوت بالغة من الكذب ما يحصل منه العجب؛ وذلك في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً).
وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور: أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليه وسلم، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم.) أضواء البيان [ج4-ص91-92]


اخي الكريم....سعدت بمحاورتك.

شكرا على الفوائد. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على حُسْن خُلُقِكَ

أبو محمد المأربي
2018-12-25, 08:32 AM
فإن أرادوا بالعبادة عبادة الله فهي قول وعمل ، فلا تكون عبادة لله إلا بالقلب والجوارح .
وإن أرادوا بالعبادة عبادة الشيطان فمجرد الوقوع فيها يجعلها معصية ، وليس شرطا ان يخطر بباله أنه يعبد الشيطان ، والدليل قوله تعالى:ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان ! فقد عبدوه بالذنوب والمعاصي والشرك ، وإن لم يخطر ببالهم أنهم يعبدونه .والله اعلم .أرجو أن يزول عنك هذا الإشكال .
جزاك الله خيرا فقد أجدت في البيان، ولا يخفى هذا التحرير إلا على من لم يعرف قاعدة الشرع في الجنس المنقسم إلى مأمور به ومنهي عنه وأن المأمور به يختصّ بقيود وشروط لا تراعى في المنهي عنه؛ لأسباب:
منها: أنّ النّهي يعمّ كلّ ما دخل في اللفظ أو المعنى، وينهى عنه بكلّ حال سواء قصد المكلف أو لم يقصد، كما يحرم السجود للشمس والقمر والطواغيت كما قالi: ﴿لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهنّ﴾ سواء كان السجود إلى القبلة أم إلى غيرها، وسواء كان مع الوضوء أم لا، وسواء كان بنية التقرب أم بغيرها.
فكلّ ذلك شرك وعبادة لغير الله؛ لأنّ النّهي يعمّ كلّ ما يسمّى سجوداً على أيّ صورةٍ كان.
أمّا السّجود المشروع فلا يكون سجودا لله وعبادةً له إلا بقيود وشروط لا تراعى في السجود المنهي عنه وهو السجود لغير الله.
يقول ابن تيمية (728هـ): (السجود الواجب يشترط له شروط يكون بها أخص، بل العبادة الواجبة يشترط لها شروط شرعية، والعبادة لغير الله محرمة على كل حال) (جامع المسائل (8/26).
وقال النووي (676هـ) في السجود بين يدي المشايخ:(...ما يفعله كثيرون من الجهلة الظّالمين من السّجود بين يدي المشايخ، فإنّ ذلك حرام قطعاً بكلّ حال، سواء كان إلى القبلة أو غيرها، وسواء قصد السجود لله تعالى، أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضي الكفر) روضة الطالبين (1/616).
ومن هذا الباب: الموالاة المأمور بها لأنها قائمة على أساس الحب لله ورسوله وكتابه والمسلمين لإيمانهم.
أما الولاية الكفرية، فلا يشترط أن تكون على أساس الاعتقاد أو الحبّ للديانة الكفرية، أو البغض لدين الإسلام، فلا تقاس المنهي عنها على المأمور بها لافتراق البابين - باب الأمر والنهي -.
وعلى هذا فمن ظاهرهم فقد تولاهم على أيّ وجهٍ وأيّ صورةٍ ولأيّ غرض تولّاهم، سواء كانت على أساس الحب للديانة الكفرية، أم لطمعٍ الدنيا؛ لأنّ أفعال النهي والنفي في الآيات نكرات تفيد العموم؛ فيعمّ جميع الصور الداخلة في النص كالسجود المنهي عنه.
ورغم هذا، فالولاية الظاهرة تدلّ على الباطنة الكفرية؛ فمن والى الكفار ظاهراً، فهو يواليهم باطنا لاستلزام الكفر الظاهر للكفر الخفيّ إلا بمانع معتبر.
ومنها: أنّ الكفر أسرع ثبوتاً من الإسلام ولهذا لو نوى الكافر أن يسلم غداً لم يكن مسلما في الحال، ولو نوى المسلم أن يكفر بعد عشرين عاما كفر في الحال بالإجماع، ولو التزم الكافر شريعة من شرائع الإسلام لم يصر مسلما، ولو جحد المسلم شرعا واحدا كفر؛ فلا يجوز قياس المأمور به على المنهي عنه في هذا الباب.

المجلسي الشنقيطي
2018-12-25, 01:12 PM
جزاك الله خيرا فقد أجدت في البيان، ولا يخفى هذا التحرير إلا على من لم يعرف قاعدة الشرع في الجنس المنقسم إلى مأمور به ومنهي عنه وأن المأمور به يختصّ بقيود وشروط لا تراعى في المنهي عنه؛ لأسباب:
منها: أنّ النّهي يعمّ كلّ ما دخل في اللفظ أو المعنى، وينهى عنه بكلّ حال سواء قصد المكلف أو لم يقصد، كما يحرم السجود للشمس والقمر والطواغيت كما قالi: ﴿لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهنّ﴾ سواء كان السجود إلى القبلة أم إلى غيرها، وسواء كان مع الوضوء أم لا، وسواء كان بنية التقرب أم بغيرها.
فكلّ ذلك شرك وعبادة لغير الله؛ لأنّ النّهي يعمّ كلّ ما يسمّى سجوداً على أيّ صورةٍ كان.
أمّا السّجود المشروع فلا يكون سجودا لله وعبادةً له إلا بقيود وشروط لا تراعى في السجود المنهي عنه وهو السجود لغير الله.
يقول ابن تيمية (728هـ): (السجود الواجب يشترط له شروط يكون بها أخص، بل العبادة الواجبة يشترط لها شروط شرعية، والعبادة لغير الله محرمة على كل حال) (جامع المسائل (8/26).
وقال النووي (676هـ) في السجود بين يدي المشايخ:(...ما يفعله كثيرون من الجهلة الظّالمين من السّجود بين يدي المشايخ، فإنّ ذلك حرام قطعاً بكلّ حال، سواء كان إلى القبلة أو غيرها، وسواء قصد السجود لله تعالى، أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضي الكفر) روضة الطالبين (1/616).
ومن هذا الباب: الموالاة المأمور بها لأنها قائمة على أساس الحب لله ورسوله وكتابه والمسلمين لإيمانهم.
أما الولاية الكفرية، فلا يشترط أن تكون على أساس الاعتقاد أو الحبّ للديانة الكفرية، أو البغض لدين الإسلام، فلا تقاس المنهي عنها على المأمور بها لافتراق البابين - باب الأمر والنهي -.
وعلى هذا فمن ظاهرهم فقد تولاهم على أيّ وجهٍ وأيّ صورةٍ ولأيّ غرض تولّاهم، سواء كانت على أساس الحب للديانة الكفرية، أم لطمعٍ الدنيا؛ لأنّ أفعال النهي والنفي في الآيات نكرات تفيد العموم؛ فيعمّ جميع الصور الداخلة في النص كالسجود المنهي عنه.
ورغم هذا، فالولاية الظاهرة تدلّ على الباطنة الكفرية؛ فمن والى الكفار ظاهراً، فهو يواليهم باطنا لاستلزام الكفر الظاهر للكفر الخفيّ إلا بمانع معتبر.
ومنها: أنّ الكفر أسرع ثبوتاً من الإسلام ولهذا لو نوى الكافر أن يسلم غداً لم يكن مسلما في الحال، ولو نوى المسلم أن يكفر بعد عشرين عاما كفر في الحال بالإجماع، ولو التزم الكافر شريعة من شرائع الإسلام لم يصر مسلما، ولو جحد المسلم شرعا واحدا كفر؛ فلا يجوز قياس المأمور به على المنهي عنه في هذا الباب.

أكرمك الله أخي ، وأحسن إليك ، وقد كفيتَ وشفيتَ أيضا ، بارك الله فيك .

والحيلة التي احتالها المرجئة أو احتالها عليهم الشيطان ، هي أن الأمر في أصله = أعني معنى العبادة ، هو في الأصل مسمى الإيمان تماما ، غير أنهم علموا أن الحديث هو عن " الإيمان بالله خاصة " ، فماذا فعلوا ، نقلوا البحث إلى ساحة أخرى ألا وهي مسمى : "العبادة" ، وخدعوا كثيرا من الناس ، وقد انخدعنا بهم زمنا ، وكان الأصل أن يبحثوا في مسمى " عبادة الله " ، لا مطلق العبادة .

فماذا كان ؟
جعلوا عبادة الشيطان = جنس المنهيات التي لا يشترط فيها عقد القلب مثل عبادة الله التي يشترط فيها عقد القلب .

فتلاعبوا بكثير من الناس والله والمستعان.
فالسؤال الحقيقي هو : ما هي عبادة الله ؟
أو ما هي عبادة الشيطان ؟

محمدعبداللطيف
2018-12-25, 01:43 PM
جزاك الله خيرا فقد أجدت في البيان، ولا يخفى هذا التحرير إلا على من لم يعرف قاعدة الشرع في الجنس المنقسم إلى مأمور به ومنهي عنه وأن المأمور به يختصّ بقيود وشروط لا تراعى في المنهي عنه؛ لأسباب:
منها: أنّ النّهي يعمّ كلّ ما دخل في اللفظ أو المعنى، وينهى عنه بكلّ حال سواء قصد المكلف أو لم يقصد، هل ما سبق مما نقلته يصطدم مع ما نقلته اخى أبو محمد المأربي - لو راجعت كلامى جيدا اخى المأربي لوجدته مكمل وموضح ومفصل لعموم كلام الاخ المجلسى ودافع لما يُظن فيه الاضطراب وليس ناقض للقاعدة كما تظن اخى الكريم-فارجع البصر وأْتِنى بغير ذلك -و حتى تعريف القصد عندك وعند الاخ المجلسى الشنقيطى من جهة الاجمال لا غبار عليه -- ومن جهة التفصيل ناقص وانا كما لو راجعت ما سبق اكمل ما نَقُصَ - والمثال واضح-كما فى كلام الاخ المجلسى فى ان المعاصى عبادة للشيطان - فقد دفعت الاضطراب فيها كما ترى ......مشكلتك انت اخى الكريم ابو محمد المأربى والمجلسى العمومات هى التى تجعل الكلام مضطرب- وانا ان شاء الله ادفع الاضطراب فى كلامكم فان ادعيتم غير ذلك فلما لم تفصلوا وتفرقوا فى مسألة - ان المعاصى عبادة للشيطان هل يصح هذا الاطلاق هكذا بدون تفصيل--الامر الثانى والأهم عندى وهو اشتراط القصد فيه تفصيل وبيان - اظن انكم غفلتم او تغافلتم عنه سواء بقصد او غير قصد - فاذا فصلتم لم يكن فى كلام الاخ المجلسى اى ايهام وكلامك اخى الكريم ابو محمد المأربى وتوضيح القاعدة فيه صحيح لا غبار عليه ولكن كلام المجلسى فى عدم اشتراط القصد فى فعل المعاصى او الشرك او الكفر يحتاج تفصيل وتفريق وتأصيل - تفريق بين القصد الى الفعل والقصد من الفعل - وكذلك الفرق بين الامور الصريحة والمحتملة فى اشتراط القصد من الفعل- هل عندكم عدم اشتراط القصد من الفعل عام ام فيه تفصيل-- -- لن اخوض فى مسألة التحسين والتقبيح والمعلوم بالفطرة وما يتوقف علمه على الخبر حتى لا أشتت الموضوع --- - وانما اليكم كلام الاخ الغليفى فى التفريق بين القصد الى الفعل والقصد من الفعل - يوفر عناء الكتابة ويفى بالمقصود بما اجمل فى كلام المجلسى من عدم اشتراط القصد[اقصد التعميم فى عدم الاشتراط بدون قيد كما سنوضح]
============================== ====
وهذا تفريق حسن بين قصد الكفر وبين قصد فعل الكفر ، فأهل السنة لا يقيدون الكفر بالقصد - أي قصد الكفر - بل بقصد فعل الكفر ، إذ أنه لا يقصد أحد الكفر إلا أن يشاء الله ، فهنا لا فرق بين قصد الكفر وقصد فعل الكفر، فالذي لم يقصد الكفر معذور ، فاشتراط القصد بمعنى النية والاعتقاد أي ينوي فعل الكفر ويعتقده وهو يعلم أنه كفر أو لا يعلم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم اشتراط القصد بمعنى الاعتقاد والنية : " وبالجملة فمن قال أو فعل الكفر ، كفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرًا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله " .
وعلى ذلك فإن القصد يأتي بمعان... منها :
1- القصد بمعنى الإرادة الجازمة ويسمى القصد إلى الفعل ، والعزيمة والعمد ، فإذا تعرَّى الفعل عن القصد بهذا المعنى فإنه يدخل تحت باب الخطأ ، وصورته مثل رجل وقع منه المصحف وهو لا يدري أنه مصحف ، ففي هذه الصورة انتفت الإرادة والعزيمة والقصد والعمد - القصد إلى الفعل المكفر.
2- القصد بمعنى اختيار الكفر وإتيان الفعل المكفر طواعية مختارًا ، وهذا لا خلاف فيه ، إذ أنه فعل الكفر وقصده وهو يعلم أنه كفر مختارًا طائعًا دون إكراه.
3- القصد بمعنى الاعتقاد والنية ، بمعنى أنه يأتي الفعل معتقدًا أنه كفر ناويًا الوقوع في الكفر ، والقاعدة المقررة في ذلك أن الحكم بالكفر والإيمان مبناهما على الظاهر دون النظر إلى المقاصد والنيات .
أما ما يقع من الإنسان من سبق اللسان لشدة الفرح أو دهش أو خوف شديد ، فهذا لا يكفر لعدم قصده إلى الكفر ، وهذا وضع اتفاق بين أكثر العلماء ، فهناك فرق بين قصد الكفر وقصد الفعل المكفر كما سبق.
أما قصد فعل الكفر فهو المعتبر في الحكم ، إذ لا يكفر الإنسان حتى يقصد الكفر وينويه ويعتقده ، مثال ذلك : رجل سجد لصنم وهو يعلم أنه صنم ، وطاف حول قبر أو ضريح وهو يعلم أنه يطوف حول قبر مثل البدوي والدسوقي والحسين ، وليس الكعبة المشرفة ، ومثل رجل سبَّ الدين وشتم الله ورسوله وهو يعلم أنه سبَّ الله ورسوله ، ومثل رجل يذبح شاة عند قبر الولي وهو يعلم أنه يذبح عند القبر وليس في مكة مثلاً ناسكًا ، ففي كل هذه الحالات يكفر لأنه فعل الكفر بصرف النظر ، هل هو يعلم أن ما فعله شرك وكفر أو لا يعلم . المهم هو قصد الفعل المُكفر وفعله ، فقصد الفعل هو المقيد لا قصد الكفر ، كما سبق ، أما انتفاء القصد بمعنى النية والإرادة مثل : رجل جامع امرأة أجنبية يظنها زوجته ، أو أراد وقصد شرب ماء فوجده خمرًا ، أو طاف بقبر يظنه الكعبة ، أو أراد وقصد رمي كافر فرمى مسلمًا ، أو أراد سب كافر فسبق لسانه وسب مسلمًا ، أو رمى مصحفًا يظنه كتاب أو جريدة ، كل هذه الحالات ترفع الإثم والعقوبة وصاحبها معذور لانتفاء قصد الفعل وقصد الكفر ، ويدخل في ذلك كما سبق ، سبق اللسان من باب الخطأ والنسيان وهذا كله في الأقوال الظاهرة الغير محتملة ، أما الأقوال المشتبهة التي لا تدل دلالة صريحة على الكفر ، فهذه لا يكفر صاحبها إلا بعد معرفة مراده وقصده من الفعل لأنها أقوال محتملة ومشتبهة.
الشاهد أن المرء قد يقع في الكفر والشرك وهو لا يشعر ولا يقصد الوقوع في ذلك ، فلا يكون عدم قصده رافعًا للإثم الشرعي عنه ، وهذا واضح بنص ومنطوق آيات التوبة والاستهزاء والحجرات .
" فالإنسان قد يكفر بالمقالة المكفرة وإن كان عند نفسه لم يأت بمكفر ، كما حدث من المنافقين في غزوة تبوك ، فهؤلاء ظنوا أن ذلك ليس بكفر ، ولكن الآيات دليل على أن الرجل إذا فعل الكفر ولم يعلم أو لم يعتقد أنه كافر لا يعذر بذلك بل يكفر بفعله القولي والعملي ، كالذي يطوف حول القبور ويذبح لها وينذر لها ويدعو أصحابها ويستغيث بهم من دون الله ، والذي يتحاكم إلى الطاغوت ويرضى بحكمه ويبدل شرع الله ، وهو يظن عند نفسه أنه لم يأت كفرًا ولم يفعل كفرًا ولم يكفر عند نفسه ، بل يعتقد أن ما يفعله هو قربة لله تعالى وطاعة ، فهذا يكفر ظاهرًا بفعله وقوله الكفر ؛ فتقام عليه الحجة الحدية التي هي الاستتابة ليرجع عن قوله ويتوب من فعله فإن أصرَّ كفر ظاهرًا وباطنًا ، فالبيان وإقامة الحجة الحدية عليه للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به لا ليسمى كافرًا بعد البيان ، فإنه يسمى كافرًا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلاً لغير الله ، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يُغفر له ويخلد في النار ويسمى مشركًا بما ظهر منه من شرك"
فهل ترى يا أخا التوحيد في هذا الكلام غموضًا أو لبسًا أم هو واضح وصريح في أنه من ارتكب الشرك يسمى مشركًا ، فالذي يفرق بين الفعل والفاعل ولا يسمى المشرك باسمه ، ويتأول كلام العلماء ويصرفه عن ظاهره ، وهذا خلل في تعريف القصد ، فمن طاف بالقبر ونذر له وذبح له وهو يعلم أنه قبر ولي أو نبي أو غيره ، وخرج من بيته قاصدًا القبر بطوافه أو ذبحه أو دعائه عازمًا على ذلك ، فهو كافر ، وإن لم يقصد بهذه العبادة إلا التقرب إلى الله وإن لم يقصد الكفر بهذا الفعل - كما مر معك - فهذا لا عذر له ، وهذا بخلاف من طاف حول قبر يظنه الكعبة ، أو قصد شرب ماءٍ فوجده خمرًا فهذا - كما مر معك - لا يكفر ولا يؤاخذ بهذا لانتفاء القصد ، وعدم وضوح ذلك يؤدي إلى إشكالات كثيرة فيجب مراجعة العلماء أهل العلم والتحقيق في ذلك. وأصل الشبهة التي دخلت على هؤلاء الإخوة الذين يفرقون بين الفعل والفاعل ويتوقفون في إطلاق اسم مشرك على كل من قام به الشرك ظاهرًا .. أصل الشبهة أنهم تركوا النصوص المحكمة من القرآن والسنة وفهم الصحابة وتأولوا كلام العلماء ، فطرحوا النص ، واتبعوا التأويل

أبو محمد المأربي
2018-12-25, 02:19 PM
هل ما سبق مما نقلته يصطدم مع ما نقلته اخى أبو محمد المأربي - لو راجعت كلامى جيدا اخى المأربي لوجدته مكمل وموضح ومفصل لعموم كلام الاخ المجلسى ودافع لما يُظن فيه الاضطراب وليس ناقض للقاعدة كما تظن اخى الكريم-فارجع البصر وأْتِنى بغير ذلك -و حتى تعريف القصد عندك وعند الاخ المجلسى الشنقيطى من جهة الاجمال لا غبار عليه -- ومن جهة التفصيل ناقص وانا كما لو راجعت ما سبق اكمل ما نَقُصَ - والمثال واضح-كما فى كلام الاخ المجلسى فى ان المعاصى عبادة للشيطان - فقد دفعت الاضطراب فيها كما ترى ......مشكلتك انت اخى الكريم ابو محمد المأربى والمجلسى العمومات هى التى تجعل الكلام مضطرب- وانا ان شاء الله ادفع الاضطراب فى كلامكم فان ادعيتم غير ذلك فلما لم تفصلوا وتفرقوا فى مسألة - ان المعاصى عبادة للشيطان هل يصح هذا الاطلاق هكذا بدون تفصيل--الامر الثانى والأهم عندى وهو اشتراط القصد فيه تفصيل وبيان - اظن انكم غفلتم او تغافلتم عنه سواء بقصد او غير قصد - فاذا فصلتم لم يكن فى كلام الاخ المجلسى اى ايهام وكلامك اخى الكريم ابو محمد المأربى وتوضيح القاعدة فيه صحيح لا غبار عليه ولكن كلام المجلسى فى عدم اشتراط القصد فى فعل المعاصى او الشرك او الكفر يحتاج تفصيل وتفريق وتأصيل - تفريق بين القصد الى الفعل والقصد من الفعل - وكذلك الفرق بين الامور الصريحة والمحتملة فى اشتراط القصد من الفعل- هل عندكم عدم اشتراط القصد من الفعل عام ام فيه تفصيل-- -- بارك الله في الأخوين الكريمين (محمد والمجلسي)، وأقول بالنسبة لأخي محمد، ليعذرني إن قلتُ: أضحكتني أضحك الله سنّك بالخير والعافية= فوالله لم أردك ولم أقصدك بهذا التعليق فلا حاجة لوضع الخط الأحمر على كلمة (من لم يعرف قاعدة الشرع)!والشاهد أني لم أردّ على ما تفضلت به لا تأصيلا ولا تفصيلا، إنما أردت إضافة بيان وتوضيح من حيث الجملة لقاعدة الفرق بين المأمور به في الشرع وبين المنهي عنه في الشرع؛ ولهذا لم أتطرق إلى التفاصيل التي تشبه الخلاف بينك وبين المجلسي. على أني لا أرى خلافا حقيقيا بينكما، إنما الشأن في الإطلاق في موضع التقييد، أو التعميم في موضع التخصيص حذار المضلة ببعض الألفاظ المجملة// فامش على بركة الله فما بك بأس ولا ملام عليك في التفصيل الذي ذكرتَه في المشاركات، ولا حرج على المجلسي في التفريق بين المقامات، ولا أظنّه يخالفك على التحقيق في التفصيل.

أبو محمد المأربي
2018-12-25, 02:44 PM
فالسؤال الحقيقي هو : ما هي عبادة الله ؟ أو ما هي عبادة الشيطان ؟جزاك الله خيراً......... أحسن التعاريف في تقديري لعبادة الله عز وجل ما حرّره أبو القاسم الراغب الأصبهاني بقوله:(العبادة: فعل اختياري، مناف للشهوات البدنية، تصدر عن نية، يراد بها التقرب إلى الله تعالى، طاعةً للشريعة؛ فقولنا: فعل اختياري يخرج منه الفعل التسخيري والقهري، ويدخل فيه الترك الذي هو على سبيل الاختيار، فإن الترك ضربان: ضرب على سبيل الاختيار، وهو فعل، وضرب هو العدم المطلق لا اختيار معه، بل هو عدم الاختيار، وليس بفعلٍ. وبقولنا: مناف للشهوات البدنية: يخرج منه ما ليس بطاعة. وأما الأفعال المباحة كالأكل والشرب ومجامعة المرأة فليس بعبادة من حيث إنها شهوة ولكنها قد تكون عبادة إذا تحُرّي بها حكم الشريعة. وإنما قيل: تصدر عن نية يراد بها التقرب إلى الله تعالى؛ لأنها إن خلت عن نيّة، أو صدرت عن نية لم يقصد بها التقرب إلى الله تعالى، بل أريد بها مراءاة لم تكن أيضا عبادةً. وإنما قيل: طاعة للشريعة؛ لأن من أنشأ من نفسه فعلا ليس بسائغ في الشريعة لم يكن عبادةً وإن قصد به التقرب إلى الله تعالى؛ فالعبادة إذاً فعل يجمع هذه الأوصاف كلها). تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين (ص85).

محمدعبداللطيف
2018-12-25, 03:59 PM
على أني لا أرى خلافا حقيقيا بينكما، إنما الشأن في الإطلاق في موضع التقييد، أو التعميم في موضع التخصيص حذار المضلة ببعض الألفاظ المجملة -
بارك الله فيك وجزاك خيرا - يبقى مسألة مهمة اختلفنا فيها فى موضوع سابق لم يتسنى لى الرد فيها --[كنت اود اخى الكريم ابو محمد المأربى بيان وتوضيح الرد على كلامك - وهو - ان الاصل في من كان فى دار كفر طارئ يغلب على اهله الردة او الشرك او الكفر -- دَعْوَاك الاصل فى مجهول الحال فى هذه الدار الموصوفة بانها دار كفر طارئ وان غالب اهلها الشرك والكفران -والشرك فيها [فاشيا ظاهرا بلا انكار] قُلْتَ ان الاصل فى مجهول الحال فيها انه يستصحب له اصل الاسلام- مخالف بذلك سيرة ابو بكر الصديق وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين فى حكمهم - على أمثال هذه الديار و مخالفا القواعد المقررة واحكام الديار وساكنيها - ففى ديار الردة - من المقرر ان سيرة الصحابة فيهم سيرة واحدة وهى قتل مقالتهم وسبى ذراريهم وغنيمة اموالهم والشهادة على قتلاهم بالنار- وفى قصة خالد بن الوليد رضى الله عنه مع مجاعة ما يغنى عن ضرب الامثلة ----ثم تأتى وتدعى ان مجهول الحال فى دار الكفر الطارئ التى يغلب على اهلها الشرك والكفر [ التى فيها الشرك ظاهرا فاشيا بلا انكار ] ادعيت انه مسلم استصحابا باقامته الشعائر - مع وجود الناقض الغالب على اهل الدار-- ضاربا بعرض الحائط اجماع الصحابة وسيرتهم على اعتبار حكم الغالب فى المرتدين ومانعى الزكاة- فالصحابة لم يعتبروا الشعائر مع ظهور الكفر والردة اذا كانت غالبة ظاهرة هذا هو الضابط المجمع عليه [الظهور والغلبة مع عدم الانكار] هذا هو المسطَّر فى سيرة الصحابة الكرام رضى الله عنهم ...................... قال الشيخ حمد بن عتيق.وأما إذا كان الشرك فاشيا، مثل دعاء الكعبة والمقام والحطيم، ودعاء الأنبياء والصالحين، وإفشاء توابع الشرك، مثل الزنى والربا، وأنواع الظلم، ونبذت السنة وراء الظهر، وفشت البدع والضلالات، وصار التحاكم إلى الأئمة الظلمة، ونواب المشركين، وصارت الدعوة إلى غير القرآن والسنة، وصار هذا معلوما في أي بلد كان، فلا يشك من له أدنى علم: أن هذه البلاد، محكوم عليها بأنها بلاد كفر وشرك; لا سيما إذا كانوا معادين لأهل التوحيد، وساعين في إزالة دينهم، ومعينين في تخريب بلاد الإسلام; وإذا أردت إقامة الدليل على ذلك، وجدت القرآن كله فيه، وقد أجمع عليه العلماء، فهو معلوم بالضرورة عند كل عالم.وجماع الأمر أنه إذا ظهر في بلد: دعاء غير الله، وتوابع ذلك، واستمر أهلها عليه، وقاتلوا عليه، وتقرَّرت عندهم عداوة أهل التوحيد، وأبوا عن الانقياد للدين، فكيف لا يحكم عليها بأنها بلد كفر - ولو كانوا لا ينتسبون لأهل الكفر وأنهم منهم بريئون - مع مسبتهم لهم وتخطئتهم لمن دان به، والحكم عليهم بأنهم خوارج أو كفار، فكيف إذا كانت هذه الأشياء كلها موجودة فهذه مسألة عامة كلية -----قال الشيخ سليمان بن سحمان فى كشف الاوهام..قد أجمع العلماء على أن مكة المشرفة قبل الفتح دار كفر وحرب لا دار إسلام ولو كان فيها القسمان المذكوران ولم يقسم أحد من العلماء هذا التقسيم للدار في قديم الزمان وحديثه بل هذا التقسيم للساكن فيها ولا حكم يتعلق بهذين القسمين بل الحكم للأغلب من أهلها[مهم جدا] إذ هم الغالبون القاهرون من عداهم ومن سواهم مستخف مستضعف مضهود مقهور لا حكم له .....القسم الرابع وهم الذين عنى الله بقوله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم هم من كان كافرا ظاهرا مؤمنا باطنا فهؤلاء كانوا يكتمون إيمانهم في قومهم ولا يتمكنون من إظهاره فهم في الظاهر لهم حكم الكفار......وكل بلد من بلاد الكفر فيها نوع من هؤلاء يكون حكمها كذلك عند هذا المتنطع المتمعلم.....وأما حكم العاصي الظالم القادر على الهجرة الذي لا يقدر على إظهار دينه فهو على ما ظهر من حاله فإن كان ظاهره مع أهل بلده فحكمه حكمهم في الظاهروإن كان مسلما يخفي إسلامه..هل ضابط الحكم على الدار منوط باقامة الشعائر صحيح (http://majles.alukah.net/t163171/)

.وبذلك عارضوا الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، في أصل هذه الدعوة، ومن له مشاركة فيما قرره المحققون، قد اطلع على أن البلد، إذا ظهر فيها الشرك، وأعلنت فيها المحرمات، وعطلت فيها معالم الدين، أنها تكون بلاد كفر، تغنم أموال أهلها، وتستباح دماؤهم، وقد زاد أهل هذه البلد، بإظهار المسبة لله ولدينه، ووضعوا قوانين ينفذونها في الرعية، مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد علمت أن هذه كافية وحدها، في إخراج من أتى بها من الإسلام.
هذا ونحن نقول: قد يوجد فيها من لا يحكم بكفره في الباطن، من مستضعف ونحوه; وأما في الظاهر فالأمر - ولله الحمد - واضح، ويكفيك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في أهل مكة، مع أن فيهم مستضعفين، وكذلك ما فعله أصحابه بكثير ممن ارتد عن الإسلام، من استباحة الدم والمال والعرض، وكل عاقل وعالم يعلم أن ما أتى به هؤلاء من الكفر والردة، أقبح وأفحش وأكثر مما فعله أولئك.
فارجع النظر في نصوص الكتاب والسنّة، وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، تجدها بيضاء نقية، لا يزيغ عنها إلا هالك ثم فيما ذكر العلماء، وارغب إلى الله في هداية القلب، وإزالة الشبهة، وما كنت أظن أن هذا يصدر من مثلك، ولا يغتر بما عليه الجهال، وما يقوله أهل الشبهات.
فإنه قد بلغني: أن بعض الناس، يقول: في الأحساء من هو مظهر دينه، لا يرد عن المساجد والصلاة، وأن هذا عندهم هو إظهار الدين; وهذه زلة فاحشة، غايتها: أن أهل بغداد، وأهل مَنْبَجْ، وأهل مصر، قد أظهر من هو عندهم دينه، فإنهم لا يمنعون من صلى، ولا يردون عن المساجد.
فيا عباد الله: أين عقولكم؟ فإن النِّزاع بيننا وبين هؤلاء، ليس هو في الصلاة; وإنما هو في تقرير التوحيد، والأمر به، وتقبيح الشرك، والنهي عنه، والتصريح بذلك [الدرر السنية] .............................. ............................. كذلك قولك بالاسلام الحكمى - الذى لا يتفق مع حقيقة النفى والاثبات [من جهة الظاهر] الذى تتضمنه لا اله الا الله--[ الكلام هنا على الظاهر]--كيف يأخذ مجهول الحال الاسلام الحكمى-- فى دار يغلب على اهلها الجهل بحقيقة النفى والاثبات الذى تتضمنه لا اله الا الله- كيف يأخذ مجهول الحال حكم الاسلام لانه يأتى ببعض الشعائر مع ان غالب من يأ تون بالشعائر لا يعلمون من حقيقة لا اله الا الله الا لفظها مع مخالفهم لحقيقة المعنى - و كذلك من جانب آخر - هو من جهة الظاهر ظاهره ظاهر الغالب اى ظاهره ظاهر اهل الدار -لا يظهر المعتقد الصحيح ويباين اهل الدار من اهل الشرك والكفر بل حاله حالهم بالاجماع - باجماع من يعذرون بالجهل ومن لا يعذرون- الكل يقول ان الغالب على ديار الكفر الطارئ الجهل بحقيقة التوحيد ولكن مختلفين فى العذر-فتأتى انت بقول اشد ممن يعذرهم وتُنَزِّل أصل الاسلام على مجهول الحال فى دار الكفر الطارئ التى يغلب على - اهلها الشرك والكفر بلا انكار - [انتبه لهذا القيد] - قولك هذا عندى اخى الكريم -كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا-- هذا هو النقض من بعد القوة--تبين المنهج الصحيح - وعند التطبيق على الواقع العلمانى والقبورى والرافضى ومن اخلد الى الارض واتبع هواه وغيرهم ممن لاذ بالاوهام والعقائد المخالفة للاسلام - كل هؤلاء اذا اجتمعوا عندك فى دار الكفر الطارئ وكان كفرهم - ظاهرا فاشيا بلا انكار--فاذا ادعوا الاسلام فمجهول الحال منهم عندك مسلم لو فعل شعيرة من شعائر الاسلام-فأى نقض فوق هذا النقض لحال اهل الديار واى انكار فوق هذا الانكار لسيرة الصحابة فى المرتدين ومانعى الزكاة - واى نقض فوق هذا -فى عدم اعتبار قرائن الحال بالنسبة للمجتمعات-- واضرب مثال واحد فقط يجمع ما سبق- دار من ديار الرافضة- الذين يغلب عليهم عبادة الائمة والاضرحة وكثير من الشركيات-مع انهم يؤدون الشعائر- فمجهول الحال بين هؤلاء عندكم تستصحبوا له اصل الاسلام- هذا ما يجعل الحليم حيران - [ مع التنبيه انى لا انتمى الى اى جماعة موجودة على الساحة وانما اناقش احكام وابين الحق من الضلال -فهذا لا يدل من قريب ولا بعيدا على الانتماء حتى لو وافق ما نرجحه - جانبا من حكم الدار عند بعض الجماعات - فهو يختلف من جوانب اخرى-- فنحن لا نقول ان الاصل فى الناس الكفر- لسببين - أن الله جل وعلا -لم يحفظ الامم السابقة فى هذين الامرين- الاول -حفظ القرآن والرسالة الى قرب قيام الساعة - الثانى - انه لا تزال طائفة من امة النبى صلى الله عليه وسلم على الحق الى قيام الساعة وهذا ما يمنع عودة الجاهلية المطلقة التى كانت قبل مبعث النبى صلى الله عليه وسلم -قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل ، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جاهل ، وإنما يفعله جاهل .
وكذلك كل ما يخالف ما جاءت به المرسلون من يهودية ، ونصرانية : فهي جاهلية ، وتلك كانت الجاهلية العامة ، فأما بعد مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم قد تكون في مصر دون مصر - كما هي في دار الكفار - ، وقد تكون في شخص دون شخص ، كالرجل قبل أن يسلم فإنه في جاهلية وإن كان في دار الإسلام .
فأما في زمان مطلق : فلا جاهلية بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة .
والجاهلية المقيدة قد تقوم في بعض ديار المسلمين ، وفي كثير من الأشخاص المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية ) وقال لأبي ذر : ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) ، ونحو ذلك .
فقوله في هذا الحديث : ( ومبتغ في الإسلام سنَّة جاهلية ) : يندرج فيه كل جاهلية مطلقة ، أو مقيدة ، يهودية ، أو نصرانية ، أو مجوسية ، أو صابئة ، أو وثنية ، أو مركبة من ذلك ، أو بعضه ، أو منتزعة من بعض هذه الملل الجاهلية فإنها جميعها مبتدعها ومنسوخها صارت جاهلية بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن كان لفظ الجاهلية لا يقال غالباً إلا على حال العرب التي كانوا عليها فإن المعنى واحد .
اقتضاء الصراط المستقيم " ( ص 78 ، 79 ) .--------سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :
هل يجوز إطلاق لفظ " الجاهلية " على المجتمعات الإسلامية المعاصرة ؟ .
فأجاب :
الجاهلية العامة قد زالت ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يجوز إطلاقها على المجتمعات الإسلامية بصفة العموم ، وأما إطلاق شيء من أمورها على بعض الأفراد ، أو بعض الفِرق ، أو بعض المجتمعات : فهذا ممكن ، وجائز --------------- قال الشيخ بن عثيمين -أرسل الله تعالى نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ، فأنار الله تعالى به الكون ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور ، فبدَّد الله به ظلمات الجهل والكفر ، وانتهى ببعثته صلى الله عليه وسلم عهد الجاهلية ، ولكن هل رُفعت الجاهلية عن الأمكنة كلها ، وفي جميع الأزمنة ؟!بالطبع لا ، ولذا فإنه لا يجوز وصف جميع المجتمعات بالجاهلية بعد بعثته صلى الله عليه وسلم ، ولا نزعها عن جميع المجتمعات ـ أيضا ـ ، فما تزال بعض المجتمعات تعيش في مستنقعات الجاهلية ، فلا يرفع عنها هذا الوصف ، وأما من استنار بنور الإسلام من المجتمعات فلا يجوز وصفها بهذا اللفظ ، ولو حصل تقصير في بعض جوانب الإسلام منها فهذا لا يبيح وصفها بالجاهلية ، وعلى هذا التفصيل اتفقت كلمة العلماء المحققين - قال الالبانى رحمه الله - . فوجود الدِّين الإسلامي في هذا القرن وإن كان قد دخل فيه ما ليس منه : يمنعنا من القول بأن هذا القرن يمثل جاهليةً كالجاهلية الأُولى، فنحن نعلم أن الجاهلية الأولى إن كان المعني بها العرب فقط : فهم كانوا وثنيين ، وكانوا في ضلال مبين ، وإن كان المعني بها ما كان حول العرب من أديان كاليهودية والنصرانية : فهي أديان محرفة ، فلم يبق في ذلك الزمان دين خالص منزه عن التغيير والتبديل ، فلا شك في أن وصف الجاهلية على ذلك العهد وصف صحيح ، وليس الأمر كذلك في قرننا هذا ، ما دام أن الله تبارك وتعالى قد منَّ على العرب أولاً ، ثم على سائر الناس ثانياً، بأن أرسل إليهم محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وأنزل عليه دين الإسلام ، وهو خاتم الأديان ، وتعهد الله عز وجل بحفظ شريعته هذه بقوله عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ونبيه صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الأُمة الإسلامية وإن كان سيصيبها شيء من الانحراف الذي أصاب الأُمم من قبلهم في مثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لتتبعن سَنَن من قبلكم شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا : من هم يا رسول الله ؟ اليهود والنصارى ؟ فقال عليه الصلاة والسلام فمنِ الناس ؟! )أقول : وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر بهذا الخبر المفيد أن المسلمين سينحرفون إلى حد كبير ويقلدون اليهود والنصارى في ذلك الانحراف ، لكن عليه الصلاة والسلام في الوقت نفسه قد بشَّر أتباعه بأنهم سيبقون على خطه الذي رسمه لهم ، فقال عليه الصلاة والسلام في حديث التفرقة : ( وستفترق أُمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ) ، قال عليه الصلاة والسلام : ( كلها في النار إلا واحدة ) ، قالوا : ما هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) وفي رواية قال : ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) .
وأكد ذلك عليه الصلاة والسلام في قوله في الحديث المتفق عليه بين الشيخين : ( لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) .
فإذن لا تزال في هذه الأُمة جماعة مباركة طيبة قائمة على هدي الكتاب والسنة ، فهي أبعد ما تكون عن الجاهلية القديمة أو الحديثة ؛ ولذلك فإن إطلاق " الجاهلية " على القرن العشرين ، قد يُوهم الناس بأن الإسلام كله قد انحرف عن التوحيد وعن الإخلاص في عبادة الله عز وجل انحرافاً كليّاً ، فصار هذا القرن - القرن العشرون - كقرن الجاهلية الذي بُعِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إخراجه من الظلمات إلى النور ، حينئذ : هذا الاستعمال ، أو هذا الإطلاق يحسن تقييده في الكفَّار أولاً ، الذين كما قال تعالى في شأنهم : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) .
وصْف القرن العشرين بـ " الجاهلية " إنما ينطبق على غير المسلمين الذين لم يتبعوا الكتاب والسنَّة ، ففي هذا الإطلاق إيهام بأنه لم يبق في المسلمين خير ، وهذا خلاف ما سبق بيانه من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المبشرة ببقاء طائفة من الأُمة على الحق ، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء ... ) قالوا : من هم يا رسول الله ؟ جاء الحديث على روايات عدة في بعضها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم - واصفاً الغرباء - : ( هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنَّتي من بعدي ) ، وفي رواية أُخرى قال عليه الصلاة والسلام : ( هم أُناس قليلون صالحون بين أُناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) فلذلك لا يجوز هذا الإطلاق في العصر الحاضر على القرن كله ؛ لأنَّ فيه - والحمد لله - بقية طيبة لا تزال على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى سنته ، وستظل كذلك حتى تقوم الساعة ، ]-------[ ليس الاشكال ان يتفق قولك من جانب معين فى الحكم على الديار مع اقوال بعض الجماعات الموجودة - لا يدل على صحة قول هذه الجماعات فى الجوانب الاخرى - فهم لم يروجوا شبهتهم على اتباعهم الا ببعض الحق الذى اكتسبوه من من اقوال السلف فى احكام الديار وساكنيها-- اما ما عملوا فيه عقولهم فهنا موضع الزلل والانحراف- انهم ببعض الحق الذى اكتسبوه من كلام السلف روجوا شبهتهم وغلوهم على متبعيهم---- انظر كيف دخل لهم الشيطان فى التفاصيل - رتبوا على احكام الديار - ان الاصل فى الناس الكفر وعمَّمُوا -- ولم يتقيدوا باصول السلف فى عدم عودة الجاهليه العامة كما بينا فى كلام شيخ الاسلام سابقا- بانها تكون فى دار دون دار وفى شخص دون شخص -- اما التعميم فهو من كيسهم وجعبتهم ليس من كلام الائمة على الاطلاق- يسيرون معك فى الاحكام التى بينها السلف فى احكام الديار-- ثم يخرج لك ما فى كيسه وجعبته ليقيم بنيان منهجه وقواعده فتتجارى عند ذلك بهم الاهواء - عندك ذلك يأتوا بالعجائب ........- ثم نأتى الى ما هو اخطر من ذلك [ الطامَّة الكبرى] وهى قولهم ان استصحاب الكفر للناس من اصل الدين وقعدوا على ذلك القواعد والاحكام الباطلة -- وقعوا فى ضلالتين بل ثلاثة - قولهم بعموم الكفر لاهل الارض بناءا على احكام الديار - ثانيا - ان هذا القول وهو ان [ الاصل فى الناس الكفر] من اصل الدين - ثالثا -التسلسل فى التكفير بهذا---ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ

أبو محمد المأربي
2018-12-29, 03:53 PM
بارك الله فيك أخي محمد....... الكلام والبحث في حينه أنسب وأليق! وعلى أي حال فأرجو الحوالة على الموضوع الأصلي لنكمل ما تبقّى من البحث إن شاء الله.

محمدعبداللطيف
2018-12-29, 07:13 PM
بارك الله فيك أخي محمد....... الكلام والبحث في حينه أنسب وأليق! وعلى أي حال فأرجو الحوالة على الموضوع الأصلي لنكمل ما تبقّى من البحث إن شاء الله. بارك الله فيك اخى أبو محمد المأربي - لقد حُذِف الموضوع وكان بإسم - الكفر بالطاغوت الفريضة الغائبة- بل هنا اخشى ذلك ايضا ............ اذا أردت أَنْشِئْ موضوعا آخر لكى يتم النقاش- وأَنْشِئْ سؤالا يمكن النقاش حوله