المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يلزم من حمل كلام السلف في الجهمية انه على العموم



الطيبوني
2017-09-27, 11:34 PM
في السنة لعبد الله بن الامام احمد

- قال عبد الله سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ " مَنْ قَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَلَا غَيْرَهَا: إِلَّا أَنَّا لَا نَدَعُ إِتْيَانَهَا فَإِنْ صَلَّى رَجُلٌ أَعَادَ الصَّلَاةَ، يَعْنِي خَلْفَ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الدَّوْرَقِيِّ، سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ الْبَابِيِّ، يَقُولُ: « إِذَا تَيَقَّنْتَ أَنَّهُ جَهْمِيُّ أَعَدْتَ الصَّلَاةَ خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَغَيْرَهَا»
.............................. .............................. ...

( إذا تيقنت أنه جهمي ) فقط .


قلت / ما وجه إعادة الصلاة ؟
إن كان لكفر الإمام بعينه لقوله بخلق القران فقد اتفقنا.
و إن كان لغير ذلك . فما وجه الإعادة و هو لا يزال مسلما ؟
و لما لم يفرق الإمام بين من قال ذلك القول . و جعل الحكم فيهم واحد ؟
و هل يستجيز من يشترط إقامة الحجة في التكفير الصلاة خلف من لم تقم عليه . فهو لا يزال مسلما عنده

.............................. .............................. ........

قال عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ السِّجِسْتَانِي ُّ الْبَابِيُّ ثِقَةٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ، يَقُولُ: ( الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ )

و حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ أَبِي ضَمْرَةَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ؟ قَالَ: " لَا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

.............................. .............................. ......

قلت / منع السلف الصلاة خلف الجهمية علته أنهم كفار ( كما هو واضح بين )
فالمنع مربوط بالكفر
و من يمنع من تكفير الجهمي بعينه حتى تقام عليه الحجة لا بد ان يذكر علة المنع عنده

و هل يقول بجواز الصلاة خلفه قبل اقامة الحجة و هو يقول بخلق القران ؟

.............................. ..............................

- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَنَّهُ « يُعِيدُ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ مُذْ أَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ الْمَأْمُونُ مَا أَظْهَرَ يَعْنِي الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ »

.............................. .............................. .

قال عبد الله / حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ، يَقُولُ: ( الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ بَلِّغُوا نِسَاءَهُمْ أَنَّهُنَّ طَوَالِقُ، وَأَنَّهُنَّ لَا يَحْلِلْنَ لِأَزْوَاجِهِنّ َ لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ )

.............................. .............................

بلغوا نساءهم أنهن طوالق /
- خطابه كان لمن ؟ و لمن أمرهم بتبليغ قوله ( لمعين ) ؟
- بما طلق نساءهم. بكفر أم بغير كفر ؟
- و هل الطلاق يكون بالعموم أم فيمن قد كفر بعينه هنا فيفرق بينه و بين زوجه ؟

.............................. .............................. ............


قال عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَهْلٍ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ يُلَقَّبُ رَاهَوَيْهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ( لَيْسَ تَعْبُدُ الْجَهْمِيَّةُ شَيْئًا )

حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ كُلُّ صَاحِبِ هَوًى يَعْرِفُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَعْرِفُ مَنْ يَعْبُدُ إِلَّا الْجَهْمِيَّةُ لَا يَدْرُونَ مَنْ يَعْبُدُونَ. بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ وَ أَصْحَابُهُ »
.............................. .............................. ................

قلت / هذا الوصف يستحقه من نفى الصفات جملة بعلم أو بجهل . فبجهله جعل الله عدما لا شيء
فمن يعبد إذن ؟ صف لنا معبوده الذي يالهه ؟

فقد كفر برب له الاسماء الحسنى و الصفات العلى

.............................. .............................. ................

قال عبد الله / حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: ( إِنَّا نَسْتَجِيزُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَا نَسْتَجِيزُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ )

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ، يَقُولُ: «مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ عَلَيْهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى »

.............................. .............................. .................

قلت / إذا كان كلام الجهمية في الله أشنع و أكفر من كلام اليهود و النصارى
فلما يكفر من قال ( ان عزير ابن الله ) ( و ان عيسى ابن الله ) مع الجهل و الشبهة .
و لا يكفر من قال بقول الجهمية بجهل أو شبهة

فالأنبياء إخوة لعلات

.............................. .............................. ...................

قال عبد الله حَدَّثَنِي غِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: ( الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ )

.............................. .............................. .................

قلت / سفيان رحمه الله يتكلم على ( من قال ) و المخالف يتكلم على القول دون القائل ؟
فلا ادري كيف يصنع ب ( من ) و لا ادري إن كانت عند المخالف تشمل كل قائل ؟

فهو يفرق بينهم باقامة الحجة


.............................. .............................. ..................

قال عبد الله حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ السِّمْسَارُ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: أَعْرِفُهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ كَانَ مَعَنَا فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْجَهْمِيَّةِ يُصَلَّى خَلْفَهُمْ؟ قَالَ الْفَضْلُ ثُمَّ اشْتَغَلْتُ أُكَلِّمُ إِنْسَانًا بِشَيْءٍ فَلَمْ أفْهَمْ مَا رَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ إِدْرِيسَ فَقُلْتُ لِلَّذِي سَأَلَهُ: مَا قَالَ لَكَ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي: ( أَمُسْلِمُونَ هَؤُلَاءِ لَا، وَلَا كَرَامَةَ، لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ ) ، قُلْتُ لِلْفَضْلِ بْنِ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ هَذَا لِابْنِ إِدْرِيسَ وَأَنْتَ حَاضِرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ

.............................. .............................. .............................. ...

قلت / سؤالهم رحمهم الله له كان عن أمر واقع فهذا ديدنهم رحمهم الله . تلحظ ذلك من كثرة السؤال عن حكم الصلاة خلف هؤلاء .
وجوابه رحمه الله كان على حسب السؤال لا يحمل إلا على التعيين . و لا يفهم منه السائل إلا حكما ينزل على من سال عنه

و في قوله ( أمسلمون هؤلاء ) من يا ترى هؤلاء ؟

طيب لو كان عنده و في مجلسه ( هؤلاء ) افيقول لهم انتم كفار ؟ ام يغير فيهم حكمه ؟

فان قلت يقول لهم انتم كفار . قلنا و هل يكون التعيين إلا كذلك .

.............................. .............................. ......................

قال عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ عَنِ الصَّلَاةِ، خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ قَالَ:( أَمُؤْمِنُونَ هُمْ؟ )

.............................. .............................. ....................

قلت / لسان المخالف يقول نعم مؤمنون و مسلمون يصلى خلفهم إلا من علم عنه انه قد أقيمت عليه الحجة الرسالية فيكفر بذلك . و تكفيرهم بالنوع لا يغني عنه شيئا
لأننا نسال عن الصلاة خلفهم . و الصلاة لا تكون إلا خلف معين
فالمعين منهم عنده مؤمن مسلم ما لم تقم عليه الحجة .
فيجيز الصلاة خلف اعيانهم و يمنع الصلاة خلف من قامت عليه الحجة منهم .



.............................. .............................. .............

قال عبد الله / حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزِّمِّيُّ، قَالَ: حَضَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّ قِبَلَنَا نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ
«مِنَ الْيَهُودِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: «فَمِنَ النَّصَارَى؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَمِنَ الْمَجُوسِ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «فَمِمَّنْ؟» قَالَ: مِنَ الْمُوَحِّدِينَ ، قَالَ: ( كَذَبُوا لَيْسَ هَؤُلَاءِ بِمُوَحِّدِينَ هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ، مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَخْلُوقٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ، هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ هَؤُلَاءِ زَنَادِقَةٌ)

.............................. .............................. ...........

- لا حظ في السؤال ( قبلنا ناسا ) و لا حظ جوابه ( كذبوا ليس هؤلاء بموحدين هؤلاء زنادقة ) فهل هذا تكفير بالعموم أم بالتعيين ؟

- و لا حظ انه لم ينقل له من حالهم إلا القول بخلق القران . فكان حكمه على هذا مستقلا .


يتبع ان شاء الله

الطيبوني
2017-09-28, 01:02 AM
قال عبد الله بن الإمام أحمد في السنة /


حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ، قَالَ[ص: 104] : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ، يَقُولُ: «الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ، وَالْقَدَرِيَّة ُ كُفَّارٌ»

.............................. .............................. ...............

قد ذكر شيخ الإسلام أن القدرية الذين كفرهم السلف هم نفاة العلم و الكتابة
فهل يتوقف المخالف في تكفير أعيانهم حتى تقام الحجة عليهم . كما توقف في أعيان الجهمية ؟

فالعبارة فيهم واحدة

.............................. .............................. .........

قال حَدَّثَنِي غِيَاثُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: " الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ "

.............................. .............................. ........

عبارته صريحة فيمن يشك في كفر القائل . هو لا يتكلم على القول و لا المقالة و انما يتكلم على القائل
و المخالف يقول القول كفر و يشك في كفر القائل يعني كما قال سفيان ( شك في كفره ) هو . لا في قوله انه كفر

.............................. .............................. .........

و قال - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَعْيَنَ، سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: " مَنْ قَالَ {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [طه: 14] مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ فَقُلْتُ لَهُ أَلَا تَعْجَبُ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: وَهَلْ الْأَمْرُ إِلَّا ذَاكَ، وَهَلْ يَجِدُ بُدًّا مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا "

.............................. .............................. ..............

مما تعجب محمد بن اعين ان كان النضر بن محمد يقصد القول و التكفير بالعموم ؟

ايجهل هؤلاء أن القول بخلق القرآن كفر حتى يتعجب من قوله ؟

فإذا أدركت سبب تعجبه وأن ذلك لا يرجع للقول و لا هو للعموم الذي لا يكون له أثر يتعجب منه

علمت ان ( الْأَمْر إِلَّا ذَاكَ )

.............................. .............................. ........................

قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَذَكَرَ حَسَنُ بْنُ الْبَزَّارِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِوَكِيعٍ فِي ذَبَائِحِ الْجَهْمِيَّةِ، قَالَ: «لَا تُؤْكَلُ هُمْ مُرْتَدُّونَ»


.............................. .............................. ......................

و لسان حال من يمنع تكفيرهم عينا و يقول انه لا يكفر منهم إلا من قامت عليه الحجة أو يعتبر الجهل و التقليد مانع من تكفيرهم
لسان حاله يقول ان من لم تقم عليه الحجة منهم و يرفع عنه المانع فهو مسلم ليس بمرتد
فيبيح أكل ذبائح هؤلاء و يصحح الصلاة خلفهم
فيسوي بين الجهمية و بين غيرهم ممن تلبس بالكفر و لو كان خفيا
فالكل عنده مسلم حتى يرفع المانع
و يلزمه أن يقول أن كلام الأئمة هو فيمن قامت عليه الحجة منهم
اما الجهمي الجاهل و المقلد و كل من تلبس بمانع منهم فليس كلام الأئمة فيهم ؟
فهو عنده خاص ببعض دون بعض

.............................. .............................. ...........

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا السُّوَيْدِيُّ، سَمِعْتُ وَكِيعًا، يَقُولُ: « مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَدْ كَفَرَ »

.............................. .............................. ...........

و المخالف يقول ان القول كفر أما القائل فلا و لما . و يشترط في كفره ما هو زائد على قوله بخلق القرآن
و الأئمة يعلقون الكفر على مجرد القول

.............................. .............................. ..........

- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الْحَجَّاجِ الْجُبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الصَّفَّارُ، قَالَ: سَأَلْتُ مُعْتَمِرَ بْنَ سُلَيْمَانَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ: إِمَامٌ لِقَوْمٍ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أُصَلِّي خَلْفَهُ؟ فَقَالَ: «يَنْبَغِي أَنْ تَضْرِبَ عُنُقَهُ» قَالَ فِطْرٌ: وَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا إِسْمَاعِيلَ لَنَا إِمَامٌ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أُصَلِّي خَلْفَهُ؟ قَالَ: «صَلِّ خَلْفَ مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ»

.............................. .............................. ..........................

لاحظ قوله ( امام لقوم ) و ( لنا إمام ) اليس هذا معين ؟

اذا كان ذلك كذلك . فانظر الجواب فتحته فقه عظيم لمنهج السلف و مقصود كلامهم في الجهمية .

- ( ينبغي أن تضرب عنقه ) ( صل خلف مسلم أحب إلي ) أليس في هذا تكفير لهذا المعين

ان قلت بلى هو تكفير له بعينه

قلنا /

أكفره قبل إقامة الحجة عليه ؟ فهو لم يعلم من حاله إلا أنه يقول بخلق القرآن

و لما لم يستفصل من السائل . فلربما القائل جاهل أو مقلد او قد تلبس بمانع يمنع من تكفيره ؟

فإذا تدبرت الجواب و تأملت حال المسؤول عنه من السؤال نفسه علمت أن السلف

- كانوا يكفرون من قال بخلق القرآن بعينه
- و أنهم كانوا يعتبرون ذلك وحده كفرا مستقلا ( ليس كلامهم خاص بالغلاة من الجهمية )
- ان أي مانع يعتبره المخالف ( كالجهل و التقليد و الشبهة ) ليس له محل في كلامهم . دليل ذلك عدم استفصالهم من حال القائل .

و كل خير في اتباع من سلف

الطيبوني
2017-09-28, 02:47 PM
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَمِّي، مُوسَى سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: « أَنَا لَا أَرَى أَنْ نَسْتَتِيبَ الْجَهْمِيَّةَ »


.............................. .............................. ....................

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ: " لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لَقُمْتُ عَلَى الْجِسْرِ فَلَا يَمُرُّ بِي أَحَدٌ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُرْآنِ فَإِنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ ضَرَبْتُ رَأْسَهُ وَرَمَيْتُ بِهِ فِي الْمَاءِ "

.............................. .............................. ......................

لا يمر على الجسر أحد من الجهمية إلا سأله عن القرآن ( فقط )
فإن قال مخلوق ضرب عنقه و رمى به في الماء

- يدل على أن القول بخلق القرآن كفر مستقل
- و أن السلف لم يشترطوا في تكفير قائل ذلك شيئا زائدا على القول بخلق القران
- و ان تكفير القائل لا يتوقف على إقامة الحجة و ازالة المانع . وانما يكفر بمجرد القول

و لعل المخالف في ذلك يعترض على عبد الرحمن بن مهدي فيقول له /
ليس القول وحده يا امام . فلا يجوز لك ذلك حتى تنظر في حال القائل فلربما قد تلبس بمانع يمنع أن تفعل به ما اردت ؟

.............................. .............................. ......

حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ شَبَابَةَ بْنَ سَوَّارٍ، يَقُولُ: «اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْي أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ قَاسِمٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ» الْمَرِيسِيَّ كَافِرٌ جَاحِدٌ نَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ "

.............................. .............................. ..........................
ما ورد من ذكر العلماء استتابة الجهمية إنما هو لكفرهم بأعيانهم ليس لاجل ان
القول كفر و القائل المعين ليس بكافر .
.............................. .............................. ............................

- حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ، قَالَ قَالَ لِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: " مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ يَعْبُدُ صَنَمًا، ثُمَّ قَالَ لِي: احْكِ هَذَا عَنِّي "

.............................. .............................. ............................

ايحمل المخالف هذا القول على الحقيقة . ام يقول انه لا يقصد ذلك ؟
فليس يعبد الصنم إلا المشرك

وهل هذا الوصف لازم لكل من قال ذلك عند هارون بن معروف ( من قال ) ؟


.............................. .............................. ............................

- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَشَّارٍ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، لَنَا، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِهُشَيْمٍ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ أَوَّلَ الْحَدِيدِ وَآخِرَ الْحَشْرِ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّهُمَا مَخْلُوقَانِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ»، قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ الْغَسَّانِيِّ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الرَّجُلِ فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ هُشَيْمٍ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ

.............................. .............................. ............................

( فلانا ) طبعا معين
( فإن زعم أنهما مخلوقان ) يعني يقر بقوله ان القران مخلوق
( فاضرب عنقه ) حكم عليه بالكفر و القتل

نستفيد من هذا /

- تكفير السلف بالعين لمن قال القرآن مخلوق
- انه كفره بلا إقامة لحجة و حكم عليه بالقتل
- ان القول بخلق القرآن كفر مستقل عند السلف و قد علمت حكمهم في قائل ذلك و أنهم لا يشترطون لتكفيره غير ان يثبت عنه القول .


.............................. .............................. ........................

- حَدَّثَنِي عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، يَقُولُ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَذُكِرَ ابْنُ خَلُوبَا، فَقَالَ: «هُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ»


​........................... .............................. .............................. .......

- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ أَخُو أَبِي الطِّيبِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَمَّنْ يَقُولُ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَالَ: «كَافِرٌ أَوْ كَفَرَ»، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تُكَفِّرُهُمْ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ ؟ قَالَ: «إِنَّ هَذَا مِنْ أَيْسَرِ أَوْ مِنْ أَحْسَنِ مَا يُظْهِرُونَ»

.............................. .............................. .............................. ...

ما كان الرجل ليستغرب لو كان عيسى بن يونس يحكم بكفر المقالة دون القائل
فبان أن وجه استغرابه و تعجبه من تكفيره لهم بأعيانهم
فان الحكم على القول بأنه كفر ليس بغريب على أمثال هؤلاء
إنما التعجب من تكفيرهم بهذه الكلمة فقط . تامل ذلك

.............................. .............................. .............................. ....

أبو محمد المأربي
2017-09-28, 11:01 PM
أضف إلى ذلك كلّه: أن تكفير السلف لهؤلاء إنما هو من باب التكفير بمآل القول ولازمه!!

وليس من باب كفر التصريح كما لا يخفى على من يفرّق بين الكفرين.

ولا أعرف دليلا يدلّ على أن القول بخلق القرآن كفر بعينه وإنما بلازمه، وعليه تدلّ عبارات السلف في الباب.

الطيبوني
2017-09-28, 11:19 PM
[quote=أبو محمد المأربي;866978] أضف إلى ذلك كلّه: أن تكفير السلف لهؤلاء إنما هو من باب التكفير بمآل القول ولازمه!!

وليس من باب كفر التصريح كما لا يخفى على من يفرّق بين الكفرين.

ولا أعرف دليلا يدلّ على أن القول بخلق القرآن كفر بعينه وإنما بلازمه، وعليه تدلّ عبارات السلف في الباب.
[ quote]


( فاجره حتى يسمع كلام الله )

اليس المسموع هنا كلام الله أضيف إلى الله عز وجل إضافة الصفة للموصوف
فالقول بان المسموع مخلوق تكذيب لقوله تعالى ( كلام الله )

لان الله عز وجل أضاف الكلام اليه و صفا . و هم جعلوه خلقا

فانكارهم هنا تكذيبا لقوله تعالى ( كلام الله )

اما تكفيرهم بلازم القول فصحيح

فهو بين في عباراتهم فتارة يذكرون اللازم و يكفرونهم به و تارة يجعلون ذلك قولا لهم

و تارة يكفرونهم بمجرد القول و يعللون بانه كلام الله و لا يذكرون اللازم

و قد فتحت علينا بابا من العلم بهذه المناقشة فبارك الله فيك اخي الكريم

معلوم ان هناك فرق بين الكفر و التكفير
فالاول ( الكفر ) فليس من شرط حصوله و وقوعه أن يعلمه المكفر
بخلاف التكفير فمن شرطه علم المكفر للدليل وان الرجل قد وقع في الكفر
فلو قلنا ان القول بخلق القرآن كفر باللازم لدل ذلك على أن القول بخلق القرآن كفر بنفسه للزومه للكفر فلو لم يكن كفرا لما استلزم الكفر فصورة القول غير صورة اللازم و إنما يدل القول على اللازم
فاللازم إنما لزم من ملزوم . و صورة اللازم إنما لزمت من صورة الملزوم . فحكم اللازم إنما يلزم من حكم الملزوم
فكفر لزم من كفر ولا نقول كفر لزم من عدم كفر . فما ليس في نفسه كفر لا يستلزم كفر
فاللازم المتفرع عن أصل هنا لا تكون حقيقته غير حقيقة أصله و لا يكون حكمه في نفسه مخالف لحكم اصله



هذا من حيث و قوع الكفر . فلا يقال القول بخلق القرآن ليس بكفر في نفسه و إنما وقع الكفر بلازمه لعدم و قوف الناظر على دليله . و عدم العلم لا يعني العدم . لان حكمنا على القول بانه كفر خكم عليه و على لازمه ليس على اللازم فقط



اما من جهة الاستدلال لكون ذلك كفرا بنفسه فقد ذكرت أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق
و كثير من السلف كان يعبر بمثل هذا و دليله في ( كلام الله )
ومعنى هذا ان الكلام صفة لله . و الجهمي يكذب بهذا و تكذيبه انما هو تكذيب لله فهو الذي قال
( فاجره حتى يسمع كلام الله ) و تصديق الله هنا انما يتم بتصديق اللفظ و تصديق المعنى . فمن اقر باللفظ و حرف المعنى صح ان يكون مكذبا لله .

و العلم ببطلان القول بخلق القرآن معلوم لكل مسلم لأنه كلام الله . و دلالة الشرع واضحة ببطلان ذلك في نفس القول . فلا يدعي أحد أن الشرع لم يدل على بطلان ذلك .

فدلالة الشرع على بطلانه هي نفسها دليل على انه كفر . لان باب الغيبيات متوقف على الأخبار التي تقابل بالتصديق أو التكذيب . و قد أخبر الله عز وجل في كتابه أن القرآن كلام الله و أخبر بذلك رسوله صلى الله عليه و سلم في سنته . فمن لم يصدق الله و رسوله في ذلك كان من أهل الكفر و التكذيب .

و الله اعلم

و من جهة أخرى اقول و الله اعلم ان اللازم إذا كان له دليل . كان ذلك الدليل شاملا للملزوم دالا عليه . لكن قد يخفى على الناظر أنه يدل على الملزوم فيكون حكما له . و لا يدرك ذلك الا بالوقوف على دليل اللازم
فقد نظرت في المثال الذي ضربته قبل في نفي الحكمة عن الفعل و العبث . فرايت ان دليل الثاني يشمل الأول
و لست اعلم ان كان هذا الكلام و الاستدلال يصح لكل مثال يورد ؟

فاسالكم تصويب ما هو حق في الكلام و بيان وجه الغلط فيما عدا ذلك

و بارك الله فيكم جميعا

محمدعبداللطيف
2017-09-29, 08:57 PM
أضف إلى ذلك كلّه: أن تكفير السلف لهؤلاء إنما هو من باب التكفير بمآل القول ولازمه!!

وليس من باب كفر التصريح كما لا يخفى على من يفرّق بين الكفرين.

ولا أعرف دليلا يدلّ على أن القول بخلق القرآن كفر بعينه وإنما بلازمه، وعليه تدلّ عبارات السلف في الباب.
بل كلام السلف يدل على انه من الكفر الصريح-وقَدِ انْعَقَدَ إِجْمَاعُ سَلَفِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ قَضَوْا بِالْحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ عَلَى تَكْفِيرِ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو قَوْلُهُ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي ذَاتِهِ, أَوْ فِي غَيْرِهِ, أَوْ مُنْفَصِلًا مُسْتَقِلًّا, وَكُلُّ الثَّلَاثِ كُفْرٌ صَرِيحٌ؛ لِأَنَّهُ إِنْ قَالَ خَلَقَهُ فِي ذَاتِهِ فَقَدْ جَعَلَ ذَاتَهُ مَحَلًّا لِلْمَخْلُوقَات ِ. وَإِنْ قَالَ إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي غَيْرِهِ فَهُوَ كَلَامُ ذَلِكَ الْغَيْرِ فَيَكُونُ الْقُرْآنُ عَلَى هَذَا كَلَامَ كُلِّ تَالٍ لَهُ وَهَذَا قَوْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فِيمَا حَكَى اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لَا تُبْقَى وَلَا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [الْمُدَّثِّرِ: 18-29] الْآيَاتِ. وَإِنْ قَالَ إِنَّهُ خَلَقَهُ مُنْفَصِلًا مُسْتَقِلًّا فَهَذَا جُحُودٌ لِوُجُودِهِ مُطْلَقًا إِذْ لَا يُعْقَلُ وَلَا يُتَصَوَّرُ كَلَامٌ يَقُومُ بِذَاتِهِ بِدُونِ مُتَكَلِّمٍ, كَمَا لَا يُعْقَلُ سَمْعٌ بِدُونِ سَمِيعٍ وَلَا بَصَرٌ بِدُونِ بَصِيرٍ وَلَا عِلْمٌ بِدُونِ عَالِمٍ وَلَا إِرَادَةٌ بِدُونِ مُرِيدٍ وَلَا حَيَاةٌ بِدُونِ حَيٍّ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ, تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا, فَهَذِهِ الثَّلَاثُ لَا خُرُوجَ لِزِنْدِيقٍ مِنْهَا وَلَا جَوَابَ لَهُ عَنْهَا فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
شرح الطحاوية ت الأرناؤوط (2/ 435)- ويقول صاحب معارج القبول-من قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية؛ لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود، وكلامه صفته، ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 269)-------------

قال اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: " "قَالُوا كُلُّهُمُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَهَؤُلَاءِ خَمْسُ مِائَةٍ وَخَمْسُونَ نَفْسًا أَوْ أَكْثَرُ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّينَ سِوَى الصَّحَابَةِ الْخَيِّرِينَ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَعْصَارِ وَمُضِيِّ السِّنِينَ وَالْأَعْوَامِ. وَفِيهِمْ نَحْوٌ مِنْ مِائَةٍ إِمَامٍ مِمَّنْ أَخَذَ النَّاسُ بِقَوْلِهِمْ وَتَدَيَّنُوا بِمَذَاهِبِهِمْ , وَلَوِ اشْتَغَلْتُ بِنَقْلِ قَوْلِ الْمُحَدِّثِينَ لَبَلَغَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أُلُوفًا كَثِيرَةً , لَكِنِّي اخْتَصَرْتُ وَحَذَفْتُ الْأَسَانِيدَ لِلِاخْتِصَارِ , وَنَقَلْتُ عَنْ هَؤُلَاءِ عَصْرًا بَعْدَ عَصْرٍ لَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ مُنْكِرٌ , وَمَنْ أَنْكَرَ قَوْلَهُمُ اسْتَتَابُوهُ أَوْ أَمَرُوا بِقَتْلِهِ أَوْ نَفْيِهِ أَوْ صَلْبِهِ"



----------------- يقول الامام أحمد بن حنبل : والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أنّ ألفاظنا به ، وتلاوتنا له مخلوقة ، والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يكفر هؤلاء القوم فهومثلهم. " العقيدة ،الامام أحمد بن حنبل برواية عبدوس العطار ، المطبوع مع العقيدة برواية أبي بكر الخلاّل ص 79 ط. دار قتيبة / دمشق سنة 1408هـ - 1988م .

-ويقول أيضاً : وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وُصف ، فهو كلام الله غير مخلوق ، فمن قال مخلوق ، فهو كافر بالله العظيم ، ومن لم يكفره فهو كافر ... الخ .
العقيدة للإمام أحمد بن حنبل برواية مسدد بن مسرهد المطبوع برواية الخلال ص 60 .

إلى أنْ قال : وأما الجهمية ، فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم قالوا : إنّ الجهمية افترقت ثلاث فرق ، فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله وهو مخلوق ، وقالت طائفة : القرآن كلام الله وسكتت ، وهي الواقفة الملعونة ، وقالت طائفة منهم : ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ، فهؤلاء كلهم جهمية كفار يُستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا. العقيدة للإمام أحمد بن حنبل ص 61 .
-- بل قد حكم الإمام أحمد على البلد التي يظهر فيها القول بخلق القرآن ونحو ذلك من البدع المكفرةبأنها دار كفر، قال أبو بكر الخلال: كان يقول:الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك، فهي دار كفر اهـ.
ولا أعرف دليلا يدلّ على أن القول بخلق القرآن كفر بعينه وإنما بلازمه، وعليه تدلّ عبارات السلف في الباب.القول بخلق القرآن من أشنع الزندقة وأخبثها، وناقض من نواقض الاسلام فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين - عز وجل - وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح؛ فقد قال الإمام عبد الله بن إدريس: من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً .
«وقال الإمام أحمد بن حنبل: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة.
فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن ذلك، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه» .
-قال عبدالله بن أيوب المخرمي : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله [ أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):1/352 ]

قال حرب الكرماني في مسائله سمعت عبدة بن عبد الرحيم بن حسان قال: من زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر، ومن وقف فهو شر منه، قال عبد ة: ليس بين أحد من أهل العلم اختلاف أن من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر

حدثنا حماد بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو محمد المقري قال: كنا عند مالك بن أنس فسأله رجل: ما تقول فيمن قال: القرآن مخلوق؟ قال: زنديق كافر، اقتلوه، ثم قال مالك: ما سمعت هذا الكلام من أحد غيرك.

قال يحيى: ثم أتيت مصرًا فلقيت الليث بن سعد وابن لهيعة فقلت لهما: ما تقولان فيمن قال: القرآن مخلوق؟ قالا: كافر. قال: ثم أتيت الكوفة فلقيت أبا بكر بن عياش فسألتُه فقال: كافر؟ وكل من لم يقل إنه كافر فهو كافر، قال أبو بكر: أيشك في اليهودي والنصراني أنهما كافران؟ فمن شك في هؤلاء أنهم كفار فهو كافر، والذي يقول القرآن مخلوق مثلهما، قال: ثم لقيت حفص بن غياث، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وحسين الجعفي، وعبد السلام الملائي، ووكيع، وابن إدريس/211/ فقلت لهم ما قال الرجل لمالك فقالوا كلهم: كافر. قال: ثم لقيت هشيم وعلي بن عصام، ويزيد بن هارون فسألتُهم فقالوا: كافر، ثم قدمت المصيصة فلقيت عبد الله بن المبارك وأبا إسحاق الفزاري، ومخلد بن حسين، وعلي بن بكار، فسألتُهم وقالوا: كافر. قال: ثم أتيت الشام فلقيت الوليد بن مسلم فسألتُه فقال: كافر.
أخبرني محمد بن أبي غياث قال: سمعت الفريابي يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وسألتُ ابن أبي أويس، وأبا مصعب الزهري، وإبراهيم بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام عمن قال القرآن مخلوق؟ فقالوا:كافر.

وقال أبو الوليد: من لم يعتقد قلبه أن القرآن ليس بمخلوق فهو خارج عن ملة الإسلام. وقال أبو عبيد الله: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. قلت: لا يصلى عليه؟ قال: لا. قلت: ولا تجوز الصلاة خلفه؟ قال: لا. قلت: فإن صلى خلفه يعيد الصلاة؟ قال: نعم.
وقال النفيلي: من قال القرآن مخلوق، فقد كفر بالله وكذب بالقرآن.وقال سليمان بن داود الهاشمي: من قال القرآن مخلوق فقد كفر، لا يصلى خلفه،ولا يصلى عليه.

الطيبوني
2017-09-29, 10:14 PM
- تكفير أهل السنة والجماعة للجهمية والمعتزلة غالبه من كفر التأويل لا من كفر التصريح.
- والفرق بين كفر التأويل وكفر التصريح في الاصطلاح هو أن كفر التصريح: ارتكاب شيء مما يوجب الكفر بعينه كترك الصلاة مثلا، والاستهزاء بالرسول تصريحا مثلا.
وأما كفر التأويل فهو:اربكاب شيء مما يماثل شيئا هو كفر بعينه مع مناكرة المرتكب للمماثلة لشبهةٍ يدّعيها، مثل القول: الله يفعل ويحكم بلا حكمة! هل يماثل: الله عابث؟ - تعالى عن ذلك- فالأول كفر تأويل وهو التكفير بمآل القول. والثاني: كفر تصريح.
ومثله من قال: إن الله ظالم! فهو كفر تصريح...
لكن من قال: إن العبد مجبور ليس مختاراً، والفاعل حقيقة هو الله ومع ذلك فالله يعذب ويعاقب العبد على ما ليس من أفعاله حقيقة...
فهل الثاني مثل الأوّل لأنّ قوله يؤدي إلى أن الله ظالم وإن لم يكن صريح قوله؟
- وإذا أتينا إلى المسائل التي ذكرتَ أن السلف كفّروا بها الجهمية والمعتزلة مثل الرؤية وخلق القرآن...
فلا نجد آية تنص بأن من قال بخلق القرآن فهو كافر، ولا حديثا صحيحا، ولا إجماعا معتبرا سبق عصر أهل البدع!لأن التكفير بإجماع غيرهم من أهل العصر يلزم منه الدور الباطل.
وإذا كان الأمر كذلك فالتكفير بخلق القرآن تكفير بمآل القول أو بلازم المذهب، ألا ترى قول أصحاب الحديث:(من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق، ومن زعم أن الله مخلوق فقد كفر)؟.
وكذلك الوزان في مسألة الرؤية فلا نجد آية ولا حديثا ولا إجماعا على الشرط السابق يقول: من أنكر أو نفى رؤية الله في الآخرة فهو كافر، وإنما التكفير بإنكارها أو بنفيها تكفير بالمآل أو لازم المذهب؛ لأن إنكارها يستلزم تكذيب خبر الشارع في الكتاب والسنة وتكذيب الشارع كفر.
وتحرير الكلام: أن تكفير السلف لأكثر أهل البدع هو من باب التكفير بالمآل أو اللازم على اصطلاح أهل الكلام والأصوليين والمتأخرين المتسننة.
فالأولى: صرف الكلام إلى البحث في هل كان تكفير السلف للجهمية وأمثالهم كفر تأويل، أو كفر تصريح؟
وبعبارة أخرى: هل هو تكفير بما هو كفر بنفسه؟ أو بما هو كفر بمآله أو لازمه؟
وهنا يتضّح لك بصر القوم بمسألة التكفير من غيره!
والذي يظهر: أن هذه الحقيقة هي التي حملت شيخ الإسلام على اختيار إعذار المتأولين الذين كفّرهم السلف من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتريدية؛ لأنه رأى أن تكفيرهم من باب التكفير بالمآل وإن لم يرد أن يصرّح بذلك حسب اطلاعي.
وربك أعلم.


.............................. .............

أبو محمد المأربي
2017-09-30, 10:41 PM
فلو قلنا ان القول بخلق القرآن كفر باللازم لدل ذلك على أن القول بخلق القرآن كفر بنفسه للزومه للكفر فلو لم يكن كفرا لما استلزم الكفر فصورة القول غير صورة اللازم و إنما يدل القول على اللازم
فاللازم إنما لزم من ملزوم . و صورة اللازم إنما لزمت من صورة الملزوم . فحكم اللازم إنما يلزم من حكم الملزوم
فكفر لزم من كفر ولا نقول كفر لزم من عدم كفر . فما ليس في نفسه كفر لا يستلزم كفر
فاللازم المتفرع عن أصل هنا لا تكون حقيقته غير حقيقة أصله و لا يكون حكمه في نفسه مخالف لحكم اصله
..... فاسالكم تصويب ما هو حق في الكلام و بيان وجه الغلط فيما عدا ذلك.
و بارك الله فيكم جميعابارك الله فيك وسلّمك من سوء الدارين.
- لو جرينا على أصول سلفنا الصالح في التكفير بصريح القول وبلازمه لاسترحنا من كثير من الخلافيات المعاصرة في قضية التكفير.
- لكن الإشكال أخي الطيبوني بأننا نعتقد في سلفنا أنهم على هدى مستقيم في قضية الكفر والتكفير(وهو حق)،وفي نفس الوقت نرى بطلان التكفير بمآل القول ولازمه جريا على تقريرات أهل الكلام والأصولين من الأشعرية وغيرهم، مع أن كتب السلف طافحة بالتكفير بمآل القول! فنقع في مناقضة ظاهرة مكشوفة.
- كلامي جارٍ على الاصطلاح والتفريق بين كفر التأويل وبين كفر التصريح وقد أوضحته سابقا.
- اللازم والملزوم شيئان متغايران كما قرّرتَه أخي، لكن القضية في الدليل الحاكم باللزوم بين اللازم والملزوم، وقد علمتَ أن الحاكم باللزوم بين المتلازمين إن كان شرعيا فاللازم شرعي، وإن كان عرفيا فهو عرفي، وإن كان لغويا فهو لغوي، وإن كان الحاكم بالتلازم ذهنيا عقليا فهو لازم عقلي.
- إن كان الدليل الحاكم بكون الملزوم(القول بخلق القرآن) كفراً دليلا شرعيا فهو كفر تصريح، وإن لم يأت آية ولا حديث ولا إجماع معتبر في كون القول بخلق القرآن، لكن فهمنا عقلاً بأن القول بخلق القرآن يؤدي إلى كون الله مخلوقاً لأن الصفة تابعة للموصوف.. إلى آخر ما هنالك من اللوازم الباطلة؛ فالحاكم باللزوم بين خلق القرآن وبين تلك اللوازم الظاهرة هو العقل،فاللازم عقلي ذهنبي.
- لم أقل إن القول بخلق القرآن ليس بكفر، وإنما ليس كفر تصريح بل كفر تأويل.
- وبيانه: أن الملزوم (القول بخلق القرآن) كفرٌ بسبب ما يؤدي إليه من كون الله مخلوقا ونحوه من اللوازم الكفرية، لكن اللازم كفرٌ بنفسه تصريحا، والملزوم كفرٌ بسبب ما يؤدي إليه مآلا.
- ودليل كون الملزوم (خلق القرآن) كفراً هو: قياس الملزوم على اللازم (مخلوقية الرب) لأن اللازم لما صار كفرا صريحا قسنا الملزوم عليه، وهو الإلحاق بنفي الفارق، ونقول: القول بخلق القرآن مثل القول بمخلوقية رب العالمين فكما يكون الثاني كفرا بالإجماع فالأول مثله لعدم الفارق بينهما.
هذا وجه الكلام وتحرير المقام، ومثلك تكفيه الإشارة.
- والمقصود: أنه كلّما لم نجد دليلا شرعيا يقول بأن هذه الخصلة كفر بعينها، ومع ذلك جعلنا الخصلة كفراً بما تؤديه إليه من الأمور الكفرية تصريحا فالكفر هنا كفر تأويل، والتكفير تكفير بمآل القول.
دمتم برعاية الله وتوفيقه.

أبو محمد المأربي
2017-09-30, 11:20 PM
- الخلاف في التكفير بخلق القرآن مشهور ثابت ذكره الإمام أبو نصر السجزي والبيهقي وابن قدامة والنووي وابن رجب وابن الوزير اليماني.

- لم تذكر آية ولا حديثا ولا إجماعا سابقا بدعة خلق القرآن في أنها كفر تصريح.

- وما ذكرتَه عن السلف فهو مشهور،بل من شواهدنا في أن السلف كانوا يكفّرون بلازم المذهب وإن لم يلتزمه صاحبه.

- أما الإجماع السابق الصريح في أن القرآن كلام الله غير مخلوق فهو معدوم، ولو وُجِد لاستدلّ به الإمام أحمد بن حنبل وطبقته، ولهذا قال الإمام أحمد: إنه لم يجد أحدا قال: القرآن كلام الله غير مخلوق أقدم من أبي جعفر محمد بن علي رحمه الله.

- فالقضية مشكلة على الذين يقولون ببطلان التكفير بلازم المذهب ومآل القول.

- وراجع إن شئت: القواصم والعواصم (4/ 359)، وإيثار الحق على الخلق (2/ 141، 244) في أن التكفير بخلق القرآن لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله ولا من إجماع السلف وإنما هو تكفير بلازم القول ومآل المذهب.
.

محمدعبداللطيف
2017-10-01, 12:17 AM
- وراجع إن شئت: القواصم والعواصم (4/ 359)، وإيثار الحق على الخلق (2/ 141، 244) في أن التكفير بخلق القرآن لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله ولا من إجماع السلف وإنما هو تكفير بلازم القول ومآل المذهب.


كيف اراجع أيثار الحق على الخلق والعواصم والقواصم ويوجد قاسم مشترك فى التعطيل--واليك الدليل-

عقيدة ابن الوزير قال: "وقد أبرق المعترض وأرعد على البخاري رضي الله عنه؛ لروايته في الحديث: (فيكشف عن ساقه) وهذا من الجهل المفرط؛ فإنه لا فرق بين كشف الساق والمجيء عند أهل التأويل؛ في جواز إسناد الجميع من ذلك إلى غير الله, وامتناع إسناده إليه سبحانه وتعالى, وكذلك قوله في الحديث: (فيضع الرب قدمه) أي فيضع رسول الرب قدمه, أو نحو ذلك, وهذا النوع من التأويل عربي فصيح"اهـ (الروض الباسم 2/454-455) وقال: "النظر في اللغة وعند أهل الكلام هو تقليب الحدقة الصحيحة في وجه المرئي طلباً لرؤيته، وإن لم تحصل رؤية، وذلك لا يجوز على الله في كل مذهب؛ فلا يختص نفيه عمن ذكر، ويدل على ذلك قوله تعالى: (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون), وعلى هذا يكون قوله تعالى: (ولا ينظر إليهم) كناية عن إهمالهم لا سوى"اهـ (العواصم 5/127) وقال: "ويجب أن يضاف القدر المتعلق بقدرة العبد من هذه القبائح إلى العبد وحده؛ تحقيقاً لتنزيه الله تعالى وكمال تقديسه عن القبائح، وكمال عدله وحكمته فيما ابتلى به من تقدير وقوعها وأسبابها"اهـ (العواصم والقواصم 7/20) وقال: "ليس القصد إضافة كل خلق إلى الله تعالى، ولا تفرده سبحانه لكل ما يسمى خلقاً؛ لأن الكذب يسمى خلقاً، ولا يجوز إضافته إليه سبحانه؛ كما قال تعالى: (وتخلقون إفكا)، وقال: (إن هذا إلا اختلاق). وإنما القصد تفرده سبحانه بالخلق الذي هو إنشاء الأعيان من العدم الذي لا يقدر عليه سواه، وتفرده بالقدرة على خلق كل مخلوق؛ كما دلت عليه الكتب السماوية والنصوص النبوية. وإذا عرفت معاني الخلق، وأن أهل السنة ما قصروا على الله تعالى منها إلا إنشاء العين من العدم؛ عرفت معنى قولهم: إن أفعال العباد مخلوقة. وأخذته من نصوصهم البينة في تلخيص مذاهبهم؛ كما تقدم في الفرق الأربع، وعرفت حينئذ أنهم إنما عنوا بالمخلوق؛ أعيان الذوات المخرجة من العدم التي يصح عليها تحقيق الاتصاف بالوجود التي هي عند المعتزلة ثابتة في العدم، والتي لا تصح عند المعتزلة أن تعلق بها قدرة الرب عز وجل؛ كيف إلا العبد الضعيف؟ وأما ما يقع عليه الجزاء بالذم والعقاب والثناء والثواب، من الأمور العدمية والإضافية التي ليست بشيء حقيقي أصلاً؛ كالتروك على الصحيح، وإنما هي جهات استحقاق مثل تروك الواجبات، وتروك المحرمات عند الخصوم، فليست عند أهل السنة مخلوقة كما يأتي الدليل عليه قريباً من وجوه ثلاثة قرآنية"اهـ (العواصم والقواصم 7/95-96) وقال: "وأما القدر المقابل بالجزاء، فليس هو مرادهم بقولهم: إن الله خالق كل شيء؛ لأنه ليس بشيء حقيقي، والخلق لا يصح أن يطلق على غير شيء، والله عز وجل إنما تمدح بأنه خالق كل شيء لا خالق لا شيء؛ لأن المراد كل شيء يسمى مخلوقاً، والقدر المقابل بالجزاء لا يسمى مخلوقاً؛ لوجوه: الأول: قوله تعالى: (ربنا ما خلقت هذا باطلا) فلو كان الله تعالى خالق الباطل الذي فعله العباد؛ لم يتنزه عن خلق الحق في حال كونه باطلاً؛ لأن خلق الباطل أشد قبحاً من خلق غيره في حال كونه باطلاً؛ كما أن من فعل الكفر؛ لم يتنزه عن ترك الضلال كفراً. الثاني: قوله تعالى: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) فلو كان الله خالق تغييرهم؛ لكان خلقاً آخر؛ لا تغييراً لخلق الله؛ كما أن الشيب في الشعر خلق آخر بعد السواد؛ لا تغيير خلق الله، ولقال الله: (ثم أنشأناه خلقا آخر) كما قال في تغيير النطفة إلى العلقة؛ ثم قال في آخر التغييرات: (فتبارك الله أحسن الخالقين) ولم يقل: أحسن المغيرين. وكذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات المغيرات خلق الله، ولم يجعل تغييرهن خلقاً منه آخر؛ كما خلق النطفة علقة، وخلق الشيب بعد الشباب. الثالث: قوله تعالى: (الذي أحسن كل شيء خلقه) أي على حسب ما أراد، فوجب وصف جميع مخلوقات الله بالحسن، فلو كان القدر المقابل بالجزاء من أفعال العباد مخلوقاً؛ لم توصف معاصيهم بالقبح، ووجب وصف قبائحهم بالحسن، وهذا باطل بالإجماع"اهـ (العواصم والقواصم 7/98-99) وقال: "وثبت بهذا أنه لا حجة في العمومات على أن أفعالنا مخلوقة؛ لأن معنى: إن الله خالق كل شيء، أي: كل شيء يسمى مخلوقاً، ولذلك خرج القرآن من ذلك؛ لأن الكلام لا يسمى في اللغة مخلوقاً؛ إلا بمعنى المكذوب، وكذلك لا تسمى أفعالنا بذلك؛ فثبت أن كل شيء يسمى مخلوقاً من الأجسام وصورها والطعوم والألوان والروائح وسائر ما في العوالم من نحو ذلك؛ داخل في أن الله خالق كل شيء، وما لم يثبت أنه يسمى مخلوقاً كأفعالنا؛ لا يدخل في ذلك بمرة"اهـ (العواصم والقواصم 7/104) وقال: " أجمعت الأمة إجماعاً ضرورياً؛ أنه يجب الرضا بما كان من الله تعالى، والتحسين له، والثناء به، وأنه يجب كراهة المعاصي وسخطها والتقبيح لها؛ فلو كانت المعاصي من الله لتناقض الإجماعان، واتحد محل السخط والرضا"اهـ (العواصم والقواصم 7/163) وقال: "كل ما خالف الأدلة القاطعة المعلومة من العقل أو السمع، وكان من أحاديث الآحاد المظنونة؛ فإنه غير معمول به. فإن ثبت دليل على أنه لا يمكن تأويله؛ وجب رده على راويه؛ على ما يأتي بيانه في مراتب الرد وإن لم يقم دليل على امتناع تأويله؛ ترك غير معمول به، ولا مقطوع بكذبه"اهـ (العواصم 8/261) وقال: "ثبت أن علماء المعاني والبيان والزمخشري ومن لا يحصى كثرة؛ قالوا في تأويل قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا)، وقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة)، وقوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) كل هذا قالوا فيه: إن إسناد المجيء والإتيان إلى الله تعالى؛ مجاز، وهو من قبيل الإيجاز: أحد علوم المعاني والبيان، وهو حذف بعض الكلام لدلالة القرينة على حذفه، والقرينة الدالة هنا هي القرينة العقلية، وهي أقوى القرائن دلالة، وكان هذا مثل قوله تعالى: (واسأل القرية التي كنا فيها والعير) أي: أهل القرية؛ قالوا: المعنى: وجاء أمر ربك أو عذابه، أو نحو ذلك من المقدورات. فنقول: وكذلك الحديث الذي رواه السيد، وفيه: (فيأتيهم الله)، وفي رواية (أتاهم رب العالمين) فيه حذف وتقدير؛ فيقال: المراد أتاهم ملك من رب العالمين، أو أتاهم رسول رب العالمين. وقوله: (إني ربكم): أي رسول ربكم، وكذلك قولهم: (أنت ربنا): أي رسول ربنا، وإذا جاز تأويل لفظ على معنى؛ جاز تأويله على ذلك المعنى، وإن تكرر منه مرة؛ فالعمدة أن الدليل العقلي صارف عن الظاهر، وإلا فالذي في القرآن من المتشابه في هذا المعنى يوهم أنه على ظاهره لو لم يكن ثم دليل عقلي يوجب التأويل من غير خلاف في هذا، وقد ذكرنا في المقدمات أن الترشيح لغوي صحيح متى ثبت معرفة المخاطب بالتجوز، وتقدمت أمثلة ذلك، فلا ينكر ما ورد من ذلك ولو كثر، وإنما تجد النكارة لعدم وضوح الدليل في نفس السامع تارة، وفي نفس الأمر أخرى؛ إلا من سمع جناح الذل لا يجد شكاً في معرفة المعنى، وأنه مجاز، وإن لم يكن من العارفين بخلاف من سمع قوله تعالى في آدم عليه السلام: خلقته بيدي. وقد ذكر النووي في شرح مسلم؛ تأويل هذا الحديث؛ فقال ما لفظه: وقيل: المراد يأتيهم الله، أي: يأتيهم بعض ملائكته. قال القاضي عياض: وهذا الوجه أشبه عندي بالحديث. قال: ويكون هذا الملك الذي جاءهم في الصورة التي أنكروها من سمات الحديث الظاهرة على الملك والمخلوق. قال: أو يكون معناه: يأتيهم الله في صورة أي بصورة ويظهر لهم صورة ملائكته ومخلوقاته التي لا تشبه صفات الإله ليختبرهم. وهذا آخر امتحان المؤمنين، فإذا قال لهم: هذا الملك، أو هذه الصورة: أنا ربكم، رأوا عليه من سمات المخلوقين ما يعلمون به أنه ليس ربهم، ويستعيذون بالله منه. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون بها) فالمراد بالصورة هنا: الصفة، ومعناه: فيتجلى لهم على الصفة التي يعلمونها، وإنما عبر في الصفة بالصورة، لمشابهتها إياها، ولمجانسة الكلام؛ فإنه تقدم ذكر الصورة. وأما قولهم: (نعوذ بالله منك)؛ فقال الخطابي: يحتمل أن تكون الاستعاذة من المنافقين خاصة. وأنكر القاضي عياض هذا. قال النووي: وما قاله القاضي عياض هو الصواب، والحديث مصرح به، أو ظاهر فيه، وإنما استعاذوا منه لما قدمناه من كونهم رأوا سمات المخلوق. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فيتبعونه)؛ فمعناه: فيتبعون أمره إياهم بذهابهم إلى الجنة. انتهى. وفيه ما يوافق ما ذكرته ولله الحمد، إلا أن قوله: (يتجلى على صفة) يحتاج إلى تأويل؛ كتأويل قوله تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل) فأقول: يحتمل على أساليب المتأولين أن المراد بـ (تجلى) ما يدل على عظم قدرته، وإحاطة علمه من عجائب أفعاله المعجزة التي نعلم بها أنه المتكلم المخاطب. ومن هذا القبيل - ولم يذكره السيد - حديث نزول الرب جل جلاله كل ليلة إلى سماء الدنيا؛ أولوه بنزول ملك"اهـ (العواصم 8/336-338) وقال: "لو كان في اعتقاد خلق الأفعال خير؛ ما سكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه ولا سبقهم المتأخرون الى إشاعته وإلزام المسلمين باعتقاده وتعريفهم بوجوبه، وكان معدوداً في أركان الدين والاسلام المعدودة المنصوصة"اهـ (إيثار الحق ص 293) وقال: "لا خلاف بين أحد من أهل الاسلام في وجوب كراهة معاصي الله تعالى ومساخطه من الأعمال، ولا في وجوب الرضى والتحسين لجميع ما كان منه سبحانه وتعالى، وذلك يوجب أن القبائح كلها ليست منه عز وجل؛ كما سيأتي بيانه بعون الله تعالى"اهـ (إيثار الحق ص 298) وقال: "اعلم أنا قد بينا فيما تقدم؛ أن السنة هي ما صح واشتهر واستفاض في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وتابعيهم، وبلغنا متواتراً أو مشهوراً من غير معارضة ولا شبهة؛ مثل الايمان بالأقدار لتواتره في الأخبار والآثار؛ فليس خلق أفعال العباد من هذا ولا هو قريب منه؛ فلا وجه لكونه من السنة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين علم أركان الإسلام والإيمان والإحسان؛ لم يذكره؛ ثم لم يصح فيه حديث واحد ولا أثر، وأما أخذه من (خالق كل شيء) فهو خلاف الاحتياط في مواضع الخطر؛ حيث لا ضرورة وهو مثل أخذ المعتزلي من ذلك أن القرآن مخلوق"اهـ (إيثار الحق ص 311)- واذا اردت ان ازيدك من الشعر بيتا لزتك--أتريد أخى الكريم أن تخرق الاجماع بهذه الاقوال-انا اظن اخى الكريم انك تنقل الخلاف فى كفر القائل بخلق القران عن كتاب ايثار الحق عن الخلق بل على ما يبدو ان فهمك للمسألة مستوحى من كتاب ايثار الحق لابن الوزير اليمانى-- اما بن رجب رحمه الله فلا-فى المشاركة القادمة ان شاء الله سأنقل اقوال ائمة اهل السنة واقوال ائمة المذاهب بل والاجماع حتى يطمئن قلبك

محمدعبداللطيف
2017-10-01, 01:33 AM
ما قاله أئمة السنة في القرآن، وحكمهم على من قال بخلق القرآن


قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله وفيه أسماء الله, وقال: إذا قال الرجل العلم مخلوق فهو كافر لأنه يزعم أنه لم يكن لله علم حتى خلقه وقال رحمه الله تعالى: من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله (1) قال الله تعالى: فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ [آل عمران:61], وقال تعالى: وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَائَهُمْ بَعْدَ الذِّي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَالَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير [البقرة:120] وقال الله تعالى: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ [البقرة:145] وقال الله تعالى: أَلا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْر [الأعراف:54] وقال الله تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ [هود:17] قال أحمد: قال سعيد بن جبير: والأحزاب الملل كلها فَالنَّارُ مُوْعِدُه [هود:17] وقال الله تعالى: وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إليه أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ [الرعد:36] وقال الله تعالى: وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ [الرعد:37] وقال رحمه الله تعالى: من قال ذاك القول لا يصلى خلفه الجمعة ولا غيرها فإن صلي خلفه أعاد الصلاة، يعني: من قال القرآن مخلوق (2) وقال رحمه الله تعالى: إذا كان القاضي جهميا فلا تشهد عنده (3) وقال إبراهيم بن طهمان: الجهمية كفار والقدرية كفار (4) وقال سليمان التيمي رحمه الله تعالى: ليس قوم أشد بُغضا للإسلام من الجهمية والقدرية فأما الجهمية فقد بارزوا الله وأما القدرية فإنهم قالوا في الله. وقال سلام بن أبي مطيع الجهمية كفار لا يصلى خلفهم (5) وقال خارجة: الجهمية كفار بلغوا نساءهم إنهن طوالق وأنهن لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم ثم تلا: طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى [طه:1-3] إلى قوله: الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] (6) وقال مالك رحمه الله تعالى: من قال القرآن مخلوق يوجع ضربا ويحبس حتى يتوب (7) . وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: من زعم أن قول الله: يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [النمل:9] مخلوق فهو كافر زنديق حلال دمه (8) وقال أيضا: من قال إنّ قُلْ هُوَ الله أَحَدْ الله الصَّمَد [الإخلاص:1-2] مخلوق فهو كافر (9) وقال أبو يوسف القاضي: صنفان ما على وجه الأرض شر منهما الجهمية والمقاتلية (10) . قلت: وأظنه يعني بالمقاتلية: أتباع مقاتل بن سليمان البلخي فإنه رماه الإمام أبو حنيفة بالتشبيه فإنه قال أفرط جهم في نفي التشبيه حتى قال إنه تعالى ليس بشيء وأفرط مقاتل في معنى الإثبات حتى جعله مثل خلقه وتابع أبا حنيفة على ذلك جماعة من أئمة الجرح والتعديل من أقرانه كأبي يوسف وغيره فمن بعدهم حتى قال ابن حبان: كان يأخذ من اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم وكان يشبه الرب بالمخلوق وكذبه وكيع وغيره والله أعلم بحاله. قال وكيع: مات مقاتل بن سليمان سنة خمسين ومائة.اهـ. وقال عبدالله بن المبارك: الجهمية كفار. (11) وقال: ليس تعبد الجهمية شيئا (12) وقال من قال القرآن مخلوق فهو زنديق (13) وقال: إنا نستجير أن نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستجير أن نحكي كلام الجهمية (14) وقال سفيان بن عيينة: القرآن كلام الله من قال مخلوق فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر (15) وقال: من قال القرآن مخلوق يحتاج أن يصلب على ذباب يعني: جبل (16) وقال عبدالله بن إدريس رحمه الله تعالى: وقد سئل ما تقول في الجهمية يصلى خلفهم؟ فقال: أمسلمون هؤلاء؟ أمسلمون هؤلاء؟ لا ولا كرامة لا يصلى خلفهم (17) وقال له رجل: يا أبا محمد إن قبلنا ناساً يقولون: القرآن مخلوق، فقال: من اليهود؟ قال: لا، قال: فمن النصارى؟ قال: لا، قال: فمن المجوس؟ قال: لا، قال: فمن؟ قال: من الموحدين؟ قال: كذبوا ليس هؤلاء بموحدين، هؤلاء زنادقة هؤلاء زنادقة. وقرأ ابن إدريس بسم الله الرحمن الرحيم فقال الله مخلوق؟ والرحمن مخلوق؟ والرحيم مخلوق؟ هؤلاء زنادقة (18) وسئل عن قوم يقولون: القرآن مخلوق؛ فاستشنع ذلك وقال سبحان الله شيء منه مخلوق؟ (19) وقال وكيع: فإني أستتيبه فإن تاب وإلا قتلته (20) وقال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه محدث ومن زعم أنه محدث فقد كفر. (21) وقيل له: إن فلانا يقول إن القرآن محدث فقال: سبحان الله هذا كفر. قال السويدي: وسألت وكيعا عن الصلاة خلف الجهمية فقال: لا تصل خلفهم (22) وقال: من زعم أن القرآن مخلوق؛ فقد زعم أنه محدث يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه (23) وقال زهير بن حرب: اختصمت أنا ومثنى فقال مثنى: القرآن مخلوق، وقلت أنا: كلام الله، فقال وكيع وأنا أسمع: هذا كفر، وقال: من قال: القرآن مخلوق هذا كفر؛ فقال المثنى: يا أبا سفيان قال الله تعالى: مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ [الشعراء:5] فإيش هذا؟ فقال وكيع: من قال القرآن مخلوق هذا كفر (24) وقال: من قال: القرآن مخلوق؛ فهو كافر (25) وقال رحمه الله تعالى: القرآن كلام الله أنزله جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل صاحب هوى يعرف الله ويعرف من يعبد إلا الجهمية لا يدرون من يعبدون بشر المريسي وأصحابه (26) وقيل لوكيع في ذبائح الجهمية قال: لا تؤكل هم مرتدون (27) وقال: من قال: إن كلامه ليس منه فقد كفر، وقال: من قال: إن منه شيئاً مخلوقاً فقد كفر (28) . وقال فطر بن حماد سألت معتمر بن سليمان فقلت: يا أبا محمد إمام لقوم يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه؟ فقال: ينبغي أن تضرب عنقه. قال فطر: وسألت حماد بن زيد فقلت: يا أبا إسماعيل إمام لنا يقول: القرآن مخلوق، أصلي خلفه؟ فقال: صل خلف مسلم أحبّ إليّ. وسألت يزيد بن زريع فقلت: يا أبا معاوية إمام يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه؟ قال: لا، ولا كرامة (29) وقال عبدالرحمن بن مهدي: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه (30) وقال مرة: لا أرى أن تستتيب الجهمية (31) وقال رحمه الله تعالى: لو كان لي من الأمر شيء لقمت على الجسر فلا يمر بي أحد من الجهمية إلا سألته عن القرآن فإن قال: مخلوق ضربت رأسه ورميت به في الماء (32) وقال أبو بكر بن الأسود: لو أن رجلا جهميا مات وأنا أرثه ما استحللت أن آخذ من ميراثه (33) وقال أبو يوسف القاضي جيئوني بشاهدين يشهدان على المريسي والله لأملأن ظهره وبطنه بالسياط يقول في القرآن يعني: مخلوق (34) وقال يزيد بن هارون وذكر الجهمية فقال: هم والله زنادقة عليهم لعنة الله (35) وقال رحمه الله تعالى: والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة من قال القرآن مخلوق فهو زنديق (36) وسئل عن الصلاة خلفهم قال: لا. وقال معاذ بن معاذ من قال القرآن مخلوق فهو كافر (37) وقال شبابة بن سوار: اجتمع رأيي ورأي أبي النضر هاشم بن قاسم وجماعة من الفقهاء على أن المريسي كافر جاحد نرى أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه (38) وكان أبو توبة الحلبي ونعيم بن حماد وإبراهيم بن مهدي يكفرون الجهمية وقال بشر بن الحارث: لا تجالسوهم ولا تكلموهم وإن مرضوا لا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم كيف يرجعون وأنتم تفعلون بهم هذا؟! (39) قال أبو الأسود النضر بن عبد الجبار: القرآن كلام الله ومن زعم أنه مخلوق فهو كافر هذا كلام الزنادقة (40) وقال عباد بن عوام: كلمت بشر المريسي وأصحابه فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا: ليس في السماء شيء (41) وقال عمرو بن الربيع بن طارق: القرآن كلام الله من زعم أنه مخلوق فهو كافر (42) وقال هارون أمير المؤمنين: بلغني أن بشراً المريسي يزعم أن القرآن مخلوق؛ فهو يعبد صنما (43) وقال يحيى بن معين رحمه الله تعالى: من قال القرآن مخلوق فهو كافر (44) وقال رجل لهيثم: إن فلانا يقول القرآن مخلوق؛ فقال: اذهب إليه فاقرأ عليه أول الحديد وآخر الحشر فإن زعم أنهما مخلوقتان فاضرب عنقه (45) وقال أبو هشام الغساني مثله (46) وقال أبو عبيد: من قال القرآن مخلوق فقد افترى على الله وقال عليه ما لم تقله اليهود والنصارى (47) وقال إسحاق بن البهلول لأنس بن عياض أبي ضمرة: أصلي خلف الجهمية قال: لا، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85] (48) وسئل عيسى بن يونس رحمه الله تعالى: عمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال: كافر أو كفر؛ فقيل له: تكفرهم بهذه الكلمة. قال: إن هذا أيسر أو أحسن ما يظهرون (49) وكان يحيى بن معين رحمه الله تعالى: يعيد صلاة الجمعة مذ أظهر عبدالله بن هارون المأمون ما أظهر يعني القول بخلق القرآن (50) . وقال الحسين بن إبراهيم بن أشكاب وعاصم بن علي بن عاصم وهارون الفروي وعبد الوهاب الوراق وسفيان بن وكيع القرآن كلام الله وليس بمخلوق. وسئل جعفر بن محمد رحمه الله تعالى: عن القرآن فقال: ليس بخالق ولا بمخلوق ولكنه كلام الله (51) . وروى عن أبيه علي بن الحسين أنه قال في القرآن: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله. (52) وقال الزهري سألت علي بن الحسين عن القرآن؟ فقال: كتاب الله وكلامه (53) وعن إبراهيم بن سعد وسعيد بن عبدالرحمن الجمحي ووهب بن جرير وأبي النضر هاشم بن القاسم وسليمان بن حرب قالوا: القرآن كلام الله ليس بمخلوق. وقال سفيان بن عيينة: لا نحسن غير هذا القرآن كلام الله فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله [التوبة:6] يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15] (54) وقال الإمام مالك بن أنس وجماعة من العلماء بالمدينة وذكروا القرآن فقالوا: كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق (55) وقال حماد بن زيد رحمه الله تعالى: القرآن كلام الله أنزله جبريل من عند رب العالمين (56) وقال أبو بكر بن عياش: من زعم أن القرآن مخلوق فقد افترى على الله (57) وقال وكيع: القرآن من الله، منه خرج وإليه يعود (58) وقال يحيى بن سعيد: كيف يصنعون بقل هو الله أحد كيف يصنعون بهذه الآية إِنِّي أَنَا اللَّهُ [القصص:30] يكون مخلوقا؟ (59) وقال وهب بن جرير ومحمد بن يزيد الواسطي وابن أبي إدريس وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان بن أبي شيبة وأبو عمر الشيباني ويحيى بن أيوب وأبو الوليد وحجاج الأنماطي ويحيى بن معين وأبو خيثمة وإسحاق بن أبي إسرائيل وأبو معمر: القرآن كلام الله ليس بمخلوق (60) وقال أبو عمرو الشيباني لإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وقال: القرآن مخلوق فقال الشيباني: خلقه قبل أن يتكلم به أو بعدما تكلم به؟ قال: فسكت (61) وقال حسن بن موسى الأشيب: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين [الفاتحة:5] فقال حسن مخلوق هذا؟ (62) وقال محمد بن سليمان: لو أن القرآن كلام الله غير مخلوق ما رأيت أحداً يقول القرآن مخلوق أعوذ بالله (63) .اهـ.
وقال الشافعي رحمه الله تعالى: في وصيته: القرآن كلام الله غير مخلوق. وقال عفان بن مسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ [الفتح:15] الله لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّوم [البقرة:255] قُلْ هُوَ الله أَحُد [الإخلاص:1] أمخلوق هذا؟ أدركت شعبة وحماد بن سلمة وأصحاب الحسن يقولون: القرآن كلام الله ليس مخلوقا (64) وقال يحيى بن يحيى: من زعم أن من القرآن من أوله إلى آخره آية مخلوقة فهو كافر. وقال هشام بن عبيد الله القرآن كلام الله غير مخلوق؛ فقال له رجل أليس الله تعالى: يقول: مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ [الأنبياء:2] فقال: محدث إلينا وليس عند الله محدث. وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي رحمه الله تعالى: ليس بين أهل العلم خلاف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فكيف يكون شيء خرج من الرب عز وجل مخلوقا؟ (65) وقال أبو جعفر النفيلي: من قال: إن القرآن مخلوق؛ فهو كافر. فقيل: يا أبا جعفر الكفر كفران كفر النعمة وكفر بالرب عز وجل؟ قال: لا بل كفر بالرب عز وجل ما تقول فيمن يقول: الله أَحَد الله الصَّمَد [الإخلاص:1] مخلوق أليس كافر هو؟ (66) وقال عبدالله بن محمد العيشي: يستحيل في صفة الحكيم أن يخلق كلاما يدعي الربوبية يعني: قوله تعالى: إِنَّنِي أَنَا الله [طه:14] وقوله: أَنَا رَبُّك [طه:12] (67) . قلت: والمعتزلة يقولون إن كلام الله لموسى خلقه في الشجرة فعلى هذا تكون الشجرة هي القائلة: إِنَّنِي أَنَا الله لاَ إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي [طه:14] قبحهم الله في الدنيا والآخرة. وقال محمد بن يحيى الذهلي: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع صفاته وحيث تصرف (68) وأما كلام البخاري رحمه الله تعالى ومتانته في هذه المسألة فأشهر من أن يحتاج إلى تعريف وله في ذلك كتاب (خلق أفعال العباد) وقد بوّب في (صحيحه) على جملة وافية تدل على غزارة علمه وجلالة شأنه. وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أدركنا العلماء في جميع الأمصار فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن الله تعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف أحاط بكل شيء علماً ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (69) وقال محمد بن أسلم الطوسي: القرآن كلام الله غير مخلوق أينما تلي وحيثما كتب لا يتغير ولا يتحول ولا يتبدل (70) .
وقال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى: في كتاب (التوحيد) بعد تبويبه على تكليم الله موسى عليه الصلاة والسلام: وتكليم الله بالوحي وصفة نزول الوحي وتكليم الله عباده يوم القيامة وتقرير البحث في ذلك، ثم قال: باب ذكر البيان في كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه وبين خلقه الذي يكون بكلامه وقوله والدليل على نبذ قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله تعالى: مخلوق جل ربنا وعز عن ذلك. قال الله تعالى: أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54] ففرق الله تعالى: بين الخلق والأمر الذي به يخلق الخلق بواو الاستئناف وأعلمنا الله جل وعلا في محكم تنزيله أنه يخلق الخلق بكلامه وقوله: ِإنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [النحل:40] فأعلمنا جل وعلا أنه يكون كل مكون من خلقه بقوله كن فيكون وقوله كن هو كلامه الذي به يكون الخلق وكلامه عز وجل الذي به يكون الخلق غير الخلق الذي يكون مكونا بكلامه فافهم ولا تغلط ولا تغالط ومن عقل عن الله خطابه علم أن الله سبحانه لما أعلم عباده المؤمنين أنه يكون الشيء بقوله: كن أن القول الذي هو كن غير المكون بكن المقول له كن وعقل عن الله أن قوله كن لو كان خلقا على ما زعمت الجهمية المفترية على الله أنه إنما يخلق الخلق ويكونه بخلق لو كان قوله كن خلقا فيقال لهم يا جهلة فالقول الذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقا بم يكونه؟ أليس قول مقالتكم التي تزعمون أن قوله: كن إنما يخلقه بقول قلبه وهو عندكم خلقه وذلك القول يخلقه بقول قلبه وهو خلق حتى يصير إلى ما لا غاية له ولا عدد ولا أول, وفي هذا إبطال تكوين الخلق وإنشاء البرية وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث الله الشيء وينشئه, وهذا قول لا يتوهمه ذو لب لو تفكر فيه ووفق لإدراك الصواب والرشاد قال الله تعالى: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ [الأعراف:54] فهل يتوهم مسلم أن الله تعالى: سخر الشمس والقمر والنجوم مسخرات بخلقه أليس مفهوما عند من يعقل عن الله خطابه أن الأمر الذي سخر به غير المسخر بالأمر وأن القول غير المقول له فتفهموا يا ذوي الحجا عن الله خطابه وعن النبي صلى الله عليه وسلم بيانه لا تصدوا عن سواء السبيل فتضلوا كما ضلت الجهمية عليهم لعائن الله فاسمعوا الآن الدليل الواضح البيّن غير المشكل من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل العدل موصولا إليه على الفرق بين خلق الله وبين كلام الله تعالى. ثم ساق الأحاديث في ذكر كلمات الله تعالى إلى الحديث: ((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)) (71) ثم قال: أفليس العلم محيطا يا ذوي الحجا أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه هل سمعت عالماً يجيز أن يقول: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله أو يجيز أن يقول أعوذ بالصفا والمروة أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله؟ هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه...
وقال أبو معاوية بن حازم الضرير رحمه الله تعالى: الكلام فيه بدعة وضلالة ما يكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون ولا الصالحون رحمهم الله تعالى: يعني قول القرآن مخلوق (72) . وذكر عند أبي نعيم هو الفضل بن دكين من يقول: القرآن مخلوق فقال: والله والله ما سمعت بشيء من هذا حتى خرج ذاك الخبيث جهم (73) وكلام أئمة السنة في هذا الباب يطول ذكره ولو أردنا استيعابه لطال الفصل. وقد تكرر نقل الإجماع منهم على إثبات ما أثبت الله عز وجل لنفسه وأثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة فمن بعدهم ونفي التكييف عنها لا سيما في مسألة العلو وفي هذه المسألة مسألة القرآن وتكليم الله تعالى موسى لأنها أول ما جحده الزنادقة قبحهم الله تعالى: وفي ذكر من سمينا كفاية ومن لم نسم منهم أضعاف ذلك ولم يختلف منهم اثنان في أن القرآن كلام الله تعالى: ليس بمخلوق من الله بدأ وإليه يعود, وتقلدوا كفر من قال بخلق القرآن ومنعوا الصلاة خلفه وأفتوا بضرب عنقه وبتحريم ميراثه على المسلمين وحرموا ذبيحته وجزموا بأنها ذبيحة مرتد لا تحل للمسلمين فانظر أيها المنصف أقوالهم ثم اعرضها على نصوص الكتاب والسنة هل تجدهم حادوا عنها قيد شبر أو قدموا عليها قول أحد من الناس كائنا من كان حاشا وكلا معاذ الله بل بها اقتدوا ومنها تضلعوا وبنورها استضاءوا وإياها اتبعوا فهداهم الله بذلك لما اختلفت فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [موقع الدرر السنية]

أبو محمد المأربي
2017-10-01, 01:36 AM
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات والخيرات.
- هذا لازم على الإنصاف، فإننا بين أمرين لا ثالث لهما.
وهما إما أن نرجع إلى رشد السلف الصالح في التكفير بالتصريح وبالمآل، وإما إن نرجع إلى مخالفيهم في عدم التكفير بالمآل ونرجّح رأيهم. وهو الغالب على أهل عصرنا حسب الاطلاع. وربك المستعان.
- والمقصود من الإحالة على ابن الوزير هو تصريحه بأن التكفير بخلق القرآن من باب التكفير باللازم، وكلامه في هذه المسألة جارٍ على اصطلاح القوم.
وهو كما ذكر لا توجد آية ولا حديث ولا إجماع في أن ذلك كفر تصريح بناء على التفريق السابق.
- وهذا أيضا القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص837- 839) يصرّح بأن أكثر السلف وأصحاب الحديث يكفّرون أهل البدع بمآل القول ولازم المذهب فراجعه أيضا إن شئت.
ومن ذلك قوله:(قد ذكرنا مذاهب السلف في إكفار أصحاب البدع والأهواء المتأولين؛ ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.
وعلى اختلافهم اختلف الفقهاء والمتكلمون في ذلك).
- وهذا أيضا أحمد بن إدريس القرافي يقول:(وأهل البدع اختلف العلماء في تكفيرهم نظرا لما يلزم من مذهبهم من الكفر الصريح، فمن اعتبر ذلك وجعل لازم المذهب مذهبا كفّرهم، ومن لم يجعل لازم المذهب مذهبا لم يكفّرهم؛ فلهذه القاعدة لمالكٍ والشافعي وأبي حنيفة والأشعري والقاضي في تكفيرهم قولان).شرح تنقيح الفصول (ص311).
- المقصود من هذا: إن جرينا على اصطلاح من يمنع ويحذّر عن التكفير بمآل القول ولازمه فالتكفير بخلق القرآن ونحوه من التكفير بالمآل، وهو باطل وضلال مبين عندهم. وإن جرينا على منهاج السلف فالتكفير بمآل القول من مذهبهم وإننا في ذلك لعلى هدى مستقيم.
- لا دخل لنا بعقيدة القوم (ابن الوزير والقاضي عياض والقرافي) ومن سنذكرهم إن شاء الله.
لكن حسبي أن أعلم أن القوم يعرفون بما يرفضون، وأعلم أيضا ما رفضوه هل هو حق أو صواب؟
- ومن العجب أن ينسب التكفير بالمآل إلى البدعة والضلال ثم يُقبل من السلف!!

أبو محمد المأربي
2017-10-01, 01:59 AM
ولم يختلف منهم اثنان في أن القرآن كلام الله تعالى: ليس بمخلوق من الله بدأ وإليه يعود, وتقلدوا كفر من قال بخلق القرآن ومنعوا الصلاة خلفه وأفتوا بضرب عنقه وبتحريم ميراثه على المسلمين وحرموا ذبيحته وجزموا بأنها ذبيحة مرتد لا تحل للمسلمين فانظر أيها المنصف أقوالهم ثم اعرضها على نصوص الكتاب والسنة هل تجدهم حادوا عنها قيد شبر أو قدموا عليها قول أحد من الناس كائنا من كان حاشا وكلا معاذ الله بل بها اقتدوا ومنها تضلعوا وبنورها استضاءوا وإياها اتبعوا فهداهم الله بذلك لما اختلفت فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم [موقع الدرر السنية]- الكلام الإقناعي شيء ومواجهة الحقائق شيء آخر!
- بناء على التفريق بين كفر التصريح وبين كفر التأويل: لا توجد آية ولا حديث ولا إجماع قبل بدعة القول بخلق القرآن يدل على التكفير به تصريحا، فمن كان عنده ذلك فليفدنا ولا يبحل علينا بارك الله فيه.
- أحكام سلفنا الصالح على هؤلاء القوم مشهور مستفيض ولا حاجة إلى تكرار النقل في ذلك.
لكن الشأن في مستند الحكم هل هو تكفير بشيء هو كفر في نفسه بدليل من الشارع؟ أو تكفير بشيء هو مماثل لما هو كفر بنفسه؟
فمن أجاب بالثاني، فلا نزاع بيني وبينه.
ومن أجاب بالأول فعليه الدليل مع محافظة أصله في أن التكفير بمآل القول باطل وضلال مبين.
أما أن يقبل الفرع (تكفير القائل بخلق القرآن) ويبطل أصله (التكفير بالمآل)..
فلا وجه له عندي، ولا يمكن أن نسكت عليه إن قدرنا على التعليق عليه.

محمدعبداللطيف
2017-10-01, 02:02 AM
(قد ذكرنا مذاهب السلف في إكفار أصحاب البدع والأهواء المتأولين؛ ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.


هذا محله وفرضه اهل الاهواء والبدع اما الجهمية فالحكم فيهم هو نفس الحكم فى عباد القبور والمشركين وقد بينا ذلك مرارا وتكرارا فى كلام ائمة الدعوة النجدية يقول الشيخ سليمان بن سحمان فهذا استدلال جاهل بنصوص الكتاب والسنة لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء من هذه الأمة ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام كالخوارج ونحوهم فهؤلاء لا يكفرون لأن أصل الإيمان الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته مناقض لأصله والعمدة استصحاب الأصل وجودا وعدما لكنهم يبدعون ويضللون ويجب هجرهم وتضليلهم والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم كما هو طريقة السلف في هذا الصنف
وأما الجهمية وعباد القبور فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل
إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.هل الجهمى اذا وقف على قوله لا يقول بما يؤديه قوله اليه-هذا الكلام ظاهره الدفاع عن الجهمية الجهمية انفسهم يقولون بما يؤدى اليه اقوالهم لذلك كفرهم السلف لجحودهم--على هذا القول فان الجهمية ليسوا بجاحدين-هذا الكلام ليس فى الجهمية ولكن كما قلنا فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع اما الجهمية--

فحقيقة قولهم جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه بل وجميع الرسل ولهذا قال الإمام عبد الله بن المبارك إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية

أبو محمد المأربي
2017-10-01, 02:44 AM
هذا محله وفرضه اهل الاهواء والبدع اما الجهمية فالحكم فيهم هو نفس الحكم فى عباد القبور والمشركين وقد بينا ذلك مرارا وتكرارا فى كلام ائمة الدعوة النجدية يقول الشيخ سليمان بن سحمان فهذا استدلال جاهل بنصوص الكتاب والسنة لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء من هذه الأمة ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام كالخوارج ونحوهم فهؤلاء لا يكفرون لأن أصل الإيمان الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته مناقض لأصله والعمدة استصحاب الأصل وجودا وعدما لكنهم يبدعون ويضللون ويجب هجرهم وتضليلهم والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم كما هو طريقة السلف في هذا الصنف
وأما الجهمية وعباد القبور فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل هل الجهمى اذا وقف على قوله لا يقول بما يؤديه قوله اليه-هذا الكلام ظاهره الدفاع عن الجهمية الجهمية انفسهم يقولون بما يؤدى اليه اقوالهم لذلك كفرهم السلف لجحودهم--على هذا القول فان الجهمية ليسوا بجاحدين-هذا الكلام ليس فى الجهمية ولكن كما قلنا فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع اما الجهمية--

فحقيقة قولهم جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه بل وجميع الرسل ولهذا قال الإمام عبد الله بن المبارك إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية
- أخي الكريم هوّن عليّ وعلى نفسك فكلام القاضي عياص ونقله في القول بخلق القرآن ونحوه مما هو كفر بالمآل وأن السلف كفّروا بذلك وإليك النص الذي تركته اختصاراً وإن أحلت إلى الصفحة (ص837) قال:
(وأكثر أقوال السلف تكفيرهم، وممن قال به: الليث بن سعد، وابن عيينة، وابن لهيعة.
وروي عنهم ذلك فيمن قال بخلق القرآن، وقاله ابن المبارك، والأودي، ووكيع، وحفص بن غياث، وأبو إسحاق الفزاري، وهشيم، وعلي بن عاصم في آخرين، وهو من قول أكثر المحدثين، والفقهاء والمتكلمين فيهم، وفي الخوارج والقدرية وأهل الأهواء المضلة، وأصحاب البدع المتأولين، وهو قول أحمد بن حنبل، وكذلك قالوا في الواقفة والشاكّة في هذه الأصول).
وقالالقاضي ابن العربي (543هـ) :(اختلف النّاس في تكفير المتأوّلين، وهم الذين لا يقصدون الكفر، وإنما يطلبون الإيمان فيخرجون إلى الكفر، والعلمَ فيؤول بهم إلى الجهل.
وهي مسألة عظيمة تتعارض فيها الأدلة.
ولقد نظرت فيها مرّة؛ فتارة أكفّر، وتارة أتوقّف، إلا فيمن يقول: إن القرآن مخلوق. أو إنّ مع الله خالقا سواه. فلا يدركني فيه ريب، ولا أبقي له شيئا من الإيمان).
هذه نصوص صريحة في أنه تكفير بالمآل، فلماذا القفز؟
- قصدي بهذا كلّه:
بيان القوم بأن التكفير بخلق القرآن تكفير بالمآل، وليس لي غرض آخر.
فإن كان بعض الإخوة يرى أنه تكفير بما هو كفر بنفسه فنريد دليله في ذلك
وما بي حاجة في الدفاع عن أهل البدع!!
حسبي أن أتبيّن مستند تكفير القوم وأكون على بصيرة من أمري إن شاء الله.

محمدعبداللطيف
2017-10-01, 01:25 PM
- أخي الكريم هوّن عليّ وعلى نفسك فكلام القاضي عياص ونقله في القول بخلق القرآن ونحوه مما هو كفر بالمآل وأن السلف كفّروا بذلك وإليك النص الذي تركته اختصاراً وإن أحلت إلى الصفحة (ص837) قال:
(وأكثر أقوال السلف تكفيرهم، وممن قال به: الليث بن سعد، وابن عيينة، وابن لهيعة.
وروي عنهم ذلك فيمن قال بخلق القرآن، وقاله ابن المبارك، والأودي، ووكيع، وحفص بن غياث، وأبو إسحاق الفزاري، وهشيم، وعلي بن عاصم في آخرين، وهو من قول أكثر المحدثين، والفقهاء والمتكلمين فيهم، وفي الخوارج والقدرية وأهل الأهواء المضلة، وأصحاب البدع المتأولين، وهو قول أحمد بن حنبل، وكذلك قالوا في الواقفة والشاكّة في هذه الأصول).
وقالالقاضي ابن العربي (543هـ) :(اختلف النّاس في تكفير المتأوّلين، وهم الذين لا يقصدون الكفر، وإنما يطلبون الإيمان فيخرجون إلى الكفر، والعلمَ فيؤول بهم إلى الجهل.
وهي مسألة عظيمة تتعارض فيها الأدلة.
ولقد نظرت فيها مرّة؛ فتارة أكفّر، وتارة أتوقّف، إلا فيمن يقول: إن القرآن مخلوق. أو إنّ مع الله خالقا سواه. فلا يدركني فيه ريب، ولا أبقي له شيئا من الإيمان).
هذه نصوص صريحة في أنه تكفير بالمآل، فلماذا القفز؟

لا قفز -كل ما ذكرته كان فى تحقيق القول فى اكفار المتأوليين- اما الكلام فى نفات الصفات فلا اعلم أأسقطته عمدا ام إختصارا من كلام القاضى عياض - هذه الطريقه طريقة اصحاب العذر بالجهل يستدلون بعدم التكفير بالمسائل الخفية على عدم التكفير بالامور الظاهرة كالشرك فى العبادة ومسألتنا هذه وهى تكفير الجهمية وهذه الطريقة هى طريقة امامهم ومقدَمهم داوود بن جرجيس فانه كان يحرف كلام شيخ الاسلام فى الامور الخفية وكفر التأويل ويسحبه على الكفر الظاهر المجمع عليه ولذلك كان الامام محمد بن عبد الوهاب يقول ان شيخ الاسلام لا يذكر عدم التكفير الا ويذكر بهده ما يزيل الاشكال وكل موضع تقف عليه يتبين لك انه فى المسائل الخفية ونحن لما اخذنا كلام القاضى عياض وجدنا ايضا انه ذكر بعده ما يزيل الاشكال وبين ان كفر النافين لصفات الله المنكرين لها قد اجمع عليه ائمة الاسلام هل اصابتك عدوى هؤلاء فى تحريف النصوص وكلام الائمة- لا تتبع اخى الكريم طريقة أصحاب قضية العذر بالجهل فى تناول الادلة وتحريفها للجدال والدفاع عن الشرك واهله فان هذه الطريقة اصبحت مكشوفة لنا -وأنا سأنقل كلام القاضى عياض بكامله لتعلم انك اسقطت نقله الاجماع على كفر النفاة الجاحدين فانا ان شاء الله ساذكر دليل الاجماع مما اسقطته انت اختصارا فليتك ما اختصرت حتى يظهر الاجماع فى نقلك واليك ما اسقطته من اختصارك-----ثم قال رحمه الله

فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية

أو جحدها مستبصرا في ذلك كقوله: ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنهاوعلى هذا حمل قول سحنون من قال ليس لله كلام فهو كافروهو لا يكفر المتأولين - انظر لنقله الاجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها --بل حتى سحنون الذى لا يكفر المتأولين قال من قال ليس لله كلام فهو كافر يقرر ما اجمع عليه الائمة من ان المنكر للصفات النُفَات لها كفار --لا ادرى لما اسقطت هذا الكلام اختصارا من كلام القاضى عياض -القاضى عياض بعد ان انهى الكلام على الاختلاف فى اكفار المتأولين- بين الاجماع على كفر النفات المنكرين ففرق بين المتأول وبين نفات الصفات المنكرين الجاحدين وهذا هو الذى نقرره من بداية الموضوع وهو الذى صدرنا به الكلام منذ البداية -وعلى هذا فالجهمية ليسوا من المتأولين ولكن من نفات الصفات الجاحدين- فصح ما سبق ان قلناه ان هذا الكلام ليس فى الجهمية ولكن كما قلنا فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع اما الجهمية--

فحقيقة قولهم جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه بل وجميع الرسل -فبطل قولك
لا توجد آية ولا حديث ولا إجماع قبل بدعة القول بخلق القرآن يدل على التكفير به تصريحا، فمن كان عنده ذلك فليفدنا ولا يبحل علينا بارك الله فيه.نقلت لك الاجماع من كلامك نفسه الذى استدللت به - قال القاضى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها وصح قولنا
ومن ذلك قوله:(قد ذكرنا مذاهب السلف في إكفار أصحاب البدع والأهواء المتأولين؛ ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.
وعلى اختلافهم اختلف الفقهاء والمتكلمون في ذلك). ان هذا فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع الذين لا تخرجهم بدعتهم من الاسلام اما الجهمية الجاحدين لصفات الله فليس لهم نصيب فى الاسلام بل نقول بجميع ما ورد من كلام الائمة فيهم كما-قال سلام بن أبي مطيع الجهمية كفار لا يصلى خلفهم (5) وقال خارجة: الجهمية كفار بلغوا نساءهم إنهن طوالق وأنهن لا يحللن لأزواجهن لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم-وقال عبدالله بن المبارك: الجهمية كفار. (11) وقال: ليس تعبد الجهمية شيئا-وقال إسحاق لأنس بن عياض أبي ضمرة: أصلي خلف الجهمية قال: لا، وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85] - من يزعم أن القرآن مخلوق؛ فهو يعبد صنما- الى غير ذلك مما سبق فهل بعد كل هذه الاقوال نصفهم بالمتأولين لقد سبق ان قلت أن وصف الجهمية بالمتأولين هو دفاع عنهم -إن لم يكن الجهميه هم اهل الجحود فمن الجاحد اذا- هذا هو الحق فماذا بعد الحق الا الضلال

محمدعبداللطيف
2017-10-01, 06:30 PM
هذا عتاب الى اخى الكريم الطيبونى- لما تتحفظ كثيرا فى الرد على الاخ الكريم المأربى- تتبعت ردودك فظهر لى بوضوح انك تتعمد الرد على إستحياء وفى بعضها لم ترد نهائيا ووضعت نُقَطَا مكان الرد لا أعرف ماذا أصابك- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : [ أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم بسبع .... الى ان قال وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مرا . وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم ) ] . رواه أحمد والبيهقي والبزار والطبراني صحيح . السلسلة الصحيحة--وقال جل وعلا الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ

الطيبوني
2017-10-01, 10:42 PM
هذا عتاب الى اخى الكريم الطيبونى- لما تتحفظ كثيرا فى الرد على الاخ الكريم المأربى- تتبعت ردودك فظهر لى بوضوح انك تتعمد الرد على إستحياء وفى بعضها لم ترد نهائيا ووضعت نُقَطَا مكان الرد

بارك الله فيك اخي محمد و هداني الله و إياك إلى صراطه المستقيم
نقلت لك كلامه في هذه الصفحة لانه ظهر لي انك لم تفهم كلامه جيدا
لماذا ؟
لأنه موافق لك غير مخالف في تكفير الجهمية
إنما الخلاف في كفر هؤلاء . امستنده دليل شرعي يدل على أن قولهم هو كفر بنفسه ؟
أم أن كفر هؤلاء إنما كان بلازم قولهم الذي قد ورد النص أنه كفر بعينه
و عليه فان كان مخالفك يمنع بالتكفير بلازم القول ( فهو مخالف لك في تكفير هؤلاء )
لكن هو يقول و يقرر أن التكفير بلازم القول هو منهج السلف الذي لا يسع لاحد يدعي الانتساب اليهم أن يخرج عنه .
و همه الكبير في إثبات هذا الأصل بعكس ما يدعيه البعض . و انا موافق له في هذا غير مخالف بل استغرب ان يشك في هذا من نظر في كتب القوم . لكني قد أخالف في اللازم البين و الخفي و قد علمت مستند ذلك

إذا نحن نتفق على ان

- القول بخلق القرآن كفر و ان الجهمية كفار
و نختلف في كفرهم اهو بنفس القول . ام بلازم القول ؟
اما عن اللازم فنحن نتفق في أنه كفر للنص الشرعي الدال عليه
لكن هل القول بخلق القرآن بنفسه . يعني بدون النظر الى اللازم . هل هو كفر في نفسه ؟
و أنت تعلم أن هذا لا ينقض إلا بإيراد دليل شرعي يدل على أن القول في نفسه كفر
و يدعي هو أن تكفير الجهمية أمر مشهور عن السلف لكن ليس أمرا مجمعا عليه ( لماذا ) ؟ نترك الأخ الكريم هو يبين ذلك و يفصل القول في حد الإجماع عنده و بما ينعقد .
فحكم المرء على الكلام يكون بعد تصوره بإدراك مقصود المتكلم و دليله الذي يستند عليه

المهم

- المخالف يكفر الجهمية و ليس الخلاف معه في هذا
- يذهب الى أن لازم القول قول و يصحح الحكم باللازم . و قد علمت مستنده . و لست مخالف له في ذلك .
و يرمي من يخالف في هذا بالتناقض في تكفير من يقول بخلق القرآن مع عدم إيراد الدليل الشرعي عليه

و مقصوده بالتاويل في كلامه هو أن الجهمية كفرهم بلازم قولهم . يعني كلامهم يؤول للكفر
لا يقصد بالتأويل هنا صرف النص عن ظاهره . و لا يقصد اعذارهم في ذلك

و اعلم اخي ان كلامه لا ينتقض في لازم القول حتى لو اورد عليه دليل شرعي على ان قول الجهمية في نفسه كفر
لان عبارات السلف و استدلالهم على كفر هؤلاء . كثير منه بنوه على لازم ذلك
و إبطال الحكم باللازم إبطال لاستدلال هؤلاء .

و الله اعلم

محمدعبداللطيف
2017-10-02, 03:21 AM
نقلت لك كلامه في هذه الصفحة لانه ظهر لي انك لم تفهم كلامه جيدا لماذا ؟ لأنه موافق لك غير مخالف في تكفير الجهمية إنما الخلاف في كفر هؤلاء . امستنده دليل شرعي يدل على أن قولهم هو كفر بنفسه ؟ أم أن كفر هؤلاء إنما كان بلازم قولهم الذي قد ورد النص أنه كفر بعينه و عليه فان كان مخالفك يمنع بالتكفير بلازم القول ( فهو مخالف لك في تكفير هؤلاء ) لكن هو يقول و يقرر أن التكفير بلازم القول هو منهج السلف الذي لا يسع لاحد يدعي الانتساب اليهم أن يخرج عنه . و همه الكبير في إثبات هذا الأصل بعكس ما يدعيه البعض . و انا موافق له في هذا غير مخالف بل استغرب ان يشك في هذا من نظر في كتب القوم . لكني قد أخالف في اللازم البين و الخفي و قد علمت مستند ذلك إذا نحن نتفق على ان - القول بخلق القرآن كفر و ان الجهمية كفار و نختلف في كفرهم اهو بنفس القول . ام بلازم القول ؟ اما عن اللازم فنحن نتفق في أنه كفر للنص الشرعي الدال عليه لكن هل القول بخلق القرآن بنفسه . يعني بدون النظر الى اللازم . هل هو كفر في نفسه ؟ و أنت تعلم أن هذا لا ينقض إلا بإيراد دليل شرعي يدل على أن القول في نفسه كفر و يدعي هو أن تكفير الجهمية أمر مشهور عن السلف لكن ليس أمرا مجمعا عليه ( لماذا ) ؟ نترك الأخ الكريم هو يبين ذلك و يفصل القول في حد الإجماع عنده و بما ينعقد . فحكم المرء على الكلام يكون بعد تصوره بإدراك مقصود المتكلم و دليله الذي يستند عليه المهم - المخالف يكفر الجهمية و ليس الخلاف معه في هذا - يذهب الى أن لازم القول قول و يصحح الحكم باللازم . و قد علمت مستنده . و لست مخالف له في ذلك . و يرمي من يخالف في هذا بالتناقض في تكفير من يقول بخلق القرآن مع عدم إيراد الدليل الشرعي عليه و مقصوده بالتاويل في كلامه هو أن الجهمية كفرهم بلازم قولهم . يعني كلامهم يؤول للكفر لا يقصد بالتأويل هنا صرف النص عن ظاهره . و لا يقصد اعذارهم في ذلك و اعلم اخي ان كلامه لا ينتقض في لازم القول حتى لو اورد عليه دليل شرعي على ان قول الجهمية في نفسه كفر لان عبارات السلف و استدلالهم على كفر هؤلاء . كثير منه بنوه على لازم ذلك و إبطال الحكم باللازم إبطال لاستدلال هؤلاء . و الله اعلم
انك لم تفهم كلامه جيدا لماذا ؟انا افهم كلامه جيدا واعلم من اى كتاب جاء بهذا الكلام حتى برقم الصفحة واعرف ان الكلام المنقول منقول عن بن الوزير اليمانى وقد بينا مخالفاته العقدية فيما سبق ومنها ما نقله شيخك عنه
لكن هو يقول و يقرر أن التكفير بلازم القول هو منهج السلف الذي لا يسع لاحد يدعي الانتساب اليهم أن يخرج عنه . اتعلم ما هو التكفير بلازم القول قبل ان تقول انه مذهب السلف فى الحكم على الجهميه --يفسره لك شيخك المأربى بقولهمن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه هذا افتراء على السلف هذا مذهب وقول بن الوزير اليمانى نقله شيخك عنه بحرفه من كتاب ايثار الحق على الخلق وليس هو مذهب السلف فى حكمهم على القائلين بخلق القران - بل القول بان تكفير الجهمية والقائلين بخلق القران من التكفير بلازم القول وأن هذا مذهب السلف- طعن صريح واضح لا لبس فيه فى منهج و عقيدة السلف الصالح والائمة السابق ذكرهم بل معنى هذا القول الباطل الضال ان السلف يكفرون ويحكمون بالكفر والردة بغير الكفر الصريح الواضح القطعى الثابت بالكتاب والسنة ولكن يحكمون بالكفر والردة والخروج عن الاسلام بلوازم الاقوال فأى ضلال فوق هذا الضلال وأى غى فوق هذا الغى فلا شك ان صاحب هذا القول قد ضل ضلالا مبينا بوصفه السلف بهذا الوصف المشين ولا شك عندنا من استتابة القائل بهذا الكلام الباطل-- ولكن مذهب السلف فى القائلين بخلق القران قد وضحناه بما لا مزيد عليه سابقا بما يغنى عن اعادته وأنه من الكفر الصريح القطعى لا من التكفير بلازم القول-وانا أسألك سؤال اخى الطيبونى انت وشيخك اذا كان تكفير السلف للقائلين بخلق القران من باب التكفير بلازم القول فلما اذا كفروا من لم يكفره او شك فى كفره انا اتركك عشر سنين لتجيب على هذه انت وشيخك ولن تستطيع ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا- أنا لا أشك لحظه انك انقلبت على عقبيك---والدليل قول المأربى الذى سحبه على الجهمية ولكنه من التكفير بلازم القول--- اقول انت اخى الكريم الطيبونى تدافع عن الباطل ولن ارد بأى ادلة اخرى لان فيما سبق ما يكفى من الادلة على ان كفر الجهمية من الكفر الصريح الناقض للاسلام وهل ينتقض الاسلام يا مساكين بلازم القول لا ينتقض الاسلام الا بالمكفر بنفسه بقواطع الاسلام باجماع العلماء الذى لا تستطيع انت ولا شيخك المأربى ان تحصوهم عددا وانا اتحداكم ان تأتوا بعالم واحد يقول ان تكفير الجهمية الجاحدين لصفات الله من باب التكفير بلازم القول- انا لا أشك لحظه ان قائل ذلك من المدافعين عن الجهمية الجاحدين المنكرين لعلو الله----بل لا شك ان من حمل هذا الكلام للقاضى عياض على الجهمية فى قوله
وهذا أيضا القاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص837- 839) يصرّح بأن أكثر السلف وأصحاب الحديث يكفّرون أهل البدع بمآل القول ولازم المذهب فراجعه أيضا إن شئت. ومن ذلك قوله:(قد ذكرنا مذاهب السلف في إكفار أصحاب البدع والأهواء المتأولين؛ ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه.-- لا شك ان هذا المحمل صريح فى الشك فى كفر الجهمية---وشيخك اراد الاجماع فنقلته له مما اسقطه عمدا من كلام القاضى عياض وهذا من العجب العجاب اراد الاجماع والاجماع بين يديه هل رأيت فى حياتك أعجب من هذا --- إسأل شيخ طريقتك المأربى ِلمَا اسقط الاجماع فى قول القاضى عياض-- وساق الكلام فى الجهمية على انهم من المتأولين ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه هل هذا الا التحريف والتضليل فى الجهمية-- انظر الحق فى كلام القاضى عياض والذى اخفاه شيخك -قال القاضى عياض رحمه الله فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية أو جحدها مستبصرا في ذلك كقوله: ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها-
إنما الخلاف في كفر هؤلاء . امستنده دليل شرعي يدل على أن قولهم هو كفر بنفسه ؟ أم أن كفر هؤلاء إنما كان بلازم قولهم الذي قد ورد النص أنه كفر بعينه ما هذا التناقض والتخبط كيف يكون من التكفير بلازم القول وفى الوقت نفسه قد ورد النص انه كفر بعينه-- الصحيح حتى يستقيم الكلام ما دام انه ورد النص انه كفر بعينه فهو من المكفر بنفسه وليس من التكفير باللازم -ارجع الى رشدك وعقلك اخى الكريم الطيبونى-
لأنه موافق لك غير مخالف في تكفير الجهمية لكن هو يقول و يقرر أن التكفير بلازم القول هو منهج السلف الذي لا يسع لاحد يدعي الانتساب اليهم أن يخرج عنه . و همه الكبير في إثبات هذا الأصل بعكس ما يدعيه البعض . و انا موافق له في هذا غير مخالف ....مقصوده بالتاويل في كلامه هو أن الجهمية كفرهم بلازم قولهم . يعني كلامهم يؤول للكفر سبحان الله اتنسبوا الى السلف ان تكفير الجهمية من باب التكفير بالازم يعنى كلامهم يؤول الى الكفر اذا معنى قولكم هذا أيضا ان عباد القبور كفرهم من باب الازم وليس بفعل الشرك الصريح -أن هذا لمكر مكرتموه بالمدينه لتخرجوا منها اهلها تريدون ان تخرجوا الجهمية من الكفر الصريح الى ان حقيقة قولهم ليس كفر بنفسه ولكنه يؤول الى الكفر --وهذ القول يصطدم مع الاجماع المنقول عن السلف بأن حقيقة قول الجهمية جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه بل وجميع الرسل-
و انا موافق له في هذا غير مخالف ....مقصوده بالتاويل في كلامه هو أن الجهمية كفرهم بلازم قولهم . يعني كلامهم يؤول للكفرنعم ما دمت موافق له غير مخالف فانتم فى الحكم سواء وهذا كان مقصدى بالعتاب أن أطلع على حقيقة قولكم وما تكنه صدوركم-- اتدافع ياطيبونى عن قول شيخك
أن التكفير بخلق القرآن
لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة رسوله ولا من إجماع السلف وإنما هو تكفير بلازم القول ومآل المذهب اى ضلال فوق هذا انتم مساكين-- اليك الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة والاجماع- هذا القرآن كلام الله فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله - يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ-قال الإمام مالك بن أنس وجماعة من العلماء بالمدينة قالوا: كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق وقال حماد بن زيد رحمه الله تعالى: القرآن كلام الله أنزله جبريل من عند رب العالمين- قال جل وعلا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ فهل يتوهم مسلم أن الله تعالى: سخر الشمس والقمر والنجوم مسخرات بخلقه أليس مفهوما عند من يعقل عن الله خطابه أن الأمر الذي سخر به غير المسخر بالأمر وأن القول غير المقول له فتفهموا يا ذوي الحجا عن الله خطابه وعن النبي صلى الله عليه وسلم بيانه--قال الطحاوى رحمه الله-وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله الله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } ، فلما أوعد الله بسقر لمن قال: { إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر.-والدليل من السنة الصحيحة-((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)) أيأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه هل سمعت عالماً يجيز أن يقول: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله أو يجيز أن يقول أعوذ بالصفا والمروة أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله؟ هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه...-اما الاجماع فكما سبق من اسقاط المأربى له من كلام القاضى عياض بقوله فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية أو جحدها مستبصرا في ذلك كقوله: ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها ---- فنحن معشر الوهابية نقول أما الجهمية وعباد القبور فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل- وتكفيرالقبوريين والجهمية جميعهم ... قد أقمنا في الجواب دلائله أليس على هذا الإمام ابن حنبل ... وكل إمام قد تسامت فضائله أولئك هم أنصار دين محمد ... ومن زاغ عن منهاجهم لا نجامله كمنهم رواة العلم والحلم والتقى ... وهم للهدى والعلم حقا زوامله فهل كان جهلا إذ فعلنا كفعلهم ... ونقصان عقل بي لما أنا فاعله ومن ضل عن منهاجهم فهو غالط ... ومبتدع لا يدفع الحق باطله وهل كان هذا القول منا سفاهة ... ثكلتك دع عنك الذي أنت جاهله وما خطل في القول ويحك قلته ... ولكن بأقوال الهداة نقابله كما هو معلوم لدى كل فاضل ... وها هو مذكور فهل أنت قابله - ستعلمه إن كان قلبك واعيا ... وفيه حياة لم تغنه غلائله عمدت إلى قول الأئمة ناقلا ... للفظ ولم تدر الذي أنت ناقله فهذا الذي يقضيه عقلك مسلكا ... وتختاره رأيا ودينا تخايله أقول نعم يا أيها الفدم إنني ... عمدت إلى قول الأئمة ناقله وما قلت من عندي مقالا مخالفا ... لأقوالهم عمدا كما أنت فاعله ولم أتكلف غير منطوق قولهم ... وآخذ مفهوما بوهم أخايله وأقوالهم يدري بها كل مسلم ... وليس بها لبس فتخفى دلائله وما اللبس إلا في اختراعك عامدا ... لمفهوم ما قالوه إذا أنت جاهله تأولت ما قالوا بمفهومك الذي ... فهمت فما نطق كفهم يقابله وليس بمفهوم صحيح فيرتضى ... ولكنه فهم سقيم يزايله فلا منصبا أرجو ولست بعالم ... يؤمل مدحا أو لتبقى مآكله فهذا الذي يقضي به العقل مسلكا ... وهذا الذي نختار فيمن نناضله وما كنت أهوى أن أرى متصدرا ... لأمدح أو للقيل ما أنا فاعله ولكنني أرجو به الفوز والرضى ... وأرجو به الزلفى لدى من أسائله وأطلبه غفران ذنبي وستره ... لعيبي وإعطاء لما أنا آمله لنصرة أهل الحق من كل قائم ... بذلك لا آلو وإني لباذله فهذا الذي أختاره متمسكا ... ويقضيه عقلي مسلكا وأحاوله ومن كان لا يهوى انتصار ذوي الهدى ... وخذلان أهل الشر فالله خاذله أقول نعم لو كنت تعلم ما له ... تقول وتدري خزي ما أنت فاعله لما كنت في حزب الضلال وجنده ... تنافح عنهم بالهجا من تجادله فإن كنت سكرانا من الجهل والهوى ... ولم تدر عما قاله من تخالله وفي غمرة ساه ولاه وغفلة ... وتحسب أن الحق ما أنت واهله وصل على المعصوم رب وآله ... وأصحابه ما انهل بالودق وابله وتابعهم والتابعين ومن على ... طريقتهم يسموا وتبدوا فضائله

الطيبوني
2017-10-02, 04:59 PM
سأرد على ما هو مهم في مشاركتك و ابرز نقاط الخلاف بيننا و ما عدا ذلك فليس له شان كي انشغل به على ما هو مهم .

قلت اخي الكريم
(
اتعلم ما هو التكفير بلازم القول قبل ان تقول انه مذهب السلف فى الحكم على الجهميه --يفسره لك شيخك المأربى بقولهمن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه هذا افتراء على السلف )

اعلم هذا جيدا و اكرر انه منهج صحيح لتكفير الجهمية و عبارات السلف في الجهمية من اكبر الحجج لهذا المنهج لكثرتها و و ضوحها .
و دعواك أن هذا افتراء على السلف مردودة بنفس كلامهم هم واستدلالهم على كفر هؤلاء
و لست ادعي ان كل كلامهم انما هو تكفير باللازم بل قلت



تارة يذكرون اللازم و يكفرونهم به و تارة يجعلون ذلك قولا لهم

و تارة يكفرونهم بمجرد القول و يعللون بانه كلام الله و لا يذكرون اللازم



و معلوم لديك اخي الكريم ان الاستدلال لصحة هذا المنهج يكفي ببعض الكلام المأثور عن هؤلاء .
و سيأتيك البعض منه في آخر الكلام

و بعد هذا .

تبقى نقطة مهمة بيني و بينه . و هي خاصة بتكفير الجهمية و ليست في صحة المنهج الذي ادعاه فاني موافق له غير مخالف . و قد علمت الضابط في ذلك عندي ( البين الظاهر و الخفي ) . بل و استدل لصحة اصله بكلام سلفنا الصالح رضوان الله عنهم أجمعين و سيأتيك بعضه لا كله ان شاء الله .

اما عن تكفير السلف للجهمية . فاخالفه في جعل كفر هؤلاء إنما كان بلازم القول ( فقط )
فقد ذكرت سابقا أن تأويلهم للصفات إنما هو تكذيب لله و رسوله صلى الله عليه وسلم
و هو قد ذكر أن التكذيب إنما هو لازم لقولهم لعدم ورود الدليل الخاص في الصفات التي نفوها بعينها

و عندي ان الايات التي وردت في كفر التكذيب انما هي عامة لكل تكذيب . فهي تتضمن افراد ذلك
فكل تكذيب يصح أن يستدل له بتلك الآيات فدلالتها على أفراد التكذيب بالتضمن
و هو لم يسلم بهذا بل قال ان دلالة الآيات على ذلك إنما هي باللزوم .

لكن ما الذي يترتب على هذا الخلاف ؟
فانا أقر بصحة أصله بصحة التكفير بلازم القول في تكفير الجهمية .
يعني لو كفرهم باللازم فله سلف في ذلك . فكيف انكر عليه هذا !
و يجعل التكذيب لازم لهم من قولهم بخلق القرآن و غير ذلك من المسائل التي كفرهم بها السلف . فهو ينفي الفارق بين قولهم و بين الأصل اللازم لذلك . و يقطع عنهم الحجة و لا يثبت لهم عذرا

اما عن الإجماع فلست اشك في ثبوته . فمن القوم إلا أولئك

لكن هل يمنع هذا من معرفة قول المخالف ؟
فنحن في منتدى علمي ومن حق مخالفك أن تسمع حجته أو شبهته لتتصور قوله و تعلم مقصوده
فالرد و الكلام لا يحسن الا بعد ذلك
لأجل ذلك طلبت منه



و يدعي هو أن تكفير الجهمية أمر مشهور عن السلف لكن ليس أمرا مجمعا عليه ( لماذا ) ؟ نترك الأخ الكريم هو يبين ذلك و يفصل القول في حد الإجماع عنده و بما ينعقد .
فحكم المرء على الكلام يكون بعد تصوره بإدراك مقصود المتكلم و دليله الذي يستند عليه



و كأني بالاخ الكريم يريد أن يلزم المخالف بالأصل الذي صححه لعدم الدليل الشرعي ( عنده ) على تكفير هؤلاء
فبنفي الإجماع مع عدم ورود النص المعين . لا يبقى للمخالف إلا التزام الأصل أو مخالفة السلف في تكفير هؤلاء .
مع انه قد بلغني عن بعض أهل العلم انه قال ان تكفير السلف لهؤلاء إنما كان المقصد منه التنفير لا التكفير .
فلا أدري ان كان قال ذلك التزاما لأصله في لازم القول ؟ أو بناه على أمر آخر ؟

و اخيرا اقول اخي الكريم

قد علمت الخلاف بيني و بينه و انه خاص في الجهمية بالذات . لاقراري بصحة أصله الذي يريد أن يبينه و يظهره لمخالفه .
فان كنت مخالفا له في هذا الأصل فقد علمت حجم الخلاف بينك و بينه. فان كان يحق لك أن تنكر عليه باشد مما ذكرته فوق . فإني لا يحق لي ذلك لموافقتي له في ذلك ؟

و ان ردك لكلامه لا يقوم و لا يصح إلا بأن تلتزم القول بأن كلام السلف ليس فيه تكفير باللازم . و ليس فيه إسناد قول لهؤلاء الجهمية بلازم قولهم .
و دون هذا لا يصح لك اعتراض على حجته . أقول هذا عدلا و انصافا لكلام خصمك

فاضرب في الصميم

كلام السلف في الجهمية في تكفيرهم بلازم القول . و نسبة ذلك إليهم قولا لهم

الطيبوني
2017-10-02, 07:31 PM
انظر على ما يبني هنا حكم المعتزلة ؟

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=25436

و بسؤال واحد تدرك الفرق بيننا في هذه المسائل . و تدرك ماخذ كل قوم

اذا كان عندنا القول بخلق القرآن و نفي الرؤية و نفي العلو كفر و تكذيب بالنصوص .

فلماذا يتوقف في من قال ذلك كثير من العلماء و قد بلغتهم النصوص الصريحة المتواترة بل قد بلغهم إجماع السلف على كفر من أنكر بذلك ؟

بالجواب على هذا تدرك الفرق بين منهج السلف الذين حكينا قولهم و تدرك حقيقة قول غيرهم

و تدرك أن نفي اللازم مطلقا لا يمكن أن يمشي مع منهج السلف

و يحتج المتأخر بأن النفي و تأويل نصوص الصفات المذكورة لا يستلزم التكذيب في حق المعين . و لا كذا و كذا

فعندئذ تدرك اقرب الناس لمنهج السلف . و تدرك حقيقة الخلاف الذي دار بيننا

و الله اعلم

محمدعبداللطيف
2017-10-03, 12:12 AM
و بسؤال واحد تدرك الفرق بيننا في هذه المسائل . و تدرك ماخذ كل قوم

اذا كان عندنا القول بخلق القرآن و نفي الرؤية و نفي العلو كفر و تكذيب بالنصوص .

فلماذا يتوقف في من قال ذلك كثير من العلماء و قد بلغتهم النصوص الصريحة المتواترة بل قد بلغهم إجماع السلف على كفر من أنكر بذلك ؟

بالجواب على هذا تدرك الفرق بين منهج السلف الذين حكينا قولهم و تدرك حقيقة قول غيرهم

و تدرك أن نفي اللازم مطلقا لا يمكن أن يمشي مع منهج السلف

و يحتج المتأخر بأن النفي و تأويل نصوص الصفات المذكورة لا يستلزم التكذيب في حق المعين . و لا كذا و كذا

فعندئذ تدرك اقرب الناس لمنهج السلف . و تدرك حقيقة الخلاف الذي دار بيننا

و الله اعلمنعم بارك الله فيك اخى الطيبونى الآن عدت الى صوابك

محمدعبداللطيف
2017-10-03, 01:49 PM
اذا كان عندنا القول بخلق القرآن و نفي الرؤية و نفي العلو كفر و تكذيب بالنصوص .

فلماذا يتوقف في من قال ذلك كثير من العلماء و قد بلغتهم النصوص الصريحة المتواترة بل قد بلغهم إجماع السلف على كفر من أنكر بذلك ؟

بالجواب على هذا تدرك الفرق بين منهج السلف الذين حكينا قولهم و تدرك حقيقة قول غيرهم

و تدرك أن نفي اللازم مطلقا لا يمكن أن يمشي مع منهج السلف هذا الكلام جيد جدا وهو يدل على فهمك للمسألة فهما صحيحا فجزاك الله خيرا أخى الكريم الطيبونى فإنه الحق الذى لا شك فيه فلا تعدل الى سواه من مسالك اهل الزيغ والضلال الذين يريدون ان يجمعوا بين دين الانبياء والمرسلين وبين دين الجاحدين المنكرين لكلامه وعلوه جل وعلا لا شك ان هذين ضدين لا يجتمعان لا يمكن الجمع بين الحق والباطل لا يمكن الجمع بين دين الموحد المثبت للكمال لرب العالمين و بين دين الجهمى المنكرالجاحد لصفات رب العالمين لا يمكن أن يجتمع هذان الدينان تحت مسمى واحد بأى حال من الاحوال لا يمكن ان نعتذر عن الجهمية والمشركين بحجج أوهى من بيت العنكبوت كما هى حال كثير ممن يدعى العلم والدين يدعون الاعذار لاهل الشرك ويجادلون أهل الحق بما أُتو من قوة ومن شبهات وهى لا تزيد الموحد المؤمن بكماله جل وعلا الا بصيرة وايمان فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر ، وناظر عنه المناظر ، ظهرت له البراهين ، وقوي به اليقين ، وازداد به إيمان المؤمنين ، وأشرق نوره في صدور العالمين .
يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله------من أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين ، وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .

كما قال تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu)ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu)أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu)وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu) .



وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ، ويبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة ، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة .

فالقرآن لما كذب به المشركون ، واجتهدوا على إبطاله بكل طريق مع أنه تحداهم بالإتيان بمثله ، ثم بالإتيان بعشر سور ، ثم بالإتيان بسورة واحدة ، كان ذلك مما دل ذوي الألباب على عجزهم عن المعارضة ، مع شدة الاجتهاد ، وقوة الأسباب ، ولو اتبعوه من غير معارضة وإصرار على التبطيل ، لم يظهر عجزهم عن معارضته التي بها يتم الدليل .

وكذلك السحرة لما عارضوا موسى عليه السلام ، وأبطل الله ما جاءوا به ، كان ذلك مما بين الله تبارك وتعالى به صدق ما جاء به موسى عليه السلام ، وهذا من الفروق بين آيات الأنبياء وبراهينهم التي تسمى بالمعجزات ، وبين ما قد يشتبه بها من خوارق السحرة ، وما للشيطان من التصرفات ، فإن بين هذين فروقا متعددة ، منها ما ذكره الله تعالى في قوله : هل أنبئكم على من تنزل الشياطين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu)تنزل على كل أفاك أثيم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4&idto=4&bk_no=111&ID=7#docu) .

ومنها ما بينه في آيات التحدي ، من أن آيات الأنبياء عليهم السلام لا يمكن أن تعارض بالمثل فضلا عن الأقوى ، ولا يمكن أحدا إبطالها بخلاف خوارق السحرة والشياطين ; فإنه يمكن معارضتها بمثلها وأقوى منها ويمكن إبطالها .
وكذلك سائر أعداء الأنبياء من المجرمين شياطين الإنس والجن ، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا إذا أظهروا من حججهم ما يحتجون به على دينهم المخالف لدين الرسول ، ويموهون في ذلك بما يلفقونه من منقول ومعقول - كان ذلك من أسباب ظهور الإيمان الذي وعد بظهوره على الدين كله بالبيان والحجة والبرهان ثم بالسيف واليد والسنان .

قال الله تعالى : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu) .

وذلك بما يقيمه الله تبارك وتعالى من الآيات والدلائل التي يظهر بها الحق من الباطل ، والخالي من العاطل ، والهدى من الضلال ، والصدق من المحال ، والغي من الرشاد ، والصلاح من الفساد ، والخطأ من السداد ، وهذا كالمحنة للرجال التي تميز بين الخبيث والطيب . قال تعالى : ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu) .

وقال تعالى : الم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu)أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu)ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu)أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu) .

والفتنة هي الامتحان والاختبار ، كما قال موسى عليه السلام :إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=111&ID=1&idfrom=1&idto=225&bookid=111&startno=4#docu) .

أي امتحانك واختبارك تضل بها من خالف الرسل وتهدي بها من اتبعهم .

والفتنة للإنسان كفتنة الذهب إذا أدخل كير الامتحان ، فإنها تميز جيده من رديئه ، فالحق كالذهب الخالص ، كلما امتحن ازداد جودة ، والباطل كالمغشوش المضيء ، إذا امتحن ظهر فساده .

فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر ، وناظر عنه المناظر ، ظهرت له البراهين ، وقوي به اليقين ، وازداد به إيمان المؤمنين ، وأشرق نوره في صدور العالمين .

والدين الباطل إذا جادل عنه المجادل ، ورام أن يقيم عوده المائل ،أقام الله تبارك وتعالى من يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، وتبين أن صاحبه الأحمق كاذب مائق ، وظهر فيه من القبح والفساد ، والحلول ، والاتحاد ، والتناقض والإلحاد ، والكفر ، والضلال ، والجهل والمحال ، ما يظهر به لعموم الرجال أن أهله من أضل الضلال ، حتى يظهر فيه من الفساد ما لم يكن يعرفه أكثر العباد ، ويتنبه بذلك من سنة الرقاد من كان لا يميز الغي من الرشاد ، ويحيا بالعلم والإيمان من كان ميت القلب لا يعرف معروف الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
رحم الله شيخ الاسلام بن تيمية ما اعلمه وابصره - انها كلمات تزفر لها العيون وتدمى لها القلوب ولكن هذا الكلام لمن كان له بصر نافذ بمناهج اهل الزيغ والضلال ممن ملؤا الدنيا بالشبهات والتماس الاعذار الواهية لاعداء هذا الدين لاشك ان هذا انحراف عن سبيل المؤمنين قال جل وعلا ولتستبين سبيل المجرمين -بل لا شك ان هذا انحراف عن سبيل الانبياء والمرسلين وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذى امره المولى جل وعلا بالصدع بالحق فاصدع بما تؤمر واعرض عن الجاهلين -بل ملة امام الحنفاء نحن مأمورون بإتباعها ومن رغب عنها فقد سفه نفسه وهى تقوم على اخلاص الدين والبراءة من الشرك وأهله. فلابد اخى الكريم الطيبونى من مفارقة ومباينة عقائد اهل الباطل اهل الزيغ والشبهات والضلال، ولم يتم ظهور دين الإسلام إلا بتطبيق هذا الجانب، وهو مفارقة مـن في الأرض من اهل الباطل، كما في البخاري في كتاب الاعتصام من حديث جابر رضي الله عنه الطويل وفيه: " ومحمد فرق بين الناس "، وكما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

فيقولون: " يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم ".

ففارقوهم على فقرهم وحاجتهم إليهم ولم يصاحبوهم حتى يستغنوا عنهم،ليس كحال الكثيرين من المنتسبين إلى العلم والدين اليوم.

وهذا هو الذي فهمه أسعد بن زرارة رضي الله عنه عند البيعة حيث قال: " رويدا يا أهل يثرب إن إخراجه اليوم مفارقة لِلعرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبـرون على ذلك فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه. فبينوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله " رواه أحمد والبيهقي وقال الحافظ بن كثير وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، السيرة ج 2 / 194.

فمن أراد القيام بدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأراد نصره اليوم، فليقدم على ما أقدموا عليه، وإلا فكما قال أسعد في نفس الحديث: " وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل ".

فخذها - يا أخي الكريم - بيضاء نقية كما أخذها أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهم - وهذا ابراهيم عليه السلام أُمسك به وأُلقي في النار وهو صامد لا يتراجع ولا يداهن..

وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عاداه أبو جهل وقومه وحاربوه ولم يصده ذلك عن بيان الحق والتصريح بالعداوة لهم، وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم نراهم أُخرجوا من ديارهم وأموالهم ولو فهموا الدين كما فهمه هؤلاء في زماننا هذا لعاشوا مع أبي جهل وأعوانه كما يعيش دعاة اليوم مع أنصار أبي جهل وداوود بن جرجيس.

فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لم يُبعث مسالماً لأعداء الدين وإنما بعث " فرق بين الناس "، أرسله الله " لِيبتليه ويبتلى به وأرسله لِيحرق قريشا. فخاف صلى الله عليه وسلم، أن تثلغ قريش رأسه، فلم يقره ربه على هذا الخوف - بل أمره أن يستخرجهم كما استخرجوه " رواه مسلم في صحيحه و امره بالصدع بالحق فاصدع بما تؤمر - قال ابن القيم رحمه الله:
واصدع بما قال الرسول ولا تخف *** من قلــة الأنصار والأعـوان.
واجعـل كتــــــاب الله والسنن التي *** ثبتت سلاحك ثم صـح بجنان.
من ذا يبــــارز فليقــــــدم نفســـــه *** أو من يسابق يبد في الميدان.
فاللـه ناصـر جنـــــــده وكـــــتابـه *** واللـه كــــــاف عبـده بأمـان.
لا تخشَ من كيد العــــدو ومكرهم *** فقـتالهم بالكـــــذب والبهتـان.
فجنــــــود أتبـاع الرسـول ملائـك *** وجنودهم فعسـاكر الشيـطان.
واثبت وقاتـل تحت رايات الهدى *** واصبر فنصر الله ربك دانـي.

الطيبوني
2017-10-04, 12:31 AM
( لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- مواقف حافلة بالعلم الشرعي ، في الرد على هذه المقولات الباطلة ، وأن هذه المقولة : (( القرآن مخلوق )) كفر ، وأن من قال : (( القرآن مخلوق )) معتقدا لازم قوله ، عالما به ؛ فهو كافر ، ومن لم يكفره فهو كافر ، وأن مقولات الأشعرية ، ومنها ما ذكر ، جميعها تؤول إلى مقالات التجهم والاعتزال ، فأولها بدعة وضلال ، وآخرها كفر ونفاق . نعوذ بالله من الهوى وأهله . )

معجم المناهي اللفظية


قارن بين هذا و بين قول



سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ( الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ )

أبو محمد المأربي
2017-10-05, 08:59 PM
انا افهم كلامه جيدا واعلم من اى كتاب جاء بهذا الكلام حتى برقم الصفحة واعرف ان الكلام المنقول منقول عن بن الوزير اليمانى وقد بينا مخالفاته العقدية فيما سبق ومنها ما نقله شيخك عنه اتعلم ما هو التكفير بلازم القول قبل ان تقول انه مذهب السلف فى الحكم على الجهميه --يفسره لك شيخك المأربى بقولهمن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه هذا افتراء على السلف هذا مذهب وقول بن الوزير اليمانى نقله شيخك عنه بحرفه من كتاب ايثار الحق على الخلق وليس هو مذهب السلف فى حكمهم على القائلين بخلق القران - بل القول بان تكفير الجهمية والقائلين بخلق القران من التكفير بلازم القول وأن هذا مذهب السلف- طعن صريح واضح لا لبس فيه فى منهج و عقيدة السلف الصالح والائمة السابق ذكرهم بل معنى هذا القول الباطل الضال ان السلف يكفرون ويحكمون بالكفر والردة بغير الكفر الصريح الواضح القطعى الثابت بالكتاب والسنة ولكن يحكمون بالكفر والردة والخروج عن الاسلام بلوازم الاقوال فأى ضلال فوق هذا الضلال وأى غى فوق هذا الغى فلا شك ان صاحب هذا القول قد ضل ضلالا مبينا بوصفه السلف بهذا الوصف المشين ولا شك عندنا من استتابة القائل بهذا الكلام الباطل-- ولكن مذهب السلف فى القائلين بخلق القران قد وضحناه بما لا مزيد عليه سابقا بما يغنى عن اعادته وأنه من الكفر الصريح القطعى لا من التكفير بلازم القول-وانا أسألك سؤال اخى الطيبونى انت وشيخك اذا كان تكفير السلف للقائلين بخلق القران من باب التكفير بلازم القول فلما اذا كفروا من لم يكفره او شك فى كفره انا اتركك عشر سنين لتجيب على هذه انت وشيخك ولن تستطيع ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا- أنا لا أشك لحظه انك انقلبت على عقبيك---والدليل قول المأربى الذى سحبه على الجهمية ولكنه من التكفير بلازم القول--- اقول انت اخى الكريم الطيبونى تدافع عن الباطل ولن ارد بأى ادلة اخرى لان فيما سبق ما يكفى من الادلة على ان كفر الجهمية من الكفر الصريح الناقض للاسلام وهل ينتقض الاسلام يا مساكين بلازم القول لا ينتقض الاسلام الا بالمكفر بنفسه بقواطع الاسلام باجماع العلماء الذى لا تستطيع انت ولا شيخك المأربى ان تحصوهم عددا وانا اتحداكم ان تأتوا بعالم واحد يقول ان تكفير الجهمية الجاحدين لصفات الله من باب التكفير بلازم القول- انا لا أشك لحظه ان قائل ذلك من المدافعين عن الجهمية الجاحدين المنكرين لعلو الله----بل لا شك ان من حمل هذا الكلام للقاضى عياض على الجهمية فى قوله-- لا شك ان هذا المحمل صريح فى الشك فى كفر الجهمية---وشيخك اراد الاجماع فنقلته له مما اسقطه عمدا من كلام القاضى عياض وهذا من العجب العجاب اراد الاجماع والاجماع بين يديه هل رأيت فى حياتك أعجب من هذا --- إسأل شيخ طريقتك المأربى ِلمَا اسقط الاجماع فى قول القاضى عياض-- وساق الكلام فى الجهمية على انهم من المتأولين ممن قال قولا يؤديه مساقه إلى كفر، وهو إذا وقف عليه لا يقول بما يؤديه قوله إليه هل هذا الا التحريف والتضليل فى الجهمية-- انظر الحق فى كلام القاضى عياض والذى اخفاه شيخك -قال القاضى عياض رحمه الله فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية أو جحدها مستبصرا في ذلك كقوله: ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها-ما هذا التناقض والتخبط كيف يكون من التكفير بلازم القول وفى الوقت نفسه قد ورد النص انه كفر بعينه-- الصحيح حتى يستقيم الكلام ما دام انه ورد النص انه كفر بعينه فهو من المكفر بنفسه وليس من التكفير باللازم -ارجع الى رشدك وعقلك اخى الكريم الطيبونى- سبحان الله اتنسبوا الى السلف ان تكفير الجهمية من باب التكفير بالازم يعنى كلامهم يؤول الى الكفر اذا معنى قولكم هذا أيضا ان عباد القبور كفرهم من باب الازم وليس بفعل الشرك الصريح -أن هذا لمكر مكرتموه بالمدينه لتخرجوا منها اهلها تريدون ان تخرجوا الجهمية من الكفر الصريح الى ان حقيقة قولهم ليس كفر بنفسه ولكنه يؤول الى الكفر --وهذ القول يصطدم مع الاجماع المنقول عن السلف بأن حقيقة قول الجهمية جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه بل وجميع الرسل-نعم ما دمت موافق له غير مخالف فانتم فى الحكم سواء وهذا كان مقصدى بالعتاب أن أطلع على حقيقة قولكم وما تكنه صدوركم-- اتدافع ياطيبونى عن قول شيخك اى ضلال فوق هذا انتم مساكين-- اليك الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة والاجماع- هذا القرآن كلام الله فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله - يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ-قال الإمام مالك بن أنس وجماعة من العلماء بالمدينة قالوا: كلام الله وهو منه وليس من الله شيء مخلوق وقال حماد بن زيد رحمه الله تعالى: القرآن كلام الله أنزله جبريل من عند رب العالمين- قال جل وعلا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ فهل يتوهم مسلم أن الله تعالى: سخر الشمس والقمر والنجوم مسخرات بخلقه أليس مفهوما عند من يعقل عن الله خطابه أن الأمر الذي سخر به غير المسخر بالأمر وأن القول غير المقول له فتفهموا يا ذوي الحجا عن الله خطابه وعن النبي صلى الله عليه وسلم بيانه--قال الطحاوى رحمه الله-وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله الله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } ، فلما أوعد الله بسقر لمن قال: { إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر.-والدليل من السنة الصحيحة-((أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق)) أيأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه هل سمعت عالماً يجيز أن يقول: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله أو يجيز أن يقول أعوذ بالصفا والمروة أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله؟ هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه...-اما الاجماع فكما سبق من اسقاط المأربى له من كلام القاضى عياض بقوله فأما من نفى صفة من صفات الله تعالى الذاتية أو جحدها مستبصرا في ذلك كقوله: ليس بعالم ولا قادر ولا مريد ولا متكلم وشبه ذلك من صفات الكمال الواجبة له تعالى فقد نص أئمتنا على الإجماع على كفر من نفى عنه تعالى الوصف بها وأعراه عنها ---- فنحن معشر الوهابية نقول أما الجهمية وعباد القبور فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل- وتكفيرالقبوريين والجهمية جميعهم ... قد أقمنا في الجواب دلائله أليس على هذا الإمام ابن حنبل ... وكل إمام قد تسامت فضائله أولئك هم أنصار دين محمد ... ومن زاغ عن منهاجهم لا نجامله كمنهم رواة العلم والحلم والتقى ... وهم للهدى والعلم حقا زوامله فهل كان جهلا إذ فعلنا كفعلهم ... ونقصان عقل بي لما أنا فاعله ومن ضل عن منهاجهم فهو غالط ... ومبتدع لا يدفع الحق باطله وهل كان هذا القول منا سفاهة ... ثكلتك دع عنك الذي أنت جاهله وما خطل في القول ويحك قلته ... ولكن بأقوال الهداة نقابله كما هو معلوم لدى كل فاضل ... وها هو مذكور فهل أنت قابله - ستعلمه إن كان قلبك واعيا ... وفيه حياة لم تغنه غلائله عمدت إلى قول الأئمة ناقلا ... للفظ ولم تدر الذي أنت ناقله فهذا الذي يقضيه عقلك مسلكا ... وتختاره رأيا ودينا تخايله أقول نعم يا أيها الفدم إنني ... عمدت إلى قول الأئمة ناقله وما قلت من عندي مقالا مخالفا ... لأقوالهم عمدا كما أنت فاعله ولم أتكلف غير منطوق قولهم ... وآخذ مفهوما بوهم أخايله وأقوالهم يدري بها كل مسلم ... وليس بها لبس فتخفى دلائله وما اللبس إلا في اختراعك عامدا ... لمفهوم ما قالوه إذا أنت جاهله تأولت ما قالوا بمفهومك الذي ... فهمت فما نطق كفهم يقابله وليس بمفهوم صحيح فيرتضى ... ولكنه فهم سقيم يزايله فلا منصبا أرجو ولست بعالم ... يؤمل مدحا أو لتبقى مآكله فهذا الذي يقضي به العقل مسلكا ... وهذا الذي نختار فيمن نناضله وما كنت أهوى أن أرى متصدرا ... لأمدح أو للقيل ما أنا فاعله ولكنني أرجو به الفوز والرضى ... وأرجو به الزلفى لدى من أسائله وأطلبه غفران ذنبي وستره ... لعيبي وإعطاء لما أنا آمله لنصرة أهل الحق من كل قائم ... بذلك لا آلو وإني لباذله فهذا الذي أختاره متمسكا ... ويقضيه عقلي مسلكا وأحاوله ومن كان لا يهوى انتصار ذوي الهدى ... وخذلان أهل الشر فالله خاذله أقول نعم لو كنت تعلم ما له ... تقول وتدري خزي ما أنت فاعله لما كنت في حزب الضلال وجنده ... تنافح عنهم بالهجا من تجادله فإن كنت سكرانا من الجهل والهوى ... ولم تدر عما قاله من تخالله وفي غمرة ساه ولاه وغفلة ... وتحسب أن الحق ما أنت واهله وصل على المعصوم رب وآله ... وأصحابه ما انهل بالودق وابله وتابعهم والتابعين ومن على ... طريقتهم يسموا وتبدوا فضائله
هذا مسلك غير محمود في الحوار والمناقشة، والقسوة على المخالف قبل استيعاب المضمون.
وهذه كليمات يسيرة في التعليق ما جاء في كلامك من التهويل في غير محلّه، والرمي من غير رميّة، والإيهام للقارئ ما لا وجود له في الواقع.

أولا: أشكر الأخ الفاضل الطيبوني على إنصافه في البحث والنقد والتأني قبل الانتهاض للاعتراض.

ثانيا: أشكره أيضا على دفاعه عن عرضي بعلم وحلم جزاه الله خيرا.

ثالثاً: أشكر الأخ محمد على محبّته للسلف والانتهاج بمنهجهم وكم من مريد للخير لا يصيبه.

رابعا: الجهمية والمعتزلة كفار عندي، وتكفير السلف صواب وهم على هدى مستقيم، وقد بيّنت ذلك من قبل.

خامسا: لكن تكفير أصحاب الحديث للمعتزلة والجهمية في أكثر مقالاتهم من باب التكفير بلازم القول بناء على التفريق بين كفر التصريح وبين كفر التأويل كما سبق في اصطلاح المتأخرين.
سادسا: أريد من المخالف (محمد) أن يأتي بدليل من كتاب الله، أو من سنة رسوله، أو إجماع قبل بدعة الجهمية والمعتزلة ينصّ على أن: من قال بخلق القرآن فهو كافر، وأن من أنكر رؤية الله في الآخرة فهو كافر، إلخ. وأنا على يقين بأنك لا تجده ولن تقع عليه إلى قيام الساعة.
سابعا: تكفير تارك الصلاة مثلا، كفر تصريح؛ لقوله عليه السلام (فمن تركها فقد كفر) ونحوه من الدلائل.

وكذلك تكفير الساحر كفر تصريح لقوله تعالى:{وما كفر سليمان ولكن الشاطين كفروا يعلمون السحر} إلى قوله:{حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} إلى أمثال ذلك من خصال الكفر الصريح.

ثامنا:أما تكفير من قال مثلا داعياً: اللهم لا تعذّب من كفر بك أو اغفر له فهو تكفير باللازم لاستلزامه تكذيب الله فيما أخبر به؟ وقد دلت القواطع على تعذيب من مات على الكفر وعدم الغفران.

وكذلك من قال:اللهم خلّد فلانا المسلمَ عدوّي في النار ولم يرد به سوء الخاتمة، فكفره تأويل لاستلزامه تكذيب خبر الله تعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة.

وكذلك من قال:اللهم أحيني أبداً حتى أسلم من سكرات الموت وكَرْبه. فهل يكفر بهذا الدعاء لاستلزامه تكذيب الله في قوله: {كل نفس ذائقة الموت} ونحوها من الآيات؟
وإذا كفر بالدعاء فهل هو من كفر التصريح أو من كفر التأويل؟

ومثل هذا من قال: اللهم اجعل إبليس محبّا ناصحا لي ولبني آدم أبد الدهر حتى يقلّ الفساد وتستريح العباد.
فهل تكفر بذلك لأنه يستلزم تكذيب الله تعالى في قوله:{إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدواً} ونحوه من الآيات؟
وإذا كفر بذلك فهل هو من التصريح أو من التكفير باللازم؟ ويراجع من شاء كتاب الفروق للإمام القرافي (4/403- 410) في الفرق الثاني والسبعين والمائتين.

تاسعا: يظهر أن عُودَك في هذا البحث (التفريق بين كفر التأويل وكفر التصريح) لم يشتدّ بعدُ، وأنك لم تهضم مفهوم التكفير بالمآل أو باللازم عند أهل الكلام والأصول وجمهور العلماء المتأخرين، وإلا لما أنكرتَ عليّ ما قدّمتَه في أن تكفير السلف لأهل البدع في إنكار الصفات والرؤية وخلق القرآن من باب التكفير بالمآل!
عاشرا: [وانا أسألك سؤال اخى الطيبونى انت وشيخك اذا كان تكفير السلف للقائلين بخلق القران من باب التكفير بلازم القول فلما اذا كفروا من لم يكفره او شك فى كفره انا اتركك عشر سنين لتجيب على هذه انت وشيخك ولن تستطيع ولو كان بعضكم لبعض ظهيرا- أنا لا أشك لحظه انك انقلبت على عقبيك--]
لو قالها غيرك يا أخي محمد! هذا مما يدلّ على أنك لم تهضم الموضوع بعدُ.

والجواب عن هذا لا يحتاج إلى ساعة فضلا عن سنة، ولا يحتاج المأربي في هذه المسألة إلى الاستعانة بالشيخ الطيبوني سلّمه الله، لأن السلف قالوا لك: من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق، ومن زعم أن الله مخلوق فهو كافر. فهذا تكفير بلازم القول على الاصطلاح المتأخر.

وأما تكفير المتوقّف عن تكفير القائل بخلق القرآن فقد فصّل السلف في ذلك وفرّقوا بين النساء والحمّالين والبقالين الذين لا يفهمون ما تؤدّي إليه البدعة من الكفر، وبين من يفهم ذلك فكفّروا الثاني، ولم يكفّروا الأول، وأحسنوا في ذلك يعرفون الحق ويرحمون الخلق.ألا ترى الإمامان الرازيان رحمهما الله يقولان لك: [ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرًا ينقل من الملة.ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر. ومن شك في كلام الله - عز وجل - فوقف شاكًا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق. فهو جهمي.
ومن وقف في القرآن جاهلا عُلِّمَ وبُدِّع ولم يُكفَّر، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو: القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي]
ويقول لك الإمام أحمد بن منيع البغوي رحمه الله:[من زعم أنه مخلوق فهو جهمي، ومن وقف فيه فإن كان ممن لا يعقل مثل البقّالين والنساء والصبيان سكت عنهم وعلّم، وإن كان ممن يفهم فأَجْرِه في وادي الجهمية] فالتحدي بمثل في هذه المسألة جهد ضائع منك عفا الله عنك.

حادي عشر: ومن هذا الباب قولك:[وهل ينتقض الاسلام يا مساكين بلازم القول لا ينتقض الاسلام الا بالمكفر بنفسه بقواطع الاسلام باجماع العلماء الذى لا تستطيع انت ولا شيخك المأربى ان تحصوهم عددا وانا اتحداكم ان تأتوا بعالم واحد يقول ان تكفير الجهمية الجاحدين لصفات الله من باب التكفير بلازم القول]
هذه دعوى عريضة تحتاج منك إلى دليل واضح ولن تجده وأنا على يقين مما أقول فأت ببرهان واحد على أن الإسلام لا ينتقض إلا بالمكفّر نفسه، وأن العلماء أجمعوا على ذلك بناء على التفريق المتأخر بين المكفّر بنفسه وبين المكفّر بمآله.
وإليك نصوص العلماء في أن تكفير أصحاب الحديث للمعتزلة بنفي الصفات من باب التكفير بالمآل.
قال الإمام أبو عبد الله المازري (536هـ): (قد كادت هذه المسألة (التكفير) تكون أشدّ إشكالا عند المتكلمين من سائر المسائل.ولقد رأيت أبا المعالي وقد رغب إليه الفقيه أبو محمد عبد الحق رحمهما الله في الكلام عليها فهرب له من ذلك واعتذر له بأن الغلط فيها يصعب موقعه لأن إدخال كافر في الملّة أو إخراج مسلم عنها عظيم في الدين.
وكذلك اضطرب فيها قول القاضي ابن الطيب، وناهيك به في علم الأصول.
وأشار أيضا القاضي إلى أنها من المُعْوِصات لأن القوم لم يصرّحوا بنفس الكفر وإنما قالوا أقوالا تؤدّي إليه. وأنا أكشف لك نكتةً هي مدار الخلاف وسبب الإشكال، وذلك أنّ المعتزلي مثلاً إذا قال: الله سبحانه عالم ولكنه لا علم له، وحيّ ولكنه لا حياة له، وقع الالتباس في تكفيره، لأنه قد عُلِم من دين الأمة ضرورة أن من قال: إن الله ليس بحيّ ولا بعالم فإنه كافر، وقامت الحجة على أنّه محال أن يكون عالم ولا علم له، وأنّ ذلك من الأوصاف المعلّلة لاسيما إن قلنا بنفي الأحوال، فإن ذلك أوضح وآكد في أن نفي العلم نفيٌ لكون العالم عالما، فهل يُقدَّر أن المعتزلة لما جهلت ثبوت العلم جهلت كون الباري تعالى عالما، وذلك كفر بالإجماع، واعترافها به مع إنكار أصله لا ينفع، أو يكون اعترافها بذلك وإنكارها أن تقول بأن الله غير عالم ينفعها وإن قالت بما يؤدّي إلى منعها من هذا القول.والتكفير بالمآل هو موضع الإشكال). المعلم بفوائد مسلم (2/25 – 26).
فبيّن لك بأن اللازم كفر بعينه وإنما الخلاف في كون الملزوم كفرا بنفسه.
وقد أخذ هذا التقرير من المازري جماعة من العلماء وإن لم يصرّحوا كابن رشد في بداية المجتهد وابن دقيق العيد في شرح العمدة وابن الوزير في العواصم والإيثار.
فخذها أخي نقداً غير نسيئة
وقال أبو الحسن الأبياري (618هـ): «وقد اختلف الناس في التكفير بمآل القول، وهو كقول المعتزلة بنفي الصفات مع الاعتراف بالأحكام، وكقول المعتزلة: أن الباري سبحانه تعالى عالم بنفسه ولا علم له. فقال قائلون: هو بذلك كافر. وهذا قول أبي الحسن، وهو الجاري على أصله، فإنه ينفي الأحوال، ولا يثبت لها الأحكام، ولا ثابت عنده إلا الصفات.
وإذا كان كذلك، فلا فرق بين أن يقال: ليس بعالم، وبين أن يقال: لا علم له؛ إذ لا معنى لكونه عالما، إلا قيام العلم به. وهم مجمعون على أنه لو قال: ليس الباري تعالى عالما، فإنه كافر، فكذلك إذا قال: لا علم له. فهذا يرجع إلى التناقض؛ إذ صار معنى الكلام: عالم ليس بعالم، أو له علم، ولا علم له» إلى أن قال: (وقد اختلف قول مالك في ذلك فسئل عن القدري فقال: كافر فاقتلوه. وقد قال أيضا: إنه يضرب ويسجن حتى تظهر توبته.
وسئل: هل يزوّج القدري؟ فتلا قوله تعالى:﴿ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم﴾.
والقول الأول أبين؛ لأنهم يعتقدون الصانع وإثبات النبوات وهذان الأصلان هما اللذان أنبأ عنهما قولنا: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
ومآل القول غير معتقد في الحال. وقد قال صلى الله عليه وسلم: «القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة» فلم يخرجهم من الأمة وإنما هم أهل أهواء وبدع، فأما التكفير فلا. هذا هو الظاهر عندنا والله هو الموفّق للصواب). التحقيق والبيان في شرح البرهان (2/936-938).
فهذا خمس من العلماء: المازري، وابن العربي، والقاضي عياض، والأبياري، وابن الوزير، صرّحوا بأن ذلك من التكفير بمآل القول. وسيأتيك المزيد إن شاء الله.

وكما تناقض المعتزلة فأنت ومن على نهجك متناقضون في إبطال التكفير باللازم جملةً مع تصحيح التكفير بالمآل عند أصحاب الحديث.

ثاني عشر: لستُ ممن يعذر المشرك قبل الرسالة وبعدها وأخي محمد على علمٍ به لكن لا أدري ما بال التهمة بالإعذار من طرف خفيّ؟

ثالث عشر: أخيراً لا نجد آية، ولا حديثا، يدل على كفر التصريح في المقالاث الثلاث،ومن عنده فضل علم في هذا فلا يبخل علينا (مناشدة ثانية):)

وأما الإجماع الذي ذكره قاضي عياض وقبله الطبراني واللالكائي في آخرين فلا اعتبار له عندي؛ لأنه في أحسن حالاته إجماع طائفة من المسلمين (أصحاب الحديث)، ولا يعتبر هذا إجماعا معتبرا في الأصول لأنه يستلزم الدور فلا يصحّ.
وقد سلف وجه الدور في ذلك فإن كان لك فيه إشكال فاذكره حتى نفهم.
وإن شئت راجع كتب الأصول في اعتبار خلاف أهل البدع المكفّرين.

على أن أصحاب الحديث اختلفوا في التكفير بخلق القرآن كما سبق بيانه.

هذا آخر الكليمات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

أبو محمد المأربي
2017-10-05, 09:38 PM
ولو سمح الإخوة المشرفون في بحث التكفير بالمآل ولازم القول واختلاف الناس فيه مع التفصيل المناسب ودلائله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لفتحتُ لك باب علمٍ ورحمةٍ لا تحسنه كما يظهر.

محمدعبداللطيف
2017-10-05, 11:01 PM
ولو سمح الإخوة المشرفون في بحث التكفير بالمآل ولازم القول واختلاف الناس فيه مع التفصيل المناسب ودلائله من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لفتحتُ لك باب علمٍ ورحمةٍ لا تحسنه كما يظهر.




انت اخى الكريم ابو محمد الماربى تجمع بين نوعين من الكفر كفر المآل و التكفير بلازم القول--- وبين كفر الجحود والانكار والتكذيب-- والدليل لما اسقطت كلام القاضى عياض بالاجماع على كفر الجاحد المنكر لصفات الله واكتفيت بكلامه فى الكفر بالمآل ولوازم الاقوال هو رحمه الله يفرق بتفريق ائمة السلف بين قول الجهمية بجحود الصانع---- وبين ما كان فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع الذين لا تخرجهم بدعتهم من الاسلام----وهذه الشبهة دخلت على كثير جدا ممن يدعى العلم والدين من اهل هذا العصر بل الحق فى هذه الايام ممتحن بهذه الشبهه وهى عدم التفريق بين المسائل الظاهرة والخفية والكلام على التكفير بالمآل والجحود مرجعه الى التفريق بين المسائل الظاهرة والخفية بل منشأ هذه الشبهه قديم--- وقد نبه الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن على ذلك فى رده على داوود بن جرجيس مؤسس هذه الشبهه وكلام علماء نجد لا يفرق بين الجهميه وعباد القبود بل الحكم عندهم واحد يجمعون بين كفر الجهمية الجاحدين وكفر القبوريين وقد بينا ذلك سابقا مررا وتكرارا واليك كلام الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن
أن يقال هذا الكلام من جنس تحريفه الذي قررناه فأنه أسقط السؤال وفرضه في التكفير في المسائل التي وقع فيها خلاف ونزاع بين أهل السنة والجماعة والخوارج والروافض فإنهم كفروا المسلمين وأهل السنة بمخالفتهم فيما ابتدعوه وما أصلوه ووضعوه وذهبوا إليه وانتحلوه فأسقط هذا خوفاً من أن يقال دعاء أهل القبور وسؤالهم والإستغاثة بهم [وكذلك الجهمية الجاحدين] ليست من هذا الباب ولم يتنازع في هذه المسألة المسلمون بل هي مجمع على أنها من الشرك المكفر كما حكاه شيخ الإسلام ابن تيمية وجعلها مما لا خلاف في التكفير بها فلا يصح حمل كلامه هنا على ما جزم هو بأنه كفر مجمع عليه ولو صح حمل هذا العراقي لكان قوله قولاً مختلفاً وقد نزهه الله وصانه عن هذا فكلامه متفق يشهد بعضه لبعض إذا عرفت هذا عرفت تحريف العراقي في إسقاطه بعض الكلام وحذفه وأيضاً فالحذف لأصل الكلام يخرجه عن وجهه وإرادة المقصود .-----وهو تماما كمسألتنا هذه تم اسقاط كلام القاضى عياض فى الاجماع على كفر الجاحدين -ليوهم ان كفر المتأولين يشمل الجهمية الجاحدين---هذه الطريقة كشفها علماء الدعوة قديما وحديثا وما زال البعض متعلق بها فى الدفاع عن اعداء الاسلام من الجهمية والقبوريين فلكل قوم وارث

أبو محمد المأربي
2017-10-06, 11:57 AM
انت اخى الكريم ابو محمد الماربى تجمع بين نوعين من الكفر كفر المآل و التكفير بلازم القول--- وبين كفر الجحود والانكار والتكذيب-- والدليل لما اسقطت كلام القاضى عياض بالاجماع على كفر الجاحد المنكر لصفات الله واكتفيت بكلامه فى الكفر بالمآل ولوازم الاقوال هو رحمه الله يفرق بتفريق ائمة السلف بين قول الجهمية بجحود الصانع---- وبين ما كان فرضه ومحله اهل الاهواء والبدع الذين لا تخرجهم بدعتهم من الاسلام----وهذه الشبهة دخلت على كثير جدا ممن يدعى العلم والدين من اهل هذا العصر بل الحق فى هذه الايام ممتحن بهذه الشبههأخي الفاضل لا أجمع بين كفر اللازم أو كفر المآل وبين كفر الجحود والإنكار
لكن المشكلة عند مخالفيّ الذين يعظّمون السلف وينطلقون من أصول أهل البدع من المتكلمين وغيرهم...
ولكن المشكلة عند من يجمع ويخلط العرف السلف الصالح بعرف الخلف الطالح..
والمقصود من هذا بارك الله فيك: إن إنكار علوّ الله على خلقه ومباينته للمخلوقات جحد وإنكار للخالق عند أصحاب الحديث، ولا ريب في كفر جاحد خالق الخلائق، لأنّ جحد مثل هذه الصفة جحد للموصوف عند هداة الأمّة.
وفي عرف الخلف: هذا من باب التكفير باللازم أو بمآل القول لأنهم هؤلاء لا يصرّحون بنفي وجود الله وقيامه بنفسه.
ونفي المعتزلة لصفة القدرة والعلم والحياة.... إنكار وجحد للموصوف عند السلف الصالح، وتكفير بالمآل عند الخلف الطالح
فالمرجوّ منكم أن لا تخلطوا بين الأعراف والاصطلاحات وأن لا تحاولوا الجمع بين سيفين في غمد واحد.
ملاحظة: لا تنسى أنني قيّدت وقلت أكثر من مرّة أن تكفير السلف للجهمية والمعتزلة بمقالاتهم أكثره من باب التكفير بالمآل في عرف المتأخرين.

محمدعبداللطيف
2017-10-06, 01:01 PM
أخي الفاضل لا أجمع بين كفر اللازم أو كفر المآل وبين كفر الجحود والإنكار
لكن المشكلة عند مخالفيّ الذين يعظّمون السلف وينطلقون من أصول أهل البدع من المتكلمين وغيرهم...
ولكن المشكلة عند من يجمع ويخلط العرف السلف الصالح بعرف الخلف الطالح..
والمقصود من هذا بارك الله فيك: إن إنكار علوّ الله على خلقه ومباينته للمخلوقات جحد وإنكار للخالق عند أصحاب الحديث، ولا ريب في كفر جاحد خالق الخلائق، لأنّ جحد مثل هذه الصفة جحد للموصوف عند هداة الأمّة.
وفي عرف الخلف: هذا من باب التكفير باللازم أو بمآل القول لأنهم هؤلاء لا يصرّحون بنفي وجود الله وقيامه بنفسه.
ونفي المعتزلة لصفة القدرة والعلم والحياة.... إنكار وجحد للموصوف عند السلف الصالح، وتكفير بالمآل عند الخلف الطالح
فالمرجوّ منكم أن لا تخلطوا بين الأعراف والاصطلاحات وأن لا تحاولوا الجمع بين سيفين في غمد واحد.
ملاحظة: لا تنسى أنني قيّدت وقلت أكثر من مرّة أن تكفير السلف للجهمية والمعتزلة بمقالاتهم أكثره من باب التكفير بالمآل في عرف المتأخرين.

لا أجمع بين كفر اللازم أو كفر المآل وبين كفر الجحود والإنكار
لكن المشكلة عند مخالفيّ الذين يعظّمون السلف وينطلقون من أصول أهل البدع من المتكلمين وغيرهم هذا الكلام جيد جدا بارك الله فيك وأجمل منه قولك
إن إنكار علوّ الله على خلقه ومباينته للمخلوقات جحد وإنكار للخالق عند أصحاب الحديث، ولا ريب في كفر جاحد خالق الخلائق، لأنّ جحد مثل هذه الصفة جحد للموصوف عند هداة الأمّة. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا هذا الكلام من أفضل ما يكون وأنا أعتذر لك أخى الكريم أبو محمد المأربي على بعض ما صدر منى من بعض الشدة والقسوة فى الالفاظ لا تلومنى على ذلك فأنا أحبك وأحب الاخ الطيبونى فى الله ولكن الحق أحب الينا جميعا- فلا تلومونى ان طبقت من سورة الاحزاب الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ-الذي يبلغون رسالات الله إلى من أرسلوا إليه، ويخافون الله في تركهم تبليغ ذلك إياهم، ولا يخافون أحدا إلا الله، فإنهم إياه يرهبون إن هم قصروا عن تبليغهم رسالة الله إلى من أرسلوا إليه.

أبو محمد المأربي
2017-10-06, 10:11 PM
هذا الكلام جيد جدا بارك الله فيك وأجمل منه قولك بارك الله فيك وجزاك الله خيرا هذا الكلام من أفضل ما يكون وأنا أعتذر لك أخى الكريم أبو محمد المأربي على بعض ما صدر منى من بعض الشدة والقسوة فى الالفاظ لا تلومنى على ذلك فأنا أحبك وأحب الاخ الطيبونى فى الله ولكن الحق أحب الينا جميعا- فلا تلومونى ان طبقت من سورة الاحزاب الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ-الذي يبلغون رسالات الله إلى من أرسلوا إليه، ويخافون الله في تركهم تبليغ ذلك إياهم، ولا يخافون أحدا إلا الله، فإنهم إياه يرهبون إن هم قصروا عن تبليغهم رسالة الله إلى من أرسلوا إليه.
أشكرك أخي الكريم على هذا الخلق الرائق الذي يعزّ وجود مثله في هذا الزمان
ولا ملام على من ابتع الهدى، وإنما الملام على من اختار الهوى.
فاطمئنّ أخي بأني لا آخذك بشيء ولا أكن لك غير الاحترام والتقدير.
لكن لي عندك طلب مشوب بلطف وهو أني لا أصل إلى هذا المنتدي في أكثر الأحوال إلا بشق الأنفس، ولا أوزوره رغبة في اعتراض، ولا تسلّطا على أخٍ مثلك، وإنما للاستفادة في الغالب وللإفادة أحياناً فيعزّ عليّ أن أشعر عدمَ إنصاف في البحث والمحاورة من أخٍ لي.
فأرجو قبل التفنيد لأي رأي لم تره صوابا أن تمعن النظر فيه ثم تردّ عليه بارك الله فيك.
وآمل أن لا تؤاخذني في طلبي هذا إن شاء الله لأن كثيرا من إخوتي يثقون بفهمهم وسرعة إحاطتهم للمقالة، ويبدأون الرد على المخالف فيتمّ عليهم الوهم ويختلّ ميزان الإنصاف للخصم.

الطيبوني
2017-10-08, 11:23 PM
ذكرنا سابقا أنه يلزم من حمل كلام السلف على العموم ان يصحح الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن و نفي الرؤية و العلو !!

لا تستغرب . فالموضوع مهم فوق الحاجة

بل الكلام فيه من أهم المهمات

فالمفارقة بين السلف و الخلف في هذا لأمر عجيب

و ان اردت ان تتحقق هذا

فعندك الاباضية اليوم . يقولون بخلق القرآن و بنفي العلو و نفي الرؤية يوم القيامة

و السلف مجمعون على عدم جواز الصلاة خلف من قال
بخلق القرآن ( فقط ) و قد نقلنا كلامهم في اول الموضوع

فما حكم الصلاة خلفهم ( الإباضية ) يا ترى ؟؟

فتش ترى العجب

محمدعبداللطيف
2017-10-08, 11:59 PM
فعندك الاباضية اليوم . يقولون بخلق القرآن و بنفي العلو و نفي الرؤية يوم القيامة

و السلف مجمعون على عدم جواز الصلاة خلف من قال
بخلق القرآن ( فقط ) و قد نقنا كلامهم في اول الموضوع

فما حكم الصلاة خلفهم ( الإباضية ) يا ترى ؟؟

فتش ترى العجب الامر اشد مما قلت اخى الكريم الطيبونى بل من زمن طويل يقول الشيخ سليمان بن سحمان فى كتابه كشف الاوهام والالتباس يقول-وإن كان في الأباضية فأباضية أهل هذا الزمان على ما بلغنا جهمية عباد قبور ليسوا على مذاهب أسلافهم الماضين--ويقول--” فأما الجهمية، والإباضية، وعباد القبور، فالرفق بهم، والشفقة عليهم، والإحسان، والتلطف، والصبر، والرحمة، والتبشير لهم، مما ينافي الإيمان، ويوقع في سخط الرحمن، لأن الحجة بلغتهم منذ أزمان”. ويقول ايضا الشيخ سليمان بن سحمان-فإنه بلغنا عن بعض الإخوان الساكنين بالساحل من أرض عمان أن في جهتهم جهمية وإباضية وعباد قبور متظاهرين بمذاهبهم وعقائدهم، مظهرين العداوة للإسلام وأهله. وذكروا أنه كان لديهم أناس ممن ينتسب إلى العلم والطلب يجادلون عنهم، ويوالونهم، ويفرون إليهم، ويأخذون جوائزهم وصلاتهم، ويأكلون ذبائحهم. وهؤلاء الجهمية الذين كانوا بالساحل من أرض عمان قد شاع ذكرهم وانتشر خبرهم، وظهر أمرهم من قديم الزمان”-- ويقول-حكم الجهمية، وعباد القبور والإباضية وغيرهم من طوائف الكفر ممن قد نشأ في الإسلام، وبين أظهر المسلمين، ويسمعون كتاب الله وسنة رسوله ويقرؤون فيهما. وكتب أهل الفقه وأهل الحديث…ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن“والخوارج ما عندنا أحد منهم حتى في الأمصار ما هنا طائفة تقول بقول الخوارج إلا الإباضية في أقصى عمان ووقعوا فيما هو أكبر من رأي الخوارج وهي عبادة الأوثان ولا وجدنا خطك في الخوارج إلا أن أهل هذه الدعوة الإسلامية التي هي دعوة الرسل إذا كفروا من أنكرها قلت يكفرون المسلمين لأنهم يقولون لا إله إلا الله --- الاباضية مع الحكم العام عليهم بمذهب الخوارج جمعوا أيضا بين كفر الجهمية وعباد القبور----- والاباضية كذلك شربت من المعتزلة والجهميه وأخذت من فرق الخوارج الأخرى كالازارقه، فهي تخبطت في مسألة الأسماء والصفات ومسألة الإيمان مسألة وخلق القرآن وغيرها من المسائل التي حكم جمهور العلماء بالكفر والخروج عن المله بسببها.وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، حكم الصلاة خلف الإباضية”هل تعتبر فرقة الإباضية من الفرق الضالة من فرق الخوارج؟ وهل يجوز الصلاة خلفهم مع الدليل؟
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه.. وبعد:
فرقة الإباضية من الفرق الضالة لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان بن عفان وعلي رضي الله عنهما ، ولا تجوز الصلاة خلفهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم---- ويقول الشيخ سليمان بن سحمان فى كشف الاوهام -أباضية أهل هذا الزمان فحقيقة مذهبهم وطريقتهم إذا سبرت أحوالهم فهم جهمية قبوريون وإنما ينتسبون إلى الأباضية انتسابا فلا يشك في كفرهم وضلالهم إلا من غلب عليه الهوى وأعمى عين بصيرته فمن تولاهم فهو عاص ظالم يجب هجره ومباعدته والتحذير منه حتى يعلن بالتوبة كما أعلن بالظلم والمعصية ---
وما ذكر في السؤال عمن لا يرى كفر الجهمية وأباضية أهل هذا الزمان ويزعم أن جهاد أهل الإسلام لهم سابقا غلوا وهو لأجل المال فهذا لم يعرف حقيقة الإسلام ولا شم رائحته وإن انتسب إليه وزعم أنه من أهله ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
وأما ما ذكرته من استدلال المخالف بقوله من صلى صلاتنا وأشباه هذه الأحاديث فهذا استدلال جاهل بنصوص الكتاب والسنة لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فإن هذا فرضه ومحله في أهل الأهواء من هذه الأمة ومن لا تخرجه بدعته من الإسلام كالخوارج ونحوهم فهؤلاء لا يكفرون لأن أصل الإيمان الثابت لا يحكم بزواله إلا بحصول مناف لحقيقته مناقض لأصله والعمدة استصحاب الأصل وجودا وعدما لكنهم يبدعون ويضللون ويجب هجرهم وتضليلهم والتحذير عن مجالستهم ومجامعتهم كما هو طريقة السلف في هذا الصنف
وأما الجهمية وعباد القبور[والاباضية] فلا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفيرهم إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام وما بعث الله به الرسل -ويقول الشيخ سليمان بن سحمان ايضا-والإمام الذي يكفر الجهمية والقبورية والإباضية هو الذي تصح الصلاة خلفه ولا تصح خلف من لا يرى كفر هؤلاء الملاحدة أو يشك في كفرهم

الطيبوني
2017-10-09, 12:19 AM
لعل المخالف يحمل كلام السلف في عدم صحة الصلاة خلفهم على العموم !!
المشكلة الكبيرة عنده الان
مخالفة إجماع السلف في تصحيح الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن و نفي الرؤية و العلو !!
يعني يتورع من تكفير أعيان الجهمية
و لا يتورع من مخالفة إجماع السلف !!

محمدعبداللطيف
2017-10-09, 12:36 AM
لعل المخالف يحمل كلام السلف في عدم صحة الصلاة خلفهم على العموم !!
المشكلة الكبيرة عنده الان
مخالفة إجماع السلف في تصحيح الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن و نفي الرؤية و العلو !!
يعني يتورع من تكفير أعيان الجهمية
و لا يتورع من مخالفة إجماع السلف !!يقول الشيخ سليمان بن سحمان ايضا-والإمام الذي يكفر الجهمية والقبورية والإباضية هو الذي تصح الصلاة خلفه ولا تصح خلف من لا يرى كفر هؤلاء الملاحدة أو يشك في كفرهم
يعني يتورع من تكفير أعيان الجهمية
و لا يتورع من مخالفة إجماع السلف !! لا اعرف من اين جاءوا بهذا الورع- هذا ورع الذين قال عنهم الشيخ سليمان بن سحمان-وذكروا أنه كان لديهم أناس ممن ينتسب إلى العلم والطلب يجادلون عنهم، ويوالونهم، ويفرون إليهم،ويأخذون جوائزهم وصلاتهم، ويأكلون ذبائحهم. --يقول الشيخ سليمان بن سحمان -فأما الجهمية، والإباضية، وعباد القبور، فالرفق بهم، والشفقة عليهم، والإحسان، والتلطف، والصبر، والرحمة، والتبشير لهم، مما ينافي الإيمان، ويوقع في سخط الرحمن، لأن الحجة بلغتهم منذ أزمان-

الطيبوني
2017-10-09, 08:37 PM
قال أبو الحسن سمعت عبد الله يقول سمعت بعض المشايخ يقول سألوا وكيعا عن أحاديث الرؤية فحدث بها ثم قال ( غموا الجهمية بهذه الأحاديث مرتين ) السنة لعبد الله

.............................. .............................. .............................. ............

قال محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله في ( خلق أفعال العباد )

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْقَارِئُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: « أَبْلِغْ أَبَا فُلَانٍ الْمُشْرِكَ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْ دِينِهِ » ، وَكَانَ يَقُولُ: « الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ »

قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ» وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا هُمْ إِلَّا زَنَادِقَةٌ ، أَوْ قَالَ: مُشْرِكُونَ "

.............................. ...............

- تسميتهم ( مُشْرِكُونَ )
- ابا فلان المشرك ( معين )
- السبب . كان يقول القرآن مخلوق

.............................. .............................. .............................. ...

قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: « الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ نَزَلَ بِهِ جَبْرَائِيلُ، مَا يُجَادِلُونَ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ »

قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ الزَّنَادِقَةُ إِنَّما يُرِيدُونَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

قَالَ علي: احْذَرْ مِنَ الْمَرِيسِيِّ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّ كَلَامَهُمْ يَسْتَجْلِبُ الزَّنْدَقَةَ، وَأَنَا كَلَّمْتُ أُسْتَاذَهُمْ جَهْمًا فَلَمْ يُثْبِتْ لِي أَنَّ فِي السَّمَاءِ إِلَهًا "

.............................. .............................. .............................. ...

- لا حظ قوله ( يريدون ) و لاحظ تصريح افراخهم اليوم
تعلم أن ما خشيه جهمية الأمس استباحه افراخهم اليوم

لماذا ؟

- القول بخلق القرآن سابق لنفي الجهمية للعلو . و عبارات السلف في الجهمية غالبها في الاول
- معرفة السلف بمقصود الجهمية من قولهم بخلق القرآن . و أنهم أرادوا بذلك التعطيل و نفي العلو
- منزلة مسألة العلو عند السلف . و بيان أن نفي ذلك منتهى كلام الزنادقة الجهمية
فما الذي بقي بعد ذلك . لاتباعهم اليوم !!
- الجهم لم يثبت ان في السماء اله لكنه لم يصرح بالنفي . و جهمية اليوم ينفون ذلك جهارا

- لم يصرح الجهمية بنفي العلو و حكم السلف فيهم أنهم زنادقة كفار . فكيف لو صرحوا ؟

( أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر )

.............................. .............................. ...........................

وَ حَلَفَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، بِالِلَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَنْ قَالَ: « إِنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ زِنْدِيقٌ، وَيُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ »

.............................. .............................. ...........................

- ( حلف ) لماذا . و هل يشك القوم في ان المقالة كفر ؟
- ( من قال ) صريح ان الحكم للقائل لا للقول و المقالة .

.............................. .............................. ...........................

قِيلَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، إِنَّ قَوْمًا بِبَغْدَادَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ، فَقَالَ: " وَيْلَكَ مَنْ قَالَ هَذَا ؟
عَلَى مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ هُوَ كَافِرٌ زِنْدِيقٌ ، وَلَا تُجَالِسُوهُمْ "

وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ، وَذَكَرَ ابْنُ خَلُّوبَةَ بِالْبَصْرَةِ جَهْمِيٌّ فَقَالَ بِشْرٌ: «هُوَ كَافِرٌ»

( أَتَيْتُ وَكِيعًا فَوَجَدْتُهُ مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِهِمْ، فَقَالَ: « يَكْفُرُونَ مِنْ وَجْهِ كَذَا، وَيَكْفُرُونَ مِنْ وَجْهِ كَذَا، حَتَّى أَكْفَرَهُمْ مِنْ كَذَا وَكَذَا وَجْهًا » )

سُئِلَ وَكِيعٌ عَنْ مُثَنَّى الْأَنْمَاطِيِّ ، فَقَالَ: «كَافِرٌ»

وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ خَلَّالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ: وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ الْأَصَمَّ، وَالْمَرِيْسِيّ َ فَقَالَ: « هُمَا وَاللَّهِ زِنْديقَانِ كَافِرَانِ بِالرَّحْمَنِ، حَلَالُ الدَّمِ »

.............................. .............................. ...........................

- ( قوما ببغداد ) ( هو كافر ) القائل و لا يمكن ان يحمل الحكم على المقالة دون القائل .

- ( أَبَا بَكْرٍ الْأَصَمَّ )
قل الذهبي في السير ( شيخ المعتزلة . كان دينا وقورا . صبورا على الفقر . منقبضا عن الدولة )
لكن هل منع ذلك يزيد بن هارون أن يقول فيه ( زنديق كافر بالرحمن . حلال الدم )

بهذا يدرك المرء الفرق بين ورع السلف و خوار من ينتسب اليهم اليوم وهم منه براء

.............................. .............................. ............................

وَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ لِلَّهِ وَلَدًا أَكْفَرُ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ "

و قال ابْنُ الْمُبَارَكِ: إِنَّا لَنَحْكِي كَلَامَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْكِيَ كَلَامَ الْجَهْمِيَّةِ

قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: " الْجَهْمِيَّةُ أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، قَدِ اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَأَهْلُ الْأَدْيَانِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ، وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ "
.............................. .............................. ...........................

فكيف يكفر من ينسب لله الولد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . و لا يعتبر حاله .
و لا يكفر من يقول بقول الجهمية و قولهم أَشَرُّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ( عند السلف )
و لا ادري ان كان ذلك كذلك عند الخلف ؟

.............................. .............................. .............................. ..

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، مَنْ قَالَ: إِنَّهُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ، لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ "

سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ أَهْلِ الْبِدَعِ فَقَالَ: «لَمْ يَزَلْ فِي النَّاسِ إِذَا كَانَ فِيهِمْ مَرَضٌ أَوْ عَدْلٌ، فَصَلِّ خَلْفَهُ » ، قُلْتُ: فَالْجَهْمِيَّة ُ؟ قَالَ: «لَا، هَذِهِ مِنَ الْمَقَاتِلِ، هَؤُلَاءِ لَا يُصَلَّى خَلفَهُمْ، وَلَا يُنَاكَحُونَ، وَعَلَيْهِمُ التَّوْبَةُ»...... .............................. .............................. ..........................

( لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ ) لماذا ؟

لكفره ( عند السلف )

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ الْبُهْلُولِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ أَبِي ضَمْرَةَ: أُصَلِّي خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ؟ قَالَ: " لَا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
قال عبد الله حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، عَنْ مُقَاتِلٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ عَنِ الصَّلَاةِ، خَلْفَ الْجَهْمِيَّةِ قَالَ:( أَمُؤْمِنُونَ هُمْ؟ ).... ( أَمُسْلِمُونَ هَؤُلَاءِ لَا، وَلَا كَرَامَةَ، لَا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ ) السنة لعبد الله

- فمن صحح الصلاة خلف الإمام الجهمي و من قال بخلق القرآن فحكمه مبني على أن ذلك الإمام مبتدع فاسق لم يخرج من الإسلام .
فحكمهم مبني على التسوية بين مقالة الجهمية و بين سائر الأمور المبتدعات
اما عند السلف ففرق بين ( أَهْلِ الْبِدَعِ ) و بين ( الجهمية و من قال بقولهم ) لذا قال للسائل ( لَا، هَذِهِ مِنَ الْمَقَاتِلِ، هَؤُلَاءِ لَا يُصَلَّى خَلفَهُمْ )

.............................. .............................. .............................. .....

قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: " مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ كَافِرٌ، وَ مَنْ لَمْ يَعْقِدْ قَلْبَهُ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ فَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْإِسْلَامِ "

.............................. .............................. .............................. ....

- انظر كيف جعل رحمه الله عقد القلب على أن القرآن كلام الله غير مخلوق شرط لثبوت الاسلام
فالدين إنما ثبت بكلام الله عز وجل

.............................. .............................. .............................. ....

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : « نَظَرْتُ فِي كَلَامِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسِ فَمَا رَأَيْتُ أَضَلَّ فِي كُفْرِهِمْ مِنْهُمْ، وَإِنِّي لَأَسْتَجْهِلُ مَنْ لَا يُكَفِّرُهُمْ إِلَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ كُفْرَهُمْ »

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ فيمن ينفي عن الله صفة الكلام : ( مَنْ قَالَ: هَذَا فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكُفْرِ إِلَّا وَهُوَ دُونَهُ ، وَ مَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ قَالَ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَقُلْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَذهَبُهُ التَّعْطِيلُ لِلْخَالِقِ )

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: « قَدْ تَبَيَّنَ لِي إِنَّ الْقَوْمَ كُفَّارٌ »

.............................. .............................. .............................. ....

- كفر الجهمية أغلظ من كفر اليهود و النصارى و المجوس
- المجوس مع شركهم في الربوبية لم يجحدوا الصانع . بخلاف الجهمية فالههم و العدم عندهم سواء
- ( وَإِنِّي لَأَسْتَجْهِلُ مَنْ لَا يُكَفِّرُهُمْ إِلَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ كُفْرَهُمْ ) استجهاله رحمه الله كان لمن هو منسوب للعلم . و لا يظن بهؤلاء أن يجهل أحدهم أن مقالة الجهمية كفر و ردة عن الإسلام .
- ( مَنْ لَا يَعْرِفُ كُفْرَهُمْ ) واضح بين في ان كلامه على أعيانهم . إذ الكفر في مقالتهم لا يجهله من ينتسب إلى الإسلام . فكيف بمن ينتسب للعلم ؟ لذا قال ( لاستجهل )

- « قَدْ تَبَيَّنَ لِي إِنَّ الْقَوْمَ كُفَّارٌ » تبين له ماذا ؟ ان قولهم كفر ؟؟

.............................. .............................. .............................. ..

قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ مُزَاحِمٍ: " مَنْ صَلَّى خَلْفَ مَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ أَعَادَ صَلَاتَهُ "

وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ السَّلَّالُ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: " لَا تَسْتَخِفُّوا بِقَوْلِهِمُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَإِنَّهُ مِنْ شَرِّ قَوْلِهِمْ ، وَإِنَّمَا يَذهبُونَ إِلَى التَّعْطِيلِ "
.............................. .............................. .............................

- يقول القرآن مخلوق .
- ان هذا القول من شر اقوالهم .
- حكم الصلاة خلفه ( باطلة لا تجزئه ) فإن صلى فعليه بالإعادة .
- و من قارن بين فتاوى من يصحح الصلاة خلف من قال القول الخبيث و بين قول و كيع ( لا تستخفوا )
علم أن القوم قد وقعوا فيما حذرهم منه سلفهم و أئمتهم فانا لله و انا اليه راجعون

.............................. .............................. .............................. ....

قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: " وَلَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا عَلَى الْجِسْرِ وَبِيَدِي سَيْفٌ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ "

.............................. .............................. .............................. ...

- ( رجلا يقول القرآن مخلوق ) يشمل ( كل ) من قال القول الخبيث .
- ( ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ) استحل دمه . و المسلم دمه حرام

.............................. .............................. .............................. ...

وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُوسَى الْأَشْيَبَ، وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ فَنَالَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " أُدْخِلَ رَأْسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُ شَمْغَلَةُ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى أَصْحَابِكَ " فَقَالَ: أَصْحَابِي أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: «دُلَّنِي عَلَيْهِمْ» فَقَالَ: صِنْفَانِ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ الْقِبْلَةَ، وَالْقَدَرِيَّة ُ، الْجَهْمِيُّ إِذَا غَلَا، قَالَ لَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ وَأَشَارَ الْأَشْيَبُ إِلَى السَّمَاءِ وَالْقَدَرِيُّ إِذَا غَلَا قَالَ: هُمَا اثْنَانِ خَالِقُ خَيْرٍ، وَخَالِقُ شَرٍّ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَصَلَبَهُ

.............................. .............................. .............................. ...

- ( رَأْسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الزَّنَادِقَةِ ) صاحب الدار ادرى بما فيها . لننظر كلامه ؟
- ( الْجَهْمِيُّ إِذَا غَلَا ) يعني منتهى غلو الجهمية اين يصل ؟
- ( لَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ وَأَشَارَ الْأَشْيَبُ إِلَى السَّمَاءِ ) نفي العلو !!
يعني الغلو في التجهم هو نفي العلو .
سبحان الله ؟
قد كنت أظن أن نفاة العلو ( فيهم تجهم خفيف ) . فإذا هم غلاة عند السلف !!

يعني غلو الجهمية قديما إنما هو تجهم خفيف اليوم !!

الطيبوني
2017-10-10, 07:47 PM
قَالَ الإمام أبو سعيد الدارمي في رده على الجهمية /

قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للجارية : «أَيْنَ اللَّهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ . قَالَ: «فَمَنْ أَنَا؟» قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ»

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ:( فَفِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ دُونَ الْأَرْضِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ وَلَوْ كَانَ عَبْدًا فَأُعْتِقَ لَمْ يَجُزْ فِي رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، إِذْ لَا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ. أَلَا تَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ أَمَارَةَ إِيمَانِهَا مَعْرِفَتَهَا أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ؟ )

قال ابن خزيمة ( من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم وكان ماله فيئا ) طبقات الحفاظ للذهبي

.............................. .............................. .............................. ....

- جعل إثبات العلو و أن الله في السماء شرطا لثبوت الايمان .
- الذي لا يعلم ذلك يأمر بالدخول في الإيمان بمعرفة ذلك
- نحتاج إلى إخراجه من الإيمان بعد الدخول فيه . فقد كفينا ذلك
- لأجل هذا جعل الأئمة كلام الجهمية في العلو و لازم قولهم في القرآن زندقة و نفاق
إذ كانوا يدعون الاسلام .
- ( الرَّجُلَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ دُونَ الْأَرْضِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ )
لم يعلم - ادعي ما شئت ( جهل . شبهة . تأويل . تقليد ) المهم لا يعلم
و من شرط ثبوت الايمان ( ان يعلم )

- ( جارية ترعى غنما )
يعني هي أقرب للجهل من غيرها
و الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم حالها ( لذا سالها )
فلو أجابت بغير الحق ايشهد لها بالإيمان ؟؟
فما بالنا اليوم !!

-( لَوْ كَانَ عَبْدًا فَأُعْتِقَ لَمْ يَجُزْ فِي رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ، إِذْ لَا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ )

هذا عند السلف . و عند الكثير من الخلف ؟؟
افعل و لا حرج !!

ما انا الا مجرد ناقل لكلام هؤلاء الأعلام . فان أخطأت في الفهم عليهم
فلا بأس بالتنبيه . لكن بشرط ( من كلامهم هم )

فمن يحكم اليوم على دين الجهمية بالكفر . فلا مخلص له من ان يحكم على اتباعه بالكفر ايضا
و إلا كان مضطربا متناقضا . لا يستقيم له الأمر
إذ حقيقة قوله ان ( دينهم الكفر و هم مسلمون ) !!

محمدعبداللطيف
2017-10-11, 02:13 PM
جَعَلَ أَمَارَةَ إِيمَانِهَا مَعْرِفَتَهَا أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ؟ )



- جعل إثبات العلو و أن الله في السماء شرطا لثبوت الايمان .

- ( الرَّجُلَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ دُونَ الْأَرْضِ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ )


فلا بأس بالتنبيه
فهمك صحيح اخى الكريم الطيبونى ولكن اريد ان انبه على امر مهم جدا يغفل عنه اكثر المتأخرين ممن يتعرضوا لهذا الحديث وهو--ان الشهادة للجارية بالايمان من باب الدلالة والاماره على الايمان -لذلك نقول ان اثبات العلو هو من الايمان يعنى من الامور الواجب الايمان بها ولا يحصر الايمان فيها لان الايمان اعم من كونه اثبات العلو -- وكذلك ينظر ايضا الى استصحاب الاصل وجودا وعدما عند الكلام فى اثبات العلو-لانه فى هذه الازمنه المتأخرة قد يثبِت ويثبَت العلو لمن هو متلبس بالشرك الاكبر او نوع من انواع الكفر فلابد مع دلالة العلو على الايمان من استصحاب الاصل وجودا وعدما- وهو تماما كحديث من صلى صلاتنا واكل ذبيحتنا واستقبل قبلتنا فقد حرمت علينا دماءهم وأموالهم- يقول الشيخ سليمان بن سحمان هذا كله راجع الى استصحاب الاصل وجودا وعدما--- وسؤال النبى صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله له معنيان اين الله يسأل عن المكان وعلوه سبحانه فوق السموات العلا وكذلك يدل على التوحيد فى العباده بمعنى أين الاله الذى تعبدين-قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله -هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم- أراد أن يُظهر منها ما يدلُ على أنها ليست ممن يعبُدُ الأصنام ولا الحجارة التي في الأرض، فأجابت بذلك وكأنها قالت إن الله ليس من جنس ما يكون في الأرض- كقوله[ اننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى]- وهو كحديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ لِأَبِي : " يَا حُصَيْنُ، كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا ؟ " قَالَ أَبِي : سَبْعَةً سِتَّةً فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدًا فِي السَّمَاءِ، قَالَ : " فَأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟ " قَالَ : الَّذِي فِي السَّمَاءِ،--------فائده-جاء أحد الصحابة يستشير الرسول في جواز عتق جارية له أعجمية عن رقبة عليه، أو كفارة لطمه لها، فلما أحضرها للنبي ليختبر إيمانها؛ "سألها أين الله؟ فقالت في السماء، وسألها من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله"، وفي رواية قال لها؛ "من ربك قالت: الله ربي"، وفي رواية؛ "فمد النبي يده إليها وأشار إليها مستفهما مَن في السماء"، وفي رواية عندما سألها أين الله؟ أشارت إلى السماء بإصبعها، وفي بعضها تحديد الإصبع بالسبابة، وعندما سألها من أنا؟ أشارت إليه وإلى السماء، فقال الرسول اعتقها فإنها مؤمنة.
وفي رواية؛ قال لها: (( أتشهدين أن لا إله إلا الله )) قالت: نعم، قال: (( أتشهدين أني رسول الله )) قالت: نعم، قال: (( أتؤمنين بالبعث بعد الموت )) قالت: نعم.
وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى .اهـ
، ومن روى القصة ممن حضرها كأبي هريرة وغيره، ذكر إشارة الجارية برفع رأسها، والإشارة بإصبعها السبابة إلى السماء، وإشارتها إلى الرسول وإلى السماء عن سؤال النبي لها من أنا ؟.
وهذه القصة دلت على أن صاحب الجارية لم يعرف حالها من الإيمان بنفسه، لعلة فيها، ولا يعرف كيف يستنطقها لبيان ما في نفسها، فهو يجهل الحال التي هي عليه، فأحضرها للرسول صلى. الله عليه وسلم لأنه جاء في رواية؛ "فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها"
واختبارهذه الجارية الخرساء، أو الأعجمية، التي لا تفصح، بهذا الأسلوب، هو بسبب أعجمية المختبَرة، ، فهو يصف الإشارة، أو الإشارة وتفسيرها،
لذلك جاء تفسير إشارتها إلى السماء؛ بأن الله في السماء.

وكان في إشارتها اثبات العلو لله جل وعلا وكذلك تبرئة لها من عبادة الأصنام التي كانت تعبد في جزيرة العرب، فإلـهها ليس من هذه التي نصبت في الأرض. فقولها فى السماء فيه اثبات العلو لله وكذلك
في السماء بمعنى لا يعبد إلا الله ، أما في الأرض فيعبد الله ويعبد غير الله.
فكانت الاشاره داله على الاقرار لله بالعلو ودلت على ما في قلبها من الإخلاص ومعرفة الله بكمال صفاته وعلوه على جميع خلقه.
والقول هو الإبانة عما في النفس بالكلام وبالإشارة؛ فإن فهم مراد الإشارة كان كالقول بالكلمة.-سؤال الجارية سؤال خاص، لوضع خاص، لمن لا يستطيع أن يصرح بإيمانه، والنطق بالشهادتين كما ينبغي أن تقال.فإن الجارية الأعجمية محتاجة لأسلوب يعرف بها إيمانها لم يقدر عليه صاحبها، فجعل ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام، فعرف هذا الأسلوب من كشف الروايات الأخرى له
. ---------------------------وقال الإمام الدارمي في الرد على الجهمية (ص17-18): "ففي حديث رسول الله هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز وجل في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبداً فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة، إذ لا يعلم أن الله في السماء، ألا ترى أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - جعل أمارة إيمانها، معرفتها أن الله في السماء، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: "أين الله؟" تكذيب لقول من يقول: هو في كل مكان، لا يوصف بأين؛ لأن شيئاً لا يخلو منه مكان يستحيل أن يقال: أين هو؟ ولا يقال أين؟ إلا لمن هو في مكان، يخلو منه مكان ولو كان الأمر كما يدعي هؤلاء الزنادقة لأنكر عليها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قولها وعملها، ولكنها عملت به فصدقها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وشهد لها بالإيمان بذلك، ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء. فالله تبارك وتعالى فوق عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبد-----ويقول شيخ الإسلام (4/62):

(( والجارية التي قال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم: (( أين الله؟ )) قالت: في السماء، قال: (( اعتقها فإنها مؤمنة ))، جارية أعجمية، أرأيت من فقهها وأخبرها بما ذكرته؟ وإنّما أخبرت عن الفطرة التي فطرها الله تعالى عليها، وأقرّها النبيّ صلى الله عليه وسلم على ذلك وشهد لها بالإيمان، فليتأمّل العاقل ذلك يجده هادياً لـه على معرفة ربّه بالإقرار به كما ينبغي---------يقول الشيخ الفوزان- سؤال النبى صلى الله عليه وسلم للجاريه ‏‏أين الله‏؟‏‏" ‏ قالت‏:‏ في السماء، قال‏:‏ " ‏‏أعتقها فإنها مؤمنة‏" ‏[‏رواه الإمام مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه‏]‏، ومعنى كونه في السماء إذا أريد بالسماء العلو فـ‏(‏في‏)‏ للظرفية وهو أن الله جل وعلا في العلو بائن من خلقه سبحانه وتعالى عالٍ على مخلوقاته بائن من خلقه‏.‏ وأما إذا أريد بالسماء السماء المبنية وهي السبع الطباق فمعنى ‏(‏في‏)‏ هنا‏:‏ بمعنى على يعني‏:‏ على السماء كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏سِيرُواْ فِي الأَرْضِ‏}‏ ‏[‏سورة الأنعام‏:‏ آية 11‏]‏ يعني‏:‏ على الأرض، وكما في قوله‏:‏ ‏{‏وَلأُصَلِّب نَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‏}‏ ‏[‏سورة طه‏:‏ آية 71‏]‏ يعني‏:‏ على جذوع النخل‏.‏ وعلى كل حال فالآيات المتضافرة والأحاديث المتواترة وإجماع المسلمين وأتباع الرسل على أن الله جل وعلا في السماء أما من نفى ذلك من الجهمية وأفراخهم وتلاميذهم فإن هذا المذهب باطل وإلحاد في أسماء الله، والله جل وعلا يقول‏:‏ ‏{‏وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏[‏سورة الأعراف‏:‏ آية 180‏]‏ فالإلحاد في أسماء الله وصفاته جريمة عظيمة، وهذا الذي ينفي كون الله في السماء يكذب القرآن ويكذب السنة ويكذب إجماع المسلمين، فإن كان عالمًا بذلك فإنه يكفر بذلك، أما إذا كان جاهلاً فإنه يبين له فإن أصر بعد البيان فإنه يكون كافرًا، والعياذ بالله‏.

الطيبوني
2017-10-15, 11:37 PM
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي

( فَمَا جُنِيَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِنَايَةٌ أَعْظَمُ مِنْ مُنَاظَرَةِ الْمُبْتَدِعَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ قَهْرٌ وَلَا ذُلٌّ أَعْظَمَ مِمَّا تَرَكَهُمُ السَّلَفُ عَلَى تِلْكَ الْجُمْلَةِ يَمُوتُونَ مِنَ الْغَيْظِ كَمَدًا وَدَرَدًا، وَلَا يَجِدُونَ إِلَى إِظْهَارِ بِدْعَتِهِمْ سَبِيلًا، حَتَّى جَاءَ الْمَغْرُورُونَ فَفَتَحُوا لَهُمْ إِلَيْهَا طَرِيقًا، وَصَارُوا لَهُمْ إِلَى هَلَاكِ الْإِسْلَامِ دَلِيلًا، حَتَّى كَثُرَتْ بَيْنَهُمُ الْمُشَاجَرَةُ، وَظَهَرَتْ دَعْوَتُهُمْ بِالْمُنَاظَرَة ِ، وَطَرَقَتْ أَسْمَاعَ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَرَفَهَا مِنَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، حَتَّى تَقَابَلَتِ الشُّبَهُ فِي الْحُجَجِ، وَبَلَغُوا مِنَ التَّدْقِيقِ فِي اللُّجَجِ، فَصَارُوا أَقْرَانًا وَأَخْدَانًا، وَعَلَى الْمُدَاهَنَةِ خِلَّانًا وَإِخْوَانًا، بَعْدَ أَنْ كَانُوا فِي اللَّهِ أَعْدَاءً وَأَضْدَادًا، وَفِي الْهِجْرَةِ فِي اللَّهِ أَعْوَانًا، يُكَفِّرُونَهُم ْ فِي وُجُوهِهِمْ عِيَانًا، وَيَلْعَنُونَهم جِهَارًا، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمَنْزِلَتين، وَهَيْهَاتَ مَا بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ.
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَحْفَظَنَا مِنَ الْفِتْنَةِ فِي أَدْيَانِنَا، وَأَنْ يُمَسِّكَنَا بِالْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ، وَيَعْصِمَنَا بِهِمَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ.

.............................. .............................. .............................. .....
أَبِي ثَوْرٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الْكَلْبِيِّ الْفَقِيهِ رَحِمَهُ اللَّهُ

سئل عن الصلاة خلف من يقول بخلق القرآن

( هَذَا كَافِرٌ بِقَوْلِهِ , لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ , وَذَلِكَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ , وَلَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ )

.............................. .............................. .............................. ....

أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ


كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَيْفَ كُتِبَ , وَكَيْفَ تُلِيَ , وَفِي أَيِّ مَوْضِعٍ قُرِئَ , فِي السَّمَاءِ وُجِدَ أَوْ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ حُفِظَ , فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ كَانَ مَكْتُوبًا أَوْ فِي أَلْوَاحِ صِبْيَانِ الْكَتَاتِيبِ مَرْسُومًا , فِي حَجَرٍ نُقِشَ أَوْ فِي وَرَقٍ خُطَّ , فِي الْقَلْبِ حُفِظَ أَوْ بِاللِّسَانِ لُفِظَ , فَمَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ أَوِ ادَّعَى أَنَّ قُرْآنًا فِي الْأَرْضِ أَوْ فِي السَّمَاءِ سِوَى الْقُرْآنِ الَّذِي نَتْلُوهُ بِأَلْسِنَتِنَا وَنْكَتُبُهُ فِي مَصَاحِفِنَا , أَوِ اعْتَقَدَ غَيْرَ ذَلِكَ بِقَلْبِهِ أَوْ أَضْمَرَهُ فِي نَفْسِهِ أَوْ قَالَ بِلِسَانِهِ دَايِنًا بِهِ؛ فَهُوَ بِاللَّهِ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ وَبَرِيءٌ مِنَ اللَّهِ , وَاللَّهُ بَرِيءٌ مِنْهُ


​........................... .............................. .............................. .......

حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ

أَبْلِغْ عَنِّي ( ) الْمُشْرِكَ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ قَوْلِهِ فِي الْقُرْآنِ

قُولُوا لِفُلَانٍ الْكَافِرِ لَا يَقْرَبْ مَجْلِسِي؛ فَإِنَّهُ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ

يَقُولُ عبد الله ابن الْمُبَارك : وَاللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ وَهُوَ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَلَا يَدِينُ اللَّهَ بِهِ



.............................. .............................. .............................. ..

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ

عن مُصْعَبَ بْنَ سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ وَمُوسَى بْنَ أَعْيَنَ , يَقُولَانِ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ أَكْفَرُ مِنْ هُرْمُزَسَمِعْت ُ النَّاسَ مُنْذُ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ عَامًا يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ , فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا الْبَتَّةَ. قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ امْرَأَتَهُ مُسْلِمَةٌ , وَمُسْلِمَةٌ لَا تَكُونُ تَحْتَ كَافِرٍ

قال اللالكائي ( فَقَدْ لَقِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ جَمَاعَةً مِنَ التَّابِعِينَ مِثْلَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , وَغَيْرِهِمَا , وَلَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ فِي وَقْتِهِ أَكْثَرُ رِحْلَةً مِنْهُ , وَأَكْثَرُ طَلَبًا لِلْعِلْمِ , وَأَجْمَعُهُمْ لَهُ , وَأَجْوَدُهُمْ مَعْرِفَةً بِهِ وَأَحْسَنُهُمْ سِيرَةً وَأَرْضَاهُمْ طَرِيقَةً مِثْلُهُ , وَلَعَلَّهُ يَرْوِي عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ مِنَ التَّابِعِينَ. فَأَيُّ إِجْمَاعٍ أَقْوَى مِنْ هَذَا؟ )

.............................. .............................. .............................. ........

مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ

قال يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ , فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ قَالَ: كَافِرٌ زِنْدِيقٌ , اقْتُلُوهُ . قَالَ: إِنَّمَا أَحْكِي كَلَامًا سَمِعْتُهُ. قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ، إِنَّمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: فَغَلُظَ ذَلِكَ عَلَيَّ .
فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؟ وَحَكَيْتُ لَهُ كَلَامَ الرَّجُلِ , فَقَالَ: كَافِرٌ، وَمَنْ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُ كَافِرٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ

.............................. .............................. .............................. ..

الشافعي

قال الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ وَكُنْتُ حَاضِرًا فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ حَفْصٌ الْفَرْدُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

و قال
أَتَيْتُ الشَّافِعِيَّ يَوْمًا فَوَافَقْتُ حَفْصًا الْفَرْدَ خَارِجًا مِنْ عِنْدِهِ , فَقَالَ: كَادَ وَاللَّهِ الشَّافِعِيُّ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقِي , فَدَخَلْتُ فَقَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ , رَجُلٌ ذَكَرَهُ الرَّبِيعُ: نَاظَرَ الشَّافِعِيَّ حَفْصٌ الْفَرْدُ فَبَلَغَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ , فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِيُّ: وَاللَّهِ كَفَرْتَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ. قَالَ: وَكَانَ الشَّافِعِيُّ لَا يَقُولُ: حَفْصٌ الْفَرْدُ , وَكَانَ يَقُولُ: حَفْصٌ الْمُتَفَرِّدُ

و قال
سَمِعْتُ أَبَا شُعَيْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ الشَّافِعِيَّ وَحَفْصٌ الْفَرْدُ يَسْأَلُ الشَّافِعِيَّ , فَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ عَلَيْهِ بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَكَفَّرَ حَفْصًا الْمُنْفَرِدَ. قَالَ الرَّبِيعُ: فَلَقِيتُهُ فَقَالَ: أَرَادَ الشَّافِعِيُّ قَتْلِي

.............................. .............................. .............................. ......

أَبُو خَيْثَمَةَ


مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ , وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ فَهُوَ كَافِرٌ


.............................. .............................. .............................. ...

بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ

عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَعْنِي ابْنَ الْمَدِينِيِّ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَمِائَةِ رَكْعَةٍ , وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا , وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِنْسَانٌ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ فَقَالَ: لَا تَذْكُرْ ذَاكَ الْكَافِرَ


.............................. .............................. .............................. .......

ابوالْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ

مَنْ لَمْ يَعْقِدْ قَلْبَهُ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ فَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْإِسْلَامِ


.............................. .............................. .............................. .....

الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ

مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَهُوَ شَرٌّ مِمَّنْ قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} جَلَّ اللَّهُ وَتَعَالَى؛ لِأَنَّ أُولَئِكَ يُثْبِتُونَ شَيْئًا , وَهَؤُلَاءِ لَا يُثْبِتُونَ الْمَعْنَى

.............................. .............................. .............................. .......

سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ


مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ؛ فَهُوَ كَافِرٌ بِالرُّبُوبِيَّ ةِ لَا كَافِرٌ بِالنِّعْمَةِ


.............................. .............................. .............................. ..........


قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِمِائَةِ شَيْخٍ وَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ شَيْخًا مِنْهُمُ الْأَعْمَشُ فَمَنْ دُونَهُ , فَمَا رَأَيْتُ خَلْقًا يَقُولُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ - يَعْنِي بِخَلْقِ الْقُرْآنِ - وَلَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ إِلَّا رُمِيَ بِالزَّنْدَقَةِ . فَقَامَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فَقَبَّلَ رَأَسَ أَبِي نُعَيْمٍ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا.

.............................. .............................. .............................. .....

الطيبوني
2017-10-16, 02:37 AM
قال اللالكائي رحمه الله


(كلهم قالوا : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ , وَمَنْ قَالَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ. فَهَؤُلَاءِ خَمْسُ مِائَةٍ وَخَمْسُونَ نَفْسًا أَوْ أَكْثَرُ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّةِ الْمَرْضِيِّينَ سِوَى الصَّحَابَةِ الْخَيِّرِينَ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَعْصَارِ وَمُضِيِّ السِّنِينَ وَالْأَعْوَامِ. وَفِيهِمْ نَحْوٌ مِنْ مِائَةٍ إِمَامٍ مِمَّنْ أَخَذَ النَّاسُ بِقَوْلِهِمْ وَتَدَيَّنُوا بِمَذَاهِبِهِمْ , وَلَوِ اشْتَغَلْتُ بِنَقْلِ قَوْلِ الْمُحَدِّثِينَ لَبَلَغَتْ أَسْمَاؤُهُمْ أُلُوفًا كَثِيرَةً , لَكِنِّي اخْتَصَرْتُ وَحَذَفْتُ الْأَسَانِيدَ لِلِاخْتِصَارِ , وَنَقَلْتُ عَنْ هَؤُلَاءِ عَصْرًا بَعْدَ عَصْرٍ لَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ مُنْكِرٌ , وَمَنْ أَنْكَرَ قَوْلَهُمُ اسْتَتَابُوهُ أَوْ أَمَرُوا بِقَتْلِهِ أَوْ نَفْيِهِ أَوْ صَلْبِهِ. وَلَا خِلَافَ بَيْنَ الْأُمَّةِ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ جَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ فِي سِنِيِّ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ , ثُمَّ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ .
فَأَمَّا جَعْدٌ فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ , وَأَمَّا جَهْمٌ فَقُتِلَ بِمَرْوَ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ )

المهم /
الإجماع الذي نقله اللالكائي و غيره هو في كفر من قال بخلق القرآن
و يدخل في هذا ضمنا الجهمية و المعتزلة و كل من قال ( بخلق القرآن )
و من المغالطات العجيبة في هذه النقطة بالذات
حمل الإجماع و تكفير السلف لهؤلاء على الجهمية الغلاة ( المحضة ) فقط ؟
و المعروف لكل طالب له عناية بكتب السلف
ان الجهم ابن صفوان عليه لعنة الله لما أحدث الكفر في الأمة
احدثه بقوله في القرآن .
فانبرى له السلف و كفروه و رموه بالزندقة هو و اتباعه
لذا تجد غالب عبارات السلف في تكفيرهم منصبة على هذا القول الخبيث

فالسلف كفروهم اولا بمجرد القول بخلق القرآن . لم ينتظر هؤلاء الأئمة منهم حتى يصرحوا و يظهروا كفريات أخرى حتى يكفروهم

فالذي يقول اليوم ان السلف كفروا الجهمية الأوائل ( الغلاة ) و ينفي التكفير عمن يقول بخلق القرآن
إنما يقول ذلك ليسلم من سطوة الإجماع
فإذا حمل إجماع الأئمة على تكفير الغلاة منهم و سلم له ذلك
لن يستطيع أحد أن يحاججه بالإجماع فضلا عن آحاد كلام هؤلاء الأعلام

و عليه
فالواجب أن يحمل الإجماع على ما هو عليه . على المقالة ( خلق القرآن ) فهذا جامع مانع
اما أن يحمل على الجهمية . ثم ماذا ( الغلاة ) ثم يخرج من الإجماع ما هو مقصود بالأصالة
فهذا تلاعب بالألفاظ و تحريف للكلام و تصرف في عبارات السلف

و انما يدخل الغلط على من حسن قصده في طلب الحق
بالتسليم أن الجهمية الأوائل كانوا ينفون الأسماء و الصفات جملة و يظهرون ذلك
فإذا سلم بذلك فقد سلم بان تكفير السلف لهم إنما كان لتجهمهم المحض ؟

و الحق ان الجهمية في اول الامر اظهرت الكفر بالقول بخلق القرآن فقط
فكفرهم السلف بذلك إجماعا
و ما ظهر من الكفر بعد ذلك بصريح عباراتهم إنما هي كفر على كفر

فالتفريق اليوم للجهمية اذا كان لضبط العلم فلا باس بذلك
لكن الذي ينبغي أن يراع في ذلك ( الوصف ) لا يكون التفريق خاص بطائفة دون اخرى
و التفريق الذي ينبني عليه الحكم و يحمل كلام السلف في التكفير عليه
ينبغي أن يؤخذ ضابطه من نفس عبارات السلف التي أجمعوا عليها
فإن خص التكفير بالغلاة فينبغي أن يدخل فيهم كل من أجمع السلف على تكفيره
فلا يخص الحكم بالغلاة المحضة و قد ثبت إجماع السلف على التكفير باقل من ذلك


و الله اعلم

الطيبوني
2017-10-18, 12:37 AM
( قال ابن طاهر المقدسي في الحجة على تارك المحجة (2/484) :
قرأت على أبي بكر السمسار بأصبهان، أخبركم جعفر الفقيه قال:
سألت أبا القاسم سليمان الطبراني: ما قولك -رحمك الله- فيمن يقول:
إن أهل التوحيد يخرجون من النار إلا من يقول: القرآن مخلوق؟
فكتب في جوابه:
من قال: القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم بلا اختلاف بين أهل العلم والسنة؛ لأنه زعم أن الله تعالى مخلوق؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل تكلم به وكلم به جبريل الروح الأمين، وأنزله جبريل عليه السلام من عند الله هكذا. قال الله تبارك وتعالى: {نزل به الروح الأمين}، وأنزله جبريل على قلبك،
من قال: إنه مخلوق، فهو شر من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، وليس من أهل التوحيد المخلصين الذين أدخلهم الله النار عقوبة منه لأعمال استوجبوا بها النار، فيخرجهم الله من النار برحمته وشفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين،
ومن زعم أن من يقول: ((إن القرآن مخلوق)) يخرج من النار فهو كافر كمن زعم أن اليهود والنصارى يخرجون من النار )

الطيبوني
2017-10-23, 08:56 PM
قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني :

( القرآن كلام اللَّه تكلم به ليس بمخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام اللَّه ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولًا، ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام اللَّه فهو جهمي خبيث مبتدع. و من لم يكفر هؤلاء القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم )

و قد قال قبل ذلك

( هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السُّنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركتُ من أدركتُ مِنْ علماءِ أهلِ العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها، مذهب أحمد، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد اللَّه بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم )

.............................. .............................. .............................. ..

( من لم يكفر هؤلاء القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم )

( هؤلاء القوم ) يتكلم على القوم لا المقالة .

(الجهمية كلهم ) ليس الحكم خاص بالجهمية المحضة

محمدعبداللطيف
2017-10-24, 03:18 PM
( من لم يكفر هؤلاء القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم )

( هؤلاء القوم ) يتكلم على القوم لا المقالة .
(الجهمية كلهم ) ليس الحكم خاص بالجهمية المحضة ما يزيل الاشكال هو العلم بأن التجهم درجات منه ما يدخل فى باب الجحود والانكار وهو التجهم الصريح اذا كانت المقالة صريحة فى الجحد والتكذيب -ونوع آخر من التجهم ويسميه العلماء نوع تجهم ونسميه نحن بالمقالات الخفية-- فهذا النوع يقال فيه مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة-- فالتجهم درجات هذا هو ما يزيل الاشكال فى هذه المسألة-- فاذا كان الكلام على الجهمية الجاحدين المنكرين فهؤلاء لا شك فى كفرهم--اما من كان فيه نوع تجهم فى مقالته فهذا هو الذى قال فيه شيخ الاسلام قد تكون المقاله كفر ولا يكفر صاحبها الا بعد اقامة الحجةوقلنا هذا فى المسائل الخفية-- اما الجهمية الجاحدين المنكرين لصفات كماله ونعوت جلاله سبحانه وتعالى فلا يدخلون فى مثل هذا الكلام - وكلام ابن تيمية في كل موضع وقفنا عليه من كلامه لا يذكر عدم تكفير المعين إلا ويصله بما يزيل الإشكال أن المراد بالتوقف عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة ، وأما إذا بلغته الحجة حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من تكفير أو تفسيق أو معصية ، وصرح ابن تيمية أيضا أن كلامه في غير المسائل الظاهرة فقال في الرد على المتكلمين لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيرا قال : وهذا إن كان في المقالات الخفية فقد يقال أنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها ولكن هذا يصدر عنهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر من خالفها مثل عبادة الله وحده لا شريك له ونهيه عن عبادة أحد سواه من الملائكة والنبيين وغيرهم فإن هذا أظهر شعائر الإسلام ومثل إيحابه للصلوات الخمس وتعظيم شأنها ومثل تحريم الفواحش والزنا والخمر والميسر ، ثم تجد كثيرا من رؤسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين فإذا تبين لك هذا واتضح فاعلم أن هؤلاء الذين شبهوا بكلام شيخ الإسلام وأجملوا ولم يفصلوا لبسوا الحق بالباطل، وشيخ الإسلام رحمه الله قد وصل كلامه بما يقطع النزاع، ويزيل الإشكال، فذكر أن ذلك في المقالات الخفية، والمسائل النظرية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس وأما مسألة توحيد الله وإخلاص العبادة له فلم ينازع في وجوبها أحد من أهل الإسلام لا أهل الأهواء ولا غيرهم، وهي معلومة من الدين بالضرورة كل من بلغته الرسالة وتصورها على ما هي عليه عرف أن هذا زبدتها وحاصلها وسائر الأحكام تدور عليه، وكذلك الجهمية الذين أخرجهم أكثر السلف من الثنتين والسبعين فرقةً.

قال شيخ الإسلام في الرد على المتكلمين لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيراً قال : (( وهذا إن كان في المقالات الخفية فقد يقال فيها إنه مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر تاركها، لكن هذا يصدر منهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعث بها، وكفر من خالفها مثل عبادة الله وحده لا شريك له، ونهيه عن عبادة أحد سواه من الملائكة والنبيين وغيرهم، فإن هذه أظهر شعائر الإسلام، مثل إيجاب الصلوات الخمس، وتعظيم شأنها، ومثل تحريم الفواحش والزنا والخمر والميسر، ثم تجد كثيراً من رؤساهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين، وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في دين المشركين كما فعل أبو عبد الله الرازي.قال : وهذه ردة صريحة، انتهى.

فالشخص المعين إذا صدر منه ما يوجب كفره من الأمور التي هي معلومة من ضروريات دين الإسلام، مثل عبادة غير الله سبحانه وتعالى ومثل جحد علوا الله على خلقه، ونفي صفات كماله ونعوت جلاله الذاتية والفعلية، ومسألة علمه بالحوادث والكائنات قبل كونها، فإن المنع من التكفير والتأثيم بالخطأ في هذا كله رد على من كفر معطلة الذات، ومعطلة الربوبية، ومعطلة الأسماء والصفات، ومعطلة إفراد الله تعالى بالإلهية، والقائلين بأن الله لا يعلم الكائنات قبل كونها كغلاة القدرية، ومن قال بإسناد الحوادث إلى الكواكب العلوية، ومن قال بالأصلين النور والظلمة، فإن من التزم هذا كله فهو أكفر وأضل من اليهود والنصارى.

وكلام شيخ الإسلام إنما يعرفه ويدريه من مارس كلامه، وعرف أصوله فإنه قد صرح في غير موضع أن الخطأ قد يغفر لمن لم يبلغه الشرع، ولم تقم عليه الحجة في مسائل مخصوصة، إذا اتقى الله ما استطاع، واجتهد بحسب طاقته، وأين التقوى وأين الاجتهاد الذي يدعيه المعطلون للصانع عن علوه على خلقه،

الطيبوني
2017-10-25, 04:05 PM
قال الامام احمد في رسالته الى مُسَدَّدِ بنِ مُسَرْهَد بن مُسَرْبَلٍ

( آمُرُكُم أَنْ لا تُؤْثِرُوا عَلَى القُرْآنِ شيْئًا؟ فَإِنَّه كَلامُ اللَّهِ، وما تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ فَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَما أَخْبَرَ بِهِ عن القُرُوْنِ الماضِيَةِ فَغَيْرُ مَخْلُوْقٍ، وما في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وما في المَصاحِفِ وتِلاوَة النّاسِ وكَيْفَما قُرِئَ وكَيْفَما يُوْصَفُ، فَهُو كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ،

فَمَنْ قالَ: مَخْلُوقٌ، فهو كافرٌ باللَّه العَظِيْمِ، ومَنْ لَمْ يُكَفِّرْهُ فهو كافِرٌ.

ثُمَّ من بَعْدِ كِتابِ اللَّهِ سُنَّةُ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- والحَدِيْث عَنْهُ، وعَن المَهْدِيِّينَ أَصْحابِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والتَّصديقُ بِما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، واتباعُ سُنَّةِ النَّجاةِ، وهي التي نَقَلَها أَهْلُ العلم كابرًا عن كابرٍ.

واحْذَرُوا رأَي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهُ صاحِبُ رَأْيٍ، وكَلام وخُصُوْمات، فَقَدْ أَجْمَع مَنْ أَدْرَكْنا من أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ الجَهْمِيَّة افتَرَقَتْ ثَلاثَ فِرَقٍ؛ فَقالَتْ طائِفة مِنْهُمْ: القُرآنُ كَلامُ اللَّهِ مَخْلُوْق. وقالَتْ طائِفَة: القُرْآنُ كَلامُ اللهِ. وسَكَتَتْ، وهي الواقِفَةُ المَلْعُوْنَةُ، وقالَ بَعْضُهُمْ: أَلْفاظُنا بالقُرآنِ مَخْلُوْقَةٌ. فكلُّ هؤلاء جَهْمِيَّة كُفّار، يُسْتَتابُوْنَ، فَإِنْ تابُوا وإِلا قُتِلُوا. وأَجْمَعَ منْ أَدْرَكْنا مِنْ أَهْل العِلْمِ: أَنَّ مَنْ هذِه مَقالَتُهُ إِنْ لَمْ يَتُبْ لَمْ يُناكَحْ، ولا يَجُوْزُ قَضاؤُه، ولا تُؤْكَّلُ ذَبِيْحَتُهُ. )

الطيبوني
2017-10-27, 01:13 AM
( كان محمد بن شجاع ( الثلجي ) يذهب إلى الوقف في القرآن، فأخبرنا الحسن بن علي التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أحمد بن جعفر بن حمدان، قَالَ:
حَدَّثَنَا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قَالَ: سمعت القواريري قبل أن يموت بعشرة أيام وذكر ابن الثلجي، فقال: هوكافر.
فذكرت ذلك لإسماعيل القاضي فسكت، فقلت له: ما أكفره إلا بشيء سمعه منه؟ قَالَ: نعم.)

تاريخ بغداد للخطيب

.............................. .............................. .............................

قال المروذي: قلت لأبي عبدالله: إن الكرابيسي يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر. فقال: بل هو الكافر.

قال ابن أبي يعلى: أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي بالله عن أبي الحسين بن أخي ميمي قال: أخبرنا علي بن محمد الموصلي حدثنا موسى بن محمد الغساني حدثنا شاهين بن السميذع قال: سمعت أبا عبد الله بن حنبل يقوله: الحسين الكرابيسي عندنا كافر

.............................. .............................. ...........................

روى الخلال، عن جعفر بن محمد، حدثني أبو عبد اللَّه قال: قرأت على أبي قرة الزبيدي عن ابن جريح أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول: رأى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ربه بقلبه مرتين.
قلت: يا أبا عبد اللَّه، عائشة تقول: لم يره،
وأظن أني قلت له: وأبو ذر قال: قد اختلفوا في رؤية الدنيا ولم يختلف في رؤية الآخرة إلا هؤلاء الجهمية.
قلت: تعيب على من يكفرهم؟ قال: لا.
قلت: فيكفرون؟ قال: نعم

بيان تلبيس الجهمية

.............................. .............................. .............................. ....

قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد اللَّه أحمد بن حنبل -وبلغه عن رجل- قال: إن اللَّه تعالى لا يُرى في الآخرة، فغضب غضبًا شديدًا، ثم قال: من قال: إن اللَّه تعالى لا يرى في الآخرة فقد كفر، عليه لعنة اللَّه وغضبه، من كان من الناس .

الشريعة للاجري

.............................. .............................. .............................. ....

قال الخلال: أخبرنا المروذي قال: قيل لأبي عبد اللَّه: أتعرف عن يزيد بن هارون، عن أبي العطوف، عن أبي الزبير، عن جابر: إن استقر مكانه تراني، وإن لم يستقر فلا تراني في الدنيا ولا في الآخرة ؟
فغضب أبو عبد اللَّه غضبًا شديدًا، حتى تبين في وجهه، كان قاعدًا والناس حوله، فأخذ نعله وانتعل،
وقال: أخزى اللَّه هذا! لا ينبغي أن يكتب هذا، ودفع أن يكون يزيد بن هارون رواه، أو حدث به،
وقال: هذا جهمي، هذا كافر، أخزى اللَّه هذا الخبيث،
من قال: إن اللَّه لا يُرى في الآخرة، فهو كافر

المنتخب من علل الخلال لابن قدامة

الطيبوني
2018-09-13, 10:19 PM
.............................. ..................

يقول الامام البربهاري في شرح السنة

اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي» .

وهكذا كان الدين إلى خلافة عمر وهكذا كان في زمن عثمان، فلما قتل عثمان جاء الاختلاف والبدع، وصار الناس أحزابا وصاروا فرقا، فمن الناس من ثبت على الحق عند أول التغيير، وقال به ودعا الناس إليه، فكان الأمر مستقيما حتى كانت الطبقة الرابعة في خلافة بني فلان انقلب الزمان وتغير الناس جدا، وفشت البدع، وكثرت الدعاة إلى غير سبيل الحق والجماعة، ووقعت المحن في شيء لم يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ودعوا إلى الفرقة [ونهى]رسول الله عن الفرقة، وكفر بعضهم بعضا، وكل [داع] إلى رأيه، وإلى تكفير من خالفه فضل [الجهال] والرعاع ومن لا علم له، وأطمعوا الناس في شيء من أمر الدنيا وخوفوهم عقاب الدنيا، فاتبعهم الخلق على خوف [في] دنياهم ورغبة في دنياهم، فصارت السنة وأهلها مكتومين، وظهرت البدعة وفشت، وكفروا من حيث لا يعلمون من وجوه شتى، ووضعوا القياس، وحملوا قدرة الرب في آياته وأحكامه وأمره ونهيه على عقولهم [وآرائهم] ، فما وافق عقولهم قبلوه وما لم يوافق عقولهم ردوه، فصار الإسلام غريبا، والسنة غريبة، وأهل السنة غرباء في [جوف ديارهم] .

.............................. ..........................


و قال رحمه الله

اعلم – رحمك الله - أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني فلان تكلم الرويبضة في أمر العامة،وطعنوا على آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا بالقياس والرأي، وكفروا من خالفهم، فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له، حتى كفروا من حيث لا يعلمون، فهلكت الأمة من وجوه، وكفرت من وجوه، وتزندقت من وجوه، وضلت من وجوه، [وتفرقت] وابتدعت من وجوه، إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره وأمر أصحابه، ولم يخطئ أحدا منهم، ولم [يجاوز] أمرهم، ووسعه ما وسعهم، ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم، وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح، فقلدهم دينه [واستراح] ، وعلم أن الدين إنما هو بالتقليد، والتقليد لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

.............................. ..............


و قال رحمه الله /

اعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو كلها إلى السيف، وأرداها وأكفرها: الروافض، والمعتزلة، والجهمية، فإنهم [يريدون الناس] على التعطيل والزندقة.

.............................. ...........

و قال رحمه الله و هو يتكلم عن اهل زمانه

واحذر ثم احذر [أهل] زمانك خاصة، وانظر من تجالس، وممن تسمع، ومن تصحب، فإن الخلق كأنهم في ردة، إلا من عصمه الله منهم.
وانظر إذا سمعت الرجل يذكر ابن أبي دؤاد، وبشرا المريسي،وثمامة، أو أبا الهذيل أو [هشاما] الفوطي أو واحدا من [أتباعهم و] أشياعهم فاحذره، فإنه صاحب بدعة، فإن هؤلاء كانوا على الردة، واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير، ومن ذكر منهم بمنزلتهم.

الطيبوني
2018-12-02, 10:50 PM
.............................. ................

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الماجشون - وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِ مَالِكٍ - فِي كَلَامٍ لَهُ:

فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَيَجْعَلُ اللَّهُ رُؤْيَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْمُخْلِصِينَ ثَوَابًا فَتُنَضَّرُ بِهَا وُجُوهُهُمْ دُونَ الْمُجْرِمِينَ وَتُفَلَّجُ بِهَا حُجَّتَهُمْ عَلَى الْجَاحِدِينَ: جَهْمٍ وَشِيعَتِهِ وَهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ لَا يَرَوْنَهُ كَمَا زَعَمُوا أَنَّهُ لَا يُرَى وَلَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَنْظُرُ إلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم.

كَيْفَ لَمْ يَعْتَبِرُوا يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى {كَلَّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} أَفَيُظَنُّ أَنَّ اللَّهَ يُقْصِيهِمْ وَيُعْنِتُهُمْ وَيُعَذِّبُهُمْ بِأَمْرِ يَزْعُمُ الْفَاسِقُ أَنَّهُ وَأَوْلِيَاءَهُ فِيهِ سَوَاءٌ.

وَمِثْلُ هَذَا الْكَلَامِ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ مِثْلِ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَغَيْرِهِ.

الفتاوى لابن تيمية

الطيبوني
2018-12-20, 09:45 PM
.............................. ..............


استوقفتني عبارة للكناني رحمه الله صاحب الشافعي في رده على الجهمية . نقلها شيخ الاسلام في كتاب التلبيس

يقول فيها رحمه الله و هو يناقش الحلولية و من يقول ان الله في كل مكان


( قلتم أفظع مما قالت النصارى وذلك أنهم قالوا: إن الله عز وجل حلّ في عيسى، وعيسى بدن إنسان واحد، فكفروا بذلك وقيل لهم: ما أعظم الله تعالى إذ جعلتموه في بطن مريم! وأنتم تقولون: إنه في كل مكان )


فهو رحمه الله كفر النصارى بقولهم في عيسى و هو حلول خاص . و من يقول بالحلول العام قوله افظع و اكفر من قول النصارى .

فلما كفر النصارى بقولهم قبل بعثة الرسول و هم قوم يغلب عليهم الضلال و الجهل ؟
و لم يكفر من قال بقول هو افظع و اكفر من قول النصارى ؟

و لما لا يحمل كفرهم على العموم قبل البعثة كما يحمل بعض الناس كفر الجهمية على ذلك ؟

محمدعبداللطيف
2018-12-20, 11:14 PM
فلما كفر النصارى بقولهم قبل بعثة الرسول و هم قوم يغلب عليهم الضلال و الجهل ؟
و لم يكفر من قال بقول هو افظع و اكفر من قول النصارى ؟

بارك الله فيك اخى الطيبونى - من قال ان شيخ الاسلام بن تيمية لا يكفر اهل الحلول والاتحاد ؟ - هم عند شيخ الاسلام اكفر من اليهود والنصارى ------------------ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطناً وظاهراً بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى" (الفتاوى 2/368).
وقال أيضاً: "ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد، أو جاهل ضال" (الفتاوى 2/367).----------------------------وقال رحمه الله-قد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين ، أن من قال عن أحد من البشر : إنه جزء من الله ، فإنه كافر في جميع الملل ، إذ النصارى لم تقل هذا ، وإن كان قولهم من أعظم الكفر ، لم يقل أحد : إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق ، ولا إن الخالق هو المخلوق ، ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه .

وكذلك قوله : إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام ، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها ، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل ، فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام ، وكفّروا من يفعل ذلك ، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً ، حتى يتبرأ من عبادة الأصنام ، وكل معبود سوى الله ، كما قال الله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحده } [ الممتحنة / 4 ] ، - واستدل على ذلك بآيات أخر - ، ثم قال :

فمن قال إن عبّاد الأصنام ، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها : أكفر من اليهود والنصارى ، ومن لم يكفّرهم : فهو أكفر من اليهود والنصارى ، فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام ، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلاً من الحق بقدر ما ترك منها ؟! مع قوله : فإن العالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عبد ، فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة ، وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية ، فما عبد غير الله في كل معبود ، بل هو أعظم كفراً من عبّاد الأصنام ، فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط ، كما قالوا:{ ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى } [ الزمر / 40 ] ، وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون } [ الزمر /43 ] وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض ، وخالق الأصنام ، كما قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله } [ الزمر / 38 ] .


وسئل -رحمه الله-:

عن بعض مقولات أهل الإتحاد كابن عربي وصاحبه القونوي والتلمساني وابن سبعين والششتري وابن الفارض وأتباعهم، وهل يكفر من يصدقهم في ذلك أم لا؟ أو يرضى به منهم أم لا؟ وهل يأثم سامعه إذا كان عاقلا بالغا ولم ينكره بلسانه أو بقلبه أم لا؟
فكان مما قاله -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (2/ 130):
((وهذه الفتوى لا تحتمل بسط كلام هؤلاء وبيان كفرهم وإلحادهم فإنهم من جنس القرامطة الباطنية والإسماعيلية الذين كانوا أكفر من اليهود والنصارى وأن قولهم يتضمن الكفر بجميع الكتب والرسل كما قال الشيخ إبراهيم الجعبري لما اجتمع بابن عربي - صاحب هذا الكتاب - فقال: رأيته شيخا نجسا يكذب بكل كتاب أنزله الله وبكل نبي أرسله الله.
ثم قال (2/ 131): ((هذا وهو أقرب إلى الإسلام من ابن سبعين ومن القونوي والتلمساني وأمثاله من أتباعه فإذا كان الأقرب بهذا الكفر - الذي هو أعظم من كفر اليهود والنصارى - فكيف بالذين هم أبعد عن الإسلام؟ ولم أصف عشر ما يذكرونه من الكفر.
ولكن هؤلاء التبس أمرهم على من لم يعرف حالهم كما التبس أمر القرامطة الباطنية لما ادعوا أنهم فاطميون وانتسبوا إلى التشيع فصار المتبعون مائلين إليهم غير عالمين بباطن كفرهم. ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين: إما زنديقا منافقا؛ وإما جاهلا ضالا.
وهكذا هؤلاء الاتحادية...)).----------------سئل شيخ الإسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: "ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطناً وظاهراً؛ وباطنه أقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة، وأهل الحلول، وأهل الاتحاد. (الفتاوى 2/364-365).---------------------------قال شيخ الاسلام بن تيمية أيضاً: "وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح، وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص ؛ فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة" (الفتاوى 2/265).
الى ان قال - : "ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل التوحيد والتحقيق. وأفضل أهل الطريق، حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين، وأكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال، وإيضاح هذا الضلال.
ولكن يُعلم أن الضلال لا حد له، وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فـرق بين نوع الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب، وهو الذي يوجب جهـاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين" (الفتاوى 2/357-358).




وفي مجموع الفتاوى (2/ 138) قال -رحمه الله- في جواب مطول عن مذهب أهل الإتحاد:

((إعلم - هداك الله وأرشدك - أن تصور مذهب هؤلاء: كما في بيان فساده لا يحتاج مع حسن التصور إلى دليل آخر وإنما تقع الشبهة لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم؛ لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه ولهذا يتناقضون كثيرا في قولهم؛ وإنما ينتحلون شيئا ويقولونه أو يتبعونه. ولهذا قد افترقوا بينهم على فرق ولا يهتدون إلى التمييز بين فرقهم مع استشعارهم أنهم مفترقون. ولهذا لما بينت لطوائف من أتباعهم ورؤسائهم حقيقة قولهم وسر مذهبهم صاروا يعظمون ذلك ولولا ما أقرنه بذلك من الذم والرد لجعلوني من أئمتهم وبذلوا لي من طاعة نفوسهم وأموالهم ما يحل عن الوصف كما تبذله النصارى لرؤسائهم والإسماعيلية لكبرائهم وكما بذل آل فرعون لفرعون. وكل من يقبل قول هؤلاء فهو أحد رجلين: إما جاهل بحقيقة أمرهم وإما ظالم يريد علوا في الأرض وفسادا أو جامع بين الوصفين)).


وقال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى (2/ 132-133)

((ومن كان محسنا للظن بهم - وادعى أنه لم يعرف حالهم - عرف حالهم فإن لم يباينهم ويظهر لهم الإنكار وإلا ألحق بهم وجعل منهم. وأما من قال لكلامهم تأويل يوافق الشريعة؛ فإنه من رءوسهم وأئمتهم؛ فإنه إن كان ذكيا فإنه يعرف كذب نفسه فيما قاله وإن كان معتقدا لهذا باطنا وظاهرا فهو أكفر من النصارى فمن لم يكفر هؤلاء وجعل لكلامهم تأويلا كان عن تكفير النصارى بالتثليث والاتحاد أبعد. والله أعلم)).

الطيبوني
2020-03-12, 02:44 PM
.............................. .........

عن عبد الله بن الْمُبَارك انه قَالَ سَمِعت النَّاس من سَبْعَة وَأَرْبَعين عَاما وهم يَقُولُونَ من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فامرأته طَالِق ثَلَاثًا بتة قُلْنَا وَلم ذَلِك قَالَ لِأَن امْرَأَته مسلمة ومسلمة لَا تكون تَحت كَافِر

تالي تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي

ابوسفيان
2020-03-12, 03:31 PM
.............................. .........

عن عبد الله بن الْمُبَارك انه قَالَ سَمِعت النَّاس من سَبْعَة وَأَرْبَعين عَاما وهم يَقُولُونَ من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فامرأته طَالِق ثَلَاثًا بتة قُلْنَا وَلم ذَلِك قَالَ لِأَن امْرَأَته مسلمة ومسلمة لَا تكون تَحت كَافِر

تالي تلخيص المتشابه للخطيب البغدادينعم
سئل الامام بن باز رحمه الله
ما حكم من ينتسب إلى مذهب يؤمن بأن القرآن مخلوق!! وأن الناس لن يروا الله يوم القيامة! مع العلم أن من ينتسبون إلى هذا المذهب أغلبهم لا يقرون بخلق القرآن! ولا يؤمنون به، ويقولون: نحن لا نؤمن بأن القرآن مخلوق، لكننا ننتسب إلى هذا المذهب؛ لأن آباءنا كانوا ينتسبون إليه فقط! وما حكم من يؤمن بخلق القرآن، أيعتبر خارجاً عن ملة الإسلام، وجهونا في هذا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: نعم، الذين يقولون أن القرآن مخلوق معناه إنكار أنه كلام الله، فهذا كفر أكبر، وهكذا من قال: إن الله لا يُرى من أنكر رؤية الله في الآخرة، ورؤيته في الجنة فهذا كفر أكبر؛ لأنه قد كذب الله وكذب رسوله عليه الصلاة والسلام، فكل طائفة أو شخص يقول: إن القرآن مخلوق فهذا معناه أنه ليس كلام الله، بل هو كلام المخلوق الذي تكلم به! والله صرح بأنه كلامه سبحانه وتعالى في قوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ [سورة التوبة: 6]. وقال سبحانه: ..يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ.. [سورة الفتح: 15]. والرسول ﷺ كان يقول للناس: ألا رجل يؤويني حتى أبلغ كلام ربي، يطوف عليهم في مكة قبل الهجرة فيقول لهم يطلب منهم أن يجيروه وأن يؤوه حتى يبلغ كلام الله.
المقصود أن الرسول ﷺ والصحابة كلهم صرَّحوا بأن القرآن كلام الله، والقرآن دلَّ على أنه كلام الله، فمن زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أنه ليس كلام الله فيكون كافراً بذلك مكذباً لله ولرسوله ولإجماع المسلمين. وهكذا من أنكر صفات الله، وأنكر رؤيته، من قال: إنه ليس بحليم ولا حكيم ولا عزيز ولا قدير، ولا، ولا، فهو كافر كالجهمية، وكذلك من أنكر رؤية الله وأنهم لا يرونه في الآخرة ولا في الجنة فهذا كافر كفراً أكبر -أعوذ بالله، نسأل الله العافية-؛ لأنه قد كذب الله ورسوله، والله يقول جل وعلا في حق الكفرة: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ [سورة المطففين: 15]. فإذا حجب الله الكفار معناه أن المؤمنين يرون ربهم . وقال -تعالى-: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [سورة القيامة: 22-23]. (ناضرة): يعني بهية جميلة، (إلى ربها ناظرة) تنظر إليه . وقال جل وعلا: لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ.. [سورة يونس: 26]، جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله ﷺ أنه قال: الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله. وجاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة عن النبي ﷺ أنه قال: إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. وقال في اللفظ الآخر: كما ترون الشمس صحوة ليس دونها سحاب، وكما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته. يعني رؤية واضحة ظاهرة بارزة ليس فيها شبهة ولا شك، فالمقصود أن المؤمنين يوم القيامة يرون ربهم رؤيةً ظاهرة كما تُرى الشمس صحوة ليس دونها سحاب يعني رؤيةً بارزة. وهكذا في الجنة يرون ربهم جل وعلا فمن أنكر هذا وقال إنه لا يرى الله فقد كذب الله ورسوله فيكون كافراً. نسأل الله العافية.https://binbaz.org.sa/fatwas- (https://binbaz.org.sa/fatwas/29262/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA %D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7 %D9%86-%D9%85%D8%AE%D9%84%D9%88%D9%82 )

ابوسفيان
2020-03-12, 03:40 PM
اعتقاد الأشاعرة في القرآن الكريم وفي كلام الله تعالى .

1- أثبت الاشاعرة صفة الكلام لله تعالى .
2- والمقصود به الكلام النفسي ، وهو المعنى القائم بالنفس .
3- وقالوا : إنه معنى واحد لا يتعدد ولا يتبعض ولا يتفاضل ، يستوي فيه الأمر والنهي والخبر والاستخبار . إن عبر- بالبناء للمجهول - عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا ، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة .
4- وقالوا : كلام الله ليس بحرف ولا صوت . منزه عن التقديم والتأخير والكل والبعض وليس متلبسا بالترتيب المألوف من تقديم وتأخير.
5- والكلام يطلق في الحقيقة على المعنى القائم بالنفس . ويطلق على الكلام اللفظي كالقرآن باعتبارين :
باعتبار المجاز ، أو باعتبار الاشتراك .
6- وقالوا : إن القرآن الذي نقرؤه مخلوق ، ألفاظه وحروفه وآياته وسوره .
7- وإنه لا يجوز التصريح بذلك إلا في مقام التعليم
8- وإن القرآن يقال له كلام الله بمعنى أنه خلـــــــــــــ قه في اللوح المحفوظ .
9- وبينوا أنه لا خلاف بينهم وبين المعتزلة في خلق هذا القرآن المشتمل على الحروف والترتيب والتقديم والتأخير . وإنما الخلاف في الكلام النفسي ، هل هو ثابت لله أم لا . شرح وتعليق :

1- قولهم : إن الكلام النفسي معنى واحد يستوي فيه الأمر والنهي والخبر ومنزه عن التقديم والتأخير والترتيب :
جمع بين المتناقضين ومخالفة لبديهة العقل . إذ كيف يستوي فيه الخبر والإنشاء . فالخبر ما يحتمل والصدق والكذب ، والإنشاء بخلافه . فكيف يقال : يحتمل الصدق والكذب ولا يحتمل الصدق والكذب .
وهل يقول عاقل إن قوله : وأقيموا الصلاة هو عين قوله : ولا تقربوا الزنى ؟!
2- قولهم : ليس فيه تقديم ولا تأخير . معناه أن كلامه كله قائم بذاته أزلا ، فليس له كلام متعلق بمشيئته ، وكلامه لموسى أو كلامه لآدم يوم القيامة أو كلامه لأهل الجنة كله موجود في الأزل ، لا يجدّ منه شيء.
ومعناه أيضا :
أن الذي يوحى للرسل وغيرهم مما يتعلق بالأزمنة والأمكنة هو العبارات عن هذا الكلام ، والدلالات عليه ، وهي مخلوقة ، كالذي سمعه موسى حين أتى الشجرة .
وستأتي الأدلة التي لا حصر لها ، مما يخالف هذا المعتقد .
3- قولهم : ليس بحرف ولا صوت
معناه : أن أحدا لم يسمع كلام الله ، لا جبريل ولا آدم ولا الملائكة حين أمرهم بالسجود ولا موسى ولا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج ولا أهل الموقف ولا أهل الجنة .
لان الكلام معنى في النفس ، ليس بالألفاظ ولا بالحروف .
4- وقالوا : عن كلام الله لموسى عليه السلام : ( أزال منه المانع حتى سمع كلامه القديم الذي ليس بحرف ولا صوت .... ثم رد المانع عليه فلم يسمع وليس أن الله ابتدأ كلامه لموسى ، ولا انعدم كلامه بعد رد المانع عليه لأن كلام الله تعالى قديم ) شرح أم الراهين للأنصاري ص 20
وقال غيره : كشف عنه الحجاب حتى سمع الكلام القديم !
وفي هذه الجمل أمور :
كيف سمع كلاما بلا حرف ولا صوت ؟
لا يقال إن موسى سمع جزءا من كلام الله ، فكلام الله لا يتجزأ .
ومنهم من قال : إن موسى عليه السلام سمع صوتا تولى الباري خلقه من غير كسب للعباد !!!
ومنهم من قال : سمع صوتا من جميع الجهات ، ولم يبينوا صوت من هذا . مع جزمهم أن كلام الله معنى قائم بالنفس .
قال شيخ الاسلام : 12/49
" وجمهور العقلاء يقولون : قول هؤلاء معلوم الفساد بالضرورة .
وهؤلاء يقولون : تكليمه لموسى ليس إلا خلق إدراك يفهم به موسى ذلك المعنى . فقيل لهم : أفهم كل الكلام أم بعضه ؟
إن كان فهمه كله فقد علم علم الله !
وان كان فهم بعضه فقد تبعض . وعندهم كلام الله لا يتبعض ولا يتعدد .
وقيل لهم : قد فرق الله بين تكليمه لموسى وإيحائه لغيره ، وعلى أصلكم لا فرق " انتهى.
5- تجاهل الأشاعرة النصوص الصحيحة الصريحة التي تثبت الصوت والنداء والكلام بالحروف ، والنصوص التي تعلق الكلام بالمشيئة كقوله تعالى : إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " .
وسيأتي كلام الإمام أحمد في الحكم على من أنكر الحرف والصوف أنه جهمي .
6- قولهم : إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا أو بالعبرانية كان توراة من أفسد الأقوال .
فلو ترجمت التوراة إلى العربية فهل يتفق المعنى ؟!
قال شيخ الاسلام : ( وجمهور العقلاء يقولون : إن فساد هذا معلوم بالضرورة بعد التصور التام ، فإنا إذا عربنا التوراة والإنجيل لم يكن معناهما معنى القرآن ، بل معاني هذا ليست معاني هذا . وكذلك ( قل هو الله أحد ) ليس هو معنى ( تبت يدا أبي لهب ) ولا معنى آية الكرسي ولا آية الدين " انتهى.
7- تصريحهم بخلق القرآن :
قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص 72
" واعلم أن كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم ، بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى
وعلى الكلام اللفظـــــي بمعنى أنه خلـــــــقه ، وليس لأحد في أصل تركيبه كسب . وعلى هذا يحمل قول السيدة عائشة : ما بين دفتي المصحف كلام الله تعالى ." انتهى .
فإذا سمعت أشعريا يقول : القرآن كلام الله ، فاعلم أن مراده أن ألفاظ القرآن تسمى كلام الله بمعنى أن الله خلقها .
وأما كلام الله حقيقة فهو النفسي وهذا غير مخلوق .
وتذكر ما قاله ذاك العلامة : من قال القرآن الذي هو كلام الله وصفته مخلوق فهو كافر .
فالذي هو كلام الله وصفته هو الكلام النفسي . فانتبه .
وقال البيجوري ص 72
" واطلاقه عليهما – أي إطلاق الكلام على النفسي واللفظي – قيل بالاشتراك ، وقيل : حقيقي في النفسي مجاز في اللفظي ،
وعلى كلّ من أنكر أن ما بين دفتي المصحف كلام الله فقد كفر ، إلا أن يريد أنه ليس هو الصفة القائمة بذاته تعالى ." أي فلا يكفر حئنئذ.
وقال : " ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثا : لا يجوز أن يقال : القرآن حادث إلا في مقام التعليم !!!!!! "
إذن لم لا يجوز في غير مقام التعليم ؟
قال : " لأنه يطلق على الصفة القائمة بذاته أيضا لكن مجازا على الأرجح ، فربما توهم من إطلاق أن القرآن حادث أن الصفة القائمة بذاته تعالى حادثة ، ولذلك ضرب الإمام أحمد بن حنبل وحبس على أن يقول بخلق القرآن فلم يرض " اه
قلت : دعوا احمد بن حنبل ، فما أبعد ما بينكم وبينه !!!
فهل تحمل كل ذلك من باب الورع ؟!!
سيأتي من كلام أحمد ما يجعل الأشاعرة في مصاف الجهمية في هذه المسألة .
ولا تظن أن معاني القرآن عندهم قديمة
قال البيجوري : ص 72
" وقال السنوسي وغيره من المتقدمين : إن الألفاظ التي نقرؤها تدل على الكلام القديم ، وهذا خلاف التحقيق ؛ لأن بعض مدلوله قديم .... وبعض مدلوله حادث ".
" لان بعض مدلوله قديم كما في قوله تعالى " الله لا اله إلا هو الحي القيوم " وبعض مدلوله حادث كما في قوله تعالى ( إن قارون كان من قوم موسى ) والتحقيق : أن هذه الألفاظ تدل على بعض مدلول الكلام القديم !!!!!" .
وقال ص 73
" وقد أضيف له تعالى كلام لفظي كالقرآن ، فإنه كلام الله قطعا بمعنى
أنه خلـــــقه في اللوح المحفوظ " .
فإذا سمعت أشعريا يقول : القرآن كلام الله ، يقصد الألفاظ ، فالمعنى : أن الله خلقه في اللوح المحفوظ .
وأما إن قصد المعنى المجازي للقرآن وهو الكلام النفسي ، فالمراد بكونه كلام الله أنه صفته تعالى .
وقال البيجوري ص 94
" ومذهب أهل السنة ! أن القرآن بمعنى الكلام النفسي ليس بمخلوق
وأما القرآن بمعنى اللفظ الذي نقرؤه فهو مخلــــــــــــ ــوق ، لكن يمتنع أن يقال : القرآن مخلوق ويراد به اللفظ الذي نقرؤه إلا في مقام التعليم ؛ لأنه ربما أوهم أن القرآن بمعنى كلامه تعالى مخلوق " .
انتهبه : القرآن بمعنى كلامه النفسي ، غير مخلوق .
وتذكر : إطلاق كلام الله على القرآن مجاز .
8- من الذي عبر بالقرآن ؟
ما دام أن كلام الله هو المعنى النفسي ، فمن الذي عبر بهذه الألفاظ المعجزة ؟
اختلف الاشاعرة :
فقيل : خلقه الله في اللوح المحفوظ ، فليس لأحد من الخلق في تركيبه كسب .
وقيل : المعبر هو جبريل .
وقيل : المعبر هو محمد صلى الله عليه وسلم .
قال البيجوري في شرح الجوهرة ص 95
عند قول الجوهرة :
فكل نص للحدوث دلا **** احمل على اللفظ الذي قد دلا
" وقوله ( على اللفظ ) أي على القرآن بمعنى اللفظ المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه .
والراجح أن المنزل اللفظ والمعنى .
وقيل : المنزل المعنى ، وعبر عنه جبريل بألفاظ من عنده .
وقيل : المنزل المعنى وعبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظ من عنده .
لكن التحقيق الأول ؛ لأن الله خلـــــــــــــ ـــقه أولا في اللوح المحفوظ ، ثم أنزله في صحائف إلى السماء الدنيا في محل يقال له بيت العزة في ليلة القدر ... ثم أنزله على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا بحسب الوقائع ." انتهى
تنبـــــه :
إذا سمعت أشعريا يقول : أنزل الله القرآن على محمد ، فالمراد خلق الله القرآن في اللوح المحفوظ ثم أنزله على محمد . وليس المراد أن الله تكلم بهذا القرآن ، ولا أن جبريل سمعه من الله . ولا أن محمد سمع القرآن الذي هو كلام الله وصفته .
وإذا قيل " حتى يسمع كلام الله " وأسمعت أحدا القرآن ، فهو لم يسمع كلام الله حقيقة !!! وإنما أطلق كلام الله على القرآن مجازا كما سبق !!
إذا كان المعبر جبريل أو محمد ، والمعنى من الله
فكيف أخذ جبريل المعنى عن الله ؟؟؟؟؟
ألقاه الله في نفس جبريل ؟!
ويرد عليهم ما سبق : إذا كان كلام الله معنى واحدا لا يتبعض ، فهل علم جبريل كل كلام الله ؟؟؟؟!!!
وقال البيجوري ص 95
" لكن يمتنع أن يقال : القرآن مخلوق إلا في مقام التعليم كما سبق " انتهى
لاحظ : كررها المؤلف ثلاث مرات !!!!

وانتظر رد بعض المتكلمين وتبرؤ بعض الأشاعرة من هذا المعتقد والحكم بأنه مخالف لضرورة العقل .
**************
مراجع الأشاعرة :
شرح الجوهرة للبيجوري
شرح أم البراهين لأحمد بن عيسى الأنصاري
شرح الخريدة للدردير
أصول الدين للبغدادي
الإرشاد للجويني
التمهيد للباقلاني
أيهما أفضل : النبي أم القرآن ؟
من " توابع " البدعة التي سقط فيها الأشاعرة حين قالوا بخلق القرآن : أنهم اختلفوا في المفاضلة بين النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن !!!!!!
قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص 94
" وهل القرآن بمعنى اللفظ المقروء أفضل ، أو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
تمسك بعضهم بما يروى : كل حرف خير من محمد وآل محمد . لكنه غير محقق الثبوت .
والحق أنه صلى الله عليه وسلم أفضل ؛ لأنه أفضل من كل مخلــــــــــــ ـوق ، كما يؤخذ من كلام الجلال المحلي على البردة ، ويؤيده أنه فعل القارئ ، والنبي صلى الله عليه وسلم افضل من القاريء وجميع أفعاله .
والأسلم الوقف عن مثل هذا ؛ فإنه لا يضر خلو الذهن عنه اه ملخصا من حاشية الأمير " انتهى .
وقوله : إنه فعل القارئ : تخبط !!!
فاللفظ المقروء سبق - عند المؤلف - أنه مخلوق ، ونسبته وتسميته كلام الله : بمعنى أنه ليس لأحد في أصل تركيبه كسب .
واعتقاد أهل السنة والجماعة أنه لا مفاضلة بين المخلوق وصفات الخالق .
فالقرآن بألفاظه وحروفه هو كلام الله تعالى منه بدأ واليه يعود ، ليس بمخلوق من جميع الحهات ، وحيثما تصرف . هو المحفوظ في الصدور ، والمقروء بالألسنة ، والمكتوب في المصاحف .
ومن قال : إنه مخلوق . فهو كافر . كما سبق نقل الإجماع على ذلك .
الكلام النفسي وهم وخيال اخترعه الأشاعرة ( والكلابية والماتريدية )
قال الإمام ابن قدامة في كتابه : روضة الناظر ( 2/64 مطبوع مع نزهة الخاطر )
" وزعمت فرقة من المبتدعة أنه لا صيغة للأمر بناء على خيالهم أن الكلام معنى قائم بالنفس .
فخالفوا الكتاب والسنة وأهل اللغة والعرف .
أما الكتاب :
1- فإن الله تعالى قال لزكريا : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا "
فلم يسم إشارته كلاما .
( قلت : وقد قام بنفسه ما شاء الله من المعاني حين أشار إليهم . ولم يكن ذلك كلاما ).
2- وقال لمريم " فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " فالحجة فيه مثل الحجة الأولى .
( قلت : فهل نذرت مريم الامتناع عن ورود المعاني والخواطر التي تقوم بالنفس ، أم عن الألفاظ والحروف ؟)
3- وأما السنة :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عفا لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به "
( قلت : فما قام بالنفس شيء ، والكلام شيء آخر .)
4- وقال لمعاذ : " أمسك عليك لسانك " قال : " وإنا لمؤاخذون بما نقول ؟ قال : ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟
5- وقال : " إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين "
ولم يرد بذلك ما في النفس .
6- وأما أهل اللسان :
فإنهم اتفقوا عن آخرهم على أن الكلام اسم وفعل وحرف .
7- واتفق الفقهاء بأجمعهم على أن من حلف لا يتكلم ، فحدث نفسه بشيء دون أن ينطق بلسانه : لم يحنث . ولو نطق حنث .
8- وأهل العرف كلهم يسمون الناطق متكلما ، ومن عداه ساكتا أو أخرس .
ومن خالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الناس كلهم على اختلاف طبقاتهم فلا يعتد بخلافه " انتهى كلام ابن قدامة .
===
وما جاء فيه بعد ( قلت ) فهو توضيح مني.










كتبه ... الموحد

محمدعبداللطيف
2020-03-12, 03:53 PM
1- أثبت الاشاعرة صفة الكلام لله تعالى .
2- والمقصود به الكلام النفسي ، وهو المعنى القائم بالنفس .
3- وقالوا : إنه معنى واحد لا يتعدد ولا يتبعض ولا يتفاضل ، يستوي فيه الأمر والنهي والخبر والاستخبار . إن عبر- بالبناء للمجهول - عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا ، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة .
4- وقالوا : كلام الله ليس بحرف ولا صوت . منزه عن التقديم والتأخير والكل والبعض وليس متلبسا بالترتيب المألوف من تقديم وتأخير.







بعيدا عن تكفير الاشاعرة الذى يحتاج الى تفصيل
هذا مزيد تفصيل لمقالتهم
ما ذهب إليه الأشاعرة في هذه المسألة أمر لا يقبله العقل ولا يسوغه الشرع، وذلك قولهم: إن كلام الله معنى واحد قائم بالنفس، يستوي فيه الأمر والنهي والخبر والإنشاء، وهذا في غاية العجب، ويلزم منه أن :قل هو الله أحد هي بعينها :تبت يدا أبي لهب وتب ، ولا تقربوا الزنا
ثم قالوا عن هذا المعنى النفسي: إن عُبر عنه بالعربية كان قرآنا وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلاً، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة.
ويلزم من هذا أن ما في القرآن من المعاني هو ما في التوراة والإنجيل، وهذا باطل يكفي في بطلانه مجرد تصوره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وجمهور العقلاء يقولون: إن فساد هذا معلوم بالضرورة بعد التصور التام، نحن إذا عربنا التوراة والإنجيل لم يكن معناهما معنى القرآن، بل معاني هذا ليست معاني هذا، وكذلك (قل هو الله أحد) ليس هو معنى (تبت يدا أبي لهب) ولا معنى آية الكرسي ولا آية الدين. انتهى من مجموع الفتاوى 12/122.
ثم هم يختلفون في المعبر من هو؟ فمنهم من يقول: المعبر هو جبريل، ومنهم من يقول: المعبر هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا مشابهة لمن قال عن القرآن: إنه قول البشر.
والحاصل أن الذي أوقع الأشاعرة في هذا الانحراف العجيب إنكارهم أن الله تعالى يتكلم بكلام ملفوظ مسموع بحرف وصوت، واختراعهم لهذا الوهم المسمى بالكلام النفسي الذي اخترعوا له هذه الصفات الباطلة: معنى واحد، يستوي فيه الأمر والنهي...... ألخ
وهذا مصير منهم إلى أن الله تعالى لا يتكلم حقيقة، إذ الكلام في لغة العرب هو اللفظ والمعنى، ومصير منهم إلى أن القرآن المتعبد بتلاوته مخلوق لم يتكلم به الله، وهذا ما صرح به بعض أئمتهم لكن قالوا: لا يقال هذا إلا في مقام التعليم، وهذا لدفع الشناعة عليهم، قال الإمام ابن قدامة -رحمه الله- في روضة الناظر في مبحث الأمر: وزعمت فرقة من المبتدعة أنه لا صيغة للأمر، بناء على خيالهم أن الكلام معنى قائم في النفس، فخالفوا الكتاب والسنة وأهل اللغة والعرف، أما الكتاب فإن الله تعالى قال لزكريا:قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً*فخرج على قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً [مريم : 10-11].
فلم يسم إشارته إليهم كلاماً. وقال لمريم:فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً [مريم:26]. فالحجة فيه مثل الحجة في الأول.
وأما السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عفا لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم أو تعمل به. ، وقال: وإذا قال الإمام: ولا الضالين، فقولوا: آمين. ولم يرد بذلك ما في النفس.
وأما أهل اللسان فإنهم اتفقوا عن آخرهم على أن الكلام: اسم وفعل وحرف.
واتفق الفقهاء بأجمعهم على أن من حلف لا يتكلم فحدث نفسه بشيء دون أن ينطق بلسانه لم يحنث، ولو نطق حنث، وأهل العرف كلهم يسمون الناطق متكلماً ومن عداه ساكتاً أو أخرس.
ومن خالف كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الناس كلهم على اختلاف طبقاتهم فلا يعتد بخلافه. انتهى كلام ابن قدامة. https://www.islamweb.net/ar/fatwa/19390/

ابوسفيان
2020-03-12, 04:06 PM
سَمِعت النَّاس من سَبْعَة وَأَرْبَعين عَاما وهم يَقُولُونَ من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فامرأته طَالِق ثَلَاثًا بتة قُلْنَا وَلم ذَلِك قَالَ لِأَن امْرَأَته مسلمة ومسلمة لَا تكون تَحت كَافِرنعم


لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟


حكى الإمام اللالكائي (ت 418هـ) مقالة السلف الصالح: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلقه فهو كافر، وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً، سوى الصحابة الأخيار - رضي الله عنهم(1) - ثم قال:
«ولو اشتغلتُ بنقل قول المحدِّثين لبلغتْ أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونُقلَتْ عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكِر عليهم مُنكِر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه(2)» .

والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر، ومن ذلك أن الله - تعالى - فرق بين الخلق والأمر في قوله - تعالى -: {أَلا لَهُ الْـخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: ٤٥]؛ فالخلق خلق الله، والأمر: القرآن.
كما فرَّق - سبحانه - بين عِلْمه وخَلْقه، فقال - عز وجل -: {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الإنسَانَ} [الرحمن: ١ - ٣]؛ فالقرآن عِلمُه، والإنسان خَلْقُه؛ فعلمه - تعالى - غير مخلوق. قال - سبحانه -: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: ١٦]؛ فالعلم هاهنا هو القرآن.
وفي حديث خولة بيت حكيم - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك(3)» .
فلكمات الله غير مخلوقة؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق، وإنما يستعاذ بالله - تعالى - وبأسمائه وصفاته.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: «فَضْل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه(4)» ؛ فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل ما بينه وبين سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وليس شيء من المخلوقين من التفاوت في فضل ما بينهما كما بين الله وبين خَلْقِه(5)» .


فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله - عز وجل - من الكمال، أفيقال بعد هذا: إن هذه المسألة ليست من أصول الدين(6) ؟
أيُظَن أن السلف الصالح يكفِّرون ويغلِّظون على من خالفهم في مسألة فروعية؟
أيُظَن أن الإمام أحمد بن حنبل يُعرِّض نفسه للتلف لأجل مسألة يسوغ فيها الخلاف؟
فلقد كابد الإمام أحمد السجن أكثر من عامين، وتخلَّى عنه الناس، وتوالت عليه السياط، وعانى الضرب الشديد حتى تخلَّعت يداه، وتفاقمت جروحه، ومُنِع من صلاة الجمعة والجماعة... أفيكون ذلك كله لأجل أمر اجتهادي؟ رحم الله الإمام علياً بنَ المدني؛ إذ يقول: «أعز الله الدين بالصدِّيق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة(8)» ، بل قال بِشْر الحافي بشأن الذين أجابوا في المحنة: «وددت أن رؤوسهم خُضِّبت بدمائهم، وأنهم لم يجيبوا».

والمقصود أن القول بخلق القرآن من أشنع الزندقة وأخبثها، وقد أدرك سلفنا الصالح فداحة هذه الزندقة ومآلاتها، وبيَّنوا مناقضتها لأصول الإسلام؛ سواء في الدلائل أو المسائل:
فأما الدلائل: فإن القول بخلق القرآن باعثُه القياس الفاسد والعقل المريح؛ فهو تحاكم وتسليم لعلم الكلام والابتداع، وإعراض واعتراض على نصوص الوحيين (أصدق الكلام وخير الهدي(9)) .
لقد أكمل الله - تعالى - لأمة الإسلام الدين وأتم عليهم النعمة: «فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لا بد أن يكون مما بيَّنه الرسول "صلى الله عليه وسلم"؛ فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يبينها للناس؟
وهذا مما احتج به علماء السُّنة على من دعاهم إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن، وقالوا: إن هذا لو كان من الدين الذي يجب الدعاء إليه لعرَّفه الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ودعا أمته إليه... فكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسُنة رسوله لقد دعا إلى بدعته وضلالته(10)» .

وأما مناقضتها لأصول الإسلام في مسائله: فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله "صلى الله عليه وسلم"؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين - عز وجل - وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح؛ فقد قال الإمام عبد الله بن إدريس: من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً (10) .
«وقال الإمام أحمد بن حنبل: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة.
فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن ذلك، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه(11)» .
وقال عبد الله بن أيوب المخرمي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق، فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله(12)» .

وقد أوجز ابن تيمية هذا الطعن في الشهادتين لدى القائلين بخلق القرآن؛ فقال: «وكان أهل العلم والإيمان قد عرفوا باطن زندقتهم ونفاقَهم، وأن المقصود بقولهم: إن القرآن مخلوق أن الله لا يكلم ولا يتكلَّم، ولا قال ولا يقول، وبهذا تتعطل سائر الصفات: من العلم والسمع والبصر وسائر ما جاءتْ به الكتب الإلهية، وفيه أيضاً قدح في نفس الرسالة؛ فإن الرسل إنما جاءت بتبليغ كلام الله، فإذا قُدِح في أن الله يتكلم كان ذلك قدحاً في رسالة المرسلين، فعلموا أن في باطن ما جاؤوا به قدحاً عظيماً في كثير من أصلَي الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله(13)» .

لقد كانت مقالة الأشاعرة في القرآن أقلَّ انحرافاً من مقالة المعتزلة؛ فإن المعتزلة يزعمون أن القرآن مخلوق لفظاً ومعنىً، وأما الأشاعرة فيجعلون القرآن هو المعنى القائم بذات الله، وأما الحروف والأصوات فهي دالة عليه، وهي مخلوقة. ومع ذلك فإن مقالة الأشاعرة قد آلت بالمتأخرين منهم إلى القول بأن المصحف ليس فيه إلا المداد والورق، فامتهنوا القرآن وداسوه بأرجلهم (14).
وأخيراً فإن المتعين الرسوخ في فقه هذه المسألة الجليلة، وإظهارها بين الخلائق، وبيان عمق علم السلف، وحِدَّة أفهامهم، ودرايتهم بمآلات الأقوال ولوازمها، خلافاً لمن تنكَّب سبيلهم فهوَّن من شأن هذه المسألة، وخاض فيها بالباطل، وانتقص أهل السُّنة، فجمع بين الجهل والظلم، فلا عِلْم مصدَّق ولا عدل محقَّق. وبالله التوفيق
****************************** *******
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ [1]  انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 2/312، 2/216 - 312.
[2] المرجع السابق: 2/312.
[3] أخرجه مسلم.
[4] أخرجه أحمد: 3/390، وأبو داود: (4734)، والترمذي: (2925) وصححه.
[5] انظر: الرد على الجهمية لعثمان الدارمي: ص 162.
[6] قالها بعض الذين أُشربوا البدعة كالمقبلي في العلم الشامخ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر، أرباب الترنح والتلفيق.
انظر في الرد عليهم: رسالة تنبيه الإخوان، لحمود التويجري، والمحنة وأثرها في منهج الإمام أحمد، لعبد الله الفوزان.
[7] طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1/28.
[8] انظر: الأشاعرة عرض ونقد: ص 64 - 66.
[9] الدرء لابن تيمية: 1/233 - 234 = باختصار.
[10] أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 2/44.
[11] التسعينية: 2/577 - 581.
[12] أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية): 1/352.
[13] بيان تلبيس الجهمية: 3/518 - 519، وانظر: شرح الأصفهانية (ت: مخلوف): ص 60، ومجموع الفتاوى: 12/7.
[14] انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية: 8/425.

الطيبوني
2021-07-01, 09:13 PM
.............................. .........

عن عبد الله بن الْمُبَارك انه قَالَ سَمِعت النَّاس من سَبْعَة وَأَرْبَعين عَاما وهم يَقُولُونَ من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فامرأته طَالِق ثَلَاثًا بتة قُلْنَا وَلم ذَلِك قَالَ لِأَن امْرَأَته مسلمة ومسلمة لَا تكون تَحت كَافِر

تالي تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي


و اورده اللالكائي في شرح اصول اهل السنة وعقب عليه بقوله

فقد لقي عبد الله بن المبارك جماعةً من التابعين مثل سليمان التيمي , وحميد الطويل , وغيرهما , وليس في الإسلام في وقته أكثر رحلةً منه , وأكثر طلبًا للعلم , وأجمعهم له , وأجودهم معرفةً به , وأحسنهم سيرةً , وأرضاهم طريقةً مثله , ولعله يروي عن ألف شيخ من التابعين. فأي إجماع أقوى من هذا ؟

.............................. ........................

قال يعقوب بن سفيان: سمعت أبا هاشم زياد بن أيوب، قال: قلت لأبي عبد اللَّه أحمد بن حنبل: يا أبا عبد اللَّه رجل قال : القرآن مخلوق. فقلت له: يا كافر، ترى علي فيه إثم ؟ قال: كان عبد الرحمن بن مهدي يقول: لو كان لي فيهم قرابة ثم مات ما ورثته.

فقال له خراساني بالفارسية: الذي يقول القرآن مخلوق،أقول: إنه كافر؟ قال: نعم .

.............................. .............................. ............


عن علي ابن المديني ، قال : كان بشر بن المفضل يصلي كل يوم أربعمائة ركعة ، ويصوم يوما ، ويفطر يوما ، وذكر عنده إنسان من الجهمية فقال : لا تذكروا ذاك الكافر .


شرح اصول الاعتقاد للالكائي

الطيبوني
2021-07-02, 11:29 PM
.............................. .......

عن مصعب بن سعيد المصيصي قال : سمعت ابن المبارك وموسى بن أعين ، يقولان : من قال : القرآن مخلوق ؛ فهو كافر أكفر من هرمز . السنة للالكائي

و في مجمع الامثال للميداني
( أكفر من هرمز)
قيل: لما سار خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مُسَليمة وقاتَله وفرغ من قتاله أقبل إلى ناحية البصرة، فلقى هُرْمُزَ بكاظِمَةَ في جَمْعٍ أعظمَ من جمع المسلمين، ولم يكن أحد من الناس أعْدَى للعرب والإسلام من هُرْمُزَ، ولذلك ضربت العربُ به المثلَ فَقَالوا: أكْفَرُ من هُرْمُزَ . قَالوا: فخرج إليه خالد، فدعاه إلى البراز فخرج إليه هرمز، فقتله خالد، وكتب بخبره إلى الصديق رضي الله تعالى عنه، فنفَّلهُ سَلَبه، فبلغت قلنسوته مائةَ ألفِ درهمٍ، وكانت الفُرسُ إذا شَرَّفَتِ الرجل فيما بينهم جعلت قلنسوته بمائة ألف درهم .