المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسلسل الحوادث في القدم هو قول السلف المقدم



أحمد القلي
2016-10-14, 03:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن مسألة تسلسل الحوادث في القدم من المسائل الشائكة والمعتركات القوية في العقيدة لكن الشيء غير المعلوم أن نفي هذا التسلسل في الأزل هو قول الأشاعرة المخالف لقول السلف وهذا الذي سعى شيخ الاسلام في اثباثه واظهار الحق الذي خفي على كثير من الناس
وقد صنف فيها تصنيفا كثيرا وقال فيها كلاما طويلا واستدل لها استدلالا قويا متينا منه استدلال نقلي ولكن معظمه عقلي يصعب على العقول استيعابه ويشفق اللبيب من خوض أعماق بحاره
وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب , وما توفيقي الا بالله .
ومعنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل .
وقد اعترض الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح على شيخ الاسلام حين قال بهذا القول .
قال ابن حجر في شرح حديث عمران في بدء الخلق
((تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْلُهُ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ بِلَفْظِ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي مُعَاوِيَةَ كَانَ اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ بِمَعْنَى كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ وَهِيَ أَصَرْحُ فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ أَثْبَتَ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا مِنْ رِوَايَةِ الْبَابِ وَهِيَ مِنْ مُسْتَشْنَعِ الْمَسَائِلِ الْمَنْسُوبَةِ لِابْنِ تَيْمِيَّةَ وَوَقَفْتُ فِي كَلَامٍ لَهُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ يُرَجِّحُ الرِّوَايَةَ الَّتِي فِي هَذَا الْبَابِ عَلَى غَيْرِهَا مَعَ أَنَّ قَضِيَّةَ الْجَمْعِ بَيْنَ الرِّوَايَتَيْن ِ تَقْتَضِي حَمْلَ هَذِهِ عَلَى الَّتِي فِي بَدْءِ الْخَلْقِ لَا الْعَكْسَ وَالْجَمْعُ يُقَدَّمُ عَلَى التَّرْجِيحِ بِالِاتِّفَاقِ ))
أما قوله أنها من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية
فنقول بل هي من أحسن المسائل وأعظم ما كتبه شيخ الاسلام في رد مذهب الكلابية والاشاعرة
وما كتبه هو في مئات الأسطر لا يرد عليه بكلمات معدودات
أما قضية الاجماع الذي اختلقه الأشاعرة في أن المخلوقات لها ابتداء وجوبا ومنع تسلسل الحوادث في القدم
فالجواب أن يقال ائتونا بنقل واحد عن صحابي أوتابعي يقول بما ادعيتموه فنقبل عندئذ الاجماع ونكون أول المؤمنين به وأكبر المسلمين له
أما ما ادعاه ابن حجر من دعوى الاجماع على تقديم الجمع بين الروايات المتعارضة على الترجيح بينها فهذا صحيح وان خالف فيه الأحناف
لكن الجمع يكون فيما قد تيقنا أن النبي عليه السلام قد قاله حقا
ومعلوم أن التعارض لا يمكن أن يكون في كلامه عليه السلام , وانما قد يكون في أفهام المخاطبين
وهذا الحديث الذي رواه عمران بن الحصين ما هو الا قصة واحدة حين جاء وفد الأشعريين وسألوا النبي عليه السلام عن (أول هذا الأمر ) فأجابهم بهذا الكلام ولنكتب الحديث كاملا حتى يتجلى للقراء الأمر جيدا

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ» ، قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، فَقَالَ: «اقْبَلُوا البُشْرَى يَا أَهْلَ اليَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ» ، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» فَنَادَى مُنَادٍ: ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الحُصَيْنِ، فَانْطَلَقْتُ، فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا،))

ورواه في موضع آخر بلفظ (ولم يكن شيء قبله))

فمما لا شك فيه أن القصة واحدة والراوي واحد بل الطريق كله من الأعمش الى عمران واحد
فاذا تبين أن المجلس واحد فلا يمكن أن يقول النبي عليه السلام لفظين مختلفين في آن واحد
فعلى هذا يكون أحد اللفظين قد قاله حقيقة والثاني روي بالمعنى قد قاله أحد الرواة ظنا منه أنه مقارب للمعنى المنطوق حقا
فتعين مما تقدم البحث عن أي اللفظين الذي قاله النبي عليه السلام وهذا هو الترجيح الذي قصده شيخ الاسلام بين الروايتين وسنذكر فيما بعد أيضا كيف جمع شيخ الاسلام بين اللفظين بطريقة توافق ما ذهب اليه في اثبات التسلسل في القدم ليس فيها تكلف ولا تعسف
فكيف السبيل اذا لترجيح أحد اللفظين على الآخر؟
وكلام النبي عليه السلام يفسر بعضه بعضا ويصدق ما قاله في موضع الذي قاله في موضع آخر
فبحثنا هل قال في موضع آخر كلاما يشبه هذا المعنى أو يقاربه
فوجدنا في دعائه الذي أخرجه مسلم (( أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء))
وسبحان الله العظيم , فمن عجائب الموافقة أن هذا الحديث قال في أوله
((«اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ..))
فذكر أنه خالق ورب العرش والسماوات وكل شيء كما قال في حديث عمران لكن بترتيب مختلف في ذكره للمخلوقات
فلفظ الدعاء (ليس قبلك شيء) موافق لاحدى الروايتين في حديث عمران وهي (لم يكن شيء قبله) فتترجح هذه الرواية على قوله (لم يكن شيء غيره)) لأن هذه الأخيرة لم تأت قط في كلام النبي عليه السلام الا في حديث عمران هذا وعلى جهة الاحتمال
و لفظ رواية مسلم جاء لتفسير اسم الله تعالى (الأول)) فلو كان معنى الأول أن لا شيء معه أو لا شيء غيره لقاله النبي عليه السلام وفسره في ذلك الموضع ولما كتمه عن أمته
فلما قال (أنت الأول فليس قبلك شيء )) دل على أن هذا هو تفسير معنى الأول الذي يجب قبوله ولا يقبل معه ولا يقدم عليه تفسير غيره
والذين سألوا النبي عليه السلام انما سألوه عن بدء خلق هذا العالم المشهود ولم يسألوه عن ابتداء الخلق مطلقا لذلك قالوا
( قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ(أو قبله)، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ»

فحرف الاشارة للقريب المشهود لذلك أخبرهم بابتداء خلق السماوات بعد أن كتب الله تعالى المقادير حال-أو وقت- كون عرشه على الماء
فعرشه كان مخلوقا ولم يخبرهم أن الله تعالى خلق العرش وأيضا في جميع النصوص انما يذكر الله تعالى أنه استوى على العرش بعد خلق السماوات والأرض
ولهذا اختلف السلف في أيهما خلق أولا العرش أو القلم ؟
والجمهور على أنه العرش
وفي حديث عبد الله بن عمرو (قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ "،))
والحديث الذي فيه أن أول ما خلق الله القلم فكتب في تلك الساعة كل ما هو كائن الى قيام الساعة لا يعارض الحديث السابق بل يوافقه , فأول المخلوقات باعتبار مايتعلق بهذا العالم المشهود هو القلم لذلك أخبر بأن الكتابة وقعت حال كون العرش على الماء أي أن العرش كان موجودا قبل بدء الكتابة ولم يخبرنا الله تعالى متى خلق العرش ولا الماء وانما أخبرنا سبحانه عن وقت استوائه على العرش
فالقلم متعلق بخلق السماء والأرض والانسان
أما العرش فهو متعلق بربوبيته لذلك يذكره الله تعالى في القرآن لاظهار علوه وربوبيته ( رب العرش العظيم ) أو (رب العرش الكريم ) (استوى على العرش ) (( وكان عرشه على الماء)
ولم يقل أبدا (رب القلم ) فالعرش أعظم المخلوقات على الاطلاق
ويؤيد ما سبق أن العرش متقدم على خلق القلم حديث أبي رزين
(( قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ» )) وعماء هنا معناه سحاب
وعلى فرض صحة رواية (لم يكن شيء غيره أو معه) فيمكن توجيه الكلام بأن الله تعالى لم يكن شيء معه من هذا العالم المسؤول عنه لكن وقتها كان عرشه على الماء
فيكون المعنى لم يكن شيء غيره حال كون عرشه على الماء وعلى هذا تكون هذه واو الحال
لكن كما سبق تقريره فالراجح من اللفظين هو لفظ القبلية
لذلك اقتصر على اخراجه بلفظ القبلية أئمة الحديث كالحميدي والبغوي وابن الأثير كما قال شيخ الاسلام
فالله هو الأول أي الذي ليس قبله شيء, أي لم يتقدمه أي مخلوق فلم ينف أن يكون معه مخلوق و هذا بعينه اثباث تسلسل الحوادث في القدم وأن ما من مخلوق الا وقبله مخلوق ولا يزال الله تعالى خالقا ولم يأت عليه أبدا حين من الدهر لم يكن خالقا ثم ابتدأ الخلق وأنشأ الحوادث
و ليس في هذا اثباث لقدم العالم لأن ما من مخلوق الا وهو محدث بعد أن لم يكن وكان عدما فصيره الله بمشيئته موجودا بعد أن كان غير موجود
فالعقلاء متفقون أن الفاعل يجب أن يتقدم مفعوله والفاعل هو الأول والفعل حادث بفعله موجود بايجاده وهو لا يكون الا بعده فيستحيل أن يكون قبله وهذا هو معنى اسم الله تعالى الأول الذي ليس قبله شيء وهو الذي خلق وأحدث كل شيء وكل مخلوق وجد بفعله
وايضا في المقابل من جهة المستقبل فهو الآخر الذي ليس بعده شيء فلم يمنع كونه الآخر أن يكون معه شيء من مخلوقاته موجودة معه الى الأبد
فاذا أمكن أن يقارنه المخلوق في المستقبل لم يمتنع أن تكون المقارنة في الماضي , فكما لم تمنع المقارنة باتصاف الخالق بأنه الآخر في المستقبل كان من لازم ذلك أن لا تمنع المقارنة اتصاف الخالق بانه الأول في الأزل
وصفة الخلق هي من صفات الكمال لذلك قال تعالى (أفمن يخلق كمن لا يخلق))
وصفات الكمال لازمة له وهو متصف بها في الأزل فلو أثبثنا للمخلوقات ابتداء لكان الله تعالى قبل ذلك المخلوق الأول غير خالق, وانعدام الخلق هي صفة نقص يتنزه الخالق عنها
ولو كان لجنس المخلوقات ابتداء لكان الله معطلا عن هذه الصفة كل ذلك الزمان الذي سبق أول مخلوق له ,ولصار الله تعالى خالقا بعد أن لم يكن كذلك
فان قيل هو موصوف بالخلق وان لم يخلق شيئا ولم يكتسب صفة الخلق بعد أن خلق بل هو متصف بها قبل أن يخلق
فالجواب أن يقال يجب التفريق بين الاسم والصفة
فالاسم هو الخالق و هذا اسم كمال ثابث له سواء خلق أم لم يخلق
أما الصفة وهي الخلق فلا تكون الا بتحقيق الفعل وهي صفة كمال مدح الله تعالى بها نفسه, فلوقيل ان الله تعالى لم يخلق شيئا في زمن ما فهذا سلب لصفة الكمال وتعطيل لما وصف الله به نفسه , وحمد نفسه على وقوع الفعل والخلق منه فقال
(( وهو الخلاق العليم)) بصيغة المبالغة الدالة على الاكثار والتكرار وهي مقرونة بالعلم
والعليم هو الذي يعلم الأشياء فكما أن صفة العلم تابثة له في الأول منذ الأزل قائمة بذاته لم تزل عنه ولم يسبقها عدم , كذلك صفة الخلق لا يزال ولم يزل خالقا فكلاهما صفة كمال لا يجوز نفيهما وسلبها عن الله تعالى في وقت من الأوقات ولا يجوز تخصيص احداهما دون الأخرى بالكمال
و سر المسألة أن اتصاف الله تعالى بهده الصفة أي صفة الخلق يستلزم وجود مخلوق كما أن وصف أحد بأنه فاعل يستلزم وجود الفعل منه فاذا عدم الفعل لم يسم فاعلا ولا عرفنا أنه فاعل الا بعد وجود الفعل فلو قدر أن للمخلوقات ابتداء لانعدمت صفة الخلق ولم يتصف بها الله تعالى الا بعد وجود هذا المخلوق الاول وهذا باطل لأن الله موصوف بهذه الصفة منذ الأزل
فالصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه كلها صفات كمال وضدها صفات النقص لا يجوز أن يوصف الله تعالى بها أزلا و لا مستقبلا أما صفات الكمال فهي قائمة بذاته لا تزول عنه
لذلك قال (( وله الحمد في الأولى والآخرة )) فهو محمود باتصافه بصفات الكمال في الأولى وفي الآخرة
وقال أيضا تقريعا للكفار الذين عبدوا آلهة لا تستطيع أن تخلق شيئا (( لا يخلقون شيئا وهو يخلقون )) فدل هذا على أن الذي لا يخلق لا يعبد ولا يستحق ذلك لأن هذه صفة نقص وضدها صفة الكمال وهي الخلق والفعل لذلك قال (( فعال لما يريد) فلا يزال فاعلا فعالا كما لا يزال مريدا فكما أن الارادة صفة كمال لا يوصف أبدا بضدها فكذلك صفة الفعل هي من صفات الكمال فلا ينبغي أن يوصف بضدها أي عدم الفعل
وكذلك صفة الظاهر الذي ليس فوقه شيء لأنه تعالى هو فوق كل شيء وهو عال على كل مخلوقاته ومستو على عرشه ولو قدر أن لا شيء معه لكان اذا فوق العدم , والعلو صفة كمال فلا تسلب عنه في وقت من الأوقات
ولما رأى كثير من الطوائف المنتسبين الى الاسلام قول الفلاسفة بقدم العالم ظنوا أن القول الصحيح هو في نفيه فنفوا بذلك أن يكون مع الله تعالى شيء من مخلوقاته
وعطلوا عنه قيام الحوادث به حتى نفوا عنه صفة الكلام ونفوا أن يتكلم الله تعالى بمشيئته واختياره كما نفوا قيام الحوادث به فأشبهوا قول المعتزلة والمعطلة

محمدعبداللطيف
2016-10-14, 02:24 PM
لما رأى كثير من الطوائف المنتسبين الى الاسلام قول الفلاسفة بقدم العالم ظنوا أن القول الصحيح هو في نفيه فنفوا بذلك أن يكون مع الله تعالى شيء من مخلوقاته وعطلوا عنه قيام الحوادث به حتى نفوا عنه صفة الكلام ونفوا أن يتكلم الله تعالى بمشيئته واختياره كما نفوا قيام الحوادث به فأشبهوا قول المعتزلة والمعطلة نعم جزاك الله خيرا---أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته. وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب. ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد وجود هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها. بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها. وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار -المهم أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المنظور[شرح الطحاوية].----------------------------------------------------------يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الأزل ليس شيئاً محدوداً يقف عنده العقل، بل ما من غاية ينتهي إليها تقدير الفعل إلا والأزل قبل ذلك بلا غاية محدودة، حتى لو فرض وجود مدائن أضعاف مدائن الأرض في كل مدينة من الخردل ما يملؤها، وقدر أنه كلما مضت ألف ألف سنة فنيت خردلة - فني الخردل كله والأزل لم ينته، ولو قدر أضعاف ذلك أضعافاً لا ينتهي. فما من وقت يُقدَّر إلا والأزل قبل ذلك. وما من وقت صدر فيه الفعل إلا وقد كان قبل ذلك ممكناً. وإذا كان ممكناً فما الموجب لتخصيص حال الفعل بالخلق دون ما قبل ذلك فيما لا يتناهى؟ وأيضاً فالأزل معناه عدم الأولية، ليس الأزل شيئاً محدوداً، فقولنا: لم يزل قادراً، بمنزلة قولنا: هو قادر دائماً، وكونه قادراً وصف دائم لا ابتداء له، فكذلك إذا قيل لم يزل متكلماً إذا شاء، ولم يزل يفعل ما شاء، يقتضي دوام كونه متكلماً وفاعلاً بمشيئته وقدرته اهـ.

أحمد القلي
2016-10-17, 07:55 PM
بارك الله فيك على هذه الاضافة
وقد طرح أحد الاخوة اشكالا على ما سبق قائلا

سؤال مهم أود أن أعرف إجابته:هل من لازم اعتقاد المسلم أن صفات الله تعالى قديمة قدم الذات أن يترتب عن تلك الصفات آثارها أبديا؟
فهل نقول مثلا أن الله الغفور لم يزل يغفر أبدا بلا ابتداء لمغفرته، أم أننا نقول أن صفة المغفرة متعلقة بخلقه الذي يخلقه ويذنب بعد أن يخلقه، ويغفر له بعد أن يذنب؟
فكان الجواب
يجب التفريق بين صفات الله تعالى اللازمة والمتعدية أي متعلقة بالخلق
فالمغفرة مثلا تتعلق بمخلوق يخطئ فتكون عندئد المغفرة وكذلك التوبة
أما الخلق فلا يتعلق بشيء بل الله تعالى هو الذي يبدئ و ينشيء من العدم مخلوقا
وكذلك الفعل فالله تعالى هو الذي يفعل و يحدث ما شاء وقت ما شاء
لذلك سبق التفريق بين اسم الخالق و صفة الخلق
فالاسم متحقق متصف به وان لم يخلق ,
أما الصفة فلا يوصف بها الا عند تحقق الخلق كما أن الفعل لا يوصف به الفاعل الا بعد وقوع الفعل
لذلك قال تعالى ( يخلق ما يشاء)) فهذه صفة الخلق مقرونة بالمشيئة و المشيئة أزلية
وأيضا (فعال لما يريد)) والفعل مقرون بالارادة والارادة أزلية ليس لها ابتداء
فانظر كيف قرن الله تعالى الخلق والفعل بالمشيئة والارادة
و لو تأملنا وقوع صفات الله تعالى في القرآن فغالبها يأتي على صفة الماضي
كان الله عزيزا غفورا - كان الله بكل شيء عليما - كان الله على كل شيء مقتدرا _ كان الله سميعا بصيرا ...
حتى سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذا الاشكال , هل هذه الصفات باقية ودائمة في حق الله تعالى ؟
فهدا يدل على أن كل صفات الله تعالى ثابثة في الأزل و دائمة في المستقبل , لأنها صفات كمال لا يجوز ان تعطل لوازمها في وقت من الأوقات
ولو تعطلت في وقت من الأوقات لجاز أن تعطل في وقت آخر بعده فليس وقت بأخص من وقت

والحاصل أن من قال أن للمخلوقات ابتداء فيجب أن يعين لنا ما هو هذا المخلوق الأول
وهذا لا سبيل له الا النقل
والله تعالى لم يخبر بهذا وكل ما في القرآن اخبار عن كون العرش كان موجودا
ولو كان العرش هو أول مخلوق لذكر ذلك ولو بنص واحد عن الصادق المصدوق
فيجب أن نؤمن أن الله على كل شيء قدير وأنه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد ,
ومن تصور أن الله تعالى قد أتى عليه حين من الدهر لم يكن فيه خالقا ولا فعالا , فقد عطل الله تعالى عن صفاته التي هي من لوازم حياته الكاملة
فالحي هو الذي يخلق ويفعل , ومن لا يخلق ولا يفعل شيئا فليس باله يستحق العبادة وكمال الصفات
(أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون )

(أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون )

محمدعبداللطيف
2016-10-17, 10:34 PM
يجب التفريق بين صفات الله تعالى اللازمة والمتعدية أي متعلقة بالخلق
فالمغفرة مثلا تتعلق بمخلوق يخطئ فتكون عندئد المغفرة وكذلك التوبة
أما الخلق فلا يتعلق بشيء بل الله تعالى هو الذي يبدئ و ينشيء من العدم مخلوقا
يقول الشيخ صالح ال الشيخ --- مذهب أهل السنة والحديث وهو أنّ التسلسل ثابت في الماضي وثابت في المستقبل، وثبوته في الماضي غير متعلق بخَلقٍ تتسلسل فيهم الصفات وتظهر فيهم آثار الصفات، بل يجوز أو نقول بل تتنوع التعلقات باختلاف العوالم، -[شرح الطحاوية]

الطيبوني
2016-10-17, 11:07 PM
مما ينبغي ان يهتم و يعتنى به في هذه المسالة لتتضح الصورة و تتباين طريقة الاستدلال عند اهل السنة عن غيرهم من اهل البدع /
- عظم المسالة فلا بد من كلام السلف فيها كما اشرت في العنوان . فقد تكلموا فيما هو اقل من ذلك فكيف اهملوها و اهل البدع من اهل الكلام ينفون التسلسل من القدم . فمع وجود الداعي لا يسع السكوت
- قولك ان استدلال شيخ الاسلام غالبه كان عقلي . و انها خفت على كثير من الناس يشعر ان ادلة المسالة النقلية خفية . فكيف و هي من المسائل العظام ؟
- قولك / يمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل . هذا قول اهل السنة قاطبة و لا يكفي في اثبات التسلسل المذكور . لان صفة الخلق و الفعل مرتبطة بالمشيئة و الحكمة . فيخلق ما يشاء و يفعل ما يشاء . فمن هذه الحيثية الكمال في الخلق و الفعل مرتبط بالمشيئة و الحكمة . فليس من الكمال الخلق و الفعل عبثا بلا حكمة و مشيئة . و هذا قول اهل السنة في سائر صفات الفعل .
- قولك للاشاعرة / ائتونا بنقل واحد عن صحابي أوتابعي يقول بما ادعيتموه فنقبل عندئذ الاجماع ونكون أول المؤمنين به وأكبر المسلمين له .
للاشعري ان يقلب الجواب لك . فتكون مضطر لنقل كلام صاحبي او تابعي و هذا ما وددته من قرائتي عنوان الموضوع .
- رواية ( ولم يكن شيء قبله ) هي في دواوين الاسلام و قد جمع غير واحد بينها و راى انه لا تعارض بينها . فمن جمع يخالف شيخ الاسلام في المعنى .
- كونها في دواوين الاسلام و لم يتعرض لها ارباب هذا الشان قبل شيخ الاسلام . خاصة اذا قلنا ان معناها المتبادر من اول وهلة باطل .
- الطعن في راويها انه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل و سكوت و غفلة اهل عصره و من اتى بعدهم من علماء الرواية و الدراية الى ان اتى شيخ الاسلام .خاصة اذا قلنا ان اللفظ لا يحتمل الا المعنى الباطل .
- ان العبارة بعينها تداولها اهل العلم في كلامهم و كتبهم قبل شيخ الاسلام و لا منكر لذلك . و الكلام الباطل باطل سواء اضيف للمعصوم او تكلم به احاد الناس
- قولك ( ولهذا اختلف السلف في أيهما خلق أولا العرش أو القلم ) قد يعرف الحق في المسالة بالرجوع الى كلام السلف في هذا.
فقد رجعت الى ذلك فوجدت ظاهر كلامهم و اختلافهم في اول الخلق مطلقا ليس كما نقيده بالعالم المشهود . فدونك كلامهم في تاريخ سيد المفسرين ابن جرير الطبري فقد كان ادرى بالكلام المروي عن السلف ممن تاخره . كيف و قد قبلنا مروياته في تفسير كلام الله عز وجل .
- كون خلافهم ( ان قلنا انه في العالم المشهود ) حصل فكيف لا يؤثر لهم خلاف و لا كبير كلام و لا قليل في اول مخلوق على الاطلاق و هي مسالة اعظم من هذا العالم المشهود . بل الاخيرة تكون تابعة لها في التقرير .
فلو سال احدنا سائل عن اول مخلوق لما حسن الجواب عن المقيد قبل احكام القول في المطلق الذي هو ظاهر السؤال .

قولك ( فالله هو الأول أي الذي ليس قبله شيء, أي لم يتقدمه أي مخلوق فلم ينف أن يكون معه مخلوق و هذا بعينه اثباث تسلسل الحوادث في القدم وأن ما من مخلوق الا وقبله مخلوق ولا يزال الله تعالى خالقا ولم يأت عليه أبدا حين من الدهر لم يكن خالقا ثم ابتدأ الخلق وأنشأ
الحوادث)
لا يكفي هذا اخي الكريم في اثبات التسلسل ان كنت تقر ان افعال الله عز وجل تابعة للحكمة و المشيئة
فيقول لك خصمك اتفقنا على ان الله عز وجل فعال لما يريد لا يعجزه شيء . لكن من ادراك انه شاء ذلك و اراده في تلك الازمنة . هلا تكون حكمته و مشئته تابى ذلك و انت عاجز عن ادراك ذلك
- قولك / صفة الخلق هي من صفات الكمال لذلك قال تعالى (أفمن يخلق كمن لا يخلق))
هو كذلك و مع هذا فقد نفى الله عز وجل العبث عن نفسه في الخلق و الفعل
فخلقه و فعله مربوط بحكمة و مشيئة في زمانه و مكانه وصفته الى غير ذلك
فان كنت تقر ان الله عز وجل يؤخر بعض الخلق لزمانه و حينه لحكمة يعلمها عز وجل و ان ذلك ليس نقصا او عيبا
الزمك خصمك ان تاخير الخلق جملة لزمان يقدره سبحانه لا يستلزم نقصا و لا عيبا ما دام الامر مربوط بحكمة اعلم العالمين .
- قولك ( وصفات الكمال لازمة له وهو متصف بها في الأزل فلو أثبثنا للمخلوقات ابتداء لكان الله تعالى قبل ذلك المخلوق الأول غير خالق, وانعدام الخلق هي صفة نقص يتنزه الخالق عنها )
يسعك ان تقول في مثل هذا ان الخلق من جملة افعاله عز وجل التابعة لحكمته و مشيئته . فعدم الخلق و الفعل يكون نقصا عند العجز و عدم القدرة . اما مع كمال العلم و الحكمة و نفوذ المشئة لا يسمى عيبا و لا نقصا .
وقد يلزمك خصمك بان عدم خلق المخلوق المعين في زمان ما يعد نقصا وعيبا عندك
فما يكون جوابك الا بان ترجع الى حكمة الرب و مشيئته و علمه و ان خلقه ليكون الا مرتبطا بذلك
فرجعت لجواب خصمك الذي انكرته عليه .
قولك / ( فالاسم هو الخالق و هذا اسم كمال ثابث له سواء خلق أم لم يخلق
أما الصفة وهي الخلق فلا تكون الا بتحقيق الفعل وهي صفة كمال مدح الله تعالى بها نفسه )
العجيب انك تثبت صفة الاتيان و المجيء من قوله تعالى ( و جاء ربك و الملك صفا صفا ) و قوله تعالى ( هل ينظرون الا ان ياتيهم الله ....) الاية
كيف ذلك و انت تقول ان الصفة لا تكون الا بتحقق الفعل ( تقصد وقوعه ) ؟
- قولك (( وهو الخلاق العليم)) بصيغة المبالغة الدالة على الاكثار والتكرار وهي مقرونة بالعلم
حجة لخصمك الذي يربط الخلق بالحكمة و المشيئة لانه تعالى ربط الخلق باسمه العليم .
اما عن الكثرة و التكرار فلخصمك ان يقول ان الله عز وجل قادر ان يخلق اكثر مما خلق فلما كان خلقه بهذا المقدار
فلا يحسن بك الا ان ترجع الامر كما قلنا و كررنا الا لعلمه و حكمته و مشيئته و الله تعالى اعلم و احكم
- قولك ( و سر المسألة أن اتصاف الله تعالى بهده الصفة أي صفة الخلق يستلزم وجود مخلوق كما أن وصف أحد بأنه فاعل يستلزم وجود الفعل منه فاذا عدم الفعل لم يسم فاعلا )
هذا من قياس الخالق على المخلوق و قد قدمت لك من الصفات ما يحسن مثال لما يوصف الله عز وجل به مع تاخر قوع الفعل
- اما قوله تعالى ( فعال لما يريد) فهي دليل على ما سبق فكما انه تعالى لا مانع له و لا معجز عن الفعل فهو سبحانه لا مكره له و لا مجبر على الفعل . ففعله مقرون بارادته و مشيئته سبحانه و تعالى .

هذا و الله اعلم

محمدعبداللطيف
2016-10-18, 12:22 AM
هذا كلام للشيخ صالح ال الشيخ يزيل بعض الاشكالات فى مسألة صفات الله تعالى--يقول الشيخ صالح فى شرح الطحاوية-(وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا.
قال(لَيْسَ [بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ] اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلْق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة؛ بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة.
لهذا قال بعدها (لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثَم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
قال (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَى اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميْت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبيّن ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتّصاف الله جل وعلا بصفاته: هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟ على مذاهب:
المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم مِنْ أنّه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارُها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصلٍ عندهم وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سمّاه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق.
فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات.
فقبل أن يكون ثَم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما -عند المعتزلة والجهمية- فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامَه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله -عندهم- إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.
والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).

أحمد القلي
2016-10-18, 03:19 AM
رد كلامك يحتاج الى مصنف
لكن سأحاول الاختصار والاقصار على الأهم , وغالب ما ذكرته قد سبقك اليه أهل الكلام والأشاعرة قديما وحديثا
الذين تحاملوا على شيخ الاسلام وتظاهروا على الطعن فيه وتمالؤوا على اخراج أضغانهم ومكنون صدورهم , أمثال السبكي وابن حجر الهيثمي و الكوثري والبوطي وغيرهم ممن اتهموه أنه خالف الاجماع وأتى ببدع من القول , كما سيأتي تفصيله

عظم المسالة فلا بد من كلام السلف فيها كما اشرت في العنوان . فقد تكلموا فيما هو اقل من ذلك فكيف اهملوها و اهل البدع من اهل الكلام ينفون التسلسل من القدم . فمع وجود الداعي لا يسع السكوت
واهل البدع من أهل الكلام والأشاعرة والكلابية والماتردية قديما وحديثا نفوا استواء الله على عرشه , ونفوا أن يتكلم الله بمشيئته ونفوا قيام الحوادث به
فهل عدم وجود كلام للصحابة أو التابعين صريح في اثبات ما نفاه أهل البدع يدل على ثبوت باطلهم وبطلان المثبتين لما نفوه ؟
شيخ الاسلام حين أظهر عقيدة السلف في زمانه , ثار عليه الأشاعرة من كل حدب وصوب , ورموه بكل بدعة و اتهموه بمخالفة اجماعات الصحابة , حتى انتهى بهم الأمر الى أن سجنوه في دمشق والقاهرة بعد أن رموه بالكفر , ولم يفارق الدنيا الى الملأ الأعلى الا وهو مسجون رضي الله عنه وأرضاه

- قولك ان استدلال شيخ الاسلام غالبه كان عقليا . و انها خفت على كثير من الناس يشعر ان ادلة المسالة النقلية خفية . فكيف و هي من المسائل العظام ؟

وكيف خفي على كثير من الأشاعرة والمعتزلة والجهمية أن الله مستو على عرشه , يفعل ما يشاء بقدرته واختياره وهي من المسائل العظام المتعلقة بأوصاف رب الأنام ؟؟
وقلت لك أن غالب استدلاله عقلي , وهذا لا ينفي وجود الاستدلال النقلي , لكنه قليل بجنب الآخر
لأنه كان في معرض الرد على أهل الكلام والأشاعرة وأتباع الفلاسفة الذين يعتمدون كثيرا على الدليل العقلي ويؤولون كثيرا وينفون الدليل النقلي
ولولا الاطالة لنقلت لك من كلام شيخ الاسلام العقلي ما يطير منه العقل حيرة و تحيرا و دهشة واندهاشا , وهو منتشر مشتهر في مصنفاته لمن أراد أن ينظر فيه
وقد قرأت بأم عينيك كلام الحافظ العسقلاني وهو من علماء الحديث كيف أنه استشنع على شيخ الاسلام واستعظم هذه المسألة
فان كان هذا من مثل الحافظ ابن حجر فكيف بمن دونه من علماء الكلام والأشاعرة ممن لن يبلغوا معشار ما أوتي من علم الحديث والأثر والاطلاع على أقوال من غبر؟
وأيضا نفى التسلسل في الماضي الامام الطحاوي على جلالته , فكيف بشرذمة الأشاعرة ؟
قال ابن أبي العز في الشرح
(قَوْلُهُ: (لَيْسَ بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ اسْتَفَادَ اسْمَ"الْخَالِق"، وَلَا بِإِحْدَاثِهِ الْبَرِيَّةَ اسْتَفَادَ اسْمَ"الْبَارِي").
ش: ظَاهِرُ كَلَامِ الشَّيْخِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ يَمْنَعُ تَسَلْسُلَ الْحَوَادِثِ فِي الْمَاضِي، وَيَأْتِي فِي كَلَامِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَمْنَعُهُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ،)
ونفى ذلك العلامة الألباني ورد على شيخ الاسلام لكن لم يطعن فيه كما يفعل أهل البدع

- قولك / يمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل . هذا قول اهل السنة قاطبة و لا يكفي في اثبات التسلسل المذكور . لان صفة الخلق و الفعل مرتبطة بالمشيئة و الحكمة . فيخلق ما يشاء و يفعل ما يشاء . فمن هذه الحيثية الكمال في الخلق و الفعل مرتبط بالمشيئة و الحكمة . فليس من الكمال الخلق و الفعل عبثا بلا حكمة و مشيئة . و هذا قول اهل السنة في سائر صفات الفعل .

ان هذا لكلام عجاب , يمجه أولوا الألباب ؟
هل حقا هو كلام أهل السنة قاطبة ؟
نعم يصح كلامك اذا أخرجنا الأشاعرة ومن شاكلهم من أهل السنة وحشرناهم مع أهل البدعة والضلالة .
ان كان الله عزوجل غير معطل في وقت من الأوقات عن الخلق والفعل وعن احداث الحوادث , فما الذي يمنعه اذا من الخلق والفعل والاحداث ؟؟
هذا هو الفرق بين ما أراد شيخ الاسلام اثباته وبين ما نفاه سلف نفاة التسلسل من الأشاعرة وأهل البدع
هم يقولون أنه عزوجل كان قادرا على الفعل والخلق ولكنه لم يفعل ولم يخلق ,
وشتان ما بين الأمرين , وهم أثبتوا في الحقيقة صفة القدرة وأنه قادر على أن يفعل , لكنه لم يفعل
وأنت أضفت عليهم صفة الحكمة , ونفيت بها تحقق صفة الفعل والخلق
فضربت صفات الله بعضها ببعض كما فعل الأشاعرة من قبل
قال شيخ الاسلام واقرأ بتمعن وتدبر وبتحقيق دقيق كلامه العميق
(فإن قلتم: إثبات حادث بعد حادث لا إلى أول قول الفلاسفة الدهرية؟
قلنا: بل قولكم أن الرب تعالى لم يزل معطلاً لا يمكنه أن يتكلم بشيء ولا أن يفعل شيئاً ثم صار يمكنه أن يتكلم وأن يفعل بلا حدوث سبب يقتضي ذلك قول مخالف لصريح العقل ولما عليه المسلمون،
فإن المسلمين يعلمون أن الله لم يزل قادراً، وإثبات القدرة مع كون المقدور ممتنعاً غير ممكن لأنه جمع بين النقيضين فكان فيما عليه المسلمون من أنه لم يزل قادراً ما يبين أنه لم يزل قادراً على الفعل والكلام بقدرته ومشيئته، )) انتهى
فتأمل كيف أن أهل الكلام أثبتوا القدرة على الفعل مع نفي وقوع الفعل , والقدرة على التكلم مع نفي الكلام أو اثبات الكلام النفساني في الأزل ونفي أن يتكلم الله بمشيئته واختياره بصوت وحرف
وكل هذا لأجل نفي وقوع الحوادث في الأزل ودوامها فيه الى غير انتهاء
وهم احتكموا الى صفة القدرة -كما احتكمت أنت الى صفة الحكمة -, وأعرضوا عن صفة الخلق والفعل , ولا يمكن عند من بقي في رأسه مثقال ذرة من عقل أن يستوي عنده القدرة على الشيء وفعل الشيء و الحكمة من ايجاد أو فعل الشيء وايجاد وفعل هذا الشيء


قولك للاشاعرة / ائتونا بنقل واحد عن صحابي أوتابعي يقول بما ادعيتموه فنقبل عندئذ الاجماع ونكون أول المؤمنين به وأكبر المسلمين له .
للاشعري ان يقلب الجواب لك . فتكون مضطر لنقل كلام صاحبي او تابعي و هذا ما وددته من قرائتي عنوان الموضوع .
أنى لمن قلب الله قلوبهم الى الباطل أن يقلبوا علينا الأمور ؟؟
وأنا لم أدع الاجماع حتى تطالبني بنقل عن صاحب أو تابع , وانما هم من ادعوه وتزعموه
فأي الفريقين أولى بالنقل ان كنتم تعلمون ؟
قال ابن حجر الهيثمي طعنا في شيح الاسلام وعلم الأعلام
(واعلم أنه خالف الناس في مسائل نبه عليها التاج السبكي وغيره، فمما خرق فيه الإجماع قوله في ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار) انتهى هراؤه
وابتدأ الآن كلام الحق فاسمعه مدويا من عند شيخ الاسلام , واقرأه مرارا وتكرارا وثبت فيه بصرك ثم أرجع اليه البصر هل ترى فيه من خلل أو زلل؟
(والقول بدوام كونه متكلماً
ودوام كونه فاعلاً بمشيئته
منقول عن السلف
وأئمة المسلمين
من أهل البيت
وغيرهم
كابن المبارك وأحمد بن حنبل والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم،
وهو منقول عن جعفر الصادق بن محمد في الأفعال المتعدية فضلاً عن اللازمة وهو دوام إحسانه.) انتهى

وهو لم يحك اجماعا كما حكى اعداؤه , وانما ثبت النقل عن أئمة المسلمين
وقال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية وجل كلامه منقول عن شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم
((التَّسَلْسُلُ فِي أَفْعَالِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ طَرَفِ الْأَزَلِ، وَأَنَّ كُلَّ فِعْلٍ مَسْبُوقٌ بِفِعْلٍ آخَرَ، فَهَذَا وَاجِبٌ فِي كَلَامِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ، وَلَمْ تَحْدُثْ لَهُ صِفَةُ الْكَلَامِ فِي وَقْتٍ، وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الْفِعْلُ،
وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.)) انتهى
ألا ينتهي كل مبتدع ويرتدع عن أن يتبع أهل البدع , من الأشاعرة ومن شاكلهم ومن شابههم ؟؟
أنظر الى قوة فقه السلف وعمق فهمهم , (الحي هو الفعال )
فالحياة الكاملة ليس فيها الا الفعل ومن لا يفعل فهو ليس بحي
ونقل البخاري عن نعيم بن حماد أنه قال : الْحَيُّ هُوَ الْفَعَّالُ وَمَا لَيْسَ بِفَعَّالِ فَلَيْسَ بِحَيِّ.))


- رواية ( ولم يكن شيء قبله ) هي في دواوين الاسلام و قد جمع غير واحد بينها و راى انه لا تعارض بينها . فمن جمع يخالف شيخ الاسلام في المعنى
ومن قال انها في دواوين الكفار ؟
ولعلك تقصد الرواية الأخرى (ولم يكن شيء معه أو غيره)
فهي الرواية التي تمسك بها المبطلون لدوام الأفعال والحوادث في الأزل
قال السبكي الكبير أحد أكبر الأشاعرة في كتابه السيف الصقيل ردا على نونية ابن القيم حين انتصر لشيخه ابن تيمية في اثبات التسلسل
(قد صرح بقبائح منها
إمكان التسلسل، ومنها نسبة أكابر علماء الأشعرية إلى التلبيس، ومنها نسبة ذلك إلى القرآن والسنة وأنه لم يجيء أثر ينص على العدم المتقدم وقد جاء (كان الله ولا شيء معه) والشيء يشمل الجسم والفعل والنوع والآحاد.) انتهى
وهو يقصد شيخ الاسلام وهو ينعته بأنه صرح بقبائح
أما التسلسل فهو قول السلف الأول وهو قبيح عند أهل البدع و من تزينت في قلوبهم المحدثات و البدع , وقبح في صدورهم الحق الدمغ الرادع
أما الثانية وهي نسبة أكابر علماء الأشاعرة الى التلبيس , فهذه هي كلمة الحق الوحيدة التي قلتها في أصحابك وأشياعك
وهذه النسبة قليلة في حقهم ففيهم ما هو أعظم من ذلك .
أما نسبة التسلسل الى القرآن والسنة فقد قرأت النصوص الدامغة والرادعة ولكن ما لجرح بميت ايلام
أما احتجاجك برواية البخاري على أنه قد جاء اثبات للعدم المتقدم , فهذا باطل بعينه
فالرويات مختلفة مضطربة والقصة واحدة فتعين الترجيح , وان لم تترجح رواية على أختها تعين التوقف وعدم تقديم واحدة على الأخرى , ولم يبق الا الانصراف الى نص خارجي يفسر معنى صفة الأولية وقد سبق بيانه لمن احتكم الى النص المعصوم ولم يلهث وراء الهوى المذموم

- الطعن في راويها انه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل و سكوت و غفلة اهل عصره و من اتى بعدهم من علماء الرواية و الدراية الى ان اتى شيخ الاسلام .خاصة اذا قلنا ان اللفظ لا يحتمل الا المعنى الباطل
من الذي طعن في راويها ؟
القصة واحدة لم تتعدد , ولم ينقلها الينا الا عن طريق عمران , ولم تصلنا الا برواية الأعمش فأحد الرواة رواها لفظا ومعنى كما سمعها , وآخر نلقها بالمعنى , وقد اختلف ائمة الحديث في مسألة الرواية بالمعنى وليس هذا موضع تفصيلها .
فلا بد أن النبي عليه السلام قد قال لفظا واحدا لا ثاني له جوابا على سؤال الأشعريين , فانهم لم يسألوه مرتين
ولا يوجد وفد غيرهم قد سأله مثل هذا السؤال , ولا يوجد نبي غير محمد صلى الله عليه وسلم سئل مثل هذا السؤال
فتعين باتفاق الثقلين أنه أجاب بلفظ واحد
اما قبله واما معه
فاذا تعذر الترجيح بينهما طلب الترجيح من الخارج

- ان العبارة بعينها تداولها اهل العلم في كلامهم و كتبهم قبل شيخ الاسلام و لا منكر لذلك . و الكلام الباطل باطل سواء اضيف للمعصوم او تكلم به احاد الناس
أنت تحتج بالسكوت على الاباطل الذي لا يدعمه نقل ولا عقل , ولا ينسب الى الساكت قول ولا مذهب كما قال الشافعي
وقد سبق وأن نقلت عن شيخ الاسلام أن أئمة الحديث كالحميدي والبغوي وابن الأثيراقثصروا على اخراج الحديث بلفظ (قبله)

قولك / ( فالاسم هو الخالق و هذا اسم كمال ثابث له سواء خلق أم لم يخلق
أما الصفة وهي الخلق فلا تكون الا بتحقيق الفعل وهي صفة كمال مدح الله تعالى بها نفسه )
العجيب انك تثبت صفة الاتيان و المجيء من قوله تعالى ( و جاء ربك و الملك صفا صفا ) و قوله تعالى ( هل ينظرون الا ان ياتيهم الله ....) الاية
كيف ذلك و انت تقول ان الصفة لا تكون الا بتحقق الفعل ( تقصد وقوعه ) ؟
لا تتعجب ولا تستغرب , فأهل السنة والاثباث انما أثبتوا اتيانا ومجيئا خاصا في وقت مخصوص
ولا نقول ان الله تعالى يأتي ونسكت أو ان الله ينزل ونسكت
ولكن الله ينزل الى مكان معين وهو السماء الدنيا , في وقت معين وهو الثلث الأخير
وسيأتي للفصل بين الخلائق وذلك يوم القيامة , وهذا الاتيان لم يتحقق بعد ولكن نؤمن بأنه سيكون , ولولا النقل ما علمناه
وهذا مثل قوله عزوجل (وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات ..))
فهل تحقق دخولهم أم هو اخبار عن المستقبل ؟
لكن صفة الخلق ,نثبتها لله عزوجل دون قيد وبدون حد , فهو الخالق والخلاق , ولا نقول هو الآتي ولا النازل
ونقول هو يخلق ويفعل في كل وقت وحين
ولا يزال ولم يزل فاعلا , ولا نقول لم يزل آتيا نازلا
والرد يطول فارقب وارتقب وانظر وانتظر ....

أحمد القلي
2016-11-02, 02:04 AM
قد سبق في احتجاج شيخ الاسلام على الأشاعرة عندما أوجبوا أن يكون للمخلوقات ابتداء وكان من لازم هذا الايجاب أن يمنعوا أن يكون الله خالقا في كل وقت في الأزل ولم يجوزوا ذلك فألزمهم بأن من منع ذلك فقد أثبث العجز لله تعالى لأنه صار غير قادر على أن يخلق مخلوقا قبل هذا الذي جعلوه هم أول المخلوقات
فنسألهم , هل الله تعالى قادر على أن يخلق قبل هذا المخلوق الأول مخلوقا آخر ؟
فان قالوا نعم ,فقد بطل مذهبهم في أنهم أوجبوا ابتداء المخلوقات ومنعوا التسلسل
وان قالوا لا , فقد أثبتوا العجز لله وأنه غير قادر وهذا محال وباطل
فان قالوا
هو قادر ولكن لم يخلق
فالجواب أولا كيف عرفتم أنه لم يخلق ؟ فهذا لا سبيل اليه الا بالنقل وليس بالعقل
فهو قادر على أن يخلق وأن لا يخلق
وأنتم أوجبتم أن لا يخلق و الأمران متساويا الطرفين فأنتم رجحتم أحد طرفي الممكن بغير مرجح ولا سبب , وأوجبتم على الله تعالى أمرا لا يعلم وجوبه الا بطريق النقل وهو مرفوض أيضا بطريق العقل
فمعلوم أن الأوقات كلها متساوية و متماثلة فاذا اخترتم وقتا من الأوقات وجعلتموه هو بداية المخلوقات فتكوتوا قد فضلتم ذلك الوقت على ما قبله وما بعده بلا سبب ولا مرجح وأوجبتم على الخالق أن لا يخلق الا في ذلك الوقت لا قبله ولابعده. فكان لهذا الوقت مزية واختصاص بغير سبب للتخصيص
فههنا تخصيصان يلزمكم التدليل عليهما
أولا تخصيص زمن معين يكون ظرفا لابتداء المخلوقات ويمنع الابتداء من الزمن الذي قبله
وثانيا تخصيص مخلوق معين يكون هو أول المخلوقات بحيث لم يسبقه أي مخلوق آخر
وأنتم لن تستطيعوا اثباث أحدهما لا نقلا ولا عقلا فكيف باجتماعهما
ولم يخبرنا الشارع بزمن مخصوص ابتدأ فيه الخلق وكان قبله العدم المحض وكان الله تعالى وحده ليس معه أحد
كما لم يخبرنا أبدا أن مخلوقا معينا هو أول المخلوقات كما سبق تقريره
والذي نعلمه من الشرع أن العرش متقدم على القلم والسماوات والأرض, والذي نعلمه أن الماء كان مع العرش او قبله ولم يخبرنا الله تعالى أنه خلق أو لم يخلق قبل العرش أشياء وليس كل ما لا نعلمه فهو غير موجود فهدا لا يقوله عاقل
فعدم العلم بالشيء لا يقتضي عدم وجوده
و في الدعاء بعد الركوع (( حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد))
وشيء نكرة وقبلها من , وقد ردها الى المشيئة المطلقة , فهي تعم فتوجد مخلوقات أخرى يعلمها الله ونجهلها
والحمد يتضمن الثناء على الله تعالى بما يليق بجلال أوصافه و عظيم خلقه وسلطانه
وأوصافه لا يحدها وصف ولا يحصرها عدد ولا تنتهي الى غاية
فاستحق أن يحمد وأن يثنى عليه بمثل عدد مخلوقاته وملء ما خلق في السماوات والأرض وما بينهما
وهل ينتهي الحمد الى هدا الحد؟
لا , بل يمتد الى ما لا نعلمه مما شاء الله تعالى من مخلوقات , ومشيئته ليس لها حد ولا منتهى
لذلك فان هذه المسألة العظيمة يجب أن لا تدرس الا بالنظر الى صفات الله تعالى وأفعاله
ولذلك أيضا ضل فيها من ضل من الأشاعرة والفلاسفة لأنهم نظروا اليها بمعزل عن الصفات و الأسماء
والحديث السابق موافق لما في مسلم من حديث جويرية حين علمها كلمات لا يعدلها شيء من الذكر فقالت ((قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ : سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ "،))
وتسبيح الله تعالى وحمده هو تنزيهه عما لا يليق من النقص واثباث صفات الكمال والثناء عليه بما يستحقه , وما يستحقه من الثناء والكمال لا يحد بعدد ولا يحصى وليس له نهاية
وأكد هذا المعنى في آخر الحديث بقوله ((ومداد كلماته ))
ومعلوم أن كلمات الله ليس لها حد ولا تنتهي ولو مد البحر الى سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله
وظن من منع التسلسل أن القول به يؤدي الى القول بقدم العالم كما يقول الفلاسفة
فجواب هذا الاشكال كالتالي
فأولا يجب التفريق بين النوع والجنس أو من حيث الآحاد والعموم
فمن حيث النوع أو الآحاد فاذا أخدنا كل مخلوق على حده فهو لا بد أنه حادث و أنه مسبوق بالعدم وأن الله تعالى صيره وأخرجه من العدم الى الوجود
لكن من حيث الجنس فنقول ما من مخلوق يخطر على بالك في وقت من الأوقات الا وقبله مخلوق آخر
ولو قدر أنك فرضت للمخلوقات ابتداء وأن الله تعالى كان وحده ليس معه أحد ثم بدأ الخلق لرجعنا الى أصل المسألة وتواردت الايرادات على اختيار هذا المخلوق ليكون هو الأول في هذا الزمن بالذات ولأوجبنا على الله أنه لم يخلق شيئا قبله وعطلنا عنه صفة الخلق التي هي من صفات الكمال ولنفينا عنه الفعل وظل بلا فعل كل تلك المدة لا يفعل شيئا ولا يخلق
وصفة الخلق هي صفة كمال يتوجب اثباتها لله تعالى فلوقيل على سبيل المثال أن الله تعالى لم يصر خالقا بعد اليوم فهل يجوز هذا على الله ؟
لا شك أن الجميع يتفق أن هذا تعطيل لصفة الخلق التي يحمد الله تعالى نفسه على الاتصاف بها وتحقيقها فهو لا يزال خالقا الى ما لا نهاية في المستقبل
فاذا امتنع أن تتعطل هده الصفة أبد الآبدين في المستقبل فكيف جوزتم تعطيلها في أحد الأزمان الماضية ؟ وما الفرق بين الأوقات ؟ فالفرق بين الماضي والمستقبل انما هو نسبي وليس مطلقا
فالغد هو مستقبل ولكن بعد يومين سيصير ماضيا

فمهما تقدمت في المستقبل فان ذلك الوقت الآتي سيصير وقتا ماضيا
والكل متفق على أن أي وقت في المستقبل سيكون الله تعالى خالقا قادرا على الفعل يفعل ما يشاء فيه ولا تعطل عنه صفة الفعل والخلق في ذلك اليوم
والكل متفق على أن ذلك اليوم -في المستقبل - يكون الله تعالى غير معطل عن الفعل والخلق في اليوم الذي قبله
ثم نأتي الى اليوم الذي قبله و صفات الله تعالى فيه لا تتبدل ولا تتعطل
وهكذا الى ما لا نهاية في الماضي المتسلسل
فلا يمكن أن يأتي يوم فيما مضى يكون الله تعالى غير فاعل فيه ولاخالق
ثم يصير فعالا خالقا في اليوم الذي يليه ....

محمدعبداللطيف
2016-11-02, 09:10 PM
يقول ابن القيم رحمه الله فى نونيته-في ذكر مذهب أهل الحديث------------------
والآخرون أولوا الحديث كأحمد ... ذاك ابن حنبل الرضي الشيباني
قد قال إن الله حقاً لم يزل ... متكلماً إن شاء ذو إحسان
جعل الكلام صفات فعل قائم ... بالذات لم يفقد من الرحمن
وكذاك نص على دوام الفعل ... بالإحسان أيضاً في مكان ثان
وكذا ابن عباس فراجع قوله ... لما أجاب مسائل القرآن
وكذاك جعفر الإمام الصادق ... المقبول عند الخلق ذو العرفان
قد قال لم يزل المهيمن محسناً ... براً جواداً عند كل أوان
وكذا الإمام الدارمى فإنه ... قد قال ما فيه هدى الحيران
قال الحياة مع الفعال كلاهما ... متلازمان فليس يفترقان
صدق الإمام فكل حي فهو ... فعال وذا في غاية التبيان
إلا إذا ما كان ثم موانع ... من آفة أو قاسر الحيوان
والرب ليس لفعله من مانع ... ما شاء كان بقدرة الديان
ومشيئة الرحمن لازمة له ... وكذاك قدرة ربنا الرحمن
وقديم الإحسان الكثير ودائم ... الجود العظيم وصاحب الغفران
من غير إنكار عليهم فطرة ... فطروا عليها ولا تواصٍ ثان
أو ليس فعل الرب تابع وصفه ... وكماله أفذاك ذو حدثان
وكماله سبب الفعال وخلقه ... أفعالهم سبب الكمال الثاني
أو ما فعال الرب عين كماله ... أفذاك ممتنع على المنان
أزلاً إلى أن صار فيما لم يزل ... متمكناً والفعل ذو إمكان
تالله قد ضلت عقول القوم إذ ... قالوا بهذا القول ذي البطلان
ماذا الذي أضحى له متجدداً ... حتى تمكن فانطقوا ببيان
والرب ليس معطلاً عن فعله ... بل كل يوم ربنا في شان
والأمر والتكوين وصف كماله ... ما فقد ذا ووجوده سيان
وتخلف التأثير بعد تمام موجبه ... محال ليس في الإمكان
والله ربي لم يزل ذا قدرة ... ومشيئة ويليهما وصفان
العلم مع وصف الحياة وهذه ... أوصاف ذات الخالق المنان
وبها تمام العقل ليس بدونها ... فعل يتم بواضح البرهان
فلأى شيء قد تأخر فعله ... مع موجب قد تم بالأركان
ما كان ممتنعاً عليه الفعل بل ... ما زال فعل الله ذا إمكان
والله فهو إله حق دائماً ... أفعنه ذا الوصفان مسلوبان
أزلاً وليس لفقدها من غاية ... هذا المحال وأعظم البطلان
إن كان رب العرش حقاً لم يزل ... أبداً إله الحق ذا سلطان
فكذاك أيضاً لم يزل متكلماً ... بل فاعلاً ما شاء ذا إحسان
والله ما في العقل ما يقضي لذا ... بالرد والإبطال والنكران
بل ليس في المعقول غير ثبوته ... للخالق الأزلي ذي الإحسان
هذا وما دون المهيمن حادث ... ليس القديم سواه في الأكوان
والله سابق كل شيء غيره ... ما ربنا والخلق مقترنان
والله كان وليس شيء غيره ... سبحانه جل العظيم الشان
لسنا نقول كما يقول الملحد ... الزنديق صاحب منطق اليونان
بدوام هذا العالم المشهود ... والأرواح في أزل وليس بفان
هذى مقالات الملاحدة الأولى ... كفروا بخالق هذه الأكوان
---------------------------------

محمدعبداللطيف
2016-11-02, 09:13 PM
فكذاك أيضاً لم يزل متكلماً ... بل فاعلاً ما شاء ذا إحسان
فلئن زعمتم أن ذاك تسلسل ... قلنا صدقتم وهو ذو إمكان
كتسلسل التأثير في مستقبل ... هل بين ذلك قط من فرقان
والله ما افترقا لذى عقل ولا ... نقل ولا نظر ولا برهان
في سلب إمكان ولا في ضده ... هذى العقول ونحن ذو أذهان
فليأت بالفرقان من هو فارق ... فرقا يبين لصالح الأذهان
وكذاك سوى الجهم بينهما ... كذا العلاف في الإنكار والبطلان
ولأجل ذا حكما بحكم باطل ... قطعا على الجنات والنيران
فالجهم أفنى الذات والعلاف ... للحركات أفنى قاله الثوران
وأبو علي وابنه والأشعري ... وبعده ابن الطيب الرباني
وجميع أرباب الكلام الباطل ... المذموم عند أئمة الإيمان
فرقوا وقالوا ذاك فيما لم يزل ... حق وفي أزل بلا إمكان
قالوا لأجل تناقض الأزلي و ... الأحداث ما هذان يجتمعان
لكن دوام الفعل في مستقبل ... ما فيه محذور من النكران
فانظر إلى التلبيس في ذا الفرق ... ترويجاً على العوران والعميان
ما قال ذو عقل بأن الفرد ذو ... أزل لذي ذهن ولا أعيان
بل كل فرد فهو مسبوق ... بفرد قبله أبداً بلا حسبان
ونظير هذا كل فرد فهو ... ملحوق بفرد بعده حكمان
النوع والآحاد مسبوق ... وملحوق وكل فهو منها فان
والنوع لا يفني أخيراً فهو ... لا يفني كذلك أولاً ببيان
وتعاقب الآنات أمر ثابت ... في الذهن وهو كذاك في الأعيان
فإذا أبيتم ذا وقلتم أول ... الآنات مفتتح بلا نكران
ما كان ذاك الآن مسبوقاً يرى ... إلا بسلب وجوده الحقاني
فيقال ما تعنون بالآنات هل ... تعنون مدة هذه الأزمان
من حين إحداث السموات العلي ... والأرض والأفلاك والقمران
ونظنكم تعنون ذاك ولم يكن ... من قبلها شيء من الأكوان
هل جاءكم في ذاك من أثر ومن ... نص ومن نظر ومن برهان
هذا الكتاب وهذه الآثار و ... المعقول في الفطرات والأذهان
إنا نحاكمكم إلى ما شئتمو ... منها فكل الحق في تبيان
و ليس خلق الكون في الأيام كان ... وذاك مأخوذ من القرآن
أو ليس ذلكم الزمان بمدة ... لحدوث شيء وهو عين زمان
فحقيقة الأزمان نسبة حادث ... لسواه تلك حقيقة الأزمان
واذكر حديث السبق للتقدير و ... التوقيت قبل جميع ذى الأعيان
خمسين ألفاً من سنين عدها ... المختار سابقة لذى الأكوان
هذا وعرش الرب فوق الماء من ... قبل السنين بمدة وزمان
والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند أبي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت ... إيجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال: اكتب كذا ... فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبداً إلى ... يوم المعاد بقدرة الرحمن.
أفكان رب العرش جل جلاله ... من قبل ذا عجز وذا نقصان
أم لم يزل ذا قدرة والفعل ... مقدور له أبدا وذو إمكان
فلئن سألت وقلت ما هذا الذي ... أداهم لخلاف ذا التبيان
ولأي شيء لم يقولوا إنه ... سبحانه هو دائم الإحسان
فاعلم بأن القوم لما أسسوا ... أصل الكلام عموا عن القرآن
وعن الحديث ومقتضى المعقول بل ... عن فطرة الرحمن والبرهان
وبنوا قواعدهم عليه فقادهم ... قسراً إلى التعطيل والبطلان
نفي القيام لكل أمر حادث ... بالرب خوف تسلسل الأعيان
فيسد ذاك عليهم في زعمهم ... إثبات صانع هذه الأكوان
إذ أثبتوا بكون ذي الإجساد حادثة ****فلا تنفك عن حدثان
فإذا تسلسلت الحوادث لم يكن ... لحدوثها إذ ذاك من برهان
فلأجل ذا قالوا التسلسل باطل ****والجسم لا يخلو عن الحدثان
فيصح حينئذ حدوث الجسم من ... هذا الدليل بواضح البرهان
هذى نهايات لإقدام الورى ... في ذا المقام الضيق الأعطان .............................. ...........[من قصيدة الامام ابن القيم بتصريف لتناسب الموضوع-في ذا المقام الضيق الأعطان]

أحمد القلي
2016-11-03, 12:15 AM
رفع الله قدرك أن رفعت لنا هذه الأبيات التي
ارتفع بها أهل الصدق والايمان والعرفان
وانتكس بها أهل التعطيل والتأويل والنكران
ولما كتبت ما سبق كنت أتوجس خيفة أن يتعقبني أحد فيقول من سبقك الى ذلك الكلام
حتى قرأت ما نقله لنا أخونا المبارك محمد , ففرحت فرحا شديدا وحمدت الله حمدا كثيرا على هذا السبق من شيخ الاسلام ابن قيم الجوزرية

محمدعبداللطيف
2016-11-03, 01:33 AM
جزاك الله خيرا اخى احمد القلى -هذه الابيات من نونية ابن القيم رحمه الله قمت بنتقائها من قصيدة ابن القيم رحمه الله وحذفت كثير من الابيات التى لا تناسب المقام وكررت بعضها ونسقت بينها لتكون دلالة على ما تفضلت به اخى الكريم احمد القلى وجعلته كأنه متن لما تفضلت ببيانه مسبقا لان كلامك فى تسلسل الحوادث فى القدم[اوما يسمى بالقدم النوعى لجنس المخلوقات] موافق لمنهج الامامين الجليلين الامام بن تيميه وابن القيم رحمهما الله فنحن مع كل جهد لإعلاء الحق فجزاك الله خيرا

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-04, 02:21 PM
جزاكم الله خيـرا ؛ لكن ألا يكون قول شيخ الاسلام بن تيمية الحراني في الحوادث لا أول لها قولا بالإمكان لا بالوجوب خلاف جمهور المتكلمة الذين نفوا الإمكان وأوجبوا أن يكون للخلق ابتداءً ؛ لما في كلام شيخ الاسلام في درء التعارض من العسر أن تقف على معانيه كاملة ؛ بما أن المسألة خيض فيها من الجانب العقلـي من لدن المتكلمة وكذا شيخ الاسلام فيكون على مبادىء العقلية على الإمكان لما خفـي من الادلة النقلية الصريحة في الأمر ..والله اعلم

الطيبوني
2016-11-04, 10:22 PM
اخي الكريم صاحب الموضوع /
قلت في اول مشاركة لك ( وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب )

فارجوا منك ان لا تطلق العبارات و الالفاظ التي تغلق الباب على مصراعيه ؟

شوف اخي الكريم /

ينبغي للناظر في هذه المسالة ان يستحضر من الاصول المجمع عليها ما يجعله يصل الى المطلوب بلا تناقض و اضطراب .
و الحمد لله لم ابني كلامي السابق على ما يبني عليه اهل الكلام مذاهبهم و اصولهم
فهون على نفسك فلست تناقش اشعري و لا معتزلي و لا من تظن انه يعطل الله عز وجل عما هو ثابت له .

فمن يخالفك يقول ان كمال الله عز وجل ثابت له ذاتا و وصفا لا يتوقف ثبوت ذلك الكمال على غيره
و يقول ان الله عز وجل غني عن العالمين لا يحتاج الى غيره من المخلوقات بوجه من الوجوه

و من كمال غناه عز وجل عن خلقه ان ايجاده للخلق مسبوق بمشيئته و ارادته التابعة لعلمه و حكمته
فوجود الخلق و عدمه لا يجعل للباري كمالا كان مفتقر له قبل خلقه كما ان عدمه لا يسلب للباري كمالا كان ثابتا له قبل ذلك
فلله عز وجل الكمال المطلق الثابت له لذاته سبحانه و تعالى
فكونه عز وجل لا يخلق الخلق عموما في الزمن المعين لا يلزم من ذلك نقصا و لا عيبا كما قلنا من قبل
و انتم توجبون وجود المخلوق على مر الازمان و الاوقات
و العجيب انكم تقولون ان الكمال لا يوجد الا بوجود المخلوق .
لذا احوجتم كمال صفات الباري عز وجل الى غيره سبحانه و تعالى
ف ( لا يوجد ) لانكم تنسبون غيركم ممن يرجع الخلق عموما الى الحكمة و المشيئة تنسبونه الى التعطيل و نسبة النقص الى الله عز وجل . و توجبون لله خلقا يتوقف وجود الكمال معه
فانتم لا تتصورون كمالا بلا مخلوق
و غيركم يثبت الكمال الثابت لله بلا و جود مخلوق
ذلك ان كمال الله عز وجل وصف له ذاتي لا يفتقر ثبوت ذلك الى غيره .
و العجيب انكم تثبتون للخلق مشيئة و ارادة تابعة للعلم و الحكمة لا يكون المخلوق الا بمجموع ذلك
ثم مع ذلك توجبون جنس الخلق الذي لا يكون الكمال الا مع وجوده و هذا - تناقض -
تناقض من حيث انكم جعلتم جنس الخلق واجب لا يرجع الى المشيئة
و ان كنتم تثبتون لاحاده ذلك .
فكانكم تقولون لا بد ان يخلق سبحانه خلقا في الزمن المعين و الا كان ناقصا معطلا . وهو سبحانه يختار بعد ذلك الوجوب ما يشاء من ذلك .
فجعلتم مشيئته تابعة لما توجبونه . توجبون جنس الخلق و بعد ذلك ترجعون مشيئته سبحانه و تعالى الى الاحاد .
يا سبحان الله
المخلوقات الموجودة في الزمن المعين كلها راجعة الى مشيئته سبحانه و تعالى باعتبار افرادها عندكم هل اذا اخرها جملة الى زمن معين لحكمة يعلمها يكون نقصا و عيبا في ذاته و اوصافه ؟

أحمد القلي
2016-11-05, 01:16 AM
اخي الكريم صاحب الموضوع /
قلت في اول مشاركة لك ( وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب )

فارجوا منك ان لا تطلق العبارات و الالفاظ التي تغلق الباب على مصراعيه ؟

شوف اخي الكريم /......



اسمعني جيدا -بارك الله فيك - وتتبعني على تمهل دون تعجل
لا تضع نفسك موضع المتهم , فأين هي تلك العبارات التي أطلقتها ولم تلق منك الرضى والقبول ؟
كل ما قلته أن كلامك واعتراضك قد سبقك اليه الأشاعرة , وهذا واقع لا محيد عنه ,
فالناس في دوام فاعلية الرب (ولنترك لفظ التسلسل ) ثلاثة أصناف , فانظر أين تضع نفسك وأين تذهب برأيك وان كنت أراك قد وضعت رحالك وقر قرارك على المذهب المذموم وما زلت ولا تزال مصرا عليه غير راجع عنه
((فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ لِأَهْلِ النَّظَرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ:
أَضْعَفُهَا: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ، لَا يُمْكِنُ دَوَامُهَا لَا فِي الْمَاضِي وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، كَقَوْلِ جهم بن صفوان وأبي الهديل الْعَلَّافِ.
وَثَانِيهَا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي، كَقَوْلِ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ.
وَالثَّالِثُ: قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: يُمْكِنُ دَوَامُهَا فِي الماضي والمستقبل، كما يقوله أئمة الحديث،..))

وقال
(ولهذا كان الذين اتبعوا هؤلاء من المتأخرين، كالرازي والآمدي وغيرهما، قد يتبين لهم ضعف هذا الأصل الذي بنوا عليه حدوث الأجسام، ويترجح عندهم حجة من يقول بدوام فاعلية الباري تعالى، وهم يعلمون أن دين المسلمين واليهود والنصارى: أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، وأن الله خالق كل شيء، لكن قد لا يجمعون بين ذلك وبين دوام فاعلية الباري، لكنهم لم يبنوا على ثبوت الأفعال القائمة به المقدورة المرادة له، فيبقون دائرين بين مذهب الفلاسفة الدهرية القائلين بقدم الأفلاك، معظمين لأرسطوا وأتباعه كابن سينا،..)) انتهى كلامه

فهؤلاء أصحاب المذهب الأاول وهو قدم العالم وعدم حدوثه, مذهب الفلاسفة
لذلك ناقضهم أهل الكلام فقالوا بأولية الأفعال فرارا من القول بقدم المخلوقات
وهذا تمام كلام شيخ الاسلام
(..وبين مذهب أهل الكلام القائلين بتناهي الحدوث، وربما رجحوا هذا تارة وهذا تارة،..)) انتهى

والحوادث المقصود بها أفعاله وكذلك كلامه , فهم ينفون أن يكون الله تعالى لا يزال متكلما كما أنه لا يزال فاعلا
وعلى هذا انقسم أهل البدع في مسألة الكلام الى قولين متناقضين كالقولين السابقين (قول الكلابية والأشاعرة وقول المعتزلة)
لكن الأشاعرة يتناقضون كما قال شيخ الاسلام فأحيانا يقرون بدوام الفعل وعدم حدوثه

قال في درء التعارض
(ومصداق ذلك أن الرازي -مثلاً- إذا قرر في مثل نهاية العقول وأمثالها من كتبه الكلامية تناهي الحوادث، واستوعبت ما ذكره أهل الكلام في ذلك من الحجج،
عارضه إخوانه المتكلمون فقدحوا فيها واحدة واحدة، ثم هو نفسه يقدح فيها في مواضع من كتبه، مثل المباحث المشرقية والمطالب العالية وغير ذلك،

ويبين أن دوام فاعلية الرب مما يجب القول به،

كما ذكره في المباحث المشرقية فإنه قال في بيان دوام فاعلية الباري: اعلم أنا بينا أن واجب الوجود لذاته، كما أنه واجب الوجود لذاته، فهو واجب الوجود من جميع جهاته.
وإذا كان كذلك، وجب أن تدوم أفعاله بدوامه.
وبينا أيضاً أن سبق العدم ليس بشرط.....)) انتهى
سبحان الله امام المتكلمين وكبير الأشاعرة المتهجمين يثبت دوام الفاعلية في الأزل
وقد ذكر أدلة عقلية قوية يطول نقلها , لكن هؤلاء لايقر لهم قرار, ولا يثبت لهم حال , فهم في تخبطهم مترددون وفي ريبهم متمادون
ويقصد أن أفعال الله تعالى متعلقة بذاته , وذاته واجبة الوجود فأفعاله وصفاته اذا واجبة الوجود
فوجب أن تكون دائمة الوجود ,
لأنها لو لم تكن هذه الديمومة واجبة لكانت ممكنة واذا كانت ممكنة استوى عندها الوجود والعدم
ولو عدمت في وقت من الأوقات لانعدم فعله الذي ثبت أنه واجب الوجود أبدا .
فالمفعولات جائزة الوجود , لأن وجودها بغيرها , لكن الفعل من الله تعالى واجب الوجود ,ووجوده يقتضي نفي عدمه واذا لم يعدم دل ذلك على دوامه
وبهذا ينحل وينجلي الاشكال الذي عرضه أخونا عبد الباسط ,وسيأتي مزيد بسط لهذا الأمر
وتابع شيخ الاسلام كلامه متعقبا كلام الرازي فقال
(قلت: فهذه الحجة مضمونها أن الفعل يمكن أن يكون واجب الوجود، فيجب أن يكون دائم الوجود، لأنه لو لم يكن كذلك لكان ممكن الوجود والعدم.
والمقصود هنا أنه يمكن دوام وجوده بغيره، فيجب دوام وجوده بغيره لا بنفسه، إذ لو لم يجب بنفسه ولا بغيره بل أمكن عدمه، لوجب أن يمكن عدمه دائماً، إذ إمكان عدمه في حال دون حال مع تساوي الأحوال محال، وإمكان عدمه دائماً ينافي وجوبه بنفسه أو بغيره في شيء من الأوقات، فإنه لو وجب موجوداً في حال بنفسه أو بغيره، لم يكن ممكن العدم في حال وجوبه، وهو إذا كان موجوداً كان بغيره فيكون واجباً بالغير، فإذا كان موجوداً امتنع -في حال وجوده- أن يمكن عدمه، فإذا قدر أنه ممكن العدم دائماً، بحيث لا يجب لا بنفسه ولا بغيره، امتنع أن يكون موجوداً في شيء من الأحوال.
والتقدير أنه ممكن الوجود، بل ممكن دوام الوجود.
وإمكان الوجود ينافي امتناع الوجود، فما أمكن وجوده دائماً امتنع عدمه.
ونكته الحجة أن ما أمكن وجوده دائماً، يكون مع وجوده واجباً بغيره، فإن الممكن إن اقترن به ما يوجب وجوده، صار واجباً بغيره، وإن لم يقترن به ما يوجب وجوده، صار ممتنعاً لغيره، إذ الممكن لا يحصل إلا عند المرجح التام الذي يوجب وجوده، إذ لو لم يجب معه لكان ممكناً، وإذا كان ممكناً لم يترجح وجوده على عدمه إلا بمرجح.
وهذا الموضع قد نازع فيه طوائف المعتزلة، وغيرهم من أهل الكلام...)) انتهى

ويقصد أن الشيء يمكن وجود دائما , لكن يصير وجوده واجبا بغيره.
والله تعالى هو الفعال , وفعله دائم الوجود لا يتعطل وجوده في وقت من الأوقات
وهؤلاء المتكلمون أثبتوا ذاتا بلا صفات
وهذا الذي وقعت فيه أنت من حيث لا تشعر , فرحت تتكلم عن الذات العلية دون اشارة الى كمال الصفات
ونبدأ في رد قولك

فلله عز وجل الكمال المطلق الثابت له لذاته سبحانه و تعالى
فهنا مكمن زللك ومعقد بعدك عن كلام السلف
فكان الأولى والواجب أن تقول أن هذا الكمال المطلق (الثابت لذاته ولصفاته )
وأرجو أن تثبت جيدا على اثبات الكمال المطلق المنافي لأدنى صفات النقص


فكونه عز وجل لا يخلق الخلق عموما في الزمن المعين لا يلزم من ذلك نقصا و لا عيبا كما قلنا من قبل
وهذا هو التناقض بعينيه وبنفسه
أنت تنفي وتعطل صفة الخلق عن الخالق , ثم تدعى أن هذا هو الكمال المطلق
وهذا التضارب لأجل أنك تناولت المسألة بمعزل عن الأسماء والصفات
فصفة الخلق والفعل صفة كمال و الله تعالى مدح نفسه بها , فاذا أنت قلت أنه في وقت ما لم يخلق ولم يفعل اقتضى ذلك نفي صفة الخلق والفعل في ذلك الزمن , وهذا هو عين التعطيل
فمن حيث النقل من نبأك أنه لم يخلق ولم يفعل في ذلك الزمن ؟
وعقلا أنت أوجبت على الله أن لا يكون فاعلا وخالقا في ذلك الوقت , وعطلته عن الصفات التي مدح بها نفسه عند وجودها ولا يمدح ذاته العلية بصفات عند تجرده منها
قال (يخلق ما يشاء) فهذه صفة فعل , (يخلق) بصيغة المستقبل الدال على الاستمرر والتجدد
وكونه يخلق صفة كمال و ضدها صفة النقص وهي كونه لا يخلق
(أفمن يخلق كمن لا يخلق) فهما لا يستويان
وأنت تزعم أنه منذ الأزل الى أول مخلوق , في كل هذا الوقت اللامتناهي واللامحدود , في كل هذه الأزمان كان الله (لا يخلق ) ثم تدعي بعد ذلك أنه متصف بصفات الكمال المطلق
وأنت حين عطلت الخالق عن هذه الصفة في كل هذا الزمن الغابر لم تكن قد عطلته عن صفةكمال واحدة بل هما اثنتان متكاملتان
(يخلق ما يشاء ) , (اذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون)
وما دام كل ذلك الزمن لم يخلق ولم يكن خالقا لشيء , فمعناه أنه لم يرد ولم يشأ أي شيء
وهذا تعطيل لصفة الارادة والمشيئة كل ذلك الزمن الضارب في الأزل الى أن أوجبت على الله تعالى أنه أراد في زمن معين شيئا معينا فابتدأ الخلق
وبعد كل هذا تقول أنك وصفت الله بصفات الكمال المطلق الواجبة له وحده .
وهو (الفعال لما يريد) , والفعال بصيغة المبالغة تدل على تكرار وجود الأفعال وكثرتها , وهذه صفة كمال مدح الله بها نفسه
والفعال من لوازم حياته , فالحي هو الذي يفعل كما سبق في كلام السلف
وأنت تزعم أنه منذ الأزل لم يفعل ولم يكن فاعلا وانعدم فعله حتى بدأ أول فعل أراده بعد أن كان معدوم الفعل والارادة
فجردت الفعال لما يريد من صفة الفعل والارادة وهما صفتا كمال مطلق , والكمال المطلق يقتضي وجوده مطلقا غير مقيد بزمن معين
وارادته ومشيئته مطلقة ليس لها ابتداء كما أنها بلا انتهاء
فاذا زعمت أنه ابتدأ الفعل من زمن معين , كان قبله الى الأزل مجردا عن الارادة والمشيئة الى أن أراد ذلك الفعل الأول , وهذا تعطيل ما بعده تعطيل لهذه الصفة العلية
قال شيخ الاسلام
(ثم وصف نفسه بالمجيد وهو المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها وعدم إحصاء الخلق لها وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه وأما من ليس له صفات كمال ولا أفعال حميدة فليس له من المجد شيء والمخلوق إنما يصير مجيداً بأوصافه وأفعاله فكيف يكون الرب تبارك وتعالى مجيداً وهو معطل عن الأوصاف والأفعال تعالى الله عما يقول المعطلون علواً كبيراً بل هو المجيد الفعال لما يريد والمجد في لغة العرب كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال الخير)

(وَأَمَّا التَّسَلْسُلُ الْمُمْكِنُ: فَالتَّسَلْسُلُ فِي مَفْعُولَاتِهِ مِنْ هَذَا الطَّرَفِ، كَمَا تَتَسَلْسَلُ فِي طَرَفِ الْأَبَدِ، فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يَزَلْ حَيًّا قَادِرًا مُرِيدًا مُتَكَلِّمًا، وَذَلِكَ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهِ فَالْفِعْلُ مُمْكِنٌ لَهُ بِمُوجِبِ هَذِهِ الصِّفَاتِ لَهُ،
وَأَنْ يَفْعَلَ أَكْمَلُ مِنْ أَنْ لَا يَفْعَلَ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ مَعَهُ، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ مُتَقَدِّمٌ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ تَقَدُّمًا لَا أَوَّلَ لَهُ، فَلِكُلِّ مَخْلُوقٍ أَوَّلُ، وَالْخَالِقُ - سُبْحَانَهُ - لَا أَوَّلَ لَهُ، فَهُوَ وَحْدَهُ الْخَالِقُ، وَكُلُّ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ.))
( وَكُلُّ قَوْلٍ سِوَى هَذَا فَصَرِيحُ الْعَقْلِ يَرُدُّهُ وَيَقْضِي بِبُطْلَانِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ لَزِمَهُ أَحَدُ أَمْرَيْنِ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُمَا: إِمَّا أَنْ يَقُولَ بِأَنَّ الْفِعْلَ لَمْ يَزَلْ مُمْكِنًا، وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ لَمْ يَزَلْ وَاقِعًا، وَإِلَّا تَنَاقَضَ تَنَاقُضًا بَيِّنًا، حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ، وَالْفِعْلُ مُحَالٌ مُمْتَنِعٌ لِذَاتِهِ، لَوْ أَرَادَهُ لَمْ يُمْكِنْ وُجُودُهُ، بَلْ فَرْضُ إِرَادَتِهِ عِنْدَهُ مُحَالٌ وَهُوَ مَقْدُورٌ لَهُ. وَهَذَا قَوْلٌ يَنْقُضُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الشَّرْعُ وَالْعَقْلُ، أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ تَعَالَى مُحْدَثٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ، أَمَّا كَوْنُ الرَّبِّ - تَعَالَى - لَمْ يَزَلْ مُعَطَّلًا عَنِ الْفِعْلِ ثُمَّ فَعَلَ، فَلَيْسَ فِي الشَّرْعِ وَلَا فِي الْعَقْلِ مَا يُثْبِتُهُ، بَلْ كِلَاهُمَا يَدُلُّ عَلَى نَقِيضِهِ))

ونختم بهذه الفتوى للجنة الدائمة و للحديث بقية
السؤال الأول من الفتوى رقم (17749)
س 1: ما معنى تسلسل الحوادث، وهل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية يقول به؟ على أنني سمعت ذلك عن بعض طلبة العلم، وأنا أعلم باليقين أنه رحمه الله يقول: إن أول ما خلق الله العرش. أجاب بذلك رحمه الله حينما سئل عن العرش والقلم أيهما كان أولا؟
ج: تسلسل الحوادث هي من العبارات المحدثة التي أحدثها علماء الكلام، ويقصدون بذلك أن أفعال الله سبحانه لا بد لها من بداية وليست أزلية؛ لئلا يلزم من ذلك تعدد القدماء، ولا قديم إلا الله، وهذا كلام باطل محدث في الإسلام، لأنه لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء، فالله تعالى بأفعاله وصفاته قديم، ليس لأفعاله بداية، كما أنه ليس له بداية.))

الطيبوني
2016-11-05, 01:33 AM
اخي الكريم نحن نناقشك في تسلسل المخلوقات
لا في تسلسل الافعال
لم اناقشك في دوام فاعلية الرب
كما هو معلوم من طرحك للمسالة
فبين هذا الكلام و كلام الاشاعرة بون واسع يدركه من يعرف وجه الخلاف و الاتفاق فيما نحن بصدده
و قد جاء ذكر الفعل باعتبار ان احاد الخلق يرجع الى نوع الفعل فهو فعل يحتاج الى مشيئة
فلا توهم نفسك و غيرك اننا ننفي عن الله عز وجل الفعل ازلا و ابدا

فنحن نتكلم عن الافعال المتعدية للمخلوق
يعني تسلسل المخلوقات

و قد اوردت عليك ما يلزم من هذا القول بكلام واضح
فارجع اليه و اقراه بتدبر لعلك تختار من كلامك ما هو مناسب للرد في هذا المقام

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-05, 01:46 AM
بما انني متابع لما يثار في هذه المسألة فإني ارى الطيبوني كلامه متوجه بينما رد الاخ احمد القلي بعيد عن النقطة المثارة والتي لا تلزم الاخ الطيبوني لا من بعيد ولا من قريب فنرجو من الاخ احمد ان يعيد قراءة ردود الطيبوني واستيعابها ومن ثم الرد عليها من غيـر اللجوء الى الاقتباسات البعيدة لما اصله شيخ الاسلام في رده على المتكلمة وجزاكم الله خيرا ونفع بكم

أحمد القلي
2016-11-05, 01:56 AM
اخي الكريم نحن نناقشك في تسلسل المخلوقات
لا في تسلسل الافعال
لم اناقشك في دوام فاعلية الرب
كما هو معلوم من طرحك للمسالة
فبين هذا الكلام و كلام الاشاعرة بون واسع يدركه من يعرف وجه الخلاف و الاتفاق فيما نحن بصدده
و قد جاء ذكر الفعل باعتبار ان احاد الخلق يرجع الى نوع الفعل فهو فعل يحتاج الى مشيئة
فلا توهم نفسك و غيرك اننا ننفي عن الله عز وجل الفعل ازلا و ابدا

فنحن نتكلم عن الافعال المتعدية للمخلوق
يعني تسلسل المخلوقات

و قد اوردت عليك ما يلزم من هذا القول بكلام واضح
فارجع اليه و اقراه بتدبر لعلك تختار من كلامك ما هو مناسب للرد في هذا المقام

سبحان الله أليس قوله عزوجل (يخلق ) صفة فعل ؟
والفعل عام والخلق خاص
وأنا تكلمت بالعموم فقلت (الحوادث) ولم أقل (المخلوقات )
وأصل المسألة هي (امتناع حوادث لا أول لها )
وهذا مذهب الأشاعرة , وقد سبق نقل كلام الحافظ العسقلاني في الأول حين استشنع على شيخ الاسلام هذا المذهب
ووصفه بأنه من مستشنع المسائل المنسوبة الى اين تيمية
وبعد كل هذا تأتي الآن وتقول أنك تقصد الخلق لا الأفعال
ومنذ البداية وقبل أن تبدأ الرد والتعقيب , قد نبهت الى الخطأ الذي وقعت فيه-ولما تخرج منه الى الآن - في التفريق بين الاسم والصفة
فاسم الخالق ثابت له قبل أن يخلق
لكن صفة الخلق فلا يوصف بها الا بعد وجود الفعل
فلا نقول أن الله تعالى قد خلق , وهو لم يخلق بعد
ولو تأملت هذا الكلام لهان عليك الأمر

أحمد القلي
2016-11-05, 05:00 PM
بما انني متابع لما يثار في هذه المسألة فإني ارى الطيبوني كلامه متوجه بينما رد الاخ احمد القلي بعيد عن النقطة المثارة والتي لا تلزم الاخ الطيبوني لا من بعيد ولا من قريب فنرجو من الاخ احمد ان يعيد قراءة ردود الطيبوني واستيعابها ومن ثم الرد عليها من غيـر اللجوء الى الاقتباسات البعيدة لما اصله شيخ الاسلام في رده على المتكلمة وجزاكم الله خيرا ونفع بكم

أخي بارك الله فيك , أنا كتبت عنوان الموضوع (تسلسل الحوادث )
والحوادث اسم عام يدخل فيه كل أفعال الرب عزوجل , من الخلق والكلام وغيره
والأخ الطيبوني أبدى في أول مشاركة له اعتراضه الشديد على شيخ الاسلام وموافقة الأشاعرة
ولا أدري ماذا حدث له الآن -فربما وقع له مثل ما وقع للرازي-, وهو صرح بقلمه أن الخلق يدخل في عموم الفعل , وأنكر دوام الفعل سابقا وأثبته لاحقا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
يسعك ان تقول في مثل هذا ان الخلق من جملة افعاله عز وجل التابعة لحكمته و مشيئته . فعدم الخلق و الفعل يكون نقصا عند العجز و عدم القدرة . اما مع كمال العلم و الحكمة و نفوذ المشئة لا يسمى عيبا و لا نقصا .
أما النقولات البعيدة التي نقلتها عن شيخ الاسلام فانما أردت أن أبين بها مذاهب الناس في هذه المسألة لتستبين سبيل كل متكلم هنا
ولا أدري لحد الساعة ما مذهب الطيبوني , في تسلسل الحوادث , ولا حتى مذهبك أنت أخي
فاما أن تقولا بقول شيخ الاسلام وتلميذه , وهو مذهب أهل الحديث بتسلسل الحوادث في الأزل ودوام فعل الرب في القدم
أو تنفوا ذلك وتقولوا بامتناع حوادث لا أول لها ,
وهذه بعض اشارات اخينا الطيبوني عن كلام شيخ الاسلام

- كونها في دواوين الاسلام و لم يتعرض لها ارباب هذا الشان قبل شيخ الاسلام . خاصة اذا قلنا ان معناها المتبادر من اول وهلة باطل .
وهذه اشارة من طرفي خفي أن شيخ الاسلام قد سبق ما لم يسبق اليه أحد من العالمين
وأنه أحدث ما لم يقل به أحد من السابقين , وكان يسعه أن يسكت عما سكت عنه الأقدمون

- الطعن في راويها انه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل و سكوت و غفلة اهل عصره و من اتى بعدهم من علماء الرواية و الدراية الى ان اتى شيخ الاسلام .خاصة اذا قلنا ان اللفظ لا يحتمل الا المعنى الباطل .
وهذا أشد من الأول , فكيف يسكت ويغفل أهل الرواية والدراية عن هذا المعنى الباطل حتى يأتي هذا الذي سموه شيخ السلام بعد قرون ويكتشف هذا الباطل ويخرج لهم هذه المسألة التي كبر فهمهما وتصديقها على الأشاعرة واشباههم وأشياعهم


جزاكم الله خيـرا ؛ لكن ألا يكون قول شيخ الاسلام بن تيمية الحراني في الحوادث لا أول لها قولا بالإمكان لا بالوجوب خلاف جمهور المتكلمة الذين نفوا الإمكان وأوجبوا أن يكون للخلق ابتداءً ؛ لما في كلام شيخ الاسلام في درء التعارض من العسر أن تقف على معانيه كاملة ؛ بما أن المسألة خيض فيها من الجانب العقلـي من لدن المتكلمة وكذا شيخ الاسلام فيكون على مبادىء العقلية على الإمكان لما خفـي من الادلة النقلية الصريحة في الأمر ..والله اعلم
بارك الله فيك
نعم هو كذلك , فالقول بالامكان هو المتعين وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين قالوا بامتناع ذلك
والأمر لا يحتمل الا الامكان أو الامتناع ولا ثالث لهما
لأنك لو قلت بالوجوب فهذا اساءة أدب مع الله تعالى , لأن في ذلك ايجاب الفعل على الله تعالى
ومثل ذلك القول فيما يستقبل , فأمة الاسلام متفقة -ما خلا جهما- أن أفعال الله تعالى غير محدودة في المستقبل وأنه لا يزال يفعل ويتجدد له الفعل في كل وقت آت , ولا يوجد وقت في المستقبل يمتنع أن يكون الله فيه خالقا وفاعلا
ومع ذلك فنقول في ذلك , أن تلسلسل هذه الحوادث في المستقبل ممكن وليس واجبا , لأن حدوثها يدخل تحت مشيئة الله
ولا أحد يوجب على الله شيئا , ولكنه يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد
ولا يمنع القول بالتسلسل في المستقبل بالقول أن الله هو الآخر
فوجود المخلوقات معه في الأبد لا ينفي عنه الآخرية , فهو الآخر ليس بعده شيء
وكذلك وجود المخلوق معه في الأزل لا ينفي عنه صفة الأولية , فهو الأول ليس قبله (لا ليس معه) شيء
ولو لم يكن في المسألة الا هذا الدليل لكفى به دليلا وبرهانا
وأيضا الذي ينفي دوام الأفعال في الأزل غاب عنه شيء لم يخطر على باله
فلو فرض أنه وجد مخلوق أول لم يخلق الله تعالى قبله شيئا وكان قبله العدم المحض
فمعنى هذا أن الله لم يحدث له خلق ابتداء من هذا المخلوق الى ما لا نهاية في الأزل
أي أن هذا الوقت (من الأزل الى وقت المخلوق الأول) لم يفعل الله تعالى شيئا وكان سبحانه معطلا عن كل فعل وخلق
وهذا وقت غير محدود من أحد طرفيه , أفيعقل أن الله تعالى ظل معطلا عن الفعل كل هذا الوقت اللامحدود وهو الذي مدح نفسه بوجود وكثرة الفعل والخلق وهي من صفات الكمال التي ينزه الله تعالى عن ضدها
وليس أحد أحب اليه المدحة من الله عزوجل

الطيبوني
2016-11-05, 11:29 PM
اخي الكريم في مشاركتك الاولى قلت /

( معنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل .)

انت تقر هنا ان المخلوقات ليس لها ابتداء و ما من مخلوق الا و قبله مخلوق و يمتنع ان يكون الله عز وجل في وقت من الاوقات معطل من صفة الخلق
و صفة الخلق عندك كما قلت في مشاركتك الاخيرة ( صفة الخلق فلا يوصف بها الا بعد وجود الفعل
فلا نقول أن الله تعالى قد خلق , وهو لم يخلق بعد )
يعني ان صفة الخلق لا تثبت الا بعد و جود الخلق
و عدم الخلق ممتنع عندك مستحيل لانه يلزم منه ان يكون الباري معطلا عن صفة الخلق التي لا تثبتها لله صفة الا مع وجود المخلوق .
فلا ضير علي ان قلت انك توجب تسلسل المخلوقات في الماضي و انك ترمي من يجعل ذلك ممكنا و يرده الى المشيئة ترميه بتعطيل الرب عز وجل عن كماله الذي لا يثبت الا بوجود المخلوق .
تامل هذا جيدا لكي لا نرجع اليه .
و بالمناسبة اخي الكريم الاشاعرة لا يقولون بامكانية ذلك في الماضي انما يقولون بالامتناع و لا يردون الامر الى المشيئة
و الارادة .

و غيرك من اهل السنة ممن يخالفك يقول بالامكان العقلي و يرجعون الامر الى الشرع فلا يثبتون ذلك و لا ينفونه الا بدليل .

اما قولك ان /
( قد نبهت الى الخطأ الذي وقعت فيه-ولما تخرج منه الى الآن - في التفريق بين الاسم و الصفة
فاسم الخالق ثابت له قبل أن يخلق . لكن صفة الخلق فلا يوصف بها الا بعد وجود الفعل
فلا نقول أن الله تعالى قد خلق , وهو لم يخلق بعد )
- اسم الخالق ثابت له قبل أن يخلق ؟
* تثبت هنا اخي الكريم الاسم قبل وجود المخلوق و هذا لا يستقيم الا بان تنفي التسلسل فقد قلت قبل بامتناع عدم المخلوق و ان ذلك من المستحيلات . فكيف تثبت الاسم بلا مخلوق و عدم المخلوق ممتع عندك على مر الازمان و الاوقات ماضي و مستقبلا .
* اسم الخالق باي شيء تثبته اخي الكريم ؟ انتظر الجواب
* هل لي ان اثبت الصفة بنفس الدليل الذي اثبت به الاسم . فاجعله موصوفا بالصفة قبل الخلق كما انه موصوف بالاسم * قبل ذلك .
* اثباتك للاسم اخي الكريم قبل الخلق اثبات للصفة ( فاسماء الله عز وجل اعلام و اوصاف ) ليست اعلام مجردة .
فيلزمك ان تثبت الصفة مع الاسم قبل الخلق و الا سقط التفريق الذي تزعم اني لم اخرج منه .
* اسماء الله عز وجل و صفاته لا اول لها ( قديمة قدم ذاته ) و انت تثبت الاسم قبل الخلق و الصفة بعده . فيلزم
من كلامك ان يكون الاسم سابق للصفة و هذا نفي للاولية بالنسبة للصفة . لان وجود الاسم متقدم عليها .

اما قولك ان
( الحوادث اسم عام يدخل فيه كل أفعال الرب عزوجل , من الخلق والكلام وغيره
والأخ الطيبوني أبدى في أول مشاركة له اعتراضه الشديد على شيخ الاسلام وموافقة الأشاعرة
ولا أدري ماذا حدث له الآن -فربما وقع له مثل ما وقع للرازي-, وهو صرح بقلمه أن الخلق يدخل في عموم الفعل , وأنكر دوام الفعل سابقا وأثبته لاحقا )

لا شيء علي اخي الكريم ان وافقت الاشاعرة في نتيجة اخالفهم فيها في الاستدلال و الاصول
فهم يوافقوننا في اثبات صفات مع مخالفتهم لنا في طريقة الاستدلال و المعول في الاثبات
فطالب العلم اذا تكلم بمقتضى الاصول المبنية على النصوص الشرعية و العقلية الصحيحة لا يدخله عيب و لا ذم و ان خالف شيخ الاسلام و وافق الاشعري في النتيجة .
انما عليك انت ان تبين الخلل في طريقته و استدلاله و تترفع عن مثل قولك يعترض على فلان و يوافق فلان
لاني احسب ان المرء يدرك الحق و الفقه في المسائل بعد ان يطرح مالديه بصدق و انصاف .
و مجمل اعتراضي السابق مبني على ما احسبه قواعد و اصولا يجب مراعاتها في مثل هذه المسائل /
فمن هذه الاصول /
- ان السلف تكلموا في اصول مسائل الاعتقاد فلا بد ان كانت المسالة حقا ان يكون لهم كلام فيها .
- ان البدعة قديمة قبل ان يولد شيخ الاسلام بزمان و باب النهي عن المنكر كان قائم انذاك . فلا بد ان يؤثر من ردودهم في هذه المسالة ما يغني و يشفي من الكلام .
- ان اصول المسائل ثابتة بالادلة النقلية و العقلية الظاهرة . فكون ادلة المسالة غالبها عقلي و النقلي فيها خفي على الناس . مما لا يجعلها من الاصول و يجعل القدح يتطرق الى العقل اولى من ان يجعل دليل الاصل شرعي خفي .
- ان اثبات دوام فاعلية الرب عز وجل ازلا و ابدا لا يلزم منه تسلسل المخلوقات . لان الخلق و ما يتبعه من الافعال يرجع الى بعض الافعال و هو تابع للمشيئة و الحكمة و العلم . فلا يثبت هذا التسلسل و لا ينفى الا بنص .
- كما ان النفي لا يكون الا بدليل فالاثبات لا يكون الا بدليل فاثبات تسلسل المخلوقات كعقيدة يبدع فيها النافي المستند الى ما يظنه دليل شرعي . او المتوقف المرجع الامر للمشيئة مع اثبات الامكان العقلي يحتاج الى نقل عمن سلفه ممن كلامهم معتبر في مثل هذه المسائل .
- رواية ( لم يكن شيء غيره او معه ) ارجوا من المشرف تصحيح اللفظ في اول المشاركة فقد ذكرت رواية " غيره "
و شيخ الاسلام ينتقد الروايتين الاوليين و يقول انهما رويتا بالمعنى .
قلت سابقا - ظاهر المعنى باطل عند شيخ الاسلام ( غيره او معه )
فيلزم ان الراوي استبدل المعنى الحق بالمعنى الذي ظاهره البطلان . و هذا طعن في الراوي و لمن اقر هذا المعنى من بعده . و قصور منهم في انهم لم يدركوا ان رواية غيره و معه تفيد بظاهرها معنى باطل ينزه الله عنه .
كيف يتوارد العلماء و ائمة الحديث بذكر هذه الروايات الظاهرة البطلان في دواوينهم بدون تنبيه
كيف يعبر العلماء بهذه الالفاظ في حكاية عقائدهم و في كتبهم مع انها في غاية البطلان .
بالمناسبة ابن القيم رحمه الله يقول في المدارج /
فمتى طالع العبد عين هذا السبق شهد معنى الأزل وعرف حقيقته فبدا له حينئذ علم التوحيد فاستقبله كما يستقبل أعلام البلد وأعلام الجيش ورفع له فشمر إليه وهو شهود انفراد الحق بأزليته وحده وأنه كان ولم يكن شيء غيره ألبتة وكل ما سواه فكائن بعد عدمه بتكوينه .
- كون الامام الطبري يحكي في تاريخه اختلاف الناس في اول مخلوق خلقه الله على الاطلاق ( ممكن ترجع الى ذلك )
و لا يحكي قول لاحد كان انه يقول بالتسلسل في الماضي مما يشعر ان هذا القول لم يكن معلوم انذاك . فكيف يجعل مما اجمع عليه السلف و الطبري و ما ادراك ما هو في الرواية و معرفة اختلاف الناس يفوته ذلك و لا يعرج عليه بتاتا . و تفسيره معول لنا في فهم كلام الله و هو مقدم حتى سمي بسيد المفسرين .

محمدعبداللطيف
2016-11-06, 03:31 AM
هذا كلام مهم يزيل الالتباس- يقول الامام الطحاوى رحمه الله-(مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ)، قوله (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ...) إلى آخره، أراد به أنه جل وعلا لم يزل بصفاته؛ متصفا بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات المنظورة، التي تراها الآن، والتي لا تراها مما هو موجود، قال (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا) هذا فيه بحث مرّ معكم في اسم القديم أو في وصف الله جل وعلا بالقِدم.
(لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ) تركيب هذه الجملة كالتالي: لم يزدد شيئا جل وعلا من صفاته، لم يزدد شيئا بكونهم -يعني بوجودهم وإيجادهم وخلقهم- لم يزدد شيئا، وهذا الشيء وُصف أنه لم يكن قبلهم من صفته؛ يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقهم؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزِّه عن النقص بأنواعه.
وهذا الكلام منه مع ما بعده متصل، ولذلك سنذكر ما يتعلق به من المسائل متتابعا بعد بيان هذه الجمل الآتية:
قال (وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا.
قال(لَيْسَ [بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ]اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلْق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة؛ بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة.
لهذا قال بعدها (لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثَم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
قال (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَى اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميْت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبيّن ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتّصاف الله جل وعلا بصفاته: هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟ على مذاهب:
المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم مِنْ أنّه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارُها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصلٍ عندهم وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سمّاه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق.
فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات.
فقبل أن يكون ثَم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما -عند المعتزلة والجهمية- فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامَه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله -عندهم- إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.

محمدعبداللطيف
2016-11-06, 03:31 AM
والمذهب الثالث: هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة؛ أعني عامة أهل السنة، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).
وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.
وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.
ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب.
ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها.
بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ ]--------------------------------------------------------------------------------هذا هو خلاصةمسألة ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات وانا اسأل سؤال للذين يقولون ان هذا العالم هو اول المخلوقات وهذ العالم بالنسبة الى الزمان المطلق
هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب ونقول ان نسبة هذا العالم بالنسبة الى الزمان بعامة كما ياخذ المداد من البحر كما قال الرب جل وعلا عن كلماته الكونية-قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا- بل لو نفد البحر كما قال الله جل وعلا - لجئنا بمثله مددا فهذا العالم بالنسبة الى الزمان المطلق كما يأخذ المداد من البحر بل لو نفد البحر لجاء الله بمثله مددا فلهذا نقول
من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق،بل فى ادراك العوالم الاخرى وننتقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب. معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات هذا من لوازم من يقول ان اول المخلوقات هذا العالم المشهود فالسؤال هنا هل كان الله معطلا هذا الزمان المطلقطويلا طويلاً جدا الذى تعجز العقول عن ادراكه -
الاجابة
- انمذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل - في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).- ولكن ما هى اجابة من ينكر ذلك هل كان الله معطلا عن الفعل فى هذاالزمن المطلق الطويل جدا جدا قبل خلق هذا العالم الاجابة لا واللهفكلمات الرب جل وعلا الكونية لا تنتهى قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

محمدعبداللطيف
2016-11-06, 05:04 AM
ولكن ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾) يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته.فإن عقل الإنسان لا يمكن أن يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه، ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه وتعالى من صفات الذات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال الأعظم، فإنهم سيحتقرون أنفسهم، وسيعلمون أنه ما ثَم ينجيهم ويشرفهم إلا أن يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه.فإذا تأمل العبد صفات الربوية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا، وأن ذات الله جل وعلا عظيمة، وأنه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه الجلال وهو جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع -الذي الأرض كَشِبْه لا شيء في داخل ذلك الملكوت- يفيض رحمته ويفيض في نعيمه على من شاء، ويرسل عذابه على من شاء، وينعِّم من شاء، ويصرِف البلاء عن من شاء، وهوسبحانه ولي النعمة والفصل، فترى أفعال الله جل وعلا في السماوات وترى عبودية الملائكة في السماوات؛ تراها متجهة إلى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام «أَطّتِ السّمَاءُ وَحُقّ لَهَا أَنْ تَئِطّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاّ وَمَلَكٌ قائم أو مَلَكٌ راكع أو مَلَكٌ سَاجِد» وهذا لأجل تعظيمهم لأمر الله، فتنظر إلى نفوذ أمر الله في ملكوته الواسع الذي لا نعلم منه ما هو لنا من هذه الأرض وما هو قريب منها؛ بل نعلم بعض ذلك،ومن اسباب رسوخ الايمان رسوخ الإيمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا أن يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السموات والأرض كما أمر الله جل وعلا بذلك حين قال ﴿قُلْ اُنْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾[يونس:101]، وقال جل وعلا ﴿أَوَلَمْ [يَنْظُرُوا] فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءِ﴾[الأعراف:185]، وقال أيضا جل وعلا ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ(190) لَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191)﴾

أحمد القلي
2016-11-06, 08:55 AM
بارك الله فيك على هذا النقل في بيان مذهب أهل السنة وتمييزه عن مذاهب المبتدعة
والمذهب الثاني -الذي ذكره الشيخ صالح- عن الأشاعرة هو ما يجتهد هنا الأخ الطيبوني في احيائه بعد مماته
و قد علمت من أول سطر كتبته أنك تقول بمذهب الأشاعرة والجهمية في هذا المسألة و أنك تحسب أن من خالفهم هو شيخ الاسلام , مع أني نقلت لك عنه أن هذا هو قول أئمة الحديث المذكورة أسماؤهم ممن هم أعلم من الطبري بأقوال السلف ,
((
وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.))
انتهى
ألا ينتهي كل مبتدع ويرتدع عن أن يتبع أهل البدع , من الأشاعرة ومن شاكلهم ومن شابههم ؟؟

أنظر الى قوة فقه السلف وعمق فهمهم , (الحي هو الفعال )

فالحياة الكاملة ليس فيها الا الفعل ومن لا يفعل فهو ليس بحي

ونقل البخاري عن نعيم بن حماد أنه قال : الْحَيُّ هُوَ الْفَعَّالُ وَمَا لَيْسَ بِفَعَّالِ فَلَيْسَ بِحَيِّ.))
والأشاعرة ليس لهم عقل و لا هم التزموا النقل وبيس عندهم الا التعطيل , والا فروا منه الى التأويل
ومنذ البداية وانا أقول لك أن الناس افترقوا في هذه المسألة على ثلاثة أقوال , قولان باطلان , --وأنت على احدهما وقول ثالث هو لأهل الحديث
قال شيخ الاسلام (ان الغلط في معنى هذا الحديث هو من عدم المعرفة بنصوص الكتاب والسنة، بل والمعقول الصريح؛ فإنه أوقع كثيراً من النظار واتباعهم في الحيرة والضلال، فإنهم لم يعرفوا إلا قولين:
قول الدهرية القائلين بالقدم،
وقول الجهمية لقائلين بأنه لم يزل معطلاً عن أن يفعل أو يتكلم بقدرته ومشيئته، ورأوا لوازم كل قول تقتضي فساده وتناقضه، فبقوا حائرين مرتابين جاهلين، وهذه حال من لا يحصى منهم، ومنهم من صرح بذلك عن نفسه كما صرح به الرازي وغيره.))
وقال (((وبعضهم يظن أن من خالف ذلك فقد قال بقدم العالم، ووافق الفلاسفة الدهرية؛ لأنه نظر في كثير من كتب الكلام فلم يجد فيها إلا قولين:
قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم إما صورته وإما مادته، سواء قيل: هو موجود بنفسه؛ أو معلول لغيره.

وقول من رد على هؤلاء من أهل الكلام: الجهمية؛ والمعتزلة؛ والكرامية؛ الذين يقولون: إن الرب لم يزل لا يفعل شيئاً ولا يتكلم بشيء، ثم أحدث الكلام والفعل بلا سبب أصلاً.))
وأنت لا مناص لك من اختيار أحد القولين و لا تمسك العصى من الوسط , والا كنت كما قلت لك سابقا كالرازي الذي جمع بين النقيضين جراء تردده وحيرته في المسألة
وطوائف المبتدعة انما فروا من قول الفلاسفة الذين قالوا بقدم العالم , فظنوا ان اثبات دوام الفاعلية لله عزوجل يقتضي وجود المخلوق معه في الأزل أي اثبات القدم للعالم
فلم يجد مفرا الا القول بنفي الحوادث عن الله تعالى وأنها لا تقوم به سبحانه ,
وأنا لم أوجب على على الله تعالى أن يخلق بل انت وسلفك من الاشاعرة من أوجب على الله تعالى أن لا يخلق ولا يفعل
بل أن هؤلاء المبتدعة نفوا أن يكون الله تعالى فاعلا الا بعد وجود الفعل


وتأمل كلام الامام الطحاوي وهو أعلم بالحديث من الأشعري وأصحابه حين فرق بين الصفة والاسم
(وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى
بَعْدَمَا أَحْيَى
اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ))
فالاسم استحقه قبل الاحياء لكن 'محيي الموتى ) اتصف به بعد وجود فعل الاحياء
ولا يمكن أن يكون أحي الموتى , ولم يكن الموتى قد وجدوا بعد
ولا يمكن أن يتصف بالفعل ولما يحدث الفعل منه سبحانه , وهذا أبين من يبين
وبعد هذه العجالة انتظر الرد على تمسكك بكلام الطبري , وتشبثك بمسألة أول مخلوق

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-06, 01:16 PM
هذا الكلام يطرح سؤالاً لعل الإشكال في الأفعال لا في الصفات ؛ فمن أثبت صفة الخالق قال هذه صفة قائمة بالذات لا تقوم إلا بمخلوق وهذا قول المتكلمة ومن وقاسوا ذلك على أن الإنسان لا يتصف بالفعل إلا إذا قام به وإن كان يمتلك صفته والقول الآخر لم يثبت له الصفة وقال أن العلة مستوجبة للمعلول ولا تتأخر عنه وهذا قول المعتزلة وخالفوا المتكلمين أن الصفة مقترنة للفعل فلا يسمى خالقاً حتى يخلق فإذا كان خلق العرش أو القلم فهو لم يتصف بالخلق إلا حينذاك وهذا يقابله قول آخر هو قول طائفة من اهل الحديث والسنة المعاصرين أن خالق في الأزل هذه خالفوا فيها المعتزلة وقولهم أنه لا يمكن أن يكون معطلا في الأزل فهو مخالفة للمتكلمين الذين قالوا هو متصف بالصفة لكنه غير فعالة حتى خلق ؛ وهذا تفصيل للأقوال الثلاثة وفيما يتعلق بقول أهل الحديث انقسم القول إلى ضربين : ضرب يوجب إيجاباً أنه خالق في الأزل فإن لم يخلق فهو قول بالتعطيل وقول آخر يقول بالإمكان أي أنه متصف بالصفة قبل الخلق وقادر على أن يخلق في أي وقت شاء فالأمر راجع للمشيئة ولا أدري إذا كان بينهما تعارض بين الايجاب والإمكان لكن يتعين لي أنه لا تعارض والعلم عند الله

[/quote]

الطيبوني
2016-11-06, 11:18 PM
اثراءا للموضوع /

الامام ابن حزم يقول في مراتب الاجماع /

بَاب من الإجماع فِي الاعتقادات يكفر من خَالفه باجماع
اتَّفقُوا ان الله عز وَجل وَحده لَا شريك لَهُ خَالق كل شَيْء غَيره وَأَنه تَعَالَى لم يزل وَحده وَلَا شَيْء غَيره مَعَه ثمَّ خلق الاشياء كلهَا كَمَا شَاءَ وَأَن النَّفس مخلوقة وَالْعرش مَخْلُوق والعالم كُله مَخْلُوق (2) وَأَن النُّبُوَّة حق وَأَنه كَانَ أَنْبيَاء كثير مِنْهُم من سمى الله تَعَالَى فِي الْقُرْآن وَمِنْهُم من لم يسم لنا وَأَن مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَبْعُوث بِمَكَّة المُهَاجر إلى الْمَدِينَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلى جَمِيع الْجِنّ والانس إلى يَوْم الْقِيَامَة

و يقول في مقدمة الكتاب /
( وإنما ندخل فِي هَذَا الْكتاب الإجماع التَّام الَّذِي لَا مُخَالف فِيهِ الْبَتَّةَ )

المسالة عند ابن حزم من مسائل الاجماع التي لا يعلم فيها المخالف البتة
او نقول وهو المقصود / لا يعلم ابن حزم في وقته مخالف يقول بتسلسل المخلوقات .
يعني هذا القول الذي يدعى ان السلف و اهل السنة قد اجمعوا عليه لم يسمع به بتاتا ابن حزم
لا اقصد انه لم يسمع بالاجماع . بل لا يعلم قائلا من المسلمين في زمنه او قبل ذلك يقول بهذا .

فعندنا الان امامان قبل شيخ الاسلام ( الامام الطبري صاحب التفسير و ابن حزم ) لم يعلما و لم يسمعا قائلا من المسلمين يقول بتسلسل المخلوقات ( بتاتا)
فالاول يحكي في تاريخه اختلاف السلف في اول مخلوق خلقه الله على الاطلاق و يحكي الروايات عن الصحابة و التابعين و كلام الناس دون ان يثبت قولا يقول بالتسلسل
او يشير اليه و لو تضعيفا .
و ابن حزم يروي الاجماع على ان الله لم يزل وحده و لا شيء معه ثم خلق الخلق .

و مقام الامام الطبري في الرواية و ابن حزم في دراية كلام الناس يجعلني اجزم ان مثل هذه المسائل ليست بالتي تفوتهم درايتها و معرفة اصحابها خاصة اذا قلنا انها مسالة مجمع عليها بين سلف الامة ؟

أحمد القلي
2016-11-07, 02:00 AM
وأخيرا تشبثت بخيوط العنكبوت و اختبأت و لجألت الى أوهن البيوت
بعد أن انكسر أمامك مذهب الأشاعرة و تضعضع بين يديك رأي المبتدعة

خاصة اذا قلنا انها مسالة مجمع عليها بين سلف الامة ؟
أنى لك الاجماع يامسكين ؟
ان كنت تقصد اجماع الأشاعرة والجهمية فقد نلته وفزت به و ما أسعدك به
أما اجماع ينقله لك ابن جزم الظاهري فكن من المستيقنين والمستوثقين أنك لم تظفر الا بسراب تحسبه وأنت ظمآن ماء حتى اذا أتيته لم تجده شيئا .
أبعد أن نفضت يديك من الأشاعرة ارتميت في أحضان ابن حزم , الباطني في الصفات , الظاهري في الأحكام .
ألم تعلم أن الرجل -رحمه الله برحمته - كان فيه تجهم في الأسماء والصفات ؟
وكتابه الذي طرت به فرحا , فيه كثير من المسائل المختلف فيها لكن يجكي خطأ الاجماع عليها
أولم تعلم أن شيخ الاسلام أعلم الأنام بمقالات المسلمين قد صنف رسالة استدرك فيها على هذا الكتاب لابن حزم
وكم وكم نقض فيها الاجماعات المدعاة , ولولا الاطالة والخروج عن الموضوع لنقلت لك منها أمثلة تقر بها عينك ويطمئن بها فؤادك
أما الاجماع على هذه المسألة التي ادعيتها , فحبذا لو تذكر لنا واحدا فقط من أئمة السلف قال بهذا القول
فان وجدت فأضف له آخر
أما مسألة هل القلم أول أو العرش , ففيها خلاف , على قولين حكاهما أبو العلاء الهمداني كما ذكر شيخ الاسلام واقرأ بعضا مما قاله وانظر كيف ينقل الخلافات مما لن تجده ولن تقرأه الا عنده
قال شيخ الإسلام: قد ذكرنا أن للسلف في العرش والقلم أيهما خلق قبل الآخر قولين، كما ذكر ذلك الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره.
أحدهما: أن القلم خلق أولا كما أطلق ذلك غير واحد وذلك هو الذي يفهم في الظاهر في كتب من صنف في الأوائل كالحافظ أبي عروبة بن أبي معشر الحراني وأبي القاسم الطبراني للحديث الذي رواه أبو داود ...))
ثم قال (والثاني: أن العرش خلق أولا قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في مصنفه في الرد على الجهمية: حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا سفيان الثوري حدثنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: "إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه" ورواه أيضا أبو القاسم اللالكائي في كتابه في شرح أصول السنة من حديث يعلى عن سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قيل لابن عباس: إن أناسا يقولون في القدر؟ قال: "يكذبون لئن أخذت بشعر أحدهم لا نصونه أي لآخذن بناصيته إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا
فخلق القلم فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه".
وكذلك ذكر الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب الأسماء والصفات لما ذكر بدء الخلق فذكر حديث عبد الله بن عمرو وعمران بن حصين وغيرهما وسنذكر هذين الحديثين إن شاء الله تعالى ثم ذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} على أي شيء كان الماء؟ قال: "على متن الريح"....)) انتهى كلامه

واحتج من قال بأن العرش سابق للقلم برواية ابن عباس
(قال:"إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئًا، فكان أول ما خلق الله القلم، فأمره أن يكتب ما هو كائن، وأن ما يجري على الناس على أمر قد فرغ منه")
وهذا صريح في أن العرش متقدم على القلم وأن القلم هو أول باعتبار هذا العالم المشهود الذي له تعلق بالانسان
وليس في كلام ابن عباس أن الله لم يخلق شيئا قبل العرش
فهذا لا يمكن أن يقوله الا نبي , ولم ولن يقوله النبي عليه السلام
ومن عنده قول عنه أو عن الصحابة -ماعدا رواية أبي رزين- فلا يبخلن علينا باخراجه الينا
ولذلك تجد أن الله قال في القرآن (وكان عرشه على الماء )
فمن يستطيع أن ينبئنا أيهما أسبق , الماء أو العرش ؟
بل ان ابن اسحاق قال ان أول مخلوق عنده هو النور , ومن يقول ان الظلمة قد سبقت أو اقترنت بالنور فلم يبعد
(وجعل الظلمات والنور )
وجعل هنا بمعنى خلق.

محمدعبداللطيف
2016-11-07, 03:01 PM
تسلسل الحوادث في القدم هو قول السلف المقدم (http://majles.alukah.net/t156703/)

جزى الله خيرا اخونا أحمد القلى على عرض هذا الموضوع القيم الذى افاض فيه فى عرض الادلة وتنوعها - عرضا ونقضا لبنيان أدلة المخالفين وكشفا للشبهات وإزاله للاوهام والالتباس عن مذهب اهل السنة والحديث والاثر فلا يسع المخالف بعد وضوح الحجج والبراهين الا التسليم كما قال جل وعلا-


ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ---------------------------------------------------------سبحان الله إن هي والله إلا فتنة أعمت القلوب عن مواقع رشدها، وحيرت العقول عن طرق قصدها، تربى فيه الصغير وهرم عليه الكبير، فظنت خفافيش الأبصار أنها الغاية التي تسابق إليها المتسابقون، والنهاية التي تتنافس فيها المتنافسون وهيهات أين الظلام من

الضياء، وأين الثرى من كواكب الجوزاء، وأين الحرور من الظلال، وأين طريقة أصحاب اليمين من طريقة أصحاب الشمال، وأين القول الذي لم تضمن لنا عصمة قائله بدليل معلوم من النقل المصدق عن القائل المعصوم وأين العلم الذي سنده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين سبحانه، من الخوض الذي سنده شيوخ الجهمية والمعتزلة وفلاسفة المشائين، بل أين الآراء التي أعلى درجاتها أن تكون عند الضرورة سائغة الاتباع إلى النصوص النبوية الواجب على كل مسلم تحكيمها والتحاكم إليها في موارد النزاع، وأين الآراء التي نهى قائلها عن تقليده فيها وحض على النصوص التي فرض على كل عبد أن يهتدي بها ويتبصر. وأين الأقوال والآراء التي إذا مات أنصارها والقائمون بها فهي من جملة الأموات، إلى النصوص التي لا تزول إلا إذا زالت الأرض والسماوات.
لقد استبان والله الصبح لمن له عينان ناظرتان؛ وتبين الرشد من الغي لمن له أذنان واعيتان، لكن عصفت على القلوب أهوية البدع والشبهات والآراء المختلفات، فأطفأت مصابيحها وتحكمت فيها أيدي الشهوات فأغلقت أبواب رشدها وأضاعت مفاتيحها، وران عليها كسبها وتقليدها لآراء الرجال، فلم تجد حقائق القرآن والسنة فيها منقذا وتمكنت فيها أسقام الجهل والتخليط فلم تنتفع معها بصالح الغذاء، واعجبا جعلت غذاءها من هذه الآراء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولم تقبل الاغتذاء بكلام الله تعالى ونص نبيه المرفوع، واعجبا كيف اهتدت في ظلم الآراء إلى التمييز بين الخطأ فيها والصواب، وعجزت عن الاهتداء بمطالع الأنوار ومشارقها من السنة والكتاب، فأقرت بالعجز عن تلقي الهدى من مشكاة السنة والقرآن، ثم تلقته من رأي فلان ورأي فلان.
سبحان الله ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس الهدى من مشكاتها من الكنوز والذخائر، وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر، قنعوا بأقوال استنبطوها بمعاول الآراء فكرا،وتقطعوا أمرهم بينهم لأجلها زبرا وأوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، فاتخذوا لأجل ذلك القرآن مهجورا، درست معالم القرآن في قلوبهم فليسوا يعرفونها، ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها ووقعت أعلامه من أيديهم فليسوا

يرفعونها، وأفلت كواكبه من آفاقهم فليسوا يبصرونها، وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وعقدها فليسوا يثبتونها، خلعوا نصوص الوحي عن سلطان الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين وشنوا عليها غارات التحريف بالتأويلات الباطلة، فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم المخذولة كمين بعد كمين، نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فعاملوها بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام، وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز. وقالوا مالك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل المجاز. أنزلوا النصوص منزلة الخليفة العاجز في هذه الأزمان، له السكة والخطبة وما له حكم نافذ ولا سلطان، حرموا والله الوصول بخروجهم عن منهج الوحي وتضييع الأصول، وتمسكوا بأعجاز لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها وتقطعت بهم أسبابهم أحوج ما كانوا إليها،حتى إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور، وتميز لكل قوم حاصلهم الذي حصلوه؛ وانكشفت لهم حقيقة ما اعتقدوه وقدموا على ما قدموه وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وسقط في أيديهم عند الحصاد لما عاينوا غلة ما بذروه.
فياشدة الحسرة عندما يعاين المبطل سعيه وكده هباء منثورا، ويا عظم المصيبة عندما تبين بوارق آماله وأمانيه خلبا وغرورا، فما ظن من انطوت سريرته على البدعة والهوى والتعصب للآراء بربه سبحانه وتعالى يوم تبلى السرائر، وما عذر من نبذ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره في يوم لا ينفع فيه الظالمين المعاذر. أفيظن المعرض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينجو غدا بآراء الرجال ويتخلص من مطالبة الله تعالى له بكثرة البحوث والجدال أو ضروب الأقيسة وتنوع الأشكال أو بالشطحات والمشارات وأنواع الخيال، هيهات. والله لقد ظن أكذب الظن ومنّى نفسه أبين المحال، وإنما ضمنت النجاة لمن حكم هدى الله تعالى على غيره وتزود التقوى وائتم بالدليل وسلك الصراط المستقيم واستمسك من التوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.[ اعلام الموقعين]-------------------------------------------------------وبعد فأنا اعلم علم اليقين ان الاخ الطيبونى من الاخوه الكرام الذين يحبون اثراء المواضيع ومناقشتها وهو يصرح كثيرا بهذا فى كثير من مناقشاته فنحن نقدر جهده فلا تعجل عليه --


قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=1430): أَنْشَدَنِي يُونُسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=-10000)، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4018): فَلا تَعْجَلْ عَلَى أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَإِنَّ الظُّلْمَ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ وَلا تُفْحِشْ وَإِنْ مُلِّئْتَ غَيْظًا عَلَى أَحَدٍ فَإِنَّ الْفُحْشَ لُومُ وَلا تَقْطَعْ أَخًا لَكَ عِنْدَ ذَنْبٍ فَإِنَّ الذَّنْبَ يَغْفِرُهُ الْكَرِيمُ وَلَكِنْ دَارِ عَوْرَتَهُ بِرَقْعٍ كَمَا قَدْ يُرْقَعُ الْخَلِقُ الْقَدِيمُ وَلا تَجْزَعْ وَاصْبِرْ فَإِنَّ الصَّبْرَ فِي الْعُقْبَى سَلِيمُ فَمَا جَزَعٌ بِمُغْنٍ عَنْكَ شَيْئًا وَلا مَا فَاتَ يُرْجِعُهُ الْهُمُومُ " .





-----------ولكن نقدر الجهد الاكبر الذى يقوم به الاخوة فى الرد وإعلاء الحق فجزى الله خيرا الاخ الطيبونى وأخونا الاخ الفاضل أحمد القلى على سعة صدره -ونحن والحمد لله فى سعة صدر فى مناقشة الجميع ما دام ملتزم بأدب الحوار وجزاكم الله خيرا------------ وكما قال ابن القيم وغير ه وبضدها تتبين الاشياء فالحق حسن فى نفسه ويطهر حسنه اكثر بالرد على ادلة المخالفين فالضد يظهر حسنه الضد، فإذا عرفت الشرك ظهر لك حسن التوحيد والإيمان بالله -عز وجل-
كما قال الشاعر:

الضـد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء

فالضد إنما يظهر حسنه إذا عرفت ضده؛

الطيبوني
2016-11-07, 05:54 PM
الاخ الكريم /
قلت ( حبذا لو تذكر لنا واحدا فقط من أئمة السلف قال بهذا القول )
ان كنت تقصد هذا القول ( أَنه تَعَالَى لم يزل وَحده وَلَا شَيْء غَيره مَعَه ثمَّ خلق الاشياء )

فسافعل ان شاء الله . لكن اصبر علي
و اعلم اخي الكريم اني لم ارد على كلامك و لن افعل ذلك لاني صراحة لمست ان عندك عي في ادراك حجة الخصم
فدائما اسعى ان ابين لك وجه الاستدلال لكنك ترد بكلام جانبي لا ينقض شيئا مما ذكرت . و هذا كثير في كلامك

فمثلا الامام ابن حزم عنده تجهم كما هو معلوم
فلو حججتك بقوله او بما يراه لكان حقا لك ان تقول هو جهمي ينفي الصفات او ما شابه ذلك
لكني قلت ( او نقول وهو المقصود / لا يعلم ابن حزم في وقته مخالف يقول بتسلسل المخلوقات )
فلم تفهم اخي وجه الاستدلال و هو ان ابن حزم في وقته و قبل ذلك لم يسمع و لم يعلم قائلا يقول ذلك
و مثل هذا اخي الكريم لا ينقض بقولك ان ابن حزم كان جهمي .

أحمد القلي
2016-11-07, 07:47 PM
نصحك الاخوة الكرام لكني أراك لا تحب الناصحين
ولويت عنقك ولم تلتفت اليه وكنت عنه من المعرضين

و اعلم اخي الكريم اني لم ارد على كلامك و لن افعل ذلك لاني صراحة لمست ان عندك عي في ادراك حجة الخصم
فدائما اسعى ان ابين لك وجه الاستدلال لكنك ترد بكلام جانبي لا ينقض شيئا مما ذكرت . و هذا كثير في كلامك
لست كريما ولا الكرم يعرفني , ولكني جاهل كما وصفت ,أعياني عيي , حتى أبنت عنه أنت بعلمك فأهديت الي عيبي وقد سبق أن قلت لك أني عرفت مذهبك من أول سطر كتبته هنا
والأشعرية لا يستطيع أن يخفيها أحد مهما تكتم واستخفى
ولما أغرقتك أمواج الحق المتلاطمة , وعصفت بك رياح الحقيقة العاتية , و لم تبصر وأنت تغرق الا ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي
ومن ادعى الاجماع فهو كاذب , كما قال الامام أحمد ومثله الشافعي , لا سيما اذا ادعاه من اشتهر بخرق الاجماعات الصحيحة و اختراع الأقوال الشاذة المنكرة كما لا يخفى على من له أدنى اطلاع على أقوال ابن حزم في مسائل الدين كلها
فابحث لك عن رجل آخر تعلق عليه بقايا مذهبك الأشعري الجهمي في هذه المسألة
واعلم علم اليقين أن توقفك عن الردود لن يغير من الأمر شيئا ,بل يزيده اتضاحا وتوهجا وتوقدا

الطيبوني
2016-11-07, 08:36 PM
ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي ؟؟ عجيب امرك

و الاعجب انك ما زلت لم تدرك محل الشاهد مما ذكرت ؟؟
و الاسلوب الذي تتكلم به و التهم اشعري و جهمي وو لاعجب ؟
المهم نصيحة مشفق
و الله حتى مذهب شيخ الاسلام لا تدريه
تفضل هذا كلامك /
في المشاركة 19
( نعم هو كذلك , فالقول بالامكان هو المتعين وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين قالوا بامتناع ذلك
والأمر لا يحتمل الا الامكان أو الامتناع ولا ثالث لهما )

و في المشاركة الاولى تقول /
المعلوم أن نفي هذا التسلسل في الأزل هو قول الأشاعرة المخالف لقول السلف وهذا الذي سعى شيخ الاسلام في اثباثه واظهار الحق الذي خفي على كثير من الناس
وقد صنف فيها تصنيفا كثيرا وقال فيها كلاما طويلا واستدل لها استدلالا قويا متينا منه استدلال نقلي ولكن معظمه عقلي يصعب على العقول استيعابه ويشفق اللبيب من خوض أعماق بحاره
وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب , وما توفيقي الا بالله .
ومعنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل ؟؟

مرة تقول القول بالامكان هو المتعين ( و تخالف شيخ الاسلام )
و مرة تقول باثبات التسلسل في الماضي و هو مضمون الموضوع

حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟
ام تقول بالوقوع لتثبت عندك و تتحقق صفة الخلق التي لا تثبتها الا مع و جود المخلوق

المهم شكر الله سعيك و هداني و اياك للعلم النافع و العمل الصالح .

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-07, 08:54 PM
ابن حزم الذي أجمع أهل الأندلس في وقته أنه أشد الناس شذوذا عن الخلق , حتى أحرقت كتبه ونفي ؟؟ عجيب امرك

و الاعجب انك ما زلت لم تدرك محل الشاهد مما ذكرت ؟؟
و الاسلوب الذي تتكلم به و التهم اشعري و جهمي وو لاعجب ؟
المهم نصيحة مشفق
و الله حتى مذهب شيخ الاسلام لا تدريه
تفضل هذا كلامك /
في المشاركة 19
( نعم هو كذلك , فالقول بالامكان هو المتعين وهذا في مقابلة الأشاعرة الذين قالوا بامتناع ذلك
والأمر لا يحتمل الا الامكان أو الامتناع ولا ثالث لهما )

و في المشاركة الاولى تقول /
المعلوم أن نفي هذا التسلسل في الأزل هو قول الأشاعرة المخالف لقول السلف وهذا الذي سعى شيخ الاسلام في اثباثه واظهار الحق الذي خفي على كثير من الناس
وقد صنف فيها تصنيفا كثيرا وقال فيها كلاما طويلا واستدل لها استدلالا قويا متينا منه استدلال نقلي ولكن معظمه عقلي يصعب على العقول استيعابه ويشفق اللبيب من خوض أعماق بحاره
وهاهو هذا البحث أقدمه بين أيديكم , والباب مفتوح على مصراعيه للمناقشة والتعقيب , وما توفيقي الا بالله .
ومعنى تسلسل الحوادث في القدم يقتضي أن لا يكون للمخلوقات ابتداء , وما من مخلوق الا وقبله مخلوق ويمتنع أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات معطلا عن صفة الخلق والفعل ؟؟

مرة تقول القول بالامكان هو المتعين ( و تخالف شيخ الاسلام )
و مرة تقول باثبات التسلسل في الماضي و هو مضمون الموضوع

حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟
ام تقول بالوقوع لتثبت عندك و تتحقق صفة الخلق التي لا تثبتها الا مع و جود المخلوق

المهم شكر الله سعيك و هداني و اياك للعلم النافع و العمل الصالح .




السلام عليكم ورحمته وبركاته
اخي الطيبوني لماذا لا تحرر مذهبك في مسألة تسلسل الحوادث وتفي المسألة بالتحرير لنستفيد من قولكم بدلا من هذه الردود المحتشمة والتي لا طائل ورائها
وجزاكم الله خيرا

أبو محمد المأربي
2016-11-08, 12:26 AM
شكر الله وبارك جهود الإخوة الكرام سيما الأخ أحمد القلي والطيبوني!
وحبذا لو وجّه صاحب الموضوع إلى الطيبوني أسئلة تحديدٍ لمذهبه، كما يحسن للطيبوني أن يحرّر مذهبه بدل الاعتراض الانتقائي لتقريرات القلي.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب" الرد على الزنادقة والجهمية (ص275 -) قبل أن يولد ابن حزم وابن جرير الطبري رحمهما:
" نقول: إن الله لم يزل متكلما إذا شاء، ولا نقول: إنه قد كان ولا يتكلم حتى خلق كلاما.
ولا نقول: إنه قد كان ولا يعلم حتى خلق علما فعلم.
ولا نقول: إنه قد كان ولا قدرة له حتى خلق لنفسه قدرة.
... فقلنا: لا نقول: إن الله لم يزل وقدرته ولم يزل ونوره، ولكن نقول: لم يزل بقدرته، وبنوره، لا متى قدَر، ولا كيف قدر...
ولا نقول:إنه قد كان في وقت من الأوقات ولا قدرة له حتى خلق القدرة، والذي ليس له قدرة هو عاجز...
ولكن نقول: لم يزل الله عالما، قادرا، مالكا، لا متى، ولا كيف"

محمدعبداللطيف
2016-11-08, 12:28 AM
حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟






قولك اخى الكريم الطيبونى--حرر كلامك هل تقول بالامكان الذي لا يلزم منه اثبات التسلسل ؟--هذا السؤال بهذه الصيغة فيه نظر بل غلط- لان التسلسل ينقسم الى قسمين التسلسل الواجب والثانى التسلسل الممكن-فالاولالتسلسل الواجب: ما دل عليه العقل والشرع، من دوام أفعال الرب تعالى في الأبد، وأنه كلما انقضى لأهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيماً آخر لا نفاد له، وكذلك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الأزل، وأن كل فعل مسبوق بفعل آخر، فهذا واجب في كلامه، فإنه لم يزل متكلماً إذا شاء ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله ،التي هي من لوازم حياته، فإن كل حي فعال، والفرق بين الحي والميت: الفعل، ولهذا قال غير واحد من السلف: الحي الفعال، وقال عثمان بن سعيد: كل حي فعال، ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلاً عن كماله، من الكلام والإرادة والفعل----------------انظر هنا اخى الكريم الطيبوني-قال شيخ الاسلام- ولم تحدث له صفة الكلام في وقت، وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته، فإن كل حي فعال، والفرق بين الحي والميت: الفعل------------هذا هو التسلسل الواجب اخى الكريم------------------------------------------------------------------------------------------------اما الامكان هو ما يسمىالتسلسل الممكن: فالتسلسل في مفعولاته من هذا الطرف، كما تتسلسل في طرف الأبد، فإنه إذا لم يزل حياً قادراً مريداً متكلماً، وذلك من لوازم ذاته - فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له،وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل، ولا يلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه، فإنه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدماً لا أول له، فلكل مخلوق أول، والخالق سبحانه لا أول له، فهو وحده الخالق، وكل ما سواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن قالوا: وكل قول سوى هذا فصريح العقل يرده ويقضي ببطلانه، وكل من اعترف بأن الرب تعالى لم يزل قادراً على الفعل لزمه أحد أمرين، لا بد له منهما: أما أن يقول بأن الفعل لم يزل ممكناً، وأما أن يقول لم يزل واقعاً، وإلا تناقض تناقضاً بيناً، حيث زعم أن الرب تعالى لم يزل قادراً على الفعل، والفعل محال ممتنع لذاته، لو أراده لم يمكن وجوده، بل فرض إرادته عنده محال وهو مقدور له وهذا قول ينقض بعضه بعضاً والمقصود: أن الذي دل عليه الشرع والعقل، أن كل ما سوى الله تعالى محدث كائن بعد أن لم يكن أما كون الرب تعالى لم يزل معطلاً عن الفعل ثم فعل، فليس في الشرع ولا في العقل ما يثبته، بل كلاهما يدل على نقيضه --------------------------------اذا تعريف الامكان من كلام شيخ الاسلام هو-فالفعل ممكن له بموجب هذه الصفات له،وأن يفعل أكمل من أن لا يفعل -اذا اتضح من كلام شيخ الاسلام الفرق بين التسلسل الواجب والتسلسل الممكن وهو ما عبرت عنه اخى الكريم بكلمة الامكان----اذا التسلسل قسمان 1-التسلسل الواجب-دوام أفعال الرب تعالى في الأبد والازل-2- التسلسل الثانى-التسلسل الممكن وهو ان الله لم يزل يفعل وكلمة لم يزل يفعل -يعنى انه لم يزل الفعل واقعا-------------------------فمحصلة هذا الكلام -- كما قال شيخ الاسلام-أن يفعل أكمل من أن لا يفعل،---واكرر السؤال هنا ايضا الذى لم يجيب عنه القائلين بتعطيل الله عن الفعل--- هل كان الرب جل وعلا معطلا عن الفعل قبل خلق هذا العالم المشهود -وأجيب ما دام المعطلين لن يجيبوا- وانا قلت لن يجيبوا بصيغت النفى لانهم لو اجابوا لخرجوا عن التعطيل-فأجيبهم--
إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات

الطيبوني
2016-11-08, 12:49 AM
يا شيخ خلاص احنا نتكلم على تسلسل المخلوقات في الازل
ارجع الى الردود و اصل موضوعه تفهم هذا
هو في اصل الموضوع في المشاركة الاولى اثبت التسلسل و علل على ذلك ارجع اليه
و في المشاركة 19 قال بالامكان و بعدم الوجوب
و التعليل بظهور الكمال خاصة الذي ذكرته عن الشيخ صالح يلزم منه التسلسل وجوبا لا امكانا

المهم

اخي الكريم صاحب الموضوع قلت’ سابقا ان تسلسل الخلق في جانب الازل راجع للمشيئة و الارادة
و كل من له عناية بالموضوع يعلم ان قائل هذا يثبت الامكان العقلي المتوقف على الشرع نفيا او اثباتا
و المشهور من مذهب شيخ الاسلام رحمه الله انه يثبت التسلسل في الازل بحجة ان الكمال لا يكون الا بذلك
و انه لا بد من وجود المخلوق الذي تظهر فيه كمالات صفات الباري عز وجل .
هذا من اقوى حجج شيخ الاسلام في المسالة .
و لما كان الحق في هذه المسالة و غيرها لا يظهر الا بالبحث و المناقشة اذ قد اقر الاخ في اول الموضوع انه من المسائل الخفية دلائلها شرعا و عقلا .
احببت ان ادلي بما ظهر لي انه يضعف ما ذهب اليه شيخ الاسلام من وجوب ذلك في الازل .
فلربما بمداخلات الاخوة و مشاركات الاحبة يظهر لك ما كان خافيا عنك من قبل

فقلت ان الباري عز وجل موصوف بصفات الجلال ازلا و ابدا لا يتوقف ثبوت ذلك على غيره . و هذا معتقد لاهل السنة قاطبة ان الله غني بذاته لا يحتاج في غناه الى احد من خلقه .
و ان القول انه لا بد من وجود مخلوق تظهر فيه كمالات الصفات تبطل ما اثبتناه من الكمال و الغنى الذاتي .
اذ يصبح كمال الصفة يفتقر في ثبوته و وجوده الى المخلوق . اقول في وجوده و ليس في ظهوره ففرق بين الامرين .
حتى لوقلنا ان المخلوق كائن بمشيئة و ارادة خلافا للفلاسفة . يبقى ان الكمال لا بد له من محل يظهر فيه . فيكون المخلوق ملازم للصفات ملازمة بعضها لبعض و ملازما لها ملازمة الذات للصفات .
و قد قرات في تلبيس الجهمية مناقشة شيخ الاسلام للفخر الرازي في موضوع التحيز ( يعني ان الباري متحيز في مكان ) لا بد له منه ما دام انكم تثبتون العلو .
كذا يقول الرازي .
و جواب شيخ الاسلام له باننا نثبت الحيز او المكان العدمي لا الوجودي
و هذا لكي لا نثبت قديم مع الباري عز وجل و لا نجعل وجود الباري مفتقر لغيره عز وجل
هذا بالنسبة للذات جعلنا المكان و الحيز عدمي و هو حق . فلا نلزم ان وجود الله مفتقر لمكان و حيز لا يتحقق الوجود الا به
و اما بالنسبة للصفات جعلنا محل الكمال الذي لا يوجد و لا يتحقق الا بوجود المخلوق .
و هذا في نظري القاصر اقول و الله اعلم تناقض
لماذا /
لان الصفات فرع عن الذات
فكما ان القول ان وجود الذات في الحيز او المكان الوجودي يدل على الافتقار لذلك الحيز و المكان و هذا باطل لاننا احوجنا الوجود للمخلوق
فالقول ان كمال الصفة لا يتحقق ولا يوجد الا بوجود المخلوق باطل ايضا لان الكمال هنا وجوده مركب من امرين احدهما وجود المخلوق و هذا يدل على افتقار الصفات للمخلوق الذي يظهر كمالها فيه .
و كذلك اذا قلنا ان الكمال لا يظهر الا بوجود المخلوق . فقد اثبتنا الكمال و جعلنا المخلوق محلا لظهوره . و هذا يتضمن اثباتا للصفة و الكمال قبل التعلق بالمخلوق

و كذلك يبطل ما قلناه من قبل ان الخلق تابع لمشيئته المرتبطة بعلمه و حكمته
و قد يرد علينا ايراد انه اذا كان الكمال لا يظهر الا مع وجود المخلوق فالكثرة في وجود المخلوق تكون اظهر للكمال المضمن في الصفات
و الله عز وجل يستحق دائما الاكمل لصفاته سبحانه و تعالى
اذ كثرة التعلق للصفات بكثرة المخلوق اثبت للكمال الذي قررناه
و هذا يبطل قولنا ان خلق الخلق تابع للحكمة و العلم و الارادة
و في باب الحكمة نقول ان عدم الخلق في الزمن المعين تابع لحكمته عز وجل كما ان خلق الخلق في الزمن المعين تابع لحكمته عز وجل
فالخلق و عدم الخلق تابع للحكمة التي يدركها الانسان من وجود الشيء وعدمه
ففي وجود الشيء نقول ان الحكمة في ايجاده
و في عدمه نقول ان الحكمة في ذلك العدم
و هذا كله كمال سواء وجد الخلق ام لم يوجد

و من جهة اخرى

ابن تيمية رحمه الله يريد ان يقول ما من وقت تقدره الى و جنس الخلق موجود مع الله عز وجل
لا يتصور في زمن من الازمان ازلا و ابدا ان يوجد الله عز وجل وحده ليس معه غيره كما ذكرنا سابقا
لذا سعى جاهدا رحمه الله في الحكم على رواية ( ليس معه شيء ) و ( لا شيء غيره ) بانهما رويتا بالمعنى و ان معناهما باطل
و بالحكم على هذا الكلام بجنس ردود شيخ الاسلام و غيره من اهل السنة على المخالفين
نقول ان /
- الحديث بلفظ ( غيره ) و ( معه ) موجود في كتب المعتقد و الحديث قبله و لم يسبقه امام في ان حكم عليه بان معناه باطل لا عالم سنة و لا حديث
- هو قال ان الراوي رواه بالمعنى فجاء بالمعنى الباطل و ترك المعنى الحق . و هذا طعن في الراوي لانه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل
- سكوت علماء الرواية و الدراية و غفلتهم عن هذا الى ان جاء شيخ الاسلام فبين ان هذا اللفظ باطل ظاهره التعطيل الباري عن كماله .
- تعبير العلماء في كتبهم بل في معتقدهم بنفس هذا اللفظ الذي حكم عليه شيخ الاسلام بالبطلان . بل قد نقل هو عن بعضهم ذلك في غير سياق المسالة .
يقول عن الامام احمد انه قال كما رواه الخلال في السنة ( .....ليس كمثله شيء و هو السميع البصير . و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر و لا يبلغ احد حد صفاته ) تلبيس الجهمية
و هذا لو تدبرته وحده يكون كافي في نسف كلام الشيخ من اصله

الطيبوني
2016-11-08, 01:18 AM
قلت /
( نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات )

الزمن طويل على من ؟
و هل تجزم ان هذا ينافي الحكمة ان شاء ان لا يخلق ؟
و هل يدخل الصفة نقص بعدم التعلق بالمربوب ؟

محمدعبداللطيف
2016-11-08, 01:21 AM
و اما بالنسبة للصفات جعلنا محل الكمال الذي لا يوجد و لا يتحقق الا بوجود المخلوق .
و هذا في نظري القاصر اقول و الله اعلم تناقض
لماذا /
لان الصفات فرع عن الذات
فكما ان القول ان وجود الذات في الحيز او المكان الوجودي يدل على الافتقار لذلك الحيز و المكان و هذا باطل لاننا احوجنا الوجود للمخلوق
فالقول ان كمال الصفة لا يتحقق ولا يوجد الا بوجود المخلوق باطل ايضا لان الكمال هنا وجوده مركب من امرين احدهما وجود المخلوق و هذا يدل على افتقار الصفات للمخلوق
و كذلك اذا قلنا ان الكمال لا يظهر الا بوجود المخلوق . فقد اثبتنا الكمال و جعلنا المخلوق محلا لظهوره . هذا الكلام أخى الكريم سبقت الاجابة عليه وأظن أنك لاتقرأ المشاركات السابقه بدقه وانا اعيد الكلام الذى فيه الرد على ما اقتبسته من كلامك ففيه الجواب الشافى-
يقول الامام الطحاوى رحمه الله
-(مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ، لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ)، قوله (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا قَبْلَ خَلْقِهِ...) إلى آخره، أراد به أنه جل وعلا لم يزل بصفاته؛ متصفا بصفاته قبل أن يخلُق الخلق، فصفاته سبحانه ثابتة له قبل وجود المخلوقات المنظورة، التي تراها الآن، والتي لا تراها مما هو موجود، قال (مَا زَالَ بِصِفَاتِهِ قَدِيمًا) هذا فيه بحث مرّ معكم في اسم القديم أو في وصف الله جل وعلا بالقِدم.
(لَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهِمْ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَتِهِ) تركيب هذه الجملة كالتالي: لم يزدد شيئا جل وعلا من صفاته، لم يزدد شيئا بكونهم -يعني بوجودهم وإيجادهم وخلقهم- لم يزدد شيئا، وهذا الشيء وُصف أنه لم يكن قبلهم من صفته؛ يعني أنّ الرب جل وعلا ما ازداد شيئا لما عليه سبحانه قبل أن يخلقهم؛ بل هو سبحانه بصفاته قبل أن يخلق الخلق وبعد أن خلق الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يعطَّل الرب من صفاته؛ لأن تعطيل الرب من صفاته نقص، والله سبحانه متنزِّه عن النقص بأنواعه.
وهذا الكلام منه مع ما بعده متصل، ولذلك سنذكر ما يتعلق به من المسائل متتابعا بعد بيان هذه الجمل الآتية:
قال (وَكَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا) يعني أنّ صفات الرب جل وعلا كما أنه لم يزل عليها وهو أولٌ بصفاته وهو أيضا جل وعلا آخرٌ بصفاته سبحانه وتعالى، فصفات الرب جل وعلا أبدية أزلية لا ينفكّ عنه الوصف في الماضي البعيد ولا في المستقبل، بل هو سبحانه وتعالى لم يزدد بخلقه شيئا، لا في جهة الأولية ولا في جهة الآخرية؛ بل هو سبحانه وتعالى لم يزل بصفاته أولا سبحانه وآخرا.
قال(لَيْسَ [بَعْدَ خَلْقِ الْخَلْقِ]اسْتَفَادَ اسْمَ "الْخَالِقِ"، وَلَا بِإِحْدَاثِ الْبَرِيَّةِ اسْتَفَادَ اسْمَ "الْبَارِي") أراد بذلك أنه جل وعلا من أسمائه الخالق ومن صفاته الخلْق قبل أن يَخلق، فلم يصر اسمه الخالق بعد أن خلق؛ بل هو اسمه الخالق جل وعلا قبل أن يخلق، ولم يكن اسمه الباري بعد أن برأ الخليقة؛ بل اسمه الباري قبل أن يبرأ الخليقة.
لهذا قال بعدها (لَهُ مَعْنَى الرُّبُوبِيَّةِ وَلَا مَرْبُوبَ، وَمَعْنَى الْخَالِقِ وَلَا مَخْلُوقَ) وقبل أن يكون سبحانه خالقا للخلق؛ يعني قبل أن يكون ثَم مخلوق هو خالق، وقبل أن يكون ثَم مربوب هو جل وعلا هو الرب سبحانه وتعالى.
قال (وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي الْمَوْتَى بَعْدَمَا أَحْيَى اسْتَحَقَّ هَذَا الِاسْمَ قَبْلَ إِحْيَائِهِمْ) فهو سبحانه المحيي قبل أن يكون ثم ميْت، قبل أن يميت الموتى هو المحيي، وكذلك هو المستحق لاسم الخالق قبل إنشائهم (ذَلِكَ بِأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
هذه الجمل مترابطة في الدلالة على المعنى الذي ذكرته لك، وهذا المعنى الذي دلّ عليه كلام الطحاوي ترتبط به مسائل مهمة جدا بهذا الموضع، وهذا الموضع مما يظهر منه أنّ الطحاوي رحمه الله خالف ما عليه أهل الحديث والأثر في هذه المسألة العظيمة، وذلك أنّ أصول هذه المسألة قديمة في البحث بين الجهمية وبين المعتزلة وبين الكلابية والأشاعرة وبين الماتريدية وبين أهل الحديث والأثر، والمذاهب فيها متعددة، لهذا نبيّن ما في هذه الجمل من مباحث على مسائل إيضاحا للمقال.
المسألة الأولى: أنّ الناس اختلفوا في اتّصاف الله جل وعلا بصفاته: هل هو متصاف بها بعد ظهور آثارها وأسماء الرب جل وعلا سمي بها بعد ظهور آثارها أم قبل ذلك؟ على مذاهب:
المذهب الأول: هو مذهب المعتزلة والجهمية ومن نحا نحوهم مِنْ أنّه جل وعلا لم يَصِر له صفات ولا أسماء إلا بعد أن ظهرت آثارُها، فلما خلق صارت له صفة الخلق، وصار من أسمائه الخالق، وذلك على أصلٍ عندهم وهو أن أسماء الله جل وعلا مخلوقة، فلما خلق سمّاه الناس الخالق، وخلق له اسم الخالق.
فعندهم أنّ الزمان لما ابتدأ فيه الخلق أو الرَّزق أو الإنشاء صار بعده له اسم الخالق، وقبل ذلك لم يكن له هذا الاسم ولم تكن له هذه الصفات.
فقبل أن يكون ثَم سامع لكلامه فليس هو سبحانه متكلما، فلما خلق سامعا لكلامه خلق كلاما -عند المعتزلة والجهمية- فأسمعهم إياه، فصار له اسم المتكلم أو صفة الكلام لمّا خلق مَنْ يسمع كلامَه، كذلك صفة الرحمة على تأويلهم الذي يؤولونه أو أنواع النعم والمنعم والمحيي والمميت، كل هذه لا تطلق على الله -عندهم- إلا بعد أن وُجد الفعل منه، على الأصل الذي ذكرته لكم عنهم أن الأسماء عندهم والصفات مخلوقة.
المذهب الثاني: هو مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب طوائف من أهل الكلام في أنّ الرب جل وعلا كان متّصفا بالصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثار صفاته ولا آثار أسمائه؛ بل كان زمنا طويلا طَويلا معطلا عن الأفعال جل وعلا، له صفة الخلق وليس ثم ما يخلقه، له صفة الفعل ولم يفعل شيئا، له صفة الإرادة وأراد أشياء كونية مؤجلة غير منجزة وهكذا.
فمن أسمائه -عند هؤلاء- الخالق، ولكنه لم يخلق، ومن أسمائه عندهم أو من صفاته الكلام ولم يتكلم، ومن صفاته الرحمة بمعنى إرادة الإنعام وليس ثم مُنعَم عليه، ومن أسمائه المحيي وليس ثَم من أحيى، ومن أسمائه الباري وليس ثم برأ، وهكذا حتى أنشأ الله جل وعلا وخلق جل وعلا هذا الخلق المنظور الذي تراه يعني الأرض والسماوات وما قصَّ الله في كتابه، ثم بعد ذلك ظهرت آثار أسمائه وصفاته، فعندهم أن الأسماء والصفات متعلقة بهذا العالم المنظور أو المعلوم دون غيره من العوالم التي سبقته.
وقالوا هذا فِرارا من قول الفلاسفة الذين زعموا أن هذا العالم قديم، أو أن المخلوقات قديمة متناهية أو دائمة من جهة الأولية؛ من جهة القدم مع الرب جل وعلا.

محمدعبداللطيف
2016-11-08, 01:23 AM
والمذهب الثالث:

هو مذهب أهل الحديث والأثر وأهل السنة
؛
أعني عامة أهل السنة
، وهو أنّ الرب جل وعلا أولٌ بصفاته، وصفاته سبحانه وتعالى قديمة، يعني هو أوّل سبحانه وتعالى بصفاته، وأنّه سبحانه كان من جهة الأولية بصفاتهِ -كما عبر الماتن هنا بقوله (كَانَ بِصِفَاتِهِ)- وأنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن تظهر آثارها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، والرب جل وعلا له صفات الكمال المطلق، ومن أنواع الكمال المطلق أنْ يكون ما أراد سبحانه وتعالى، فما أراده كونا لابد أن يكون ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
ومن مذهب أهل السنة والحديث والأثر أنّه سبحانه يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العوالم غير هذا العالم الذي نراه، فجنس مخلوقات الله جل وعلا أعمّ من أن تكون هذه المخلوقات الموجودة الآن، فلا بد أن يكون ثَم مخلوقات أَوْجدها الله جل وعلا وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلا، فإن أسماء الرب جل وعلا وإنّ صفات الرب جل وعلا لابد أن يكون لها أثرُها؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، فما أراده سبحانه فعله، ووصف نفسه بهذه الصفة على صيغة المبالغة الدالة على الكمال بقوله ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾، فما أراده سبحانه كان، وهذا متسلسل -كما سيأتي بيانه- في الزمن الأول، يعني في الأولية وفي الآخرية فهو سبحانه (كَمَا كَانَ بِصِفَاتِهِ أَزَلِيًّا كَذَلِكَ لَا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيًّا).
وهذا منهم -يعني من أهل الحديث والأثر والسنة- هذا القول منهم لأجل إثبات الكمال للرب جل وعلا.
وقول المعتزلة والجهمية فيه تعطيل للرب عن أسمائه وصفاته؛ يعني أنّ الله جل وعلا كان بلا صفات وبلا أسماء، وأنه لما فعل وُجدت صفات الرب جل وعلا، وهذا نسبة النقص لله جل وعلا؛ لأنّ الصفات هي عنوان الكمال، والله سبحانه وتعالى كمالاته بصفاته.
وأمّا قول الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم، هذا أيضا فيه وصف الرب جل وعلا بالنقص؛ لأن أولئك يزعمون أنه متّصف ولا أثر للصفة.
ومعلوم أن هذا العالم المنظور الذي تعلقت به عندهم الأسماء والصفات، هذا العالم إنما وُجد قريبا، فوجوده قريب وإن كانت مدته أو عمره طويل لكنه بالنسبة إلى الزمن بعامة -الزمن المطلق- لا شك أنه قريب لهذا قال عليه الصلاة والسلام «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» جل وعلا فالتقدير كان قبل أن يخلق هذه الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهي مدة محدودة، والله جل وعلا لا يحدّه زمان، فهو أول سبحانه وتعالى ليس قبله شيء جل وعلا، وفي هذا إقرار لأنه من جهة الأولية يتناهى الزمان في إدراك المخلوق، وننقل من الزمان المنسوب إلى الزمان المطلق، وهذا تتقاصر عقولنا عنه وعن إدراكه، وأما هذا العالم المنظور فإنه محدَث وحدوثه قريب.
ولهذا نقول إنّ قول الآشاعرة والماتريدية بأنه كان متصفا بصفات وله الأسماء، ولكن لم تظهر آثارها ولم يفعل شيئا الا بعد أن وجد هذا العالم، نقول معناه أن ثم زمانا مطلقا طويلا طويلاً جدا ولم يكن الرب جل وعلا فاعلا، ولم يكن لصفاته أثر ولا لأسمائه أثر في المربوبات، ولا بد أن الله جل وعلا له سبحانه وتعالى من يعبده جل وعلا من خلقه، ولا بد أن يكون له جل وعلا مخلوقات؛ لأنه سبحانه فعّال لما يريد، وهذه صفة مبالغة مطلقة في الزمن كله؛ لأن (ما) اسم موصول وأسماء الموصول تعمّ ما كان في حيّز صلتها.
بقي أنْ يُقال إن قولهم أراد ولكن إرادته كانت معلقة غير منجزة، ونقول هذا تحكّم؛ لأن هذا مما لا دليل عليه إلا الفرار من قول الفلاسفة ومن نحا نحوهم بقدم هذا العالَم المنظور، وهذا الإلزام ولا يلزم أهل الحديث والسنة والأثر؛ لأننا نقول إن العوالم التي سبقت هذا العالم كثيرة متعددة لا نعلمها، الله جل وعلا يعلمها.
وهذا ما قيل إنه يسمى بقِدم جنس المخلوقات، أو ما يسمى بالقِدم النوعي للمخلوقات، وهذه من المسائل الكبار التي نكتفي في تقريرها بما أوردنا لكَ في هذا المقام المختصر.
المهم أن يتقرر في ذهنكَ أن مذهب الحديث والأثر في هذه المسألة لأجل كمال الربّ جل وعلا، وأن غير قولهم فيه تنقّص للرّب جل وعلا بكونه معطَّلا أو لكونه سبحانه وتعالى معطلا أن يفعل وأن تظهر آثار أسمائه وصفاته قبل خَلْق هذا العالم المعلوم أو المنظور. [شرح الطحاوية للشيخ صالح ال الشيخ

الطيبوني
2016-11-08, 01:34 AM
شوف الشيخ عبد اللطيف قرات الكلام جيدا
و كلام الشيخ صالح في شرحه للطحاوية و الواسطية و كلام ابن ابي العز معروف
غدا ان شاء الله
ناخذ كلامه فقرة فقرة

أحمد القلي
2016-11-08, 05:21 PM
ايه يا مسكين , ترفعت على كلام كل المشايخ , ولم ترض الا بكلاك سلفك من الأشاعرة وهم أصحاب المذهب الثاني الذي فصله الشيخ صالح , وأنت تنافح عنه سواء أشعرت أم لم تشعر
وستظل تبث شبهاتك وتعيد تحويرها وزخرفتها , وقد سبقك اليها والى أضعاف مضاعفاتها سلفك من الأشاعرة والجهية
وقد ذكرت لك طرفا من كلامهم في التهجم على شيخ الاسلام واظهار التجهم في الصفات
لكنك لا تقرأ ولن تقرأ

- الحديث بلفظ ( غيره ) و ( معه ) موجود في كتب المعتقد و الحديث قبله و لم يسبقه امام في ان حكم عليه بان معناه باطل لا عالم سنة و لا حديث
أما لفظ (معه) فغير موجود , شئت أو ابيت ,
وكلامك هو الباطل بعينه فشيخ الاسلام لم يحكم على الحديث بالبطلان , وانما قال ان هذا اللفظ روي بالمعنى , ورجح عليه اللفظ الآخر من خمس عشرة وجها , لن تستطيع أنت وأمثالك وأسلافك الدهر كله أن تردوا وجها واحدا ,
لكن شيخ الاسلام قد ذكر أوجها في الجمع بين الروايتين خفي عليك وعلى من قلدت من الأشاعرة ,
فمن بينها , أن الله لم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء
أي أن الله لم يكن شيء غيره لما كان عرشه على الماء ,
وليس في الحديث أي تعرض لذكر خلق العرش -مع أنه مخلوق- وليس في الحديث الا ذكر خلق السماوات مع تقدم وجود القلم والعرش على خلقها ,
فأين في الحديث ان صح بهذا اللفظ ما يدل على ترتيب المخلوقات ,
وأين فيه ذكر أول مخلوق على الاطلاق ؟

هو قال ان الراوي رواه بالمعنى فجاء بالمعنى الباطل و ترك المعنى الحق . و هذا طعن في الراوي لانه احال المعنى الحق الى المعنى الباطل
لا يقول هذا الكلام الباطل الا جاهل بعلم وقواعد الحديث وأحوال الرجال في الرواية
أين قال شيخ الاسلام ذلك ؟
هذا الحديث وأي حديث آخر قد يقع الاختلاف في ألفاظه تبعا لاختلاف الرواة في الزيادة أو النقص أو التغيير في اللفظ وهذا راجع الى اختلافهم في الحفظ والاتقان والضبط
وهذا الحديث -ان كنت تعلم - رواه الأعمش ,واختلف عنه ,
وسأبين لك بعد هذه العجالة أن لفظ (قبله) أرجح من لفظ (غيره) عند البخاري من حيث الصناعة الحديثية
لكن رواه سفيان الثوري وهو أثبت بدرجات من الأعمش عن ذات الشيخ الذي رواه عنه الأعمش , ولم يذكر أصلا لفظ النبي عليه السلام (فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بَدْءَ الخَلْقِ وَالعَرْشِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ، لَيْتَنِي لَمْ أَقُمْ)
ورواه البخاري أيضا من طريق آخر عن سفيان (فَقَالَ: أَبْشِرُوا يَا بَنِي تَمِيمٍ. قَالُوا: بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا، قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا البُشْرَى فَلَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ، قَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا.))
ورواه أحمد أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي عنه
وكذا الترمذي كذلك وقال حديث حسن صحيح
والحديث لم يخرجه مسلم لا من طريق سفيان ولا الأعمش وهو أعلم بسبب ذلك
وعلى فرض أن اللفظين متعارضان , ولم يترجح أحدهما على الآخر, فيتساقطان
ويطلب معرفة ذلك من نص خارجي
ومرجع ذلك الى معرفة معنى اسم الله (الأول )
وقد عرفه أعرف الخلق بربه فقال (أنت الأول فليس قبلك شيء)
وهذا قاله في مقام الدعاء , والدعاء يتطلب الثناء على المدعو بأعلى صفات الكمال , وما كان لأعلم الخلق أن يصف مولاه الا بالصفة الدالة على كماله وجلاله
وقد قال (ليس قبلك شيء)
وليقل كل مبتدع بعد ذلك عن ربه ماشاء الى يوم اللقاء

الطيبوني
2016-11-08, 09:01 PM
يقول عن الامام احمد انه قال كما رواه الخلال في السنة ( .....ليس كمثله شيء و هو السميع البصير . و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر و لا يبلغ احد حد صفاته ) تلبيس الجهمية

( قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : أَمَّا قَوْلُهُ : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ بِقَوْلِهِ ، وَأَوَّلَ خَلْقٍ هُوَ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُقَالُ : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَأَخْبَرَ إِنَّ كَلامَهُ قَبْلَ الْخَلْقِ ) خلق افعال العباد للبخاري

( اذا اردت ان تعلم ان الجهمي كاذب على الله سبحانه و تعالى حين زعم انه في كل مكان . و لا يكون في مكان دون مكان . فقل له - اليس كان الله و لا شيء ؟ فيقول نعم . فقل له فحين خلق الشيء خلقه في نفسه او خارجا عن نفسه ) الرد على الجهمية للامام احمد

أحمد القلي
2016-11-08, 11:25 PM
وهل قال لك أحد من البشر أن الله قد كان شيء قبله , ؟
في كل مرة أوقن بمذهبك ,بطريقتك في الفرار , فكلام البخاري في اثبات أن كلام الله غير مخلوق , وكذلك الامام أحمد
فهو يثبت أن الله تعالى متقدم على كل مخلوق مهما كان هذا المخلوق ضاربا في القدم
ومن قال أن الله قد سبقه شيء -وهذا لم يقله أحد من المسلمين- فقد كفر
وكم وكم بينت لك وبين لك الاخوان أن القول بدوام الفاعلية لا يقتضي أن المخلوق المعين قديم مع الله فضلا عن أن يكون متقدما عليه
لأن أي مخلوق تأخذه في هذا التسلسل , فلا بد أن الله متقدم عليه , لأنه هو الذي خلقه وابتدأه وأخرجه من العدم الى الوجود بكلمة التكوين
وأعيد لك الدليل الذي سيعجزك ويفحمك ويلجمك كما انخنس منه أسلافك الأشاعرة
واني أعلم أنك ستضرب عنه صفحا كما فعلت من قبل وكما فعلت آنفا حين حدثتك عن رواية البخاري عن الأعمش , فلم تجد بدا من السكوت والفرار
فاسمع ان كنت من السامعين
ان الله تعالى هو الآخر وهذا اسم من أسمائه الحسنى ثابت له أزلا وأبدا
والمعنى اللغوي المتبادر منه أن الآخر هو من يتأخر فيكون كل من سواه قبله , ولو كان معه أحد لما قيل له الآخر , لأن الآخر (بفتح الخاء) قد شاركه في هذه الصفة فصارا هما الأخيران
واذا كان معه في الأبد أكثر من واحد صار كل هؤلاء مشتركين في صفة الأخروية
وقد علم المسلمون واليهود والنصارى أن أصحاب الجنة مخلدون في الجنة ليس لحياتهم انتهاء ولا لمقامهم انقطاع
وكذلك أصحاب النار وكذلك الملائكة
فهل بقاء (كل هؤلاء الخلق ) دون فناء ولا انتهاء ينفي عن الله تعالى اسم الآخر؟
طبعا الاجابة تعرفها في نفسك , ولكن الأشاعرة والجهيمة بهاته البراهين يحجدون
والآن انتقل -على كره منك -, الى المسألة المقابلة لها في الزمن لكن من جهة الابتداء والأولية لا من جهة الانتهاء والأخروية
فالله هو الأول , فهل وجود مخلوقات معه في القدم (جهة الزمن المعاكس للمستقبل) ينفي عنه صفة الاولية ؟
الاجابة تعرفها وان كتمتها وأخفيتها
فكما أن الله هو الآخر فليس بعده (ولم يقل معه) شيء
فالله هو الأول فليس قبله(ولم يقل معه) شيء
ولو تأملت حق التأمل هذا الكلام ما عدت الى الكلام حتى تلقى رب الأنام

الطيبوني
2016-11-08, 11:33 PM
كان الله و لا شيء
ليس نفيا للقبلية فقط انما هو نفي للمعية في الازل يعني كان الله وحده و لا شيء
و هذه ليست صعبة لكي تفهمها

و كان الله قبل ان يكون الاشياء
اثبات ايضا لوجوده و ازليته قبل وجود الاشياء

و قوله تعالى خلق كل شيء
و ان كل شيء فيها اول مخلوق اثبات لاولية الخلق

قليل من الانصاف اخي الكريم

الطيبوني
2016-11-08, 11:47 PM
البداية و النهاية لابن كثير

فصل:ما سوى الله مخلوق قال الله تعالى في كتابه العزيز: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [الزمر: 62] فكل ما سواه تعالى فهو مخلوق له، مربوب مدبر، مكون بعد أن لم يكن محدث بعد عدمه.
فالعرش الذي هو سقف المخلوقات إلى ما تحت الثرى، وما بين ذلك من جامد وناطق الجميع خلقه، وملكه وعبيده وتحت قهره وقدرته، وتحت تصريفه ومشيئته { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [الحديد: 4] .

وقد أجمع العلماء قاطبة لا يشك في ذلك مسلم أن الله خلق السماوات والأرض، وما بينهما في ستة أيام كما دل عليه القرآن الكريم. فاختلفوا في هذه الأيام أهي كأيامنا هذه أو كل يوم كألف سنة مما تعدون؟ على قولين كما بيَّنا ذلك في التفسير، وسنتعرض لإيراده في موضعه. واختلفوا هل كان قبل خلق السماوات والأرض شيء مخلوق قبلهما؟ فذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه: لم يكن قبلهما شيء وأنهما خلقتا من العدم المحض.

وقال آخرون: بل كان قبل السماوات والأرض مخلوقات أخر لقوله تعالى { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } [هود: 7] .
وفي حديث عمران بن حصين كما سيأتي: « كان الله ولم يكن قبله شيء، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض »
وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا بهز، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي، أنه قال:
يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟
قال: « كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء ».
رواه عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة به. ولفظه: « أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ وباقيه سواء ».

وأخرجه الترمذي: عن أحمد بن منيع، وابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، وقال الترمذي حسن.
واختلف هؤلاء في أيها خلق أولًا ؟

فقال قائلون: خلق القلم قبل هذه الأشياء كلها، وهذا هو اختيار ابن جرير، وابن الجوزي، وغيرهما. قال ابن جرير: وبعد القلم السحاب الرقيق.

واحتجوا بالحديث الذي رواه الإمام أحمد، وأبو داود والترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله
« إن أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة » لفظ أحمد.
وقال الترمذي حسن صحيح غريب.
والذي عليه الجمهور فيما نقله الحافظ أبو العلاء الهمداني وغيره: أن العرش مخلوق قبل ذلك.

وهذا هو الذي رواه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس، كما دل على ذلك الحديث الذي رواه مسلم في (صحيحه)، حيث قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرج، حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو هانئ الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الجيلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله يقول:
« كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء ».
قالوا: فهذا التقدير هو كتابته بالقلم المقادير.
وقد دلَّ هذا الحديث أن ذلك بعد خلق العرش فثبت تقديم العرش على القلم الذي كتب به المقادير. كما ذهب إلى ذلك الجماهير. ويحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم.

ويؤيد هذا ما رواه البخاري: عن عمران بن حصين قال: قال أهل اليمن لرسول الله
جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر.
فقال: « كان الله ولم يكن شيء قبله -وفي رواية معه وفي رواية غيره - وكان عرشه على الماء. وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض ».
وفي لفظ: « ثم خلق السموات والأرض ».
فسألوه عن ابتداء خلق السموات والأرض. ولهذا قالوا جئناك نسألك عن أول هذا الأمر فأجابهم عما سألوا فقط. ولهذا لم يخبرهم بخلق العرش كما أخبر به في حديث أبي رزين المتقدم.
قال ابن جرير: وقال آخرون: بل خلق الله عز وجل الماء قبل العرش. رواه السدي، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله قالوا:

إن الله كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء.

وحكى ابن جرير، عن محمد بن إسحاق، أنه قال: أول ما خلق الله عز وجل النور والظلمة، ثم ميَّز بينهما فجعل الظلمة ليلًا أسود مظلمًا، وجعل النور نهارًا مضيئًا مبصرًا.
قال ابن جرير: وقد قيل: إن الذي خلق ربنا بعد القلم الكرسي، ثم خلق بعد الكرسي العرش، ثم خلق بعد ذلك الهواء والظلمة، ثم خلق الماء فوضع عرشه على الماء. والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى الكلام

أحمد القلي
2016-11-08, 11:50 PM
عن أي انصاف تتحدث ؟
وقلت لك من قبل أني لست كريما ولا الكرم يعرفني
رد عن الكلام الذي قاله سيد الأنام في وصف (الأول والآخر) وهو أعلم الخلق بمايجوز على ربه وما ينبغي له ومالا ينبغي
فاترك عنك كلام الأشاعرة
وناقشني في حديث مسلم الذي كبر عليك رؤيته
وقد بينت لك آنفا أن رواية البخاري الأصح الثابتة عن سفيان الثوري امام الحديث , ليس فيها أي شيء من ألفاظ النبي عليه السلام
ورواية الأعمش قد اختلف فيها أصحابه , فرويت بلفظ (غيره )
ورويت بلفظ (قبله ) , مع أن من رواها بلفظ (قبله ) أثبت من الذي رواها (غيره )
وكنت قد عزمت أن أبين لك ذلك لكن تركت ذلك لما تبين لي تغافلك عن الحديث عن هذا الحديث
وتترجح رواية (قبله) بموافقتها للرواية الأخرى في صحيح مسلم التي قطعت أنفاسك وكبر عليك النظر اليها
ورواية مسلم هي دعاء لله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا و رواية البخاري انما تتكلم عن بدء خلق السماوات والأرض
مع وجود الاختلاف الشديد في ألفاظها , وأظن أن هذا هو سبب ترك مسلم اخراجها في صحيحه
وعلى كل حال مهما قلت وأعدت فالأمر سواء والنتيجة واحدة
وأتساءل آيسا وأنا أكتب , ان كان هذا المعترض قد اعترض على شيخي الاسلام ابن تيمية وتلميذه و على كل علماء العصر السنيين -لا الأشاعرة - وجعل يناطح برأسه الهشوش أولائك الجبال الشوامخ ,
أفيتمكن أحد مثلي رده عن مذهبه أو ثنيه عن عيقدته هاته ؟

الطيبوني
2016-11-08, 11:57 PM
ان كان هذا المعترض قد اعترض على شيخي الاسلام ابن تيمية وتلميذه و على كل علماء العصر السنيين ؟

لكني اعترضت بمن ؟

يقول عن الامام احمد انه قال كما رواه الخلال في السنة ( .....ليس كمثله شيء و هو السميع البصير . و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر و لا يبلغ احد حد صفاته ) تلبيس الجهمية

( قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : أَمَّا قَوْلُهُ : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَهُوَ كَمَا قَالَ ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أَوَّلَ خَلْقٍ خَلَقَهُ بِقَوْلِهِ ، وَأَوَّلَ خَلْقٍ هُوَ مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي يُقَالُ : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَأَخْبَرَ إِنَّ كَلامَهُ قَبْلَ الْخَلْقِ ) خلق افعال العباد للبخاري

( اذا اردت ان تعلم ان الجهمي كاذب على الله سبحانه و تعالى حين زعم انه في كل مكان . و لا يكون في مكان دون مكان . فقل له - اليس كان الله و لا شيء ؟ فيقول نعم . فقل له فحين خلق الشيء خلقه في نفسه او خارجا عن نفسه ) الرد على الجهمية للامام احمد

و الحمد لله ما زال الكثير من النقولات عن امثال هؤلاء الجبال تاتيك في وقتها

فيها اثبات القول ان الله عز وجل كان و لا شيء غيره في الازل ثم خلق الخلق

هذا ما بقي لي ان اثبته بنقولات السلف في الموضوع

أحمد القلي
2016-11-09, 12:54 AM
الآن عرفت معنى كلام الاخوة الكرام , وما ندمت على شيء ندمي على الوقت الذي أضعته في هاته المناقشات
وقد رأيتك في أحد المواضيع تثبت صفة البكاء لله, تعالى الله عن قولك علوا كبيرا ,
وههنا تنفي عنه صفات الكمال ونعوت الجلال , فما أقبح مذهبك وما أسوأ مقالتك
وقد رأيت طريقتك في الجدال العقيم في اثبات هذه الصفة للجبار هي نفسها الطريقة التي سلكتها هنا
مع أن هذه الصفة قد اتفق أهل السنة والأشاعرة والمعتزلة والماتريدية على تنزيه الله عنها
وأثبتها الشيعة تبعا لليهود قبلهم
فاذهب يا طيبوني وابك على نفسك ,ثم اعرف قدرك قبل أن تتكلم عن ربك الذي لن يقدر أحد قدره لكن قد ينتقص قدره الجهلاء والسفهاء

الطيبوني
2016-11-09, 09:22 AM
تثبت صفة البكاء لله = كذاب

أحمد القلي
2016-11-09, 12:04 PM
تثبت صفة البكاء لله = كذاب

اقرأ كلام الطيبوني في هدا الرابط لتعرف نفسك بنفسك
http://majles.alukah.net/t144665/
زقد نصحك الاخوة هناك كما فعلوا هنا لكن مازادك دلك الا طغيانا وجحودا وعتوا
وهدا كلام أحد الاخوة هناك -الوهراني-

ولا ينقطع عجبي منك حينما ترد ما اتفق عليه(نفي صفة البكاء)، وتتبنى ما اختلف فيه(الملل)وتلزم غيرك به!

وهذا يدل على أنك تريد الجدال والدفاع عن رأيك ولا تريد إزالة الهم والغم والمرض الذي أصابك جراء خوضك فيما لا تحسن وتقعرك فيما ينبغي الحذر من الاسترسال فيه،

وأنت في دلك الموضوع أردت قياس هده الصفة أي صفة البكاء على صفة الملل والألم والتأدي
مع أن تلك الصفات مختلف في اثباتها ومن أثبتها فعلى سبيل المقابلة والمشاكلة كالملل أو مقيدة

ان البكاء عندي ليس باشنع من ( يؤذيني ابن ادم ) و ( لا يمل الله حتى تملوا ) و لا ( الالم ) الذي يتوقف في نفيه و اثباته
فان كنت لا انفي ذلك قبل ورود النص
فليس لي ان انفيه في البكاء
و الا تناقض عقلي و تخبل فكري
فزاد علي المرض فلم ارم صحة و لا عافية
فهل تعافيت أم لا زلت عليلا ؟

الطيبوني
2016-11-09, 05:49 PM
قلت عني ( تثبت صفة البكاء لله )

و الله ثم و الله ما في الرابط الذي احلت اليه اثبات للصفة المذكورة
لكن هل تحلف امام الجميع على اني اثبت ذلك ؟

و اعلم ان محاولة صرفي عن نقل كلام السلف بهذا الاسلوب الذي تفعله لا يثنيني عن ذلك
و ان كنت تريد الحق الذي اوهمتني انك من رواده و طلابه في اول الموضوع
فجاوب عما نقلته لك عن سلف الامة في هذه المسالة
من ان الله كان في الازل و لا شيئ غيره

الطيبوني
2016-11-09, 06:23 PM
قال عبد العزيز الكناني في الحيدة :

" فقلت يا أمير المؤمنين قد أقر بشر أن الله كان ولا شيء معه وأنه أحدث الأشياء بعد أن لم تكن الأشياء بقدرته، وقلت أنا إنه أحدثها بأمره وقوله عز وجل عن قدرته فلم يخل يا أمير المؤمنين أن يكون أول خلق خلقه الله بقول قاله أو بإرادة أرادها أو بقدرة قدرها فأي ذلك فقد ثبت إن هاهنا إرادة ومريد وقول وقائل ومقال وقدرة وقادر ومقدور عليه وذلك كله متقدم قبل الخلق وما كان قبل الخلق فليس هو من الخلق في شيء وكسرت والله يا أمير المؤمنين قول بشر ودحضت حجته بإقراره بلسانه فقد كسرت قوله بالقرآن والسنة واللغة العربية، والنظر والمعقول، ولم يبق إلا القياس، وأنا أكسره بالقياس إن شاء الله تعالى"

الحيدة للكناني

http://majles.alukah.net/t157311/#post839684
و انت تقرا كلام الدارمي تذكر ما كتبت سابقا يا شيخ في التفريق بين الصفة و الاسم
و ان صفة الخلق لا تثبت الا بوجود الخلق

أحمد القلي
2016-11-09, 07:16 PM
قلت عني ( تثبت صفة البكاء لله )

و الله ثم و الله ما في الرابط الذي احلت اليه اثبات للصفة المذكورة
لكن هل تحلف امام الجميع على اني اثبت ذلك ؟

و اعلم ان محاولة صرفي عن نقل كلام السلف بهذا الاسلوب الذي تفعله لا يثنيني عن ذلك
و ان كنت تريد الحق الذي اوهمتني انك من رواده و طلابه في اول الموضوع
فجاوب عما نقلته لك عن سلف الامة في هذه المسالة
من ان الله كان في الازل و لا شيئ غيره
والله ثم والله لقد علمت أنك ستقول هذا الكلام , وتفر مثل هذا الفرارا الى الأمام

وأنت تتلاعب هناك كما تفعل هنا وتناور , فأنت لم تنف صفة البكاء على الله تعالى عن قولك
وأي قارئ يقرأ جدالك العقيم هناك مع الاخوة لا يصعب عليه استنتاج ذلك من كلامك وجدالك
وطبعا أنت تفرق بين عدم نفي هذه الصفة -لعدم ورد النص النافي -و بين اثباتها لعدم وجود النص المثبت
وتناسيت في غمرة الجدال والمراوغة أنت تتحدث عن صفات الخلاق العليم
وأسأل الله تعالى أن ينزل سخطه على الذي وصفه -منا-بصفات النقص , وأن يحل غضبه على من نفى عنه صفات الكمال .
أما كلامك الآخر فتفاهته وتهافته يغني عن رده , وقد كتبت لك حديث النبي عليه السلام في صحيح مسلم فأعرضت عنه ورميته وراء ظهرك ورحت تنقب عن أي كلمة تتلقفها تنصر بها مذب الأشاعرة والجهمية الذي وصمت به جيبنك

قال عبد العزيز الكناني في الحيدة :

" فقلت يا أمير المؤمنين قد أقر بشر أن الله كان ولا شيء معه وأنه ...
قال الذهبي
(لم يصح إسناد كتاب / الحيدة إليه، فكأنه وضع عليه.))
لقد حدت عن الصراط القويم , وحاددت كلام النبي الكريم
فأكمل وزد زادك الله حرصا على ما أنت عليه

الطيبوني
2016-11-09, 07:27 PM
من ( الرد على الجهمية للامام احمد )

( فقالوا ( يعني الجهمية ) : لا تكونوا موحدين أبدا حتى تقولوا: قد كان الله ولا شيء.
فقلنا: نحن نقول قد كان الله ولا شيء؛ ولكن إذا قلنا: إن الله لم يزل بصفاته كلها، أليس إنما نصف إلها واحدا بجميع صفاته )

تامل ( نحن ) في كلام الامام احمد و هو يتكلم بلسان اهل السنة

محمدعبداللطيف
2016-11-09, 08:01 PM
يقول عن الامام احمد انه قال كما رواه الخلال في السنة ( .....ليس كمثله شيء و هو السميع البصير . و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر و لا يبلغ احد حد صفاته ) تلبيس الجهمية

كان شيخ الاسم بن تيمية فى كثير من الاحيان يأتى بالدليل مما يستدل به المخالف ونحن هنا قدوة بشيخ الاسلام سنتبع هذا الاسلوب-فقولك اخى الكريم الطيبونى نقلا عن الامام أحمد و كان الله قبل ان يكون الاشياء . و الله الاول و هو الاخر نقول هذا ما ندين به -يقول الشيخ صالح ال الشيخأَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ ) ) فأما الأول والآخر فهما اسمان لأزلية الرب جل وعلا وأبديته ، فالأول متناه في الزمان من جهة الأولية والآخر متناه في الزمان من جهة الآخرية فهو جل وعلا بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله أول ليس قبله شيء لم يسبق ذاته جل وعلا ذات ولم يسبق صفاته جل وعلا صفات ولم يسبق أسماءه جل وعلا أسماء ولم يسبق أفعاله جل وعلا أفعال لأحد بل هو جل وعلا الأول الذي ليس قبله شيء ، كذلك جل وعلا هو الآخر الذي ليس بعده شيء وهذا تفسير لمعنى الآخر في آية الحديد ?هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ? ففسرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بقوله " أَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ " فمعنى آخرية الله جل وعلا معنى كونه جل وعلا الآخر أنه جل وعلا الأبدي يعني الذي هو آخر أبدي بذاته وصفاته وأفعاله جل وعلا فليس بعده شيء جل وعلا وهذا يدل على أن جميع المخلوقات من جهة الزمان أن الله جل وعلا محيط بها فهو جل وعلا قبلها وبعدها كذلك الصفات والأسماء هو جل وعلا قبلها وبعدها كذلك الأفعال هو جل وعلا قبلها وبعدها سبحانه وتعالى وفي هذا دليل على بطلان قول من قال إن أسماء الله محدثة أحدثها الخلق ، وفيها دليل على بطلان قول من قال إن صفات الله جل وعلا اتصف بها بعد خلقه للخلق ، وفيها دليل على بطلان قول من قال إن هذا العالم المنظور قديم أو أزلي كقول الفلاسفة ، وفيها إثبات أن جنس المخلوقات قديم وأن الله جل وعلا يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه إذ إنه جل وعلا بصفاته أول ، والصفات لا بد وأن تظهر آثارها في الخلق وأهل السنة يأخذون بالفرق بين هذين المقامين العظيمين فيقولون إن هذا الاسم من أسماء الله الأول يدل على أنه جل وعلا أول بأسمائه وصفاته وأفعاله ولا بد لأسمائه من أن تظهر آثارها في خلقه ولا بد لصفاته أن تظهر آثارها ولا بد لأفعاله أن تظهر آثارها ، فجنس ما تظهر فيه آثار أسماء الرب وصفاته وأفعاله قديم وأما قول أهل الباطل فإنهم يقولون إن هذا العالم الذي نراه السماوت والأرض والأفلاك والنجوم أن هذا قديم هذا باطل ، لأن الله جل وعلا أخبر أنه خلق هذه خلق السماوات والأرص ووصف لنا ذلك وأنه قدّر مقادير الخلق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وهذا يدل على أنها معروفة الأول وأما جنس المخلوقات فلا تُحَد وهذا يوضح الفرق بين قول أهل السنة وقول الفلاسفة وقول المعتزلة وقول الأشاعرة والماتريدية [شرح الواسطية]-أرجو أخى الكريم الطيبونى أن تكون ظهرت لك الحجة وبانت لك المحجة--

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-09, 08:19 PM
يبدو أن الحوار أصبح عقيما من كلا الطرفيــــــن × والنـزاع في المسألة في هل كان الله ومعه شـــىء بمعنـى المعية الملازمة فهذا لم يقل به أحدٌ إذ يستوجب في المعية الموازية إما أن يكون المخلوقُ خالقاً أو من لوازمِ الأولية وكلا الأمران باطلان ؛ وقول أهل السنة والجماعة أنه الله أول ليس قبله شـــىء وآخر ليس بعده شـــىء ؛ وأنه هو الخلاق العليم ؛ الفعال لما يريد ؛ والقول بالتسلسل الحوادث هو مذهب السلف ؛ ولا يعنـي بذلك أن المخلوق من لوازمِ إثبات الصفات ؛ فالله لم يتصف بالخلق بعد خلق المخلوقات بل هو الخلاق والخالق صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى ؛ ولكن الخالق يخلق والرازق يرزق هذا من لوازم الصفات والفرق بين بين أن يكون المخلوق أصلا في اثبات صفات الله وبين ان يكون من لوازم الصفات ..وفي كثيـر من المسائل رأيت النزاع قد يكون غيـر معتبـر ولا بسائغ ؛ إذ في أي جدال أو إجتهاد ينبغي أن يجتهد أو يجادل في أمرٍ موجود ذاتيا كان أو موضوعيا ؛ فلا نستطيع أن نتجادل في أمرٍ عدميٍ بإثبات أو بنفـي ؛ والعدميِ قد يكون إحتمالاً مسكوتا عنه وقد يكون إحتمالا ليس له دليل خطابٍ ولا منطوق وهذا ديدن الفلاسفة وأشابههم يستفتحون الحجب بالفرضيات والأقيسة والأَوهام ؛ فيها ما يصدق والكثيـر باطل ؛ ورأيت الأخ الطيبوني يجادل في قضيةٍ واحدة وهي أن الله كان ولم يكن معه شــي او بعبارة أصح ( كان الله ولا شـىء) وقد ينشأ الخطأ من إعتبار كان الله ولا شـىء متعلقاً بالزمان ؛ فالله سبحانه وتعالى كان ولا شىء معه في الأزل وهذا لا يمنع أن يكون معه شـىء أو أشياء بمتـــعلق الزمان ؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق الزمان والزمان من لوازم المخلوقات ؛ وقد ينشأ القياس الفاسد بأعتبار أن تسلسل الحوادث يستلزم أن تكون الحوادث قديمة والقدم صفة للصانع ؛ وهو القديم ؛ والأشاعرة وغيـرهم أسسوا مذهبهم في الإعتقاد بأمرين إثبات الصانع وحدوث العالم ؛ وجعلوه أول واجب على المكلف وهذا باطل بدليل الكتاب والسنة أن أول واجب هما الشهادتان . وعودا على قياسهم فهم قد وقعوا قبل مسألة تسلسل الحوادث والإلزام أن للخلق زمناً معلوما ليس قبلهُ خلق ؛ فهم عطلوا الصفات بدعوى التنـزيه ؛كاليد والنزول والاستواء وكل الصفات الذاتية بدعوى أنها تجسيم ؛ لذا قالوا بالمجاز أن اليد القدرة والنـزول الرحمة والإستواء الاستيلاء وهلم جرا ؛ وبدلا من أن تنضبط قواعدهم العقلية مع الأصول النقلية القطعية فتكون مستجيبة لها فلا يتناقضُ مذهبهم ولا ينكثُ نسجهم أنكاثا ؛ إذ جعلوا العقل مقدما على النقل ؛ والقياس الذي هو ميـزة في العقل الإنسانيِ لا يمكنُ نفيها أو تعطيلها ؛ ولكن إذا ما جعلت وراء المقدمات النقلية الصحيحة ؛ فهم قاسواُ ما يعلمون على ما لا يعلمون كيفةً وذاتاً ؛ لذا كان لا يجوز على الله تبارك وتعالى قياس الشاهد على الغائب ؛ ....
والحديث ذو شجون والمسألة محررة كما نقلها شيخ الإسلام في كتابه العظيم ( درء التعارض ) وبخاصة الجزء الأول ففيه فوائد كثيـرة تستلزم تدقيق النظر فيــــها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..

محمدعبداللطيف
2016-11-09, 08:25 PM
هل يوافق شيخ الاسلام ابن تيمية الامام عثمان الدارمي و هو يقول ( كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين ) (http://majles.alukah.net/t157311/#post839684)الذي ما يفهم هو المشكلة لأنهم ما فهموا كلام شيخ الإسلام كلامه فيها حق واضح وبين، وكلامه راجع إلى النظر في صفات الله وآثار صفاته في ملكوته وأنه جل وعلا ليس له كفوا أحد،
وشيخ الإسلام ما قال بأن هذا العالم قديم أو أنه لم يزل؛ بل قال جنس المخلوقات قديم، جنس المخلوقات يعني ليست السماوات والأرض هذا الذي نرى، لا، هذا حادث كما جاء في صحيح مسلم أن النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال «إن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق مقادير السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» خلق السموات والأرض حادث ?إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا?[الأعراف:54]، هذه كلها محدثات.
فإذن ثم فرق بين هذا العالم المرئي وجنس مخلوقات الله، فمن قال: إن هذا العالم محدث وليس قبله محدثات، ليس مخلوقات، فمعناه أنه يقول: إن الله جل وعلا ظلّ زمانا طويلا لم يخلق شيئا ولم يفعل شيئا، وليس له جل وعلا مخلوقات، وهذا فيه افتئات على الذات العلية وعلى أسماء الله وصفاته تبارك وتعالى وتقدس وتعاظم، وأن هذا لا يكون إلا بتدليل بنص، والدلائل الواضحة من النصوص على أن الله جل وعلا يفعل ما يشاء كما قال سبحانه ?اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ?[البقرة:255]، وقال ?إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ?[هود:107] وقال جل وعلا ?وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ?[البروج:14-16]، فمن صفاته جل وعلا أنه حي وأنه فعال لما يريد.
وإذا كان كذلك فما الذي يحجزه جل وعلا عن أن يخلق، فهذه المخلوقات بعينها هي محدثة، وما قبلها محدث، والزمان في حق الله جل وعلا يتلاشى ينتهي؛ لأن الزمان مخلوق محدث، فالله جل وعلا أول، ليس قبله شيء سبحانه وتعالى، والزمان محدث يعني الزمان تقيس به، فيه نقطة صفر وتبدأ تقيس منها، والله جل وعلا ما يَحُده شيء
لهذا نقول: إن الله سبحانه لا يجوز أنه متصف بصفات بالفعل والخلق والإرادة والإحياء والإماتة إلى آخره وهو جل وعلا لم يخلق شيئا اتصف بها ولم يَخلق، اتصف بها ولم يفعل، اتصف بها ولم يحدث شيئا، حتى أتى زمان ابتدأ فيه ذلك بهذا العالم هذه المشكلة، نعم هو جل وعلا اتصف بهذه الصفات وابتدأ الخلق سبحانه وتعالى، فخلق مخلوقات.
لكن بداية جنس المخلوقات ليس هو بداية هذا العالم، فثمّ فرق بين هذا العالم المرئي وبين جِنس المخلوقات، لأن هذا العالم قد يكون؛ بل نجزم أنه قبله مخلوقات، قبله مخلوقات، قبل مخلوقات، سبحانه وتعالى.
هم ما فهموا هذا الكلام، لهذا قالوا كلام شيخ الإسلام هو كلام الفلاسفة، هذا باطل، كلام الفلاسفة غير كلام أهل الحديث.
كلام الفلاسفة أن هذا العالم المنظور قديم.
وكلام أهل الحديث وأتباع السلف الذين نظروا في الأسماء والصفات وأعملوا آثارها في ملكوت الله أنّ جنس المخلوقات قديم، يعني ما نعرف له أول، ولابد له بداية لكن ما نعرف ما هو أول المخلوقات وجودا؟ ما هو الذي ابتدأه الله جل وعلا.-[ الايمان]

الطيبوني
2016-11-09, 09:06 PM
الاخ الكريم عبد الباسط
ممكن زيادة توضيح لهذه العبارة
فالله سبحانه وتعالى كان ولا شىء معه في الأزل وهذا لا يمنع أن يكون معه شـىء أو أشياء بمتـــعلق الزمان

الطيبوني
2016-11-09, 09:17 PM
قلت / فالله سبحانه وتعالى كان ولا شىء معه في الأزل وهذا لا يمنع أن يكون معه شـىء أو أشياء بمتـــعلق الزمان ؟

عندما نثبت وجود الباري عز وجل قبل خلقه و نقول كان الله و لا شيء ( موجود ) ثم خلق الخلق
يعني هذا ان للمخلوقات بداية

ثم نقول لا يمنع ان يكون معه شيء ( موجود ) متعلق بالزمان

في الاول نفيت ان يكون مع الله شيء موجود و في الثاني تقول لا يمنع ان يكون مع الله شيئ موجود
و الوجود شيء واحد فالاشياء اما ان تكون موجودة او معدومة في الان الواحد

فكيف نقول ان الله كان و لا شيء موجود و لا يمنع ان يكون شيء موجود ؟

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-09, 10:18 PM
قلت / فالله سبحانه وتعالى كان ولا شىء معه في الأزل وهذا لا يمنع أن يكون معه شـىء أو أشياء بمتـــعلق الزمان ؟

عندما نثبت وجود الباري عز وجل قبل خلقه و نقول كان الله و لا شيء ( موجود ) ثم خلق الخلق
يعني هذا ان للمخلوقات بداية

ثم نقول لا يمنع ان يكون معه شيء ( موجود ) متعلق بالزمان

في الاول نفيت ان يكون مع الله شيء موجود و في الثاني تقول لا يمنع ان يكون مع الله شيئ موجود
و الوجود شيء واحد فالاشياء اما ان يكون موجودة او معدومة في الان الواحد

فكيف نقول ان الله كان و لا شيء موجود و لا يمنع ان يكون شيء موجود ؟
اعني من جنس المخلوقات قبل هذا العالم المحدث المبتدأ ؛ وقد قيدت ذلك بمتعلق الزمان أي المخلوق .

الطيبوني
2016-11-09, 10:27 PM
لكن اثبات الجنس يلزم منه اثبات خلق مع الله موجود من هذا العالم ام من غيره
فهل يصح مع هذا ان نقول ان الله موجود وحده و لا شيء
فقولنا و لا شيئ يتضمن نفي الجنس

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-09, 10:33 PM
لكن اثبات الجنس يلزم منه اثبات خلق مع الله موجود من هذا العالم ام من غيره
فهل يصح مع هذا ان نقول ان الله موجود وحده و لا شيء
فقولنا و لا شيئ يتضمن نفي الجنس
لن اجادلك يا أخ الطيبوني وابحث عن علمٍ ينفعك فأنا لست بمجادلٍ ولا ممارٍ ؛ فقد بينا لك منهجَ القوم الصالحين ؛ فأسلك أو حدْ ..فأنتَ محاججُ نفسك اليومَ أو غدا..

الطيبوني
2016-11-09, 10:36 PM
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب اليك

محمدعبداللطيف
2016-11-09, 10:39 PM
هذا اخى الكريم الطيبونى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فتمعن فيه جيدا كلمة بكلمة وبتأنى -- فإنه يبرئ نفسه مما رميته به ---------------------------------------------يقول شيخ الاسلام بن تيمية فى كتابه منهاج السنة النبوية الجزء الاول ص 172--------------------------- فإن كان الرب هو الأول المتقدم على كل ما سواه كان كل شيء متأخرا عنه وإن قدر أنه لم يزل فاعلا فكل فعل معين ومفعول معين هو متأخر عنه وإذا قيل الزمان مقدار الحركة فليس هو مقدار حركة معينة كحركة الشمس أو الفلك بل الزمان المطلق مقدار الحركة المطلقة وقد كان قبل أن يخلق الله السماوات والأرض والشمس والقمر حركات وأزمنة وبعد أن يقيم الله القيامه فتذهب الشمس والقمر تكون في الجنة حركات وأزمنة كما قال تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} سورة مريم وجاء في الآثار أنهم يعرفون الليل والنهار بأنوار تظهر من جهة العرش وكذلك لهم في الآخرة يوم المزيد يوم الجمعة يعرف بما يظهر فيه من الأنوار الجديدة القوية وإن كانت الجنة كلها نورا يزهر ونهرا يطرد لكن يظهر بعض الأوقات نور آخر يتميز به النهار عن الليل فالرب تعالى إذا كان لم يزل متكلما بمشيئته فعالا بمشيئته كان مقدار كلامه وفعاله الذي لم يزل هو الوقت الذي يحدث فيه ما يحدث من مفعولاته وهو سبحانه متقدم على كل ما سواه التقدم الحقيقي المعقول----------------------فهل بعد هذا الكلام كلام وهل بعد هذا البرهان برهانمنشيخ الاسلام ------------ ولكن الامر كما قال جل وعلا{وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }------------------------------------------------ومع انه ليس من شرطنا ومذهبنا فهم الحجة أن يفهم وجه الاحتجاج بقوة هذه الحجة على شبهته لا يُشترط في إقامة الحجة الاقتناع، كونه اقتنع أو لم يقتنع هذه ليس شرطا؛ لكن المهم أن تقام عليه الحجة بوضوح وبدليل،قال بعض أئمة الدعوة النجديةإلا في الأسماء والصفات لابد أن يفهم لأنّ الشبهة فيها قوية وهذا موجود في الدرر السنية وفى كلام شيخ الاسلام فى تفاصيل الصفات.

أحمد القلي
2016-11-10, 01:12 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة
عبد الباسط آل القاضي

http://majles.alukah.net/images/metro/purple/statusicon/user-offline.png
يبدو أن الحوار أصبح عقيما من كلا الطرفيــــــن ×..
شكرا لك على هذا الكلام ...
وهذه حجة استدل بها قدماء الأشاعرة والمتكلمين لنفي تسلسل الحوادث في الماضي
يتقدمهم الجويني , وكذا الرازي و الآمدي
مع أن تناقضهم باد في هذه الحجة , لتفريقهم بين الماضي والمستقبل في دوام الفاعلية بلا سبب عقلي ولا نقلي
وقد قلب عليهم شيخ الاسلام كعادته ما استدلوا به و جعله دلايلا على بطلان باطلهم
قال
(ثم قالوا في الفرق بين الماضي والمستقبل ما قاله أبو المعالي.
قال: وضرب المحصلون لذلك مثالين في الوجهين.
قالوا: مثال إثبات حوادث لا أول لها قبل كل حادث قول القائل لمن يخاطبه:
لا أعطيك درهماً إلا وأعطيك قبله ديناراً، ولا أعطيك ديناراً إلا وأعطيك قبله درهماً، فلا يتصور أن يعطي على حكم شرطه ديناراً ولا درهماً.
ومثال ما ألزمونا أن يقول القائل: لا أعطيك ديناراً إلا وأعطيك بعده درهماً، ولا أعطيك درهماً إلا وأعطيك بعده ديناراً، فيتصور منه أن يجري على حكم الشرط.
فيقول المعترضون: هذا التمثيل ليس مطابقاً لمسألتنا، فإن قوله: لا أعطيك حتى أعطيك نفي للمضارع المستقبل إذا وجد قبله ماض، فحق القياس الصحيح والاعتبار المستقيم أن يقال: ما أعطيتك درهماً إلا أعطيتك قبله ديناراً، ولا أعطيتك ديناراً إلا أعطيتك قبله درهما فهذا إخبار أن كل ماض من الدراهم كان قبله دينار، وكل دينار كان قبله درهم، وهو نظير الحوادث الماضي التي قبل كل حادث منها حادث......

كما أن قوله: لا أعطيك درهماً إلا أعطيك بعده ديناراً، أو لا ديناراً إلا وبعده درهم هو نظير الحوادث المستقبلة التي بعد كل حادث منها حادث، فإن أمكن أن يصدق في قوله في المستقبل، أمكن أن يصدق في قوله في الماضي، وإن امتنع صدقه في الماضي امتنع صدقه في المستقبل، إذ العقل لا يفرق بين هذا وهذا، ولكنه يفرق بين قوله: لا أعطيك حتى أعطيك وبين قوله: ما أعطيتك إلا وقد أعطيتك.....)

(وهذا من أعظم أصولهم، أو أعظم أصولهم الذي بنوا عليها نفيهم لما نفوه من أفعال الرب وصفاته، وعارضوا بذلك ما أرسل به رسله من أنبائه وآياته.
وقوله: لا أعطيك حتى أعطيك مثل قول: ما أعطيتك حتى أعطيتك.
فهنا نفي الماضي حتى يوجد الماضي، وهناك نفي المستقبل حتى يوجد المستقبل.
وكلاهما ممتنع، فإنه نفي للشيء حتى يوجد الشيء.
وحقيقته الجمع بين النقيضين، حتى يجعل الشيء موجوداً معدوماً،.....
خلاف قوله: ما أعطيتك إلا وقد أعطيتك قبله، ولا أعطيك إلا أعطيك بعده فإنه إثبات بعد كل عطاء عطاء، وقبل كل عطاء عطاء، فهذا يتضمن إثبات بعد كل حادث مستقبل حادث مستقبل، وقبل كل حادث ماض حادث ماض، فأين هذا من هذا؟.)) انتهى كلامه رحمه الله
هل يستطيع الأقزام أن يقارعوا حجة الاسلام , وشيخ الاسلام ؟
وهذا الدليل قد سبق ذكره وتفصيله و لن يستطيع أهل الكلام والأشاعرة الأقزام في كل زمان ومكان أن يتخلصوا منه ولو اجتمعوا له وكان بعضهم لبعض ظهيرا
فالتفريق بين الماضي والمستقبل في اثبات فاعلية الله لا يقوله الا من فرغ عقله من عقاله ,
وقد سبق تفسير ذلك , مرارا وتكرارا مع ذكر الحديث الموافق له
وقد أضعت وقتا طويلا في هذا الموضوع الذي لو استقبلت من أمري ما استدبرته ما كتبته
ولكن في الأخير أدعو الله تعالى , كما دعوت من قبل , وأدعو كل قارئ أن يؤمن على الدعاء
اللهم من كتب حرفا ينتقص به صفاتك العلية أو يصفك بالصفات غير الحميدة , فخذه أخذ عزيز مقتدر

أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-12, 10:24 AM
ما رأي الأخ أحمد القلي في هذا الانتقاد ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2142482
وأستأذنك ومن معك في سؤال !
هل تسلسل الحوادث في جهة الأزل بصورة الانقطاع = قدم جنس الحوادث، فرضي ذهني فقط أم فعلي واقعي ؟؟
تفضل.

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-12, 01:12 PM
ما رأي الأخ أحمد القلي في هذا الانتقاد ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=2142482
وأستأذنك ومن معك في سؤال !
هل تسلسل الحوادث في جهة الأزل بصورة الانقطاع = قدم جنس الحوادث، فرضي ذهني فقط أم فعلي واقعي ؟؟
تفضل.
السلام عليكم ورحمته وبركاته
ألزم غرز السلف ولا تبتدع أقوالاً من كيسك ولا تتبع من اتبع الآهواء ثم لولا ما خاض فيه الناس في هذا الأمر ما ولجه أهل السنة والجماعة لأنه ليس من التكليف إثبات الصانع والحوادث والاعراض والتنقير عن أمورِ لم يخضها السلف وما أمر الله بها إنما الأصل التصديق والعمل بمقتضى النصوص والاقتداء بالسلف الصالحين
والعلم عند الله تعالى

الطيبوني
2016-11-12, 02:48 PM
الرد على الجهمية للامام احمد
بيان ما تأولت الجهمية من قول الله:
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}
فزعموا أن الله هو قبل الخلق، فصدقوا، وقالوا: يكون الآخر بعد الخلق، فلا يبقى شيء ولا أرض ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب ولا عرش ولا كرسي.
وزعموا أن شيئًا مع الله لا يكون، هو الآخر كما كان، فأضلوا بهذا بشرًا كثيرًا .

سؤال للمنصفين -
صدق الامام احمد الجهمية في ماذا
و هلا ضللهم و بدعهم في الاول كما ضللهم و بدعهم في الثاني . فقصدهم فيما صدقهم فيه ان الله كان وحده و لا خلق موجود
ام انه اقرهم على هذا و هو ضلالة تستلزم النقص و الذم
فنفي تسلسل المخلوقات في الماضي ضلالة عندكم كنفيها في المستقبل .

تخالفون ائمة اهل السنة في صريح اقوالهم و هم السلف و القدوة
و ترموننا بما هو الزم و انسب لاحوالكم

بالمناسبة ما زال الكثير من كلام السلف في اثبات
ان الله كان في الازل وحده و لا شيء غيره ثم خلق الاشياء

أبو محمد المأربي
2016-11-12, 03:34 PM
وأستأذنك ومن معك في سؤال !
هل تسلسل الحوادث في جهة الأزل بصورة الانقطاع = قدم جنس الحوادث، فرضي ذهني فقط أم فعلي واقعي ؟؟
تفضل.

هذا يعود إلى الخلاف الكلامي في أن الإمكان هل هو صفة خارجية لا بدّ لها من محلّ، أو هو حكم عقلي لا يفتقر إلى غير الذهن؟
والصواب: أن الإمكان نوعان:
إمكان ذهني، وهو تجويز الشيء، أو عدم العلم بامتناعه، محلّه الذهن.
والثاني: الإمكان الخارجي وهو المتعلق بالفاعل، أو المحلّ، مثل أن تقول: يمكن القادر أن يفعل، وهذه الأرض يمكن أن تزرع.
يقول شيخ الإسلام:"وهذا لا بدّ له من محلّ خارجيّ، فإذا قيل عن الربّ: يمكن أن يخلق؛ فمعناه: أنه يقدر على ذلك، ويتمكّن منه. وهذه صفة قائمة به"

أحمد القلي
2016-11-12, 07:40 PM
وأستأذنك ومن معك في سؤال !
هل تسلسل الحوادث في جهة الأزل بصورة الانقطاع = قدم جنس الحوادث، فرضي ذهني فقط أم فعلي واقعي ؟؟
تفضل.
هل تقصد بصورة الانقطاع أنه يأتي زمان في الأزل تزول فيه عن الله تعالى صفة الخلق والفعل ؟
ان كان الأمر كذلك فهذا قول الأشاعرة الذين يمنعون التسلسل ويوجبون على الله أن لا يخلق ولا يفعل الى الوقت الذي بدأ فيه أول مخلوق يزعهم
والغلط في هذه المسألة نشأ من التصور الذهني عند المتكلم في الحكم على أفعال الله تعالى
فنحن حين نتكلم عن أفعاله ننطلق من هاته اللحظة ونرجع الى الوراء الى ما لا نهاية في القدم
لكن الواقع خلاف ذلك وعكس ما نتصور
فالبداية هي الأزل الى هذه اللحظة
لذلك حين تسلب عن الله تعالى دوام الفعل , فانت توجب عليه التعطيل في وقت غير متناه
أي أن الله ابتداء من الأزل , والأزل ليست له بداية , لم يخلق ولم يفعل شيئا الى ذلك الوقت المزعوم وغير المعلوم الذي أراد أن يخلق مخلوقا معينا
أي أنك وصفت الله بصفات النقص في وقت غير محدود من طرفه الأزلي
(أفمن يخلق كمن لا يخلق)
فهما لا يستويان , فالذي يخلق هو الكامل وهو المستحق للعبادة لأنه موصوف بالكمال
وعكسه الذي لا يخلق فهذه صفة نقص يتنزه عنها المستحق للعبادة
والحي هو الفعال , ومن لا يفعل فليس بحي ..

أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-12, 09:42 PM
أخي المأربي كل من قال بالإمكان لم يقل به من جهة الجواز الذهني بل جواز عقلي له مصداق متحقق في الخارج
والمصداق في الخارج إما على وجه القوة وإما على وجه الفعل
وأنت تعلم ان أهل السنة من الباحثين والمتخصصين انقسموا بين وقوع الحوادث في الأزل وهو قول أكثرهم ويدعون ميل شيخ الإسلام له والبعض الآخر يحمل ما يوهم ذلك على عبارات اخرى تبتدئ بالفرض والتقدير على أن الحوادث بالقوة لا بالفعل وانها غير ممتنعة على الله تعالى كما يدعي المتكلمون تعطيلا للتجدد والحدوث والتأثير شيئا بعد شيئ بناء على أصلهم نفي حلول الحوادث في القديم..
وهم يؤيدون قولهم بتقرير شيخ الإسلام لمسألة الخلق على منوال مسألة الكلام
فقديم بالجنس وحادث بالآحاد المقصود بها إثبات صفة الكلام كصفة ذاتية من جهة وفعلية متجددة من جهة تعلقها بالإرادة والقدرة..
وكذلك الخلق فهو صفة ذاتية باعتبار الجنس وصفة متجددة باعتبار التعلق بالإرادة والمشيئة
لكن من قال أن جنس آثار صفة الخلق قديمة قدم صفة الخلق وعزاه لشيخ الإسلام فهو يحتاج لإثبات دليله من الكتاب والسنة وكلام السلف
فالسلف لم يقرروا سوى أزلية الصفات
أما الآثار الواردة في ذلك فيحمل على إثبات الأسماء قبل آثارها إثباتا للكمال وردا على الأشاعرة والجهمية
كأثر الحسن بن علي زين العابدين أو غيره من آل البيت في أزلية إحسانه فهو إثبات للصفة لا للأثر
وعلى كل الخلاف هنا إنما هو في حدود المشروعية وفرع من فروع إثبات آثار لا أول لها والحجر قائم على مدعي قدم الحوادث من جهة نسبته لشيخ الإسلام أولا ومن جهة فساد العبارة ثانيا ومن جهة المعنى لمن قال بتحققها ووقوعها أن يثبت دليلها الشرعي او إجماع السلف أو قول بعضهم على الأقل والأصل إثبات الحقائق الشرعية الغيبية بالدليل الشرعي..
واما ما يشح فيه أخي الفاضل الطيبوني فهو على ما فهمت العبارة ومعنى التحقق
أما القدرة على الفعل في القدم التعاقبي لا الأزلي فلا يخالف فيه فهو يثبت الفعل والتأثير كأهل السنة ولا يفرق بين الصلوحي والتنجيزي ولا أن الفعل هو المفعول كالأشاعرة والجهمية
فالجميع على السنة إن شاء الله في إثبات صفة الفعل وإنما محل النزاع بين السلفيين إنما هو في إطلاق العبارة
أو في تحقق الحوادث في الخارج في القدم ولا دليل بل يكفي فرضها بالإمكان العقلي لإبطال مذهب الفلاسفة في قدم العالم وقولهم بالجواهر المشتركة أو الجوهر الفرد
وهناك مشاحة في استدلالات أخرى وردت الإشارة إلى بعضها في الرابط وبعضها الآخر في كلام أخي الطيبوني وهكذا في أشياء
ولعله من المناسب بعد هذا البيان لمحل النزاع والذي لم يدركه الإخوة.. ان يطلب الإخوة خاصة احمد القلي المسامحة من الطيبوني فقد عامله معاملة اهل البدع في بعض أجوبته وكان قاسيا بعض الشيء
والله اعلم
تنبيه:
مرحبا بالنقاش الهادف والمثمر لا بالتحكم والعنترة والحجر فمن كبرت عليه مثل هذه المسائل وكان مقلدا لا نظر له ولا بحث ولا آلة ينطلق بها في هذه المعامع فليرحنا بصمته ومتابعته وإلا الجعجعة لا تلغي الحقائق!!

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-12, 10:56 PM
أخي المأربي كل من قال بالإمكان لم يقل به من جهة الجواز الذهني بل جواز عقلي له مصداق متحقق في الخارج
والمصداق في الخارج إما على وجه القوة وإما على وجه الفعل
وأنت تعلم ان أهل السنة من الباحثين والمتخصصين انقسموا بين وقوع الحوادث في الأزل وهو قول أكثرهم ويدعون ميل شيخ الإسلام له والبعض الآخر يحمل ما يوهم ذلك على عبارات اخرى تبتدئ بالفرض والتقدير على أن الحوادث بالقوة لا بالفعل وانها غير ممتنعة على الله تعالى كما يدعي المتكلمين تعطيلا للتجدد والحدوث والتأثير شيئا بعد شيئ بناء على أصلهم نفي حلول الحوادث في القديم..
وهم يؤيدون قولهم بتقرير شيخ الإسلام لمسألة الخلق على منوال مسألة الكلام
فقديم بالجنس وحادث بالآحاد المقصود بها إثبات صفة الكلام كصفة ذاتية من جهة وفعلية متجددة من جهة تعلقها بالإرادة والقدرة..
وكذلك الخلق فهو صفة ذاتية باعتبار الجنس وصفة متجددة باعتبار التعلق بالإرادة والمشيئة
لكن من قال أن جنس آثار صفة الخلق قديمة قدم صفة الخلق وعزاه لشيخ الإسلام فهو يحتاج لإثبات دليله من الكتاب والسنة وكلام السلف
فالسلف لم يقرروا سوى أزلية الصفات
أما الآثار الواردة في ذلك فيحمل على إثبات الأسماء قبل آثارها إثباتا للكمال وردا على الأشاعرة والجهمية
كأثر الحسن بن علي زين العابدين أو غيره من آل البيت في أزلية إحسانه فهو إثبات للصفة لا للأثر
وعلى كل الخلاف هنا إنما هو في حدود المشروعية وفرع من فروع إثبات آثار لا أول لها والحجر قائم على مدعي قدم الحوادث من جهة نسبته لشيخ الإسلام أولا ومن جهة فساد العبارة ثانيا ومن جهة المعنى لمن قال بتحققها ووقوعها أن يثبت دليلها الشرعي او إجماع السلف أو قول بعضهم على الأقل والأصل إثبات الحقائق الشرعية الغيبية بالدليل الشرعي..
واما ما يشح فيه أخي الفاضل الطيبوني فهو على ما فهمت العبارة ومعنى التحقق
أما القدرة على الفعل في القدم التعاقبي لا الأزلي فلا يخالف فيه فهو يثبت الفعل والتأثير كأهل السنة ولا يفرق بين الصلوحي والتنجيزي ولا أن الفعل هو المفعول كالأشاعرة والجهمية
فالجميع على السنة إن شاء الله في إثبات صفة الفعل وإنما محل النزاع بين السلفيين إنما هو في إطلاق العبارة
أو في تحقق الحوادث في الخارج في القدم ولا دليل بل يكفي فرضها بالإمكان العقلي لإبطال مذهب الفلاسفة في قدم العالم وقولهم بالجواهر المشتركة أو الجوهر الفرد
وهناك مشاحة في استدلالات أخرى وردت الإشارة إلى بعضها في الرابط وبعضها الآخر في كلام أخي الطيبوني وهكذا في أشياء
ولعله من المناسب بعد هذا البيان لمحل النزاع والذي لم يدركه الإخوة.. ان يطلب الإخوة خاصة احمد القلي المسامحة من الطيبوني فقد عامله معاملة اهل البدع في بعض أجوبته وكان قاسيا بعض الشيء
والله اعلم
تنبيه:
مرحبا بالنقاش الهادف والمثمر لا بالتحكم والعنترة والحجر فمن كبرت عليه مثل هذه المسائل وكان مقلدا لا نظر له ولا بحث ولا آلة ينطلق بها في هذه المعامع فليرحنا بصمته ومتابعته وإلا الجعجعة لا تلغي الحقائق!!
ما انت إلا مغترٌ ببعض الحذلقات الكلامية والفلسفية التـي لا تغنـي عن الحق شيئا وقد بينتُ وإخواني منهج السلف فيها فيما مضـى ؛ ولمزك بأننا مقلدون فنحن مقلدون للسلف الصالح بالوجه المحمود غير مبتدعين ولا منشئين أقوالا جديدة في الدين .
ونعتكم إيانا بالمقلدين يفهم منه أنكم مجتهدون ؛ فهل انت تعد نفسك من المجتهدين ؟
فسبحان الله هذا التصدر المذموم والتزبب الذي صاحبه محروم مخذول ؛ كان السلف يقعد أحدهم ثلاثين سنة يطلب العلم ولا يرى نفسه جديرا بأن يتصدر للناس ؛ واليوم ترى أقواما يقرأ أحدهم كتابا أو كتابين ؛ ومسألة أو مسألتين فينتفش كالطاووس ويتبختر ؛ ولا يُنال العلم هكذا ولا بركة لصاحبه بل كان مخذولاً عن كعب بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)

الطيبوني
2016-11-12, 11:15 PM
( فنحن مقلدون للسلف الصالح بالوجه المحمود غير مبتدعين ولا منشئين أقوالا جديدة في الدين )
مقلد للسلف في ماذا
هات كلامهم في المسالة لتصدق دعواك ؟

سبحان الله

فكل يدعي وصلا بليلى

عبد الباسط آل القاضي
2016-11-13, 12:42 AM
اثبات ما اثبته الله لنفسه من غيـر تحريف ولا تأويل ولا تمثيل ولا تعطيل ؛ وعدم الخوض في المسائل التـي لم نُتكلف بها كإثبات الصانع بحدوثِ العالم ؛ بالأعراض والأجسام والحيـز والجهة ؛ نقول ما نص عليه الكتاب والسنة ونتبع في ذلك السلف ؛ لأن كانوا أعلم وأفقه ؛ ومذهبهم أسلم وأحكم ؛ ولا تضع رأسك برأس شيخ الإسلام مستدركاً ومعقبا ؛ فإنك لن تبلغ قدره ولا علمه ولا تحيطُ بخواطرهِ التـي خطرت له في مسألة ( تسلسل الحوادث) فضلا على أن تحيط بآدواتهِ ونظرتهِ الكلية في مجادلته للمتكلمة ومن ورائهم الفلاسفة ..وفي هذا الجواب الكافي

أحمد القلي
2016-11-13, 01:44 AM
وانها غير ممتنعة على الله تعالى كما يدعي المتكلمين
رجل لا يفرق بين الفاعل والمفعول لا يحل له أن يرمي نفسه في بحر هذه المسائل الذي ليس له ساحل
واللحن في كلام من تظاهرت معه ظاهر جلي
وفي كلامك تكثير للأغلوطات ونفخ في الباطل وتحريف للمذهب السلف
واتبعني جيدا لتتعرف على ذلك

والمصداق في الخارج إما على وجه القوة وإما على وجه الفعل
أهل الكلام والأشاعرة هم من قال انها على وجه القوة والقدرة دون وجود أثرها في الخارج
وأهل السنة والجماعة قالوا على بوجودها على وجه الفعل
قال شيخ الاسلام فيما كتبته سابقا ولم تقرأه أبدا
((فإن قلتم: إثبات حادث بعد حادث لا إلى أول قول الفلاسفة الدهرية؟)
هو يخاطب أهل البدع الذين نفوا التسلسل واتهموه أن القول به يفضي الى القول بقدم العالم وهو مذهب الفلاسفة ,
وهذا الخطاب أيضا موجه لكل معترض هنا يتحذلق ويتشدق بأي كلام لا بدري معناه
ثم قال (قلنا: بل قولكم أن الرب تعالى لم يزل معطلاً لا يمكنه أن يتكلم بشيء ولا أن يفعل شيئاً ثم صار يمكنه أن يتكلم وأن يفعل بلا حدوث سبب يقتضي ذلك قول مخالف لصريح العقل ولما عليه المسلمون،)
فقد جعل المعطل لفعل الله وخلقه في القدم مخالفا لصريح المعقول , ومعارضا لقول المسلمين , تأمل في كلمة المسلمين
وهنا يأتي الكلام على القدرة والفرق بينها وبين وجود أو امكان الفعل المترتب عليها , فتأمل على تمهل
(فإن المسلمين يعلمون أن الله لم يزل قادراً، وإثبات القدرة مع كون المقدور ممتنعاً غير ممكن لأنه جمع بين النقيضين فكان فيما عليه المسلمون من أنه لم يزل قادراً ما يبين أنه لم يزل قادراً على الفعل والكلام بقدرته ومشيئته، ))
وقال أيضا (( وَكُلُّ قَوْلٍ سِوَى هَذَا فَصَرِيحُ الْعَقْلِ يَرُدُّهُ وَيَقْضِي بِبُطْلَانِهِ، وَكُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ لَزِمَهُ أَحَدُ أَمْرَيْنِ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُمَا: إِمَّا أَنْ يَقُولَ بِأَنَّ الْفِعْلَ لَمْ يَزَلْ مُمْكِنًا، وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ لَمْ يَزَلْ وَاقِعًا، وَإِلَّا تَنَاقَضَ تَنَاقُضًا بَيِّنًا، حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ، وَالْفِعْلُ مُحَالٌ مُمْتَنِعٌ لِذَاتِهِ،..))
فمذهب الأشاعرة والمتكلمين أن الله كان قادرا على الفعل لكن المقدور عليه ممتنع
وكل هذا فرارا من القول بوجود الفعل أو امكانه , أو بزعمهم تنزيه الله تعالى عن قيام الحوادث به وأنه لا تحل به الحوادث
وهؤلاء قد عطلوا صفة وأثبتوا صفة
أثبتوا صفة القدرة , وعطلوا صفة الفعل والخلق
فهل كونه يقدر على الشيء , هو نفسه يخلق الشيء ؟
فله القدرة المطلقة على كل شيء , ولكن لا يوصف أنه خالق كل شيء الا بعد وجود هذا الشيء

وأنت تعلم ان أهل السنة من الباحثين والمتخصصين انقسموا بين وقوع الحوادث في الأزل وهو قول أكثرهم ويدعون ميل شيخ الإسلام له
من هم هؤلاء المدعون ؟
قد سبق في النقولات ما يبين مذهب شيخ الاسلام بل ان المسألة لم تظهر وتنتشر الا بواسطته وعن طريقه
قال ((والقول بدوام كونه متكلماً
ودوام كونه فاعلاً بمشيئته
منقول عن السلف
وأئمة المسلمين
من أهل البيت
وغيرهم
كابن المبارك وأحمد بن حنبل والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم،
وهو منقول عن جعفر الصادق بن محمد في الأفعال المتعدية فضلاً عن اللازمة وهو دوام إحسانه.))
فالقول بدوام الفعل منقول عن السلف , فانظر أنت عمن تنقل ؟
وقال ابن أبي العز وهو يكاد ينقل كلامه وكلام تلميذه ابن القيم حرفيا
( وَهَكَذَا أَفْعَالُهُ الَّتِي هِيَ مِنْ لَوَازِمِ حَيَاتِهِ، فَإِنَّ كُلَّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ: الْفِعْلُ،
وَلِهَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ:
الْحَيُّ الْفَعَّالُ،
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: كُلُّ حَيٍّ فَعَّالٌ، وَلَمْ يَكُنْ رَبُّنَا - تَعَالَى - قَطُّ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مُعَطَّلًا عَنْ كَمَالِهِ، مِنَ الْكَلَامِ وَالْإِرَادَةِ وَالْفِعْلِ.)) انتهى
ألا ينتهي كل مبتدع ويرتدع عن أن يتبع أهل البدع , من الأشاعرة ومن شاكلهم ومن شابههم ؟؟
فتأملوا قول الدارمي , كل حي فعال ولم يكن ربنا عزوجل في وقت من الأوقات معطلا عن كماله من
الكلام والارادة والفعل
فهاته الثلاثة هي دائمة له عزوجل في الأزل , ولم يأت عليه وقت كان معطلا عنها وهذا هو وصف الكمال الواجب له ولا ينبغي له غير ذلك
ولذلك قال نعيم بن حماد كما نقل عنه البخاري
الحي هو الفعال وما ليس بفعال فليس بحي
ما أسهل هذا الكلام وما أعمقه , وما أشقه على أهل البدع وما أثقله ؟
وهم قالوا أن الله منذ الأزل لم يفعل شيئا حتى ابتدأ أول مخلوق , فكل هذا الزمن الذي ليس له حد لم يكن الله فيه حيا عندهم , تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

فالسلف لم يقرروا سوى أزلية الصفات
أما الآثار الواردة في ذلك فيحمل على إثبات الأسماء قبل آثارها إثباتا للكمال وردا على الأشاعرة والجهمية
أنت تخلط بين الأسماء والصفات ,و قد سبق مناقشة هذا
الأشاعرة يثبتون أسماء لذات مجردة عن الصفات
فالله هو المحيي , فهذا اسم له ثابت قبل وجود فعل الاحياء
أما (محيي الموتى) فهو وصف لا يوصف به الا بعد وجود الموتى الذين يحييهم

وكذلك الخلاق والخالق , فالخالق اسم ويخلق فعل
والعرب تفرق بين الاسم والفعل
فحين يقول (يخلق ما يشاء ) فلا يوصف بهذا الفعل الا بوجود هذا الشيء الذي يخلقه , و(ما) هنا تدل على شيء موجود يوجد الرب بمشيئته ولا يمكن أن تكون هي العدم

كأثر الحسن بن علي زين العابدين أو غيره من آل البيت في أزلية إحسانه فهو إثبات للصفة لا للأثر
كيف عرفت هذا ؟
فأنت تثبت وتنفي ما تشاء على الله , وتمحو ما تشاء وتثبت ما لا يعلم الا بالنص الثابث
فقد أوجبت على الله أن لا يحسن في الأزل و عطلت عنه هذه الفعل الى الأبد الضارب في الأزل
وأنا أسألك سؤالا
هل صفة الاحسان أو الخلق أو الفعل ثابثة له في المستقبل ؟
ستقول نعم
واذا كان ذلك كذلك , فهل يمكن نفي آثار هذه الصفات وتعطيل موجباتها اكتفاء بكون الله موصوفا بها قادرا على فعلها ؟
فجوابك على هذا هو جوابنا على كل شبهة تلقيها من جهة الأزل ,
ومن فرق بين الأزل وبين المستقبل في اثبات صفات الكمال , فقد افترى على الله كذبا وقولا أثيما
وأختم بهذه الحجة العقلية
فتصور معي أي زمن شئت في المستقبل , ونسميه الوقت الأول
فلا شك أن الفعل ممكن لله تعالى بعده وقبله ولا يمكن تعطيل صفات الرب عنه في ذينك الوقتين
ولنأخذ الوقت قبل الوقت الأول ونسميه الوقت الثاني
ولا شك أن الفعل ممكن قبله غير ممتنع كالذي بعده
وقبله هو الوقت الثالث , وهكذا الى ما لا يتناهي في الأزل فمامن وقت الا والله يفعل قبله كما يفعل بعده لم تتجدد له صفات الكمال ولم تحدث له صفة بعد أن لم تكن
وكل هذا الرجوع في الزمن هو بالنسية الينا
أما بالنسبة الى الخالق فبالعكس , فالله هو الأول
فالرب يفعل شيئا بعد شيء , ويتكلم يالشيء يعد الشيء
فهو قديم بصفاته لا يزال يفعل ولم يزل متكلما
وهذا لا يخالف فيه الا الأشاعرة وأشياعهم
ثم أختم بهذا الكلام العجيب للرافضي الذي رد عليه شيخ الاسلام في منهاج السنة , حين اعترض على أهل السنة بكلام أهل الحديث في اثيات دوام الفاعلية , فكان أعرف بكلام السلف من هؤلاء المبتدعة
فقال في منهاج الكرامة نقلا من منهاج السنة لشيخ الاسلام
(بَلْ يَلْزَمُ قِدَمُ نَوْعِهَا وَحُدُوثُ أَعْيَانِهَا، كَمَا يَقُولُ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْكُمْ: إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ، وَكَيْفَ شَاءَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْفِعْلَ مِنْ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ وَالرَّبَّ لَمْ يَزَلْ حَيًّا، فَلَمْ يَزَلْ فَعَّالًا.
وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنْ قَوْلِ أَئِمَّتِكُمْ
كَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيِّ صَاحِبِ الصَّحِيحِ ،
وَنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَغَيْرِهِمَا، وَمَنْ بَعْدَهُمْ.))
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ثم قال شيخ الاسلام نقلا لكلامه
((وَهُمْ يَنْقُلُونَ ذَلِكَ عَنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ،

وَيَقُولُونَ: إِنَّ مَنْ خَالَفَ هَذَا لْقَوْلَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ،
وَهَؤُلَاءِ وَأَمْثَالُهُمْ عِنْدَكُمْ هُمْ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالْحَدِيثِ، وَهُمْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِمَقَالَةِ الرَّسُولِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، وَمِنْ أَتْبَعِ النَّاسِ لَهَا.))
صدقت يا ابن المطهر وأنت كذوب
فهؤلاء عندنا هم أئمة أهل السنة والحديث وهم أعلم الناس بمقالة الرسول والصحابة والتابعين وهم أتبع الناس لهم
وهم الذين يقولون أن من خالف هذا القول فهو ضال مبتدع
هل سمعتموها الآن عالية مدوية من ألد أعداء أهل السنة ؟؟
ينبغي لمن قرأ شهادة هذا الرجل أن يستحيي على نفسه أن يظهر بعد اليوم الى الأبد

أحمد القلي
2016-11-13, 02:15 AM
أعيد شهادة الرافضي ابن المطهر , فلربما لم يقرأ هؤلاء الرد السابق لطوله
قال شيخ الاسلام في منهاج السنة وهو يحكي كلام الرافضي قيل أن يرد عليه
((بَلْ يَلْزَمُ قِدَمُ نَوْعِهَا وَحُدُوثُ أَعْيَانِهَا،

كَمَا يَقُولُ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْكُمْ: إِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إِذَا شَاءَ، وَكَيْفَ شَاءَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْفِعْلَ مِنْ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ وَالرَّبَّ لَمْ يَزَلْ حَيًّا، فَلَمْ يَزَلْ فَعَّالًا.
وَهَذَا مَعْرُوفٌ مِنْ قَوْلِ أَئِمَّتِكُمْ
كَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيِّ صَاحِبِ الصَّحِيحِ ،
وَنُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ الْخُزَاعِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَغَيْرِهِمَا، وَمَنْ بَعْدَهُمْ.
وَهُمْ يَنْقُلُونَ ذَلِكَ عَنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ،

وَيَقُولُونَ: إِنَّ مَنْ خَالَفَ هَذَا لْقَوْلَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ،
وَهَؤُلَاءِ وَأَمْثَالُهُمْ عِنْدَكُمْ هُمْ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالْحَدِيثِ، وَهُمْ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِمَقَالَةِ الرَّسُولِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ، وَمِنْ أَتْبَعِ النَّاسِ لَهَا.))

ان في هذا الكلام ما يغني عن كل كلام , وفيه عبرة واعتبار لمن اعتبر وتبصر

سلمان بن محمد
2016-11-13, 02:19 AM
أحسنت أخي احمد
اللهم اغفر لـ أحمد القلي وإن قتلني

سبحانه فعال لما يريد وقتما يريد
لامستكره له
لايسأل عما يفعل وهم يسألون

أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-13, 09:29 PM
..وَكُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِأَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ لَزِمَهُ أَحَدُ أَمْرَيْنِ، لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُمَا: إِمَّا أَنْ يَقُولَ بِأَنَّ الْفِعْلَ لَمْ يَزَلْ # مُمْكِنًا ( = بالقوة )، وَإِمَّا أَنْ يَقُولَ لَمْ يَزَلْ # وَاقِعًا (= بالفعل ) ، وَإِلَّا تَنَاقَضَ تَنَاقُضًا بَيِّنًا، حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ قَادِرًا عَلَى الْفِعْلِ، وَالْفِعْلُ مُحَالٌ مُمْتَنِعٌ لِذَاتِهِ،..))"
والعجيب أنه لونه بالأحمر و لم يتفطن له !!!!
والاعجب أنه يسأل بعدهاو يقول: من هؤلاء الذين يدعون ؟!!!!!!!!!
بل ويخلط خلطا فاحشا بين صفة الفعل الازلية المطلقة وبين أثر الفعل الذي يحتاج لفعل معين حادث فإثبات صفة الفعل بمفهوم أهل السنة من تعلقها بالإررادة ليس إثباتا لعين الفعل
فإثبات اعيان الأفعال كالقرءان والاستواء والخلق المعين يحتاج دليل وهو ما ننازع فيه = تحقق تسلسل الفعل واقعا ولا ننازع في إمكان تسلسل الفعل بعد القدرة كما تناقض الأشاعرة
لكن المسكين كما قلت يبدو انه غليظ الطبع!!
فمن تخليطه الفاحش ونسخه ولصقه بل وظلمه لمناقشه ومهاترته السيئة التي برهنت على غرور وغطرسة مع غلظ فهم وتدني ظاهر! هو ومعاونيْه !!.. نقل حجتنا عليه سبحان الله!
ثم وبلا استحياء يصر على النقاش مع عدم إدراكه للمصطلحات ولا مقاصد المناقشين من عباراتهم ولا محل النزاع مع توضيحه له بل وترك نقد ما في الرابط ثم جنح لغلط نحوي يريد إحراجي به =صنعة الأشرار والمفاليس..فلا إله إلا الله
وقد نسي المخلط المسكين لحنه في العلم والشرع والعقل= جذعة في عينه !!!
وأما اللحن فاني قد تنبهت له بعد مراجعة المقالة بعد وضعها وصححته ولم يتصحح فالنات عندي متعب جدا..
لكن هل انت أدركت ما هويت فيه هنا من فج أسلوب وسيء فهم وقبيح غلط وعريض جهل يا نحرير !!!! لطالما فتحت باب فرعون المتكبر المغرور لما قال:
"أم هذا الذي هو مهين ولا يكاد يُبين "
هلا راجعت أوائل كلامك وكيف انك جعلت الخلق من الافعال اللازمة يا أهوج
وخلطت ايضا بين وقوع الفعل وإمكانه
وغيرها مما ذكرت لك قريبا من خلط ظاهر جلي لكل من شم رائحة هذه المسألة
وقد تبين لي أنك لم تفهم إلى الآن مذهب الأشاعرة في إثبات أزلية الفعل مع امتناع الحدوث والتجدد؟ واخترعوا مصطلحات لللتوفيق بين إثبات الفعل عند اهل السنة ونفيه عند الجهمية..

فانت لا تفرق بين إثبات القدرة على الفعل مع عدم تعطيل إمكانه في أي وقت قدر =إثبات صفة الفعل على وجهها الصحيح وبين من أثبت القدرة دون إمكان الفعل = تعطيل حقيقة الصفة وإثباتها إثبات الجهمية وإلا فعلام يدل نقدك لكلامي الأخير مع إشارتي لمحل النزاع ؟!!
وعلام يدل نقلك لكلام شيخ الإسلام الذي حاججت به نفسك ؟!!
وعليه أرجع مع أمثالك من المغرورين إلى طريقة أخرى وهي الاختصار " الهدرة قليلة"فأقول:

أنا أدعي ان قول من قال: جنس الآثار والمخلوقات قديم = بدعة = قائله مبتدع لما لم يقله السلف ؟!!
فهل هناك أحد يتجرأ ويثبت خلاف ذلك ليثبت عدم اتباعنا للسلف.. !!!
وأكرر:
أما ازلية الصفات وتعلق بعضها بالإرادة والمشيئة = حصولها كيف ومتى وإذا شاء من الرب تبارك وتعالى وتقدس فليس محل النزاع إلا مع أهل البدع في الاعتقاد
ومسألتنا هنا في بدع الأقوال والألفاظ وبعض المعنى الذي لا دليل عليه.
فأين أصحاب الجعاجع والفراقع والنحارير والمتبعون للسلف ووو.. ليقدموا لنا شيئا ذا بال ؟!!

محمدعبداللطيف
2016-11-13, 11:56 PM
جزاكم الله خيرا

الطيبوني
2016-11-14, 12:04 AM
و ما زلت انتظر جوابا لكلام امام السنة و قامع البدعة عثمان بن سعيد الدارمي ؟

( الله تبارك وتعالى اسمه كأسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك قبل الخلق . كان خالقا قبل المخلوقين ورازقا قبل المرزوقين وعالما قبل المعلومين وسميعا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين وبصيرا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة. قال الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقال الله تعالى: {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش}؛ فقال مرة {الرحمن على العرش استوى} وقال مرةً: الله على العرش استوى، لأنهما بمعنى واحد.
ولو كان كما ادعى المعارض وإمامه المريسي لكان الخالق والمخلوق استويا جميعا على العرش إذ كانت أسماؤه مخلوقة عندهم إذ كان الله في دعواهم في حد المجهول أكثر منه في حد المعروف، لأن لحدوث الخلق حدا ووقتا، وليس لأزلية الله حد ولا وقت، لم يزل ولا يزال وكذلك أسماؤه لم تزل ولا تزال )

نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد

محمدعبداللطيف
2016-11-14, 01:26 AM
اخى الكريم ابو ريان بم تفسر هذا السيل الكبير من الاتهامات والاهانه للاخوة الافاضل ولم لم يحدث هذا الا بعد دخولك فى المشاركات هذا ما استفزنى فاعتذر للاخوه الكرام وانا اعتذر لك ولنكن ملتزمين بأدب الحوار مهما كان الخلاف وهذا واضح فى مناقشتنا مع الاخ الكريم الطيبونى وفى سعة صدرنا منه لانه لم يصدر منه اى اهانة لاحد مع شدة الخلاف فى هذه المسألة وانا سازيل ما كتبته الان ما دمت صرحت بمحبة مشايخ الاسلام[ابن تيمية وابن القيم وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب] السابق ذكرهم ولكن رجاءا منك بعدم الاساءة وما تسطيع حذف الان فاحذفه مشكورا ومالا نستطيع فنسأل الله تعالى أن يعفو عنه وجزاك الله خيرا