مشاهدة النسخة كاملة : من الظرائف والطرائف !
أبو مالك المديني
2016-04-14, 10:04 PM
قال ابن الجوزي في أخبار الظراف والمتماجنين :
230 - قال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ : قدم أعرابيُّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر ، فأنزله ، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ ، وله امرأة وابنان وبنتان . قال : فقلت لامرأتي : اشوي دجاجة وقدميها إلينا نتغدى بها .
وجلسنا جميعاً ، ودفعنا إليه الدجاجة ، فقلنا : اقسمها بيننا ؛ نريد بذلك أن نضحك منه ، قال : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم .
قلنا : نرضى . فأخذ رأس الدجاجة ، فقطعه ، فناولنيه ، وقال : الرّأس للرئيس .
ثمّ قطع الجناحين ، وقال : الجناحان للابنين .
ثمّ قطع السّاقين ، وقال : الساقان للابنتين .
ثمّ قطع الزّمكّى ، وقال : العجز للعجوز .
ثمّ قال : والزّور للزائر .
فلمّا كان من الغد ، قلت لامرأتي : اشوي لي خمس دجاجاتٍ ؛ فلمّا حضر الغداء ، قلنا : اقسم بيننا . قال : شفعاً أو وتراً ؟ قلنا : وتراً . قال : أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ ؛ ثمّ رمى بدجاجةٍ .
وقال : وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ ؛ ورمى إليهما بدجاجةٍ .
وقال : وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ .
ثمّ قال : وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ ؛ فأخذ الدجاجتين ؛ فرآنا ننظر إلى دجاجتيه فقال : لعلّكم كرهتم قسمتي الوتر ؟
قلنا : اقسمها شفعاً .
فقبضهن إليه ، ثمّ قال : أنت وابناك ودجاجةٌ أربعةٌ ؛ ورمى إلينا دجاجة.
ثمّ قال : والعجوز وابنتاها ودجاجةٌ أربعة ؛ ورمى إليهنّ دجاجةٌ .
ثم قال : وأنا وثلاث دجاجات أربعةٌ ؛ وضم ثلاث دجاجاتٍ ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : الحمد لله ، أنت فهّمتنيها !
أبو البراء محمد علاوة
2016-04-14, 10:33 PM
طمعٌ مقنن :)
أبو البراء محمد علاوة
2016-04-14, 10:40 PM
حُكي أن ضيفًا نزل على أبي حفصة الشاعر الذي كان من البخلاء المعدودين.. فلما رآه قد اقترب من البيت تركه وهرب مخافة أن يبقى الضيف بالدار فيضطر إلى إطعامه وتحمل نفقاته، فأخذ الضيف يبحث في ثنايا الدار عن طعامٍ يأكله؛ لكنه لم يجد شيئًا، فخرج الضيف واشترى بعض الطعام من السوق، ثم عاد إلى منزل الشاعر وعلق رقعةً عل الباب فيها هذان البيتان:
يَا أَيُّها الخارجُ منْ بيتـــــــهِ ... وهاربًا من شِـــــــــدَّة الخَـــــــــــ ـــــــــــوفِ
ضيفُك قَدْ جَاءَ بزادٍ لهُ ... فاْرجِعْ وكُنْ ضيفًا على الضيفِ
أبو البراء محمد علاوة
2016-04-14, 11:00 PM
هذه قصة طريفة حدثت مع عبد الملك بن قريب الأصمعى راوية العرب ومع أحد الأعراب الأقحاح الفصحاء الأذكياء
وللأصمعى قصص كثيرة مع الأعراب على منوال هذه القصة منثورة فى كتب الأدب.
قال الأصمعى: دعانى بعض العرب الكرام إلى قرى الطعام فخرجت معه إلى البرية فأتو بباطنة بأذنين _يعنى إناء أو جرة لها أذنين _ وعليها السمن غارق فجلسنا للأكل.
فإذا أعرابىّ ينسف الأرض نسفًا حتى جلس من غير نداء فجعل يأكل والسمن يسيل على كراعه _ الكراع ما دون الركبة_ فقلت:
لأضحكنَّ الحاضرين عليه فقلت:
كأنك أثلة فى أرض هش ... أتاها وابل من بعد رش
فالتفت إلىّ بعين مبحلقة، وقال لى:
الكلام أنثى والجواب ذكر وأنت:
كأنك بعرة فى إست كبش ... مدلاة وذاك الكبش يمشى
فقلت له: هل تعرف من الشعر أو ترويه؟
فقال: كيف لا أقول الشعر وأنا أمه وأبوه؟
فقلت له: إن عندى قافية تحتاج إلى غطاء
فقال: هات ما عندك.
فغصت فى بحور الأشعار فما وجدت قافية أصعب من الواو المجزومة فقلت:
قوم بنجد قد عهدناهم ... سقاهم الله من النوّ
قلت أتدرى النو ماذا؟ فقال:
نو تلألأ فى دجا ليلة ... حالكة مظلمة لو
فقلت لو ماذا؟ فقال:
لو سار فيها فارس لانثنى ... على بساط الأرض منطو
فقلت منطو ماذا؟ فقال:
منطوى الكشح هضيم الحشا ... كالباز ينقض من الجو
فقلت الجو ماذا؟ فقال:
جو السماء والريح تعلو به ... إشتم ريح الأرض فاعلو
فقلت فاعلو ماذا؟ فقال:
فاعلو لما عيل من صبره ... فصار نحو القوم ينعو
فقلت ينعو ماذا؟ فقال:
ينعو رجالًا للفنى شرعت ... كفيت ما لاقوا ما يلقوا
قال الأصمعى: فعلمت أنه لا شىء بعد الفناء؛ ولكن أردت أن أثقل عليه فقلت له ويلقوا ماذا؟ فقال:
إن كنت لا تفهم ما قلته ... فأنت عندى رجل بو
فقلت له: البو ماذا؟ فقال:
البو سلخ قد حشى جلده ... يا ألف قرنين تقوم عنى أو
فقلت أو ماذا؟ فقال:
أو أضرب الرأس بصوانة ... تقول فى ضربتها قو
فقلت له: انت ضيفي الليله.
فقال البدوي: لا يأبى الكرامةَ إلا لئيم
فقلت لزوجتي إصنعي لنا دجاجة واحدة ففعلت
فأتيتهُ بها وجئته انا وزوجتي وإبناي وإبنتاي وقلت له: قسم يا بدوي
فقال: الرأس للرأس واعطاني رأس الدجاجة، والولدان جناحان، والبنتان لهما الرجلان والمرأه العَجُز، وأنا زائر لي الزّور وأكل الدجاجة، ونحن ننظر إليه.
وفي الغد قلت لزوجتي إصنعي لنا خمس دجاجات، فلما أتيتهُ بها، وقلت له: قسم يابدوي.
قال: أتريد شفعُا أو وترًا؟
فقلت: إن الله وترٌ يحب الوترْ.
فقال البدوي: أنت وزوجتك ودجاجة، وإبناك ودجاجة، وابنتاك ودجاجة، وأنا ودجاجتان.
فقلت له: أريد أن تقسم شفعًا.
فقال البدوي: انت وولداك ودجاجة، وزوجتك وابنتاها ودجاجة، وأنا وثلاثُ دجاجات، ووالله لا احول عن هذه القسمة.
فقال الأصمعي: غلبني الأعرابي مرتين في الشعر، وفي قسمة الدجاج.
أبو مالك المديني
2016-04-14, 11:10 PM
الضيفان آنذاك يغلبون الشعراء الأقحاح أحيانا؛ لينالوا ما عندهم من ضيافة .
حتى الضيوف في عصرهم كانوا أصحاب فصاحة ، الله المستعان على كثير من ضيوف هذا الزمان !
أبو مالك المديني
2016-04-24, 07:26 PM
نفع الله بك أبا البراء .
أبو البراء محمد علاوة
2016-04-24, 09:44 PM
نفع الله بك أبا البراء .
وبك نفعنا الله شيخنا
أبو البراء محمد علاوة
2016-04-24, 09:47 PM
تردد ثقيل على ظريف، وأطال ترداده عليه حتى سئم منه.
فقال له الثقيل: من تراه أشعر الشعراء؟
فأجاب الظريف: هو ابن الوردي بقوله:
غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّا فَمَنْ ... أَكثرَ التَرْدادَ أضْناهُ المللْ
فقال الثقيل: أخطأتَ، فإن النجاريَ أشعرُ منه بقوله:
إذا حقّقتَ مِـنْ خِـــــــــــــ ــلٍّ ودادًا ... فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ
وَكُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ ... ولا تكن في زيارته هلالا
فأجاب الظريف: إن الحريري أشعر منه بقوله:
ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ ... غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليه
وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتك الدار بما فيها، وخرج وهو يقول:
إذا حلَّ الثقيل بأرضِ قومٍ ... فما للساكنينَ سوى الرَّحيل
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.