حسن التمام
2015-08-09, 02:54 PM
عن عائشة رضي الله تعالى عنها :(أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ)) .
صحيح - أخرجه أبوداود (178) : من طريق يحيى وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة به
وأخرجه النسائي(170), وفي ((الكبرى))(155): من طريق يحي (وحده) به .
وقال أبو داود:
" كذا رواه الفريابي قال أبو داود وهو مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة قال أبو داود مات إبراهيم التيمي
ولم يبلغ أربعين سنة وكان يكنى أبا أسماء".
وقال النسائي :
" ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا وقد روى هذا الحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروةعن عائشة.
قال يحيى القطان حديث حبيب عن عروة عن عائشة هذا وحديث حبيب عن عروة عن عائشة تصل وإن قطر الدم على الحصير لا شيء ".
وأخرجه الدارقطني (254/1-الرسالة): من طريق أبي عاصم وغندر عن سفيان به .
وقال : "ولم يروه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق عطية بن الحارث ، ولا نعلم حدث به عنه غير الثوري وأبي حنيفة ، واختلف فيه ،
فأسنده الثوري عن عائشة ، وأسنده أبو حنيفة عن حفصة ، وكلاهما أرسله . وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، ولا من حفصة ،
ولا أدرك زمانهما ، وقد روى هذا -الدرقطني (257/1)-الحديث معاوية بن هشام عن الثوري ، عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة ، فوصل إسناده .
واختلف عنه في لفظه ، فقال عثمان بن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل وهو صائم " .
وقال عنه غير عثمان : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل ولا يتوضأ " . والله أعلم ".
قلت :ومع الإختلاف عليه في لفظه , ففيه وهم من معاوية بن هشام إذ لم يتابعه أحد على وصله لاسيما, وقد قال فيه الإمام أحمد : كثير الخطأ .
وقال ابن حبان : ربما أخطأ , ولخّص الحافظ ترجمته بقوله : "صدوق لها أوهام ".
وهذا منه وهم بلاشك فقد خالف الحفّاظ في وصله فلا يقبل هذا منه ووجب الحكم عليه بالنكارة .
وأخرجه أحمد (25767-الرسالة), وابن أبي شيبة (45/1), والدارقطني (139/1-140): من طريق وكيع عن سفيان به .
وأخرجه أبونعيم في ((الحلية))(219/4),والدارقطني (256/1-الرسالة)، والبيهقي في "الخلافيات" (440): من طريق قبيصة عن سفيان به .
ولفظ أبي نعيم : ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَسِّلُنِي وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ ثُمَّ يُصَلَّى)).
وقال أبونعيم : " كَذَا رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ، مِنْ دُونِ أَبِيهِ".
وأخرجه الدارقطني (139/1)، والبيهقي في "الخلافيات" (439) من طريق أبي عاصم الضحاك عن سفيان به .
وأخرجه البيهقي (126/1-127):من طريق عبد الرزاق - وهو في ((المصنف))(511)- أنا سفيان عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن عائشة:
(( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل بعد الوضوء ، ثم لا يعيد الوضوء ، وقالت : ثم يصلي )).
وقال البيهقي :
"فهذا مرسل . إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، قاله أبو داود السجستاني وغيره . وأبو روق ليس بقوي ، ضعفه يحيى بن معين وغيره .
ورواه أبو حنيفة ، عن أبي روق ، عن إبراهيم ، عن حفصة . وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ، قاله الدارقطني وغيره .
وقد روينا سائر ما روي في هذا الباب ، وبينا ضعفها في الخلافيات . والحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصائم ، فحمله الضعفاء من الرواة
على ترك الوضوء منها ، ولو صح إسناده لقلنا به ، إن شاء الله تعالى ".
وقال ابن حزم في ((المحلى))(228/1):" وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ أَبُو رَوْقٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ".وله طريق آخر عن عائشة :أخرجه أبو داود (179) ، والترمذي (86) ، وابن ماجه (502) ،وأحمد(25766-الرسالة),وابن أبي شيبة (44/1)، وإسحاق (566) ، والطبري في "تفسيره" (9630) ،
وابن المنذر في "الأوسط" (15) ، والدارقطني(137/1-138)، والبيهقي في "السنن" (125/1-126)، وفي "الخلافيات" (435) ،
والبغوي في "شرح السنة" (168) : من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة :
(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ، ثم خرج إلى الصلاة ، ولم يتوضأ " ، قال عروة : فقلت لها : من هي إلا أنت ؟! فضحكت .
وقال ابن مالج : " يقبل بعض أزواجه ، ثم يصلي ، ولا يتوضأ " قلت : من هي إلا أنت ؟ فضحكت )).
وقال الترمذي :
" ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد قال وسمعت أبا بكر العطار البصري
يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء قال وسمعت محمد بن إسمعيل -البخاري- يضعف هذا
الحديث وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ
وهذا لا يصح أيضا ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة وليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء".
وقال الدارقطني : "حدثنا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني ، قال : سمعت يحيى - وذكر عنده حديثا الأعمش ، عن حبيب ،
عن عروة ، عن عائشة : " تصلي وإن قطر الدم على الحصير " وفي القبلة - قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء ".
قال ابن عبد البر في ((التمهيد))(174/21):
"قَالُوا وَلَا مَعْنَى لِطَعْنِ مَنْ طَعَنَ عَلَى حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ حَبِيبًا ثِقَةٌ وَلَا يُشَكُّ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُرْوَةَ وَسَمِعَ مِمَّنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْ
عُرْوَةَ فَغَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مَنْ عُرْوَةَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ عَنْهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَمْ يزالوا يروون الْمُرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ وَالْمُنْقَطِعَ وَيَحْتَجُّونَ
بِهِ إِذَا تَقَارَبَ عَصْرُ الْمُرْسِلِ وَالْمُرْسَلِ عَنْهُ وَلَمْ يُعْرَفِ الْمُرْسِلُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْأَخْذِ عَنْهُمْ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُلُّهُ مَرَاسِيلُ وَالْقَوْلُ فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ فِيمَا يُرْسِلُ وَيُسْنِدُ قَالُوا
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ وُجُوهٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا مُرْسَلًا فَإِنَّ الطُّرُقَ إِذَا كَثُرَتْ قَوَّى بَعْضُهَا بَعْضًا...".
وقال البيهقي : "( وأخبرنا ) أبو بكر بن الحارث الفقيه ، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر النيسابوري ، ثنا عبد الرحمن بن بشر قال :
سمعت يحيى بن سعيد ، وذكر له حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة قال : أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا ، زعم أن حبيبا لم يسمع من
عروة شيئا . ( وأخبرنا ) أبو بكر ، أنا علي ، نا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني قال : سمعت يحيى ، وذكر عنده حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة ، عن عائشة تصلي وإن قطر الدم على الحصير ، وفي القبلة . قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء" .
( وأخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني ، ثنا عبد الرحمن بن مغراء ، أنا الأعمش ،
أخبرنا أصحاب لنا ، عن عروة المزني ، عن عائشة بهذا الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف وله علتان :
الأولى : جهالة أصحاب الأعمش .
والثانية : عبدالرحمن بن مغراء : ضعيف في روايته عن الأعمش خاصة،وقد تفرد عنه بقوله: عروة المزني ,وإنما هو عروة بن الزبير، كما قال وكيع عن الأعمش وعن هشام بن عروة .
وقال أبو داود : روي عن الثوري أنه قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني . يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء .
قال البيهقي : فعاد الحديث إلى رواية عروة المزني ! وهو مجهول .
قال صاحب ((عون المعبود))(210/1):"مَقْصُودُ الْمُؤَلِّفِ -يعني : أبا داود - أَنَّ حَبِيبًا وَإِنِ اخْتُلِفَ فِي شَيْخِهِ أَنَّهُ الْمُزَنِيُّ أَوِابن الزُّبَيْرِ فَلَا يُشَكُّ فِي سَمَاعِ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
فَإِنَّهُ صَحِيحٌ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ حَدِيثًا صَحِيحًا(1) فَمُحَصَّلُ الْكَلَامِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَغْرَاءَ مَعَ ضَعْفِهِ وَرِوَايَةِ شَيْخِهِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَجْهُولِينَ قَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ
بِهَذَا اللَّفْظِ أَيْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ وَأَمَّا وَكِيعٌ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ فَلَمْ يَقُولُوا بِهِ فَبَعْضُ أَصْحَابِ وَكِيعٍ رَوَى عَنْهُ لَفْظَ عُرْوَةَ بِغَيْرِ نِسْبَةٍ وَبَعْضُهُمْ
رَوَى عَنْهُ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ الْأَعْمَشُ أَيْضًا ليس متفردا بهذا بل تَابَعَهُ أَبُو أُوَيْسٍ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَيْضًا لَيْسَ مُتَفَرِّدًا بَلْ تَابَعَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أبيه ومعلوم قطعا أنه ابن الزُّبَيْرِ فَثَبَتَ أَنَّ الْمَحْفُوظَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَبَعْضُ الْحُفَّاظِ أَطْلَقَهُ وَبَعْضُهُمْ نَسَبَهُ وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ أَنَّ زِيَادَةَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ
وَأَمَّا عُرْوَةُ الْمُزَنِيُّ فَغَلَطٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَغْرَاءَ وإِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ سَمَاعَ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَلَمْ يَصِحَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَصَحَّحَهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ لَكِنِ الصَّحِيحُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ فَيَكُونُ الْحَدِيثُ مُنْقَطِعًا
وَأُجِيبَ ضَعْفُ الِانْقِطَاعِ مُنْجَبِرٌ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ الْعَدِيدَةِ ".
قلت : والرواية التي عن الثوري قد علّقها أبو داود وبصيغة التمريض .
قال الزيلعي في ((نصب الراية))(72/1): " وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ إلَّا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيّ، فَهَذَا لَمْ يُسْنِدْهُ أَبُو دَاوُد، بَلْ قَالَ عَقِيبَهُ: وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثًا صَحِيحًا، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَبَا دَاوُد لَمْ يَرْضَ بِمَا قَالَهُ الثَّوْرِيُّ، وَيُقَدَّمُ هَذَا لِأَنَّهُ مثبت،
والثوري ناف ...وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ مَا قال الْبَيْهَقِيُّ: إنَّهُ عُرْوَةُ الْمُزَنِيّ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ حَبِيبًا سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَمِعَهُ مِنْ الْمُزَنِيّ أَيْضًا، كَمَا وَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".
قلت : والتصريح بالمزني خطأ من عبدالرحمن بن مغراء , ولم يُعيَّن عروةُ في سائر روايات أصحاب الأعمش، إلا في روايتين عن وكيع، جاء فيهما أنه:
(عروة بن الزبير)إحداهما: في مسند الإمام أحمد(25766-الرسالة) عن وكيع، والثانية عند ابن ماجه(502)عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع , وقد عيّن الأئمة أنه عروة بن الزبير إذ نفوا سماعه من عائشة , ويقوّي ذلك أيضا أنه إذا أُطلق عروة عن عائشة فهو منصرفٌ إلى عروة بن الزبير لأنه ابن أختها ,
ومَنْ يتجاسر أن يقول لأم المؤمنين (( من هي إلا أنت ؟!))غير ابن أختها عروة بن الزبير
قال أحمد شاكر في تعليقه على ((سنن الترمذي))(135/1):" وهذا ضعيف لأن عبدالرحمن بن مغراء و إن كان من أهل الصدق إلا أن فيه ضعفا , وقد أنكر عليه ابن المديني أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات , وقال الحاكم أبو أحمد :((حدّث بأحاديث لايتابع عليها )).وقد خالفه في روايته هنا الثقات من أصحاب الأعمش
الحفاظ كما بينا في أسانيد الحديث , ويدل كلام أبي داود , ثانيا أنه يرى صحة رواية حبيب عن عروة , ويؤيده أن حبيب بن أبي ثابت لم يعرف بالتدليس !بل هو ثقة حجة ...".
قلت : بل إن حبيب بن أبي ثابت موصوف بالتدليس , قال الحافظ في ((طبقات المدلسين ))(69)-في (المرتبة الثالثة)وهي مرتبة مَن أكثر من التدليس فلم يَحْتَجَّ الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم- :
" حبيب بن أبي ثابت الكوفي تابعي مشهور يكثر التدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني وغيرهما، ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول:
لو أن رجلاً حدثني عنك ما باليت إن رويته عنك؛ يعني: وأسقطته من الوسط ".
وقال في ((التقريب)):" ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس ".
صحيح - أخرجه أبوداود (178) : من طريق يحيى وعبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة به
وأخرجه النسائي(170), وفي ((الكبرى))(155): من طريق يحي (وحده) به .
وقال أبو داود:
" كذا رواه الفريابي قال أبو داود وهو مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة قال أبو داود مات إبراهيم التيمي
ولم يبلغ أربعين سنة وكان يكنى أبا أسماء".
وقال النسائي :
" ليس في هذا الباب حديث أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا وقد روى هذا الحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروةعن عائشة.
قال يحيى القطان حديث حبيب عن عروة عن عائشة هذا وحديث حبيب عن عروة عن عائشة تصل وإن قطر الدم على الحصير لا شيء ".
وأخرجه الدارقطني (254/1-الرسالة): من طريق أبي عاصم وغندر عن سفيان به .
وقال : "ولم يروه عن إبراهيم التيمي غير أبي روق عطية بن الحارث ، ولا نعلم حدث به عنه غير الثوري وأبي حنيفة ، واختلف فيه ،
فأسنده الثوري عن عائشة ، وأسنده أبو حنيفة عن حفصة ، وكلاهما أرسله . وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، ولا من حفصة ،
ولا أدرك زمانهما ، وقد روى هذا -الدرقطني (257/1)-الحديث معاوية بن هشام عن الثوري ، عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عائشة ، فوصل إسناده .
واختلف عنه في لفظه ، فقال عثمان بن أبي شيبة عنه بهذا الإسناد : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل وهو صائم " .
وقال عنه غير عثمان : " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل ولا يتوضأ " . والله أعلم ".
قلت :ومع الإختلاف عليه في لفظه , ففيه وهم من معاوية بن هشام إذ لم يتابعه أحد على وصله لاسيما, وقد قال فيه الإمام أحمد : كثير الخطأ .
وقال ابن حبان : ربما أخطأ , ولخّص الحافظ ترجمته بقوله : "صدوق لها أوهام ".
وهذا منه وهم بلاشك فقد خالف الحفّاظ في وصله فلا يقبل هذا منه ووجب الحكم عليه بالنكارة .
وأخرجه أحمد (25767-الرسالة), وابن أبي شيبة (45/1), والدارقطني (139/1-140): من طريق وكيع عن سفيان به .
وأخرجه أبونعيم في ((الحلية))(219/4),والدارقطني (256/1-الرسالة)، والبيهقي في "الخلافيات" (440): من طريق قبيصة عن سفيان به .
ولفظ أبي نعيم : ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَسِّلُنِي وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ ثُمَّ يُصَلَّى)).
وقال أبونعيم : " كَذَا رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ، مِنْ دُونِ أَبِيهِ".
وأخرجه الدارقطني (139/1)، والبيهقي في "الخلافيات" (439) من طريق أبي عاصم الضحاك عن سفيان به .
وأخرجه البيهقي (126/1-127):من طريق عبد الرزاق - وهو في ((المصنف))(511)- أنا سفيان عن أبي روق ، عن إبراهيم التيمي ، عن عائشة:
(( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل بعد الوضوء ، ثم لا يعيد الوضوء ، وقالت : ثم يصلي )).
وقال البيهقي :
"فهذا مرسل . إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة ، قاله أبو داود السجستاني وغيره . وأبو روق ليس بقوي ، ضعفه يحيى بن معين وغيره .
ورواه أبو حنيفة ، عن أبي روق ، عن إبراهيم ، عن حفصة . وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ، قاله الدارقطني وغيره .
وقد روينا سائر ما روي في هذا الباب ، وبينا ضعفها في الخلافيات . والحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصائم ، فحمله الضعفاء من الرواة
على ترك الوضوء منها ، ولو صح إسناده لقلنا به ، إن شاء الله تعالى ".
وقال ابن حزم في ((المحلى))(228/1):" وَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ؛ لِأَنَّ رَاوِيَهُ أَبُو رَوْقٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ ".وله طريق آخر عن عائشة :أخرجه أبو داود (179) ، والترمذي (86) ، وابن ماجه (502) ،وأحمد(25766-الرسالة),وابن أبي شيبة (44/1)، وإسحاق (566) ، والطبري في "تفسيره" (9630) ،
وابن المنذر في "الأوسط" (15) ، والدارقطني(137/1-138)، والبيهقي في "السنن" (125/1-126)، وفي "الخلافيات" (435) ،
والبغوي في "شرح السنة" (168) : من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة :
(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ، ثم خرج إلى الصلاة ، ولم يتوضأ " ، قال عروة : فقلت لها : من هي إلا أنت ؟! فضحكت .
وقال ابن مالج : " يقبل بعض أزواجه ، ثم يصلي ، ولا يتوضأ " قلت : من هي إلا أنت ؟ فضحكت )).
وقال الترمذي :
" ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد قال وسمعت أبا بكر العطار البصري
يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء قال وسمعت محمد بن إسمعيل -البخاري- يضعف هذا
الحديث وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة وقد روي عن إبراهيم التيمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبلها ولم يتوضأ
وهذا لا يصح أيضا ولا نعرف لإبراهيم التيمي سماعا من عائشة وليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء".
وقال الدارقطني : "حدثنا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني ، قال : سمعت يحيى - وذكر عنده حديثا الأعمش ، عن حبيب ،
عن عروة ، عن عائشة : " تصلي وإن قطر الدم على الحصير " وفي القبلة - قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء ".
قال ابن عبد البر في ((التمهيد))(174/21):
"قَالُوا وَلَا مَعْنَى لِطَعْنِ مَنْ طَعَنَ عَلَى حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة فِي هَذَا الْبَابِ لِأَنَّ حَبِيبًا ثِقَةٌ وَلَا يُشَكُّ أَنَّهُ أَدْرَكَ عُرْوَةَ وَسَمِعَ مِمَّنْ هُوَ أَقْدَمُ مِنْ
عُرْوَةَ فَغَيْرُ مُسْتَنْكَرٍ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مَنْ عُرْوَةَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ عَنْهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ لَمْ يزالوا يروون الْمُرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ وَالْمُنْقَطِعَ وَيَحْتَجُّونَ
بِهِ إِذَا تَقَارَبَ عَصْرُ الْمُرْسِلِ وَالْمُرْسَلِ عَنْهُ وَلَمْ يُعْرَفِ الْمُرْسِلُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالْأَخْذِ عَنْهُمْ أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجُلُّهُ مَرَاسِيلُ وَالْقَوْلُ فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْقَ عَائِشَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ فِيمَا يُرْسِلُ وَيُسْنِدُ قَالُوا
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ وُجُوهٍ وَإِنْ كَانَ بَعْضُهَا مُرْسَلًا فَإِنَّ الطُّرُقَ إِذَا كَثُرَتْ قَوَّى بَعْضُهَا بَعْضًا...".
وقال البيهقي : "( وأخبرنا ) أبو بكر بن الحارث الفقيه ، نا علي بن عمر الحافظ ، نا أبو بكر النيسابوري ، ثنا عبد الرحمن بن بشر قال :
سمعت يحيى بن سعيد ، وذكر له حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة قال : أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا ، زعم أن حبيبا لم يسمع من
عروة شيئا . ( وأخبرنا ) أبو بكر ، أنا علي ، نا محمد بن مخلد ، نا صالح بن أحمد ، نا علي بن المديني قال : سمعت يحيى ، وذكر عنده حديث الأعمش ، عن حبيب ، عن عروة ، عن عائشة تصلي وإن قطر الدم على الحصير ، وفي القبلة . قال يحيى : احك عني أنهما شبه لا شيء" .
( وأخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن مخلد الطالقاني ، ثنا عبد الرحمن بن مغراء ، أنا الأعمش ،
أخبرنا أصحاب لنا ، عن عروة المزني ، عن عائشة بهذا الحديث .
قلت : وهذا إسناد ضعيف وله علتان :
الأولى : جهالة أصحاب الأعمش .
والثانية : عبدالرحمن بن مغراء : ضعيف في روايته عن الأعمش خاصة،وقد تفرد عنه بقوله: عروة المزني ,وإنما هو عروة بن الزبير، كما قال وكيع عن الأعمش وعن هشام بن عروة .
وقال أبو داود : روي عن الثوري أنه قال : ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني . يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء .
قال البيهقي : فعاد الحديث إلى رواية عروة المزني ! وهو مجهول .
قال صاحب ((عون المعبود))(210/1):"مَقْصُودُ الْمُؤَلِّفِ -يعني : أبا داود - أَنَّ حَبِيبًا وَإِنِ اخْتُلِفَ فِي شَيْخِهِ أَنَّهُ الْمُزَنِيُّ أَوِابن الزُّبَيْرِ فَلَا يُشَكُّ فِي سَمَاعِ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
فَإِنَّهُ صَحِيحٌ وَإِلَيْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ حَدِيثًا صَحِيحًا(1) فَمُحَصَّلُ الْكَلَامِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَغْرَاءَ مَعَ ضَعْفِهِ وَرِوَايَةِ شَيْخِهِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمَجْهُولِينَ قَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ
بِهَذَا اللَّفْظِ أَيْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيِّ وَأَمَّا وَكِيعٌ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ فَلَمْ يَقُولُوا بِهِ فَبَعْضُ أَصْحَابِ وَكِيعٍ رَوَى عَنْهُ لَفْظَ عُرْوَةَ بِغَيْرِ نِسْبَةٍ وَبَعْضُهُمْ
رَوَى عَنْهُ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ الْأَعْمَشُ أَيْضًا ليس متفردا بهذا بل تَابَعَهُ أَبُو أُوَيْسٍ بِلَفْظِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ثُمَّ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَيْضًا لَيْسَ مُتَفَرِّدًا بَلْ تَابَعَهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أبيه ومعلوم قطعا أنه ابن الزُّبَيْرِ فَثَبَتَ أَنَّ الْمَحْفُوظَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَبَعْضُ الْحُفَّاظِ أَطْلَقَهُ وَبَعْضُهُمْ نَسَبَهُ وَقَدْ تَقَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ أَنَّ زِيَادَةَ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ
وَأَمَّا عُرْوَةُ الْمُزَنِيُّ فَغَلَطٌ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَغْرَاءَ وإِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّ سَمَاعَ حَبِيبٍ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ مُتَكَلَّمٌ فِيهِ وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَلَمْ يَصِحَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَصَحَّحَهُ أَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ لَكِنِ الصَّحِيحُ هُوَ الْقَوْلُ الْأَوَّلُ فَيَكُونُ الْحَدِيثُ مُنْقَطِعًا
وَأُجِيبَ ضَعْفُ الِانْقِطَاعِ مُنْجَبِرٌ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ الْعَدِيدَةِ ".
قلت : والرواية التي عن الثوري قد علّقها أبو داود وبصيغة التمريض .
قال الزيلعي في ((نصب الراية))(72/1): " وَأَمَّا مَا حَكَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ إلَّا عَنْ عُرْوَةَ الْمُزَنِيّ، فَهَذَا لَمْ يُسْنِدْهُ أَبُو دَاوُد، بَلْ قَالَ عَقِيبَهُ: وَقَدْ رَوَى حَمْزَةُ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ حَدِيثًا صَحِيحًا، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَبَا دَاوُد لَمْ يَرْضَ بِمَا قَالَهُ الثَّوْرِيُّ، وَيُقَدَّمُ هَذَا لِأَنَّهُ مثبت،
والثوري ناف ...وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّةِ مَا قال الْبَيْهَقِيُّ: إنَّهُ عُرْوَةُ الْمُزَنِيّ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّ حَبِيبًا سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَمِعَهُ مِنْ الْمُزَنِيّ أَيْضًا، كَمَا وَقَعَ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".
قلت : والتصريح بالمزني خطأ من عبدالرحمن بن مغراء , ولم يُعيَّن عروةُ في سائر روايات أصحاب الأعمش، إلا في روايتين عن وكيع، جاء فيهما أنه:
(عروة بن الزبير)إحداهما: في مسند الإمام أحمد(25766-الرسالة) عن وكيع، والثانية عند ابن ماجه(502)عن أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع , وقد عيّن الأئمة أنه عروة بن الزبير إذ نفوا سماعه من عائشة , ويقوّي ذلك أيضا أنه إذا أُطلق عروة عن عائشة فهو منصرفٌ إلى عروة بن الزبير لأنه ابن أختها ,
ومَنْ يتجاسر أن يقول لأم المؤمنين (( من هي إلا أنت ؟!))غير ابن أختها عروة بن الزبير
قال أحمد شاكر في تعليقه على ((سنن الترمذي))(135/1):" وهذا ضعيف لأن عبدالرحمن بن مغراء و إن كان من أهل الصدق إلا أن فيه ضعفا , وقد أنكر عليه ابن المديني أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه عليها الثقات , وقال الحاكم أبو أحمد :((حدّث بأحاديث لايتابع عليها )).وقد خالفه في روايته هنا الثقات من أصحاب الأعمش
الحفاظ كما بينا في أسانيد الحديث , ويدل كلام أبي داود , ثانيا أنه يرى صحة رواية حبيب عن عروة , ويؤيده أن حبيب بن أبي ثابت لم يعرف بالتدليس !بل هو ثقة حجة ...".
قلت : بل إن حبيب بن أبي ثابت موصوف بالتدليس , قال الحافظ في ((طبقات المدلسين ))(69)-في (المرتبة الثالثة)وهي مرتبة مَن أكثر من التدليس فلم يَحْتَجَّ الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قبلهم- :
" حبيب بن أبي ثابت الكوفي تابعي مشهور يكثر التدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني وغيرهما، ونقل أبو بكر بن عياش عن الأعمش عنه أنه كان يقول:
لو أن رجلاً حدثني عنك ما باليت إن رويته عنك؛ يعني: وأسقطته من الوسط ".
وقال في ((التقريب)):" ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس ".