المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟



أكرم زيادة
2008-03-12, 07:40 PM
هل يوصف الله تعالى بأنه يخون من يخون؟
بقلم أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
لقد شاهدت وسمعت مساء أمس الثلاثاء (3 ربيع الأول 1429هـ /11مارس 2008م ) على قناة (BBC) العربية الفضائية في أول أيام بثها التلفزيوني تقريراً عن نزاع بين دولتين إفريقيتين مسلمتين جارتين، إحداهما عربية، قال فيه زعيم تلك الدولة بما مضمونه: «أننا تعاهدنا نحن وجيراننا على المصالحة في الكعبة ـ والظاهر أنه يقصد بذلك عند الكعبة لا في جوفها، وإن كان حصل هذا العهد في جوف الكعبة فهذا أشد ـ وأننا اتفقنا على أن من يخون، الله يخونه». انتهى مضمون كلامه مع نقل العبارة الأخيرة حرفياً.
فهل من صفات الله الخيانة؟!
وهل هي من صفات المقابلة كقوله تعالى.ففف ويمكرون ويمكر الله ققق، ففف نسوا الله فنسيهم ققق؟!
وهل يجوز أن يطلق هذا الوصف على الله، كأن يقول القائل: «والخائن يخونه الله». أو: «الله يخونني إن خنتك». أو: «الله يغشني إن غششتك». أو: غيرها من ألفاظ لم يثبت فيها نص من كتاب أو سنة؟!
وهل يليق برأس ورئيس دولة أن يقول مثل هذه الألفاظ أمام العامة، وعبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وبالتالي تُنْقَلُ هذه العبارة إلى وسائل الإعلام المقروءة؟!
وهل يجب على ولاة الأمر أن يتعلموا المسائل العقدية والشرعية، أم هموم السياسة عذر لترك تعلم مثل هذه المسائل العقدية، وخاصة في باب الأسماء والصفات، لأن السياسة لها الأولوية على مسائل العقيدة والاعتقاد؟!
وهل سنجد من الدعاة والعلماء من يلتمس لمثل هؤلاء الأشخاص من ولاة الأمر الأعذار لمثل هذه الزلات اللسانية، أو الفلتات العقدية، والتي لا أظن ولاة الأمر لو علموا بخطئها وخطرها، أنهم سيعودون للتلفظ بها، أو بمثلها، لأن الظن بهم ـ والمفروض فيهم ـ أنهم أحرص الناس على الحق، وأقبل الناس للنصيحة التي تجنبهم وشعوبهم وأمتهم الخطأ.؟!
وإن كان الغرب قد أساء إلى الإسلام ورسوله عن قصد وتعمد، ومع سابق الإصرار والترصد، فلا ينبغي علينا أن نسيء نحن المسلمين إلى الله ولو عن طريق الخطأ، والسهو.والله نسأل أن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن ييسر لهم بطانة خير يأمروهم بالخير والمعروف ويعينوهم عليه، وأن يجنبهم بطانات السوء، الذين يزينون لهم الشر ويعينوهم عليه.

والحمد لله رب العالمين

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-03-13, 07:40 PM
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً، ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها،كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(65 ). وقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً)(66). وقوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُه ُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأ مْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(67).وقوله :(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(68). وقوله: (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(69).
ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(70). فقال: (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً.
وبهذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه ))))
قلت ويلحق بهذا قول هؤلاء الجهلة الله يظلمك كما ظلمتني
فالله سبحانه نزه نفسه عن الظلم فقال سبحانه(( وما الله يريد ظلما للعالمين))

بحر القلزم
2008-03-13, 11:26 PM
لا عطر بعد عروس
جزيت خيرا ابا محمد

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2008-03-14, 12:09 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

عبد الله الحمراني
2009-05-19, 01:15 PM
للتذكير والتعليم والإفادة
وجزاكم الله خيرا

عالمة المستقبل
2009-05-21, 03:49 PM
لا عطر بعد عروس
جزيت خيرا ابا محمد
نعم والله كنت أريد أن أجيب ولما رأيت نقل الأخ ابا محمد قلت لاعطر بعد عروس
فصدقتم أخي بحر القلزم..وجزى الله خير الأخ ابا محمد

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-05-21, 05:26 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...