أحبتي في الله يقول رسولنا عليه الصلاة والسلام (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار) هذا وإن كان ضعيفاً إلا أن معناه صحيح فلذلك عزمت على تقديم مشكلتي لمشورتكم :
أنا مصاب بالرهاب الاجتماعي منذ إحدى عشر سنة تقريباً والحمد لله على كل حال وقد تسبب لي هذا المرض بطريق غير مباشر بترك الدراسة والعطالة لمدة سبعة سنوات والانطواء على النفس وترك الأصحاب وهجر الأرحام والتأثير السلبي على ديني وصحتي بشكل عام بل حتى الزواج أعده من المستحيلات إلا أن يشاء الله وقد حاولت جاهداً للتخلص مما أنا فيه بشتى الوسائل ولكن بلا جدوى وذلك لعدم وجود من يأخذ بيدي علمياً وعملياً وقد جربت العلاج النفسي الدوائي والمعرفي والسلوكي ولكن دون فائدة تُذكر وكان مما حاولت التداوي به الرقية الشرعية رقية مكثفة والدعاء بإلحاح وتضرع حتى استحييت من ربي لمدة تتجاوز العام والنصف تقريباً وكنت يومياً أبذل جهداً في الرقية والدعاء والتضرع بما يُقارب الأربع ساعات ثم أيقنت يقيناً تاماً أن الشفاء لو كان خيراً لي ماحرمني ربي إياه وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين وما منعني العافية إلا للطف خفي أراده لي سبحانه وثم بعد هذه المحاولات قررت التعايش مع هذا المرض وتحجيمه قدر الإمكان والإقبال على الله بعبادته ولكني لم أستطع بل إني حتى عبادة الله لم أستطع أن أعبده كما أريد وذلك لانشغال القلب بالمرض النفسي ولا يخفى بأن محل العبادة الحقيقي هو القلب وكما يُقال المشغول لا يُشغل.
سؤالي ماذا لو رجعت لرقية نفسي ثانية ودعاء الله في رفع ما أنا فيه؟ أم ترون أن هذا من تحصيل الحاصل علماً بأني لن أستطيع القيام بما قُمت به سابقاً لأني لم أعد كما كنت صحياً أم أن رجوعي للرقية ثانية والدعاء في رفع ما أنا فيه -لا مُطلق الدعاء- من عدم الحكمة لأنه كما يُقال إذا كنت تفعل نفس السبب وتظن أن النتيجة ستتغير فأنت مجنون.
أشيروا علي أثابكم الله.