باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
إن من أشد الأوقات وطأة و قسوة على أحدنا تلك الأوقات التي تعاني فيها
الشعور بأنه قد يقتلك الحنين كلما جاعت ذاكرتك لمثل :
كلمة طيبة ، أو نظرة محبة ، أو لمسة حانية ، أو بسمة مشرقة ...
جعل الله لنا مخزونا من الذكريات نلجأ إليه عند الحنين المتولد عن حاجة
ملحة ؛ لنستدعي ما نختاره من تلك الذكريات نجترها في بعض المواقف
نتسلي باجترارها في مصابنا ، نتعزى بإحيائها في قسوة حياتنا ،
نتنسم أريجها الفواح في قحولة وجدب صحراء أيامنا ،
نتقوى بجمالها وعذوبتها على تخطي عقبات ما قُدّر لنا.
ولكن الطامة الكبرى :-
عندما يشتد الحنين بنا ؛ فنحاول استدعاء بعض تلك الذكريات الرائقة ،
فتكون المفاجأة : أنه لا مخزون لها في الذاكرة ، نفتش ونفتش فلا نجد
إلا جوعًا شديدا بالذاكرة لجنس تلك الذكريات بالذات ،
بل ونألف ذاكرتنا و قد امتلأت بكل ما من شأنه زيادة قسوة الحياة ،
وجدب وقحولة الأيام ؟!!
فيـا الله يـا الله كم نقسو على أنفسنا ؟!... ولمـــاذا ؟!
يُتبـــــــع .