تحت العشرين - 1150
من سمات الشاب المسلم
- من سمات الشاب المسلم أنه يعظم شعائرَ اللهِ، ولا يتجرأ على انتهاك الحرمات، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الْحَجِّ: 32).
- من أعظم سمات الشاب المسلم توحيده لله، وإقراره بربوبيته؛ فلا يشوب عقيدتَه شيءٌ من الشرك والأباطيل والبِدَع والخرافات، بل قلبُه معلَّق بربه، متوكِّل عليه، يعلم أن الله وحدَه مالكُ النفع والضر، والعطاء والمنع؛ فلا يأتي شيئًا يُخالِف منهجَ التوحيد، ولا يرتكب أمرًا ينافي الاعتقادَ الصحيحَ، وهو حَذِرٌ فَطِنٌ لا يرضى ما يُفسِد عقيدتَه ويلوِّث فطرتَه.
- ومن سمات الشاب المسلم أنه يتخلَّق بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي هي أخلاق القرآن: قال -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4).
- ومن سمات الشاب المسلم أنه بار بوالديه، رحيم بهما، محسن إليهما، قال -تعالى-: { إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23).
- الشاب المسلم لا يرفع صوته على شيخ مُسِنٍّ، ولا ضعيف مسكين؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا».
- ومن سمات المسلم استزادته من العلم النافع كما قال -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: 114)، ليَدفَع الجهلَ عن نفسه، ويعمل على بصيرة، فكلما ازداد العبد علمًا بالله كان أكثرَ صلةً به وأقوى إيمانًا، وأصلبَ عقيدةً، وأبعدَ عن الشكوك والوساوس والأوهام.
من أخطر مشكلات الشباب: الصحبة السيئة
إن الصحبة السيئة من أخطر المشكلات التي تواجه الشباب؛ ولذا يقول النبي- صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، ولخطورة ذلك يوضح النبي- صلى الله عليه وسلم - صفات الصديق الطيب فيقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ» (رواه الترمذي), ويحذر القرآن من مصاحبة الأشرار وترك مصاحبة الأخيار؛ فقال الله -تعالى-: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيْدُ زِيْنَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتََّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف 28)؛ فالصحبة السيئة تجلب المفسدة في الدنيا والندم في الآخرة، كما قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً(27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} (الفرقان: 27- 29) فالمنكرات التي يقترفها الشباب إنما هي من نتائج الصحبة السيئة.
الحب في الإسلام
مشاعر الحب من الأمور التي لا يستغني عنها الإنسان الباحث عن الاستقرار النفسي؛ لذا حرص الإسلام على ضبط هذه المشاعر بما يُحقِّق للنفس السعادة والاطمئنان، ومن أنواع الحبِّ في الإسلام ما يلي:
(1) حبُّ الله ورسوله
وهو من شروط الإيمان، ولا يكتمل الإيمان إلا به: «ثَلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ».
(2) حبُّ العلماء والصالحين
كما في الحديث السابق: «وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلا لِلهِ»، وقِيلَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: الرَّجُلُ يُحِبُّ القَوْمَ ولَمَّا يَلْحَقْ بهِمْ؟ قالَ: «المَرْءُ مع مَن أحَبَّ».
(3) حبُّ الوالدَين والأقارب
يُفطَر الإنسان على حبِّ والدَيه لإحسانهما إليه، وعطفهما عليه، وقيامهما بتلبية احتياجاته حتى أصبح كبيرًا قادرًا.
(4) حبُّ الزوجة والأولاد
حيث إنّه يميل ويسكن إلى زوجته بالفطرة، وكذلك الولد.
(5) حبُّ كل ما يحبه الله
من الأقوال والأعمال والقُرُبات؛ فكلَّما ازدادت محبة العبد لها، ازدادت مكانته ومحبَّته عند الله.
وقد وعَدَ الله -تعالى- المتحابِّين فيه بأنّهم يستظلُّون بظلِّ عرشه يوم القيامة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ» -وذكر منهم-: «وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ».
الأخوة الإيمانية مواقف لا تنسى
- ما كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تخلّف عثمان - رضي الله عنه - عن بيعة الرضوان، فيضع النبي يده الأخرى قائلًا: وهذه يد عثمان.
- وما كان كعب بن مالك - رضي الله عنه - ينساها لطلحة - رضي الله عنه - يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته، فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة - رضي الله عنه - قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته.
- وما كانت عائشة -رضي الله عنها- تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت.
- وما كان أبو ذر - رضي الله عنه - ينساها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تأخر عن الجيش، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد وأحسن النبي - صلى الله عليه وسلم - الظن بأبي ذر - رضي الله عنه - أنه لن يتخلف؛ فرجا أن لو كان الشبح له، وظل يقول: كن أبا ذر، فكان.
آية وهداية
- قال ابنُ نوحٍ -عليه السلام لأبيه-: {سَآوِي *إِلَى *جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ}؛ هذا عَقْلٌ.
- فقال نوحٌ: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلا مَنْ رَحِمَ}، هذا وَحْيٌّ.
- {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} هذه نتيجةٌ.
- فمَن قدَّم عقلَهُ على الكتاب والسُنَّةِ غرِقَ في بحار الأهواء والبدع، وكان من الخاسرين.
الحكمة ضالة المؤمن
- لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح، فإياك والوقوع في أعراض الناس، وذكر مثالبهم، والفرح بعثراتهم، وطلب زلاتهم.
- العفو ألذ من الانتقام، والعمل أمتع من الفراغ، والقناعة أعظم من المال، والصحة خير من الثروة.
- العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح، ومن لزم الأذكار، وأدمن الاستغفار، وأكثر الافتقار فهو أحد الأبرار.
من أعظم أسباب فساد المجتمعات
اعلم أن من أعظم أسباب فساد المجتمعات: البعد عن شريعة رب العباد؛ فالله -عز وجل- هو خالق الخلق، وهو أعلم بما ينفعهم ويضبط سلوكهم ويصلح مجتمعاتهم، {أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}، وكلما تجاوز البشر حدهم بتغيير أحكام ربهم، غلبت شريعة الغاب، وزاد ظلم الانسان لأخيه الإنسان.
ها نحن أولاء قد عُدنا
ها نحن أولاء قد عُدنا إلى المدرسة مرةًّ أخرى لتعود الهمَّةُ النشاط من جديد، من خلال:
< البُعد عن قرناء السوء، واستبدالهم بصحبة أهل الخير.
< المحافظة على الصلوات الخمس.
< المحافظة على وِرد القرآن والأذكار (ولو مع تخفيفه).
< الاجتهاد في التحصيل الدراسي بالمدرسة.
< الاجتهاد في مشاركة الأنشطة المدرسية.
منقول