تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يوم القيامة في سورة النازعات - بقلم فالح الحجية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي يوم القيامة في سورة النازعات - بقلم فالح الحجية

    يوم القيامة في سورة النازعات

    بسم الله الرحمن الرحيم



    ( والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا* فالسابقات سبقا*فالمدبرات امرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة* قلوب يومئذ واجفة* ابصارها خاشعة * يقولون اانا لمردودون في الحافرة*ااذا كنا عظاما نخرة*قالوا تلك اذن كرة خاسرة * فانما هي زجرة واحدة * فاذا هم بالساهرة *)

    النازعات الايات\1-14
    الحمد لله \

    قسم قسم من الله العلي العظيم بهذه المسميات : النازعات اذا غرقت والناشطات اذا نشطت والسابحات ان سبحت والسابقات في سبوقها والمدبرات فيما امرها الله تعالى وقد ورد في كتب التفسيرامور عدة حول هذه الحالا ت فهناك من اعتبرهذه الامور بانها الكواكب السيارة ففسرها على انها جارية في مداراتها او التي تخرج من دائرة جاذبيتها فتتهاوى وتسقط او تنشط في تنقلها من برج الى برج سابحة في الفضاء فهي سابحة سبحا او الكواكب المؤدية الى حدوث الفصول الاربعة والليل والنهار فهي مدبرة بسبب حركاتها ومنهم من اعتبرها الارواح البشرية فتكون هذه
    المخلصات لارواح العباد من محابس الطبع البشري وينشطن في اخراج نفوس ارباب المحبة المتشوقين الى بارئهم سبحانه وتعالى فهن السابحات المخرجات ارواح الابرار هينة لينة وتقبض بالرفق والاحسان وكونهم سابحين في بحر الحيرة سبحا ليصلوا الى بحر اليقين والايمان .

    اما السابقات فهي النفوس المتشوقة لله تعالى حد الوله والوجد والشوق فتسبق بالمبادرة لكمال التشوق والانبعاث لله والتجرد عن الحياة الدنيا وزينتها والتفرغ للاخرة وما فيها سبقا اي تتسابق في ذلك وهي يومئذ مدبرة لعموم امرها بمقتضى حكمة الله العلي القدير .

    او ان هذه النفوس اقسم الله تعالى بها لكونها النفوس المشتاقة التي غلب عليها النزع الى جناب الحق تعالى فهي غريقة في بحار الشوق والمحبة وناشطة في اقرار النفس واسرها الطبيعة لتخرج من قيود صفاتها وعلائق ابدانها فتسبح في بحار الصفات لتسبق في الوصول الى عين الذات والمقام الاسمى فتدبر بالرجوع الى الكثرة امر الدعوة الى الحق وهذه النفوس الشريفة لابد ان تكون مدبرات امرها.
    او انها اي هذه الامور- الملائكة في صفاتها فهم المأمورون بقبض الارواح فيقول اقسم بالملائكة اللائي ينزعن الارواح من الابدان غرقا اي نزعا باغراق او بقوة ومبالغة في النزع وقسم بالناشطات اي التي تنشط الارواح اذ ان نزوعها بيسر وسهولة ولين وقسم بالسابحات التي تسبح في اخراج الارواح من اجسادها سبحا اي اشبه بالغواص الذي يخرج الدر من البحر او الملائكة السابقات بالارواح الى مقراتها يوم القيامة اينما كانت في الجنة او النار او الملائكة المدبرات التي تدبر امر الارواح فتخرجها الى النعيم المقيم او العذاب الاليم بامرالله تعالى.
    فاي كان الامر فهو قسم من الله تعالى بهذه الامورالمهمة او في غيرها – كما اوردها اصحاب التفسير في اجتهاداتهم يرحمنا ويرحمهم الله تعالى -
    فقد اقسم الله تعالى بكل ذلك ان ميقات يوم القيامة حق وانه لأت لامحالة فاذا ما بدء بالقدوم ترجف كل راجفة مخلوقة خوفا وهلعا كالارض وما عليها من اشجار واحجار وجبال حتى تندك فيها وتتساوي واذا كانت بهذا المعنى اذن تتبعها الرادفة وهي الاجرام السماوية حيث تتزلزل و تعدم جاذبيتها فتتهاوي كما مر بنا في تفسير سورة –عم يتساءلون النبأ العظيم - فالقلوب البشرية ترتجف وتضطرب فتكون شديد ة الهلع والخوف والقلق وابصارها خاشعة ذليلة فهي في خشية وذلة يقولون في انفسهم اانا لمردودون في الحافرة من شدة خوفهم اي هل نعود مثلما كنا على الارض وحتى لوكنا عظاما مهشمة متكسرة منخورة بالية اكلها التراب ولم يبق منها شيئا فهي اذن رجعة خسرانة او خاسرة .
    لانهم كانوا يكذبون بها وينكرونها ولا يصدقون بها فأصبحت اليوم حقيقة ملموسة واضحة جلية .
    فما هي الا زجرة واحدة او نفخة واحدة ينفخها الملك اسرافيل عليه السلام في الصوراو البوق بامر من الله جلت عظمته حتى تقوم القيامة وفي الزجرة الثانية فاذا هم بالساهرة اي يتفاجأ بنو ادم بانهم احياء على وجه الارض ثانية كما لو كانوا عليها في النشأة الاولى
    من حيث الشكل والصورة والله تعالى اعلم

    الحاج فالح الحجية
    الكيلاني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    عضوالاتحادالعام للادباءوالكتاب العرب
    المشاركات
    800

    افتراضي يوم القيامة في سورة النازعات -2 بقلم فالح الحجية

    2


    ( فاذا جاءت الطامة الكبرى* يوم يتذكر الانسان ماسعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فاما من طغى* واثر الحياة الدنيا* فا ن الجحيم هي المأوى * واما من خاف مقام ربه فنهى النفس عن الهوى * فان الجنة هي المأوى * يسألونك عن الساعة ايان مرساها * فيم انت من ذكراها * الى ربك منتهاها * انما اانت منذر من يخشاها* كانهم يوم يرونها لم يلبثوا عشية او ضحاها* )

    النازعات \ الايات 34-46


    فاذا جاء يوم القيامة ( الطامة الكبرى ) وحدث هذا الحدث العظيم ما حدث وتذكر كل انسان صحائف أعماله وأعطيت له بيده مفصلة فيها كل ما عمله في حياته الدنيا فرآ ها مطابقة لأفعاله فيها صغيرها وكبيرها ( ما لهذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا * ) فيتذكرون اعمالهم ومافعلوه من اعمال صالحة او من اعمال فاسدة فيجازون بمقتضاها فمنهم من مصيره الى الجحيم وتكون مأوا دائما لهم وهم اصحاب النار وهم الطغاة والعصاة وفاعلوا المنكرات والكافرون وامثالهم الذين خفت موازين حسناتهم فهم في جهنم خالدون .( واما من خفت موازينه * فامه هاوية *وما ادراك ماهي * نار حامية* ) القارعة

    واما من امن بالله تعالى وكتبه ورسله واليوم الاخر وذكرالله كثيرا وخشي من يوم الحساب فعمل الصالحات ونهى نفسه عن الهوى و عن عمل الموبقات وكل ما نهى الله عنها وكفها عن كل ما يغويها ويرديها في اعمال الشر فان الله تعالى اعد له الجنة ملاذا ومأوى دائما خالدا.

    ثم الله تعالى يخبر الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ان الناس سيسالونه عن الساعة والتي هي من الامورالغيبية والتي تفرد الله تعالى بمعرفتها ووقتها وقيامها وامورها – يسالونه متى ارسائها وقيامها وهل بالامكان له ان يحدد وقتها وربما سالوه انكارا لها لكفرهم بها وعدم اعتقادهم وليس استرشادا فالاجابة المسموح بها له صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم ( الى ربك منتهاها ) فمن سألك عنها فقل له الى ربك منتهاها فالله وحده جلت قدرته عليم بها .

    فالانبياء لا يعلمون الغيب ولا الملائكة المقربون لايعلمه الا الله تعالى فالحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم كباقي الانبياء مصرح له ان يتحدث عن آنيتها وثبوتها والتحقق من قيامها فان منتهى علمها ووقتها مفوض الى حضرة علم الله تعالى موكول الى امر قضائه واما الانبياءوالرسل ومنهم الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم فمهمتهم انذارالناس من اهوالها وفزعها وما يحدث فيها فهي يوم تحدث وتكون تأتيهم فجأة ا و بغتة ( لا تأ تيهم الا بغتة ) و يتصور الانسان - في هذا اليوم العظيم -مهما طال عمره او قصر كأنه عاش قبلها او قبل مجيئها ساعة من النها ر او الليل فهو كمن عاش عشية و العشية هي الفترة ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء او عاش ضحوة من نهار يوم وما اقصر هذا الوقت بالنسبة لعمر الانسان والله تعالى اعلم

    فالح الحجية الكيلاني

    ************************

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •