الرد على زعم الملاحدة أن الكون تكون صدفة بدليل مبدأ اللادقة





إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين .


أما بعد :







فقد استخلص بعض الملاحدة من مبدأ الريبة و اللاحتمية حُكم الصدفة في المجال الذرّي ، و استدلوا بأن هناك عشوائية في تحديد موقع الإلكترون وهذا غير مسلم إذ الزعم بحكم الصدفة في المجال الذرّي مؤسس على افتراض اكتمال نظريّة الكَمّ. وهذا الافتراض غير صحيح، فلا يملك إي إنسان الحق في أن يدّعي انتهاء علم الفيزياء ، و ليس هناك حجّة مقنعة لإنكار مستوى تحت الكَمّ توجد فيه السببيّة بصورة قويّة .


و هل عشوائية قياسنا و احتماليته في تحديد موقع الإلكترون يعني انتفاء السببية من البناء الذري ودخول الصدفة فيه ؟


و هل يعني عدم معرفتنا بدقة كاملة لقوانين انتظام الحركة الثانوية في الذرة أنها ليست لها قوانين ؟


و العشوائية التي أثبتوها في حركة الإلكترون ما هي إلا عشوائية بالنسبة للقياس البشري القاصر فهم يستخدمون طاقات خارجية لقياس موقع الإلكترون برميه بفوتون وهذا سبب كاف لحدوث عشوائية في تحديد موضعه كالذي يريد أن يحدد موضع قطعة من الخشب تطفو على سطح الماء ولا يجد سبيلا إلا أن يربط أحد طرفي خيط في أحد جوانب حمام سباحة ثم يسبح نحو تلك الخشبة وبالطبع نتيجة ضربه للماء تتحرك القطعة شيئا قليلا و هذا يجعل نسبة الخطأ أعلى ..



و كيف ينطلق البعض من المعرفة القاصرة على تحديد سرعة و مكان الأجزاء الذرية و يعمم هذا القصور على الكون بأكمله فيقول يمكن أن يكون الكون قد حدث من الصدفة و العشوائية ؟!


و وجود الطبيعة - من جبال و بحار و غابات و حيوانات و نباتات و غير ذلك - على هذا النظام المتسق البديع المتآلف، والارتباط الملتحم بين الأسباب والمسببات وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون وجودُها صدفةً .



و لو تناولت عشرة جنيهات وكتبت عليها الأعداد من واحد إلى عشرة، ثم رميتها في جيبك وخلطتها جيداً، ثم حاولت أن تخرج من الواحد إلى العشرة بالترتيب العددي، بحيث تلقي كل جنيه في جيبك بعد تناوله مرة أخرى، فبإمكانك أن تتناول الجنيه المكتوب عليه واحد في المحاولة الأولى هي واحد في المائة و إمكان أن تخرج الجنيه (1_2_3_4) بالترتيب هو واحد في عشرة آلاف ، حتى أن الإمكان في أن تنجح في تناول الجنيه من (1_10) بالترتيب واحدٌ في بلايين من المحاولات و على ذلك فكم يستغرق بناء هذا الكون لو نشأ بالمصادفة و الاتفاق ؟ .



و العلامة المميزة للمصادفة ، هي عدم الاطراد و عدم النظام ، بينما النظام السائد في هذا الكون ثابت كل الثبات ، مطرد بلا تخلف على تعقده ، تحكمه قوانين نتوقع معلولاتها توقعاً يقينياً : فكيف يدعي أن مثل هذا النظام المطرد ناتج مصادفة ، أي من عدم النظام وعدم الاطراد ؟



هذا و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات