السلام عليكم ورحمة الله
قد أشكل علي كثيرا كلام الشيخ ابن جبرين الذي قاله في مقدمة شرحه لكتاب لمعة الاعتقاد، فهو بعد ذكر أسماء الكتب التي ألفت في رد أصحاب التعطيل ككتاب "التوحيد" لابن خزيمة و"الرد على الجهمية" للإمام أحمد وكتاب "السنة" لابنه عبد الله و"الرد على الجهمية" و"الرد على بشر المريسي" كلاهما للدارمي وكتب أخرى.. فيقول الشيخ بعد هذا (ص 14 و 15):
"ومع كثرة هذه الكتب مما ذكرنا، وغيرها كثير، لما انقضى القرن الثالث آخر القرون المفضلة أميتت هذه الكتب مع الأسف، وأصبحت مخزونة لا يعترف بها ولا تُقرأ، ولا تُدرَّس إلا نادرًا وبصفة خفية، وتمكن مذهب الأشاعرة ومذهب المعتزلة أيما تمكن... وكادت السُّنة وكُتبها أن لا يكون لها ذكر، بل كاد مذهب الإمام أحمد أن يضمحل، ولم يبق أحد عليه إلا قلة.
وفي آخر القرن الرابع وأول القرن الخامس بدأ يظهر مذهب الإمام بسبب القاضي أبي يعلى رحمه الله ... وألف رسالة فيما يتعلق بصفة العلو وأملاها على تلامذته، ولما كتبها وأملاها أقيمت عليه الدنيا، وأنكر عليه أهل زمانه، وقالوا: القاضي أبو يعلى ممثلٌ، القاضي مشبه، وكادوا يسعون في إبعاده وعزله...
ولا شك أن هذا دليل على غربة السنة في تلك القرون؛ القرن الرابع والقرن الخامس وما بعدهما، وبالتتبع لهذه القرون: الرابع والخامس والسادس وأغلب السابع لا تجد فيها من هو على مذهب السنة إلا من هو مستخفٍ، ولو كان حنبليًّا..."
انتهى كلامه رحمه الله
ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله" وهو حديث متواتر..
فكيف يكون أهل الإثبات من هذه الطائفة وهم على قول الشيخ ابن جبرين كادوا أن يختفوا وأن "السُّنة وكُتبها كادت أن لا يكون لها ذكر" وأنها "أصبحت مخزونة لا يعترف بها ولا تُقرأ ولا تُدرَّس إلا نادرًا وبصفة خفية" مع أنه جاء في الحديث أن الطائفة الناجية قائمة على إظهارها للحق؟
أليس في قول الشيخ أنه "لا تجد في القرن الرابع والخامس والسادس من هو على مذهب السنة إلا من هو مستخف" طعن في علماء في هذه القرون بأنهم لم يكونوا على مذهب أهل السنة؟ وأن العقيدة الظاهرة في هذه القرون كانت خلاف ما ذهب إليه أهل الإثبات؟ لأن الرسول وصف الطائفة بأنها ظاهرة على الحق، فكيف لثلاثة القرون اختفوا أهل الإثبات إن كانوا من هذه الطائفة؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم..