تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: الأشياء الكبيرة....

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    Lightbulb الأشياء الكبيرة....

    على الرغم من كون الشمس كانت قد أوشكت على الغروب إلا أن هذا لم يمنع ذلك الرجل من السكان المحليين أن يغوص بأقدامه في البحر جائياً ذاهباً غير مبالٍ بالظلام الذي بدأ يحل على الشاطيء .

    اقتربت منه فوجدته يحمل أحد حيوانات نجم البحر والتي تقذف الأمواج بها على الشاطيء فقط لتلقى حتفها،ولكن هذا الرجل أبى أن يكون هذا مصيرها فكان يحملها واحداً بعد واحد ليعيدها إلى البحر وإلى الحياة مرة ثانية.

    اقتربت منه قائلاً له: ما فائدة عملك هذا ؟؟

    ألا ترى تلك الآلاف المؤلفة التي تنتشر بطول الشاطيء وعرضه من هذا الحيوان؟؟

    ماذا عساك تفعل؟؟

    ألا ترى أن عملك هذا لن يغير من مصير تلك الآلاف شيئاً؟؟

    ابتسم الرجل وانحنى ليلتقط نجم بحر آخر،ثم يرميه في البحر قائلاً: ((لقد تغير مصير نجم البحر هذا،أليس كذلك؟!)).

    ثم انصرف الرجل وتركني.

    تأملت في منطقه طويلاً.....ثم قلت لنفسي:

    إي والله لقد صدق الرجل إننا لا ننظر إلا إلى التأثيرات العظيمة...إننا لا نلتفت للعمل الصغير على الرغم من أنه ليس صغيراً أبداً لا عند الله ولا عند من انتفع بهذا العمل...

    وتلك لعمري مشكلة من أكبر مشاكلنا...

    إننا لا نقنع سوى بالجماهير الغفيرة....

    لا نقنع سوى بالأعداد الضخام....ينصرف الداعية عن المسجد فلا يعود إليه؛لأن المسجد غير ممتليء

    لا نرضى سوى بالمشاريع الضخمة والمؤسسات واسعة النشاط...

    أما الآداء الفردي...

    أما الأشياء الدقيقة الفعالة....

    فنحن زاهدون فيها مقللون من شأنها وأثرها...

    على الرغم من أن عصرنا هو عصر الترانزستور والأشياء الدقيقة الفعالة..

    وعلى الرغم من كوننا أهل دين يضرب كتابه المثل للخير بالذرة...ويضرب نبيه المثل للخير بشق تمرة...

    ألا ترون أننا بالفعل أمام مشكلة كبيرة...وأؤكد أنها مشكلة كبيرة؛لعلمي أنكم لا تلتفتون إلا إلى الأشياء الكبيرة...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    7

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا على ماكتبت فلقد أجدت وأفدت

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه.....
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  4. #4

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    أثابك الله فيما كتبت أخي السلفي أبو فهر.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    بارك الله فيك...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    ليتك أطنبت ـ بارك الله فيك ـ ما كدت أرتشف حتى نفد الكلام ، وبنا ـ والله ـ جوعة لمثل هذا الزاد ، وبنا حاجة ـ علم الله ـ لمثل هذه التنبيهات ، فإن عدت مرة أخرى للحديث في هذه المواطن فليكن معك زاد يكفي الشرهاء من الطلبة ,
    والله يتولاك بحفظه ورحمته .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    العالم الإسلامي
    المشاركات
    121

    Lightbulb جزاكم الله خيرا !

    بسم الله ...
    بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل أبو فهر السلفي؛ على ما تتحفنا به...لا حرمنا فضلكم !!
    و إنني مع الأستاذ ريبال فيما قاله...فهذا ليُروى غليلنا، أعانكم الله لما يحب و يرضاه !
    فنحن ننظر حقا للأمور الكبيرة، و ننسى أن البعوضة تدمي مقلة الأسد ...
    و ننتظر المزييييييييييي د !!
    و دمتم على الخير أعوانا !!

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    بارك الله فيكم جميعاً...
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  9. #9

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    جزاك الله خيرا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,154

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    بارك الله فيكم

  11. #11

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    بورك فيك يا أبا فهر

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    وفيكم بارك الله جميعاً....ونفعنا الله بما نكتب في الدارين..اللهم واجعله حجة لنا لا علينا
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  13. #13

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريبال مشاهدة المشاركة
    ليتك أطنبت ـ بارك الله فيك ـ ما كدت أرتشف حتى نفد الكلام ، وبنا ـ والله ـ جوعة لمثل هذا الزاد ، وبنا حاجة ـ علم الله ـ لمثل هذه التنبيهات ، فإن عدت مرة أخرى للحديث في هذه المواطن فليكن معك زاد يكفي الشرهاء من الطلبة ,
    والله يتولاك بحفظه ورحمته .
    الحمد لله

    أضحك الله سنك يا ريبال
    ولقد أوجزت لكنك كفيت
    جزى الله اخانا خيرا على هذه الاشارة العظيمة
    ( صل من قطعك

    وأحسن إلى من أساء إليك

    وقل الحقّ ولو على نفسك )

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    للفائدة..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فهر السلفي مشاهدة المشاركة
    على الرغم من كون الشمس كانت قد أوشكت على الغروب إلا أن هذا لم يمنع ذلك الرجل من السكان المحليين أن يغوص بأقدامه في البحر جائياً ذاهباً غير مبالٍ بالظلام الذي بدأ يحل على الشاطيء .
    اقتربت منه فوجدته يحمل أحد حيوانات نجم البحر والتي تقذف الأمواج بها على الشاطيء فقط لتلقى حتفها،ولكن هذا الرجل أبى أن يكون هذا مصيرها فكان يحملها واحداً بعد واحد ليعيدها إلى البحر وإلى الحياة مرة ثانية.
    اقتربت منه قائلاً له: ما فائدة عملك هذا ؟؟
    ألا ترى تلك الآلاف المؤلفة التي تنتشر بطول الشاطيء وعرضه من هذا الحيوان؟؟
    ماذا عساك تفعل؟؟
    ألا ترى أن عملك هذا لن يغير من مصير تلك الآلاف شيئاً؟؟
    ابتسم الرجل وانحنى ليلتقط نجم بحر آخر،ثم يرميه في البحر قائلاً: ((لقد تغير مصير نجم البحر هذا،أليس كذلك؟!)).
    ثم انصرف الرجل وتركني.
    تأملت في منطقه طويلاً.....ثم قلت لنفسي:
    المشهد الذي سكت عنه الراوي
    من قصة
    الأشياء الكبيرة

    ثم انصرف الرجل وتركني...
    وعدت إلى البيت.. وبالي يتجاذبه اليأس من إنقاذ آلاف الحيوانات البحرية، والأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، حسب الطاقة والوقت المتاح...
    اتقدت في مكامني جذوة الحماسة لمد يد الغوث إلى اليائسين والميؤوس منهم من حيوانات نجم البحر، واستولى عليَّ مشهد ذلك "الأبوريجان" الصادق وإن ظنه البناس ساذجا.. استلقيت على الأريكة.. شغلتُ التلفاز.. واخترت قناة "أوسيانيا" للاستئناس والحفاظ على تلك الجذوة التي انقدحت شرارتها الأولى على شاطئ البحر...
    وهنا كانت المفاجأة!
    الشاطئ نفسه.. والشمس نفسها، بخجلها المؤْذن بمجيء الغروب!
    تقترب الكاميرا بـ "زوم" نابض بالإثارة من يدٍ تحمل نجم البحر، فيتسارع إيقاع نبضات قلبي.. لكنها سرعان ما تعود إلى وتيرتها الاعتيادية الرتيبة، عندما ترتفع الكاميرا مظهرة وجه "حامل النجم"؛ لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
    والذي شد انتباهي من مظهره: نظارته السوداء.. الغامقة السواد.. وكأنه خبير في نقد المجوهرات...
    ومع ذلك ابتهجت لرؤيته، وقلت في قرارة نفسي: هذا مؤشر خير، فإنقاذ نجم البحر ليس حكرًا على "الأبوريجان"، وهو يشغل بال كل شرائح المجتمع..
    ثم سمعته يقول:
    "إنّ إنقاذ نجم البحر وإعادته إلى البحر عِلْم؛ عِلْمٌ قائم بذاته.."
    لم أفهم ما معنى "قائم بذاته" هذه، لكنّ لهجته أربكتني...
    ثم قال، وهو يعدِّل من جديد نظارته السوداء الغامقة؛ وكأنّ تعديلها يجلب له أفكارًا أعمق:
    "ليس لكل مَن هبَّ ودَبَّ أن يعيد نجم البحر إلى الماء. الإنقاذ فن، وفن صعب جدًّا.. يتطلَّب كفاءةً عالية وخبرة واسعة.. وأهم ما يشترط فيه: احترام معايير الإنقاذ، ووضع نجم البحر في أنقى وأطهر مكان في البحر؛ وإلا فتركه يموت على الشاطئ أفضل.. فالبحر كما تعلمون واسع؛ فيه مواطن ملوّثة، وأخرى أقل تلوُّثا.. بل فيه أماكن يظنها الناس من البحر وهي ليست منه!"
    عندئذ سأله الصحفي: "وما هو الحل في رأيكم، يا فضيلة سماحة الدكتور؟"
    أجاب الخبير المتخصص وهو ينفض الرمل عن بذلته المخبرية، وعلى طرف شفتيه ابتسامة يشوبها الزهو والوعيد معًا: "الحل هو أن يُترَك الإنقاذ لأهل الإنقاذ. وأقول لغير المتخصصين: ابتعدوا عن الشواطئ! ابتعدوا عن حيوانات نجم البحر! فقد تصابون بالعدوى، لأنكم غير معقَّمين، عدا كونكم غير مؤهَّلين.. اتقوا الله في علم الإنقاذ، واتركونا نشتغل!"
    فاعترضه الصحفي قائلا: "ولكن لو فعل الناس ذلك، لتراكمت الحيوانات البحرية على الشواطئ، ولفرغت البحار! فأنتم مجموعة محدودة، ولا يمكنكم إنقاذ هذا الكَم الهائل من الحيوانات المهددة بالهلاك.."
    سلق الدكتور المختص الصحفيَّ المسكين بنظرة لاهبة، حتى خشيتُ أن يصيبه بمكروه.. ثم عدَّل من جديد نظارته السوداء الغامقة، الجالبة لأعمق الأفكار، وقال:
    "نحن أهل النجاة، وعلى أيدينا فقط ينجو نجم البحر.. ثم إنني أظنك لا تعلم أنّ هذا الحيوان يسمَّى أيضًا "صليب البحر".. صليييييييييب! وليس المهم أن ننقذ نجم البحر.. المهم هو الحفاظ على مملكتنا الطاهرة في عَرْض البحر.."
    وفي هذه اللحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان.. تخلَّص نجم البحر من يد الدكتور المختص في "الإنقاذ"، وأخذ سبيله في الرمل.. بحثًا عن أحد "الأبوريجان"...
    وبعد ذلك، أطفأتُ التلفاز..
    لم أتأمّل في منطقه.. ولم أقل في نفسي شيئًا..

    - النهاية-

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,444

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    ضحكت ومن البسمات دموع..
    اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأصلح لنا شأننا كله ..

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    786

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
    تصويب "مغرض": بل شخصًا آخر...

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    وافت من نفسي نفَساً ؟
    و من روحي ريحاناً ....
    و من مقولاتي مكاناً من باب آخر و لكنه يلاقيه في ساحة المعنى و الوظيفة ؟!
    " إنما الشأن شأنك " ؟!

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    مسافر في بحار اليقين ... حتى يأتيني اليقين ؟!
    المشاركات
    1,121

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    استمر يا مولانا ...
    فقد فتحت بهذا بابا كبيرا من أبواب " فقه التواني "
    و مما سمعته من بدائع الدكتور البكار حفظه الله مما له علاقة :
    إن مشكلتنا ليست مع المستحيل ..
    بل مع الممكن الذي نطيقه و لا نمارسه ...

    و الأخفى يزين ذلك قائلا : كيف تنشغل بالمسائل الصغيرة ؟!؟
    و أنت تظن أنك منتظر سنوح الفرصة للكبيرة !؟
    حتى إذا سنحت
    " تولّوا إلا قليلا منهم " !! ؟ !!

  20. #20

    افتراضي رد: الأشياء الكبيرة....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواحدي مشاهدة المشاركة
    المشهد الذي سكت عنه الراوي
    من قصة
    الأشياء الكبيرة

    ثم انصرف الرجل وتركني...
    وعدت إلى البيت.. وبالي يتجاذبه اليأس من إنقاذ آلاف الحيوانات البحرية، والأمل في إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، حسب الطاقة والوقت المتاح...
    اتقدت في مكامني جذوة الحماسة لمد يد الغوث إلى اليائسين والميؤوس منهم من حيوانات نجم البحر، واستولى عليَّ مشهد ذلك "الأبوريجان" الصادق وإن ظنه البناس ساذجا.. استلقيت على الأريكة.. شغلتُ التلفاز.. واخترت قناة "أوسيانيا" للاستئناس والحفاظ على تلك الجذوة التي انقدحت شرارتها الأولى على شاطئ البحر...
    وهنا كانت المفاجأة!
    الشاطئ نفسه.. والشمس نفسها، بخجلها المؤْذن بمجيء الغروب!
    تقترب الكاميرا بـ "زوم" نابض بالإثارة من يدٍ تحمل نجم البحر، فيتسارع إيقاع نبضات قلبي.. لكنها سرعان ما تعود إلى وتيرتها الاعتيادية الرتيبة، عندما ترتفع الكاميرا مظهرة وجه "حامل النجم"؛ لم يكن "الأبوريجان" الذي التقيتُه، بل شخص آخر تمامًا!!
    والذي شد انتباهي من مظهره: نظارته السوداء.. الغامقة السواد.. وكأنه خبير في نقد المجوهرات...
    ومع ذلك ابتهجت لرؤيته، وقلت في قرارة نفسي: هذا مؤشر خير، فإنقاذ نجم البحر ليس حكرًا على "الأبوريجان"، وهو يشغل بال كل شرائح المجتمع..
    ثم سمعته يقول:
    "إنّ إنقاذ نجم البحر وإعادته إلى البحر عِلْم؛ عِلْمٌ قائم بذاته.."
    لم أفهم ما معنى "قائم بذاته" هذه، لكنّ لهجته أربكتني...
    ثم قال، وهو يعدِّل من جديد نظارته السوداء الغامقة؛ وكأنّ تعديلها يجلب له أفكارًا أعمق:
    "ليس لكل مَن هبَّ ودَبَّ أن يعيد نجم البحر إلى الماء. الإنقاذ فن، وفن صعب جدًّا.. يتطلَّب كفاءةً عالية وخبرة واسعة.. وأهم ما يشترط فيه: احترام معايير الإنقاذ، ووضع نجم البحر في أنقى وأطهر مكان في البحر؛ وإلا فتركه يموت على الشاطئ أفضل.. فالبحر كما تعلمون واسع؛ فيه مواطن ملوّثة، وأخرى أقل تلوُّثا.. بل فيه أماكن يظنها الناس من البحر وهي ليست منه!"
    عندئذ سأله الصحفي: "وما هو الحل في رأيكم، يا فضيلة سماحة الدكتور؟"
    أجاب الخبير المتخصص وهو ينفض الرمل عن بذلته المخبرية، وعلى طرف شفتيه ابتسامة يشوبها الزهو والوعيد معًا: "الحل هو أن يُترَك الإنقاذ لأهل الإنقاذ. وأقول لغير المتخصصين: ابتعدوا عن الشواطئ! ابتعدوا عن حيوانات نجم البحر! فقد تصابون بالعدوى، لأنكم غير معقَّمين، عدا كونكم غير مؤهَّلين.. اتقوا الله في علم الإنقاذ، واتركونا نشتغل!"
    فاعترضه الصحفي قائلا: "ولكن لو فعل الناس ذلك، لتراكمت الحيوانات البحرية على الشواطئ، ولفرغت البحار! فأنتم مجموعة محدودة، ولا يمكنكم إنقاذ هذا الكَم الهائل من الحيوانات المهددة بالهلاك.."
    سلق الدكتور المختص الصحفيَّ المسكين بنظرة لاهبة، حتى خشيتُ أن يصيبه بمكروه.. ثم عدَّل من جديد نظارته السوداء الغامقة، الجالبة لأعمق الأفكار، وقال:
    "نحن أهل النجاة، وعلى أيدينا فقط ينجو نجم البحر.. ثم إنني أظنك لا تعلم أنّ هذا الحيوان يسمَّى أيضًا "صليب البحر".. صليييييييييب! وليس المهم أن ننقذ نجم البحر.. المهم هو الحفاظ على مملكتنا الطاهرة في عَرْض البحر.."
    وفي هذه اللحظة، حدث ما لم يكن في الحسبان.. تخلَّص نجم البحر من يد الدكتور المختص في "الإنقاذ"، وأخذ سبيله في الرمل.. بحثًا عن أحد "الأبوريجان"...
    وبعد ذلك، أطفأتُ التلفاز..
    لم أتأمّل في منطقه.. ولم أقل في نفسي شيئًا..

    - النهاية-
    جزاك الله خيرًا ...
    أحسب أنّ مما فات الأخ الكريم (أبو فهر السلفي) أن ينبّه أن تلك القصة التي استهلّ بها المقال (مسروقة) من كتاب (هل فات الأوان؟ لنبدأ من جديد)، تأليف: باسل شيخو، طـ دار القلم !
    ولم أكن أحبّ أبدًا من ( أديبنا الكبير ! ) أن ( يستغفل ) جمهور القراء الكرام، ويعاملهم بهذه السذاجة !
    فالله المستعان!
    ولا أدري: هل هذا ينسحب على مواضيع أُخَر من مواضيعه ـ كموضوع: (هل يحكم بموت المتوفّى دماغيًّا) ـ ، أم لا ؟!
    ولا أدري ـ أيضًا ـ : إلى متى هذه الجرأة على ( السطو ) على أعمال الغير؟! أليس (من بركة العلم نسبته إلى أهله) ؟!
    وهذا ما نبّه عليه الأخ الكريم (الواحدي) ـ جزاه الله خيرًا ـ ، إلا أن أسلوبه في التنبيه كان لطيفًا غاية اللطف!

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •