أستاذ كريم لا أقصدكَ ولا أقصد أحدًا هنا.
أمّا عن ردِّ الأستاذ -الكبير- أبي فهر: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك" ... (*) فهذا له أسبابه؛ ربّما نسبه إلى الفترة التي عاشَ فيها، ربّما نسبه إلى شخصه المسلمة (إنْ كانَ يقول بإسلامه)، والظّاهر أنّ السّائل هنا جاء مُتهكّمًا، ولو أدخلنا العبارة في "مصنع السّياق" لكانت:
جاء رجلٌ ليسخرَ من الأدبِ الإسلاميِّ متهكّمًا: "إنّكَ تزعمُ يا محمود أنّ عندكم أدبٌ إسلاميٌّ، آلذي نقرأه لأبي نواس شعرٌ إسلاميٌّ؟! أوَقائله أيضًا شاعرٌ إسلاميٌّ؟! "
محمود شاعر غاضبًا: "نعم هو شاعر إسلامي رغم أنفك" ... (*)
والشّاهدُ على ذلكَ أنّه لا يعقل أنْ يخاطب الأستاذ محمود السّائل بهذه الشّكل !
وفرقٌ كبير بينَ زعمنا الذي قلنا فيه: "نُفصّل في الحكم على شعر الشّاعر فنقول مثلا: من خلال عبارات وألفاظ وأساليب أبي نواس (شعره جيّد)، ومن خلالِ الموضوعات (فشعره قبيح)، أليسَ هو المستهزئ برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قالَ (الدّيوان- ص 250): يا أحمدُ المُرتجى في كلّ نائبةٍ - قم سيّدي نعصِ جبّار السّماواتِ
وبينَ (أهذا شاعر إسلاميٌّ أو غير ذلكَ)، فالّذي يتكلّم بالإنجليزيّة –وكان عربيّا- يبقى عربيّا، فنقول (هذا عربيٌّ كلامه بالإنجليزيّة)، والشّاعر المعتزليّ والرّافضيّ ولو أنّهما على شفا هلكة، إلا أنّنا لا نقول: (هذان شاعران كفريّان)؛ كونهما انتسبا إلى الإسلام، وولدا في بيئة إسلاميّة، وتأثّرا يالإسلام وتعاليمه وبأخلاق المسلمين وبعاداتهم، وهذا هو لبُّ العلقمِ في لبِّ المستشرق أو المستغرب.