بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يقول عمرو خالد:
عددهن 12 زوجة
والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات
سنذكر الآن أسماء الزوجات :
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت ابي بكر
حفصة بنت عمر
زينب بنت خزيمة
أم سلمة هند بنت عتبة
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
صفية بنت حيي بن أخطب
أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
ماريا بنت شمعون المصرية ؟!!!
ميمونة بنت الحارث.
يقول ابن حجر رحمه الله:
أنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن تحته امرأة سوى سودة، ثم دخل على عائشة بالمدينة، ثم تزوج أم سلمة، وحفصة، وزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة والرابعة، ثم تزوج زينب بنت جحش في الخامسة، ثم جويرية في السادسة، ثم صفية وأم حبيبة وميمونة في السابعة، وهؤلاء جميع من دخل بهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور.أهــ
أقول:
ومن كلام الحافظ المحقق ابن حجر رحمه الله يتضح , جهل عمرو خالد فيما يقول فهو يهرف بما لا يعرف والله المستعان , أولاً جعل زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام 12 زوجة وهذا خطأ والصحيح أنهن 11 زوجة ومات عن تسع زوجات فقد توفتا خديجة وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهما في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
والخطأ الثاني إدخال مارية رضي الله عنها في زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا خطأ فاحش لا يصدر من جاهل جهل بسيط ولكنه الهوى والله المستعان
قال ابن عبدالبر في الإصابة في تمييز الصحابة:
مارية القبطية أم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بها المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمين.أهـ
يقول عمرو خالد:
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين : السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية , رضي الله عنهن جميعا.أهـ
يقول ابن الجوزي في الوفا بتعريف فضائل المصطفى:
صفية بنت حُيَي. قُتل زوجها كِنانة بن الربيع يومَ خيبر، فسبَاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم واصطفاها لنفسه، فأسلمت فأعتقها وجعل عِتْقها صداقها.
وقد جاء في الصحيح لما ان النبي عليه الصلاة والسلام اصطفى صفية بنت حيـي عام خيبر قالوا: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، فحجبها.
فأمهات المؤمنين لا يكونن إلا مؤمنات نعوذ بالله من الجهل والهوى!!
وأما مارية رضي الله عنها فلم يطأوها النبي عليه الصلاة والسلام إلا بعد أن قدمت وهي مسلمة كما نقل ابن عبدالبر في الإصابة أن حاطب بن أبي بلتعة عرض على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول عمرو خالد:
هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته والدليل عقلي هذه المرة,لنتأمل.أهـ
جاء في البخاري مع الفتح:
باب إِذَا جَامَعَ ثُمَّ عَادَ وَمَنْ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فِي غُسْلٍ وَاحِد:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلَاثِينَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ تِسْعُ نِسْوَةٍ.
يقول ابن حجر:
وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم ما أعطي النبي صلى الله عليه وسلم من القوة على الجماع،وهو دليل على كمال البنية وصحة الذكورية، والحكمة في كثرة أزواجه من الأحكام التي ليست ظاهرة.أهـ
وعند الإمام أحمد عن أبا كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا: يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: أجل، مرت بي فلانة فوقع في قلبي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجي فأصبتها، فكذلك فافعلوا فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».صححه الألباني235 في الصحيحة
وجاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كانت إحدانا إذا كانت حائضا , فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت : و أيكم يملك إربه " .
يقول ابن القيم في زاد المعاد:
وكان يأتي أهلَه آخرَ الليل، وأوله، ....وكان يطوف على نسائه بغسل واحد، وربما اغتسل عند كل واحدة، فعل هذا وهذا.أهــ
أقول:
والأخبار مستفيضة في هذا الباب ومن الجهل أن يعاب الرجل بما ليس بعيب , فالشهوة الجنسية هو شيء فطري فطر الله بني أدم عليه , ولا ريب بأن نبينا عليه الصلاة والسلام إجتمعت فيه صفات الكمال البشرية , فاالشهوة تذم عندما توضع في الحرام , بل قد قال عليه الصلاة والسلام في بضع احدكم صدقة!!
لكن العقلانيين من أمثال هذا الرجل (عمرو خالد) همهم مدافعة كل ما يقوله الغرب عن نبينا ولو لم يكن الأمر في نفسه مذمة ولكن عقولهم السخيفة ومنقولاتهم الضعيفة بل والموضوعة غالباً أدت بهم إلى هذا الصنيع والله المستعان.
يقول عمرو خالد:
الرسول - صلى الله عليه وسلم - من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى
وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها؟!أهـ
أقول والله حسبي وهو نعم الوكيل:
دعوى عدم زواج النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاة ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها حزناً ووفاء لها محض كذب وإفتراء وهو كلام عقلي مجرداً عن الدليل من السنة الصحيحة والله المستعان!!
يقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد متحدثاً عن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام:
أولاهن خديجة بنت خُويلد القرشية الأسدية، تزوجها قبل النبوة، ولها أربعون سنة، ولم يتزوجْ عليها حتى ماتت، ......، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.
ثم تزوج بعد موتها بأيام سَوْدة بنت زَمْعَة القُرشية، وهي التي وهبت يومها لعائشة.
وصح عنه من حديث أنس رضي الله عنه، أنه قال: «حُبِّبَ إليَّ، مِن دُنْيَاكُم: النِّسَاءُ، والطِّيْبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَةِ» هذا لفظُ الحديث، وكان النساء والطيب أحبَّ شيء إليه، وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره، وأباح الله له من ذلك ما لم يُبحه لأحد من أمته.
يقول عمرو خالد:
ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام - واراد عليه الصلاة والسلام أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها , بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده أهـ
أقول:
على أصح الأقوال توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها عام 55 هجرية وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل الهجرة بثلاث سنين وبهذا يصبح عمرها رضي الله عنها عند وفاتها 135 سنة كما زعم عمرو خالد , ولم يذكر في ترجمتها ما يدل على هذا الخبر والدواعي متوافرة لنقله وهذا يكفي لبيان كذبه !!
وقوله بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوجها لمجرد تكريمها فهذا القول مخالف لما رواه الإمام أحمد وحسنة ابن حجر عن عائشة قالت: ” لما توفيت خديجة قالت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون: يا رسول الله ألا تزوج قال: نعم، فما عندك قالت: بكر وثيب ....الحديث وذكر ابن إسحاق وغيره أنه دخل على سودة بمكة.[الفتح - كتاب مناقب الأنصار - باب تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ وَقُدُومِهَا الْمَدِينَةَ وَبِنَائِهِ بِهَا]
فالصحابية خولة بنت حكيم رضي الله عنها هي من عرضت على النبي عليه الصلاة والسلام الزواج من سودة رضي الله عنها ولم ينقل أن سبب الزواج هو تكريم الرسول عليه الصلاة والسلام لها.
وزعم عمرو خالد :
بأن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج بصفية بعدما أسلم أبوها – حيي بن اخطب - ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود!!
جاء في البصحيحين لما َجُمِعَ السَّبْيُ، بعد فتح خيبر َجَاءَهُ دِحْيَةُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ. فَقَالَ: «اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً» فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللّهِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللّهِ أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ، صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، سَيِّدِ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ؟ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ. قَالَ: «ادْعُوهُ بِهَا» قَالَ: فَجَاءَ بِهَا. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ قَالَ: «خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا» قَالَ: وَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا.
وجاء عند البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمْنَا خَيْبَرَ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا وَكَانَتْ عَرُوسًا فَاصْطَفَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسه.
ويقول ابن حجر حاكياً عدم إسلام حيي بن اخطب:
وكان من المشهورين بالرياسة في اليهود عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بني النضير أبو ياسر بن أخطب وأخوه حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف ورافع بن أبي الحقيق، ومن بني قينقاع عبد الله بن حنيف وفنحاص ورفاعة بن زيد، ومن بني قريظة الزبير بن باطيا وكعب بن أسد وشمويل بن زيد، فهؤلاء لم يثبت إسلام أحد منهم، وكان كل منهم رئيسا في اليهود ولو أسلم لاتبعه جماعة منهم.أهــ
ويقول عمرو خالد:محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله.أهـ
أقول:
قد بينا فيما سبق بأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتزوج ام ابراهيم مارية القبطية رضي الله عنهما وإنما تسرى ووطأها بملك اليمين وهذا ثابت بالنقل الصحيح
فمن اين جاءت هذه الدعوى الكاذبة بأن النبي عليه الصلاة والسلام تزوجها وأنه فعل ذلك ليتألف بلد كامل بهذا الزواج !!
الجواب من عقله الفاسد !!!
وللأسف هذا هو علم عمرو خالد الذي يبثه بين الناس فإن تكلم أحد قالوا الرجل فيه خير وشر ؟!!
والمشكلة ليست في العوام
فالعوام إن بينت لهم فساد علم عمرو خالد وافقك وأنصاعوا للحق ولكن الرزية كل الرزية في بعض من ينتسب للعلم ويثني على أمثال عمرو خالد أمام العوام.
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم والحمد لله رب العالمين