(وقد أجمع المسلمون على أن موسى أفضل من الخضر، فمن قال : إن الخضر أفضل فقد كفر.
وسواء قيل: إن الخضر نبي أو ولي. والجمهور على أنه ليس بنبي، بل أنبياء بني إسرائيل الذين اتبعوا التوراة، وذكرهم الله تعالى كداود وسليمان أفضل من الخضر؛ بل على قول الجمهور، أنه ليس بنبي فأبو بكر وعمر رضي الله عنهما أفضل منه. وكونه يعلم مسائل لا يعلمها موسى لا يوجب أن يكون أفضل منه مطلقا كما أن الهدهد لما قال لسليمان أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ [27/25] لم يكن أفضل من سليمان، وكما أن الذين كانوا يلقحون النخل لما كانوا أعلم بتلقيحه من النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجب من ذلك أن يكونوا أفضل منه ، وقد قال لهم: «أنتم أعلم بأمور دنياكم، أما ما كان من أمر دينكم فإلي».
وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم كانوا يتعلمون ممن هو دونهم علم الدين الذي هو عندهم، وقد قال النبي : «لم يبق بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة» ومعلوم أن ذريتهم[كذا في الأصل ولعله: رتبتهم ] في العلم أفضل ممن حصلت له الرؤيا الصالحة.وغاية الخضر أن يكون عنده من الكشف ما هو جزء من أجزاء النبوة فكيف يكون أفضل من نبي، فكيف بالرسول؟ فكيف بأولي العزم؟ ) قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
مختصر الفتاوى 558-561 ، والمستدرك على الفتاوى .