نـظرة ٌ مختلفـة ٌ .
كثيرا ما أنظر إلى حائط قديم قد طبعَ الزمانُ على صفحته عمراً مضى .. فتناثرت أجزاءٌ من طلائه الخارجي .. و بعد برهة من تأمل .. حينما تلتقط عدسة العين تلك الخطوط و الألوان ، فيسرع شريط الذاكرة ليبحث عن أقرب صورة لها نفس الخطوط ، و يقوم الخيال بوضع لمساته .. لترى لوحة جميلة صنعتها يد فنان !!
جميل .. أن تدرك بعض نعم الله عليك ..
البصر الملازم للتأمل " فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين .. " .
العقل : ميزة الإنسان عن سائر المخلوقات " ولقد كرمنا بني آدم .... "
الخيال : متنفس من ضغوط الواقع ، و عالم مخفي أشبه بمسودة ترسم فيها طموحاتك .
جميل .. أن تتعلم كيف تحافظ على تلك النعم في حالة سليمة نشطة ، و تقرنها بحمد الله و ثنائه .
جميل .. أن ترى الوجود جميلاً ، و أن تصنع من المكان الخَرِب متحفا ً فنيا ًَ .. !!
نحن ننظر إلى الأشياء كما اعتدنا ، إما وفق مقاييس غيرنا من البشر ، أو بناء على مقاييس وضعناها لا تقبل التعديل أو التطوير ، و قد تكون بعيدة كل البعد عن الحقائق ، و هذا إجحاف بحق أنفسنا قبل أن يكون إجحافاً بحق محيطنا ..
فليس كل ما يوحي أنه سئ ، هو في الحقيقة سئ ، يُطوى .. و يُعرض عنه ، بل هنا يكمن دورنا ..
فالمظهر قد لا يتحدث بصدق عن المخبر ، كالقشرة التي لا تشفُّ عن الجوهر ..
فليس كل هدوء بالطبع بلادة ، كما أنه ليس كل ثرثرة و ضجيج نباهة و بلاغة .. !!
بإمكانك إن تُصيّر المزعج المقلق أمراً مُطمئنا ً مريحا ً.. بإعادة نظر .. تستطيع تحويل معظم الرسائل السلبية التي تصلك إلى رسائل إيجابية تعزّزك ، فتدفعك قُدُما ً َ..
فتغيير مجرى الحديث فور وصولك إلى مجلس لأصدقائك ، قد يكون دليل احترام و هيبة لشخصك ..
و عبارات النقد المؤذية تعطيك خبرة و دراية بمواطن ألم الناس و أوجاعهم ، و تعلمك بأن للحياة قوانين َ و مبادئ َ و أصولاً وضعها لك ربك و مربّيك _ سبحانه و تعالى _ في شريعته السمحة ..
و الفكرة المحبطة .. بإعادة نظر .. قد تكون فكرة بناءة ..
و التعب آخره راحة .. و في المحنة منحٌ كثيرة .. و في الشر خيرٌ لا تعلمه ( وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم )..
فإن امتلكت نظرة مختلفة .. أعتقد أنك إنسانٌ مبدعٌ .
لأنّ الإبداع : أن تنظر للشيء العادي بنظرة مختلفة ، لتصنع شيئا غير عادي .
بقلم : إيمان الغامدي .
رد مع اقتباس
