بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البدعة و أثرها السيّئ في الأمة للشيخ المبارك سليم بن عيد الهلالي - حفظه الله تعالى -
- البدعة لغة لها معنيان : 1 - الشيء المخترع على غير مثال سابق , و منه قول العزيز الحميد ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي ما كنت أول المرسلين فقد أرسل قبلي رسل كثير , و جئت على فترة منهم , و يقال لمن أتى بأمر لم يسبقه إليه أحد : أبْدَع و ابتدَع و تَبَدَّع , أي : أتى ببدعة , و منه قول الله تعالى ( و رهبانيّة ابتدعواها ) , قال أبو بكر الطرطوشي : أصل هذه الكلمة من الإختراع , و هو الشيء يحدث من غير أصل سبق , و لا مثلا احتذى , و لا أُلف مثله , و هذا الإسم يدخل فيما تخترعه القلوب , و فيما تنطق به الألسنة , و فيما تفعله الجوارح .
2 - التعب و الكلال , يقال : أبْدَعَتِ الإبل , إذا بركت في الطريق من هزال أو داء أو كلال .
إلا أن المعنى الثاني يعود إلى الأول , لأن معنى أبدعت الراحلة : بدأ بها التعب بعد أن لم يكن بها , و قد أشار ابن منظور إلى هذا المعنى , فقال : كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعا , أي : إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها , إذن يتبين لنا مما سبق : أن البدعة اسم هيئة من الإبتداع , و هي كل ما أحدث على غير مثال سابق , و هي تطلق على عالم الشر و الخير , و أكثر ما تستعمل عرفا في الذَّمِّ , قال أبو شامة : ( و قد غلب لفظ البدعة على الحدث المكروه في الدين مهما أطلق هذا اللفظ , و مثله لفظ المبتدع لا يكاد يستعمل إلا في الذمِّ , و أما من حيث أصل الإشتقاق فإنه يقال ذلك في المدح و الذّمّ ) . ص 7 إلى ص 9