يا شيخ علي الأمير .. ذهبتَ بعيداً فيما فهمتَه عني .. أعتذر عن ضعف توصيلي للفكرة .. و إليكم الآن ما اقتبستَه من كلامي و تعليقك عليه ثم تعليقي بالأحمر .. و الله عذبتني حتى نسّقتُ بهذا الشكل ! يعني ساويت حيلة تقنية
هو ما ذكرتَه ... و قد كنت دوماً أستشكل هذا !
فيما الاستشكال وهدي محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه بين ظهرانيكم ؟!
فمن والاهم النبي صلى الله عليه وسلم هم الأولياء ومن لم تقنعه ولاية أبي بكر وعمر فلا أراه يقنع إلا بولاية الشيطان، فعلى هؤلاء فقس
الاستشكال فقط للّفظ و الاصطلاح لا للحقيقة بدليل ما ذكرتُ لك من ترك " أصحابي " أنفسهم و مرشدي دروبهم الجديدة الجهادية الدعوية لتلك المسالك المؤدّية إلى الولاية من صحبة شيخ مرشد صادق !
نعم ! كما ذكرتَ و ذكرتُه لك من استشكالي التعبير بطريق النيابة و طريق الوراثة مقابل طريق الولاية .. أن الولاية العظمى تكمن في حال الصحابة من اليقين الجازم ثم تبليغ ذلك اليقين ! و إن كان احدهم قد زنى قبل استشهاده بقليل !؟!
نعم كان الذنب مجرد زلّة لا تعني أبداً هشاشة الإيمان عموماً .. بل كان كالجبال يدفع ماعزاً و غيره إلى التعرّض للرجم باختياره !؟!
فواحد مثل هؤلاء بعد عصور السعادة لا يكاد يُرى .. بل من يُرى في الصالحين يغلب عليهم أن يكونوا ممن أخذ نفسه بالتربية و السلوك عند علماء السلوك بتعبير شيخ الإسلام أو تدرّج في مدارج السالكين بتعبير الإمام ابن القيّم رحمهم الله ... و لكن !
رأيتم كيف فعل الزمان بالأحوال ؟
لقد ترسّخت الصورة لدى الناس من كون طريق الولاية هو في ذلك السير و السلوك و المدارج ! لأنهم افتقدوا زمن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .. فلم يجدوا إلا ذلك السبيل و أنعم به من سبيل ! و لكن الولاية العظمى تبقى أمراً آخر يعبّرون عنه اليوم و منذ مئة سنة تقريباً ب :
طريق النيابة ... أو طريق الوراثة
يعني كما تريده أنت كذلك ! إلا أنك أو بعض صحبك الكرام هنا لم تصبروا على تجليتي لهذه المعاني فحذفتم موضوع :
"و استدار الزمان على هيئته ... أبحاث في مسائل العوام "
ف شو ساويلك يا سيدي ؟ شو ذنبي أنا ؟ شو شق حالي يعني ؟ ؟
فإن شئتم أرجعتم الموضوع و أكتب لكم فيه بالأدلّة ان الذي يقف في طريق النيابة و الوراثة ( الولاية الحقيقية الكبرى ) و لا يتحمّلون عامّيّاً يبلغ الشهادة في أيام معدودات و هو على فراشه لا ساحة قتاله إنّما هم طلاب العلم !؟!
و لكن لمّا استقرّ في أذهان الكثيرين من وارثي الطرق و محبيهم .. هيئات معينة للولاية من طريقة أو خارقة ..
ذاك أنهم اتبعوا السبل فتفرقت بهم عن سبيله!
سامحكم الله ! إنّما اتّبعوا علماء الأمّة المحققين في أصل الجواز و الاستحباب كما قرّره شيخ الإسلام ... أما من انحرف منهم و انتسب زوراً فهذا خارج محل بحثنا .
فهناك يا سيدي تكون الولاية الحقيقية كما ذكرتَ و إن لم يكن لها من الصورة النمطية ما يكون !؟!
و لكن التعبير بما استقرّ شكله أقرب إلى تفهيم الناس .. ثم يفهم الناس بالضرورة الحقيقة كاملة التي قرّرتَها !
و بارك الله فيكم .
أخشى يا شيخ خلوصي أن تكون شغلت بالتعبير عما استقر شكله عندك وعند خاصتك ، وظننته كذلك عند عامة الناس ، وتالله لا تجد أقرب لعامة الناس مما كان عليه محمد وأصحابه، إذ هو مبعوث لعامتهم وخاصتهم على السواء ولا تقوم الحجة على العباد إلا بما يفهمونه، ولا والله لا تجد أوضح من سبيله وطريقته صلى الله عليه وسلم.