مناجاةٌ.... ما أحوجنا إليها!!
نفــسي تنازعنـي إلـى العـصيان
والنفسُ مهـلكةٌ مــع الشيطان
وتغطّني الشهواتُ في لُـجَجِ الهـوى
إن الهوى يــودي لــذل هـوان
وأقــطّع الأيــام فـي لهـو وفي
بُعْــدٍ عــن الأذكار والقـرآن
كم غـرنـي ستـرُ الإله وحلـمُه!
فازددت فـي التسويف والـخسرانِ
كم كنت مـجترئاً عـلى عصيـانه !
وكأن ربَّ الكـــون ليس يرانـي
الناس تبــكي مـن مـخافة ربهـا
سكبوا الدموع مـخــافة الديـان
لله عُبّــادٌ إذا مــا جـنّهــم
ليــلٌ أنــاروا شــعلةَ الإيـمان
ذكرٌ وقـرآن وأدمُــعُ خشــيةٍ
ولربـهم خــروا إلــى الأذقـان
لكنني لا الـخوفُ أقلق مضجـعي
يا لـيت شــعري ! هل أنا بأمـان؟
مضتِ الليـالـي وانقضت لذاتـها
وجـلـست مهـموماً مع الأحـزان
يا لهف نفسـي! إن دُفنـت بـحفرة
وأعــزُّ أحبـابـي عـليّ جـفاني
ورأيت فيـها ظلمةً فـي ظلــمةٍ
رفقاً بـحالـي أيـّـها الـملّـكّان
......الدهر يمضي بـالطفولـة تارة
ثـم الصِّــبا ولقــوة الــشبان
ضحك المشيبُ, وعمرُنا فـي طوله
يـمضي ســريعاً, فابـكِ يا عينان
....نـمضي, وآجـالٌ لنـا موقوتةٌ
إن الــحيــاةَ نــعيمُها كثـوانِ
نـحيا بـها, نشـقى, ونسعد تارةً
حـتى يكُـــفَّ القلبُ عن خفقان
رباه: إنـي خـائفٌ مــن زلـتي
أنا لست أدري: مــا يقول لساني ؟
أوليتـني نــعماً ,ولست بشـاكرٍ
وغمرتني في أبـحُر الإحــــسان
إني أقــول: غداً أتوب, وهـكذا
قــولي, ولكــنْ جــاثمٌ بمـكاني
أنا خـــائف مـما جنيتُ ونادمٌ
والدمــعُ أفصحُ مـن جـميل بيانِ
آهٍ مـن العـبرات في غسَق الدجى!
دمــعُ الــندامة مـحرِق الجريان
فأجـرْ ـ أيا رباهُ ـ عبداً مـذنباً
من هول يــومِ تــنكُّـرِ الخـلانِ
يومٌ به شــاب الصغــير لهوله!
وترى الحــليمَ يــسير كالسكران
مهما تعاظم ذنبُ عـــبدٍ مؤمنٍ
فَلَــهُ إلــهٌ واســـعُ الغُفران
يا رب: هــبْ لي توبةً تمحو بـها
ذنباً مــضى فــي سالف الأزمانِ
الشيخ الشاعر : مصطفى قاسم عباس