تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

  1. #1

    افتراضي ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده ؟ وهل يسن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة ؟
    الحمد لله
    أولا :
    دبر الصلاة : عقبها وخلفها ، أو آخرها .
    وقد ورد الترغيب في الذكر والدعاء دبر الصلوات في عدة أحاديث ، منها :
    1- ما رواه البخاري (6330) ومسلم (594) عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا سَلَّمَ : (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) .
    2- وروى البخاري (6329) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ . قَالَ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالُوا : صَلَّوْا كَمَا صَلَّيْنَا ، وَجَاهَدُوا كَمَا جَاهَدْنَا ، وَأَنْفَقُوا مِنْ فُضُولِ أَمْوَالِهِمْ ، وَلَيْسَتْ لَنَا أَمْوَالٌ ، قَالَ أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَمْرٍ تُدْرِكُونَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَتَسْبِقُونَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكُمْ ، وَلَا يَأْتِي أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا جِئْتُمْ بِهِ إِلَّا مَنْ جَاءَ بِمِثْلِهِ ، تُسَبِّحُونَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا ، وَتَحْمَدُونَ عَشْرًا ، وَتُكَبِّرُونَ عَشْرًا ) .
    وللبخاري (843) : (تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ).
    ولمسلم (595) : ( تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً ).
    3- وروى مسلم (596) عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ : ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً ، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً ) .
    والمراد بدبر الصلاة في هذه الأحاديث : عقب الصلاة وخلفها ، أي : بعد السلام ، كما جاء مصرحا به في بعض الروايات ، وكذلك ما جاء في قراءة آية الكرسي والمعوذات دبر الصلاة ، فإن المراد بذلك بعد السلام .
    4- وروى أبو داود (1522) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ : (يَا مُعَاذُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
    ورواه النسائي (1303) بلفظ : ( فَلَا تَدَعْ أَنْ تَقُولَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) وصححه الألباني في صحيح النسائي .
    والمراد بدبر الصلاة هنا : آخر الصلاة قبل التسليم ؛ لأن "دبر الشيء" يكون منه ، ويتأكد هذا بقوله في رواية النسائي : (في كل صلاة) .
    قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (1/294) : " ودبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده ، وكان شيخنا [أي ابن تيمية] يرجح أن يكون قبل السلام ، فراجعته فيه ، فقال : دبر كل شئ منه كدبر الحيوان " انتهى .
    5- وروى الترمذي (3499) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : ( جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرِ ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ ) والحديث حسنه الترمذي والألباني في صحيح الترمذي .
    والظاهر أن المراد بدبر الصلاة هنا : قبل السلام .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "والظاهر أن المراد بدبر الصلوات المكتوبة في حديث أبي أمامة "إن صح" آخر الصلاة" انتهى .
    "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/268) .
    وقد ذكر أهل العلم في ذلك : أن ما ورد في النصوص مقيداً بدبر الصلاة ، فإن كان ذِكْراً (كالتسبيح والتحميد والتكبير وقراءة آية الكرسي والمعوذات) فالمراد بدبر الصلاة هنا : بعدها.
    وإن كان دعاءً ، فالمراد بدبر الصلاة : آخرها ، أي قبل التسليم .
    إلا إذا جاء ما يدل على أن هذا الدعاء المعين يقال بعد التسليم ، كقوله صلى الله عليه وسلم (استغفر الله ثلاثاً) ، فهذا دعاء ولكن دلت السنة على أنه يقال بعد السلام .
    وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
    ما المراد بدبر الصلاة في الأحاديث التي ورد فيها الحث على الدعاء أو الذكر دبر كل صلاة ؟ هل هو آخر الصلاة أو بعد السلام ؟
    فأجاب
    "دبر الصلاة يطلق على آخرها قبل السلام ، ويطلق على ما بعد السلام مباشرة ، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك ، وأكثرها يدل على أن المراد آخرها قبل السلام فيما يتعلق بالدعاء، كحديث ابن مسعود رضي الله عنه لما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد ، ثم قال : (ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) وفي لفظ : (ثم ليتخير بعد المسألة ما شاء) . متفق على صحته .
    ومن ذلك : حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك) أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح .
    ومن ذلك : ما رواه البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة : (اللهم إني أعوذ بك من البخل ، وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من أن أُرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ، ومن عذاب القبر) .
    أما الأذكار الواردة في ذلك ، فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ذلك في دبر الصلاة بعد السلام . ومن ذلك أن يقول حين يُسلم : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً ثم ينصرف الإمام بعد ذلك إلى المأمومين ويعطيهم وجهه ، ويقول الإمام والمأموم والمنفرد بعد هذا الذكر والاستغفار : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله . لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن . لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
    ويستحب أن يقول المسلم والمسلمة هذا الذكر بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثم يُسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين ثم يقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وهذا كله قد ثبتت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويُستحب أن يقرأ بعد ذلك آية الكرسي مرة واحدة سراً ، ويقرأ : (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة سراً مرة واحدة ، إلا في المغرب والفجر فيُستحب له أن يكرر قراءة السور الثلاث المذكورة ثلاث مرات ، ويُستحب أيضاً للمسلم والمسلمة بعد صلاة المغرب والفجر أن يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير ، عشر مرات زيادة على ما تقدم قبل قراءة آية الكرسي وقبل قراءة السور الثلاث . عملا بالأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك" انتهى .
    "مجموع فتاوى ابن باز" (11/194) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    "والمتأمل في هذه المسألة يتبن له : أن ما قيد بدبر الصلاة إن كان ذكراً فهو بعدها ، وإن كان دعاء فهو في آخرها .
    أما الأول : فلأن الله تعالى جعل ما بعد الصلاة محلاً للذكر ، فقال تعالى : (فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) النساء/103 ، وجاءت السنة مبينة لما أجمل في هذه الآية من الذكر مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين). فيحمل كل نص في الذكر مقيد بدبر الصلاة على ما بعدها ليطابق الآية الكريمة .
    وأما الثاني : فلأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ما بعد التشهد الأخير محلا للدعاء ، فيحمل كل نص في الدعاء مقيد بدبر الصلاة على آخرها ، ليكون الدعاء في المحل الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الدعاء فيه ، إلا أن يكون حمل النص على ذلك ممتنعاً ، أو بعيداً بمقتضى السياق المعين فيحمل على ما يقتضيه السياق" انتهى .
    "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (13/268) .
    ثانيا :
    لا يشرع رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة ؛ لعدم ورود ذلك عنه صلى الله عليه وسلم .
    جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (7/103) : " ليس الدعاء بعد الفرائض بسنة إذا كان برفع الأيدي ، سواء كان من الإمام وحده أو المأموم وحده ، أو منهما جميعا ، بل ذلك بدعة ؛ لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم ، أما الدعاء بدون ذلك فلا بأس به ، لورود بعض الأحاديث في ذلك " انتهى .
    وينظر جواب السؤال رقم (21976) ورقم (7886)
    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب

  2. #2

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    راجع كلام الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في الشرح الممتع (3/201) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    دولة الكويت
    المشاركات
    102

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    سبحان الله ... المفتون في موقع الإسلام سؤال و جواب ما أدري من وين يجيبون هالكلام ...
    و الله درر بارك الله فيهم و جزاهم الله خيرا ... سبحان الله فوائد و علم و فقه ... الله يبارك لهم في علمهم و ذريتهم و مالهم و صحتهم و عمرهم ...
    جزاك الله خيرا أخي المدني و لك أيضا يا معاذ ..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    16

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    سمعت الشيخ عبدالكريم الخضير في شرح الدروس المهمه لعامة الأمة يقول أنه يجوز أن تقول في نهاية التشهد قول / اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك كماجاء في وصية الرسول صلى اللله عليه وسلم لأحد الصحابة ,,

  5. #5

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    الدعاء بعد الانصراف من الصلاة المكتوبة ثابت عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - قولا وفعلا، وثابت عن الصحابة، وهو من هدي السلف، ونقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على هذا، لأنه من أوقات الإجابة!

    عن أبي أمامة - رضي الله عنه -، قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي الدعاء أسمع؟" قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات".
    أخرجه والترمذي (3499) ، والنسائي في "الكبرى" (108)، ابن أبي الدنيا في "التهجد" (240)، البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/238)، وغيرهم.

    وحسنه الترمذي في "سننه" (4/527).
    ولكن قال عنه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/385): "اعلم أن ما يرويه ابن سابط عن أبي أمامة، هو منقطع، لم يسمع منه".
    وقال صدر الدين المناوي في "تخريج أحاديث المصابيح" (1/392): "ورجاله ثقات، لكن قال ابن معين: "عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة".
    وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/232): "قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وفيما قاله نظر؛ لأن له عللا، منها: الانقطاع بين ابن سابط وأبي أمامة، قال ابن معين: "لم يسمع عبد الرحمن بن سابط من أبي أمامة"، ومنها عنعنة بن جريج عن ابن سابط، ومنها الشذوذ فإنه جاء عن خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة صاحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن عمرو بن عبسة كلهم على الشق الأول".
    ولكن وافق الحافظ تحسين الترمذي في "الفتح" (11/134)، وقال في "الدراية" (1/225): "رجاله ثقات"، ولم يذكر علله.
    قال الشيخ سليم الهلالي في "تخريج الأذكار" (1/177): "أما عنعنة ابن جريج، فقد صرح بالتحديث عند عبد الرزاق، كما نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/177). أما الشذوذ، فلا يرد علي هذا الحديث، فإنهما حديثا مختلفان".
    وقال الشيخ عبد القادر الأرنوؤط في "تخريج جامع الأصول" (4/142): "وفي سنده انقطاع بين عبد الرحمن بن سابط وأبي أمامة، وفيه أيضا عنعنة ابن جريج. أقول: وللفقرة الأولى منه شاهد من حديث عمرو بن عبسة، وللفقرة الثانية شواهد عامة مشتملة على ترغيب عظيم، وفيها أن الذاكر يقوم مغفورا له، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى، وفيها أنها لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن، وغير ذلك من الترغيبات، وكل ذلك يدل على شرف هذا الوقت وقبول الدعاء فيه، ولذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن".
    وأورده الحافظ عبد الحق الإشبلي في "الأحكام الوسطى" (1/416) وصححه لأنه قال في مقدمته: "وإن لم تكن في حديث علة كان سكوتي عنه دليلا على صحته".
    وحسنه أيضا الإمام البغوي في "مصابيح السنة" (1/361).
    و قال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (1648): "صحيح لغيره".
    وصححه الشيخ محمد علي آدم الأثيوبي في "البحر المحيط الثجاج" (15/632).

    قال ابن الديبع الشيباني في "تيسير الوصول" (2/57) عن هذا الحديث: "و دبر كل شيء: وراؤه وعقبه، والمراد بعد الفراغ من الصلوات".
    وقال الصنعاني في "التحبير لإيضاح معاني التيسير" (4/21) عن قول ابن الديبع: "قوله: "بعد الفراغ من الصلوات" ظاهره بعد الخروج منها، وقال بعض العلماء: دبر الحيوان فيه، فالمراد هنا: قبل الخروج منها في آخر التشهد، وقد ثبت فيه حديث: "وليتخير من الدعاء ما شاء" أي: بعد التشهد قبل الخروج من الصلاة بالسلام. والمصنف فسره: بعد الفراغ منها".
    وقال الصنعاني أيضا في "سبل السلام" (2/708): "ويتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة لحديث الترمذي عن أبي أمامة "قلت يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟" قال: "جوف الليل، وأدبار الصلوات المكتوبات".
    وقد أورد هذا الحديث ضياء الدين المقدسي في "السنن والأحكام" (2/133): تحت باب "الذكر بعد الصلاة".
    وبوب عليه مجد الدين بن تيمية في "المنتقى في الأحكام الشرعية" (ص 212): "باب في الدعاء والذكر بعد الصلاة".
    وبوب عليه النووي في "الأذكار" (ص 70): "باب الأذكار بعد الصلاة".
    وقال كمال الدين الدميري في "النجم الوهاج" (2/187): "يستحب الدعاء بعد الصلاة؛ لما روى الترمذي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: "أي الدعاء أسمع؟" - أي أقرب للإجابة - قال: "جوف الليل الآخر، وبدر الصلوات المكتوبات".
    قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/134): "فإن قيل: المراد بـ "دبر كل صلاة" قرب آخرها وهو التشهد، قلنا: قد ورد الأمر بالذكر دبر كل صلاة، والمراد به بعد السلام إجماعا، فهكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه. وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة، قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الأخير، ودبر الصلوات المكتوبات"، وقال: "حسن".

    عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، "كان النبي - صلى عليه وسلم - إذا سلم من الصلاة، قال: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".
    رواه أبو داود (1509)، وأحمد (803)، والدارقطني (1137).
    وصححه النووي في "المجموع" (3/486)، والألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1509).
    وهو عند مسلم في صحيحه (2-771).
    وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1/366) تحت باب "جامع الدعاء بعد السلام في دبر الصلاة".

    وعن ثوبان - رضي الله عنه - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -، إذا انصرف من صلاته، استغفر ثلاثا، وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام".
    قال الوليد: فقلت للأوزاعي: "كيف الاستغفار؟" قال: تقول: "أستغفر الله، أستغفر الله".
    رواه مسلم (591).
    وقال الحافظ ابن سيد الناس في "النفح الشذي" (4/559): "فيه استحباب الذكر بعد الصلوات، وقد اتفق الأصحاب والشافعي وغيرهم على أنه يستحب ذكر الله تعالى بعد السلام للإمام والمأموم والمنفرد والرجل والمرأة والمسافر وغيره، ويستحب أن يدعو أيضا بعد السلام".

    وعن البراء بنِ عازب - رضي الله عنه -، قال: "كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، قال: فسمعته يقول: "رب قني عذابك يوم تبعث أو تجمع عبادك".
    رواه مسلم (709).

    عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى، إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله - عليه سلام - كان إذا انصرف من صلاته قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". قال: وحدثني كعب أن صهيبا - رضي الله عنه - صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثه أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهن عند انصرافه من صلاته".
    رواه النسائي في "سننه" (1346)، والبزار في "مسنده" (2092)، وابن حبان في "صحيحه" (2026) وغيرهم.
    وصححه ابن خزيمة في "صحيحه" (1/366)، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/66)، وحسنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/318)، والشيخ عبد القادر الأرنؤوط في "تخريج جامع الأصول" (4/229).
    وقال الشيخ محمد بن علي الإثيوبي في "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" (15/377): "حديث صهيب - رضي الله تعالى عنه - هذا حسن. فإن قلت: قد ضعفه الشيخ الألباني بسبب أبي مروان الأسلمي، لقول النسائي عنه: "ليس بالمعروف". فكيف يحسّن؟ قلت: أبو مروان روى عنه أبنه عطاء، وعبد الرحمن بن مهران، كما تقدّم، ووثقه العجلي، وابن حبان، وقال الحافظ الذهبي في "الكاشف" (3/376): "مدني ثقة". فمن كان حاله هكذا فحديثه لا ينزل عن درجة الحسن. وقد صحح حديثه هذا ابن خزيمة، وابن حبان، وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": "هذا حديث حسن".
    وقد بوب عليه النسائي في "سننه" (1346) "نوع آخر من الدعاء عند الانصراف من الصلاة".
    وبوب عليه ابن حبان في "صحيح" (5/373): "ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا صلاح دينه ودنياه في عقيب صلاته".
    وفيه أن الدعاء بعد الصلاة من هدي المرسلين. وقال الشيخ محمد الإثيوبي في "ذخيرة العقبى في شرح المجتبى" (15/379): "في فوائده: منها: ما ترجم له المصنف (أي النسائي) - رحمه الله تعالى -، وهو مشروعية الدعاء عند الانصراف من الصلاة بالدعاء المذكور. ومنها: أن الصلاة كانت مشروعة في شرع داود عليه الصلاة والسلام، وأنه كان يدعو بهذا الدعاء عقبها".

    عن أبي أيوب - رضي الله عنه -، قال: "ما صليت وراء نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إلا سمعته يقول حين ينصرف: "اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".
    رواه الطبراني في "الأوسط" (4442)، و "الصغير" (610).
    وقال الحافظ الهيثمي: "وإسناده جيد"، كما في "تحفة الذاكرين" (ص 185).
    وقال المحقق حسين سليم أسد في "تخريج مجمع الزوائد" (20/461): "إسناده حسن".

    عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بوضوء فتوضأ وصلى، ثم قال: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي".
    رواه ابن أبي شيبة (6/50)، وأحمد (4/399)، والطبراني في "الدعاء" (656)، وفي روايته: قال أبو موسى: "يارسول الله، ما دعوات دعوت بهن؟" قال: "وهل تركن من خير؟"
    وصححه النووي في "الأذكار" (ص 29) ، وابن القيم في "زاد المعاد" (2/354) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/279).
    و خالف محمد بن عبد الأعلى، كما عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (80) فرواه بلفظ :"قَال أبو موسى: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوضأ، فسمعته يدعو...".
    قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263): "وروينا هذه الزيادة في الطبراني "الكبير" من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر، ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى، وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال: "باب ما يقول بين ظهراني وضوئه"، لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة".
    وقد بوب عليه الطبراني فقال: "باب جامع أبواب القول في أدبار الصلوات".
    والراجح أنه مما يقال بعد الصلاة، وليس من أذكار الوضوء، وذلك لأن أكثر رواة الحديث ذكروا أولا الوضوء ثم الصلاة ثم الدعاء.
    قد ورد أيضا عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه – موقوفا، أنه كان يقول هذا الدعاء بعد الصلاة، كما في طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، قال: كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته، قال: "اللهم اغفر لي ذنبي، ويسر لي أمري، وبارك لي في رزقي".
    أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3050) وصحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص 96).

    وقد بوب الإمام أبو داود في "سننه" (2/82): "باب ما يقول الرجل إذا سلم"، ثم أورد حديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو: "رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي، وانصرني على من بغى علي، اللهم اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك راهبا، لك مطواعا إليك، مخبتا، أو منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي".
    رواه أبو داود (1510) والبخاري في "الأدب المفرد" (665)، والترمذي (3551)، وابن ماجه (3830).
    وصححه الترمذي، والبغوي، والألباني، وغيرهم.

    عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، - قال: أحسبه في المنام - فقال: "يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟" قال: "قلت: لا"، قال: "فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي" أو قال: "في نحري، فعلمت ما في السماوات وما في الأرض، قال: "يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟" قلت: "نعم، في الكفارات، والكفارات المكث في المساجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه"، وقال: "يا محمد، إذا صليت فقل: "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"، قال: "والدرجات إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام".
    رواه أحمد (5/243)، والترمذي (3233).
    وحسنه الترمذي، وصححه أحمد شاكر في "تخريج المسند" (5/162)، والألباني في "صحيح الجامع" (59).
    قال الشيخ عبيد الله المباركفوري في "مرعاة المفاتيح" (2/439): "إذا صليت"، أي: فرغت من الصلاة".

    وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا قط، ولا تلا قرآنا، ولا صلي صلاة، إلا ختمت بهؤلاء الكلمات، قالت: فقلت: "يا رسول الله، أراك ما تجلس مجلسا، ولا تتلو قرآنا، ولا تصلي صلاة، إلا ختمت بهؤلاء الكلمات؟ قال: "نعم، من قال خيرا ختم له طابع على ذلك الخير، ومن قال شرا كن له كفارة: سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".
    رواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (282)، وفي "السنن الكبرى" (9/123).
    وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/733)، والشيخ الألباني في "الصحيحة" (3164)، والشيخ مقبل بن هادي في "الجامع الصحيح" (995).
    وقد بوب عليه الشيخ مقبل في "الجامع الصحيح" (2/141)، فقال: "الأذكار عقب الصلوات".

    عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: "اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا".
    رواه ابن أبي شيبة (31230)، وأحمد (6/294)، وابن ماجه (925) وغيرهم.
    وحسنه الحافظ بن حجر في "نتائج الأفكار" (2/316)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (762).
    ذكره ابن ماجه في "سننه" (1/298) تحت باب: "ما يقال بعد التسليم".

    عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: "صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحى، ثم قال: "اللهم اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم" حتى قالها مائة مرة".
    رواه البخاري في "الأدب المفرد" (619)، وصحح إسناده الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (483).

    عن أبي بردة، قال: كان أبو موسى - رضي الله عنه - إذا فرغ من صلاته، قال: "اللهم اغفر لي ذنبي، ويسر لي أمري، وبارك لي في رزقي".
    رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3050) وصحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص 96).

    عن قتادة في قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} قال: "أمره إذا فرغ من صلاته أن يبالغ في دعائه".
    أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/498)، وإسناده صحيح.
    ونقل مثل هذا تفسير القرطبي وابن كثير وغيرهما عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والكلبي، ومقاتل.

    وقال الإمام الشافعي في "الأم" (1/243): "وأستحب للمصلى منفردا وللمأموم أن يطيل الذكر بعد الصلاة ويكثر الدعاء رجاء الإجابة بعد المكتوبة".

    وقال الإمام البخاري في "صحيحه" (رقم: 6329): "باب الدعاء بعد الصلاة".
    وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/137): "أي: المكتوبة، وفي هذه الترجمة رد على من زعم أن الدعاء بعد الصلاة لا يُشرع".

    وقال الإمام النسائي في "عمل اليوم والليلة" (ص 186): "ما يستحب من الدعاء دبر الصلوات المكتوبات".
    وقال الشيخ محمد علي آدم الإتيوبي في "شرح سنن النسائي" (15/385): "والحاصل أن الذكر والدعاء بعد السلام من الصلاة مشروع، كما هو مذهب البخاري والنسائي".

    وقال القاضي عبد الوهاب البغدادي في "المعونة" (ص 1586): "أدبار الصلوات أوقات مشرفة معظمة ترتجى فيها إجابة الدعاء، ويقرب الإنسان إلى الله تعالى بالتسبيح والذكر فيها".

    وقال الإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي في "الكافي" (1/44): "ويستحب ذكر الله تعالى بعد انصرافه من الصلاة، ودعاؤه، واستغفاره".

    وقال العلامة أبو العباس القرطبي في "المفهم" (2/215): "وقد اتفق مساق هذه الأحاديث والتي قبلها: على أن أدبار الصلوات أوقات فاضلة للدعاء والأذكار، فيرتجى فيها القبول، ويبلغ ببركة التفرغ لذلك إلى كل مأمول، وتسمى هذه الأذكار: معقبات؛ لأنها تقال عقيب الصلوات".

    قال العلامة النووي في "المجموع" (3/465): "اتفق الشافعي والأصحاب وغيرهم على أنه يستحب ذكر الله تعالى بعد السلام، ويستحب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد والرجل والمرأة والمسافر وغيره، ويستحب أن يدعو أيضاً بعد السلام بالاتفاق، وجاءت في هذه المواضع أحاديث كثيرة صحيحة في الذكر والدعاء".

    وقال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (7/417): "واستحب –أيضا - أصحابنا وأصحاب الشافعي الدعاء عقب الصلوات، وذكره بعض الشافعية اتفاقا، واستدلوا بحديث أبي أمامة، قال: قيل لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات".

    وقال الحافظ السخاوي في "الأجوبة المرضية (3/893): "السنة أن يستفتح دعاء عقب الصلاة وغيرها بحمد الله تعالى، والثناء عليه، والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

    وقال الحطاب الرُّعيني في "مواهب الجليل" (2/126): "ولا خلاف في مشروعية الدعاء خلف الصلاة، فقد قال - عليه الصلاة والسلام -: "أسمع الدعاء جوف الليل وإدبار الصلوات المكتوبات".

    وقال ابن الحاج المالكي في "المدخيل" (2/263): "والسنة الماضية أن لا يترك الذكر والدعاء عقب الصلاة".

    وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب في "آداب المشي إلى الصلاة" (ص 11): "ويسن ذكر الله، والدعاء والاستغفار عقب الصلاة".

    وقال العلامة الشوكاني في "تحفة الذاكرين" (ص 69): "قد ورد الإرشاد إلى الأذكار في دبر الصلوات وهي مشتملة على ترغيب عظيم، وفيها أن الذاكر يقوم مغفورا له، وفيها أنها تحل له الشفاعة، وفيها أنه يكون في ذمة الله عز وجل إلى الصلاة الأخرى، وفيها أنها لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن، وغير ذلك من الترغيبات، وكل ذلك يدل على شرف هذا الوقت، وقبول الدعاء فيه، وقد ورد حديث أخرجه الترمذي أن دبر الصلاة من الأوقات التي تجاب فها الدعوات، وهو من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء اسمع؟ قال: "جوف الليل الأخير، ودبر الصلاة المكتوبة". قال الترمذي حديث حسن".

    وقال العلامة عبد الله بن عبد الرحمن البابطين النجدي في كما في "الدرر السنية" (4/315): "الدعاء بعد الفرائض، إن فعله إنسان بينه وبين الله فحسن، وأما رفع الأيدي في هذه الحال فلم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخيير الهدي هديه - صلى الله عليه وسلم -، ومثل هذا ما أرى الإنكار على فاعله، ولو رفع يديه".

    وقال العلامة عبد الرحمن بن قاسم النجدي الحنبلي في "الإحكام شرح أصول الأحكام" (1/241): "الدعاء والذكر المشروع بعد الصلاة، وقد أجمع العلماء على استحبابه بعدها".

    وقال الشيخ محمد المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (2/169): "لا ريب في ثبوت الدعاء بعد الانصراف من الصلاة المكتوبة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولا وفعلا".

    وقال الشيخ عبيد الله المباركفوري في "مرعاة المفاتيح" (3/326): "ودبر الصلوات المكتوبات من أوقات الإجابة".

    وقال الشيخ ابن باز كما في "نور على الدرب" (28/283): "فالحاصل: أن الدعاء في دبر الصلاة أمر مشروع، وأفضله ما كان قبل السلام، وإن دعا بعد السلام، وبعد الذكر، بينه وبين نفسه فلا بأس، وقد جاء في رواية المسند من حديث علي - رضي الله عنه - ما يدل على شرعية الدعاء أيضا بعد السلام: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت".

    وقال الشيخ بكر أبو زيد في "تصحيح الدعاء" (ص 438): "وفي مسألتنا السنة كما ترى بعد السلام من الصلاة المكتوبة هو: الذكر مع الرفع رفعا يسيرا في بعضه لا كله، والدعاء، وقراءة ما ذكر من القرآن الكريم"، ثم قال: "هذه سنن أربع دل عليها هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعليمه لأمته في هذه العبادة المقيدة بحال الفراغ من الصلاة المكتوبة، وما سوى ذلك فهو قدر زائد على المشروع لا دليل عليه".

    وقال الشيخ محمد بن علي الإثيوبي في "البحر المحيط الثجاج" (13/182):
    "وحاصله أنه يُستحبّ الذكر والدعاء عقب الصلوات المكتوبات، وأن ذلك من هدي النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - وهدي السلف، وإن كرهه بعضهم، ولكن لا وجه له، فقد ثبتت فيه أحاديث كثيرة".
    وقال أيضا الشيخ الإثيوبي في "البحر المحيط الثجاج" (13/185):
    "قد تلخّص مما ذكر من الأدلّة أن الدعاء عقب الصلاة ثابت عن النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - قولا، وفعلا، فلا يسع أحدا إنكاره!"

  6. #6

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    عن أبي أمامة - رضي الله عنه -، قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أي الدعاء أسمع؟" قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات".
    أخرجه والترمذي (3499) ، والنسائي في "الكبرى" (108)، ابن أبي الدنيا في "التهجد" (240)، البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/238)، وغيرهم.
    وحسنه الترمذي في "سننه" (4/527).
    ولكن قال عنه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/385): "اعلم أن ما يرويه ابن سابط عن أبي أمامة، هو منقطع، لم يسمع منه".
    وقال صدر الدين المناوي في "تخريج أحاديث المصابيح" (1/392): "ورجاله ثقات، لكن قال ابن معين: "عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من أبي أمامة".
    وقال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/232): "قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب"، وفيما قاله نظر؛ لأن له عللا، منها: الانقطاع بين ابن سابط وأبي أمامة، قال ابن معين: "لم يسمع عبد الرحمن بن سابط من أبي أمامة"،
    ومنها عنعنة بن جريج عن ابن سابط، ومنها الشذوذ فإنه جاء عن خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة صاحب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن عمرو بن عبسة كلهم على الشق الأول".
    ولكن وافق الحافظ تحسين الترمذي في "الفتح" (11/134)، وقال في "الدراية" (1/225): "رجاله ثقات"، ولم يذكر علله.
    لعله لم ينشط حينها للتحقيق في الفتح فنشط في النتائج، وقوله: "رجاله ثقات"، ليس يعني صحته كما هو معلوم. فلا يقال وافقه؛ لأنه قد خالفه في النتائج.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    و قال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (1648): "صحيح لغيره".
    وقد استنتج الألباني في الكلم الطيب (١١٤) العلتين من العلل التي ذكرها الحافظ ابن حجر رحمهما الله ولم يذكر العلة الثالثة وهي الشذوذ فلعله لم ينتبه لهذه الزيادة.
    وأضيف إلى العلل المذكورة ءانفا أنه ورد هذا الحديث بلفظ مغاير فيما أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل [1 : 293]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
    أَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ الأَوْسَطُ ". قَالَ: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: " دُبُرُ الْمَكْتُوبَاتِ ". اهـ.
    قلتُ: المتن لعله من أوهام محمد بن حميد الرازي، فإنه متكلم فيه وقد خولف.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ سليم الهلالي في "تخريج الأذكار" (1/177): "أما عنعنة ابن جريج، فقد صرح بالتحديث عند عبد الرزاق، كما نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/177).
    قد روي من طريق فيه تصريح ابن جريج سماعه من ابن سابط لكن مرسلا.
    أخرجه عبد الرزاق في مصنفه [3948]،
    فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ،
    أَنَّ
    أَبَا أُمَامَةَ، سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا أَنْتَ؟، قَالَ: " نَبِيٌّ "، قَالَ: إِلَى مَنْ أُرْسِلْتَ؟، قَالَ: " إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ "،
    قَالَ: أَيَّ حِينٍ تُكْرَهُ الصَّلاةُ؟، قَالَ: " مِنْ حِينِ تُصَلِّي الصُّبْحَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ قِيدَ رُمْحٍ، وَمَنْ حِينِ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ إِلَى غُرُوبِهَا "،
    قَالَ: فَأَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟، قَالَ: " شَطْرُ اللَّيْلِ الآخِرُ، وَأَدْبَارُ الْمَكْتُوبَاتِ "، قَالَ: فَمَتَى غُرُوبُ الشَّمْسِ؟ قَالَ: " مِنْ أَوَّلِ مَا تَصْفَرُّ الشَّمْسُ حِينَ تَدْخُلُهَا صُفْرَةٌ إِلَى حِينِ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ ". اهـ.
    وهذا مرسل بأنأنته، وهو ما يوافق ما جاء في ترجمة ابن سابط بأنه كثير الإرسال، فتفرده بزيادة: "أدبار المكتوبات" ضعيف، وأن أصل الحديث من حديث عمرو بن عنبسة رضي الله عنه.
    وأما الرواية الموصولة ففيها عنعة ابن جريج فلعله أخذه من الليث بن أبي سليم المتفرد بوصله وهو ضعيف، فقد روى الليث الشق الأول من الحديث ولم يرد عن الليث الشق الأخر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    أما الشذوذ، فلا يرد علي هذا الحديث، فإنهما حديثا مختلفان".
    كلامه مخالف لكلام الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد أعله بالشذوذ في النتائج، وقال:
    "فإنه جاء عن خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، واقتصروا كلهم على الشق الأول". اهـ.

    والله أعلم.
    .

  7. #7

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى، إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله - عليه سلام - كان إذا انصرف من صلاته قال: "اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بعفوك من نقمتك، وأعوذ بك منك، لا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". قال: وحدثني كعب أن صهيبا - رضي الله عنه - صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - حدثه أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان يقولهن عند انصرافه من صلاته".
    رواه النسائي في "سننه" (1346)، والبزار في "مسنده" (2092)، وابن حبان في "صحيحه" (2026) وغيرهم.
    قال البزار بعدما خرجه وخرج حديثا ءاخر من نفس الطريق المتقدم: " وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ لا نَعْلَمُهُمَا يُرْوَيَانِ عَنْ صُهَيْبٍ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ". اهـ.
    وذكر النسائي الاختلاف فيه، وقال: "أبو مروان لا يعرف". اهـ. انظر تفصيل اختلافه الأمالي الحلبية (١‏/٣٢).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    أبو مروان روى عنه أبنه عطاء، وعبد الرحمن بن مهران، كما تقدّم، ووثقه العجلي، وابن حبان،
    لم يثبت أنه روى عنه عبد الرحمن بن مهران واستندوا إلى ما خرجه قاضي المارستان في مشيخته [671]، من طريق
    الواقدي، قال: حدثنا الوليد بن كثير، عن عبد الرحمن بن مهران، عن أبي مروان الأسلمي، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
    " خلق الله عز وجل ريحا بعد الرياح بسبع سنين ومن دونها باب مغلق وإن ما يصل إليكم من خلل الباب وهي عند الله عز وجل الأزيب وهي عندكم الجنوب ". اهـ.
    وهذا الإسناد منكر، فيه الواقدي متروك تفرد به. وإنما يعرف هذا الحديث فيما خرجه البزار في مسنده [4063]، فقال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ، قَالَ:
    نَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَعْدَبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره.
    قال البزار: "وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلَّا عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَلَا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقًا، عَنْ أَبِي ذَرٍّ إِلَّا هَذَا الطَّرِيقَ". اهـ، وحكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة بأنه موضوع.
    أما توثيق العجلي فمتساهل وكذلك ابن حبان تبعا لشيخه ابن خزيمة بل وخولفوا في ذلك من قبل الأئمة المتقدمين.
    ويخالفان بما أوردناه من تغريب البزار الإسناد وقول النسائي فيه: "لايعرف".
    وقال علي ابن المديني عنه: "لا يعرف إلا في هذا الحديث". اهـ، انظر الجرح والتعديل (٥‏/٢٨٧).
    فهو بذلك مجهول جهالة شديدة جهالة العين.
    ثم إنه في الصحيح خلاف لفظه ويغني عن ذلك فيما خرجه مسلم
    [2723] من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
    " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ". اهـ.

    والله أعلم.
    .

  8. #8

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    عن أبي أيوب - رضي الله عنه -، قال: "ما صليت وراء نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إلا سمعته يقول حين ينصرف:
    "اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".
    رواه الطبراني في "الأوسط" (4442)، و "الصغير" (610).
    وقال الحافظ الهيثمي: "وإسناده جيد"، كما في "تحفة الذاكرين" (ص 185).
    وقال الهيثمي: "رجاله وثقوا". اهـ، انظر مجمع الزوائد (١٠‏/١٧٦) يعني بذلك فيه من هو متكلم فيه.
    خرجه الدينوري في المجالسة [1447]، فقال: نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قال:
    نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، نَا عُمَرُ بْنُ مِسْكِينٍ مِنْ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ: فذكره.
    وهذا ضعيف، فيه عمر بن مسكين قال عنه البخاري: "لا يتابع على حديثه"، ونقله ابن عدي في الضعفاء وذكر بأنه يروي أحاديث معروفة يعني يتفرد بها.
    وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وقال الذهبي: "في حديثه نكرة ولا يتابع عليه". اهـ. وبه أعله شعيب الأرناؤوط.
    تاريخ ابن معين رواية الدوري [2811]: سَأَلت يحيى عَن حَدِيث عمر بن مِسْكين فَقَالَ: "كَانَ أَبُو بكر بن عَيَّاش يرْوى عَنهُ لَيْسَ بِهِ بَأْس". اهـ.
    لعله اختلط بينه وبين عمر بن محمد فكلاهما من ولد عمر بن الخطاب ولكن أبا بكر بن عياش يروي عن عمر بن محمد العمري العسقلاني.
    فإنه لا يعلم أن أبا بكر بن عياش روى عن عمر بن مسكين ولم ينقل أحد ذلك في ترجمته، فالعمدة فيما ذكره البخاري واعتماد العلماء عليه في الترجمة.
    والله اعلم.
    .

  9. #9

    افتراضي رد: ما معنى دبر كل صلاة ؟ هل معناه قبل السلام من الصلاة أم بعده؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: "أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بوضوء فتوضأ وصلى، ثم قال: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسع لي في داري، وبارك لي في رزقي".
    رواه ابن أبي شيبة (6/50)، وأحمد (4/399)، والطبراني في "الدعاء" (656)، وفي روايته: قال أبو موسى: "يارسول الله، ما دعوات دعوت بهن؟" قال: "وهل تركن من خير؟"
    وصححه النووي في "الأذكار" (ص 29) ، وابن القيم في "زاد المعاد" (2/354) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/279).
    و خالف محمد بن عبد الأعلى، كما عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (80) فرواه بلفظ :"قَال أبو موسى: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوضأ، فسمعته يدعو...".
    لم ينفرد بذلك محمد بن عبد الأعلى بل تابعه ابن أبي شيبة في رواية أخرى له فيما خرجه أبو يعلى في مسنده [7273]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فذكره.
    هكذا رواه ابن حجر والبوصيري والهيثمي.
    ورواه ابن أبي شيبة بوجه ءاخر فيما خرجه أحمد بن حنبل في مسنده [27682]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا [عبد الله بن أحمد] مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ:
    أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى، وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ". اهـ.
    واللفظ مغاير.
    وهذا الاضطراب يضعف الحديث، ولعل الاضطراب من أبي مجلز نفسه، قال عنه يحيى بن معين: "مضطرب الحديث". اهـ.
    بالإضافة إلى أن هناك علة أخرى وهو تدليس أبي مجلز.
    قال الوادعي في أحاديث معلة [٢٦٣]: سنده رجال الصحيح، لكن قال ابن حجر: "أبو مجلز في سماعه من أبي موسى نظر، وقد عهد منه الإرسال عمن لم يلقه". اهـ.
    وقال الذهبي في الميزان: "ثقة يدلس". اهـ. ولم يصرح أبو مجلز بالسماع من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فالحديث ضعيف
    ولذلك ضعفه الألباني كما في تمام المنة [٩٤] وغيره، وأورد قول الحافظ ابن حجر في "الأمالي":

    "وأما حكم الشيخ يعني الإمام النووي على الإسناد بالصحة ففيه نظر؛ لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين فيما قال ابن المديني،
    وقد تأخرا بعد أبي موسى ففي سماعه من أبي موسى نظر وقد عهد منه الإرسال من يلقاه". اهـ.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الشركسي مشاهدة المشاركة
    قد ورد أيضا عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه – موقوفا، أنه كان يقول هذا الدعاء بعد الصلاة، كما في طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بردة، قال:
    كان أبو موسى إذا فرغ من صلاته، قال: "اللهم اغفر لي ذنبي، ويسر لي أمري، وبارك لي في رزقي".
    أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3050) وصحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص 96).
    ورد في الملتقى (89/71) :
    وفي إسناده يونس ابن أبي اسحاق. قال أبو حاتم: كان صدوقا إلا أنه لايحتج بحديثه.
    وقال ابن خراش:في حديثه لين.
    وقال عبد الله بن أحمد:سألت أبي عن يونس بن أبي اسحاق قال: كذا وكذا.
    وقال الذهبي: هذه العبارة يستعملها عبدالله بن أحمد كثيرا فيما يجيبه به والده، وهى بالاستقراء كناية عمن فيه لين. وقال أحمد: حديثه مضطرب.
    ومن علامات اضطرابه مرة يرويه عن أبي بردة ومرة يرويه عن أبي بكر بن أبي موسى.
    ثم إن هذا الأثر وغيره لم يذكروا في أي صلاة كان يدعو بعد فراغه منها،أهي الفريضة، أم تحتمل أيضا صلاة النافلة التي مابين الأذان والإقامة". اهـ.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •