عبر التاريخ ومنذ مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان لأثر رسالته العظيمه تفاوت في القبول ومحاولات التشكيك في حقيقتها وجدواها وليس لدورها بحدود من آمنوا بها ولكن لحدود تبليغها حيث ذكر العزيز الحكيم في القرآن الكريم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 اذا فهي رسالة عامة لمن خلق الله من الإنس والجن لاتختص بحدود او بامة معينةٍ منهما ومن أجل ذلك علم كل مطلع على شأنها انه مأمور بما جاء فيها مستدرك بما حكمت به فضاقت بمافيه من الحق والعدل صدورهم اللاهثه خلف ماتزينت به حياتهم والمخالفه في تعديها على حق العبودية لله والعدل والإنصاف لمخلوقاته فهو دين يحرم استعباد المخلوق للمخلوق مهما علي شأنه فلا يأتمرون بينهم الا بما يحفظ كرامتهم وحقوقهم وعفتهم ولايتبايعون الا بما يوافق مصلحة العامه حكام وومحكومين تجار ومستفيدين ولا يحاربون الا في شأن رفعة دينهم وصون أعراض متبعيه ولا يحق لفئة منهم أن تبغي على فئة الا ضمن شروط حدده هذا الدين العظيم ايضا {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9 دين جليل منزه عن النقصان والتأويل لايبلغ مبلغ كماله أي تنظيم او أي دين معلوم ممن سبق من أنبياء الله ورسله بسبب انه محفوظ عن التحريف بعكس اليهودية والمسيحية المحرفه بحسب أهواء ومنافع رهبانها وأساقفتها وأحبارها وكذبهم وخداعهم وانما كان حفظ هذا الدين برحمة من رب العالمين سبحانه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9 {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27 وان كان في قول محمد صلى الله عليه وسلم مايثبت انطوائه تحت هذا القصد{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}}النجم. ودليلة تصنيف علماء الدين لرواة الحديث وحرصهم جزاهم الله عن الامة خير الجزاء على تحري صدقيته ودرجته وهو من توفيق الله سبحانه كما أنه من حجيته عليهم بحفظهم القرآن والسنه .



وبالرغم من عظم مكانة هذه الرساله الغاليه والعزيزه والعالميه الا ان المشككين وغير المنتفعين بأهوائهم من عدالتها ومناسبتها لطبائع المأمورين بها وكمال دعوتها لتوافق كل احتياجاتهم وتعاملاتهم أبت عليهم أنفسهم الأمارة بالسوء والشهوات وتلبيس ابليس وأعوانه الذي عاهد الله على اغواء عباده لعنه الله نجحوا جميعا في جعل دين الله الحق والوحيد مساويا لغيره من البدع والخرافات والاكاذيب والتعابير الناقصه قولا وعملا .



جعل هذا الدين الفريد في تشريعاته التي حددها خالق السماوات والارض ندا لتشريعات البشر وظنونهم وأفكارهم وممالئات أهوائهم , وماذلك الا لشدة هذا الدين على من احتمل في قلبه عشق شهوات الشيطان واستأنس بأثرها فجعل نفسه في جهة النقيض لمباديء واخلاقيات دين الله الواحد , او بغت نفسه بالتراضي ببعض ماجاء فيه وتأويله على صنوف ماتشتهيه وفيهم قال سبحانه جل جلاله {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالاً{103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً{104}الكهف.