بسم الله الرحمن الرحيم

..

...

....

ليسهل عليك الوقوف في الموقف يوم القيامة


قال تعالى : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا )


ذكر ابن القيم في كتاب جامع الأداب الجزء الثالث صفحة 13

أن الجزاء من جنس العمل فقال رحمه الله :

منها : طول وقوفه في الموقف ومشقته عليه وتهوينه عليه ..فإن طال وقوفه في الصلاة ليلا ونهارا لله وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ؛ خف عليه الوقوف في ذلك اليوم وسهل عليه وإن اثر الراحة والدعة والبطالة والنغمة ؛ طال عليه الوقوف هناك واشتدت مشقته .

وقد أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا)

فمن سبح الله ليلا طويلا لم يكن ذلك اليوم ثقيلا عليه بل أخف شيء عليه ..

وقال رحمه الله في كتاب الفوائد :
للعبد بين يدي الله موقفان:

موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هوَّن عليه الموقف الآخر، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفِّه حقه شدد عليه ذلك الموقف قال تعالى :(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً . إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً )

أسأل الله أن يجعلنا وأياكم ممن قال فيهم : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ماأخفي لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون )