ومضات الإيمان ونداءات رمضان
خميس النقيب


الله تعالى ينادي المؤمنين: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا... ﴾ [البقرة: 183] يتحبَّب الله تعالى إليهم بهذا النداء، ويتلطف الله - عز وجل - بهم بهذه الدعوة، لماذا؟ ليشحذوا هِمَمهم، ويُجمعوا أمرهم، ويوحِّدوا صفَّهم، ويُهيِّئوا أنفسهم لأمر الله تعالى؛ يقول عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: إذا سمعتم: يا أيها الذين آمنوا، فارعها سمعك، فإنما هو أمر يأمرك الله به أو نهي ينهاك الله عنه، نعم؛ هو خير يأمرك الله به، أو شرٌّ يَنهاك الله عنه، ماذا يا رب؟ ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183]، ومع هذا النداء تتبعه نداءات كثيرات.

رمضان يُنادي إذا جاء: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.

رمضان يُنادي: أولي رحمة، وأوسطي مغفرة، وآخري عتْق من النار.

رمضان يُنادي: الراء عندي رحمة, الميم: مغفرة, الضاد: ضمان الجنة, الألف: أمان من النار, النون:نور من العزيز الغفار.

رمضان يُنادي: إذا جئتُ فتِّحت أبواب الجنة، فلم يُغلَق منها باب، وغلِّقتْ أبواب النار فلم يُفتَح منها باب، وصفِّدت الشياطين.

رمضان يُنادي: رغم أنفُه مَن أدركني ولم يغفر له.

رمضان ينادي: من صامني إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.

رمضان ينادي: مَن قامني إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.

رمضان ينادي: تعرَّضوا لنفحاتي؛ فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقَى بعدها أبدًا.

رمضان ينادي: عندي ليلة خير من ألف شهر، تَنزَّل الملائكة والروح فيها من كل أمر، سلام هي حتي مطلع الفجر، مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه.

رمضان يُنادي: جئتكم تزكيةً لنفوسكم، وتقويةً لقُلوبكم، وتطهيرًا لصدوركم، وإعلاءً لشأنِكم، ومَغفِرةً لذنوبكم؛ كي تشعروا بالفقير الجائع، والمسكين الضائع، واليتيم المكسور، والمعيل المقهور، فتقوى عزائمكم، وتعلو هِمَمكم، ويزداد إيمانكم، وتقتربوا من ربكم، فادعوه مخلصين، اللهم بلِّغنا رمضان، وتقبَّل منَّا (رجب وشعبان).

إنها نداءات شهر رمضان تُعطي لمن أجابها ومضاتٍ للإيمان، تتمثَّل في تقوى الله؛ ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، تَقذِف في قلبه نورًا يرى به الحق حقًّا، والباطل باطلاً، يرى به الخير خيرًا والشرَّ شرًّا، فضلاً عن غفران الذنوب ومحْوِ السيئات؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

الله - عز وجل - رحيم بعباده: ومِن رحمته بهم، أن جعل لهم مواسم رحمة، مواسم طاعة، مواسم قرب منه - جلَّ وعلا - لماذا؟ تذكِّرنا بالله إذا نسينا، وتنبِّهنا بالحق إذا غفَلْنا، وتدفَعنا للخير إذا فترْنا، ومِن أعظم مواسم الخير، ومن أفضل مواسم الرحمة، ومن أحلى مواسم الطاعة، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 185]؛ لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو الله فيقول: ((اللهم بلِّغْنا رمضان))، ((هذه رحمات من ربكم فتعرَّضوا لها، هذه نفحات ربكم فعيشوها، وتنفَّسوها؛ لعلَّ أحدكم تصيبه نفحة فلا يَشقى بعدها أبدًا))، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته يُصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمِّن روعاتكم))؛ حسن.

رمضان طاعة، إنه موسم من مواسم الطاعة، يطلُّ علينا من جديد، سوق من أسواق الحسنات يظلِّلنا من بعيد، محطة جديدة يتزود المؤمن من خلالها في طريقه إلى الله، يتعبد المؤمن في ردهاتها لله، دواء لكل داء، وزاد لكل سفر، وشفاء من كل مرض ووقاية من كل خطر، كيف؟!

رمضان تقوى، كما أنه لكلِّ شمس أنوار، ولكل ليل نهار، فإنه لكل عبادة أسرار، ولكل طاعة ثمار، لكن هناك ثمرة تجمع بين الطاعات، وتستخرج مِن كلِّ العبادات ثمرةً يانعةً وارفِة الظلال، ووقايةً عاصمةً مِن كل ضَلال؛ إنها التقوى، اتقاء الشهوات، اتقاء الشبهات، اتقاء المعاصي والسيئات، تقوى الله - عز وجل - ما هي؟

أن يراك الله حيث أمرك، وأن يَفتقِدك حيث نهاك، أن يجعل العبدُ بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه، أن تشمِّر عن الذنوب والسيئات،أن يُطاع الله فلا يُعصى، ويذكر فلا يُنسَى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر.

والتقوى وصية الله للأولين والآخرين؛ ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

والتقوى كذلك وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل مسلم؛ عن أبي ذرٍّ قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((اتِّق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلُق حسنٍ))؛ حديث حسن، رواه أحمد والترمذي، علاقتك مع ربك أن تتقيه حيثما كنتَ، علاقتك مع نفسك أن تطهِّرها من الذنوب والسيئات في أي وقت، وعلاقتك مع غيرك أن تُخالِقهم بخلُقٍ حسن أينما سِرْتَ.

كيف لا والتقوى خير زاد؛ ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجُّون فلا يتزوَّدون، ويقولون: نحن المتوكِّلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]؛ رواه البخاري.

كيف لا والتقوى خير لباس؟ ﴿ يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26].

كيف لا والتقوى خير ميراث؟ ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].

كيف لا والتقوى خير تركة لأولادك ولمن بعدك؟ ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

رمضان فرحة: فرحة بصيامه؛ ((للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه))؛ سنن ابن ماجه، وورد أيضًا: ((من فرح بقدوم رمضان حرَّم الله على جسده النار)).

يَفرحون برحمة الله؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

ويفرحون بفضل الله: ﴿ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُو نَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [آل عمران: 170].

ويفرحون بحبِّهم لله؛ عن أنس أنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة، فلما قضى صلاته قال: ((أين السائل عن قيام الساعة؟))، فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: ((ما أعددتَ لها؟!))، قال: يا رسول الله، ما أعددتُ لها كبير صلاة ولا صوم، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((المرء مع من أحبَّ، وأنتَ مع من أحببتَ))، فما رأيت فرِح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا"؛ قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح، قال الشيخ الألباني: صحيح.

ويَفرحون بلقاء الأحبَّة: بلال بن رباح - رضي الله عنه - كان يُعالِج سكرات الموت، فسمع مَن تقول: واحسرتاه، فقال لها: لا تقولي: واحسرتاه، ولكن قولي: وافرحَتاه؛ فغدًا ألقى الأحبة، محمَّدًا وصحبَه.

رمضان مطهِّر: لقد جاء المطهِّر، هذه العبارة كان يردِّدها الرسول وأصحابه عند قدوم شهر رمضان المعظَّم؛ لأن رمضان حياة الرُّوح، حتى وإن كانت البطون خاويةً، والشفاه يابِسةً، والوجوه شاحبةً، فالحياة حياة الروح، والنضارة نضارة القلب، والانتصار فيه على النفس والشهوات، ومَن انتصَر على نفسه وشهواته كان جديرًا بالانتِصار على أعدائه.

رمضان مَغفِرة: عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ سنن أبي داود.

رمضان شفاعة: عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد؛ يقول الصيام: أي ربِّ، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعِّني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعِّني فيه؛ فيُشفَّعان))؛ صحيح، رواه البيهقي في شعب الإيمان، إذًا فماذا نعمل في رمضان؟
طوبى لمن جاءه رمضان فوجده قد أكرم ضيافته، وأحسن وفادته، فراح يقدِّر منزلته، ويَستشعِر مكانته، ويُحصِّل أجره!

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده قد جعل يدَيه ممرًّا لعطاء الله، وراحَ يُنفق بالليل والنهار سرًّا وعلانيةً، بكرةً وعشيةً!!

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده قد صام إيمانًا واحتسابًا، وقام إيمانًا واحتسابًا، وتحرَّى ليلة القدر فقامها - أيضًا - إيمانًا واحتسابًا، ((يفرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب صومه بلا حساب))؛ صحيح ابن خزيمة.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده جوادًا كريمًا، أطعم أفواهًا، وكسى أجسادًا، ورَحِم أيتامًا، ووصل أرحامًا.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يهتمُّ بأمر المسلمين، يُصلِح بين المتخاصمين، ويضع عن كاهل المستضعفين، ويدعوا للمُحاصَرين.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده وقافًا عند حدود الله لا يتعداها، ولا ينساها، إنما يحفظها ويرعاها.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده ليِّنًا في طاعة الله، مِطواعًا لأمر الله، محبًّا لرسول الله، عاملاً بمنهج الله، إذا قُرئ عليه القرآن سمع وأنصت، وإذا نودي بالإيمان، آمن ولبَّى؛ ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا ﴾ [آل عمران: 193].

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده أحسن إلى والدَيه، طائعًا لهما في غير معصية، بارًّا ورحيمًا بهما.
طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يعلم ما عليه من واجبات فلم يقصِّر فيها، وما له من حقوق فلم يأخذ أكثر منها.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يقرأ القران بتدبُّر وتفكُّر، ويُصلِّي بخشوع وخضوع، ويعمل لدِينه بقصْد حسن وفهْم صَحيح.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يُحافظ على صلاة الجماعة، وخاصةً صلاة الفجر التي تَشهدها الملائكة وتَصغُرها الدنيا وما فيها؛ ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها))؛ صحَّحه الألباني، ((يفرح الربُّ تعالى بمشي عبده إلى المسجد متوضئًا))؛ صحيح ابن خزيمة.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يَفهم أنه لا قيمة إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوز إلا بالطاعة، ولا ينال الدرجات العلا إلا رجل مجاهد ينصر العقيدة، ويجابه الباطل ويحمي الحق.

طوبى لمن جاءه رمضان فوجده يفتتح يومه: ((أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى ملة أبينا إبراهيم وما كان من المشركين))؛ صحيح، ثم يستظلُّ بنور الحق فلا يسمع إلا نباه، ولا يصحب إلا أهله، ولا يمضي إلا في طريقه، ولا يعمل إلا له، ويظلُّ كذلك حتى يأتيه اليقين، فيستمع يوم الدِّين، بشرى رب العالمين: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].


بل إن الله ليَفرح بعبده المؤمن العامل لدينه، المُخلِص لربِّه، فأين الملبُّون لشَهرهم، أين العاملون لدينهم؟! أين المخلصون لربهم؟! أين الباذلون جهدهم؟! أين الفرحون بفطرهم في الدنيا، المنتظرون للفرحة الكبري بلقاء ربهم في الآخرة؟!

اللهم فرِّحنا بالإسلام، وبلِّغنا رمضان، وفرِّحنا برمضان، وفرِّحنا في رمضان، وشفِّع فينا الصيام والقرآن، واجعلنا من المُخلِصين لك، العاملين لدينك، الفرحين بلقائك، التواقين للقاء حبيبك وصفيك في الجنة، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلِّم، والحمد لله ربِّ العالمين.