(9713)
ســـؤال: نرى هذه الأيام حملات إعلامية في وسائل الإعلام وغيرها، وخصوصًا مكاتب السياحة والسفر، لدعوة الناس للسفر خارج هذه البلاد، سواء الدول الكافرة أو الدول الإسلامية، ولما في ذلك في هذه الدعوة من حث الناس على السفر، فهل ينطبق عليهم قوله تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ وقوله : " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " ، وما هو توجيهكم للآباء الذين عقدوا العزم بالذهاب بأبنائهم إلى تلك البلاد بحجة السياحة والاستجمام؟
الجواب: السفر خارج المملكة فيه خطر كبير على الدين والخلق، وذلك لأن البلاد الكافرة لا تتورع عن فتنة المسلم وإضلاله، حيث تكون هناك الدعايات إلى العهر والزنا واقتراف الفواحش، سواء كان ذلك علنًا أو خفية، والبشر قد يعجز عن ملكية نفسه متى رأى النساء المتبرجات أمامه في كل موضع، ورأى الشابة تباشر عليه في الطائرة وتخدمه في المطعم وتكلمه في الطريق وتعاكسه في المتجر وتقابله في المسرح، وكذلك سماع الأغاني الفاتنة التي تصف الخدود والقدود، وتعكس أمامه من الأصوات ما يثير الشهوة، ويوقع في ارتكاب الفواحش، وقد تتعرض له المرأة وتطلب منه المباشرة علنًا بعوض أو بغير عوض، وأيضًا فإن هناك يكثر تناول المحرمات من الخمر والمخدرات والدخان ونحوها، حيث تكثر الدعايات لها والدوافع إلى تناولها لسهولة التناول بدون حاجز قوي.
وأما البلاد التي تدين بالإسلام فإن الكثير منها لا تتقيد بالشرع، ولا تحكم بأحكام الإسلام، وأدنى من ذلك وجود السفور والتبرج، هو عندهم أسهل من أن ينكر، ولاشك أن من أقام في مجتمع يحكم بالقوانين، ويبيح للمرأة الحرية في نفسها، وأن تبذل نفسها باختيارها لمن يفجر بها وبدون عقوبة، فإنه غالبًا لا يتمالك نفسه أن يقع في هذه الفواحش.
فعلى هذا ننصح من عنده فراغ أن يشغله في طلب العلم، ويقيم في بلده، ويواصل التعلم في الحلقات والدورات المكثفة، ويمسك ماله الذي سوف يدفعه في الإجازات أو المكاتب السياحية، وله أن ينفقه في وجوه الخير حتى يكتسب بذلك أجرًا كبيرًا، ويسلم من الإثم ومن التعرض للمعاصي والمحرمات، فيربح دينه وماله ويسلم من الخسران. والله المستعان. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
13/2/1418هـ
ســـؤال: هل يدخل في ذم السياحة خارج المملكة: السفر إلى الدول العربية والإسلامية أيضًا ؟
الجواب: يدخل في ذلك كل دولة توجد فيها الفواحش، وتنتشر فيها بيوت الدعارة والزنا، وتشرب فيها المسكرات، وتباع علنًا، وذلك لأن كثيرًا من الدول العربية أو الإسلامية يتسمون أصلاً بالإسلام، ومع ذلك فإنهم لا يطبقونه، حيث عطلوا الأحكام الشرعية، واستبدلوا بها القوانين الوضعية، وأباحوا للمرأة أن تزوج نفسها بدون أن يكون لوليها سلطة أو سيطرة، أو منع لها عن شهواتها، فلها أن تمكن من نفسها بطوعها من يزني بها، ولها أن تذهب حيث شاءت وحدها، أو مع من تختاره، وكذا قد حاربوا الحجاب، ومنعوا المرأة أن تتستر ولو داخل دارها، فمتى رؤيت متحجبة لحقها من يكلفها بنزع الحجاب، فلا تدخل مدرسة أو سوقًا أو طريقًا إلا وهي متبرجة مبدية محاسنها، وهكذا عطلت الحدود الشرعية، فلا يقام حد الزنا بالرجم، ولا بالجلد أو التغريب، ولا حد القذف أو السكر، ولا القطع في السرقة أو الحرابة، وكل ذلك يرونه وحشية وقبحًا، وقد بدلوا بعض العقوبات بالسجن كالقصاص، والقطع، ونحو ذلك، وهكذا كثير من الدول الإسلامية يحاربون أهل التدين والصلاح فيهم، فالشباب الذين يصلون في المساجد، أو يعفون لحاهم، يعاقبون عقوبة شديدة، حيث يتهمون كل متدين وشاب من المصلين أو الملتحين، ويسمونه إرهابيًا، ويعقدون لذلك مؤتمرات لمحاربة من يسمونهم إرهابيين، ويخيل إليهم أن هؤلاء الشباب الصالحين يثيرون الشعب ضد الدولة، وأنهم يذيعون المساوئ والمخالفات الشرعية، مما يسبب حقد المواطنين على الرؤساء، والوقوع بأعراضهم، ونشر المساوئ، والتفكر بالأعراض، مما قد يوقع في التكفير والخروج على الدولة، رغم أن أولئك الشباب لا حول لهم ولا طول، وليس بأيديهم حل ولا عقد، ولا يملكون تكميم الأفواه، ولا السيطرة على العوام، كما أنهم لا يوجد لديهم أسلحة، ولا معدات يستطيعون بها الخروج على دولهم، فأرى أن مثل هذه الدول شر من الدول التي تعلن الكفر، وتتخذه دين، فإن الدول الكبيرة الكافرة كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، توجد عندهم المساجد، ويرفع فيها صوت الأذان، ويأتي المصلون إلى المساجد علنًا، ولا يحارب فيها الحجاب، ولا الشباب الصالح، فالمسلمون بها آمنون مطمئنون، فالمسافر إليها إذا كان سليم الفطرة، صحيح المعتقد، لا يخاف منه الافتتان إلا ما شاء الله، بخلاف المسافر إلى بعض الدول العربية المسلمة بالاسم، فإن الوافد إليهم يبتلى ويمتحن، ويتابعه من يبحث عن هويته، وقد يضطر إلى ترك بعض الطاعات، وفعل بعض المحرمات، وعدم التمكن من الدعوة إلى الخير أو تصحيح العقيدة، فالله المستعان . عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(3707)
ســؤال: ما نصيحة فضيلتكم لمن يسافر خارج هذه البلاد مع أهله إلى بلاد أهلها مسلمون ولكن يغلب عليهم مظاهر الفساد والمنكرات التي لا يستطيع لها ردًا بحجة التنزهة والتمشية؟ وهل فعل هذا جائز؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
لاشك أن هؤلاء قد أخطئوا بهذا الفعل فإنهم أولاً ينفقون الأموال الكثيرة بما لا يعود عليهم بمصلحة ويستفيد من تلك الأموال أعداء الإسلام من كتابيين ووثنين ومن لا دين لهم حيث يستغلون هؤلاء المسافرين فيرفعون عليهم قيمة الأغذية والأكسية وأجرة السكن وأجرة التنقل ويخسرون أيضًا أموالاً طائلة في سماع الأغاني ومشاهدة الصور الفاتنة وكذا يقعون في محرمات شرعًا كسماع الأغاني الفاتنة وشرب الخمور وسفور النساء والتعرض لفعل فاحشة الزنا أو مقدماته، وكل ذلك مما حرمه الله وتوعد عليه فننصح مثل هؤلاء إن أرادوا أن يسافروا إلى القرى بنية الدعوة إلى الله وبنية أخذ فكرة عن تلك البلاد ومعرفة أهلها فيحصل بذلك نزهة وفرجة وشغل فراغ ويحصل بذلك تعرف على مشاكل المواطنين ومعرفة أحوالهم والسعي في التخفيف عنهم. والله أعلم .
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
24/1/1421 هـ