ثلاث فوائد ذكرها الحافظ ابن حجر من حديث المسئ في صلاته
1-اسم الرجل
قوله‏:‏ ‏(‏فدخل رجل‏)‏ في رواية ابن نمير ‏"‏ ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد ‏"‏ وللنسائي من رواية إسحاق بن أبي طلحة ‏"‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ونحن حوله ‏"‏ وهذا الرجل هو خلاد بن رافع جد علي بن يحيى راوي الخبر، بينه ابن أبي شيبة عن عباد بن العوام عن محمد بن عمرو عن علي بن يحيى عن رفاعة أن خلادا دخل المسجد‏.‏
وروى أبو موسى في الذيل من جهة ابن عيينة عن ابن عجلان عن علي بن يحيى بن عبد الله بن خلاد عن أبيه عن جده أنه دخل المسجد ا هـ‏.‏
وفيه أمران‏:‏ زيادة عبد الله في نسب علي بن يحيى، وجعل الحديث من رواية خلاد جد علي‏.‏
فأما الأول فوهم من الراوي عن ابن عيينة، وأما الثاني فمن ابن عيينة لأن سعيد بن منصور قد رواه عنه كذلك لكن بإسقاط عبد الله، والمحفوظ أنه من حديث رفاعة، كذلك أخرجه أحمد عن يحيى بن سعيد القطان وابن أبي شيبة عن أبي خالد‏.‏
الأحمر كلاهما عن محمد بن عجلان‏.‏
وأما ما وقع عند الترمذي ‏"‏ إذ جاء رجل كالبدوي فصلى خف صلاته ‏"‏ فهذا لا يمنع تفسيره بخلاد لأن رفاعة شبهه بالبدوي لكونه أخف الصلاة أو لغير ذلك‏.‏
2-ان صلاته نافلة
قوله‏:‏ ‏(‏فصلى‏)‏ زاد النسائي من رواية داود بن قيس ‏"‏ ركعتين ‏"‏ وفيه إشعار بأنه صلى نفلا‏.‏
والأقرب أنها تحية المسجد، وفي الرواية المذكورة ‏"‏ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرمقه في صلاته ‏"‏ زاد في رواية إسحاق بن أبي طلحة ‏"‏ ولا ندري ما يعيب منها ‏"‏ وعند ابن أبي شيبة من رواية أبي خالد ‏"‏ يرمقه ونحن لا نشعر ‏"‏ وهذا محمول على حالهم في المرة الأولى، وهو مختصر من الذي قبله كأنه قال‏:‏ ولا نشعر بما يعيب منها‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ثم جاء فسلم‏)‏ في رواية أبي أسامة ‏"‏ فجاء فسلم ‏"‏ وهي أولى لأنه لم يكن بين صلاته ومجيئه تراخ‏.
3-ان النبي‏ صلى الله عليه وسلم ردعليه السلام
قوله‏:‏ ‏(‏فرد النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ في رواية مسلم وكذا في رواية ابن نمير في الاستئذان ‏"‏ فقال وعليك السلام ‏"‏ وفي هذا تعقب علي ابن المنير حيث قال فيه‏:‏ أن الموعظة في وقت الحاجة أهم من رد السلام، ولأنه لعله لم يرد عليه السلام تأديبا على جهله فيؤخذ منه التأديب بالهجر وترك السلام ا هـ‏.‏
والذي وقفنا عليه من نسخ الصحيحين ثبوت الرد في هذا الموضع وغيره، إلا الذي في الأيمان والنذور وقد ساق الحديث صاحب ‏"‏ العمدة ‏"‏ بلفظ الباب إلا أنه حذف منه ‏"‏ فرد النبي صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فلعل ابن المنير اعتمد على النسخة التي اعتمد عليها صاحب العمدة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ارجع‏)‏ في رواية ابن عجلان فقال ‏"‏ أعد صلاتك‏"‏‏.‏