تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    2,966

    افتراضي "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ"

    قال البخاري رحمه الله: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ وَرَأَى سِكَّةً وَشَيْئًا مِنْ آلَةِ الْحَرْثِ فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ" قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَاسْمُ أَبِي أُمَامَةَ صُدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ


    الشرح‏ قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:‏
    قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا عبد الله بن سالم‏)‏ هو الحمصي يكنى أبا يوسف وليس له ولا لشيخه في هذا الصحيح غير هذا الحديث، والألهاني بفتح الهمزة، ورجال الإسناد كلهم شاميون وكلهم حمصيون إلا شيخ البخاري‏.‏
    قوله‏:‏ ‏(‏عن أبي أمامة‏)‏ في رواية أبي نعيم في المستخرج ‏"‏ سمعت أبا أمامة‏"‏‏.‏
    قوله‏:‏ ‏(‏سكة‏)‏ بكسر المهملة هي الحديدة التي تحرث بها الأرض‏.‏
    قوله‏:‏ ‏(‏إلا أدخله الله الذل‏)‏ أي رواية الكشميهني ‏"‏ إلا دخله الذل ‏"‏ وفي رواية أبي نعيم المذكورة ‏"‏ إلا أدخلوا على أنفسهم ذلا لا يخرج عنهم إلى يوم القيامة ‏"‏ والمراد بذلك ما يلزمهم من حقوق الأرض التي تطالبهم بها الولاة، وكان العمل في الأراضي أول ما افتتحت على أهل الذمة فكان الصحابة يكرهون تعاطي ذلك‏.‏
    قال ابن التين‏:‏ هذا من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات، لأن المشاهد الآن أن أكثر الظلم إنما هو على أهل الحرث‏.‏
    وقد أشار البخاري بالترجمة إلى الجمع بين حديث أبي أمامة والحديث الماضي في فضل الزرع والغرس وذلك بأحد أمرين‏:‏ إما أن يحمل ما ورد من الذم على عاقبة ذلك ومحله ما إذا اشتغل به فضيع بسببه ما أمر بحفظه، وإما أن يحمل على ما إذا لم يضيع إلا أنه جاوز الحد فيه‏.‏
    والذي يظهر أن كلام أبي أمامة محمول على من يتعاطى ذلك بنفسه، أما من له عمال يعملون له وأدخل داره الآلة المذكورة لتحفظ لهم فليس مرادا، ويمكن الحمل على عمومه فإن الذل شامل لكل من أدخل على نفسه ما يستلزم مطالبة آخر له، ولا سيما إذا كان المطالب من الولاة‏.‏
    وعن الداودي هذا لمن يقرب من العدو، فإنه إذا اشتغل بالحرث لا يشتغل بالفروسية فيتأسد عليه العدو، فحقهم أن يشتغلوا بالفروسية وعلى غيرهم إمدادهم بما يحتاجون إليه‏.‏
    قوله‏:‏ ‏(‏قال أبو عبد الله‏:‏ اسم أبي أمامة صدي بن عجلان الخ‏)‏ كذا وقع للمستملي وحده‏.‏
    قلت‏:‏ وليس لأبي أمامة في البخاري سوى هذا الحديث، وحديث آخر في الأطعمة، وله حديث آخر في الجهاد من قوله يدخل في حكم المرفوع‏.‏
    والله أعلم‏.‏
    الليبرالية: هي ان تتخذ من نفسك إلهاً ومن شهوتك معبوداً
    اللهم أنصر عبادك في سوريا وأغفر لنا خذلاننا لهم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,852

    افتراضي رد: "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ"

    جزاكم الله خيراً.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,852

    افتراضي رد: "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ"


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,852

    افتراضي رد: "لَا يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ"

    يقول الشيخ الحويني:
    شبهة والرد عليها .
    كيف نرد على يتركون الحرث والزرع متكئين على حديث" ما دخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل» ؟
    فإن الذين ينظرون إلى هذا المعنى يعطلون النصوص الأخرى الحاضة على استثمار الدنيا .. فمثلاً يقول لا أحرث ولا أزرع ولا أقلع.. لماذا؟ يقول: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عنده محراث أذله الله..
    وهو حديث أبي أمامة في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى سكة زرع – محراث – ، قال : «ما دخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل» ..
    فكيف تحرث الأرض إذن؟ .

    بالمحراث، والمحراث سبب في دخول الذل على ابن آدم، فيكون المعنى في ظنهم أن يرمى المحراب ولا تزرع الأرض ، وهذا الذي فهمه مستشرق ألماني ، وللأسف إنسان في مجلة العربي ظل يطنطن على هذا الكلام ويكذب كل هذه الأحاديث..
    رد الشيخ الحويني حفظه الله على هذه الشبهة:
    وهذا خطأ ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى كثيرة دعى إلى استثمار الأرض ، كحديث أنس في الصحيحين : «ما من مسلم يزرع زرعًا أو يغرس غرسًا فيأكل منه طير أو إنسان أو حيوان إلا كان له أجر» .
    وحديث جابر في نفس المعنى في صحيح مسلم ، وحديث أبي هريرة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «بينما رجل يمشي في فلاة من الأرض إذ سمع صوتًا في سحابة يقول اسق أرض فلان ، فتنحى السحاب وأفرغ مائه في مكان .. فتبع السحاب حتى وجد رجلاً بفأس يحول الماء لأرضه ، فناداه فقال له: يا فلان! فتعجب الرجل كيف عرفت اسمي يا عبد الله؟ قال له لا أخبرك حتى تخبرني ماذا تفعل؟ . .» وفي رواية قال : «إني سمعت اسمك في هذا السحاب الذي هذا ماؤه ، يقول اسق أرض فلان، فماذا تفعل فيها؟ قال: أما قد قلت ذلك فإني أغرس الزرع ثم أقسمه ثلاثة أثلاث ، أكل أنا وعيالي ثلثه ، وأتصدق بثلثه، وأرد فيها ثلثه» .
    فلو أعرض الناس عن زراعة الأرض أو أعرض عن العمل فسيقع في إثم فمن وراءه من عياله لهم نفقة واجبة ، إذا أهملهم وذهب إلى أي مكان في الأرض بأي دعوى وتركه يأكلون ترابًا ، سيلقى الله عز وجل ظالمًا والإثم قد أحاط به ، وهذا نص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته» ، وهذا هو اللفظ الصحيح الذي رواه مسلم ، أما المشهور فهو لفظ أبي داود ، لكن الإسناد إليه ضعيف : «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت» ، أو : «من يعول» في رواية أخرى ، لكن الصحيح لفظ مسلم من حديث عبد الله بن عمرو : «كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملك قوته» .
    فهل هناك تعارض بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : «ما دخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل» وبين الأحاديث الأخرى الحاضة على استثمار الأرض ، ولا يكون استثمار إلا باستخدام المحراث؟
    بالطبع لا يوجد بل أنت يجب عليك أن توجّه المعاني ، هذا له معنى وهذا له معنى ، ولا يوجد اصطدام بينهما ، وقد لاحظ البخاري رحمه الله هذا ، فأورد حديث أنس : «ما من مسلم يغرس غرسًا . .» تحت قوله : "باب اصطناع المال" ، يعني استثماره ، ثم عقد بعد ذلك بابًا على حديث أبي أمامة: باب" كراهية الاشتغال بآلة الزرع ومجاوزة الحد في ذلك".
    إذن متى يذم المحراث؟

    إذا كان طوال حياته يحرث، لا يصلي جمعة ولا جماعة ، ولا يخرج زكاة ، ولا يعطف على فقير أو مسكين ، ليس له علاقة إلا بالحرث والتخزين والكنز في البنوك، هذا هو كل فعله، فهل مثل هذا قد وقع في الذل أم لا؟ ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾ [آل عمران: 192]، فلا يوجد خزي أعظم من دخول النار ، فعندما يظل طوال حياته يحرث ويقلع . . فهذا إلى بوار وهلاك ، فهذا سيذل في الدنيا وفي الآخرة معلوم مصيره .
    فبين البخاري أن الكراهية المقرونة بالمحراث هي المشتملة على مجاوزة الحد فيه ، لكن لا مانع من الحرث ، فإذا نودي إلى الصلاة تلبي ، تحرث وتخرج غرسًا وتخرج زكاته وتتصدق به أيضًا ، وتقوم على الفقراء به ، فهذا كله ممدوح ، فأين التعارض الموجود؟

    فكل الأدلة الصحيحة في الكتاب والسنة كلها تجري على هذا المنوال فنحن نقول لمثل هؤلاء نصيحة لوجه الله إن لم يكونوا يكرهون الإسلام ولا يكرهون المسلمين ولا يكرهون الدين ، وهم جهلة فقط ، فنحن ندلهم على هذه الكتب المفردة التي جمع العلماء فيها الأحاديث التي ظاهرها التعارض ، ويقرءوا توفيق العلماء ما بين هذه الأحاديث...

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •