صديقي العزيز
بل يا أعز صاحب
يا من فضلت الرحيل في صمت
وآثرت الحياة على الموت
• ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون *
أأبكيك بكاء أهل الدنيا
أم أفرح لك فرح عشاق الآخرة
لست أدري
فرحيلك الذي تجرعت مرارته
خلط علي الأوراق
صديقي العزيز
دعني أحكي بعض حكايتك
لعلها تخفف عني ما أجد من الألم
كان صاحبي ذا طلعة بهية
ترتاح له عندما تراه
لحية صفراء
عينان زرقاوان
وثغر لا تفارقه البسمة
أصابته صبوة الشباب فلم يوغل
كان صوته عذبا
فعرض عليه تسجيل أشرطة الغناء
لكن الله سلمه
ثم منَّ عليه بتوبة لو وسمت بالصدق لكان الوصف قاصر
المهم ....
تركتَ ملاهي الدنيا وحفظت القرآن
أخفيتَ ذلك عن كثير من الناس
كنت تقرأ أجزاءً كثيرة من حفظك
لا تتلعثم في آية
ولا تتوقف أو تخطئ
كأنك تقرأ فاتحة الكتاب
صديقي العزيز
سيظل صوتك بالقرآن محفورا في القلب
فلم أسمع مثله
كنا نجد فيه الصدق وكان يغرقنا في الخشوع
أين أئمة المساجد بل أين مقرئو الزمان منك
لقد أنسيتنا السهو في الصلاة
وعلمتنا الإقبال على رب السماوات