بسم الله الرحمن الرحيم
شمائل المصطفى
في ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم
يا خير خلق الله قلبي غرَّدَ
لما بدتْ في الكون أنوارُ الهدى
ذكراكَ قد عادتْ، فعادتْ مهجتي
يا سعدَها، تلقى الأحبةَ عُوّدا
إني العليلُ وفي مديحِك بلسمي
أُزجي المديحَ تَقرُّبا وتودّدا
***
إنّ الصلاة عليك فرضٌ لازمٌ
ثم السلام مُكررا ومؤكَّدَا
صلى عليك الله في ملكوته
وكذا الملائكةُ الكرامُ تعبّدا
جعل الصلاةَ عليك في صلواتنا
حتما، فنختتمُ الصلاة تشهّدا
ونرى الخلائق كلَّها قد سلمت
شوقا عليك، وكل طير قد شدا
***
أولستَ أتقى العالمين لربِّه
وأشدَّهم ورعا، وأسخاهم يدا
وأجلَّهم قدْرا، وأرحمَهم بهم
وأعزَّهم نفْسًا، وأصفاهم ندى
***
ترجو لأُمَّتِك الهدايةَ دائما
لتكونَ أعظمَ أمة، رغم العِدا
تُرضي الإلهَ، فلا يُضيّع سعيَها
هَدَرا، ولا تمضي مآثرها سُدى
إن أخلصتْ لله أجرى رزقَها
رَغَدا، وأبقى في بنيها السؤددا
إن حُوربتْ نُصرت وإن ظُلمتْ عَلَتْ
فالله خيرٌ حافظا ومُؤيّدا
فأثابها خيرا، ويومَ لقائه
يُعلي منازلها، فتبلغ مَقصدا
أولسْتَ أسوتَها ونبراسَ الهدى
ودليلَها للصالحات مجدّدا
***
ماذا أقول عن الشمائل إنني
رجلٌ يحاول في الطريق وما اهتدى
إن الشمائلَ لا تُعدّ، وحسْبُها
مدحُ الإلهِ لها، فأفحم حُسّدا
فالمصطفى خير البرية، مرسلٌ
نورا يضيء، وللبرية مرشدا
نزل الكتاب عليه وحيًا مُعجِزا
دستورُ حقٍّ، لا يحيدُ إذا حَدَا
فدعا إلى الدين القويم بحكمةٍ
وبرحمةٍ، لا غلظةً وتَشدُّدا
فهدى -بإذن الله- كلَّ قبيلةٍ
حتى غدتْ كلُّ البسيطةِ مسجِدَا
في كلِّ ركنٍ خاشعٌ متعبدٌ
وترى الخلائق رُكّعًا أو سُجّدا
هذي رسالتُك العظيمةُ بُلِّغتْ
واللهُ يرعاها فتبقى سَرْمدا
***
فاقبلْ صلاتي يا حبيبُ تكرّما
واقبلْ سلامي خالصًا متجرّدا
إني على أملِ اللقاءِ مولّهٌ
والموعدُ الفردوسُ، طابتْ مَوعِدا
د. رفعت الحفني ربيع الأول 1430 هـ