هو : محمد عبده بن حسن خير الله التركماني المصري الحنفي الأزهري ::{1323:ت}/
ولد الشيخ ـ عليه الرحمة ـ في عام ألف وثمانمئة وتسعة ووأربعين من الميلاد ، وقد عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد كان مفتى مصر في عصره ، وتتلخص حياته في في أمرين: الدعوة إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، ثم التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب وما للشعب من حق العدالة على الحكومة كما قال محبوه ، ولد الشيخ في شنرا من أعمال محافظة البحيرة ، وكان يحب الفروسية والرماية والسباحة كما قال المؤرخ والشاعر المفلق خير الدين محمود بن محمد بن علي فارس الزركلي الدمشقي :{1397:ت}، والتحق بالجامع الأحمدي بطنطا ثم بالأزهر يقول الشيخ الأستاذ الإمام عن تعليمه :" ( تعلمت القراءة والكتابة في منزل والدي ثم انتقلت إلى دار حافظ
قرآن قرأت عليه وحدي جميع القرآن أول مرة ثم أعدت القراءة حتى أتممت حفظه
جميعه في مدة سنتين أدركني في ثانيتهما صبيان من أهل القرية جاءوا من مكتب
آخر ليقرأوا القرآن عند هذا الحافظ ظنًّا منهم أن نجاحي في حفظ القرآن كان من
أثر اهتمام الحافظ . بعد ذلك حملني والدي إلى طنطا حيث كان أخي لأمي الشيخ
مجاهد رحمه الله لأُجَوِّد القرآن في المسجد الأحمدي لشهرة قرائه بفنون التجويد وكان
ذلك في سنة 1279 هجرية ) .
( ثم في سنة إحدى وثمانين جلست في دروس العلم وبدأت بتلقي شرح
الكفراوي على الأجرُّومية في المسجد الأحمدي بطنطا وقضيت سنة ونصفًا لا أفهم
شيئًا لرداءة طريقة التعليم فإن المدرسين كانوا يفاجئوننا باصطلاحات نحوية أو فقهية
لا نفهمها ولا عناية لهم بتفهيم معانيها لمن لم يعرفها فأدركني اليأس من النجاح
وهربت من الدرس واختفيت عند أخوالي مدة ثلاثة أشهر ، ثم عثر عليَّ أخي فأخذني
إلى المسجد الأحمدي وأراد إكراهي على طلب العلم فأبيت وقلت له : قد أيقنت أن لا
نجاح لي في طلب العلم ولم يبق عليّ إلا أن أعود إلى بلدي وأشتغل بملاحظة
الزراعة كما يشتغل الكثير من أقاربي . وانتهى الجدال بتغلبي عليه فأخذت ما كان
لي من ثياب ومتاع ، ورجعت إلى محلة نصر على نية أن لا أعود إلى طلب العلم
وتزوجت في سنة 1282 على هذه النية .
فهذا أول أثر وجدت في نفسي من طريقة التعليم في طنطا وهي بعينها
طريقته في الأزهر وهو الأثر الذي يجده خمسة وتسعون في المائة ممن لا يساعدهم
القدر بصحبة من لا يلتزمون هذه السبيل في التعليم - سبيل إلقاء المعلم ما يعرفه أو
ما لا يعرفه بدون أن يراعي المتعلم ودرجة استعداده للفهم غير أن الأغلب من الطلبة
الذين لا يفهمون تغشهم أنفسهم فيظنون أنهم فهموا شيئًا فيستمرون على الطلب إلى
أن يبلغوا سن الرجال ، وهم في أحلام الأطفال ، ثم يبتلى بهم الناس وتصاب بهم
العامة فتعظم بهم الرزية ؛ لأنهم يزيدون الجاهل جهالة ، ويضللون من توجد عنده
داعية الاسترشاد ويؤذون بدعاويهم من يكون على شيء من العلم ويحولون بينه وبين
نفع الناس بعلمه .
بعد أن تزوجت بأربعين يومًا جاءني والدي ضحوة نهار وألزمني بالذهاب
إلى طنطا لطلب العلم وبعد احتجاج وتمنع وإباء لم أجد مندوحة عن إطاعة الأمر
ووجدت فرسًا أُحضر فركبته ، وأصحبني والدي بأحد أقاربي وكان قوي البنية شديد
البأس ليشيعني إلى محطة ( إيتاي البارود ) التي أركب منها قطار السكة الحديدية
إلى طنطا .
كان اليوم شديد الحر والريح عاصفة ملتهبة سافياء ، تحصب الوجه بشبه
الرمضاء ، فلم أستطع الاستمرار في السير فقلت لصاحبي : أما مداومة المسير فلا
طاقة لي بها مع هذه الحرارة ولا بد من التعريج على قرية أنتظر فيها أن يخف الحر،
فأبى علي ذلك فتركته وأجريت الفرس هاربًا من مشادته وقلت : إني ذاهب إلى
( كنيسة أدرين ) - بلدة غالب سكانها من خؤولة أبي - وقد فرح بي شبان القرية[*]
لأنني كنت معروفًا بالفروسية واللعب بالسلاح وأملوا أن أقيم معهم مدة يلهو فيها كل
منا بصاحبه . أدركني صاحبي وبقي معي إلى العصر وأرادني على السفر فقلت له
خذ الفرس وارجع وسأذهب صباح الغد وإن شئت قلت لوالدي : إنني سافرت إلى
طنطا فانصرف وأخبر بما أخبر وبقيت في هذه القرية خمسة عشر يومًا تحولت فيها
حالتي ، وبدلت فيها رغبة غير رغبتي .
ذلك أن أحد أخوال أبي واسمه الشيخ درويش سبقت له أسفار إلى صحراء
ليبيا ، ووصل في أسفاره إلى طرابلس الغرب وجلس إلى السيد محمد المدني والد
الشيخ ظافر المشهور الذي كان قد سكن الأستانة وتوفي بها وتعلم عنده شيئًا من العلم
وأخذ عنه الطريقة الشاذلية ، وكان يحفظ الموطأ وبعض كتب الحديث ويجيد
حفظ القرآن وفهمه ، ثم رجع من أسفاره إلى قريته هذه واشتغل بما يشتغل به الناس
من فلح الأرض وكسب الرزق بالزراعة .
وإن هذا الشيخ جاءني صبيحة الليلة التي بتها في الكنيسة وبيده كتاب
يحتوي على رسائل كتبها السيد محمد المدني إلى بعض مريديه بالأطراف بخط
مغربي دقيق ، وسألني أن أقرأ له فيها شيئًا لضعف بصره فدفعت طلبه بشدة ولعنت
القراءة ومن يشتغل بها ونفرت منه أشد النفور ، ولما وضع الكتاب بين يدي رميته
إلى بعيد لكن الشيخ تبسم وتجلى في ألطف مظاهر الحلم ، ولم يزل بي حتى أخذت
الكتاب ، وقرأت منه بضعة أسطر فاندفع يفسر لي معاني ما قرأت بعبارة واضحة
تغالب إعراضي فتغلبه وتسبق إلى نفسي . وبعد قليل جاء الشبان يدعونني إلى
ركوب الخيل واللعب بالسلاح والسباحة في نهر قريب من القرية فرميت الكتاب
وانصرفت إليهم . بعد العصر جاءني الشيخ بكتابه وألح علي في قراءة شيء منه
فقرأت وفسر ، ثم تركته إلى اللعب وفعل في اليوم الثاني كما فعل في الأول أما اليوم
الثالث فقد بقيت أقرأ له فيه وهو يشرح لي معاني ما أقرأ نحو ثلاث ساعات لم أملّ
فيها فقال لي : إني في حاجة إلى الذهاب إلى المزرعة ليعمل بعض العمل فيها فطلبت
منه إبقاء الكتاب معي فتركه ، ومضيت أقرأه وكلما مررت بعبارة لم أفهمها وضعت
عليها علامة لأسأله عنها إلى أن جاء وقت الظهر وعصيت في ذلك اليوم كل رغبة
في اللعب وهوى ينازعني إلى البطالة ، وعصر ذلك اليوم سألته عما لم أفهمه فأبان
معناه على عادته ، وظهر عليه الفرح بما تجدد عندي من الرغبة في المطالعة والميل
إلى الفهم .
كانت هذه الرسائل تحتوي على شيء من معارف الصوفية وكثير من
كلامهم في آداب النفس وترويضها على مكارم الأخلاق وتطهيرها من دنس الرذائل
وتزهيدها في الباطل من مظاهر هذه الحياة الدنيا .
لم يأت عليَّ اليوم الخامس إلا وقد صار أبغض شيء إلى ما كنت أحبه من
لعب ولهو ، وفخفخة وزهو ، وعاد أحب شيء إلى ما كنت أبغضه من مطالعة وفهم
وكرهت صور أولئك الشبان الذين كانوا يدعونني إلى ما كنت أحب ويزهدونني في
عِشْرة الشيخ رحمه الله فكنت لا أحتمل أن أرى واحدًا منهم بل أفر من لقائهم جميعًا
كما يفر السليم من الأجرب .
في اليوم السابع سألت الشيخ ما هي طريقتكم فقال : طريقتنا الإسلام فقلت أو
ليس كل هؤلاء الناس بمسلمين ؟ قال لو كانوا مسلمين لما رأيتهم يتنازعون على
التافه من الأمر ولما سمعتهم يحلفون بالله كاذبين بسبب وبغير سبب . هذه الكلمات
كانت كأنها نار أحرقت جميع ما كان عندي من المتاع القديم - متاع تلك الدعاوى
الباطلة والمزاعم الفاسدة ، متاع الغرور بأننا مسلمون ناجون ، وإن كنا في غمرة
ساهين ، سألته : ما وردكم الذي يتلى في الخلوات أو عقب الصلوات ؟ فقال : لا
ورد لنا سوى القرآن تقرأ بعد كل صلاة أربعة أرباع مع الفهم والتدبر . قلت : أنى لي
أن أفهم القرآن ولم أتعلم شيئًا ؟ قال : أقرأ معك ويكفيك أن تفهم الجملة وببركتها
يفيض الله عليك التفصيل وإذا خلوت فاذكر الله على طريقة بينها .
وأخذت أعمل على ما قال من اليوم الثامن فلم تمض عليَّ بضعة أيام إلا وقد
رأيتني أطير بنفسي في عالم آخر غير الذي كنت أعهد [1] واتسع لي ما كان
ضيقًا ، وصغر عندي من الدنيا ما كان كبيرًا ، وعظم عندي من أمر العرفان
والنزوع بالنفس إلى جانب القدس ما كان صغيرًا ، وتفرقت عني جميع الهموم ولم
يبق لي إلا هم واحد وهو أن أكون كامل المعرفة كامل أدب النفس ولم أجد إمامًا
يرشدني إلى ما وجهت إليه نفسي إلا ذلك الشيخ الذي أخرجني في بضعة أيام من
سجن الجهل إلى فضاء المعرفة ، ومن قيود التقليد إلى إطلاق التوحيد ، - هذا هو
الأثر الذي وجدته في نفسي من صحبة أحد أقاربي وهو الشيخ درويش خضر من
أهالي ( كنيسة أدرين ) من مديرية البحيرة . وهو مفتاح سعادتي إن كانت لي سعادة
في هذه الحياة الدنيا ، وهو الذي رد لي ما كان غاب عن غريزتي ، وكشف لي ما
كان خفي عني مما أودع في فطرتي .
وفي اليوم الخامس عشر مر بي أحد سكان بلدتنا ( محلة نصر ) فأخبرني
أن والدتي ذهبت إلى طنطا لتراني فعلمت أن سيقول لوالدي أنني لا أزال في الكنيسة
فأصبحت مبكرًا إلى طنطا خوف عتاب الوالد واشتداده في اللوم ؛ لأنني لو كنت أقمت
له ألف دليل على أنني وجدت في مهربي مطلبه ومطلبي لَمَا اقتنع .
ذهبت إلى طنطا وكان ذلك قرب آخر السنة الدراسية في شهر جمادي الآخرة
من سنة 1282 هجرية لكن اتفق أن بعض المشايخ كانت ماتت بنته فعاقه الحزن
عليها عن إتمام شرح الزرقاني على العزية وآخر عرض له عارض منعه عن إتمام
شرح الشيخ خالد على الأجرومية فأدركت كلاًّ منهما في أوائل الكتاب الذي كان
يدرسه وجلست في الدرسين فوجدت نفسي أفهم ما أقرأ وما أسمع والحمد
لله . وعرف ذلك مني بعض الطلبة فكانوا يلتفون حولي ؛ لأطالع معهم قبل الدرس ما
سنتلقاه . وفي يوم من شهر رجب من تلك السنة كنت أطالع بين الطلبة وأقرر
لهم معاني شرح الزرقاني فرأيت أمامي شخصًا يشبه أن يكون من أولئك الذين
يسمونهم بالمجاذيب فلما رفعت رأسي إليه قال ما معناه : ما أحلى حلوى مصر
البيضاء : فقلت له وأين الحلوى التي معك ؟ فقال : سبحان الله من جد وجد . ثم
انصرف فعددت ذلك القول منه إلهامًا ساقه الله إليَّ ليحملني على طلب العلم
في مصر دون طنطا .
وفي منتصف شوال من تلك السنة ذهبت إلى الأزهر وداومت على طلب
العلم على شيوخه مع محافظتي على العزلة والبعد عن الناس حتى كنت أستغفر الله
إذا كلمت شخصًا كلمة لغير ضرورة . وفي أواخر كل سنة دراسية كنت أذهب إلى
(محلة نصر ) لأقيم بها شهرين - من منتصف شعبان إلى منتصف شوال - وكنت
عند وصولي إلى البلد أجد خال والدي الشيخ درويشًا قد سبقني إليه فكان يستمر معي
يدارسني القرآن والعلم إلى يوم سفري . وكل سنة كان يسألني ، ماذا قرأت ؟
فأذكر له ما درست فيقول : ما درست المنطق ؟ ما درست الحساب ؟ ما درست شيئًا
من مبادئ الهندسة ؟ وهكذا وكنت أقول له بعض هذه العلوم غير معروف الدراسة
في الأزهر فيقول : طالب العلم لا يعجز عن تحصيله في أي مكان ، فكنت إذا
رجعت إلى القاهرة ألتمس هذه العلوم عند من يعرفها فتارة كنت أخطئ في
الطلب وأخرى أصيب إلى أن جاء المرحوم السيد جمال الدين الأفغاني إلى مصر
أواخر سنة 1286.
وقد صاحبته من ابتداء شهر المحرم سنة 1287 وأخذت أتلقى عنه بعض
العلوم الرياضية والحكمية ( الفلسفية ) والكلامية وأدعو الناس إلى التلقي عنه كذلك
وأخذ مشايخ الأزهر والجمهور من طلبته يتقولون عليه وعلينا الأقاويل ، ويزعمون أن تلقي تلك العلوم قد يفضي إلى زعزعة العقائد الصحيحة ، وقد يهوي بالنفس
في ضلالات تحرمها خيري الدنيا والآخرة فكنت إذا رجعت إلى بلدي عرضت ذلك
على الشيخ درويش فكان يقول لي : إن الله هو العليم الحكيم ولا علم يفوق
علمه وحكمته وإن أعدى أعداء العليم هو الجاهل ، وأعدى أعداء الحكيم هو السفيه
وما تقرب أحد إلى الله بأفضل من العلم والحكمة فلا شيء من العلم بممقوت عند الله
ولا شيء من الجهل بمحمود لديه إلا ما يسميه بعض الناس علمًا وليس في الحقيقة
بعلم كالسحر والشعوذة ونحوهما إذا قصد من تحصيلهما الإضرار بالناس ".
رأي العلماء في الشيخ محمد عبده :
*يقول الشيخ محمد جمال الدين الأفغاني بن صفدر بن علي رضى الحسيني :{1315:ت}:
عندما رأى الشيخ محمد عبده وحرصه على نشر الإصلاح : "أي ملاك أنت ".

* وقد عد الشيخ سيد حسين العفاني الأستاذ الإمام معتزلياً في بعض أرائه كـ( تأويلاته المشهورة للملائكة والجن والطير قصة آدم ) ومن أراد التأكد فليرجع إلى موضوعنا عن الشيخ رشيد رضا
ومما يؤخذ عليه كما قال الشيخ الرومي ـ حفظه الله ـ:
(1) صياغته للحزب السياسي وفيه :" الحزب الوطني حزب سياسي لا ديني فإنه مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب ،وجميع النصارى واليهود ،وكل يحرث أرض مصر ويتكلم لغتها منضم إليها "
(2) كتابته للجرائد ـ من الخطأ القول على الصحائف اليومية جرائد أوما إلى ذلك والصحيح صحيفة ـ " ليس من اللائق بأصحاب الجرائد أن يعمدوا إلى احدى الطوائف المتوطنة في أرض واحد ة فيشملوها بشيء من الطعن أو ينسبوها إلى شائن من العمل تعللاً بأن رجلاً أو رجالاً منها قد استهدفوا لذلك .
ومن أقواله :" إن خير أوجه الوحدة الوطن لامتناع الخلاف والنزاع فيه "
عقب الشيخ الرومي على تلك العبارة قائلاً:
" وغاب عن ذهنه أن خير أوجه الوحدة الدين "
وغير ذلك تابعه في كتاب "منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير " ففيه غرر
ومن محاسن ما كتب محمد عبده رده على هونوتو وكتابه عن النصرانية فقد أغاظ به أعداء الله من النصارى كاليسوعي الخبيث ـ عليه لعائن الله المتتابعة ـ الراهب لويس رزق الله بن يوسف بن عبد رب المسيح بن يعقوب شيخو المارديني البيروتي اليسوعي:{1346:ت}:حي قال في تاريخ الآداب العربية عن ذلك الكتاب ومما لم نستحسنه له كتابه الإسلام والنصرانية. وفيه أشياء كثيرة لا توافق تعاليم النصرانية أخذها عن بعض أعداء النصرانية أو حملها على غير معناها. ولو راجع في ذلك علماء الدين المسيحي لوقف على الصواب.
وقف على صواب ماذا أيها الخبيث على التحاريف أم على الكذب على الله ورسله .
وبالجملة كان الشيخ علامة عصره في الآداب العربية وما إلى ذلك ويشهد له أدباء عصره
قال : يقول: مصطفي بن صادق بن عبد الرازق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي المصري الطرابلسي: {1356:ت}:
عن الشيخ محمد عبده بن حسن خير الله التركماني الأزهري الشناري البحيري الحنفي المصري :{1323:ت}:
" كان من كل نواحيه رجلاً فذاً ، وكأنه نبي تأخر عن زمنه ؛ فأعطي الشريعة ،ولكن في عزيمته ،ووهب الوحي ولكن في عقله ،واتصل السر القدسي ولكن من قلبه . اهـ
وحي القلم /صـ 276
ومن شعره :
في الثورة وكان آنذاك في السجن
وأحفظ الدهر أني لا أشاكله ... فيما تبطن من غش وتمويه
أحارب الدهر وحدي ليس ينفعني ... إلا الثبات وحسبي من أصافيه
تعلم الدهر مني كيف يطعنني ... فخاب ظنًّا وخانته مزاكيه
وليس يعجزني عن كسر فيْلَقه ... إلا المنايا تفاجيني فتحميه
إن المنايا سهام الله سددها ... وليس يخطئ سهم الله مرميه
وقال أيضاً ـ غفر الله له ـ :
فيا رب إن قدرت رجعي قريبة** إلى عالم الأرواح وانفض خاتم
فبارك على الإسلام وارزقه مرشدا** (رشيدا) يضيء النهج والليل قائم
ومما يشهد له أيضاً تعليقه على نهج البلاغة فهو أديب عصره ومجدده في الأدب كذاك البارودي في الشعر ، وقد سألت شيخنا عن الشيخ محمد عبده وكيف يستفاد منه فقال لي ما معناه " أن الشيخ لا يقرأ له إلا في باب التثقيف وزيادة المعلومات وحسب " ورأيي أن يؤخذ من الشيخ ما يوافق الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وما سوى ذلك يحذر منه ، وكل يؤخذ من قوله وكلمه ويرد .
وله دررٌ وغررٌ في التفسير وغيرها في الفتاوى وغيرها كثير فانظر ما طاب لك فيها .......... ولكن احذر !!!!!!!!!!