يقول الأستاذ الإمام العلامة حكيم المشرق:
محمد بن عبده بن حسن بن خير الله التركماني البحيري المصري الحنفي الأزهري:{1323:ت}:
في الثورة وكان آنذاك في السجن
وأحفظ الدهر أني لا أشاكله ... فيما تبطن من غش وتمويه
أحارب الدهر وحدي ليس ينفعني ... إلا الثبات وحسبي من أصافيه
تعلم الدهر مني كيف يطعنني ... فخاب ظنًّا وخانته مزاكيه
وليس يعجزني عن كسر فيْلَقه ... إلا المنايا تفاجيني فتحميه
إن المنايا سهام الله سددها ... وليس يخطئ سهم الله مرميه

============================== ===================
أبي القاسم محمود بن عمر بن أحمد الخوارزمي الزمخشري جار الله الحنفي :{538:ت}:
كثر الشك والخلاف وكل ... يدعي الفوز بالصراط السوي
فاعتصامي بلا إله سواه ... ثم حبي لأحمد وعلي
فاز كلب يحب أصحاب كهف ... كيف يشقى محب آل النبي؟!
============================== ============
يقول :العلامة الأصولي أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللُخمي الغِرنَاطيّ الشاطبيّ الأندلسيّ :{790:ت}:

بليت يا قوم والبلوى منوّعة ... بمن أداريه حتى كاد يرديني
دفع المضرة لا جلبًا لمصلحة ... فحسبي الله في عقلي وفي ديني
أنشدهما تلميذه الإمام أبو يحيى ابن عاصم له مشافهة .
============================== ===========
من شعر الأستاذ العلم العلامة المحدث المفسر
محمد بن رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني الطرابلسي البغدادي المصري القاهري:{1354ت}:
يقولها تهنئة للسلطان عبد الحميد
يوم الجلوس على العرش الحميدي ... أجلُّ عيد على الدنيا سياسي
ذاك الجلوس قيام بالأمانة أو ... نوم مع الأمن أو نيل الأماني
قيام راعٍ يبيت الليل منتبهًا ... كيما ينام قريرًا كل مرعي
قيامه بشؤون الملك تابعة ... حكم الخلافة في الدين الحنيفي
عبد الحميد وذو الرأي الرشيد بنا ... وخير هادٍ ومأمون ومهدي
مقرونة طاعة الباري بطاعته ... كما قرأناه في النص القرآني
ذو همة تحسب الأفلاك أنجمها ... دارت على محور منها مجازي
إذا خبا البرق في الآفاق أومض في ... أفكاره بين إيجاب وسلبي
يعارض البرق منهلاً ومنسجمًا ... بعارض من نداه حافل الري
بين المحيا وكفيه مناسبة ... كالبدر والبحر في الجذب الطبيعي
تقلد الملك والأخطار مهطعة ... من كل صوب كأعناق البخاتي
فاستَّل صارم عزم من إضاءته ... تنصلت صبغة الخطب الدجوجي
فلم يدع هام خطب غير منفلق ... ولم يذر عنق كرب غير مفري
وشاد للدولة العظمى دعائمها ... من دنيوي به تسمو وديني
شكت له البؤس والضرا فأتحفها ... بمعنوي من النعمى وصوري
وبث روح الترقي في عناصرها ... من عسكري ومالي وعلمي
وكف عنها زحوف الطامعين ... وقد كانت تهدد منهم بالآلافي
مآثر كهتون المزن هامية ... تواترت بين مروي ومرئي
قد طوقت كرة الدنيا مناطقها ... منها بنور ولكن غير شمسي
بالكَمِّ والكيف تأبى الاشتراك بها ... بالرغم عن هذيان الاشتراكي
تعزى إلى شخصه السامي فلست ترى ... سوى حميدية اسم أو حميدي
يا خادم الحرمين الأشرفين ويا ... رب النفوذين حسي وروحي
وحاملاً راية السلم الشريف وميـ ... ـزان السياسة للقطر الأوروبي
يخشى خلافك بل يرجى حلافك من ... ملوكه كل مرجو ومخشي
يهنيك عيد به عاد السرور ... على كل الرعية من عرب وتركي
وعش لأمثاله بالله معتصمًا ... مؤيدًا منه بالنصر الإلهي
============================== ================
من شعر علامة طرابلس الشام ومصر الشيخ:حسين الجسر بن محمد الجسر بن مصطفى الجسر الطرابلسي الحنفي المصري الدِميَاطيّ الصيادي :{1327:ت}:
أحبَّتنا الترك الأكارم والعربا ... أنادي الموافي الشرق منكم أو الغربا
أصيخوا لقولي يا صباحا فإنني ... أنا المنذر العُرْيان ينذركم خطْبا
بذلت لكم نصحي وإني وحقكم ... محب وأولى بالقبول امرؤ حبا
أهيم بسعدى والأماني سعودكم ... أمانيّ من سعدى أذوق بها العذبا
وأذكر نجدًا والفؤاد بذكره ... لنجدتكم يطوي مدى عمره وثبا
ويا طالما أسهرت جفني في الدجى ... أراقب في أعلى مفارقه الشهبا
وما بي وَجْد غير أني مفكر ... بكل الذي عن نهجكم يطرد الصعبا
إذا نظرت عيناي مجدًا لغيركم ... تفيضان دمعًا يخجل الدم والسحبا
أئنُّ وأبدي من زفيري لواعجًا ... أشيب بها لما أرى غيركم شبّا
إذا شمت برقًا في سماء سعادة ... أقول عساه عنكم يخرق الحجبا
ولي مقلة بصارة إنما يدي ... بها قصر عما شغلت به القلبا
فجِدُّوا لإدراك المعالي فإنها ... لغاية آباء لكم مجدهم أربى
بِعلم وَجُود شامخ وبسالة ... وملك عزيز باذخ حيَّر اللبا
أَمَا منكم تلك البحار التي غدت ... معارفها ما بيننا اللؤلؤ الرطبا
أناروا بأنوار العوارف والهدى ... مناهج حق واستحثوا بها الركبا
فأوفوا على بحبوحة الدين تزدهي ... بشمس يقين نورها مزق السحبا
وأوموا إلى الدنيا فذلّت وأصبحت ... إلى ربعهم أفلاذ غبرائها تجبى
أما منكم تلك الأسود التي سعت ... إلى الموت لا توليه ظهرًا ولا جنبا
يعدون لقيا الحرب أوفر حظهم ... كأن لديها ودهم يصحب القربى
وحازو فَخارًا دون هامة السهى ... وملكًا عزيزًا شامخًا باذخًا رحبا
وأبقوا لنا هذا التراث فهل نرى ... من الحزم أن نلقيَه بين الورى نهبا
خليق بتُرب خالطته دماؤهم ... دعانا له مسك الترائب لا تربا
أما منكم تلك الكرام الأولى رموا ... بأموالهم عن مجد أوطانهم ذبّا
سخوا بكنوز للمحامي عن الحمى ... وهم كنزوا في بذلها الشرف الصلبا
فقوم رأوا بذل النفوس سعادة ... فطاب لديهم شرب كأس الردى عبّا
وقوم رأوا بذل العقائل منه ... عليهم ففاض الجود من راحهم سكبا
وكلٌّ شَرَى من ربه جنة الرضى ... وقد ربحت تلك التجارة في العقبى
أما منكم تلك الملوك التي غدت ... سياستها للملك تستغرق الكتبا
قد استخدموا للعلم كل يراعة ... وسلّوا لحفظ الملة الصارم العضبا
وساقوا لإرغام العدا كل فيلق ... يهدّ الرواسي الشامخات إذا دبا
وكم قلبوا من دولة مشمخرّة ... وكم دوخوا في كل ناحية شعبا
وكم فتحوا من بلدة ذات منعة ... صياصيّها دكت بوطأتهم رعبا
وكم عمروا بالعدل دارًا وصيروا ... قفار البراري يزدهي وعرها خصبا
لنا اليوم منهم في المَلا خَيْرُ شاهدٍ ... أطاع له المولى الأعاجم والعربا
خليفتنا ( عبد الحميد ) الذي له ... سوابق خير لا نطيق لها حسبا
رأى أن هذا العلم نور وأنه ... لكل نجاح في الملا أصبح القطبا
فسهل في إدراكه كل منهج ... وأركبنا عند السُّرَى نحوه نجبا
أتى الملك والأخطار محدقة به ... فأنهض في أعبائه كاهلاً صلبا
وأفرج عنه كلّ غماء عندها ... يطيل غراب البين في دارنا النعبا
وقام بأمر الدين يحمي ذماره ... ويولي صدوع الملك من رأيه رأيا
وسار على متن العزيمة يقتفي ... لتشييد سلطان له المنهج الرحبا
فباشر وصل المدن في دار ملكه ... بطرق حديد تجمع الشرق والغربا
مناهج قد أصبحن أسّ تجارة ... كما قد غدت في حرب أعدائنا قطبا
إذا ما خلت منهن مملكة غدت ... تخاف الأعادي وهي لا تأمن الجدبا
إذا ما بساط الريح راقك ذكره ... فهذا بساط النار تقضي به الأربا
وقد شاد في غمر البحار شوامخًا ... تمر مرور السحب في سيرها خبا
دوراع قامت للخطوب روادعًا ... روائع أعداء متى سحبت سحبا
إذا انشق صدر البحر منها تشققت ... قلوب العدا من هول منظرها رعبا
إذا قذفت نيرانها خِلْتَ أنها ... براكين هاجت واللهيب بها شبّا
وجهز للفرض الذي عز ديننا ... به كل جيش يعشق الطعن والضربا
ترى في ثنيات الثغور عساكرًا ... تضيء ثغورًا كلما تشهد الحربا
أسود شرى قد أشبلت فهي في الوغى ... تجيد بأرواح العدا السلب والنهبا
مخالبها تلك الحراب وزأرها ... صراخ بواريد تصبّ البَلا صبا
وتقذف إذ يحمى الوطيس على العدا ... صواعق كرّوب بها تفرج الكربا
أقامهم سلطاننا عز نصره ... لحفظ حمى الأوطان سربًا يلي سربا
وهم بذلوا الأرواح صونًا لدارنا ... أليس علينا أن نهيم بهم حبا
ونبذل في راحاتهم كل ممكن ... لدينا من الإسعاف كي نأمن العتبا
أيجمل فينا المكث ما بين أهلنا ... نلذ بمأكول ونستعذب الشربا
وتلك الأسود الحاميات ديارنا ... نآة عن الأهلين قد فارقوا الصحبا
ونحن بأكنان على الفرش رُقَّد ... وهم تَخِذوا بين الثلوج لهم سربا
وناهيك برد الروم لا درّ درّه ... إذا اشتد يومًا فتت الحجر الصلبا
ألا فاقتدوا يا قومنا بأكارم ... سَعَوْا بالهدايا نحوهم تملأ الرحبا
فنالوا ثواب الله جل جلاله ... وشكر مليك لم يزل سيله سكبا
فما ضاع عند الله مثقال ذرة ... وللعُرف عَرف كم يضوع بنا حقبا
أدام إله العرش سلطاننا لنا ... غياثًا ونصر الله دام له حزبا
============================== =============================
من نظم صاحب الفضيلة أستاذنا الشيخ حسين أفندي الجسر الطرابلسي الشهير.
بالجد يبلغ ذو الآمال ما طلبا ... وبالوفاق ينال المرء ما رغبا
يا عصبة الملة الغراء أنشدكم ... ربًّا بعزة علياه قد احتجبا
ما السر في أن أسلافًا لنا سلفوا ... سادوا البرية فيما أورث العجبا
يا جاهلاً قدْر علياهم وما اكتسبوا ... سل الأناسي أو سل عنهم الكتبا
تخبرك أنهم سادوا الأنام علا ... ودوخوا الكون حتى السبعة الشهبا
يجيء إليهم خراج الأرض قاطبة ... بذاك خاطب هارون الهدى السحبا
هل كان ذاك بغير الجد حالَفَه ... حُسن الوفاق وإلا فاذكروا سببا
لله در علوم بينهم برزت ... من كل فن عن الأفكار قد حجبا
أصول فقه وتوحيد وفلسفة ... وهيئة وسياسات غدت نخبا
جغرافة وتواريخ مهذبة ... وفن حرب وما نكفي به النوبا
صنائع وفلاحات ونافعة ... وجملة من علوم أصبحت أدبا
نحوًا وصرفًا وإنشاء وقافية ... وقرض شعر ونظمًا يبعث الطربا
بلاغة وبيانًا والبديع وما ... قد يعجز الحاسب المطري إذا حسبا
ما في الطبيعة علم فات مقصدهم ... ولا الرياضة فن عنهم احتجبا
أكان تدوينهم هذي العلوم لأن ... ينال منها سوانا كل ما رغبا
أم أنهم وضعوا تلك الصنائع كي ... تكون في سلب أموال لنا سببا
أم أنهم رتبوا فن الفلاحة كي ... يعود ربع سوانا عامرًا خصبا
أم ( الشفاء ) تقول الشيخ ألفه ... لغيرنا فاستفادوا منه ما وجبا
ودونوا كتبًا منه وقد نسبوا ... إبداعها للذي في دارهم نجبا
أم ( الحريري ) أبدى من بلاغته ... تلك المقامات كي تغدو لهم أدبا
لو شام ناظره بين الأنام لها ... تلك التقاليد أنَّ الدهرُ وانتحبا
كلا وربك ما راموا بما سمحوا ... إلا لنكسب منه خير ما اكتسبا
فلا يليق بأن الغير وارثه ... ونحن فيه كمن عن إرثه حجبا
وإن ترى من ديار الغير لامعة ... بروقه ونراه منهم انسكبا
فنغدو كالبحر تنهل السحاب به ... من مائه وترى ذا البحر قد نضبا
هذا وقد أذعنت قهرًا لسطوتهم ... كل الطوائف ممن شط أو قربا
لو رمت تعداد ما نالوه من عظم ... على البرايا غدوت اليوم منغلبا
لكن عليك بأخبار الصحابة إذ ... فيه شفاء , ومن في نهجهم سربا
مثل الذي أنضج الآلاف صارمة ... من قبل ما أنضجت شمس الضحى العنبا
أو المقيم على أرباض خرشنة ... أشقى العدا بجيوش أسعدت حلبا
أو الذي بفتوحات له اتصلت ... غدا له فاتح بين الورى لقبا
فيا عصابة دين الله حيهلا ... على الذي فيه حقًّا نبلغ الأربا
واسترجعوا ذكر أسلاف لكم تركوا ... مفاخرًا لم ينلها غيرهم حسبا
وجانبوا الحسد المذموم مسلكه ... وجردوا سيف عزم يقصم الهضبا
كونوا بجمع قلوب عند سعيكم ... إلى المعالي تنالوا كل ما طلبا
إن القداح إذا ما جمعت عجزت ... عنها الأكف وإذا ما فرقت فهبا
هذا الخليفة قد أبدى لنا طرقًا ... من الهدى وإلى ساحاتها ندبا
أنشا مدارس تعليم وزينها ... بكل فن علينا قبلُ قد صعُبا
ولم يدع سببًا يفضي لثروتنا ... إلا بهمته قد سهل السببا
فما عليه من الإحسان أرسله ... فما علينا سوى أن نهجر اللعبا
إن لم نكن بهداه نهتدي فلنا ... يقال ما في ثمود قد أتانا نبا
يا صاحبي لا يكون المرء مفتخرًا ... إلا إذا عزمه مع رأيه اصطحبا
رأي يريك الدجى صبحًا يصاحبه ... عزم يقد الصخور الصم والقضبا
فلا يفيدك تصقيل الشعور إذا ... لم يغد عقلك مصقولاً بما كسبا
ولا يصونك " بسطون " بحربته ... إن لم يكن منك عزم يشطر الحربا
يا سعد عرج على ربع العلوم فقد ... أقوى لعلك تحييه لمن طلبا
ويا كواكب ذي الفيحا وجيرتها ... كونوا طوالع سعد عندها ارتقبا
واستسلموا لهدي المولى خليفتنا ... فلن يفوز امرؤ عن هديه انقلبا
إذ جل مقصده أنَّا بنعمته ... بين البرايا نفوق العجم والعربا
أدامه الله شمسًا تهتدي أبدًا ... ألبابنا بسناها ثم لا غربا
ما نال بالجد والآمال ما طلبا ... وبالوفاق حوى ذو الجد ما رغبا
============================== ==================
الشيخ أبو الفرج محمد جمال الدين بن محمد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل بن أبي بكر الحلاق الدمشقي القاسمي الشافعي :{1332:ت}:
قال مادحاً مختار الصحاح:
لمختار الصحاح على الألبا عوارف حق أن ترعى وتشكر
وإن كان الصحاح له أياد فللمختار فضل ليس ينكر
============================== ================
يقول :أبو الغيث خير الدين محمد بن محمود بن علي فارس الزركلي الدمشقي :
{1397:ت}:
الأهلُ أهلي والديارُ دياري ... وشعار وادي ( النَّير بَين ) شعاري
ما كان منْ ألم بجلّقَ نازل ... واري الزناد ، فزندهُ بي واري
إِنَّ الدَّمَ المُهَراقَ في جنباتِها ... لَدَمِي وإِنَّ شِفارها لشفاري
دمعي لما مُنيتْ به جارٍ هنا ... ودمي هناك على ثراها جارِي
***
يا وامِضَ البرق اطمئنَّ وناجني ... إِنْ كنتَ مطَّلعًا على الأسرار
ماذا هناك فإن صَوْتًا راعني ؟ ... والصوْتُ فيه جفوةُ الإذعار
النارُ محدقةٌ بجلقَ بَعْدَ ما ... تَرَكَت ( حماة ) على شفيرٍ هارٍ
تَنْسابُ في الأحياءِ مُسرعةَ الخُطَى ... تأتي على الأطمارِ والأعمارِ
والقومُ منغمسون في حَمآتها ... فتكًا بكل مُبرأ صَبَّارِ
الطفلُ في يدِ أُمهِ غَرَضُ الأذى ... يُرمى وليسَ بخائض لِغمار
والشيخ متكئًا على عكازه ... يُرمى ، وما للشيخ من أوزارِ
صَبَرَتْ دِمَشق على النكال لياليا ... حَرُمَ الرُّقاد بها على الأشفار
لهفي على المتخلفين برُحبِهَا ... كيفَ القرارُ ولات حين قرارِ
يَترقبون الموتَ في غَدواتهم ... وإذا نجوْا فالمَوْتُ في الأَسحارِ
لا يعلمون أفي سَوَادِ دُجُنَّةِ ... هم سهَّدٌ أم في بياض نهار
الوابلُ المدْرارُ من حمم اللظى ... متواصِلٌ كالوابل المدْرارِ
والظلم منطلق اليدين محكم ... يا ليت كل الخطب خطب النار !
***
أمجالسَ السُّمَّار ، ضاحكة بهم ... ضحك الهوى : ما حل بالسمار ؟
أمعاهدَ الأدب الطريف ثكلتِه ... غَضَّ الصبا كتفتح الأزهار
أُمَّ القصور نواعمًا رَبَّاتها ... ما للقصور دواثر الآثار
أُمَّ الجنان الكاسيات رياضها ... حُلل السنا ما للرياض عواري
أُمَّ الحياة ، وللحياة نعيمها ، ... هل في ديارك بعد من ديار ؟
زهو الحضارة أنتِ مطلع شمسه ... أفتغتدين وأنت دار بوار
ويح الحضارة كيف يَمتهن اسمَها ... مُتكالبون على الضِّعاف ضوار
هم أوردوكِ وأصدروكِ على صدى ... فشقيتِ في الإيراد والإصدار
هم أحرجوكِ فأخرجوكِ مَهيجة ... فصرختِ فيهم صرخة الجبار
طالت لياليك الثلاث وإنما ... في مثلهن يلوح نهج الساري
وإذا الظلام عتا تَبَلَّجَ فجره ... ظُلَمُ الحوادث مطلع الأنوار
ما انهار قصرٌ في حماك ممرد ... إلا ليرفع فيك قصر فخار
ما دمروك هم ولكن دمروا ... ما كان فيكِ لهم من ( استعمار )
حملوا عليك مواثبين وما لهم ... ثأر ، وثُرتِ وأنت ربة ثار
ما ينقمون عليك إلا أنهم ... شهدوكِ غير مَقودَة لصغار
فإذا المنازل وهي شامخة الذُّرى ... مُنهار أطلال على مُنهار
وإذا المدينة ( تدمر ) أو ( نينوى ) ... أنقاض عمران ورسم دمار
***
قم سائل الأجيال يا ابن نسيجها ... واستوحِ غامض سرها المتواري
فلعل عِبرة مجتلي صفحاتها ... في ما محاه الدهر من أسطار
إن الشعوب لتستفيق إذا انتشت ... والصحو غاية نشوة الأسكار
أرأيتَ كيف طغى الفرنج وأوغروا ... صدر الأسنَّة أيما إيغار
أرأيتَ كيف استهتروا بمطامع ... فيها المصارع أيَّما استهتار
الشرق بين قويهم وضعيفهم ... متداول الأنجاد والأغوار
وبنوه بين وعيدهم ووعودهم ... شتى المذاهب شرَّد الأفكار
لا تأمنن فأنت بين مكافح ... منهم وبين مخادع غرار
وانظر إلى الآلاف من بُسلائهم ... يغزوهم مئة من ( الثوار )
من كل معوار صليب عوده ... يقتاد كلَّ مدجَّج مغوار
الواثبين إذا يقال : تأهبوا ... والقاحمين إذا يقال : بدار
إن أنصفت أيام ( ذي قار ) لنا ... سلفًا فنحن اليوم في ( ذي قار )
طارت بألباب الفرنجة صيحة ... في الشام فاندفعوا إلى الأسوار
واستهدفوا الأطفال في حجراتها ... والطفلات وهُنَّ في الأخدار
عمُّوا بمضطرب القذائف كلَّ ذي ... ضعفٍ وخصُّوا كل ذات إزار
ستروا بضرب الآمنين فرارهم ... فأعجب لعارٍ ستروه بعار
***
غَضِبَتْ لسورية الشهيدة أمةٌ ... في مصر تطفئ غلة الأمصار
ورعت لها ذمم الوفاء فلم يضع ... عهدٌ تَسلسَلَ في دم الأعصار
لله والتاريخ والدم واللغى ... حق وللآمال والأوطار
تأبى الجماعة أن تهون لغاضب ... والفرد موقوف على الأقدار
وإذا العرى انفصمت تولى أهلَها ... ضيمُ المغير بخطبه الكبَّار
***
يا ابن ( الكنانة ) ما الجراح دواميًا ... في الشام إلا في طلى الأحرار
المشترين ديارهم بدمارهم ... وهم يرون به رباح الشاري
أنِفوا حياة الشاء كل عشية ... وضحى تعيث بها يد الجزار
هلا نظرتَ إلى الشآم فإنها ... ترنو إليك بشاخص الأبصار
ناءت بحمل نكوبها فتقلقلت ... موجًا بأطفال هناك صغار
ليس الجوار إذا عدلت بمقنعٍ ... يأبى الشقيق عليك حقَّ الجار
============================== ============
يقول الإمام البلاغي شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر الخفاجي المصري :{1069:ت}:
يقولون لي لم تُبْقِ للصُّلحِ موضِعاً ... وقد هجرُوا مِن غير ذَنْبٍ فمَن يُلْحَى
صدقتُمْ وأنتم للفُؤاد سَلبتُمُ ... ومالِيَ قلبٌ غيرهُ يطلبُ الصُّلْحَا
وقال أيضاً:
مذُ أودعُوا قلبيَ سَّر الهوى ... خافوا مِن الواشِي على حُبيَّ
فانْتهبُوا لُبَّي ولم يقْنَعوا ... باللُّب حتى أخذُوا قلْبي
وقال أيضاَ:
لعَمْرِيَ إن الدهرَ خَطَّ بمَفْرِقي ... رسائلَ تدعُو كلَّ حيٍّ إلى البِلَى
أرى نُسخة للعُمر سوَّدها الصِّبا ... وما بُيِّضتْ بالشَّيْب إلاَّ لتُنْقَلاَ
============================== ==========
يقول الإمام العلاّمة أبو الثناء شهاب الدين محمود بن
عبد الله الحسيني الآلوسي الشافعي الحنفي البغدادي الكبير :{1270:ت}:
أهيمُ بآثار العراقِ وذكره ... وتغدو عيوني عن مسرَّتها عَبْرىَ
وألثم إخفاقاً وطنَ ترابهُ ...وأكحلُ أجفاناً بتربته العَطْرَى
وأسهر أرعى في الدياجي كواكباً ...تمرُّ إذا سارت على ساكني الزورا
وانشقُ ريح الشرق عند هبوبها ... أداوي بها يا ميُّ مُهجتَي الحَرّا
وقال في وصف بغداد وفراقه لها:
أرضٌ إذا مرَّت بها ريحُ الصبا ... حملت من الأرجاء مسكاً أذفرا
لا تسمعنَّ حديث أرضِ بعدها ... يُروى فكل الصيد في جوف الفرا
فارقتها لا عن رضى هجرتها ... لا عن قلى ورحلتُ لا متخيَّرا
لكنها ضاقت عليَّ برحبها ... لما رأيتُ بها الزمان تنكَّرا
ومن حسن قوله وصفه لشاعر سهل الألفاظ بعيد المعاني:
تتحَّيرُ الشعراء إن سمعوا به ... في حسن صنعته وفي تأليفه
فكأنهُ في قربه من فهمهم ... وتقولهم في العجز عن ترصيفهِ
شجرٌ بدا للعين حسنُ نباتهِ ... ونأى عن الأيدي حتى مقطوفهِ
وقال مستغفراً وقد افتتح به كتاب مقاماته:
أنا مذنبٌ أنا مجرمُ أنا خاطئ ... هو غافرٌ هو راحمُ هو عافي
قابلتهنّ ثلاثةُ بثلاثةٍ ... وستغلبَن أوصافُهُ أوصافي