تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

  1. #1

    افتراضي نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:

    برهان التطبيق دليل من أدلة المتكلمين لمنع حوادث لا أول لها
    قال شيخ الإسلام : وعمدة من يقول بامتناع ما لا نهاية له من الحوادث إنما هي دليل التطبيق والموازنة والمسامتة المقتضى تفاوت الجملتين ثم يقولون والتفاوت فيما لا يتناهى محال مثال ذلك أن يقدروا الحوادث من زمن الهجرة إلى مالا يتناهى في المستقبل أو الماضي والحوادث من زمن الطوفان إلى مالا يتناهى أيضا ثم يوازنون الجملتين فيقولون إن تساوتا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهذا ممتنع فإن إحداهما زائدة على الأخرى بما بين الطوفان والهجرة وإن تفاضلتا لزم أن يكون فيما لا يتناهى تفاضل وهو ممتنع .
    منهاج السنة (1|432)
    ووجه ذلك :
    عند تطبيق السلسلتين على بعضهما تكون السلسلة الثانية ناقصة عن الأولى , والناقص محدود ومحصور والمحصور متناه , والسلسلة الأولى تكون زائدة على الثانية أي الناقصة بعدد محصور وما زاد على المحصور بمحصور يكون محصورا أيضا, فعلى ذلك يكون متناهيا أيضا ثم تطبيق ذلك على السلسلة الواحدة .
    قال شيخ الإسلام : وهذه الطريق هي طريق التطبيق ومبناها على أن ما لا يتناهى لا يتفاضل وعليها من الكلام والاعتراض ما قد ذكر في غير هذا الموضع .
    درء (5|49)
    نقض شيخ الإسلام لهذا الدليل :
    1- التطبيق لا يكون بين المتفاضلين بل بين المتماثلين ولا تماثل في الصورة المذكورة .
    2- التفاضل المزعوم يكون بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه .
    قال شيخ الإسلام : وملخص ذلك أن ما لا يتناهى إذا فرض فيه حد كزمن الطوفان وفرض حد بعد ذلك كزمن الهجرة وقدر امتداد هذين إلى ما لا نهاية له فإن لزم كون الزائد مثل الناقص وإن تفاضلا لزم وقوع التفاضل فيما لا يتناهى
    وهذه نكتة الدليل فإن منازعيهم جوزوا مثل هذا التفاضل إذا كان ما لا يتناهى ليس هو موجودا له أول وآخر وألزموهم بالأبد وذلك إذا أخذ ما لا يتناهى في أحد الطرفين قدر متناهيا من الطرف الآخر كما إذا قدرت الحوادث المتناهية إلى زمن الطوفان وقدرت إلى زمن الهجرة فإنها كانت لا تتناهى من الطرف المتقدم فإنها متناهية من الطرف الذي يلينا
    فإذا قال القائل : إذا طبقنا بين هذه وهذه فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص أو أن يكون وجود الزيادة كعدمها وإن تفاضلا لزم وجود التفاضل فيما لا يتناهى
    كان لهم عنه جوابان :
    أحدهما : أنا لا نسلم إمكان التطبيق مع التفاضل وإنما يمكن التطبيق بين المتماثلين لا بين المتفاضلين
    والجواب الثاني : أن هذا يستلزم التفاضل بين الجانب المتناهي لا بين الجانب الذي لا يتناهى وهذا لا محذور فيه
    درء التعارض (1|179)
    وقال أيضا : ويجاب عن هذا بجواب ثان : وهو : أن الجملتين اللتين طبقت إحداهما على الأخرى مع التفاوت في أحد الطرفين وعدم التناهي في الآخر هما متفاضلتان في الطرف الواحد وتنطبق إحداهما على الآخرى في الطرف الآخر فلا يصدق ثبوت مطابقة إحداهما للأخرى مطلقا ولا نفي المطابقة مطلقا بل يصدق ثبوت الانطباق من أحد الطرفين وانتفاؤه من الآخر وحينئذ فلا يكون الزائد مثل الناقص : ولا يكونان متناهيين
    وإذا قال القائل : نحن نطبق بينهما من الطرف الذي يلينا فإن استويا لزم أن يكون الزائد مثل الناقص وأن يكون وجود الزيادة كعدمها والشيء مع عدم غيره كهو مع وجوده وإن تفاضلا لزم أن يكون ما لا يتناهى بعضه متفاضلا
    قيل : التطبيق بينهما من الجهة المتناهية مع تفاضلهما فيها ممتنع وفرض الممتنع قد يلزمه حكم ممتنع فإن الحوادث الماضية من أمس إذا قدرت منطبقة على الحوادث الماضية في اليوم كان هذا التطبيق ممتنعا فإنه يمتنع أن يطابق هذا هذا فإن الجملتين متفاضلتان : ومع التفاضل يمتنع التطبيق المستلزم للمعادلة والاستواء
    وإذا قال القائل : أنا أقدر المطابقة في الذهن وإن كانت ممتنعة في الخارج
    قيل له : فقد قدرت في الذهن شيئين مع جعلك أحدهما أزيد من الآخر من الطرف الواحد ومساويا له من الطرف الآخر ومعلوم أنك إذا قدرت لم يكن تفاضلهما ممتنعا بل كان الواجب هو التفاضل ودليلك مبني على تقدير التطبيق فيلزم التفاضل فيما لا يتناهى وكل من المقدمتين باطل فإن قدرت تطبيقها صحيحا عدليا فهو باطل وإن قدرته وإن كان ممتنعا لم يكن التفاضل في ذاك ممتنعا فدعواك أن التفاضل ممتنع فيما قدرته متفاضلا ممنوع بل مع تقدير التفاضل يجب التفاضل لكن يجب التفاضل من جهة التفاضل ولا يلزم التفاضل من الجهة الأخرى .
    درء التعارض (1|231)

    وقال : أيضا فيقال : نحن نسلم أنها متناهية من الجانب المتناهي لكن لم قلت : إذا كانا متناهيين من أحد الجانبيين كانا متناهيين من الجانب الآخر ؟ وهذا أول المسألة والتفاضل وقع من الجانب المتناهي لا من الجانب الذي ليس بمتناه فلم يقع فيما لا يتناهى تفاضل .
    درء التعارض (1|411)

    3- التفاضل لا يكون إلا في الموجود وليس في المعدوم .
    قال رحمه الله : ثم للناس في هذا جوابان أحدهما قول من يقول ما مضى من الحوادث فقد عدم وما لم يحدث لم يكن فالتطبيق في مثل هذا أمر يقدر في الذهن لا حقيقة له في الخارج كتضعيف الأعداد فإن تضعيف الواحد أقل من تضعيف العشرة وتضعيف العشرة أقل من تضعيف المائة وكل ذلك لا نهاية له لكن ليس هو أمرا موجودا في الخارج , ومن قال هذا فإنه يقول إنما يمتنع اجتماع ما لا يتناهى إذا كان مجتمعا في الوجود سواء كانت أجزاؤه متصلة كالأجسام أو كانت منفصلة كنفوس الآدميين ويقول كل ما اجتمع في الوجود فإنه يكون متناهيا ومنهم من يقول المتناهى هو المجتمع المتعلق بعضه ببعض بحيث يكون له ترتيب وضعي كالأجسام أو طبيعي كالعلل وأما ما لا يتعلق بعضه ببعض كالنفوس فلا يجب هذا فيها .
    منهاج السنة (1|435)
    وقال أيضا : وقال : هذا مضمونه أن التطبيق لا يكون إلا بين موجودين ولكن يقال التطبيق في الخارج لا يكون إلا بين موجودين ولكن يمكن تقدير التطبيق بين معدومين لا سيما إذا كانا قد دخلا جميعا في الوجود فالمطبق بينهما إما أن يكونا مقدرين في الأذهان لا يوجدان في الأعيان بحال كالأعداد المجردة عن المعدودات أو معدومين منتظرين كالمستقبلات أو معدومين ماضيين كالحوادث المتقدمة أو موجودين كالمقادير الموجودة والمعدودات الموجودة
    وقال : وقال : وأما غيره فيجيب بثلاثة أجوبة :
    أحدها : قوله : ( فإن لم تقصر إحداهما عن الأخرى في الطرف الآخر كان الشيء مع غيره كهو لا مع غيره ) فنقول : هذا إنما يلزم إذا طبقنا إحدى الجملتين على الأخرى والتطبيق في المعدوم ممتنع كما في تطبيق مراتب الأعداد من الواحد إلى ما لا يتناهى ومن العشرة إلى ما لا يتناهى ومن المائة إلى ما لا يتناهى فإنا نعلم أن عدد تضعيف الواحد أقل من عدد تضعيف العشرة وعدد تضعيف العشرة أقل من عدد تضعيف المائة وعدد تضعيف المائة أقل من تضعيف الألف والجميع لا يتناهى وهذه الحجة من جنس حجة مقابلة دورات أحد الكوكبين بدورات الآخر لكن هناك الدورات وجدت وعدمت وهنا قدرت الأزمنة والحركات الماضية ناقصة وزائدة
    درء التعارض (1|410)
    4- الاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار أو الحصر .
    قال رحمه الله : والذين نازعوهم من أهل الحديث والكلام والفلسفة منعوا هذه المقدمة وقالوا لا نسلم أن حصول مثل هذا التفاضل في ذلك ممتنع بل نحن نعلم أنه من الطوفان إلى مالا نهاية له في المستقبل أعظم من الهجرة إلى مالا نهاية له في المستقبل وكذلك من الهجرة إلى مالا بداية له في الماضي أعظم من الطوفان إلى مالا بداية له في الماضي وإن كان كل منهما لا بداية له فإن مالا نهاية له من هذا الطرف وهذا الطرف ليس أمرا محصورا محدودا موجودا حتى يقال هما متماثلان في المقدار فكيف يكون أحدهما أكثر بل كونه لا يتناهى معناه أنه يوجد شيئا بعد شيء دائما فليس هو مجتمعا محصورا .
    والاشتراك في عدم التناهى لا يقتضى التساوى في المقدار إلا إذا كان كل ما يقال عليه إنه لا يتناهى له قدر محدود وهذا باطل فإن ما لا يتناهى ليس له حد محدود ولا مقدار معين بل هو بمنزلة العدد المضعف فكما أن اشتراك الواحد والعشرة والمائة والألف في التضعيف الذي لا يتناهى لا يقتضى تساوى مقاديرها فكذلك هذا .
    وأيضا فإن هذين هما متناهيان من أحد الطرفين وهو الطرف المستقبل وغير متناهيين من الطرف الآخر وهو الماضي وحينئذ فقول القائل يلزم التفاضل فيما لا يتناهى غلط فإنه إنما حصل في المستقبل وهو الذي يلينا وهو متناه ثم هما لا يتناهيان من الطرف الذي لا يلينا وهو الأزل وهما متفاضلان من الطرف الذي يلينا وهو طرف الأبد .
    فلا يصح أن يقال وقع التفاوت فيما لا يتناهى إذ هذا يشعر بأن التفاوت حصل في الجانب الذي لا آخر له وليس الأمر كذلك بل إنما حصل التفاضل من الجانب المنتهى الذي له آخر فإنه لم ينقض .
    منهاج السنة (1|433)
    وقال : ومما يجاب به عن هذه الحجة - وهي أشهر حججهم - أن يقال : لا نسلم إمكان التطبيق فإنه إذا كان كلاهما لا بداية له وأحدهما انتهى أمس والآخر انتهى اليوم : كان تطبيق الحوادث إلى اليوم على الحوادث إلى الأمس ممتنعا لذاته فإن الحوادث إلى اليوم أكثر فكيف تكون إحداهما مطابقة للأخرى ؟ فلما كان التطبيق ممتنعا جاز أن يلزمه حكم ممتنع .
    درء التعرض (1|410)

    5- قياس الماضي على الأبد ( المستقبل )
    قال رحمه الله : وأما القائلون بامتناع مالا يتناهى وإن عدم بعد وجوده فمنهم من قال به في الماضي والمستقبل كقول جهم وأبي الهذيل ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل وهو قول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم قالوا لأنك إذا قلت لا أعطيك درهما إلا أعطيك بعده درهما كان هذا ممكنا ولو قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك قبله درهما كان هذا ممتنعا وعلى هذا اعتمد أبو المعالي في إرشاده وأمثاله من النظار وهذا التمثيل والموازنة ليست صحيحة بل الموازنة الصحيحة أن تقول ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فتجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل .
    وأما قول القائل لا أعطيك حتى أعطيك فهو نفي للمستقبل حتى يحصل مثله في المستقبل ويكون قبله فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل وهذا ممتنع لم ينف الماضي حتى يكون قبله ماض فإن هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطى والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله مالا نهاية له فإن وجود مالا نهاية له فيما يتناهى ممتنع .
    منهاج السنة (1|436)
    وقال : وقد ذكر بعض الناس بين الماضي والمستقبل فرقا بمثال ذكره كما ذكره صاحب الإرشاد وغيره وهو أن المستقبل بمنزلة ما إذا قال قائل : لا أعطيك درهما إلا أعطيتك بعده درهما وهذا كلام صحيح والماضي بمنزلة لا أعطيك درهما إلا أعطيتك قبله درهما وهذاكلام متناقض
    لكن هذا المثال ليس بمطابق لأن قوله : ( لا أعطيك ) نفي للحاضر والمستقبل ليس نفيا للماضي فإذا قال ( لا أعطيك هذه الساعة أو بعدها شيئا إلا أعطيتك قبله شيئا ) اقتضى أن لا يحدث فعلا الآن حتى يحدث فعلا في الزمن الماضي وهذا ممتنع أو بمنزلة أن يقول : ( لا أفعل حتى أفعل ) وهذا جمع بين النقيضين وإنما مثاله أن يقول : ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فكلاهما ماض فإذا قال القائل : ( ما يحدث شيء إلا ويحدث بعده شيء ) كان مثاله أن يقول : ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول لا يحدث بعده شيء ) كان مثاله أن يقول : ما حدث شيء إلا حدث قبله شيء لا يقول ( لا يحدث في المستقبل شيء إلا حدث قبله شيء ) وكل ما له ابتداء وانتهاء كعمر العبد يمتنع أن يكون فيه عطاء لا انتهاء له أو عطاء لا ابتداء له وإنما الكلام فيما لم يزل ولا يزال .
    درء التعارض(1|406)
    وقال رحمه الله: وكثير منهم فرق بين الماضي والمستقبل بأن هذا دخل في الوجود وهذا لم يدخل فهذا يمكن فيه التطبيق بخلاف هذا
    وهذا فرق ضعيف لوجهين أحدهما أن الماضي عدم فلا يمكن فيه التطبيق كما ذكروه والثاني أن دليلكم دليل التطبيق والموازاة مبناه على أن ما لا يتناها لا يكون بعضه أكثر من بعض .
    قالوا فإذا فرضنا الحوادث من الطوفان والحوادث من الهجرة وطبقنا بينهما فإن تساويا لزم أن يكون الزائد كالناقص وهو محال وإن تفاضلا لزم فيما لا يتناهى أن يكون بعضه أزيد من بعضه قالوا وهذا محال .
    فقيل لهم هذا ينقض عليكم بالحوادث في المستقبل فإن الحوادث المستقبلة من الطوفان أزيد منها في الهجرة ففرق بعضهم بأن ذاك وجد وهذا لم يوجد وهو فرق ضعيف كما ترى
    ثم قال : ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل
    فإنك إذا قلت لا أعطيتك درهما إلا أعطيتك آخر كان ممكنا وإذا قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك درهما كان غير ممكن هذا ذكره صاحب الإرشاد وغيره وليس هو بتمثيل مطابق إنما المطابق أن يقال ما أعطيتك درهما إلا وقد أعطيتك قبله درهما فأما إذا قال لا أعطيك حتى أعطيك فهنا نفى المستقبل حتى يحصل المستقبل
    والمقصود أن ما هو إثبات ماض قبله ماض لا إثبات مستقبل قبله مستقبل فالتقديرات أربعة مستقبل بعده مستقبل وماض قبله ماض ومستقبل قبله مستقبل وماض بعده ماض فهذان متماثلان وذانك متماثلان والممتنع هنا ذانك لا هذان .
    الصفدية (2|33)

    اعتراف الأشاعرة بضعف هذا البرهان
    وفي قدم العالم لكاملة الكواري : ولهذا فإن التفتازاني لما وجد صعوبة في بيان برهان التطبيق لإبطال حوادث لا أول لها قال : " والحق أن تحصيل الجملتين من سلسلة واحدة ثم مقابلة جزء من هذه بجزء من تلك إنما هو بحسب العقل دون الخارج ، فإن كفى في تمام الدليل حكم العقل بأنه لابد أن يقع بإزاء كل جزء جزء أو لا يقع ، فالدليل جار في الأعداد وفي الموجودات المتعاقبة والمجتمعة والمترتبة وغير المترتبة ، لأن للعقل أن يفرض ذلك في الكل ، وإن لم يكف ذلك بل اشترط ملاحظة أجزاء الجملتين على التفصيل لم يتم الدليل في الموجودات المترتبة فضلاً عما عداها ، لأنه لا سبيل إلى ذلك إلا فيما لا يتناهى من الزمان "
    وقال الظواهري بعد نقل كلام التفتازاني " وبعد ما تقدم صار التطبيق غير متفق عليه في إبطال التسلسل وإن قيل إنه العمدة .
    قدم العالم (110)

    والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

    نكتة المسألة هي في تعريف ( ما لا يتناهى )، فإنهم لم يعرفوا هذا المصطلح مع كثرة ترداده في كلامهم، وقد بحثت كثيرا عن تعريفه فلم أجد.
    ولو ذكروا تعريف ( ما لا يتناهى ) لانحلت المسألة من أصلها، ولظهر بطلان الكلام بوضوح.

    فإننا لو عرفنا ( ما لا يتناهى ) بأنه : "ما لا يزداد بوضع فرد من جنسه فيه" فهذا التعريف في حد ذاته يحتوي على إبطال برهان التطبيق!!
    لأن خلاصته ( س = س + 1 ) ، وهذا ما يبطله برهان التطبيق، وعليه فإما أن يكون برهان التطبيق باطلا وإما أن يكون تعريف ما لا يتناهى باطلا، والثاني خطأ فثبت الأول.

    وعلم الرياضيات الحديث يثبت بطلان كلامهم في هذا البرهان؛ لأنه لا يمتنع في الرياضيات تفاضل اللامتناهيات بمقادير ثابتة، بل هذا هو مقتضى التعريف!
    كما أن علم الرياضيات الحديث يثبت وجود لامتناهيات مختلفة الأنواع.
    والله أعلم.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  3. #3

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا الكريم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    بارك الله في الشيخين الفاضلين على ما أفادا.
    أخذ المتكلمون ما يسمى ببرهان المطابقة من كتاب "الرد على ابرقلس القائل بقدم العالم" ليحي النحوي (فيلوبونوس) وهو فيلسوف يعقوبي كان تلميذا لأمونيوس الذي كان تلميذاً لأبرقلس، وكان هذا يعتقد قدم العالم تبعاً لأرسطوطاليس.
    والكتاب مخروم باللاتينية ( ينقصه من البداية إلى الحجة الرابعة وهو- كاملاً - ثماني عشرة حجة) واسمه باللاتينية :
    De aeternitate mundi contra proclum" وهو موجود بالعربية ذكره النديم في الفهرست .وقد نقل شيئاً من الحجج الشهرستاني في الملل والنحل.
    والله أعلم.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر العروي مشاهدة المشاركة
    أخذ المتكلمون ما يسمى ببرهان المطابقة من كتاب "الرد على ابرقلس القائل بقدم العالم" ليحي النحوي (فيلوبونوس) وهو فيلسوف يعقوبي كان تلميذا لأمونيوس الذي كان تلميذاً لأبرقلس، وكان هذا يعتقد قدم العالم تبعاً لأرسطوطاليس.
    وفقك الله وسدد خطاك.
    أرجو أن توثق لنا هذه المعلومة، لأن برهان التطبيق لا يتماشى مع أصول من يقول بقدم العالم من الفلاسفة.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    ومن بلايا برهان التطبيق أن أبا المعالي الجويني طرد هذا البرهان في معلومات الله عز وجل، فزعم أنه لا يعلم ما لا يتناهى على التفصيل!
    قال في البرهان (1/145):
    (( فإن استنكر الجهلة ذلك وشمخوا بآنافهم وقالوا: الباري سبحانه عالم بما لا يتناهى على التفصيل، سفهنا عقولهم وأحلنا تقرير هذا الفن على أحكام الصفات، وبالجملة علم الباري سبحانه وتعالى إذا تعلق بجواهر لا تتناهى فمعنى تعلقه بها استرساله عليها من غير فرض تفصيل الآحاد مع نفي النهاية، فإن ما يحيل دخول ما لا يتناهى في الوجود يحيل وقوع تقديرات غير متناهية في العلم، والأجناس المختلفة التي فيها الكلام يستحيل العلم بها، فإنها متباينة بالخواص، وتعلق العلم بها على التفصيل مع نفي النهاية محال، وإذا لاحت الحقائق فليقل الأخرق بعدها ما شاء )).

    وقد حاول من تبعه من الأشاعرة أن ينقضوا كلامه فلم يأتوا بما يشفي، إلا أنهم أجمعوا على بطلان كلامه، مع أنه لازم لهم على التسليم ببرهان التطبيق!!

    فأحد الأمرين لازم لهم: إما أن يبطلوا برهان التطبيق، وإما أن يوافقوا على كلام الجويني.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    وفيك بارك الله يا أستاذ،
    يحيى النحوي كان يعقوبياً على دين النصارى، منتقداً لقول أبرقلس القائل بقدم العالم تبعاً للمدرسة المشائية. والكتاب الذي أشرتُ إليه ذكره أيضاً أبو الريحان البيروني في كتاب الهند ويظهر من السياق أنه قرأه.
    ثم قولي إن الشهرستاني ذكر في الملل والنحل شيئاً من الحجج فيه إبهام، لأن المراد بالحجج هنا حجج أبرقلس في قدم العالم وليس حجج يحي النحوي في الرد عليها.
    ملاحظة :
    ذكرت بعض المصادر أن يحي هذا رأى عمر بن العاص في مصر، وهذا بعيد لأن يحي توفي قبل الفتوح بمدة على الصحيح.والله أعلم..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    [quote=عبد الباسط بن يوسف الغريب;191717]نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة
    قال رحمه الله : وأما القائلون بامتناع مالا يتناهى وإن عدم بعد وجوده فمنهم من قال به في الماضي والمستقبل كقول جهم وأبي الهذيل ومنهم من فرق بين الماضي والمستقبل وهو قول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم قالوا لأنك إذا قلت لا أعطيك درهما إلا أعطيك بعده درهما كان هذا ممكنا ولو قلت لا أعطيك درهما حتى أعطيك قبله درهما كان هذا ممتنعا وعلى هذا اعتمد أبو المعالي في إرشاده وأمثاله من النظار وهذا التمثيل والموازنة ليست صحيحة بل الموازنة الصحيحة أن تقول ما أعطيتك درهما إلا أعطيتك قبله درهما فتجعل ماضيا قبل ماض كما جعلت هناك مستقبلا بعد مستقبل .
    وأما قول القائل لا أعطيك حتى أعطيك فهو نفي للمستقبل حتى يحصل مثله في المستقبل ويكون قبله فقد نفى المستقبل حتى يوجد المستقبل وهذا ممتنع لم ينف الماضي حتى يكون قبله ماض فإن هذا ممكن والعطاء المستقبل ابتداؤه من المعطى والمستقبل الذي له ابتداء وانتهاء لا يكون قبله مالا نهاية له فإن وجود مالا نهاية له فيما يتناهى ممتنع .
    منهاج السنة (1|436)
    بارك الله فيك أخي الكريم.
    كنت قد عقبت على مشاركتك النافعة بجواب مفاده أن المتكلمين أخذوا هذه من كتاب يحي النحوي المتوفى سنة 580م . وإثر مشاركتي طلب مني الشيخ أبو مالك حفظه الله تعالى التثبت من هذه المعلومة، فأجبت بجواب مختصر لأن المصدر لم يكن بحوزتي.
    وسوف أنقل إن شاء الله كلام أبي المعالي الذي أشار إليه شيخ الإسلام ثم أعقبه بكلام يحي النحوي مختصراً إياه ليتسنى لنا المقارنة بعد ذلك.
    (قال في الإرشاد ص47 ت : أسعد تميم، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1 1985)
    " وضرب المحصلون في الوجهين فقالوا : مثال إثبات حوادث لا أول لها قول القائل لمن يخاطبه :
    لا أعطيك درهماً إلا و أعطيتك قبله ديناراًو لا أعطيك ديناراً إلا وأعطيتك قبله درهماً. فلا يتصور أن يعطي على حكم شرطه ديناراً و لا درهماً."انتهى
    قال يحي النحوي في رسالته " في حدث العالم" وهي غيركتابه "الرد على أبرقلس القائل بقدم العالم"
    نشرها المستشرق الفرنسي "جيرار تروبو" و قال إن المخطوط مكتوب على يدي أحد الأقباط وهو بمكتبة أكسفورد.
    " قال يحي : قد تقدمت فوضعت كتبا في نقض الأغاليط و الشبه التي احتج بها برقلس والتي احتج بها أرسطاطاليس وغيرهما من أهل الدهر في قدم العالم. وأما الآن فإني أريد أن أقيم البرهان في هذا الكتاب على أن العالم محدث كان بعد أن لم يكن.
    .... فنرجع بعد هذا إلى الذي قدمناه من هذه الأصول الثلاثة فنقول : إن كان العالم قديماً لم يزل، فإن أشخاص الحيوان لم تزل تتناسل فيه بعضها من بعض، إنسان من إنسان وفرس من فرس وثور من ثور...
    وإذا كان هذا هكذا فقد تقدم وجود سقراط وجود أبيه وتقدم وجود أبيه وجود الأب الذي كان قبله ...
    و قلنا في الأصل الثالث أن كل شيئ يحتاج في وجوده إلى وجود أشياء لا نهاية لعددها تتقدمه أنه لا يمكن أن يوجد أبد، وسقراط قد وُجد." انتهى
    هذا ما أردت نقله وهناك كلام لآخر في برهان المطابقة والله أعلم.

  9. #9

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    جزاك الله أخي الكريم
    الذين قالوا بحوادث لا أول لها صادرة عن آله .
    أولا : بعض فلاسفة الإسلام كابن سينا الذي قال بوجوب حوادث لا أول لها - الله موجب بالذات-
    ثانيا : أهل السنة الذين قالوا بالجواز .
    وقول ابن سينا مركب كما ذكر شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية من قول الفلاسفة الدهريين الذين ينكرون وجود الله ويرون هذا العالم قديم دون إسناد وجوده إلى آله ؛ وبين أهل الشرائع - الأنبياء والرسل - الذين آمنوا بالله وأوليته وخلقه لهذا الكون .
    .
    وقد نقل شيخ الإسلام ردود الرازي على بعض الفلاسفة القائلين بوجوب حوادث لا أول لها
    درء التعارض (5|72)
    وابن رشد في التهافت رد على الغزالي في هذه المسألة - برهان التطبيق- وانتصر لابن سينا
    فلا إشكال أن بعض الفلاسفة قالوا بحوادث لا أول لها -الوجوب -
    وقول ابن سينا من فلاسفة الإسلام غير قول الفلاسفة اليونانيين المنكرين أصلا للإله القائلين بقدم العالم وإن اشتركوا في جزئية من ذلك .
    والله أعلم

  10. #10

    افتراضي رد: نقض برهان التطبيق عند الأشاعرة

    جزاكم الله تعالى كل خير إخواني الأفاضل على هذه الفوائد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •