حقيقة هذا العلم أنه آلة لفهم العلوم الشرعية الفهم الصحيح
فهو المسمى بجدارة: "خادم العلوم"
خادم لكل من أراد النظر في النصوص الشرعية
ومن لم يتعلمه فلا يعتد بنظره فيها ولا يعتد بفهمه لها بل لا يعتد بعلمه أصلا
فعلم الأصول خادم لـ:
علم العقائد
علم الحديث
علم الفقه
علم التفسير
فهذه العلوم الأربعة هي المطلوبة لذاتها من علوم الشرع وعلم الأصول خادم لها ووضع لفهمها الفهم الصحيح
فهو موضوع لبيان الطرق الصحيحة لفهم هذه العلوم أولا وضبط هذا الفهم ثانيا
ولما لم يكن هو الوحيد آلة الفهم لتلك النصوص
أدخل أصحابه فيه غيره من علوم الآلة وهي:
علوم العربية وهو أهمها بل قال القرافي فيما أذكر الآن أن أغلب علم الأصول مستمد من علم العربية
وذلك لأهمية هذه الآلة في فهم النصوص الشرعية كما هو مقرر في أكثر من موضع في كلام العلماء أهمه فيما أعلم الشافعي في الرسالة والشاطبي في الموافقات
علم قوانين الحكم على الأخبار (المصطلح)
علم قوانين ضبط الفهم والتفكير السليم أو تفهيم طرق الفكر والنظر، وتنوير مسالك الأقيسة والعبر، وهو علم المنطق أو الميزان
والنظر في السمعيات لا يباين النظر في العقليات
قال أبو ثور: كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع قبول الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة فوضع له كتاب الرسالة
فلابد من معرفة حقيقة موضوع هذا العلم قبل الاعتراض على أهله
وحقيقته أنه آلة الفهم الصحيح