لا يوجد محبط للأعمال أعظم من الشرك بالله عزوجل عياذا بالله أو الردة أو الرياء أو السمعة فكلها محبطات للأعمال الصالحة
هناك سبع محطات يجب أن تتوقف عندها وأنت تريد التقرب إلى الله عزوجل سواء كان تقربك إلى الله عزوجل في الأمور المأمور بها أم في الأمور المنهي عنها
هناك سبع محطات يجب أن تتوقف عندها وأنت تريد أن تتقرب إلى الله -عزوجل-، سواء كان تقربك إلى الله -عزوجل- في الأمور المأمور بها أو في الأمور المنهي عنها، إما بإتيانك المأمور به أو بابتعادك عن المنهي عنه، وهذه المحطات قد أشار إليها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله تعالى عليه في كتبه ومصنفاته:
المحطة الأولى: لا تعمل إلا بعلم
أما عن المحطة الأولى: (لا تعمل أي عمل سواء بفعل الأوامر أو بترك النواهي إلا بعد علم) أي بعد أن تتعلم، وتلك هي المحطة الأولى، لابد وأن تهتم بالعلم، ومن يتجاوز تلك المحطة فإنه سيتجاوز أشياء كثيرة، وسيقع في أخطاء كثيرة لا حصر لها، قال الله -سبحانه- وتعالى- للنبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}، قدم الله -عزوجل- العلم على العمل، ولذلك قال الإمام البخاري في هذا الأمر: (باب العلم قبل القول والعمل)، وكذلك أول مانزل الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له: { اقرأ }، ثم يأتي العمل فيما بعد، فإذا تلك هي المحطة الأولى، (محطة العلم)؛ فلا تأتِ شيئا ولا تنتهِ عن شيء إلا بعلم. المحطة الثانية: محطة المحبة
المحطة الثانية التي سنقف عندها: (محطة المحبة) فما المحبة؟ لابد وأن تعرف يقينًا أنه ما أمر الله -عزوجل- بشيءٍ إلا أحبه، ولا نهى الله -عزوجل- عن شيء إلا كرهه، فأما المأمور فهو محبوب لذاته؛ لأن الله -عزوجل- يحبه، وأما المنهي عنه فهو مكروه عند الله -عزوجل-؛ فيصير عندك شعور أنك تحب هذا الأمر الذي أمر الله -عزوجل- به، وتكره المنهي الذي نهى الله -عزوجل- عنه؛ لأن الله -عزوجل- ما أمر بهذا إلا لخير، ولا نهى عن الشر إلا لخير؛ فيكون في قلبك حب لهذا المأمور وحب لتركك هذا المنهي عنه؛ لأن الله -عزوجل- هو الذي أمر بهذا، وهو -سبحانه- الذي نهى عن ذاك؛ ولذلك قالوا السنن الشرعية كلها محبوبة عند الله -عزوجل-، أما السنن الكونية ففيها ما هو محبوب عند الله -عزوجل- وفيها ما هو مكروه عند الله -عزوجل-، فالله -سبحانه- قدر -كونا- الكفر، وقدر الله -عزوجل كونا- الظلم، وقدر الله -عزوجل كونا- القتل، والله -عزوجل- لا يحب ذلك كله بل ونهى عنه، إذا في الأمور الشرعية والأحكام الشرعية بين أن الأوامر والنواهي كلها محبوبات لله -عزوجل- (الأمر والنهي) ولذلك فالله -عزوجل- ما أمر إلا بالخير، وما نهى إلا عن شر. المحطة الثالثة: العزيمة
المحطة الثالثة: (أن يصير عندك عزيمة على الفعل والترك)؛ فبعد العلم يتولد لديك شيء في الداخل، فقد تعلمت الآن أن هذا الشيء أحبه الله وأمر به، وأن هذا الشيء الله -عزوجل- لا يحبه وقد نهى عنه؛ فصار في نفسي حب لأمر الله -عزوجل-، سواء بالفعل أم بالترك؛ فتأتي العزيمة وهي النية؛ لذلك من عزم على فعل أمر أو ترك نهي، فهو مأجور عند الله -سبحانه وتعالى-، فعزيمتك على الفعل إنما هي نية، «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى». المحطة الرابعة: العمل بالعلم
المحطة الرابعة: (العمل بهذا العلم)، والعمل هو الأمر المطلوب، وهو ثمرة العلم، كما قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب، تلك هي ثمرة هذه الزرعة والنبتة الطيبة التي زرعتها وتعبت عليها. المحطة الخامسة:العمل وفق ضابط محدد
المحطة الخامسة: (أن تعمل بتلك الأحكام الشرعية من أوامر ونواه وفق ضابطٍ محدد) وهو كما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - قولا وعملًا، {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، «صلوا كما رأيتموني أصلي»، «خذوا عني مناسككم»، «من توضأ كما أُمر وصلى كما أُمر غُفر له ذنبه» هكذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ( كما أُمر ) فلابد من اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - قولا وعملًا وتركًا. المحطة السادسة: حماية الأعمال من المحبطات
المحطة السادسة: (أن تحمي أعمالك من المحبطات)؛ فتحمي عملك من أي شيء قد يحبطه، ولا يوجد محبط للأعمال أعظم من الشرك بالله -عزوجل- عياذا بالله! أو الردة أو الرياء أو السمعة؛ فكلها محبطات للأعمال الصالحة؛ فإنك إذا تعبت في العمل، فحاول أن تجعل سياجا يحوط ذلك العمل ويحرسه ويحافظ عليه، سياجا من الإخلاص لله -عزوجل- واتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، فكما حفظنا العمل سابقًا بالاتباع، لابد وأن نحيطه ونحرسه أيضا بالإخلاص كي يرفعه الله -عزوجل- ويقبله، ولئلا تُحبط الأعمال عياذا بالله! فإن الله -عزوجل- لايقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا صوابًا (خالصًا لوجه الله -عزوجل- وصوابا على طريقة النبي - صلى الله عليه وسلم ). المحطة السابعة: حب متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم