بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
[ رحلـتي إلـى الريـاض ]
أحمـد بـراك الهيفـي
لمدينة الرياض في قلبي مكانة كبيرة كيف لا وهي عاصمة بلاد الحرمين الشريفين وحاضرة العلم والعلماء، فاذا ذكرت الرياض تذكرت العزة والشموخ، والعلم والعلماء، والنخوة والشهامة والكرم، والتوحيد والعقيدة، واذا ذكرت الرياض تذكرت الامام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب والملك الموحد عبدالعزيز آل سعود.
ومن محبتي للرياض استمع لحديث من يزورها ويتحدث عنها فكيف اذا عقدت العزم للسفر إليها. وكان الغرض من الرحلة زيارة بعض العلماء وزيارة معرض الكتاب وأما اجمل ما في الرحلة فهم اخوة السفر وعلى رأسهم ـ ومن أجله كانت الرحلة ـ الشيخ فيصل بن قزار حفظه الله ونفع بعلمه وجعله مباركاً اينما كان والاستاذ عبدالله الشنفا وهو كما يقولون ـ ملح السفرة ـ والاستاذ فهد الديحاني العمود الفقري للرحلة ومع هذه الرفقة الطيبة لا تشعر بطول الطريق ولا بعناء السفر بل تتمنى ان تطول المسافة حتى تستفيد من علمهم واخلاقهم. وأما أهم الاحداث في هذه الرحلة فأوجزها بالتالي: زيارة معرض الكتاب: وهو من المعارض المهمة وفيه تنوع كبير في الكتب خصوصاً الكتب الشرعية.
ومما يلفت الانظار في المعرض منع الاختلاط وهذا يدل على ان التمسك بالشريعة الاسلامية سهل وميسور، فالمعرض نجح نجاحاً كبيراَ، وايضا مما يبعث على الشعور بالعزة والارتياح، توقف البيع والشراء عند رفع الاذان، ومع هذا لم يشتك احد من قلة المبيعات او ضيق الوقت بسبب توقف البيع عند وقت الصلاة.
زيارة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الأوقاف السعودي: لقد كان الالتقاء بالشيخ صالح آل الشيخ ميزة كبيرة فهو من العلماء المحققين وكذلك وزير للأوقاف والشؤون الاسلامية ومع هذا فهو في قمة التواضع فمع كثرة مشاغله استقطع لنا من وقته الثمين، وقد طرح عليه الشيخ فيصل بعض المسائل المهمة وقدم له بعض مؤلفاته ومنها تجريد التوحيد والرد على الاشاعرة وحقيقة الخوارج واصل الشيخ ابن باز في الرد على المخالفين. كرم أهل الرياض ومحبتهم للكويتيين: من غير مبالغة لا نجد احدا من اهل الرياض سواء في مسجد ام مجلس علم أم مكتبة إلا ويبادر لضيافتك وخصوصا اذا علم انك من الكويت وقد اعتذرنا من الكثيرين لضيق الوقت الا من اثنين اولهم الشيخ سليمان الهديب الذي اقسم علينا باغلظ الايمان ان يستضيفنا على الغداء في منزله العامر ـ وهذا من كرمه ومحبته ـ بحضور شيخنا الحبيب الاديب الاريب الشيخ عبدالعزيز السدحان والشيخ فهد الغراب امام جامع ابن تيمية، ومن نشاط الشيخ اصبح هذا المسجد منارة لطلاب العلم حتى انه يسمى جامعة شرعية مصغرة. وايضا قبلنا دعوة الاخوة نصف العصفور وعبدالعزيز العيدان وانس اليتامي وهم طلبة كويتيون يدرسون ماجستير في جامعة الامام محمد بن سعود. فجزاهم الله خيرا على حسن ضيافتهم ونسأل الله ان يوفقهم لما يحب ويرضى.
مسك الختام: اما مسك الختام فهو زيارة شيخنا العلامة ناصر السنة الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه وسبب الزيارة هو شكر الشيخ على تكرمه وتفضله بتقديم كتاب »اصول الشيخ ابن باز في الرد على المخالفين« للشيخ فيصل بن قزار.
-----------
المصدر : جريـدة الوطـن