الحمدلله وحده..
البارحة مررت بفائدة وتذكرت ارتباطها بخطأ قد أقع فيه أحياناً وربما كذلك بعض الأخوة فأذكر هذه الفائدة تذكيراً لنفسي ولأخواني وحرصاً على نقاء الدرهم..
من فوائد الزهد الكبير للامام الجليل الحافظ أحمد البيهقي:
946 - أخبرنا أبو الحسن الحسيني ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد بن سعيد الهروي ، ثنا أبو الحسين الجلادي قال : قال محمد بن بشر بن مطر ، ثنا محمد بن قدامة الجوهري قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قال سفيان الثوري : « انظر درهمك من أين هو ؟ وصل في الصف الأخير »ا.هـ
السند فيه رجلٌ يُستسمح في أمره طالما أنه في أثرٍ وفي أمرٍ خلا الأحكام.
تعليقاً ومذاكرة:
فهذه كلمةٌ جليلة يربي فيها الامام سفيان الثوري تلميذه القدوة شعيب بن حرب-كما وصفه الذهبي-..
والشاهد : أنه لا يكتفي المرء في أن ينظر في أي مصلحةٍ هو يعمل ؛ فإن كانت في مصلحةٍ قائمة على الكتاب والسنة وخدمة الدعوة استروح لذلك وأخذ يصرف الأوقات يمنةً ويسرةً بلا مراعاة لحق الله وحق الآدمي الذي يعمل لديه.
بل عليه أن ينظر في إخلاصه في عمله ومدى استيعابه جهده وطاقته في القيام بحق أجرته كاملة.
ومن الصور أو الفروع التي قد تكون مؤثرةً في حلال الدرهم بين كماله وأصله:
1/ أن تجد الأجير يعمل في أمرٍ ليس هو من جنس عمل المصلحة التي يعمل فيها كالقراءة في مسألة علمية من كتاب معين في وقتٍ يكون فيه مطالباً بأن ينجز عملاً معيناً لا يمت بصلةٍ إلى هذه القراءة.
2/ التأخر والغياب عن الحضور في الوقت المعين..والتحايل في ذلك بتلمّس الأعذار النفسية وهذه بلية منتشرة.
3/استخدام الهاتف في إصلاح عقود أو معاوضات خارجة عن مصلحة العمل..وهذا واقعٌ ابُتلي به كثيرٌ ممن عليه رسمُ الصلاح...

المهم الصور والفروع كثيرة..
لكن جُماع الأمر : ورع المرء وحرصه على نقاء درهمه.
ولولا فساد الدراهم لكان الجميع مُجاب الدعوة.


أتمنى التوجيه والنصح في هذه المعاني خصوصاً من مشايخنا الأفاضل..